® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-12-01, 2:29 pm | | @hassanbalam #قصائد_إيروتيكية_فرعونية أشعار إيروتيكية فرعونية قبل استعراض النماذج نودّ التأكيد على أن هذه الترجمة قد لا تتطابق مع الشعر الأصلي حرفياً، فلكل لغة فنياتها وتركيباتها التي تصنع جمالها، وبديهي أن نقل الشعر من لغة إلى أخرى لا يصحّ حرفياً، حيث يخلّ بالتراكيب الشعريّة الفنيّة.
ولكننا هنا حاولنا نقل المعاني عن اللغة الإنجليزيّة، التي نُقل إليها هذا الشعر من الهيروغليفيّة، مع محاولة وضع هذه المعاني في قالب شعري عربي، حتى لو طرأت عليه أخطاء فنيّة، لكن معانيه وسياقاتها هي نفسها التي جاءت في الشعر الأصلي
أسَرْتني وقبضت على مهجتي بين يديك(1)
ماذا أقول لأمي وأنا أخرج من البيت
إلى من أذهب صباح مساء كل يوم
أسرتَني وقبضتَ على مهجتي بين يديك
كيف الخلاص منك، لقد وهنت أمام شفتيك
آهٍ لو عرفت أمي بما صرتُ إليه
لتنادي على الذهبيّة لتعيد عقلي إلي.
القصيدة على لسان أنثى، و"الذهبيّة" من ألقاب الإلهة حتحور، إلهة الجمال والخصوبة والحب والأمومة والموسيقى والسعادة عند المصريين.
ويعبّر الشعر عن فتاة تخاف مواجهة أمها إذا ما سألتها عن مقصدها الذي تقصده كل يوم، وهو المكان الذي تقابل فيه حبيبها.
كم أنت أحمق يا قلبي! (2)
اشتاق قلبي لجمالها
فذهبت مهرولاً لمنزلها
وجدتُ ميهي في مركبته
على الطريق مع عصبته
ترى كيف أبعد نفسي عنه
ميهي يطاردني في كل مكان
في نزهتي وسيري في البستان
لا أعرف مكاناً أضع فيه قدمي
كم أنت أحمق يا قلبي
إذا مررتُ بميهي سأخبره بلوعتي
سأقول: أنا لك، فيالحرقتي
لكنه سيصرخ باسمي لا بمحبتي
ستكونين ضمن حريم أحد رجاله
فيالتعاستي.
أسكرها بالبيرة والخمر! (3)
ستحضرها إلى منزل الأخت
لتدخل ماءكَ بابها
ربما ستكون حِصنها
وربما يصير مذبحها في كوخها
مهّدْ لها بالغناء والرقص
ثم أسكرْها بالبيرة والخمر
مررت بمنزلها الذي غطاه الظلام (4)
مررتُ بمنزلها الذي غطاه الظلام
محجوبة عني ماذا أفعل كي أراكِ
طرقت الباب فلم يردّ أحد
ليلة سعيدة على عزولنا، حاجبنا!
أيتها المسامير سأخلعك
أيتها المحجوبة مصيري لك
ألست روحي التي تحييني؟
(5)
قد يأتي أخيك في أي وقت بيتنا
لكنه سيجد بابنا مفتوحاً وسيدخل
حينها سيرى سريراً ممتداً
مفروشاً بالكتان الفاخر
تزينه حبيبتي الجميلة
هنا يبين الشاعر كم هو نبيل هذا الحبيب، الذي سيسامح أخاها، ولن يمنعه من زيارتها في بيتها الجديد، بيت زوجها، ولم لا يدخل ويرى ما ستكون عليه أخته الجميلة من نعيم في بيت حبيبها وزوجها.
سأكذب وأدّعي المرض(6)
"سأنام وأحتجب في البيت/ سأكذب وأدّعي المرض/ سيأتي الجيران يطمئنون/ وستأتي معهم حبيبتي": من أشعار الحبّ عند الفراعنة سأنام وأحتجب في البيت
سأكذب وأدّعي المرض
سيأتي الجيران يطمئنون
وستأتي معهم حبيبتي.
