hassanbalam ® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر :
| | فلنبك موتانا محمد المنسى قنديل,مقالات محمد المنسى قنديل pdf | |
فَلْنَبْكِ موتانا محمد المنسي قنديل
أطراف الصراع كلها قادتنا إلى هذا المستنقع الدامى الذى نخوض فيه الآن، كأن مصر على موعد دائم مع الخطأ، وكأنه لا يوجد مسار صالح، لا خريطة المستقبل، ولا المشروع الذى يطلق عليه الإسلامى، ولا الخطط الباهتة للجماعة الوطنية.
نحن الآن فى حاجة إلى وقت للهدوء ومراجعة النفس، كفانا مذابح، لا نريد أن نفقد إنسانيتنا جميعا، كلنا كنا نعرف أن هذه المذبحة قادمة، ولم يبذل أحد جهدا حقيقيا لتجنبها، الجميع استمروا فى التصعيد، وكأنه لا يوجد غدٌ نتعايش فيه معًا، ولا حدود نتوقف عندها، شعب يسعى بكل طوائفه للانتحار، الوادى الضيق الذى كان يضمنا جميعا أصيب بشروخ آخذة فى الاتساع، والخوف أن تتحول إلى أخاديد غائرة، بالطبع توجد مؤامرة ولكن المتآمرين هم نحن، ومصر مستهدفة، ولكن نحن الذين نستهدف بعضنا البعض، نحن متهمون بارتكاب جريمة العنف المتعمد، وهؤلاء هم المتهمون:
أولا.. القوى الوطنية: لأنها تقاوم ولا تقدم البديل، قاومت نظام مبارك المتعفن دون أن تقدم بديلا له، وتركت الحكم دون مناقشة للمجلس العسكرى، رغم أنه لم يكن يقل عفنًا عن نظام مبارك، مجموعة من عجائز العسكر، خبراتهم السياسية ضئيلة، يعتمدون على مشاريع تجارية مضمونة الربح، خالية من الضرائب، وأداروا البلاد كمحلات البقالة، يدارون على بضاعتهم الفاسدة بالمذابح، فى مواجهة قوى وطنية متفرقة، لا تقدم بديلا، ودون ظهير شعبى، وتسلم الإخوان السلطة من العسكر وهم يتظاهرون أنهم يحملون مشروعا إسلاميا، ثم تبين أنهم لا يحملون غير الوهم، الفعل الإيجابى الذى فعلته هذه القوى هو تكوين جبهة الإنقاذ، وهى على وشك التحلل الآن، ولكن شباب القوى الوطنية «تمرد» كانوا هم الذين دقوا المسمار الأخير فى نعش نظام الإخوان، الذى لفظ أنفاسه مبكرا بفضلهم، ولكن المأساة أن العسكر عادوا، وَثَبُوا على ثورة 30 يونيو كما فعلوا من قبل مع ثورة يناير، امتلكوا ناصية الأمور وعدنا جميعا إلى المربع صفر، شكرا لأنهم ساعدونا على التخلص من الإخوان، وخففوا من معاناتنا معهم، ولكنهم أمسكوا فى النهاية بأطراف الحكم، لم تمثل الثورة إلا ببضع أفراد فى حكومة مؤقتة، وجاء العسكر بكتيبة من اللواءات فى حركة المحافظين، ودخل البرادعى الحكومة وخرج سريعا.
كان خطأ القوى الوطنية أنهم تركوا الفرصة للعسكر يقودوننا من مذبحة إلى أخرى، ويمتلكون القوة الفعالة وربما الوحيدة لتشكيل المستقبل فى مصر.
