آخر المساهمات
2024-05-16, 2:37 am
2024-05-04, 8:54 am
2024-05-04, 8:53 am
2024-04-28, 10:02 pm
2024-04-20, 2:14 am
2024-04-20, 1:54 am
2024-04-02, 5:16 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

 

 ثلاث مقالات لوائل قنديل وأمجد ناصر وبلال فضل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
® مدير المنتدى ®
hassanbalam


رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!

ذكر

عدد المساهمات : 11556
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : ثلاث مقالات لوائل قنديل وأمجد ناصر وبلال فضل 15781612


ثلاث مقالات لوائل قنديل وأمجد ناصر وبلال فضل Empty
29122014
مُساهمةثلاث مقالات لوائل قنديل وأمجد ناصر وبلال فضل

نيا دولة، من الطبيعي أن تذهب شقيقة الملك إلى القضاء وتسجن، من دون أن يتدخل الملك، فليس هناك عباس أو شاهين أو وزير داخلية يعلن، بلا أي إحساس بالخجل، أن تحالفا من الجيش والشرطة والقضاء يتحكمون في البلاد والعباد، لردع كل من تسوّل له نفسه معارضة النظام.
لماذا لم يرفع ملك إسبانيا، فيليب السادس، سماعة الهاتف لكي يكلم القاضي، كما فعل عسكر مصر، لإنقاذ شقيقته من المثول أمام القضاء؟
كريستينا شقيقة الملك أحيلت، مع زوجها، إلى القضاء، متهميْن بالفساد في ذروة احتفالات أعياد الميلاد.. لم يفكر أحد من أهل السلطة في بلاد الأندلس في أن ذلك من شأنه أن يعكر مزاج الملك، ويبدد سعادته بالعيد، كما أن الملك لم ينبس ببنت شفة، محاولاً التدخل، ولو لتأجيل قرار المحاكمة إلى ما بعد الأيام المفترجة، كما أن صحافة إسبانيا لم تتكتم على القصة التي تشكل سابقة في تاريخ الأسرة المالكة.
صحيفة "إيه بي سي" الإسبانية قالت إن من المتوقع أن يحكم القاضي على كريستينا، شقيقة الملك، بالحبس أربع سنوات، فأعلن القصر الملكي على الفور "الاحترام المطلق للقضاء" لأنه سلطة مستقلة.
وبما أن القضية تتعلق بتحايل ضريبي، فقد عبّر وزير الاقتصاد، لويس دي جيدوس، عن احترامه القاضي، قائلا: "لدينا نظام اقتصادي يعمل، وأعتقد أن علينا أن نثني عليه".
الموقف نفسه اتخذه المجلس العسكري، إذ قالت رئيسته، دي أندالوسيا سوزانا دياز، إن "العدالة للجميع بالتساوي"، وذلك بعد لقائها مع رئيس الحكومة الإسبانية.