يعبّر الشاعر هنا عن حبيب لا يرى حبيبته، فيقرّر أن يتحايل على ذلك بالتمارض، لكي تضطر حبيبته لأن تزوره في منزله، مع الجيران الذين سيزورون للاطمئنان عليه.
1
أختي أنا، لا مثيل لهاإنها الأكثر وسامة من بين الجميع تبدو كأنها صعود نجمة الصبح عند بداية سنة سعيدة تضيء مشرقة، ببشرة ناصعة جميلة نظرة عينيها حلو كلام شفتيها لا تنطق بكلمة زائدة عن اللزوم رقبة مستقيمة، ثدي ملتمع شعر من اللازورد الحقيقي ذراعان يفوقان الذهب الأصابع مثل براعم اللوتس الأرداف ثقيلة، الخصر دقيق ساقاها تعرضان جمالها وبخطو متّئد تطأ الأرض أسرت قلبي بحركتها إنها تُدير رقاب جميع الرجال للتطلّع إليها سعيد كان من تعانقه إنه مثل أوّل الرجال! عندما تخرج تبدو كأنها الشمس.
(المقطع الشعري الأول، بداية إعلان السعادة الكبيرة، من بردية شيستر بيتي 1)
2 أخي عذّب قلبي بصوته. جعل المرض يأخذ بي إنه جار لمنزل أمّي ولا أستطيع الذهاب إليه الأم محقّة في تحميله (جريرة) هذا الأمر "توقّف عن رؤيتها" لقد آلم قلبي أن أفكّر به إنني مهووسة بحبّه حقاً إنه أحمق لكني أشابهه لا يعرف رغبتي بتقبيله أو أنه يرغب بالكتابة إلى أمّي يا أخي، لقد وعدتكَ بما هو ذهبيّ عند النساء! تعال عندي لأرى جمالك أبي وأمّي سيكونان سعيدَيْن أهلي كلّهم سيرحبون بك سيرحبون بك يا أخي.
(المقطع الشعري الثاني، بداية إعلان السعادة الكبيرة، من بردية شيستر بيتي 1)
3 قلبي يخفق بسرعة عندما أفكّر بحبّي لك لا يدعني أتصرّف بعقل إنه يقفز من موضعه لا يدعني أرتدي ثوباً أو أطوي وشاحي حولي لا أضع أيّ صباغة في عيني إنني لا أدهن البتّة بدني "لا تنظري، اذهبي هناك" قال (قلبي) لي إنني أفكّر به غالباً يا قلبي لا يكن ردّ فعلك أحمقَ إلى هذا الحدّ لماذا تلعب دور المغفّل؟ اهدأ، الأخ يأتيك وعيون كثيرة أيضاً لا تدع الناس يقولون عني: امرأة سقطت في الحبّ كن ثابتاً عندما تفكّر به يا قلبي لا تخفق.
(المقطع الشعري الرابع، بداية إعلان السعادة الكبيرة، من بردية شيستر بيتي 1) 4 مررتُ جوار منزله وجدت بابه شبه مفتوح أخي كان يتكىء على أمّه وإخوانه جميعاً معه حبّه أسر قلب كلّ من يمشي على الطريق فتوّة رائعة لا مثيل لها أخ نادر في الفضيلة نظر إليّ بينما كنت أمرّ قربه وأنا، بنفسي، كنت أبتهج كم تهلّل قلبي من البهجة لدى رؤيتك يا أخي لو عرفتْ الأمّ فحسب قلبي لكانت فهمتْ ذاك (الأمر) الآن أيها الذهبيّ ضعه في قلبها بعدها سأسرع إلى أخي سأقبّله قبل رفاقه ولن أبكي أمامهم وسأفرح عندما يفهمون بأنك تعترف بي سأقيم مأدبة لربّتي قلبي يثب للذهاب دعيني أرى أخي هذا المساء أيتها السعادة العابرة.
