® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-12-07, 7:37 am | | شجاعةان كلمة (الشجاعة-courage) مثيرة للاهتمام حقيقة فهي تأتي من اللاتينية (قلب-cor) لهذا ، أن تكون شجاعاً يعني ان تعيش بقلبك، الضعفاء فقط هم من يعيشون بالعقل و حسب؛في خوفهم يخلقون طوقا من أمان المنطق حول أنفسهم. في رعبهم يقفلون كل نافذة وباب -بالمفاهيم الدينية والعامة ، بالمفردات ، بالنظريات_ وخلف تلك الابواب والنوافذ يختبئون.
سبيل القلب هو سبيل الشجاعة هو ان تعيش اللاأمن ؛ أن تعيش بالحب والثقة ؛ هو ان تسبر المجهول . أن تترك الماضي وتمكّن المستقبل . الشجاعة تقودك عبر دروب خطرة الحياة خطرة والجبناء وحدهم هم من يستطيعون تجنب خطرها ولكن على أية حال هم أصلاً ميتون . المرء الحي ، الحي فعلاً وبعنفوان .دائما مستعد لخوض غمار المجهول ، الخطر حتمي لكنه سيقبل به ، فالقلب يرضى بالمخاطرة دوما ، مقامر ، أما العقل فرجل أعمال ، يراجع حساباته طوال الوقت ، ماكر .
القلب لا شأن له باي حساب
لطف ورحمةالرحمة واللطف من الصفات الأكثر ألوهة، فالمسلمون يناجون من وقت لآخر “يارحيم .. يا لطيف” .. والشرط الأول لأن يكون الإنسان مثل ربه*، رحيماً لطيفاً هو أن يسقط الأنا.
لأن الأنا ليست لطيفة ولا رحيمة أبداً. الأنا عدوانية دائماً، لا تستطيع أن تكون لطيفة أو رحيمة. الأنا ليست متواضعة أبداً، ومن الصعب جداً أن تصير كذلك. فالمشروع الأناني يتهاوى بأسره إذا أصبحت الأنا متواضعة.
اللطف والرحمة هما الدرب الذي يؤدي إلى الإمساك بالوجود واحتوائه، بينما العنف يؤدي إلى تدميره وإفنائه. على المرء أن يصير ليناً شبيهاً بالماء بدلاً من أن يصير شبيهاً بالصخور . وتذكر دائماً : في النهاية سينتصر الماء على الصخور.
من كتاب تأملات قبل النوم
في الحب والكراهية .. وما بينهمابعض العشاق يشعرون بأنه لاوجود لهم كأشخاص منفردين , الحب فقط هو الحاضر . من السهل تمييز هذه الوجودية الكلية للحب لأن الحب شئ مرض و جميل , لكن الإحاطة بوجود الكره أمر صعب لأنه حال غير مُرض .
العشاق , المحبون بعمق , لا يجدون أنهم " يحبون " , الحب لم يعد نشاطا أو فعلا , لكنهم عوضا عن ذلك قد أصبحوا الحب .
حين تحب أحدا تصير حبا , حين تكره تصير كرها , و لكن إن استطعت أن تُبقي على نفسك كما أنت فلن تحب أو تكره بالطرق العادية . لذلك ندرج على قول عبارة "وقع في الحب" , ظاهرة الحب هي عبارة عن سقوط , و الوقوع في الحب يعني أنك قد فقدت إدراكك لذاتك بسببه .
العشاق يغضبون ممن لا يعيش حالة الحب , أنت لا تستطيع التواصل معهم لأنهم فقدوا منطقهم , لم يعودوا "هم" تحولت كل طاقتهم إلى حب , يأتلفون معه كليا , ليس فيهم من يدرك ليشهد على ظاهرة الحب .
الأمر مشابه في الكراهية , الحب و الكره متماثلان لأنهما أخذ و تحويل لذات الطاقة , جاذبية الحب و نفور الكراهية . حين تكون في الحب مشدودا إلى أحدهم فأنت تفقد جوهرك , تفقد نفسك و يصبح الشخص الآخر هو المحور أو الجوهر , حين تكره أحدهم فأنت تنفر منه , تفقد مركزيتك و إدراكك لذاتك , يصبح هو المركز .
تذكر , ليس باسترجاع و ليس بعد انتهاء الأمر و لكن في ذات لحظة الحدوث , عندما يأتي الغضب , أغلق عينيك , تجاهل الحالة الخارجية و كن واعيا لما يدور في داخلك الآن .
طاقتك بأكملها تحولت إلى كراهية , إذا ركزت على مراقبة ذلك فسوف ترى جزءا من الطاقة يتحول إلى وعي , عمود من الوعي ينتصب وسط فوضى الكراهية أو الحب , كلما ارتفع أكثر فوق حالتك الداخلية كلما تضاءلت الفوضى و انكمشت , عندها ستلاحظ وجودك , أنك "أنت" من بقيت في الداخل و ليس الكره .