نترك إسبانيا ونهبط إلى مصر، حيث تتوالى تسريبات السلطة العسكرية، لتضع الجميع أمام فاجعة حضارية وأخلاقية، حيث يدير الجنرالات السلطة القضائية بالريموت كونترول، ليصبح "الحكم بعد المكالمة"، وليس بعد المداولة، غير أن "رجال فرانكو" في القاهرة قد تفوقوا على كل ما حملته لنا سيرة الطغاة والمستبدين، فمكالمة واحدة منهم للقاضي تكفي لمكافأة "فرانكو صغير"، على عملية طهو جثث "حاجة وثلاثين" نفساً بشرية داخل سيارة ترحيلات الشرطة.
إن ثورة الخامس والعشرين من يناير تدحرجت من الفضاء الإلكتروني إلى أرض الميدان، منطلقة من أيقونة اسمها "كلنا خالد سعيد"، ذلك الشاب الذي فتك به العسس في الإسكندرية. والآن، ها أنتم أمام "حاجة وتلاتين" خالد سعيد تم شواؤهم، بعد آلاف آخرين أبيدوا، وأحرقت جثثهم، على مدار فترة عام ونصف العام مضت، فماذا أنتم فاعلون أيها الثوار؟
ستسمعون كلاماً معاداً ومكرراً عن أن البلد في حالة حرب، وسيطعنك أحدهم بسؤال: هل تريد هدم الجيش عمود الخيمة الأخير؟ كما يردد ماسحو بلاط السلطة الباطشة بخلاعة منقطعة النظير، وسيرفعون، كالعادة، لافتة "التسريبات مفبركة". لكن، لا تنسَ أنك شاهدت هذه المجازر بأم عينيك على الهواء مباشرة، إن لم تكن قد عايشتها واقعياً.
قل لهم إن الإهانة الحقيقية للجيش أن يبقى عالقا في مستنقعات السياسة العطنة، وأن لا سبيل إلى إقامة دولة إلا بإعادة العسكر إلى المعسكر، وخروجهم من بيزنس الحكم والتجارة.
ينبئنا التاريخ أن العسكر افترسوا إسبانيا بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية (1936- 1939)، بقيادة الجنرال فرانكو الذي قاد انقلاباً بعد خمس سنوات من تحوُّل إسبانيا إلى النظام الجمهوري وإلغاء الملكية؛ ليُعلن نفسه حاكمًا للبلاد، ويأخذها إلى جحيم من العنف المنهجي، بكل ما يشمله من القمع والقتل والتعذيب والاغتصاب والإبادة للخصوم السياسيين، لكي يحكم قبضته على السياسة، تاركاً الاقتصاد لمن اصطفاهم من التكنوقراط الموالين، حتى رحل عام 1975.
وبعد رحيل الطاغية فرانكو، عادت إسبانيا دولة، بعد أن بقيت معسكراً كبيراً لأكثر من 35 عاماً، وبعد أشهر قليلة من تنصيب الملك خوان كارلوس، تولى الجنرال مانويل ميلادو قيادة الجيش، وكان أول ما قاله أمام الجنود: لا يجب أن ننسى أن الجيش، مهما كانت مهمته مقدسة، ليس دوره الحكم، بل خدمة البلاد تحت إمرة الحكومة الوطنية.
إقرأوا التاريخ.. أو اخرجوا منه للأبد! -