(المقطع الشعري السادس، بداية إعلان السعادة الكبيرة، من بردية شيستر بيتي 1)
5 المرض داهمني سبعة أيام منذ أن رأيت أختي والمرض داهمني أطرافي كلّها ثقيلة تخلّى عني جسدي. وعندما جاءني الفيزيائيون قلبي رفض أدويتهم جسدي هجرني السحرة عاجزون تماماً مرضي لم يشخّص أن يُقال لي إنها هنا فلسوف يُحييني. اسمها سوف يُنهضني رسائلها الذاهبة الآيبة سوف تحيي قلبي أختي أفضل من أي دواء موصوف إنها تقوم من أجلي خيراً من جميع الأطبّاء قدومها لي هو تعويذتي رؤيتها سوف تجعلني معافى عندما تفتح عينيها فإن جسدي (يغدو) شاباً كلامها يجعلني قوياً عناقها يطرد مرضي سبعة أيام منذ أن ذهبت منّي.
(المقطع الشعري الثامن، بداية إعلان السعادة الكبيرة، من بردية شيستر بيتي 1)
6 إلى أي مدى هي تعرف إلقاء الأنشوطة (لاصطياد الحيوان) (بينما) لم تدفع حتى الآن ضريبة الماشية! عقدت الأنشوطة حولي بشعرها أسرتني بعينيها لجمتني بقلادتها وسمتني بحلقة دمغتها.
(المقطع الشعري الثالث، بداية إعلان السعادة الكبيرة، من بردية شيستر بيتي 1)
7 لو أني فحسب كنت بوّاباً. بيت أختي الريفيّ الباب في وسط المنزل أبوابه المتروكة مفتوحة مزلاجه مطلق أختي غاضبة! لو أنني فحسب كنت بوّاباً وإذاً سأُغضبها غضباً شديداً منّي وإذاً سأسمع صوتها الغاضب وسأكون طفلاً خوفاً منها!
(القصيدة 7 من بردية حاريس 500)
8 هنا يلقبوننا بنباتات - سعم Saam أنا أختك، ومحبوبتك أنا أنتمي إليك مثل قطعة الأرض هذه التي زرعتها بالورود والأعشاب المعطّرة العذبة عذبة جداولها المحفورة بيديك المنتعشة بريح الشمال مكان رائع للتجوال فيه يدي بيدك جسدي يزدهر، قلبي يتهلّل عندما نتمشّى معاً سماع صوتك إنما هو نبيذ الرمّان أحيا عند الإصغاء إليه كلّ نظرة تلقيها عليّ تساعدني أفضل من المأكل والشراب.
(القصيدة 2 من بردية حاريس 500)
9 حبّها يعطيني سنداً حبّ أختي (يقع) على الجهة القصوى النهر يقع بين جسدينا المياه جارفة في فيضان - الزمن التمساح ينتظر في الماء الضحضاح أنا أدخل الماء وأتحدّى الأمواج قلبي قويّ في الأعماق التمساح يبدو لي مثل فأر الفيضان مثل الأرض بالنسبة إلى قدمي حبّها من يعطيني السند إنه يجعل الماء سحراً بالنسبة إلي أنا أحدّق برغبة قلبي، لأنها تقف قبالتي أختي جاءت، قلبي يبتهج ذراعاي انفتحتا لاحتضانها قلبي يثب من مكانه مثل السمكة الحمراء في حوضها أيها المساء دُمْ لي أبداً الآن وصلت ملكتي
•••
أتمنى لو أنني كنت مرآتك بحيث تنظرين إليّ دائماً أرغب لو أنني كنت ثيابك بحيث تلبسينني دائماً أرغب لو أنني كنت الماء الذي يغسل جسدك أرغب لو أنني كنت المرهم أيتها المرأة بحيث أستطيع أن أدهنك به والشريط حول ثدييك والخرزات حول رقبتك أرغب بأن أكون صندلك بحيث تستطيعين الخطوَ بي (الجملة الأخيرة قراءتها غير أكيدة)
(Papyrus Anakreon: K. preisendanz, Anacreon)
•••
يا جميلتي أتمنى أن أكون جزءاً من أشيائك، مثل زوجة بيدك مع يدي حبّك سيستعاد أتوسّل لقلبي: "لو أن حبّي الحقيقي لم يأتِ هذه الليلة سأكون مثل شخص في القبر" ألست أنت صحّتي وحياتي؟ كم هي سعيدة صحّتك الحسنة من أجل القلب الذي يبحث عنك. النصوص الآتية نُشرت عام 1920 في "Archaeology and the Bible" من طرف جورج أ. بارتون
1 حبّك تغلغل كلّه فيّ مثل العسل الغاطس في الماء مثل الرائحة التي تتغلغل في التوابل كما لو عندما يخلط أحدهم العصير في (... كلمة غير أكيدة) مع ذلك تسرع إلى البحث عن أختك مثل الجواد في ساحة القتال لأن المحارب يتحرّك في موازاة شعاع دولاب عجلته من أجل السماء ليكن حبّك مثل تقدّم اللهب في القشّ ورغائبه مثل الانقضاض المباغت للصقر.