تتحول إلى ذات , إلى مركز , و لن يعود الآخر مركزيتك مجددا , لا جاذبا ولا منفرا .
على هذا التأمل أن يحصل لحظة الحدث , بعدها ستكون شخصا مختلفا تماما , ليس أنك هزمت الكراهية , ليس أنك تحكمت بحالتك العقلية , بل أنك صرت الآن وعيا , نورا لذاتك , و بسبب النور تستحيل العتمة .
أنت الآن شخص واع و الكره يحتاج لا وعيك كحجر أساس له , هو مستحيل مع الوعي .
هذه قاعدة هامة يجب فهمها بوضوح : الكره يحتاج لاوعيك , من اللاوعي يتغذى و منه يحصل على طاقته و قوته , لذلك لا تنشغل بالكره , انشغل بوعيك .
كن أكثر وعيا تجاه أفعالك و أفكارك , تجاه أمزجتك نحو ما يحصل حولك . الكائن الواعي لا يغمره شئ … لا الحب .. لا الكراهية ..
عندما يصبح الإنسان مركز ذاته , حين يصل إلى مرحلة متقدمة من تبلور الوعي , سيختفي الإنجذاب نحو الآخر , سيختفي النفور , لكن هذا سيخلق مشكلة أعمق , يعني أنك لن تقدر على تجاوز الكراهية مالم تتجاوز الحب , الجميع يود تخطي الكراهية و ليس الحب , لكن هذه الرغبة تضعنا في موقف مستحيل لأن الكره جزء من ظاهرة الإنجذاب و النفور .
كيف تستطيع أن تحب ؟ كيف تكون منجذبا لكل شئ ؟ نحن نحاول أن نحب بطرائق متعددة , لكن الطريقة الأسهل هي أن تكره شخصا و تحب آخر , السهل هو أن تجعل أحدهم عدوك و الآخر صديق .
ستكون مرتاحا , تستطيع عندها أن تحب , أن تكون مشدودا إلى (أ) و نافرا من (ب) , هذه طريقة , الطريقة الأخرى معقدة أكثر , أن تكره ذات الشخص الذي تحب , نحن نفعل هذا الأمر يوميا , نحب في الصباح , نكره في الظهيرة ثم نعود لنحب مساءا .
كل عاشق يعايش هذا التواتر بين الحب و الكراهية بشكل مستمر , الإنجذاب و النفور , صدق فرويد حين قال : عليك أن تكره عين الشخص الذي تحب , لا مفر من ذلك .
يزداد وضوح معنى هذا القول كلما أقصينا أنفسنا أكثر فأكثر عن أولئك الذين نحمّلهم كراهيتنا , أهداف نفورنا و بغضنا .
تستطيع أن تحب بلدك و تكره بلدا آخر , تحب ديانتك و تبغض أخرى , لأنك ببساطة يجب أن توازن الحب مع كراهية في الكفة الثانية .
في الماضي كان سهلا أن تحافظ على هذا التوازن , اليوم هنالك الناشطون الإنسانيون و دعاة المثالية , هؤلاء يدمرون أهداف الكراهية القديمة , قريبا قد يتحد العالم بحيث تصبح هناك أمة واحدة و عرق واحد و مع تطور كهذا سيُجبر الكل على حب و كره هدف واحد .
هذه الازدواجية هي الحال الطبيعي , إن أحببت فسوف تكره ..
بعض الأشخاص يستمرون بإلقاء العظات "أحبوا العالم بأسره !!" لكننا لا نستطيع أن نحب العالم مالم نجد عالما آخر لنكرهه , أنا لا أعتقد أن سكان الأرض يمكن أن يتحدوا حتى نكتشف أعداءا لنا على كوكب آخر , حالما نجد عدوا في مكان ما – و نحن نسعى جاهدين لذلك – عندها سيتوحد سكان الأرض .
لايمكن أن يتوحد هذا الكوكب إلا عند وجود كوكب آخر نحاربه , مجرد إشاعة عن وجود عدو قد تؤدي ذات الغرض .
لاينوس باولينغ – عالم حائز على جائزة نوبل – اقترح ذات مرة أنها ستكون فكرة جيدة إن نشرنا إشاعة عن طريق الأمم المتحدة عبر أصقاع العالم , إشاعة تقول بأن المريخيين على وشك مهاجمة الأرض , و أن تُدعم هذه الإشاعة من قبل علماء مختلفين حول العالم , آنذاك سيتوقف الإقتتال الناشب على الأرض .
أرى بأنه محق , فكما هي طبيعة البشر الآن قد يتأتّى من هكذا إشاعة نتيجة جيدة , الكذب قد يساعد , الحقيقة لم تساعد حتى الآن .