نيا دولة، من الطبيعي أن تذهب شقيقة الملك إلى القضاء وتسجن، من دون أن يتدخل الملك، فليس هناك عباس أو شاهين أو وزير داخلية يعلن، بلا أي إحساس بالخجل، أن تحالفا من الجيش والشرطة والقضاء يتحكمون في البلاد والعباد، لردع كل من تسوّل له نفسه معارضة النظام.
لماذا لم يرفع ملك إسبانيا، فيليب السادس، سماعة الهاتف لكي يكلم القاضي، كما فعل عسكر مصر، لإنقاذ شقيقته من المثول أمام القضاء؟
كريستينا شقيقة الملك أحيلت، مع زوجها، إلى القضاء، متهميْن بالفساد في ذروة احتفالات أعياد الميلاد.. لم يفكر أحد من أهل السلطة في بلاد الأندلس في أن ذلك من شأنه أن يعكر مزاج الملك، ويبدد سعادته بالعيد، كما أن الملك لم ينبس ببنت شفة، محاولاً التدخل، ولو لتأجيل قرار المحاكمة إلى ما بعد الأيام المفترجة، كما أن صحافة إسبانيا لم تتكتم على القصة التي تشكل سابقة في تاريخ الأسرة المالكة.
صحيفة "إيه بي سي" الإسبانية قالت إن من المتوقع أن يحكم القاضي على كريستينا، شقيقة الملك، بالحبس أربع سنوات، فأعلن القصر الملكي على الفور "الاحترام المطلق للقضاء" لأنه سلطة مستقلة.
وبما أن القضية تتعلق بتحايل ضريبي، فقد عبّر وزير الاقتصاد، لويس دي جيدوس، عن احترامه القاضي، قائلا: "لدينا نظام اقتصادي يعمل، وأعتقد أن علينا أن نثني عليه".
الموقف نفسه اتخذه المجلس العسكري، إذ قالت رئيسته، دي أندالوسيا سوزانا دياز، إن "العدالة للجميع بالتساوي"، وذلك بعد لقائها مع رئيس الحكومة الإسبانية.
نترك إسبانيا ونهبط إلى مصر، حيث تتوالى تسريبات السلطة العسكرية، لتضع الجميع أمام فاجعة حضارية وأخلاقية، حيث يدير الجنرالات السلطة القضائية بالريموت كونترول، ليصبح "الحكم بعد المكالمة"، وليس بعد المداولة، غير أن "رجال فرانكو" في القاهرة قد تفوقوا على كل ما حملته لنا سيرة الطغاة والمستبدين، فمكالمة واحدة منهم للقاضي تكفي لمكافأة "فرانكو صغير"، على عملية طهو جثث "حاجة وثلاثين" نفساً بشرية داخل سيارة ترحيلات الشرطة.
إن ثورة الخامس والعشرين من يناير تدحرجت من الفضاء الإلكتروني إلى أرض الميدان، منطلقة من أيقونة اسمها "كلنا خالد سعيد"، ذلك الشاب الذي فتك به العسس في الإسكندرية. والآن، ها أنتم أمام "حاجة وتلاتين" خالد سعيد تم شواؤهم، بعد آلاف آخرين أبيدوا، وأحرقت جثثهم، على مدار فترة عام ونصف العام مضت، فماذا أنتم فاعلون أيها الثوار؟
ستسمعون كلاماً معاداً ومكرراً عن أن البلد في حالة حرب، وسيطعنك أحدهم بسؤال: هل تريد هدم الجيش عمود الخيمة الأخير؟ كما يردد ماسحو بلاط السلطة الباطشة بخلاعة منقطعة النظير، وسيرفعون، كالعادة، لافتة "التسريبات مفبركة". لكن، لا تنسَ أنك شاهدت هذه المجازر بأم عينيك على الهواء مباشرة، إن لم تكن قد عايشتها واقعياً.
قل لهم إن الإهانة الحقيقية للجيش أن يبقى عالقا في مستنقعات السياسة العطنة، وأن لا سبيل إلى إقامة دولة إلا بإعادة العسكر إلى المعسكر، وخروجهم من بيزنس الحكم والتجارة.
ينبئنا التاريخ أن العسكر افترسوا إسبانيا بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية (1936- 1939)، بقيادة الجنرال فرانكو الذي قاد انقلاباً بعد خمس سنوات من تحوُّل إسبانيا إلى النظام الجمهوري وإلغاء الملكية؛ ليُعلن نفسه حاكمًا للبلاد، ويأخذها إلى جحيم من العنف المنهجي، بكل ما يشمله من القمع والقتل والتعذيب والاغتصاب والإبادة للخصوم السياسيين، لكي يحكم قبضته على السياسة، تاركاً الاقتصاد لمن اصطفاهم من التكنوقراط الموالين، حتى رحل عام 1975.
وبعد رحيل الطاغية فرانكو، عادت إسبانيا دولة، بعد أن بقيت معسكراً كبيراً لأكثر من 35 عاماً، وبعد أشهر قليلة من تنصيب الملك خوان كارلوس، تولى الجنرال مانويل ميلادو قيادة الجيش، وكان أول ما قاله أمام الجنود: لا يجب أن ننسى أن الجيش، مهما كانت مهمته مقدسة، ليس دوره الحكم، بل خدمة البلاد تحت إمرة الحكومة الوطنية.
إقرأوا التاريخ.. أو اخرجوا منه للأبد! -



