ركاب القطارات ضحايا إهمال المسئولين..
"قناوى" تعهد عقب توليه مسئولية "السكك الحديدية" بإنقاذها من الانهيار..
و6 حوادث فى عهده لم يعاقب فيها مسئولا السبت، 17 نوفمبر 2012 - 13:36
تصادم قطار أسيوط
عقب تولى المهندس مصطفى قناوى رئاسة هيئة السكك الحديدية فى 26
أغسطس الماضى تعهد بإنقاذ الهيئة وقطاراتها، واصفا حال السكك الحديدية بأنه
على حافة الانهيار، مشددا أن دوره إصلاح هذا الوضع، كما أكد أنه لن يتردد
فى محاسبة أى مسئول يخطأ، لكن الحوادث توالت مع توليه المسئولية، وعقب كل
حادثة يعلن عن تشكيل لجنة فنية لمعرفة أسباب الحادث، إلا أن الملاحظ أنه لم
يتم إعلان أى من نتائج تحقيقات هذه اللجان.
ومطلع الأسبوع الماضى وقع حادث تصادم قطارى الفيوم رقمى 1110 و153 والذى
وراح 4 ركاب ضحية له، فضلا عن نحو 45 مصابا بسبب خطأ بشرى انحصر بين سائق
القطار 1110 ومراقب برج محطة "الناصرية بالفيوم، واعتقد الكثيرون أن هذه
الحادثة ربما تكون جرس إنذار للمسئولين، لكن لم يتوقف الإهمال ولم يعاقب
مسئولا، بل فى بعض الحوادث كانت الهيئة تحاول التغطية على المسئول وتلقى
بالمسئولية على سلوكيا الركاب.. وكانت النتيجة أنه بعد 6 أيام فقط من حادث
الفيوم وقع اليوم تصادم قطار أسيوط مع أتوبيس الأطفال.
مع استمرار الإهمال عقب تولى قناوى رئاسة الهيئة توالت حوادث القطارات،
وكان أبرزها اصطدم قطار الركاب رقم 14 القادم من الإسكندرية للقاهرة،
بسيارة نقل أثناء عبورها شريط السكة الحديد، فى "قها" بين قليوب وطوخ، وأدى
هذا الحادث لتوقف حركة القطارات بين القاهرة والإسكندرية من الاتجاهين
لأكثر من 7 ساعات، وقبلها اندلعت النيران فى قطار الركاب 367 القادم طنطا
إلى دمنهور، وقضت النيران على العربة الأخيرة الملحقة بالقطار تمامًا.
وفى أكتوبر الماضى لقى 3 ركاب مصرعهم وأصيب 12 آخرين نتيجة سقوطهم من فوق
القطار رقم 374 أثناء دخوله على "سكة التخزين" فى منطقة "رمادا" بين قليوب
والقناطر الخيرية، وحاول قناوى حينها إخفاء سبب الحادث وأرجع سقوط الركاب
من على القطار إلى تسطحهم على القطار.
فيما كشفت النيابة العامة أن سبب هذا الحادث هو قيادة السائق للقطار بسرعة
كبيرة أثناء دخول على "سكة التخزين"، بما يزيد على السرعة المحددة لذلك،
مما أدى إلى تدافعهم من الأبواب أثناء تحويله من "سكة" لأخرى، فضلا عن
تعاطيه المخدرات أثناء الحادث.
وقبل 10 أيام من حادث قطار "رمادا" سقط قتيلان و12 مصابًا ضحايا تصادم
القطار المطور رقم 523 بسيارة نقل ثقيل (تريلا) أثناء عبورها مزلقان "ميت
حلفا" الواقع بين شبرا الخيمة وقليوب، وهو الحادث الذى تضاربت حوله
الروايات هو الآخر بين رواية رسمية على لسان المهندس قناوى رئيس الهيئة،
محملا سائق السيارة المسئولية لاقتحامه المزلقان رغم إغلاقه، وبين رواية
تشير إلى تعطل السيارة على المزلقان وتراخى الخفير فى سرعة تحذير القطارات
القادمة بوجود العطل.
واللافت أنه عقب جميع حوادث القطارات التى وقعت عقب تولى قناوى المسئولية
أعلنت هيئة السكك الحديدية عن تشكيل لجان فنية للتحقيق فى الحادثة، إلا أن
هذه اللجان لا تنتهى إلى شىء ولا تعلن الهيئة ما انتهت إليه من نتائج، بل
إن بعض الروايات التى تعلنها الهيئة عن أسباب الحادث عقب وقوعه مباشرة تأتى
تحقيقات النيابة بأسباب عكسها، كما حدث مع حادث قطار "رمادا".
وقال الدكتور هانى رياض، أستاذ السكك الحديدية بكلية هندسة عين شمس لـ
"اليوم السابع" تعليقا على حوادث القطارات، إن عدم وجود سياسة للصواب
والعقاب داخل الهيئة أدى لهذه الحوادث.
وأضاف أن الكثيرين من موظفى الهيئة أصبحوا يتعاملون بقدر كبير من التراخى
واللامبالاة، لأنه كل فرد منهم يعلم أنه إذا أخطأ لن يُعاقب، لافتًا إلى أن
المنظومة فى الهيئة منهارة، والعاملين قدراتهم محدودة، ولا يوجد برنامج
تدريب واضح للتعامل مع الحوادث، لذلك فالأخطاء البشرية كثيرة، مستطردا:
"تكنولوجيا التعامل مع هذه الحوادث موجودة، لكنها أمّ مُعطلة كما أن
العاملين بالهيئة يتعاملون ببطء شديد فى منع الحوادث.
2012-11-17, 2:20 pm من طرف hassanbalam