بتواجد الحب ستتواجد الكراهية و عليك أن تجد هدفا لتسقطها عليه , إذن فكلما أحببت أكثر تصاعدت كراهيتك أكثر , هذا هو الثمن .
تذكر , إما الحب و الكراهية معا و إما أن تعيش دون أي منهما .
الكره سيختفي ليس بقيامك بعمل ما بل بكونك أكثر إدراكا , أكثر وعيا , أكثر تيقظا , كن كائنا واعيا و ستصير مركز ذاتك دون أن يقدر أي كان على تحريكك من مركزيتك .
حاليا يستطيع أي كان القيام بهذا , البعض بالحب , البعض بالكراهية , لكنهم متقلقلون , يستطيع أي كان تحريكهم بعيدا عن مركزيتهم لأنها ليست مركزية حقيقية , هو مركز زائف تقبع فيه بانتظار أن يزيحك أحد ما عنه و يبعدك .
الوعي يعني المركزية , مركزية داخلية مستمرة , مع تحقيقها يختفي الحب , تختفي الكراهية و عندها فقط ستشعر بالسلام .
أعراضهما متشابهة فعليا , الكره العميق سيبقيك أرقا , الحب العميق سيحرمك النوم , كلاهما سيجعل ضغط دمك مرتفعا , كل الأعراض متماثلة , القلق , التعب , الإرهاق , الملل من الأشياء العادية , كلاهما يبقيانك متوترا , كلاهما مرض .
عندما أقول مرض (Disease) فأنا أعني الكلمة بحرفيتها : (dis-ease) عدم ارتياح , أنت لن تكون مرتاحا مع الحب أو الكراهية , راحتك تكمن فقط في زوالهما من داخلك , لا الحب لا الكراهية , عندها ستبقى في ذاتك , وحيدا في وعيك , تتواجد دون أحد آخر , الآخر أصبح غير مهم لأنك أنت المركزي .
بعدها سيأتي التعاطف , التعاطف هو الحدث اللاحق للمركزية , التعاطف ليس حبا ولا كراهية , هو ليس انجذابا ولا نفورا , هو بعد آخر مختلف كليا , إنه كونك نفسك و تحركك وفق نفسك , العيش تبعا لنفسك .
قد تجذب الكثيرين , قد تنفر الكثيرين , لكن هذا ليس إلا إسقاطهم , مشكلتهم هم .
تستطيع أن تضحك من الأمر و ستبقى حرا .
المصدر : كتاب أوشو – التحدي الكبير
مشكلة الكراهية هشّة جدا لذلك أنت لا تستطيع عمل شئ حيالها , مجرد شروعك بعمل ما تجاه كراهيتك يعني بأنك قد بدأت تكره كراهيتك , الآلية حساسة جدا , يستطيع المرء أن يغضب من غضبه و أن يكره كراهيته , أنت بهذا تحاربها , لكنك لن تنتصر أبدا لأنك دون أن تدرك , انتقلت بها إلى مستوى أعمق , درجة جديدة . ببساطة , لا تفعل أي شيئ , فقط أدرك ماهية كراهيتك , كلما شعرت بالكراهية كن واعيا لوجودها , لا تتهرب منها , و تذكر أنه حتى مبادرتك بعمل ما تجاهها قد يصير هروبا . إن كنت غاضبا و قمت بشئ ما حيال غضبك فأنت تتجاهل هذا الغضب بحد ذاته و تنشغل بالعمل ضده عوضا عن ذلك , تغيرت الرؤية : اختفى وعيي لغضبي و حل مكانه السعي لمواجهة الغضب , هذا امر سئ , طريقة خاطئة ستودي بك إلى كبت غضبك . إن شعرت بالكره , الغضب , الجشع أو أي من هذا فلا تحاول أن تجابه شعورك بعمل فوري , فلتكتفي مؤقتا بقدرتك على وعي هذا الإحساس , أدركه في البداية , شاهد بشاعته , سُميته , شاهد حقيقة تكوينه . حالما ترى الكره بكليته فإنه سيذوي وحده , يستمر الكره فقط إن عجزتَ عن معرفته ككل . الأمر أشبه بأفعى صادفتها في دربك , حالما تدرك وجودها ستقفز مبتعدا , القفزة لم تكن أمرا مدروسا , أنت لم تخطط لها , لم تقرر أو تخترالقفز ابتعادا , حدثت بشكل تلقائي . إدراك وجود الأفعى و حدوث القفزة أمران مرتبطان , الأول يولد الثاني , كذلك حين تعي الكره الكامن فيك , ستقفز عفويا , لا حاجة للتخطيط . أول ما عليك تذكره هو هذا : دعك من الإدانة , ركز على تنمية وعيك لواقع وجود الكره , حالما يظهر , أدرك وجوده , تأمل فيه . الأمر الثاني الأكثر دقة هو طريقة تفكيرك "أنا أشعر بالكره في داخلي , أشعر بالغضب و الجشع و الأنانية " , هذا التفكير هو حيلة متقنة يصنعها دماغك , خدعة ماكرة جدا , لأنك حينها و بطريقة حاذقة قد فصلت بين نفسك و بين الكره , أنت تقول : " أرى كرها فيّ , أرى جشعا , الجشع حالة فيّ و ليست أنا, أنا لست جشعا , أنا لست كارها , أنا لست غَضِبا , هذه أمور عارضة , غريبة عني لكنها الآن في داخلي "
هكذا يفكر العقل و هكذا تخدعنا اللغة , اللغة تقول " أَحمِلُ غضبا في داخلي " لكن الواقع مختلف , حين تكون غاضبا فليس الغضب جزءا منك أو فيك , أنت الكره , لا يمكن وجود كينونتين في ذات الوقت معا , واحدة فقط , إما الكره أو أنت , لا يمكن لكليكما التواجد سوية . وجودك يعني ذوبان الكره , وجود الكره يلغي وجودك . اجعل لاستيعابك خطا وجوديا لا لغويا ,اللغة تخلق العديد من المشاكل و باعتمادنا عليها فنحن نتخذ سلوكا غير واقعي تجاه الأحداث . إذا كنت غاضبا – على سبيل المثال – فليس هنالك "أناً" للغاضب , هناك فقط الغضب , أنت تماهيت فيه , لم تعد أنت . توجه نحو المسألة بشكل وجودي , حين يكون الكره كن واعيا فيما إذا كان وحده أو كنت معه , آنذاك ستشعر بتغير عميق ينتاب وعيك , حالما تدرك إن كانت هذه كينونتك أم كينونة الغضب سيأخذ وعيك بالتنامي ومع ازدياد الوعي يتضاءل الكره , لا يتعايش الاثنان معا , الكره ممكن فقط حين يكون الشخص راكنا إلى لاوعيه , غير مدرك , غير مفكر , غير متيقظ . حين يرحل الكره , الغضب , العنف , و تبدأ باسترجاع تلك الحالات فإنها ستتحول إلى جزء من ذاكرتك , الآن يمكنك فصل نفسك عنها , ستنفصل عن الغضب و الغضب سينفصل عنك , الآن هو جزء من ذكرياتك . هذا بالتحديد ما يدعم الخطأ اللغوي الذي كنت أتحدث عنه : تجربتك . منذ لحظة كنتَ غاضبا و الآن لم تعد كذلك , تلاشى الغضب , الآن أنت شئ و الغضب شئ آخر مختلف تماما , الغضب أصبح أمرا حصل في الماضي , تلقائيا أصبح للمعادلة عنصران : الغضب في ذاكرتك و أنت . ولكن في فعل الغضب بحد ذاته لم يكن هنالك إلا أنت, عنصر واحد , أنت كنت غاضبا . و إذاً , كلما تواجدت الكراهية اشعر بها بعمق , أدركها , أنت أصبحت الكره , أنت الكره , هذا الوعي سيغير المعادلة بأسرها .
يوم تحوز هذا الإدراك سيتلاشى غضبك لأنك لم تعد قادرا على التعايش مع الكره أو الغضب أو الجشع , الإدراك يعني عقلا واعيا , أما الكره و الغضب و الجشع فإنها تعتاش فقط في عقل غافل , غارق في لاوعيه . كن أكثر تيقظا ولا تفكر بالماضي لأن ذلك عديم النفع , مجرد إهدار لطاقتك . في حضور الغضب أو الكره , في تلك اللحظة بالذات , أغلق عينيك و تأمل , هل الوجود لك ؟ أم للغضب ؟ إدراكك الأول سيكون أن الغضب وحده موجود هناك , أين أنت ؟ كل طاقتك استحالت غضبا , استحالت كراهية
من كتاب التحدي الكبير
لاتحملها .. لا تردهاهناك شئ واحد يمكن المساس به داخلك : أناك حساسيته الشديدة تجعله هدفا سهلا لنظرة وجهت لك بلا معنى حقيقي … لابتسامة عارضة, لشخص التفت باتجاهك ولم يعرك الانتباه الكافي . أناك أشبه بجرح تحمله معك طوال الوقت, مفتوح دائما, متقيح, لمسة واحدة تجعلك في ألم شديد, كلمة واحدة , إيماء ما … قد لا يدرك الآخر ما صنعه بك, لكنه أصاب أناك و ستحمّله مسؤولية شعورك, ستتهمه بإيذاءك. أبدا ! …. أنت تحمل جرحك, تحول كل وجودك إلى جرح بهذا الأنا و تسير معه . في الواقع : لا أحد يتحين فرصة للنيل منك , كل شخص يعكف على جرحه الخاص محاولا حمايته و لا طاقة لديه لينشغل بأناك, مع ذلك فإنك تتألم, ببساطة لأنك مستعد جدا لأن تُجرح , تقضي أيامك على الحافة بانتظار أن يساء إليك . احذر جرحك, اعمل على شفاءه عوضا عن زيادة حجمه, الطريقة الوحيدة لعلاجه هي أن تنتقل نحو الجذور بعيدا عن اعتدادك . كلما أقصيت نفسك عن نزعات شخصيتك, تحركت أكثر نحو الشفاء, حتى تصل في النهاية إلى مرحلة اللاجرح, اللاأنا, بعيدا عن اعتدادك و نحو الكينونة الكلية, ستتقبل الأشياء . جرب هذا : لأربع و عشرين ساعة أن تعتنق القبول التام لأي حادث . إن أساء إليك أحدهم , تقبل الأمر , فقط راقب نفسك دون أن تقوم بأي ردة فعل, ستشعر بغتة بدفق عظيم من الطاقة يسري خلالك لم تعرفه قبلا . حين تتعرض للإهانة تشعر بالضعف , يهتز داخلك , تفكر في سبيل للانتقام . أنت أوذيت و ستنكفئ على نفسك , أيام .. ليالي , أشهر أو سنوات قد تمر و إنت في أرقك و كوابيسك , تهدر حياتك في احتراق تافه , فقط لأن أحدهم قد أهانك . من السهل جدا أن تجد في ذاكرتك بعض الاحداث : كنت طفلا صغيرا في المدرسة و نعتك أحد الأساتذة بالمغفل ,لا زلت تذكر كلماته و تشعر بالامتعاض , شئ قاله والدك , نظرة معينة من والدتك , هما لن يتذكرا هذه الحوادث إن سألتهما , لكنك حملت الجرح لفترة طويلة و هو لا يزال هناك داخلك مفتوحا , جديدا , مستعدا للانفجار عند أول لمسة . لا تساعد جرحك على النمو , لا تجعل جرحك روحك , عد إلى الجذور , كن مع الكلية , لأربع و عشرين ساعة فحسب , حاول ألا ترد … ألا ترفض , مهما يكن … إن دفعك أحدهم و سقطت على الأرض , اسقط , ثم انهض و عد إلى بيتك , لا تتصرف حيال الأمر, عد دون أي ردة فعل , لاتفعل شيئا فقط ليوم واحد , ستشعر بدفق جديد من الطاقة لم يواتك من قبل , قوة حياة تنبع من الجذور , و حالما تعرفها , حالما تختبرها ستتغير حياتك كليا , و ستضحك من حماقاتك السابقة , كل امتعاضك , ردود أفعالك , انتقاماتك التي كنت تدمر ذاتك بها .
صداقة– تنبعُ إمكانية الصداقة من وجود إنسانين متساويين , متحررين تماما من قيود مجتمعٍ أو ثقافةٍ أو حضارة , يعيشان ببساطةٍ مصداقيةً طبيعتهما الفطرية .
– تستطيع الفرديات التواصل , الشخصيات لا تفعل *. الشخصيات كالظلال , لا تستطيع أن تلتقي أو تندمج لأنها غير موجودة أصلا . الشخصيات مزيفة و لذلك تجد العالم بأسره يتكلم عن الحب , لكن لا يوجد حب , يتحدثون عن الصداقة و هي غير موجودة , حتى الحديث عن الثقة .. الثقة تتطلب امتلاك فردية بالغة القوة . الشخصيات عاجزة عن الثقة , يمنعها خوفها الدائم من انكشاف حقيقتها .
– قد تتحولُ الصداقة إلى عداوةٍ و قد يحصل العكس , الكلُ يعرف هذه الحقيقة ، السعادة إلى تعاسة و الحزن إلى فرح , هي أطراف نقيض تغدو توائم , تغير طفيف في الظروف يجعل أحد الطرفين يختفي بسرعة , الطرف الآخر كان يختبئ خلف الأول مباشرة , بارتقائك تمتلك الوجود , لكنك إن حاولت الفصل بين هكذا ثنائيات سينتهي بك الأمر ممزقا بينها .
– لا يمكن أن تزهر الصداقة في عالم محموم بالطموح كهذا** , الحب شبه مستحيل , التعاطف غير موجود . لقد أوجدنا هذه الفوضى البشعة و نحن نعتقد أننا نشق طريقنا نحو مطامحنا .
– من يطلب الصداقة و الحب و الصحبة هربا من شعوره بالوحدة لن يتمكن من إيجاد ما يطلب , مع كل اقتراب يقوم به سيشعر بأنه مخدوع و سيعطي الشخص الآخر شعورا بكونه قد خُدع , سيشعر بالتعب و الملل و يحمل الآخر على ذات الشعور , بأنه مُستَنْزَفٌ كما الآخر يُستَنْزَف , سيستهلكان طاقات بعضهما التي لا يملكان الكثير منها أساسا , جدولي ماء صغيرين في قحل الصحراء , لا ماء يرتجى منهما ….
من يطلب الصداقة و الحب و الصحبة لأنه وحيد , سيشبه نهرا فائضا متدفق , نهر تحت الأمطار , قادر على العطاء و المشاركة بلا حدود , و كلما أعطى أكثر , ازداد غنى …
– يدرج الناس على قول الحكمة : الصديق وقت الضيق .
عمق هذا القول أناني للغاية ! هذه ليست صداقة و لا حبا , هو استعمال للآخر و ليس الآخر أداة حتى تُستَعمل ، كل إنسان هو منتهى نفسه , لم اذاً اللهاث وراء "الصديق الحقيقي" ؟
– سؤالك الأهم يجب أن يكون : هل أنا ودود مع الآخرين ؟ هل تفهم جوهر الصداقة ؟ الصداقة هي أعلى مراتب الحب . في الحب شئ من الشهوة الحتمية , في الصداقة تختفي الشهوة , في الصداقة تتلاشى المادة إلى شئ غير ملموس
– الصداقة أمر إنساني تماما , ما فيها لا يلاقي آلية معدة مسبقا داخل تركيبك البدني , بالتالي فأنت تنهض بالصداقة , لا تسقط فيها , ذاك بُعد روحاني
– الصداقة تتحول إلى علاقة , تصحيح : الصداقة أكثر مرونة و انسيابية , الصداقة علاقة , الصداقة حالة وجود أنت ببساطة ودود , نحو من ؟ , ليست هذه المسألة , إذا وقفت بقرب شجرة فأنت ودود معها , إذا جلست على صخرة فأنت ودود تجاهها , تجاه البشر , الحيوانات , الطيور , أنت ببساطة ودود .. ليست حالة ثابتة و إنما دفق , يتغير من لحظة إلى أخرى ..
– قيمة الصداقة تجعلها تستحق أي ثمن و أي عاقبة للحفاظ عليها , كن صديقا لزوجتك , كوني صديقة لزوجك و اتركوا مجال حرية مطلقة للآخر
– كلما خلقت المزيد من الأصدقاء شرشت صداقتك أكثر في مختلف الأبعاد و ستجد نفسك أغنى كل يوم , ذروتك ستبلغ قمة إيفريست , و عمقك قعر الباسيفيك .
– "الكل" أعداؤك ! حتى أولئك الذين هم أصدقاء لك , هم يحاربون على المرتبة الأولى مثلك . كيف تكون ودودا ؟ لا مجال للصداقة مع الأنا , تتحول معه إلى مجرد قناع . طبيعة الحياة الواقعية لا تختلف عن حياة الغاب , السمكة الكبيرة تأكل الأصغر . حتى إن زيفت الود , سيكون في النهاية عرضا , استراتيجية , دبلوماسية . يستحيل أن تكون صديقا ما لم تدع أناك , مع اختفاء الأنا ستحمل الحياة بأسرها سمة الصداقة , سمة الحب , و ستكون في آنها ودودا , فقط ودودا و نحو الكل , لأنه لم يعد لديك مشكلة , لم تعد تطمح نحو المرتبة الأولى . تتوقف عن كونك مجرد منافس , تنسحب ….
—————————-
* individuality vs personality : الفردية والشخصية ، بينما تعبر الفردية عن ذاتك أنت ، تكون الشخصية هي تبويب وفئوية مزروعة في المجتمع لمزيد من التوضيح يمكنكم قراءة هذا المقال
** يقصد هنا الطموح بشكله المفرط المرضي الأعمى
حقيقة
لا تحتاج الحقيقة لمن يدافع عنها، على عكس الأكاذيب. ولا تحتاج إثباتاً فهي تبرهن نفسها بنفسها. مشكلة الحقيقة تكمن بنقلها للآخر. الأكاذيب تتطلب جدالاً ، فالآخر قد يقتنع بها ، ويُستخدم المنطق لإقناعه بها.
لا تحتاج الحقيقة لشيء. فهي تكفي ذاتها، وإذا استشعرت وجودها لا تحاول إقناع أحد بها فلن تنجح ، أبق تجربتك معها بالمتناول ، عارية دون المنطق وجدله.
للحقيقة طريقها بعينيك ووجودك ، كما لو كنت بحديقة .. تبقى عطراً.
لايمكنك إقناع من هو مغمض العينين بوجود النور، ولكن بإمكانك وصف جمال النور وأثره عما حولك من أشياء ، ولن يكون نقاشاً حول وجود النور من عدمه ، بل إيجاد لحافز داخل هذا الشخص ليفتح عينيه ، حافز موجود لدى الجميع.
لايوجد إنسان على وجه الخليقة لا يرغب بإدراك الجمال والحب والحقيقة ، المشكلة ليست هنا بل بالمتدينين الذين يحاولون التفسير له وإقناعه بشيء عليه أن يختبره ليتبناه.
كتاب من العبودية للحرية
وعي
– الرجل الواعي يتجاوب و تجاوبه عفوي , هو كالمرآة : يعكس كل ما يقابله , ومن وعيه و عفويته يولد نوع جديد من الفعل , فعل بلا قيود , بلا عاقبة أخلاقية .
فعل كهذا يحررك , أنت تحافظ على حريتك عندما تستمع إلى صوت الطبيعة فيك .
– المسؤولية : إدراك , تيقظ , وعي ,
"الأنا" : لا تعدو كونها لاوعيا , لايمكن أن يتعايش الأمران معا .
بازدياد وعيك تقترب أكثر من النور و تبدأ متعلقات الظلام حولك بالإختفاء ..
"الأنا" ليس سوى ظلام .
– لتصبح سيد نفسك عليك أن تصبح أكثر وعيا نحو أفعالك و أفكارك، الخطوة الأولى نحو سيادة نفسك هي أن يزداد وعيك في أفعالك و أفكارك . اللاوعي عبودية، الوعي سيادة .
– من يقترف أمرا ضد الوجود لا بد أن يعاني , من يساعد الوجود ليغدو أجمل و أكثر وعيا وسعادة , لا بد أن يكافئ , ليس بواسطة قوة إلهية و إنما عن طريق عمله ذاته , في الواقع , عندما تقوم بعمل صالح نابع عن وعيك فإن الفعل بحد ذاته يجلب لك السعادة و السلام الداخلي .
جائزتك تكمن في الفعل نفسه .
– ينتقل بك اللاوعي نحو الأسفل بينما يتجه بك الوعي نحو الأعلى و أيضا : الأعلى هو رديف الداخل , الأسفل رديف الخارج .
الوعي يذهب إلى الداخل , اللاوعي إلى الخارج .
اللاوعي يجعلك مهتما بالآخرين .. الأشياء .. الأشخاص , دائما الآخرون , دائما في الظلام بعينين مركزتين على من سواك .
اللاوعي يخلق نوعا من اللامركزية , يجعلك سطحيا , الوعي يحولك إلى كائن داخلي , يجعلك مستغرقا في ذاتك , يأخذك إلى أبعادك الداخلية أعمق فأعمق ..
– الدين أساسا هو علم خلق الوعي في داخلك أن تصبح أقدر على التأمل , أعمق وعيا , هذه الأمور تخلق شخصية مرنة , عفوية , شخصية تتعامل مع التغيرات اليومية دون أن ترتبط بالماضي , لاتكون مسبقة البرمجة على العكس , شخصية مسؤولة , تتعامل مع الواقع لحظة بلحظة .
هي كالمرآة تعكس أي حالة و من انعكاسها يولد فعلها .. ذاك الفعل هو الفعل الديني .
– الوعي يلخص كل المعرفة التي تملكها , الوعي هو الفراغ , أن تكون فارغا كليا , و تتحرك عبر الحياة بفراغك الذي تحمله , ترى عبر الفراغ , تتصرف بدافع من الفراغ و عندها تتسم أفعالك برشاقة مذهلة فيغدو كل ما تقوم به صحيحا .
لا يكمن السؤال في ماهية الصواب أو الخطأ , لأن صواب اليوم قد يغدو خطأ الغد , و المعرفة المستعارة لايمكن أن تفلح ..
عن هتلر 3 : الثقة
لطالما تساءل العالم بأسره عن السبب الذي جعل رجلا كهتلر يهيمن على عرق ذكيّ كالعرق الألماني .. لماذا ؟ و مما فاقم هذا التناقض دعم رجل كمارتن هايدغر له – أستاذ جامعي متميز و أحد أهم الفلاسفة و المفكرين الألمان الذين عاصروا هتلر – ما الذي جعل معادلة كهذه ممكنة الحصول ؟
في الكفة الأخرى : كان أدولف هتلر شخصا غبيا , غير متعلم , غير متحضر , أمر واحد فيه لم يملكه مثقفو ألمانيا و عقولها الفذة , لم يملكه هايدغر : " الثقة المطلقة " , صحيح انه كان شخصا مغفلا لكنه كان يستطيع طرح الأمور دون "لو" أو "لكن" , تصريحاته كانت قوية واثقة كما لو أنه يعلم كل شئ . مجنون , لكن جنونه كان يحمل طاقة هائلة غيّرت مجرى التاريخ الإنساني بأسره …
ليس غريبا كونه أسر اهتمام و إعجاب الشعب الألماني , هم لم ينقصهم الذكاء , على العكس , كانوا أحد أكثر الشعوب ذكاءا على وجه الأرض , لكن الذكاء دائما ما يجلب الارتباك …
هذا هو سر نجاح أدولف هتلر , الذكاء يجلب الارتباك , الارتباك يجلب الخوف . يبدأ الإنسان عندها بالضياع , أين يذهب ؟ ماذا يفعل ؟ , يبدأ بالبحث عن قائد , عن شخص يتحدث بثقة , عن شخص يَعِدُ و يؤكد بشكل قاطع .