عاماً مرَّت على وفاة بدر شاكر السياب، والعراق فيه، أكثر ممّا تخيّل ابن جيكور، ظمأ وجوع ودم وملل، وتواريخ غائبة تحضر، وحاضرة تغيب، وأمم قريبة وبعيدة، تسلّط عليه جيوشها التي ما إن تنفضُّ عن أرضه وسمائه، لسببٍ، حتى تعود لسببٍ آخر. كأنَّ العراق لا يشبع، ولا يرتوي. كأنه لا يشفى من جراح تتراكم فوق جراح. خمسون عاماً مرت على رحيل شاعر العراق الأكبر، شاعر زماننا بما فيه من آلام وآمال، طوبى، وهزائم، وأرض تتشقَّق من الظمأ، فيما الماء يشقّها نهرين من شمالها إلى جنوبها. كل وقائع وطوباويات ورموز زماننا، البائد منها والذي لا يزال يتلكأ في الجوار، تحتشد في مدونة الشاعر التموزي، الشيوعي، القومي، العائد، على آخر نفس، إلى الله، بنفسٍ تطفحُ بالصبر الأيوبي: "لك الحمدُ مهما استطال البلاء، ومهما استبدَّ الألم، لك الحمدُ إن الرزايا عطاءٌ، وإن المصيبات بعض الكرم". إذا كان العراق الذي عرفه السياب فيه "ألف أفعى تشرب الرحيق، من زهرةٍ يربُّها الفراتُ بالندى"، ففيه اليوم آلاف الأفاعي التي طلعت من جحورٍ لم نكن نتخيّل أنها موجودة، إلا في خرافات الخرافات، وفي انحطاط الانحطاط، حتى لتبدو أفاعي العراق التي يصفها السياب حمائم خير وسلام وبركة.
لم تصنع الدولة العراقية، ملكيتها وجمهوريتها، هوية العراق، بقدر ما صنعته القصيدة. وفي العراق، ربما، أكثر من أي بلد آخر، صنع الشعر هوية وتاريخاً ومزاجاً وأسطورة، من الرصافي والجواهري إلى السياب والملائكة والبياتي. هؤلاء، إلى غيرهم بالطبع، هم صانعو الهوية العراقية التي تتفتت، الآن، تحت نفير الطوائف والقبائل والعصبيات القومية والدينية. وبين جميع شعراء العراق، يتفرّد السياب في شغله على هوية البلاد التي تقلَّب في رؤيتها بين أكثر من طور وتاريخ وجهة، لم يكن بينها، قطعاً، ما تنحدر إليه من طوائفية وشعوبية، أين منها ما قاله القرطبي والزمخشري.
لكن، ليس هذا هو كلّ السياب. ليس، فقط، الذي يرى العراق، ذا النهرين، وبحار النفط المتفجرة من أعماقه، يتضوّر جوعاً، إنه، قبل كل شي، درس شعري. نقلة في تاريخ القصيدة العربية. معلم كان أكثر ألماً وتعباً من أن يدرك ذلك. فلمَن جاؤوا إلى الشعر والشأن العام في سنّنا، يحضر السياب بأكثر من ذخيرة. بل كان لا بدَّ من السياب كي نضع خطوة أولى على سلّم الشعر الذي يظل يطول ويطول. فالمنهاج المدرسي لا يفيدك. السياب، وجماعة لحظة الريادة الأولى، كانوا بعيدين عن درس القراءة. فإن أردت أن تكون شاعراً، إن أردت أن تنتمي إلى نبض عصرك وقضايا زمانك، عليك بالسياب الذي كان قد قضى مرضاً وهمَّاً وترك أسطورة، غير تموز وعشتروت، عن الشعراء الذين يموتون في أوجهم.
كان السياب لي أول درس شعري حقيقي، أقصد شعراً ينتمي إلى لحظتي وقضاياها. قبل ذلك، كان شعر المدرسة الذي لم يعد قادراً على ترجمة زمني. وبين رفاقه، رواد التجديد الشعري، احتل السياب مساحة خاصة به، محتفظاً بمسافة واسعة عن الآخرين. بدا ملكاً متوجاً على تلك المساحة يحيط به الآخرون، على مبعدة، كحاشية مهيبة. ففي السياب، انوجدت كل العناصر التي تفتن شاعراً شاباً منهمكاً في قضايا زمانه. فهو تارة واقعي يخوض، بشراسة، في الشأن العام، وهو، تارة أخرى، ذاتي متفجِّع يشكر، بحرقة، إلهاً ناهضه من قبل، على الرزء، وهو، بين هذين الحدين، شاعر قادر على وضع دسكرة عراقية صغيرة ونهر قد لا يغرق فيه طفل يحبو في مدار كوني. وهو، في كل الأحوال، صانع ماهر (على حد تعبير إليوت عن أزرا باوند) تخفي قدراته، وموهبته الشعرية الجارفة، حتى أكثر قصائده ركاكة في المعنى. لن يكون الدرس السيابي، أبداً، بلا طائل -