ثانيا: الإخوان ورغبتهم فى الانتحار، عنادهم القاتل هو السبب الرئيسى فى المأزق الذى نعيشه الآن، الرئيس وجماعته دفعوا بالأمور إلى حافة الهاوية، احتقروا القوى الوطنية وتعالوا عليها ورفضوا الاستجابة لأى مطلب للقوى الوطنية، اعتقدوا أن براعتهم فى اقتناص الصناديق تعطيهم حقا مطلقا فى إقصاء الآخرين، ولم يقبلوا بحل الانتخابات المبكرة إلا بعد أن أصبحوا خارج السلطة. لقد دفعونا بعنادهم إلى أحضان الانقلاب العسكرى، لم يروا جموع الشعب التى خرجت رافضة لهم، عاشوا فى وهم أنها صور مركبة وزائفة، ظلوا يصرخون فى الميادين ولا يحدثون إلا أنفسهم، يطالبون بما أصبح مستحيلا وهو عودة الرئيس، ومنعهم هذا الموقف من قبول أى مبادرة يمكن أن تفتح بابا للحوار، وقد شجعهم على ذلك كراهية النظم الغربية لكل أنواع الانقلابات العسكرية، سواء كانت مدعمة بالشعب أو غير مدعمة، ومنعهم الغضب من أن يفهموا أن الجهود الأمريكية التى كانت تصب فى صالحهم فى نهاية الأمر، فقد خرجوا من باب السياسة، وكانت جهود المبعوثين الأمريكيين تهدف إلى إدخالهم من نافذتها، ظلوا واقفين على حافة النهاية، تحركهم رغبة عارمة فى الانتحار، والظهور بمظهر الضحية، وفى الحقيقة لم تكن القيادات تسعى للتضحية بنفسها بقدر ما كانت تدفع بالبسطاء الذين سعو للميدان طلبًا للأجر اليومى، والوجبات المجانية، أصبحوا جماعة منعزلة داخل الميدان، متوهمين أنهم الأغلبية، واستدعت تحركاتهم التخريبية قوات الأمن، تماما كما استدعى عناد رئيسهم تدخل الجيش.
ثالثا: الجيش المصرى والإصرار على منطق الانقلاب، لقد كان القيام بعزل رئيس منتخب مخاطرة كبرى، وكان على الشعب أن يتحملها وحده، ولكن الجيش أراد أن يختصر علينا الطريق، وأراد أيضا أن ينهى صراعه المحتدم مع الرئيس الإخوانى فى ضربة واحدة، ورغم أنه قدم خارطة للمستقبل تتضمن عودة الديمقراطية بصورة أو بأخرى، فإنه حدد طريقا طويلا ومحفوفا بالمخاطر، كان عليه أن يضع شباب الثورة فى مقدمة الصورة ويتنحى عن مشهد السلطة فى أقرب فرصة، أن تكون مهمته الأولى هى أن يدعو لانتخابات عاجلة تأتى برئيس منتخب، ويترك له مهمة تعديل الدستور والمصالحة الوطنية مع بقية القوى حتى يقيم الانتخابات التشريعية ولكن العسكر سلكوا طريقا عكسيا مليئا بالشبهات، جاؤوا برئيس غير منتخب، وحكومة لا تنتمى للثورة، ولجنة من المحترفين، ثم توجوا هذا كله بمذبحة هائلة، ليؤكدوا أمام العالم أنه مجرد انقلاب عسكرى، يحاول أن يقصى فريقا عن السلطة بطريقة دموية، ولكن من الإنصاف أن نقول إن هذه لم تكن خطيئة الجيش وحده، ولكن هناك أغلبية طاغية فى الشارع المصرى كانت تطالب بها وتحرض عليها، وكانت تصرفات وتصريحات قيادات الإخوان المسلمين تغذيها وتمدها بالمبررات اللازمة، أى أننا جميعا الآن شركاء فى هذه المذبحة، حتى الذين لاذوا بمنازلهم وفضلوا الصمت، فكلنا كان يعلم، والجيش أولنا، أن لدينا جهاز شرطة غير كفء، تحركه دوافع الحنق والرغبة فى الانتقام، ولم ينجح أبدا فى فك أى اعتصام دون أن يقوم بمذبحة، فهو يأخذ أى تفويض فى المطلق، بعيدا عن أى التزام قانونى، وعن قواعد الاشتباك المتعارف عليها، وهو لا يسوغ جرائمه إلا فى مؤتمر صحفى هزيل يخرج فيه السيد وزير الداخلية ليعلن أن رجال الشرطة لم يستخدموا السلاح النارى، تتواصل الأكاذيب مهما كان عدد الضحايا، لا يعترف الوزير أبدا بفشله، وأن قواته لا تعرف طريقا غير القتل، وأنه ترك الاعتصام طويلا حتى توسع واستشرى، بالطبع لا أحد راض عما فعله الإخوان المسلمون، ولا ما قاموا به من تخريب، ولكن هل نحن راضون عن أداء هذا الوزير ومقتنعون بأكاذيبه، لقد شوه وجه مصر والثورة وأظهرنا بصورة البلد الهمجى الذى لا يراعى حرمة الروح البشرية.