المصدر : من كتاب الحكمة
عن أدولف هتلر (ج2) من العبودية إلى الحرية
من الجدير بالذكر أن ألمانيا بلد يتصدر قائمة البلدان الأعلى ثقافة في العالم . وهو البلد الذي منح العالم أشخاصا، مثل كانط ، هيغل ، فيورباخ، كارل ماركس، فرويد، مارتن هيدغر — الفلاسفة وعلماء النفس العظماء. مع ذلك فقد تمكن شخص غريب الأطوار من الدرجة الثالثة، كأدولف هتلر ، من استقطاب اهتمام و تأييد مثقفي البلاد .
باعتقادي : لم تتعلم البشرية شيئاً من ذلك , إن لم تتعلم : يكرر التاريخ نفسه , إن تعلمتْ : يتوقف التاريخ عن تكرار نفسه .
لا بد أن شخصا كمارتن هايدغر كان يعد من أبرز فلاسفة القرن العشرين و أكثرهم تميزا , هو لم يعاصر أدولف هتلر فحسب بل كان مؤيدا له، أمر لا يصدق !
الشباب – زبدة المجتمع- ذكاء ألمانيا و مثقفيها من أساتذة جامعيين و حملة الشهادات العليا , كلهم كانوا في صفه ، رجل غير متعلم، رجل رفض من كلية الفنون ، رفض من كلية الهندسة لأنه لم يكن ذكيا كفاية ,
أصبح هذا الرجل زعيم البلد الأكثر ذكاء في العالم ، وخلق أعظم إمبراطورية فاشية على الإطلاق . قتل ما يقارب العشرة ملايين إنسان ، و مع ذلك لم يفقد شعبيته أو دعم الناس له .
لا بد من تحليل نفسي لهكذا أمر …
ما هو السبب؟ هزمت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وتعالى جدال المثقفين في دواخلهم و فيما بينهم. وهم يزعمون ، يتمنطقون ، يتفلسفون ، لم يكن نشاطهم ماديا . و بذاتيتهم اعتقد كل واحد منهم بأنه قد عثر على سر الحياة .
بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ، أصبحت ألمانيا في حالة من الفوضى. هذه الفوضى أوجدت أدولف هتلر ، لأنه وعد ، ووفى بوعده : "أستطيع أن أجعل هذا البلد موحدا من جديد , قويا من جديد , قويا بحيث يسود العالم كله "
وجوده كأيقونة كان حاجة ملحة للمجتمع الألماني , الناس لم تعد تعمل , لم تعد تبدع و ازدادت أهمية ظهور من يعيد للبلاد إبداعيتها و انضباطها , هتلر ملأ هذا الشاغر و في 10 سنين أصبحت ألمانيا قوة عالمية من جديد
غريب , إذا أعطيت الناس حريتهم تركوا أعمالهم و نزعوا إلى الكسل ,
إذا أعطيتهم حكما فاشيا عملوا و أبدعوا , توحدوا و استعادوا قوتهم من جديد .
خمس سنوات من النصر الألماني المستمر , إثبات كاف لصواب اتباع هذا الرجل .
العالم كله في كفة .. و هو وحده يكفي في الكفة الأخرى , أعطى الشريحة المثقفة منتهى أناهم كما لم يفعل غيره , أخبرهم بأن النسل الألماني الشمالي هو النسل الآري النقي و مقدر له أن يحكم العالم
مستعبدا من دونه من الأعراق الهجينة التي لا ترقى للإنسانية
كانت هذه الوعود مرضية لغرور الطبقة المفكرة، حتى رجل كمارتن هايدغر سقط في الفخ
فقط بعد أن هُزٍم هتلر ودُمرت ألمانيا بمعظمها ، حتى بدأ الناس بالنظر إلى ما فعلوا ، أي نوع من الرجال قد دعموا : وحش , مجرم قتل ملايين البشر و قد يكون الأفظع في التاريخ .
إذن تذكروا : الحرية ليست رخصة , الحرية مسؤولية ..
إذا كنت لا تستطيع أخذ زمام تلك المسؤولية فسيأخذها أحد ما بالنيابة عنك ..عندها تبدأ عبوديتك ..
مترجم من كتاب أوشو من العبودية إلى الحرية
| |
| |