لّاب. لذلك، لن تجد مُخدِّرا أكثر انتشارا في مصر من خداع النفس، فبغيره سيضطر غالبية المصريين لمواجهة حقيقة أنهم لم يسلموا مقاليد أمورهم لدولة، بل لتشكيل عصابي مسلح، يتخفى خلف أشباه مؤسسات، ليمرر من خلالها مصالحه، ويحتمي ببطشها الأمني وباطلها القانوني من الحساب والنقد.
دعك من كل القضايا المأساوية الدامية التي تحدث كل يوم، وخذ، مثلاً، مسألة تبدو هينة، مثل احتجاب برنامج (البرنامج) الشهير، وتذكّر كيف تورط متعلمون ومثقفون، بل وعاملون في الإعلام، في التأكيد على أن (البرنامج) لم يحتجب بسبب تدخلات حكومية، لأن زعيمهم الملهم عبد الفتاح السيسي أكبر وأقوى مما كان يقدمه مبدع (البرنامج) باسم يوسف، مع أنهم يعلمون أن برنامجاً يحظى بتلك النسبة المذهلة من المشاهدة الجاذبة للإعلانات، لم تكن محطة عاقلة لتحجبه، إلا بفعل تدخلات حكومية تضطرها لذلك.
هل تتوقع لهؤلاء أن يواجهوا أنفسهم بحقيقة أن قائدهم "الدكر" الذي يمتلك الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والمثقفين والجماهير، لم يتحمل استمرار ساعة أسبوعية من برنامج ساخر، لأنه حاول تنبيه الشعب إلى فضيحة جهاز الكفتة التي دعمها بنفسه، وفضح عقلية منافقيه الذين سمح لهم بأن يحتلوا جميع الشاشات والصحف، ألا تدرك أنهم لو سلموا بذلك، فإنهم يُسلمون بالتبعية أن القائد الذي "فوضوه على الناشف" وباركوا قتله وسجنه الآلاف، ليس قوياً كما يظنون، بل هو باطش، والفرق بين القوة والبطش شاسع، لمن يرغب أن يعيش في وطن محترم، وليس في "عشة فراخ"، وأنه ليس صاحب رؤية ومشروع، كما حاول مثقفوه أن يصوروه، لأن أصحاب الرؤية والمشروع لا يخافون من السخرية، ولا النقد، فهم يدركون أن قراراً صائباً ومدروساً يمكن أن يكون ردا مفحما على عشرين صحيفة وبرنامج.
لذلك، بعد التطورات المؤسفة في قضية (البرنامج)، لا تحاول تنبيه هؤلاء "المواطنين الشرفاء" إلى خطورة تحويل قضية تحكيم تجاري بين قناة تلفزيونية وشركة إنتاج، إلى وسيلة تنكيل سياسي، تم فيها تغريم باسم يوسف 50 مليون جنيه، مع أنه شاهد وليس طرفاً في النزاع التجاري، ولا تحدثهم عن خطورة تحويل حيثيات حكم، يفترض فيه الحياد، إلى مشتمة لصانعي (البرنامج)، تشكك في وطنيتهم وتبارك قمعهم، لا تنسَ أن هؤلاء "الشرفاء" لا يجدون أدنى مشكلة في أن يكون في مصر قضاة من طراز "هاكلمه في التليفون"، نراهم يعلنون على الملأ آراءهم الكارهة لمتهمين يمثلون بين أيديهم، من دون مراعاة "بُرقع شكليات العدالة" الذي كان يحرص عليه نظام مبارك، الذي قال السيسي لمثقفيه إنه "خرب البلد"، بينما هو يفعل بالبلد منذ لحظة التفويض، ما لم يجرؤ عليه مبارك بكل فساده واستبداده.
