® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-11-27, 9:03 pm | | @hassanbalam #عبد_العزيز_جويدة
محاولة أن تكون نزار قبانىتركيب آخر لكلمات ومعانى نزار قبانى
شاعر يقتفى أثر نزار قبّانىهناك تقارب بين أسلوب شعر عبد العزيز جويدة وأسلوب شعر نزار قباني، خاصة في جانب القدرة على تجسيد المشاهد وتحويل الدلالات الغائبة إلى معالم ملموسة. إن عبد العزيز جويدة شاعر غنائي حسي يقتفي اثر أستاذه نزار قباني
كلنا عاشقون(1) لَحظَةُ الصَّمتِ كانتْ كَلامًا.. بيننا ، لُغَةً ليسَ يَفهَمُها في الوجودِ سِوانا إنَّها أبْجَدِيَّةُ مَن يَعشَقونَ ومَنْ يَنزِفونْ إنَّهُ النُّطقُ مِنْ حَدَقاتِ العُيونْ كُلُّنا مُغْرَمونْ كلُّنا عاشِقونْ بَصْمَةُ العِشْقِ لا تَتشابَهُ بينَ الأحبَّةِ حتى يَكونوا بِنفسِ البراءَةِ ، نَفسِ الطَّهارَةِ نفسِ الجُنونْ (2) ليسَ للحبِّ آخِرْ رِحلَةُ العِشقِ أطوَلُ مِن سَنَواتِ العُمُرْ ومِن هَمَساتِ الظُّنونْ أنتِ كلُّ المَرافئِ لو يَعلَمونْ أنتِ عَصرُ النُّبوءَةِ أنتِ الخُصوبَةُ أنتِ التَّوَحُّدُ أنتِ الزَّمانُ الحَنونْ كلُّ أَزْمِنَةِ الحبِّ تَرحلُ إلا زَمانَكِ مازالَ يَنبِضُ رَغْمَ السُّكونْ كلُّ شيءٍ جميلٍ تَوارَى ولَكِنْ .. عُيونُكِ تَزدادُ حُسْنًا ، وتَزدادُ عُمْقًا وأزدادُ عِشقًا لِهَذي الفُتُونْ لَمْ يَعُدْ لي سِواكِ امْنَحيني الهُويَّةْ أدْخِليني لِحضْرَةِ عَينيكِ كلُّ الصِّعابِ أمامي تَهونْ ليسَ لي مِن مَكانٍ ، ولا من زَمانٍ وحَيثُ تَكونينَ قَلبي يَكونْ (3) أيُّها الجاهِلونَ .. مَعاني المَحَبَّةْ ليسَ لِيَ أنْ أُبَرِّرَ هذا الشُّعورَ فلنْ تَفهَموني ولن تَعذُروني لحْظَةُ الحبِّ أروَعُ ما في الوجودِ فهل .. تُنكِرونْ ؟ وهل .. تَهْرُبونْ ؟ أيُّها الكافرونَ بِدينِ المَحَبَّةِ لا تَسألوني عَنِ الحُبِّ حتَّى تَذوقوهُ مِثليَ أو .. تُؤمِنونْ
لِنَفْتَرِقْ هُنا نَفتَرِقْ
لأنَّا وَصلنا إلى المُفتَرَقْ
طَريقُ الرجوعِ إليكِ طَويلٌ
وطَوقُ النجاةِ بِنا يَحترقْ
وأبعَدُ ما قد تَكونُ الشواطئْ
وصَعبٌ تَلوحُ شُموسُ الأفقْ
أضَعتُ السنينَ عليكِ انتظارًا
وكنتِ بعينيَّ حُلمًا جميلاً
أفَقتُ ويا ليتَني لَم أُفِقْ
نَجوتِ بِنفسِكِ لا تَترُكيني
أُصارعُ وَحدي عذابَ الغَرَقْ
لا تَعشَقيني (1)
قُلوبٌ تَميلْ
وقُربي إليها مِنَ المُستَحيلْ
لأنِّي جَريحْ
وأشتاقُ يومًا لأنْ أستريحْ
فلا تَخدَعيني بِحُبٍّ جَديدْ
لأنِّي أخافُ دَعيني بَعيدْ
(2)
وإنْ تَعشَقيني
فلا شَيءَ عِندي لِكي تَأخُذيهْ
وما أنا شَيءٌ
ولا قلبَ عندي لكي تَعشَقيهْ
فقد تَندمينَ
وتَمضينَ عنِّي
وفي القلبِ سِرٌّ ولن تَعرِفيهْ
فإنيَ وَهمٌ
وقلبي خَيالٌ
وحُبي سَيبقَى بَعيدَ المَنالْ
فلا تَعشَقيني لأني المُحالْ
(3)
وإنْ تَعشقيني
فهل تَعرِفينَ أنا مَنْ أكونْ ؟
أنا الليلُ حِينَ طَواهُ السكونْ
فلا أنا طِفلٌ
ولا أنا شَيخٌ
ولا أنا أضحَكُ مثلَ الشبابْ
تَقاطيعُ وَجهي خَرائطُ حُزنٍ ،
بِحارُ دُموعٍ ، تِلالُ اكتِئابْ
فلا تَعشَقيني لأني العَذابْ
(4)
إذا قُلْتُ يَومًا بأنِّي أُحبُّكْ
فلا تَسمَعيني
فَحُبِّي كَلامْ
وحُبي إليكِ بَقايا انتِقامْ
لأنِّي جَريحْ ..
سأشتاقُ يَومًا لكي أستَريحْ
وأرغَبُ يَومًا أرُدُّ اعتِباري
وأُطفئُ ناري
فَأقتُلُ فيكِ العُيونَ البريئةْ
فَلا تَعشَقيني لأنِّي الخَطيئةْ
(5)
دَعينيَ أمْضِ ودَاري دُموعَكْ
لأنِّي أخافُ سأرحَلُ عَنكِ
وقلبي السَّفينَةْ
أجوبُ بِقلبي الليالي الحَزينَةْ
فعُذرًا لأنِّي سأمضي وَحيدًا
سَأمضي بعيدًا
وإنْ عُدْتُ يَومًا
فقولي بأنَّكِ لا تَعرِفيني
فَقلبي ظَلامْ
وحُبي كَلامْ
ومازِلتُ أرغَبُ في الانتِقامْ
أنتِ المُفاجأةُ الأخيرَةُ في حَياتي
أنتِ التفاصيلُ الصغيرةُ والكبيرةُ
أنتِ ذاتي
أنتِ المَليكَةُ ، والأميرةُ ..
أنتِ أعظمُ ذِكرياتي
أنتِ المُفاجأةُ التي
سَبَقتْ جميعَ تَوَقُّعاتي
وبها دَخلْتُ إلى عُصورٍ لَمْ تَجِئْ
أنتِ اختِصارٌ للنساءِ جَميعِهِنْ
وبِنورِ حُبِّكِ خُضْتُ
كلَّ تَحَدِّياتي
أنتِ التَّفَرُّدُ بينَهُنْ
مَنْ قالَ إنَّكِ مثلُهُنْ ؟
لَكِنَّني لا أستَطيعُ بأنْ أقولَ
مُبَرِّراتي
أنتِ التي مَلَكَتْ ..
مَنابِعَ دَهْشَتي ،
وبُزوغَ شَمسِ تَجَلِّياتي
ماذا أنا يا مُنيَتي
إن لَم تَكوني
في حَياتي ؟
***
أنتِ المُفاجأةُ التي
لا تُحتَمَلْ
قد أذهَلَتْني ،
أدْخَلَتْني ..
في سَراديبِ التَّرَقُّبِ ، والتَّوَقُّعِ
حينَ يَغدو كلُّ شيءٍ
مُحتَمَلْ
أنتِ القصيدةُ
حينَ تَغتسلُ القصيدةُ
بالرحيلِ ، وبالدموعِ ،
وبالأمَلْ
أنتِ المدائنُ
حينَ تَنفُضُ حُزنَها
وتَذوبُ مِنْ فَرْطِ الخَجَلْ
أنتِ السنينُ
وقد أُضيفَتْ فَوقَ عُمري
صارَ لي ألفا أجَلْ
إنْ مِتُّ في عينيكِ مِيتَةَ عاشِقٍ
فَلسوفَ أٌبْعَثُ
حينَ أحتَضِنُ المُقَلْ
لا تَحزَني
لا تَرهبي ما في الوُجودِ
حَبيبَتي
فالحُبُّ فينا لا يَزالُ ، ولَم نَزَلْ
وإذا أرَدْتِ لِمرَّةٍ
أنْ تَقتُليني
أرجوكِ لا تَتمهَّلي
حتى أموتَ ..