2 التعكير هو شرط حوض (سباحتي) فم أختي برعم وردة نهدها عطر ذراعها غصن شجرة (كلمة ليست أكيدة) يُهدي كرسياً وهميّةً جبينها شراك غابة ميريو أنا أوزّة برّيّة، مطارَدة نظرتي (ثابتة) على شعرك عند الطُّعْم تحت الفخّ الذي يجب أن يصطادني.
3 ألم يلن قلبي بحبّك مولِّهي؟ (ثمرة) اللُفّاح التي تستثير هيامك ألم أسمح لها بالرحيل عنّي رغم أني مضروب بالهراوة حتى "حارس الفيضان" حتى سوريا مع شيبود - العصي والهراوات حتى كوش مع سعف - الصولجانات حتى الأراضي الجبليّة مع السياط حتى البلاد المنخفضة مع الغصينات أبداً لم أصغِ إلى نصائحهم في الإقلاع عن تولّهي (بك).
4 صرخات الأوزّة البرّيّة حيث كانت تستولي على طعمها لكن حبّك جعلني أتقهقر إنني عاجز عن تحريرها ومن ثمّ عليّ أن أعود بشبكة صيدي إلى المنزل ماذا يتوجّب أن أقول لأمّي التي أجيء إليها كلّ يوم في السابق محمّلاً بالدواجن؟ لا يلزمني أن أضع الفخّ اليوم لأن حبّك قد اصطادني.
5 الأوزّة البرّيّة تطير عالياً وتسمو إنها تهبط إلى الأسفل نحو الشبكة الطيور تصرخ بأسرابها لكني أُسرع نحو المنزل لأنني مهموم بحبّك وحده قلبي يتوق إلى ثديك لا أستطيع أن أفصل نفسي عن مفاتنك.
6 أنتِ جميلة! رغبة قلبي هي أن أحصل لك على غذائك بصفتي زوجك ذراعي تبقى على ذراعك لقد غيّرتني بحبّك هكذا أقول في قلبي في روحي وفي صلاتي: "يعوزني قائدي هذا اليوم كأنني (إنسان) يرقد في قبر".
7 صوت اليمامة ينادي يقول: "الأرض مشرقة". ما الذي عليّ فعله في الخارج؟ توقّفي، أنت مربوطة! وتوبّخينني وجدت أخي في سريره قلبي سعيد بشكل يتجاوز الحدود كلّ منا قال: "سوف لن أقتلع نفسي (منكَ)". يدي بيده. أتجوّل معه في كلّ مكان جميل يفضّلني من بين جميع الصبايا ولا يؤلم قلبي أيضاً.
8 فيها نباتات ساعام التي يحسّ المرء نفسه سامقاً في حضورها! أنا أختك العزيزة أنا لك كما قطعة أرض مع كلّ شجيرات العطر عارف الجميل فاتنة قناة المياه فيها التي حفرتها يداكَ بينما كانت رياح الشمال تلفحنا ببردها. مكان جميل للتجوال يدك بيدي روحي ملهَمَة قلبي في الغبطة لأننا نذهب معاً. (كما لو) نبيذ جديد أن يُسمع صوتك أنا أعيش لأسمعه أن أراك عند كلّ نظرة أفضل من المأكل والمشرب.
