اليوم بعدما أنهيت عملى قلت فى نفسى لآخذْ قسطا من القراءة قبل النوم فالقراءة مخدّر لطيف يصلح لتغييب الواقع أعددت فنجان قهوة وأشعلت سيجارتى وبدأت بالقراءة كنت أتصفح كتاب موسوعة مصر القديمة وكان عقلى أشبه بقطار سريع لا يقف عند محطّة ولا يوقفه عنوان !!! وهكذا ظللت أفرّ صفحات الكتاب بنقرة إصبع متسارعة حتى لمحت عنوانا قرأته خطأ فى البداية كان العنوان (الملك ستنخت) قرأته الملك سنبخت وابتسمت توقفت عند هذا الملك تحديدا بسبب هذا الخطأ المضحك رفعت يدى عن الماوس تماما وقرأت بتأنِّ السطور الخاصة به وبابنه الملك رعمسيس الثالث!! نفثت خيوطا من الدخان المتماوج تبعتها برشفة من فنجان القهوة السادة كأيّامى كانت خيوط الدخان تتلاشى بينما تتجمع وتترابط خيوط الأفكار فى عقلى! تحرّك الخاطرُ ولمعت عيناى بشدة وأنا أقرؤ الفقرات الخاصة بهذا الملك"ستنخت" وبابنه رعمسيس الثالث حتى قمت بعمل اسكرين شوت لها لأشارككم إيّاها فربما تصلح لتكون تفسيرا تاريخيا يوضح السبب الحقيقى وراء اسم قريتنا وقرية سنبخت وربما أيضا تصلح لتبرير هذا الهوس المفاجئ الذى أصاب بعض سكّان قريتنا والقرى المجاورة بالتنقيب عن الآثار!! فقد يكون هذا الملك (رعمسيس الثالث) هو أوّل من أطلق اسم نوسا على قريتنا تيمّنا منه وتبرّكا بإله البحر "نوسا" الذى كان يفضله عن سائر آلهة عصره ويخصّه وحده بالقرابين وقد يكون اسم سنبخت هو اسم والده الذى تحرّف وتبدّل بفعل عوامل تغيّر اللغة واللهجة التى كثيرا ما انتابها التحريف والتجريف ! وللعلم فإنّ كلمة نوس تعنى فى الميثولوجيا المصرية القديمة مبدأ العقل الكلى أو العلة العاقلة لتفسير وجود الخلق