رابعا.. البرادعى: قديس فى صورة دون كيشوت، يحارب طواحين الهواء، وينسحب فى الوقت غير الملائم، لا أحد مقتنع به من الطرفين، فقط لأنه حاول أن يبحث عن حل عقلانى فى وقت لا عقل فيه، كيف له أن يمنع دوران عجلة الدم والجميع يدفعونها حتى المنحدر، كنا فى حاجة لشخص مثله ليكون رمانة الميزان، ولكن نفسه القصير جعله ينسحب ويترك كل شىء مختلا، لم يبق إذن إلا أن نهدأ قليلا، ونردد كلمات التعزية والرثاء، فلنترفع عن الشماتة والتشفى، ولنبك موتانا، فليرحمهم الله جميعا.
بلال فضل إنهم يكتبونني الأحد 25 أغسطس 2013 - 9:29 ص
* * * *
ـ «أطراف الصراع كلها قادتنا إلى هذا المستنقع الدامى الذى نخوض فيه الآن، كأن مصر على موعد دائم مع الخطأ، وكأنه لا يوجد مسار صالح، لا خريطة المستقبل، ولا المشروع الذى يطلق عليه الإسلامى، ولا الخطط الباهتة للجماعة الوطنية. نحن الآن فى حاجة إلى وقت للهدوء ومراجعة النفس، كفانا مذابح، لا نريد أن نفقد إنسانيتنا جميعا، كلنا كنا نعرف أن هذه المذبحة قادمة، ولم يبذل أحد جهدا حقيقيا لتجنبها، الجميع استمروا فى التصعيد، وكأنه لا يوجد غد نتعايش فيه معا، ولا حدود نتوقف عندها، شعب يسعى بكل طوائفه للانتحار، الوادى الضيق الذى كان يضمنا جميعا أصيب بشروخ آخذة فى الاتساع، والخوف أن تتحول إلى أخاديد غائرة، بالطبع توجد مؤامرة ولكن المتآمرين هم نحن، ومصر مستهدفة، ولكن نحن الذين نستهدف بعضنا البعض.
... لقد كان القيام بعزل رئيس منتخب مخاطرة كبرى، وكان على الشعب أن يتحملها وحده، ولكن الجيش أراد أن يختصر علينا الطريق، وأراد أيضا أن ينهى صراعه المحتدم مع الرئيس الإخوانى فى ضربة واحدة، ورغم أنه قدم خارطة للمستقبل تتضمن عودة الديمقراطية بصورة أو بأخرى، فإنه حدد طريقا طويلا ومحفوفا بالمخاطر، كان عليه أن يضع شباب الثورة فى مقدمة الصورة ويتنحى عن مشهد السلطة فى أقرب فرصة، أن تكون مهمته الأولى هى أن يدعو لانتخابات عاجلة تأتى برئيس منتخب، ويترك له مهمة تعديل الدستور والمصالحة الوطنية مع بقية القوى حتى يقيم الانتخابات التشريعية ولكن العسكر سلكوا طريقا عكسيا مليئا بالشبهات، جاؤوا برئيس غير منتخب، وحكومة لا تنتمى للثورة، ولجنة من المحترفين، ثم توجوا هذا كله بمذبحة هائلة، ليؤكدوا أمام العالم أنه مجرد انقلاب عسكرى، يحاول أن يقصى فريقا عن السلطة بطريقة دموية، ولكن من الإنصاف أن نقول إن هذه لم تكن خطيئة الجيش وحده، ولكن هناك أغلبية طاغية فى الشارع المصرى كانت تطالب بها وتحرض عليها، وكانت تصرفات وتصريحات قيادات الإخوان المسلمين تغذيها وتمدها بالمبررات اللازمة، أى أننا جميعا الآن شركاء فى هذه المذبحة، حتى الذين لاذوا بمنازلهم وفضلوا الصمت، فكلنا كان يعلم، والجيش أولنا، أن لدينا جهاز شرطة غير كفء، تحركه دوافع الحنق والرغبة فى الانتقام، ولم ينجح أبدا فى فك أى اعتصام دون أن يقوم بمذبحة، فهو يأخذ أى تفويض فى المطلق، بعيدا عن أى التزام قانونى، وعن قواعد الاشتباك المتعارف عليها، وهو لا يسوغ جرائمه إلا فى مؤتمر صحفى هزيل يخرج فيه السيد وزير الداخلية ليعلن أن رجال الشرطة لم يستخدموا السلاح النارى، تتواصل الأكاذيب مهما كان عدد الضحايا، لا يعترف الوزير أبدا بفشله، وأن قواته لا تعرف طريقا غير القتل، وأنه ترك الاعتصام طويلا حتى توسع واستشرى، بالطبع لا أحد راض عما فعله الإخوان المسلمون، ولا ما قاموا به من تخريب، ولكن هل نحن راضون عن أداء هذا الوزير ومقتنعون بأكاذيبه، لقد شوه وجه مصر والثورة وأظهرنا بصورة البلد الهمجى الذى لا يراعى حرمة الروح البشرية.. لم يبق إذن إلا أن نهدأ قليلا، ونردد كلمات التعزية والرثاء، فلنترفع عن الشماتة والتشفى، ولنبك موتانا، فليرحمهم الله جميعا».