9 فيها نباتات "تاعتي" أنا أجتاح أكاليل زهورك عندما تعود إلى المنزل شارباً (الخمرة) وعندما تستلقي على سريرك عندما ألمس أقدامكَ أرتفع إلى الأعلى مستمتعةً بالصباح قربي منك يعني لي الصحة والعافية. يا إلهي، هي ذي زهور لوتسي... من الرائق الخروج و... أحبّ الذهاب والاستحمام قربك. أسمح لك برؤية مفاتني بثوب من الكتّان الشفّاف مدهونة بمرهم عطري. أغطس في الماء لأكون معكَ وأصعد إليك بسمكة حمراء تبدو فاتنة بين أصابعي. أضعها أمامك تعال، انظر لي!
•••
أتمنى لو كنت هنا عبداً نوبيّاً يحرس خطاها كي أستطيع أن أرى لون جميع أعضائها أتمنى لو كنت غسّال ثيابها حتى لو لشهر فحسب لأتباهى بارتداء (ثوبها) وألتصق بجسدها سأغسل المرهم من ثيابها وأمسح جسدي بثوبها أتمنّى لو كنت الخاتم المنقوش الذي يصون إصبعها لأرى (عمل) شهوتها كلّ يوم.
•••
قاربي يبحر باتجاه مجرى النهر في الوقت مع ضربة المجذف حزمة من القصب على كتفي وأنا مسافر إلى ممفيس "حياة البلدين". وسأقول للإله بتاح سيّد الحقيقة: أعطني جميلتي هذا المساء. الإله بتاح هو شَدّة قصبها الربّة سخمت هي باقة زهورها المتفتّحة الربّة أياريت هي براعم لوتسها الإله نفرتوم هو وردتها الزاهرة حبيبتي ستكون سعيدة الفجر ينير جمالها ممفيس هي محصول من الرمّان موضوع أمام الربّ بسيماء كريمة
المرأة:
تعال يا أخي استحمّ معي الماء عميق في حبّي الذي نقلني إليك نحن في وسط التيّار أنا أشدّ الزهور على ثديي العاري والمبلّل بالمياه لكن القمر يجعلها مثل اللوتس أعطيك زهوري لأنها جميلة وأنت تأخذ بيدي إلى وسط المياه. شجرة الجمّيز الصغيرة التي أنبتتها هي بيدها فتحت فمها للكلام حفيفها جدّ لطيف مثل مذاق جرعة من العسل كم هي جميلة أغصانها الرشيقة في خضرتها. فيها تتدلّى الثمار الجديدة والثمار الريّانة الأكثر احمراراً من الدم الأحمر لحجر اليشب حبّ حبيبي هو، على الشاطئ الآخر، لسان نهريّ يمتدّ بيننا والتماسيح تترصّد على مصاطب الرمل لكني أدخل في الماء وأغطس في المدّ قلبي المتلهّف ينقلني سليمة على الأمواج أسبح بطلاقة كما لو أني أمشي على أرض صلدة الحبّ، هو الحبّ من يمنحني العزيمة ويجنّبني مخاطر النهر
المرأة:
حبّك سيكون ثابتاً ليلاً ونهاراً خلال ساعات نومي وعندما أنهض صباحاً هيئتك تنشّط قلبي التوق إلى صوتك يمنح جسدي القوّة عندما يكون تعباً سأقول على الدوام: لا أحد البتّة هو في تناغم مع قلبه سواي فقط.
