من كان ليصدق أن يضع الشاعر رصاصة داخل مسدسه ليصوبها باتجاه رأسه. قديما كان الاعتقاد ان الكتابة ذاتها هي الانتحار اليومي و الأزلي. عندما يكتب الشاعر قصيدة فهو يملأ مسدسه برصاص الكلمات و يطلق في ملء ما في رئتيه من وجع و انكسار و ازدحام... يطلق ملء الرصاصة/ القصيدة التي إن لم تصب فهي تدوش....! خليل حاوي الرجل الشاعر اللغز.. الذي وضع حدا لحياته بطريقة قريبة إلى الأفلام البوليسية القديمة، بطريقة " الساموراي" الياباني الرافض الهزيمة...! فعلها يوم اجتياح بيروت من قبل الجيش الاسرائيلي.. كان الجميع يومها في مكان ما.. بعضهم ولد بعد الطلقة و البعض كان حاضرا قبلها.. و بين الجهتين كانت النهاية الموجعة لشاعر كبير اسمه خليل حاوي.. *****
خليل الحاوى شاعر من لبنان
ولد في عام 1919 في الشوير في لبنان وتوفي عام 1982
عن حياته
درس في المدارس المحلية حتى سن الثانية عشرة حين مرض والده فاضطر إلى احتراف مهنة البناء ورصف الطرق، وخلال فترة عمله عاملاً للبناء والرصف كان كثير القراءة والكتابة ونَظَم الشعر الموزون والحرّ بالفصحى والعامية. علَّم حاوي نفسه اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية حتى تمكن من دخول المدرسة ثم الجامعة الأمريكية في بيروت التي تخرج منها بتفوق مكنه من الحصول على منحة للالتحاق بجامعة كامبردج البريطانية فنال منها شهادة الدكتوراه. وعاد بعدها إلى لبنان ليعمل أستاذا في الجامعة التي تخرج فيها واستمر في هذا العمل حتى وفاته. ومنذ بداياته ، بدا شعر خليل حاوي وكأنه قد (أدخل رعشة جديدة على الشعر)العربي ، كما قال فكتور هيغو عن شعر بودلير. فقد ابتعد حاوي عن ارتياد الموضوعات الوصفية والمعاني والصور المستهلكة في شعره واستضاء دربه الشعري بثقافته الفلسفية والأدبية والنقدية وجعل النفس والكون والطبيعة والحياة موضوعَ شعره.
كانت الرموز قوام شعره ، وهي رموز حسية ونفسية وأسطورية وثقافية. كما عرف شعره الرموز المشهدية التي ضمت في قلبها رموزًا متعددة ومتوالدة. ومع دخول القوات الاسرائيلية إلى بيروت لم يتحمل الشاعر خليل حاوي ما رآه فأطلق النار على راسه في منزله في شارع الحمرا في بيروت فتوفي منتحراً.
وبعد نشرت سيرته الذاتية بعنوان رسائل الحب والحياة وذلك بعام 1987.
من دواوينه
نهر الرماد عام1957 الناي والريح عام 1961 بيادر الجوع عام 1965 ديوان خليل حاوي عام 1972 الرعد الجريح عام 1979 من جحيم الكوميديا عام 1979