مقاطع من مقال مهم بعنوان (فلنبك موتانا) كتبه الروائي الكبير محمد المنسي قنديل ونشرته جريدة التحرير يوم الأربعاء الماضي وكنت أتمنى أن تتسع المساحة لنشره كاملا
ـ «أعرف أنك منذ مدة كففت عن أن تقرأ ماكبث أو غيرها. لم تعد تقرأ غير الكتب التي تثبت لك أنك علي حق وأن كل الآخرين علي خطأ. ولكن احذر يا خالد!.. احذر لأن كل الشرور التي عرفتها في الدنيا خرجت من هذا الكهف المعتم. تبدأ فكرة وتنتهي شرا: أنا على حق ورأيي هو الأفضل. أنا الأفضل إذن فالآخرون علي ضلال. أنا الأفضل لأني شعب الله المختار والآخرون أغيار. الأفضل لأني من أبناء الرب المغفورة خطاياهم والآخرون هراطقة. الأفضل لأني شيعي والآخرون سنة أو لأني سني والآخرون شيعة. الأفضل لأني أبيض والآخرون ملونون أو لأني تقدمي والآخرون رجعيون. وهكذا إلى ما لا نهاية»
الروائي الكبير بهاء طاهر من روايته الرائعة (الحُب في المنفى)
ـ «الصحفي الأمريكي الاستقصائي الأشهر آي إف ستون قال لطلابه ذات مرة «إن كنتم تريدون أن تصبحوا صحافيين متميزين يجب ان تتذكروا فقط كلمتين سهلتين «الحكومات تكذب» ليس فقط الحكومة الأمريكية ولكن بصفة عامة كل الحكومات تكذب»، قد يبدو هذا مثل بيان فوضوي ولكن الفوضويون هنا محقون، إنهم على صواب عندما ينزعون إلى الريبة والشك بخصوص أولئك الممسكين بالسلطة الرسمية، وذلك لأن هؤلاء المسئولين يميلون في الغالب إلى الكذب من أجل مواصلة البقاء في السلطة... من واجب المبدع أن يسمو ويتعالى ليفكر خارج حدود الفكر المسموح ومن ثم يتجرأ ليقول أشياء لا يستطيع قولها الآخرون. لقد تجرأ مارك توين على قول أمور لم يكن الكثيرون في البلد يقدرون على قولها، وبالطبع على الفور تم الطعن في وطنيته، فور أن تتحدث خارج الحدود المرسومة من السلطة وفور قولك أشياء تخالف ماتقوله المؤسسة والإعلام والمفكرون الكبار فإن التساؤل والطعن يبرز في وطنيتك فورا. إذا كان هناك أي شيئ ينبغي للمبدع تحقيقه فهو الأمانة، يجب أن نمتلك القدرة لفحص أنفسنا ولفحص بلدنا بأمانة ووضوح، وتماما بطريقة فحصنا للأشياء المروعة نفسها التي يفعلها الناس في أماكن أخرى، يجب أن نكون مستعدين لفحص الأشياء الفظيعة التي تفعلها حكومتنا هنا. الشيئ الواجب علينا كمبدعين سواءا كنا نكتب او ننتج أفلاما أو نخرج أفلاما أو نعزف موسيقى أو نمثل أو مهما كان دورنا، يجب ألا يكون فقط أن نجعل الناس يشعرون بالسعادة والإلهام، ولكن أيضا أن نعلم جيلا جديدا أهمية تغيير العالم».
المؤرخ الأمريكي البارز هوارد زن من كتابه الرائع (قصص لا ترويها هوليود مطلقا) ترجمة حمد العيسى.
_________________ حسن بلم | |
|
2014-07-02, 2:03 pm من طرف hassanbalam