على عَجَلْ
(1)
أُريدُ الرحيلَ لأرضٍ جَديدةْ
لأرضٍ بَعيدةْ
لأرضٍ وما أدرَكَتْها العُيونُ
ولا دَنَّستْها ذُنوبُ البشَرْ
أُريدُ التَّنقُّلَ بينَ الكواكِبِ
يومًا أُسافرُ بينَ النجومِ
ويومًا أنامُ بِحِضنِ القمرْ
وحينًا أُغني كمثلِ الطيورِ
وحينًا أُظلِّلُ مثلَ الشجرْ
أُريدُ الرحيلَ لأرضِ المحبَّةِ
أرضِ التسامُحِ
أرضِ السلامِ لكلِّ البشرْ
(2)
أُريدُ الرحيلَ لأرضِ الفضيلةْ
لأنَّ الحياةَ هُنا مُستحيلةْ
لأنَّ الرذيلةْ ..
تُحطِّمُ فينا الصفاتِ النبيلةْ
وتَحرِقُ كلَّ المعاني الجميلةْ
فيا أرضُ أحمِلُها مثلَ عُمري
وأرحَلُ عَبرَ السنينِ الطويلةْ
فأينَ الطريقُ المؤدي إليكِ ؟
وكيفَ الوصولُ ؟
وأينَ الوسيلةْ ؟
(3)
أُريدُ الرحيلَ لأرضِ العدالةْ
فكلُّ الحقوقِ لَدينا تَضيعُ
ونحنُ نَعيشُ بعصرِ الجَهالةْ
قَتلنا الرسولَ ،
حَرقنا الرسالةْ
فكيفَ الحياةُ على ظَهرِ أرضٍ
تُخلِّفُ فينا عُصورَ الضلالَةْ
أُحبُّكِ يا أرضُ لَمْ تأتِ بَعدُ
ورَغمَ انتِظاري
أنا ما شَعُرتُ بطعمِ المَلالةْ
ستَبقينَ حُلمي
ولو كنتُ أُدرِكُ
أنَّ الوصولَ إليكِ استِحالةْ
لكني معك علي موعد
يا حُبًّا لم يُخْلَقْ بَعدْ يا شَوْقًا كالمَوْجِ بِصدري
يا عِشْقًا يَجْتاحُ كِياني
يا أجمَلَ رَعْشاتِ اليَدْ
يا صُبحًا يُشْرِقُ في وجْهي
يا فَجْرَ الغَدْ
يا جُزُرًا تَمتدُّ بعَيني ،
وبُحورًا أغْرَقَها المَدْ
الحُبُّ كموْجٍ يُغرِقُني
والشَّوْقُ الجارفُ يَشتدْ
والعِشقُ يَجيءُ كتَيَّارٍ
يَجرِفُني مِنْ خلْفِ السَّدْ
(2)
يا أجملَ عِشقٍ
جرَّبْتُ ..
أنْ أعشَقَ حُبًّا لا يُوجَدْ
أنْ أعشَقَ حُلْمًا يَتَبَدَّدْ
أنْ يُصبِحَ حُبِّي نافِذَةً
أفتحُها ..
عُمري يَتجَدَّدْ
أنْ أَبقَى العُمْرَ على مَوعِدْ
مُنتظِرًا عَودَةَ أحبابي
مُنتظرًا شَمسًا لا تأتي
لِيَدُقَّ الضوءُ على بابي
(3)
يا حُبًّا لنْ يُخلَقَ أَبَدا
أشواقي نارٌ لا تَهْدَا
قدْ تَبقَى الأحلامُ بَعيدَةْ
قد يبقَى وَجهُكِ في نَظري
شَيئًا لا أُتْقِنُ تَحديدَهْ
أَحيانًا أجْمَعُهُ خَيْطًا
أغْزِلُهُ وَجْهًا من نُورْ
أحْيانًا ألقاكِ رَحيقًا ،
ألقاكِ عَبيرًا ،
وزُهُورْ
أحيانًا أجِدُكِ شلاَّلاً ،
وبُحَيرةَ ضَوءْ
أحيانًا أجِدُكِ لا شَيءْ
أحيانًا وَجْهُكِ يَتَحدَّدْ ..
يَكْبُرُ في عيني ،
يَتمدَّدْ ،
يَتجمَّعُ كالطَّيفِ قَليلاً
وأراهُ سرابًا يَتبدَّدْ
معَ أنِّي دَومًا أتَأكَّدْ
أنَّي لنْ أجِدَكِ في يومٍ
لكِنِّي مَعَكِ على مَوْعِدْ
وَسأبقَى معَكِ على مَوعِدْ
وَرَحلْتِ عنِّي وأخذْتِ كلَّ العمرِ مِنّي
لكنْ بِرغمِ رَحيلِ وجهِكِ يا حياتي
اطمَئنِّي
مِن بَعدِ حبِّكِ
لَمْ يَعُدْ لي الآنَ قلبٌ
كي يُحِبَّكِ ..
أو يُغنِّي
هي امرأةٌ
لأهلِ العشقِ في شتَّى مذاهبِهِمْ
وأهلُ العشقِ يَعترضونْ
فكيفَ نُحاسبُ العشاقَ
في شَتَّى مذاهبِهِمْ
وهُمْ في العشقِ مُختلفونْ ؟
فكلُّ مُتَيَّمٍ مَذهَبْ
وكلُّ حَبيبةٍ كوكبْ
وكلُّ دَقيقةٍ مَطلبْ
لِمن في العشقِ يَقتتلونْ
***
هي امرأةٌ
وليسَ كَمِثلِها امرأةٌ
بِهذا الكونِ واللهِ
ولا ستكونْ
هي امرأةٌ لآخِرِ قَطرةٍ منها
وتُخفي في أُنوثَتِها ،
وضِحكَتِها عَبيرَ مَزارعِ الليمونْ
***
هي الأنثى
ومَن في ذاكَ يَعترضُ
عليها الكلُّ مُتفقونْ
هي امرأةٌ
تَفرُّ كمُهرةٍ تَجري على وَرقي ،
حِصانٍ شاردٍ مَجنونْ
هي امرأةٌ
تُراصِدُني ، وتَتبعُني
أكونُ أينما كانتْ
وتُوجدُ أينما سأكونْ
هي امرأةٌ
أُحبُّ ..
كلَّ ما فيها
ولي عُذري إذا كنتُ
بها وحدي أنا المفتونْ
هي امرأةٌ بِعينيها فراديسٌ وجنَّاتٌ
ومِن شُهدائها قلبي
ولستَ بآخِرِ الشهداءِ يا قلبي
ولا ستكونْ
***
هي امرأةٌ تُحاولُ رَأْبَ هذا الصَّدعِ
ما بيني ، وما بيني
هي امرأةٌ
أُحاولُ طِيلةَ الأيامِ
أُخفيها عنِ الأنظارِ
وهْيَ تُطِلُّ مِن عيني
هِي امرأةٌ وقد شَطبتْ
جميعَ تَجارِبي الأولى
لها جَذرٌ ، لها مَدٌّ
وبينَ الجذرِ والمدِّ ..
يَعيشُ القلبُ مَذهولا
هي امرأةٌ
تَظلُّ كَمَنجمِ الدَهَشاتِ تُدهشني
بكلِّ دَقيقةٍ دَهشةْ
وكلُّ دقيقةٍ أحلى
مِن الأولى
هي امرأةٌ هُنا مَرَّتْ وتَترُكُني
أمامَ البابِ مَقتولا
***
هي امرأةٌ
تُعيدُ لِحُلمِنا المكسورِ رَوعتَهُ
وللحبِّ جَلالتَهُ
وللعشقِ مَهابتَهُ
أُحاولُ وَضعَ تَعريفٍ لها لكنْ
أُحسُّ بِعجزيَ المُطلقْ
هي امرأةٌ تَفوقُ تَصوُّرَ الشعراءِ
تَجتازُ ..
حدودَ العقلِ والمنطِقْ
هي امرأةٌ
تُغيِّرُ رسمَ هذا البحرِ
مِن جُزُرٍ وشًطآنٍ
وتَسكُبُ فيهِ عينيها
ليأخذَ لونَهُ الأزرقْ
هي امرأةٌ
يَكادُ الشوقُ يَقتُلُها
ولا تَنطِقْ
فإنْ باحتْ فيا ويلي
وإنْ سَكَتتْ
تَصيرُ مشاكلي أعمقْ
***
هي امرأةٌ
تُعيدُ إليَّ ذاكرتي
تُفَجِّرُ ألفَ بُركانٍ بأوردَتي
تُحلِّقُ في سَما رُوحي
وتُهدي لي مُخَيِّلََتي
وتأخذُني لحِضنٍ يُشبهُ الفِردوسَ
أَعرِفُ فيهِ مَنزلتي
هي امرأةٌ
بها يَمتدُّ تاريخي وأزمنَتي
بها كانتْ بِداياتي
وفيها تَكونُ خاتمتي
***
هي امرأةٌ
مِن الخمرِ المُذابِ تُذابْ
بقلبٍ في هواها ذابْ
وتُلقي لي بأحلامٍ وآمالٍ
وتَفرشُها بساتينًا على الأهدابْ
فواللهِ ..
أنا ما قد رأتْ عيني لها شَبهًا
وكلٌّ مُدَّعٍ كذابْ
هي امرأةٌ بلا سببٍ
وليسَ لعشقِها أسبابْ
هي امرأةٌ
وتُعطيني بلا حَدٍّ .. وتُعطيني
بغيرِ حسابْ
هي امرأةٌ تُصحِّحُ ما عَرَفناهُ ..
عنِ العشاقْ
وتُلغي فكرةَ التعبيرِ بالكلماتِ والأوراقْ
وتُدخِلُنا لعصرٍ ما عرَفناهُ
على الإطلاقْ
حينَ أُحبُّكِ كلِّي يحتاجُكْ
ويذوبُ كِياني
بكيانِكْ
نَبضي نَبضُكْ
رِئَتي تَستنشقُ أنفاسَكْ
أتجوَّلُ كالنهرِ الهادِرْ
أسقي في شوقٍ إحساسَكْ
تَبقينَ المَلِكةْ
وأنا وجنودي حُرَّاسَكْ
لكنْ يا عمري
مِن دونِ الحبْ
وعذابِ القلبْ
لا أشعرُ أنكِ مُلهمتي
فأراكِ امرأةً عاديةْ
وأُلوفًا حولي أمثالُكْ
صَدَقَتْ نُبُوءَتُكِ صدقَتْ نُبوءتُكِ التي قد قُلتِ لي
لم يبقَ لي مِن كلِّ مَن أحببتُهم
إلاكِ
ضيعتُ عمري هاربًا مِن حبِّنا
وشددتُ رَحلي قاصدًا أنساكِ
أنا طفتُ كلَّ الأرضِ ما من ليلةٍ
إلا الحنينُ يشُدُّني لهواكِ
أقنعتُ قلبي أن سيسلوَ لاحقًا
ويذوبَ يومًا في ربوعِ سواكِ
فأبى عليَّ القلبُ حتى غاظَني
ومضى يُحلِّقُ في رِحابِ سناكِ
لا تَعشَقيني (1)
قُلوبٌ تَميلْ
وقُربي إليها مِنَ المُستَحيلْ
لأنِّي جَريحْ
وأشتاقُ يومًا لأنْ أستريحْ
فلا تَخدَعيني بِحُبٍّ جَديدْ
لأنِّي أخافُ دَعيني بَعيدْ
(2)
وإنْ تَعشَقيني
فلا شَيءَ عِندي لِكي تَأخُذيهْ
وما أنا شَيءٌ
ولا قلبَ عندي لكي تَعشَقيهْ
فقد تَندمينَ
وتَمضينَ عنِّي
وفي القلبِ سِرٌّ ولن تَعرِفيهْ
فإنيَ وَهمٌ
وقلبي خَيالٌ
وحُبي سَيبقَى بَعيدَ المَنالْ
فلا تَعشَقيني لأني المُحالْ
(3)
وإنْ تَعشقيني
فهل تَعرِفينَ أنا مَنْ أكونْ ؟
أنا الليلُ حِينَ طَواهُ السكونْ
فلا أنا طِفلٌ
ولا أنا شَيخٌ
ولا أنا أضحَكُ مثلَ الشبابْ
تَقاطيعُ وَجهي خَرائطُ حُزنٍ ،
بِحارُ دُموعٍ ، تِلالُ اكتِئابْ
فلا تَعشَقيني لأني العَذابْ
(4)
إذا قُلْتُ يَومًا بأنِّي أُحبُّكْ
فلا تَسمَعيني
فَحُبِّي كَلامْ
وحُبي إليكِ بَقايا انتِقامْ
لأنِّي جَريحْ ..
سأشتاقُ يَومًا لكي أستَريحْ
وأرغَبُ يَومًا أرُدُّ اعتِباري
وأُطفئُ ناري
فَأقتُلُ فيكِ العُيونَ البريئةْ
فَلا تَعشَقيني لأنِّي الخَطيئةْ
(5)
دَعينيَ أمْضِ ودَاري دُموعَكْ
لأنِّي أخافُ سأرحَلُ عَنكِ
وقلبي السَّفينَةْ
أجوبُ بِقلبي الليالي الحَزينَةْ
فعُذرًا لأنِّي سأمضي وَحيدًا
سَأمضي بعيدًا
وإنْ عُدْتُ يَومًا
فقولي بأنَّكِ لا تَعرِفيني
فَقلبي ظَلامْ
وحُبي كَلامْ
ومازِلتُ أرغَبُ في الانتِقامْ
أنا في هَواكِ مُتَيَّمٌ لِمَ كلَّما
فكَّرتُ أنِّي لا أحِبُّكْ
يزدادُ حُبُّكْ
فأُحبُّ أكثَرْ
والشوقُ يَكبُرْ ؟
أنا في هَواكِ مُتَيَّمٌ
والأمرُ أخطَرْ
في لحظةِ العشقِ العميقةِ مُنيَتي
في داخِلي نهرُ الحنينِ يَشقُّني
وأشقُّهُ في كلِّ وقتْ
القلبُ مَشدودٌ إليكِ
بكلِّ وقتْ
القلبُ مربوطٌ بِحبِّكِ كلَّ وقتْ
يا حبلَهُ السُّريَّ رفقًا
إنَّ قَطْعَ الوِدِّ مَوتْ
لا تَعجَبي لَمَّا صَمَتْ
إنَّ التَّعبُّدَ في عيونِكِ رائعٌ
والكونُ صَمْتْ
ليسَ التَّحَدُّثُ في الهوى
يحتاجُ صَوتْ
ما كنتُ أعرفُ في تضاريسِ الهوى
كيفَ الجبالُ تكوَّنتْ
كيفَ الشموسُ تكوَّرتْ
أو كيفَ أنهارُ الحنينِ
تُشَقُّ ما بينَ الضُّلوعْ
أو كيفَ تُصبحُ بينَ أعيُنِنا
بحارٌ من دموعْ ؟
أو كيفَ يَغدو الحبُّ دربًا واحدًا
فيهِ الذّهابُ
بِلا رُجوعْ !
أنا أعتَرِفْ ما كانَ لي فيكِ ..
اختِيارْ
اختَرْتُ حُبَّكِ
رَغمَ عِلمي أنَّهُ
أحشاءُ نَارْ
اختَرتُ حُبَّكِ
رَغمَ عِلمي أنَّني
سَأكونُ يَومًا مِن ضَحايا
الانهِيارْ
اختَرتُ لكِنْ لم يَكُنْ
بِيَدي القَرارْ
أحسَسْتُ أنِّي مِثلَ نَهرٍ جائعٍ
يَجري لِيحتَضِنَ المَنابِعْ
لكنَّهُ ..
زمنُ انحِسارْ
أحسَسْتُ أنَّ الموتَ آتٍ لا مَفَرْ
فَهَرَبْتُ نَحوَكِ
لَيسَ حُبًّا في الفِرارْ
لكنَّ حُبَّكِ
كانَ تَلقينَ الشَّهادَةِ
عِندَ ذلكَ ..
الاحتِضارْ
أبحثُ عنكْ أتخيَّلُ أجملَ ما في الكونِ
منَ الأِشياءْ
قد أرسمُ طاولَةً ولقاءْ
ويدًا تمتدُّ إلى الأخرى
ومنابعَ ماءْ
وعيونًا تركضُ
خلفَ عيونْ
أرسُمْ ..
صحْراءْ
في العشقِ تتوهُ بها الأشياءْ
على بابِ الهوَى كنتُأنا وحدي طَرقْتُ البابَ لم يُفتحْ خلعْتُ المِعطفَ البالي وقد قلتُ .. لشَخصٍ كانَ يَرمُقُني ولمْ يُفصِحْ : أَمِن أحدٍ وراءَ البابْ ؟ فلمْ يَعبأْ فقلتُ لهُ : أنا واقفْ .. ولن أبرحْ دعاني منهُ أقتربُ جلستُ أمامَهُ يَشرحْ وعَرَّفَني .. لماذا البابُ مَسدودٌ ولا يُفتحْ ، وحذَّرَني .. بأنَّهُ مَن أتَى للبابِ يَفتحُهُ فإما ماتَ مَهمومًا وإما خَلفَهُ يُذبحْ *** وراءَ البابِ غاباتٌ ، سماواتٌ ، وأنهارٌ مِن الياقوتِ والمَرْجَانْ بِمِسْكٍ شَطُّها يَنضَحْ وخلفَ البابِ أهوالٌ ، وإعصارٌ ، وريحٌ تَحملُ البُلدانَ تَنقُلُها إلى المَسرحْ أنا حاولتُ في يومٍ أُحطِّمُهُ .. ولم أنجحْ فحاوِلْ ربَّما تُفلِحْ *** وغابَ الشخصُ عن عَيني وصَاياهُ كَسكِّينٍ بكلِّ دَقيقةٍ تَذبحْ وهاأنذا ظَللتُ العُمرَ أنتظرُ .. أمامَ البابِ كي يُفتحْ ولم يُفتحْ وهاأنذا أرَى غيري أتَى يَسألْ .. أجبتُ وظنَّني أمزحْ فقلتُ البابُ يا ولدي لهُ مِفتاحْ بِبحرٍ ما عَرَفناهُ بهِ الحوتُ الذي في بطنِهِ المفتاحُ لا يَسبحْ ومطلوبٌ إذا جئتَ .. بهِ يومًا بأن تَرعاهُ عامينِ بدمِّ القلبْ وتَبقى بعدَها عامينِ لا تَحزنْ ، ولا تَفرحْ وتأتيَنا بحَصْواتٍ مِن الشمسِ وكلبٍ عاشَ عَشرَ سنينَ لم يَنبحْ وتَغسلَ كلَّ هذا الكونِ في يومٍ بماءِ الوردْ وماءُ الوردِ من وردٍ إذا لامستَهُ يَجرحْ ويَبقَى كلُّ هذا السرِّ لا يَدري .. بهِ أحدٌ ، ولا تُفصِحْ وتَبقَى خلفَ هذا البابِ مجذوبًا تُسَبِّحُ فيهِ باسمِ الحبْ عَسى في لحظةٍ يَسمحْ تُقدِّمُ وقتَها القربانْ وتَذبحُ قلبَكَ الولهانْ بِسِكينٍ مِن الرَّيْحانِ .. قُمْ واذبحْ وبعدَ الذبحِ تُحرِقُهُ بِنيرانٍ مِن الأشواقِ تَنثُرُهُ على الجُدرانِ والأسطُحْ وتَصرخُ صرخةَ العشاقِ يَهتزُّ .. لها الكونُ فتسمعُ مَنْ وراءَ البابْ يُنادي البابَ .. أن يُفتَحْ
(1)
وأخافُ يوْمًا أنْ أُحِبَّكِ فوقَ ما تتحمَّلينْ
وأخافُ أن ألقاكِ نَهرًا في دُموعي
وأخافُ أن ألقاكِ يَومًا في ضُلُوعي
نَهرًا من الأشواقِ ،
نَبْعًا مِنْ حَنينْ
وأخافُ أنْ ألقاكِ شَمسًا
دِفْؤها لا يَستكينْ
وأخافُ يا قَدَري الذي
قد خُطَّ مِن فَوقِ الجَبينْ ..
من بَعدِ أن أهوى هَواكِ تُسافِرينْ
(2)
وأخافُ يا عُمري أنا
يَومًا تُفرِّقُنا السِّنينْ
بالرَّغْمِ من أني أخافُ وتَعرِفينْ
قَلبي يُحِبُّكِ
فَوقَ ما تَتصوَّرينْ
ما زِلتِ في قَلبي وعَيني
تَسكُنينْ
يا أجملَ الأطْيارِ تَشدو دَاخِلي
يا مَوجةً نامَتْ بِحِضنِ سَواحِلي
عَيناكِ أجمَلُ من حُقولِ الياسَمينْ
وأخافُ يَومًا أن أُحبَّكِ
فَوقَ ما تَتوقَّعينْ
فالعِشقُ عِندي
غَيرُ كلِّ العاشقينْ
عِشقي أنا كالنَّارِ ،
كالإعصارِ ،
كالزِّلزالِ ،
كَالبُركانِ ،
عِشقي ثَائرٌ ..
لا يَسْتَكينْ
عِشقي كَسيلٍ جَارفٍ ،
نَهرٍ يَصُبُّ مَشاعري في الآخَرينْ
عِشقي عَطاءٌ دَائمٌ
فَإذا طلَبْتِ الشَّيءَ كانْ
وإذا طلَبْتِ العُمرَ هَانْ
لَكِ دَائمًا ما تَطلُبينْ
يا مَن مَلكْتِ الرُّوحَ ،
والقلبَ المُعذَّبَ بالحنينْ
رِفقًا بمِنْ تَتَمَلَّكِينْ
يا لَيتنا لَم نَلتَقِوبَقيتُ طُولَ العمرِ أبعدَ ما أكونْ يا لَيتنا لَم نَلتَقِ مجنونةٌ وإذا بقلبي مِثلَها مجنونْ مَن ذا سيُنقذُنا معًا "روما" وراءَ حريقِها "نِيرونْ" وأنا وأنتِ كألفِ "نيرونٍ" معًا في كلِّ شيءٍ نحنُ متَّفقونْ لو أنَّنا لم نلتَقِ ما كنتِ أنتِ ولا أنا سأكونْ
على وعدٍبألا نلتقي أبدًا فقد ضاعَ الذي نهواهْ هو الماضي وليسَ سواهْ وآهٍ .. آهْ على الحُلمِ الذي قد كانَ في يومٍ وضيَّعناهْ تَحدّيناهْ وصدّقنا الذي قلناهْ وجرَّبناهْ فلا عُدتِ .. ولا عُدتُ كلانا تاهْ وصارَ عقابُنا هذا الذي نلقاهْ أضاعتْ "قيسَها" "ليلى" وضاعتْ بعدهُ ليلاهْ سقطنا دونَ أن ندري فيا ويلاهْ ويا عشقاهْ ويا خوفاهْ خسِرتُكِ دونَ أنْ أدري ولا أملٌ بأيِّ حياةْ لذا أدعو على قلبي بكلِّ صلاةْ لأني حينَ ضيَّعتُكْ .. أنا ضعتُ بأرضِ اللهْ أنا "موسى" ، وتيهي دائمًا أبدًا وفي قلبي حفِظْتُكِ مثلما التوراةْ بدأناها بأروعِ قصةٍ خُلقتْ وها نحنُ .. ختمناها على مأساة
(1)
أنا عِشتُ أشعُرُ ..بالضَّياعْ وأُحسُّ أنِّي دائمًا أحتاجُ في هذا الزمانِ لِضمَّةٍ مِن أيِّ صّدرٍ أو ذِراع وأُحِسُّ أنِّي قد أتيتُ إلى الحياةِ لِكي أذوقَ مَرارةً مِن غيرِ داعْ وأُحسُّ أنِّي ضائعٌ حتى النُّخاعْ
وأُحسُّ أنَّ نِهايتي ليلٌ رَهيبٌ فيهِ يَنطَفئُ الشعاعْ وأُحِسُّ أنَّ سَفينَتي مَثقوبةٌ وبأنَّ ريحًا سوفَ تَقتلِعُ الشراعْ
(2) لا تَنظُري لي حَسرةً ما عادَ عِندي ما يُقالْ جُرحي أنا طولَ المُحيطِ وعَرضَهُ والعُمقُ في بُعدِ المُحالْ إيَّاكِ أنْ تتخيَّلي .. رَدْمَ المُحيطِ بِمِلءِ أعيُنِنِا أسىً أو مِلءِ كَفَّينا رِمالْ
(3) مُدِّي يَديكِ بِداخِلي وتَحسَّسي قلبي لَعلِّي أطمَئنْ ليسَ الضَّياعُ حبيبتي طِفلاً تَشَرَّدَ في طُفولَتِهِ ولا زَمنًا يَضِنْ إنَّ الضَّياعَ حبيبَتي قلبٌ يَذوبُ مِنَ الحنينْ مِن أجلِ قلبٍ لا يَحِنْ
وقالوا كثيرا ******** وقَالوا كَثيرًا
أنا لا أُحبُّكْ
وصَدَّقْتِ يَومًا
كلامَ الوُشاةْ
وهُمْ يَعلمونَ كما تَعلمينَ
بأنَّكِ في العمرِ طَوقُ النَّجاةْ
ولولاكِ في الأرضِ
يا كلَّ عُمري
أنا ما حَفَلْتُ
بِهذي الحياةْ
(2)
وقالوا كَثيرًا
بأنِّي أُمَثِّلُ أدوارَ عِشقٍ
وأنِّي أُجيدُ الكلامَ الجميلْ
وأنِّي أُحبُّ وأَنسَى كَثيرًا
وعِندي لكلِّ حَبيبٍ بَديلْ
وأنِّي مُجردُ وَهْمٍ
ويَمضي
وأترُكُ خَلفَ هَوايَ
قَتيلْ
فلو كانَ ضِدِّي لَديهِمْ دَليلٌ
فعندي لِحُبكِ
ألفُ دَليلْ
فَهُم يَعلمونَ كما تَعلمينَ
بأنَّكِ وَحيُ الكلامِ الجميلْ
وأنَّ هَواكِ بِشُطآنِ قَلبي
سَينمو ويَكبُرُ
مِثلَ النخيلْ
(3)
وقالوا بِأنِّي
سأمضي بعيدًا
وتَبقَى عُيونُكِ
طَيرًا وَحيدًا
يُسافِرُ بينَ الليالي الطوالْ
وأنَّ رُجوعي إليها
مُحالْ
وأنَّكِ مِثلُ نَباتٍ غَريبٍ
نَما ذاتَ يَومٍ
بِسَفحِ الجِبالْ
فلا تَسمَعيهِمْ
فمهما يُقالْ
سأبقى أُحبُّكْ
وَهُمْ يَعرِفونْ
بِغيرِ هَواكِ أنا لنْ أكونْ
وَهُمْ يَعلمونْ
بأنَّكِ حُبٌَّ يَفوقُ الجُنونْ
لِذا يَدَّعونْ
لِذا يَحقِدونْ
لأنَّكِ حُبٌّ
سَيَبقَى بِقلبي | |
| |