•••
الرجل:
جاءت معشوقتي قلبي يبتهج ذراعان مفتوحتان لأضمّها قلبي سعيد في صدري مثل سمكة في الماء أيها المساء أنت تنتمي لي إلى الأبد طالما أن أختي قد جاءتني للأسف عندما أسمع صوت خاتمها المنقوش مرافق إصبعها سأرى حبّها كل وقت في كلّ يوم وبإمكاني غزو قلبها. المرأة: ... ألستُ هنا (معك)؟ أين تاه قلبك؟ أليس عليك أن تحتضنـ(ـني)؟ هل عاد صنيعي (ضدّي)؟ ... اللهو. إذاً تبحث عن مداعبة فخذيّ ... هل بسبب أنك فكّرت في الأكل يجب عليك التقدّم قدماً؟ هل لأنك عبد لجوفك؟ هل لأنك (مهتمّ) بالثياب؟ ألأنك جائع فإنك ستغادر؟ (ثمّ) خذ نهديّ لعلّ هديتهما تنبع لك منذ اللحظة. يوم عناق أخي أفضل من عدد لا يحصى (من الأيام) بينما...
كما يصير الخمر في الماء كالسائل الواحد
ذاب حُبك في جسدي وصارا كياناً واحداً. هذا ليس بشعر عربي، ولكنه هيروغليفي فرعوني، نقلناه إلى العربية بعد أن تُرجم إلى الإنجليزيّة، تصوّر فيه حبيبة حبّها لحبيبها، كأنه خمر اختلط بجسدها فصارا شيئاً واحداً.
حظي شعر الحب في مصر القديمة باهتمام وملاحقة كبيرة من الشعراء الأمريكيين في القرن العشرين. إن أعمال الكَتَبَة التي كانت تحظى بالإعجاب منذ آلاف السنين، أثارت اهتمام مواهب أدبيّة مثل والت ويتمان Walt Whitman، عزرا باوند Ezra Pound، ألكسندر بوب Alexander Pope، وغيرهم ممن أعادوا تقديم شعر الحب الهيروغليفي بالإنجليزيّة ولغات حيّة أخرى، متأثرين بالبلاغة الأدبيّة غير المحدودة، التي استخدمها الشعراء المصريين القدماء، حسبما تقول الشاعرة والباحثة الكنديّة سونيا دي بلاسيدو Sonia Di Placido.
من دراسة لسونيا دي بلاسيدو بعنوان: " The LOVE POETRY of ANCIENT EGYPT"، وأخرى بعنوان: " Behind closed doors architectural and spatial images and metaphors in ancient Egyptian erotic poetic and narrative literature " لبروفيسور علم المصريات ستيف فينسون Steve Vinson، نستخلص ما سنذكره في السطور التالية عن شعر الحب عند المصريين القدماء وعصره الذهبي وسماته، وكذلك ما سنستعرضه من تلك الأشعار.
فلماذا يحظى شعر الحب عند الفراعنة بهذه الأهمية؟ كيف كانت سماته؟ ومتى كانت فترة ازدهاره؟ توحّدت المملكة المصريّة بشطريها الجنوبي والشمالي عام 3200 قبل الميلاد، على يد الملك مينا، أو "نارمر"، وتأسّست وقتها ما عرفت بالدولة القديمة، ثم قامت ما عرفت بالدولة الوسطى (2040: 1640 ق.م)، وتلتها الدولة الحديثة (1570: 1070 ق.م)، التي شهدت تحول مصر إلى إمبراطوريّة تمدّدت خارج أراضيها، شمالاً عبر الشام وحتى الأناضول، وجنوباً إلى السودان.
ذروة التقدّم والحضارة الفرعونيّة كانتا في الدولة الحديثة التي شهدت تطوراً في شتى مناحي الحياة، وكان منها شعر الحب، خاصّة فيما يتعلق بفترة الرعامسة، نسبة إلى "رمسيس الأول، الثاني.. حتى رمسيس الخامس"، التي بنهايتها كانت نهاية الدولة المصريّة، وانتهاء حضارة الفراعنة على يد الفرس.
دلّت تلك الأشعار والأغاني على ثقافة وفيرة، برهنت على أن عهد مصر القديمة كان قوياً اجتماعيّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً، وكذلك حسّاساً ورومانسيّاً. لقد كان الكتبة في هذا الوقت جزءاً من النبلاء المصريين، وتساووا في القيمة الاجتماعيّة مع كهنة المعابد. الحراك الاجتماعي النسبي في الدولة الحديثة سمح للمواهب من أي نوع بالحصول على مناصب بارزة، ويبدو أن النساء، المتزوجات وغير المتزوجات، كنّ متساويات قانونياً وعملياً مع الرجال، ومن هذا المنظور نلحظ أن المرأة في الدولة الحديثة تصرّفت في إرثها وممتلكاتها ووضعت الوصايا الخاصّة بكيفية التصرّف في ممتلكاتها بعد وفاتها، دون وساطة أو وصاية من أحد.
صحيح أن جاي روبينز Gay Robins عالمة المصريات تقول إن هناك حالة من عدم المساواة بين المرأة والرجل في تلك الفترة، متحججة بعدم وجود كهنة معابد أو موظفات دولة من النساء، ولكنها أغفلت دور النساء الفلاحات، وقد كانت مصر دولة زراعيّة تعمل الأغلبيّة الكاسحة من أهلها في الزراعة، وأغفلت أيضا وجود ملكات من النساء.
أغلب البرديات التي حوت هذه الأشعار اكتُشفت في "دير المدينة"، شمالي الأقصر، تلك القرية التي كانت سكناً للعمال والحرفيين في الفترة من الأسرة 18 إلى الأسرة 20 ونهاية الدولة الحديثة، وجزء كبير من هذه البرديات موجود بمتحف تشيستر بيتي Chester Beatty في أيرلندا.
استخدم الشعر المصري القديم البيت الشعري ذا الشطرين المتماثلين تماماً في الوزن والقافية، لتكوين قصيدته، وكل شطرين كوّنا جملة شعريّة واحدة، فيما يشبه الشعر العمودي العربي، أو ما يُعرف في النقد الأدبي الغربي بـ" couplet form" أو "الشكل الزوجي". ملامح الشعر الفنيّة: -من حيث الشكل شملت قصائد الحب المصريّة، الأغاني والأناشيد والترانيم التي كانت النساء يشدين بها خلال مراسم الزواج، كذلك شملت النصوص التعليميّة أو ما يُعرف بشعر الحكمة، تراتيل الصلاة، الحكايات والأساطير.
-استخدم الشاعر المصري القديم البيت الشعري ذا الشطرين المتماثلين تماماً في الوزن والقافية، لتكوين قصيدته، وكل شطرين كوّنا جملة شعريّة واحدة، فيما يشبه الشعر العمودي العربي، أو ما يُعرف في النقد الأدبي الغربي بـ" couplet form" أو "الشكل الزوجي".
وكوّنت هذه الأبيات -ذات الوزن والقافية الواحدة- ثلاثيّات (٣ أبيات متماثلة) ورباعيّات (٤ أبيات متماثلة) شعريّة، ولكن كان يمكن فهم كل بيت بشطريه منفرداً.
-كما استخدم الشاعر المصري الأدوات البلاغيّة، من تشبيه وكناية واستعارة، وغيرها.
-السمة الصعبة في الشعر المصري أن قائله في أوقات كثيرة كان طرفاً ثانياً أو ثالثاً، أي راوياً يتحدّث عن غيره، أو كان يضع نفسه موضع أبطال شعره، فمرّة نجد شعراً بضمير المؤنث وأخرى بالمذكر، وفي كثير من الأحيان يتم الجمع بين الضميرين في نفس القصيدة، ما يحدث خلطاً وتعقيداً في الفهم أحياناً.
- شاع في هذا الشعر مناداة الحبيب بالأخ والحبيبة بالأخت، وتفسير ذلك ربما يرجع إلى تشبيه بلاغي، أو ربما يشير إلى أن زواج المحارم كان مسموحاً لديهم.
- شهد الشعر المصري إيروتيكيّة واضحة، بتعابير جنسيّة جريئة، لكنها وُظّفت ببلاغة. | |
| |