للأسف، إن أدرت حواراً مع أحد هؤلاء "الشرفاء"، ستجده ينظر بعين الإعجاب إلى ديكتاتور كوريا الشمالية، كيم جونج أون، الذي شن مؤخرا حرباً إلكترونية ضد شركة أميركية أنتجت فيلماً يسخر منه، ولوجدته يتمنى أن يكون السيسي قد عاد من الصين حاملاً أحدث خبراتها القمعية، لتطوير أدائه في قتل المتظاهرين وقمع المعارضين، وربما لو نجحت في كسب ثقته، لفضفض لك بأنه يعتقد أن السيسي "ابتدا يخيب"، فقد انخفضت أرقام القتلى والمعتقلين من المئات إلى العشرات فقط، فضلاً عن عودة نغمة المصالحة، لتتردد ولو على استحياء، بدلاً من شعار "افرم ياسيسي واحنا معاك" الذي كان يرج أنحاء البلاد.
لن يصدقك هذا "المواطن الشريف" الذي تمتلك مصر فائضاً مرعباً منه، لو قلت له إن مصالحه الشخصية المباشرة ورزق عياله وأمانهم، لن يحققها إلا حياته في مجتمع يصون كرامة كل أفراده، ويضمن حرياتهم، ويسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بينهم، فهو يتخيل أن خطب قائده المليئة بالكلام الساكت ستحل كل مشاكله. ولذلك، لن يواجه نفسه أبداً بحقيقة أنه وثق بتشكيل عصابي من عديمي الكفاءة والخيال، يتخيلون أن المستقبل يمكن صناعته بإعادة تطبيق كتالوج الماضي مع إضافة الكثير من الأغاني الوطنية والأدعية والنحنحة والدم، وأن مصالحهم يمكن أن تستمر بتطبيق "خلطتهم السحرية" التي تستلهم تجربة كوريا الشمالية والصين في القمع والإعلام، وتتهم كل معارض بالخيانة والعمالة لإسرائيل والغرب، في حين تحمي سلطتهم مصالح إسرائيل وأميركا، وتسعى لجلب المزيد من معونات أميركا وأوروبا، وتدلل رجال الأعمال طالما استمروا في توريد المعلوم، وفوق كل هذا، ترمي لغالبية الشعب بأقل من الفتات اللازم لبقائه على قيد التطبيل أو التطنيش، وهي خلطة بلهاء لو عرضتها على ديكتاتور كوريا الشمالية ذات نفسه، لسحب من حنجرته "واحدة شمالي"، قبل أن يقول لك بالكورية "فعلا الديكتاتورية لَمِّت فشخ".

_________________
ثلاث مقالات لوائل قنديل وأمجد ناصر وبلال فضل Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ثلاث مقالات لوائل قنديل وأمجد ناصر وبلال فضل :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ثلاث مقالات لوائل قنديل وأمجد ناصر وبلال فضل

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» آخر مقالات وائل قنديل وبلال فضل فى العربى الجديد
» مقالات مختارة من العربى الجديد ,بلال فضل,وائل قنديل,أمجد ناصر
» متى نقرأ خبر انتحار محمد مرسى,مقالات وائل قنديل
» باسم يوسف .. الشرق أوسطي مقال لوائل قنديل
» مقالات وائل قنديل فى صحيفة العربى الجديد,كتب وائل قنديل pdf

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نوسا البحر :: منتديات عامة :: || فرشه جرايد ~-
انتقل الى:  

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا