آخر المساهمات
2024-10-12, 12:21 am
2024-10-12, 12:19 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:13 am
2024-09-21, 5:25 pm
2024-07-21, 2:12 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

نونية ابن زيدون ونونيّة شوقى

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : نونية ابن زيدون ونونيّة شوقى 15781612
نونية ابن زيدون ونونيّة شوقى Icon_minitime 2020-09-13, 8:09 am
@hassanbalam

#نونية_ابن_زيدون

أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْـلاً مِـنْ تَدانِيْنـا وَنَابَ عَـنْ طِيْـبِ لُقْيَانَـا تَجَافِيْنَـا

ألا وقد حانَ صُبـح البَيْـنِ صَبَّحنـا حِيـنٌ فقـام بنـا للحِيـن ناعِينـا

مَـن مُبلـغ المُبْلِسينـا بانتزاحِهـم حُزنًا مـع الدهـر لا يَبلـى ويُبلينـا

أن الزمان الـذي مـا زال يُضحكنـا أنسًـا بقربهـم قـد عـاد يُبكيـنـا

غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا بـأن نَغُـصَّ فقـال الدهـر آمينـا

فانحلَّ مـا كـان معقـودًا بأنفسنـا وانبتَّ مـا كـان موصـولاً بأيدينـا

لم نعتقـد بعدكـم إلا الوفـاءَ لكـم رأيًـا ولـم نتقلـد غـيـرَه ديـنـا

ما حقنا أن تُقـروا عيـنَ ذي حسـد بنـا، ولا أن تسـروا كاشحًـا فينـا

كنا نرى اليـأس تُسلينـا عوارضُـه وقـد يئسنـا فمـا لليـأس يُغرينـا

بِنتـم وبنـا فمـا ابتلـت جوانحُنـا شوقًـا إليكـم ولا جفـت مآقيـنـا

نكـاد حيـن تُناجيكـم ضمائـرُنـا يَقضي علينا الأسـى لـولا تأسِّينـا

حالـت لفقدكـم أيامـنـا فَـغَـدَتْ سُودًا وكانـت بكـم بيضًـا ليالينـا

إذ جانب العيش طَلْـقٌ مـن تألُّفنـا وموردُ اللهو صـافٍ مـن تصافينـا

وإذ هَصَرْنا غُصون الوصـل دانيـة قطوفُهـا فجنينـا منـه مـا شِينـا

ليسقِ عهدكم عهـد السـرور فمـا كنـتـم لأرواحـنـا إلا رياحيـنـا

لا تحسبـوا نَأْيكـم عنـا يُغيِّـرنـا أن طالمـا غيَّـر النـأي المحبينـا

والله مـا طلبـت أهواؤنـا بــدلاً منكم ولا انصرفـت عنكـم أمانينـا

يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينـا

واسـأل هنـالك هـل عنَّـي تذكرنـا إلفًـا، تـذكـره أمـسـى يُعنِّيـنـا

ويـا نسيـمَ الصِّبـا بلـغ تحيتنـا من لو على البعد حيًّا كـان يُحيينـا

فهل أرى الدهـر يَقصينـا مُساعَفـةً مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا

ربيـب ملـك كــأن الله أنـشـأه مسكًا وقـدَّر إنشـاء الـورى طينـا

أو صاغـه ورِقًـا محضًـا وتَوَّجَـه مِن ناصع التبـر إبداعًـا وتحسينـا

إذا تَـــأَوَّد آدتـــه رفـاهـيَـة تُومُ العُقُـود وأَدْمَتـه البُـرى لِينـا

كانت له الشمسُ ظِئْـرًا فـي أَكِلَّتِـه بـل مـا تَجَلَّـى لهـا إلا أحاييـنـا

كأنما أثبتـت فـي صحـن وجنتـه زُهْـرُ الكواكـب تعويـذًا وتزييـنـا

ما ضَرَّ أن لم نكـن أكفـاءَه شرفًـا وفـي المـودة كـافٍ مـن تَكَافينـا

يا روضةً طالمـا أجْنَـتْ لَوَاحِظَنـا وردًا جلاه الصبـا غَضًّـا ونَسْرينـا

ويـا حـيـاةً تَمَلَّيْـنـا بزهرتـهـا مُنًـى ضُرُوبًـا ولــذَّاتٍ أفانِيـنـا

ويا نعيمًـا خَطَرْنـا مـن غَضَارتـه في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَـه حِيـن

لسنـا نُسَمِّيـك إجـلالاً وتَكْـرِمَـة وقـدرك المعتلـى عـن ذاك يُغنينـا

إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ فـي صفـةٍ فحسبنا الوصـف إيضاحًـا وتَبيينـا

يـا جنـةَ الخلـد أُبدلنـا بسَلْسِلهـا والكوثر العـذب زَقُّومًـا وغِسلينـا

كأننـا لـم نَبِـت والوصـل ثالثنـا والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينـا

سِرَّانِ في خاطـرِ الظَّلْمـاء يَكتُمُنـا حتى يكـاد لسـان الصبـح يُفشينـا

لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ عنه النُّهَى وتَركْنـا الصبـر ناسِينـا

إذا قرأنا الأسى يـومَ النَّـوى سُـوَرًا مكتوبـة وأخذنـا الصبـر تَلْقِيـنـا

أمَّـا هـواكِ فلـم نعـدل بمنهـلـه شِرْبًـا وإن كـان يروينـا فيُظمينـا

لم نَجْفُ أفـق جمـال أنـت كوكبـه سالين عنـه ولـم نهجـره قالينـا

ولا اختيـارًا تجنبنـاه عـن كَثَـبٍ لكـن عدتنـا علـى كـره عواديـن

نأسـى عليـك إذا حُثَّـت مُشَعْشَعـةً فينـا الشَّمُـول وغنَّـانـا مُغَنِّيـنـا

لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى مـن شمائلنـا سِيمَا ارتيـاحٍ ولا الأوتـارُ تُلهينـا

دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظـةً فالحُرُّ مَـنْ دان إنصافًـا كمـا دِينَـا

فما اسْتَعَضْنا خليـلاً مِنـك يَحْبسنـا ولا استفدنـا حبيبًـا عنـك يُثْنينـا

ولو صَبَا نَحْوَنا مـن عُلْـوِ مَطْلَعِـه بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشـاكِ يُصْبِينـا

أَوْلِي وفـاءً وإن لـم تَبْذُلِـي صِلَـةً فالطيـفُ يُقْنِعُنـا والذِّكْـرُ يَكْفِيـنـا

وفي الجوابِ متاعٌ لـو شفعـتِ بـه بِيْضَ الأيادي التي ما زلْـتِ تُولِينـا

عليكِ مِنـي سـلامُ اللهِ ما بَقِيَـتْ صَبَابـةٌ منـكِ نُخْفِيهـا فَتُخفيـنـا



الشرح والتحليل لقصيدة   ‘أضحى التنائي بديلا من تدانينا ’

الفكرة العامة: وفاء الشاعر في حبه لولادة.
يكاد الشاعر في هذه الأبيات، يذوب أسى وألما على فراق محمبوبته ولادة بن المستكفي، ويتحرق شوقا إليها وإلى الأوقات الصافية الماتعة التي أتيحت له معها. وفي ظلال هذه العاطفة المتأججة الملتهبة، أنشأ هذه القصيدة النابضة بالحياة المترجمة عما في صدره من مكنون الحب والوفاء العجيبين.
الفكرة الأولى: وصف للحاضر الأليم، وتألم على الماضي الجميل، ويعبر عن كل ذلك من خلال أبيات تقطر وفاء وحبًا وتجلدًا.
1.             أضحى التنائي بديلاً من َتدانينا *** ونابَ عن طيبِ ُلقيانا تجافينا
وهنا يستهل الشاعر قصيدته بالتوجع والتحسر على ما صارت إليه حاله فقد تغيرت من قرب بينه وبين محبوبته إلى بعد ونأي يتزايد مع الأيام. لقد تحول القرب بعدا وصار اللقاء جفاء وهو أمر يشقيه ويعذبه كما نجد الشاعر قد استخدم ألفاظا جزلة في التعبير عن مدى وطول البعد وقوة الشوق حيث استخدم ألفاظ ذات حروف ممدودة يمتد فيها النَفَسُ ليعبر عن ألمه ونجد ذلك في جميع ألفاظ البيت الأول. فهو يقول إن التباعد المؤلم بينه وبين محبوبه أضحى هو السائد بعد القرب الذي كان وحل مكان اللقاء والوصل الجفاء والهجر.
2.      ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا*** حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
متابعة للفكرة التي تسيطر على هذه المجموعة من الأبيات، والتي يتحدث الشاعر من خلالها عن مدى الحرقة، والألم اللذين أصاباه في مقتل، حتى أوشك على الهلاك. ولعل الشاعر قد وفق في توظبف الألفاظ الدالة والمعبرة عن تجربته الحزينة، حيتما استخدم ألفاظًا تعضد تلك التجربة الصادقة مثل: البين، والحين، ولعل مما ساعد على تأجيج تلك العاطفة، توظيفه للغة توظيفا غير مباشر، وغير حقيقي، عندما اضاف الصبح للبين، مع ما بين المفردتين من مفارقات، فالصبح رمز التفاؤل، والأمل، تحول عند شاعرنا إلى معادل للفناء، والموت.
3.      مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ*** حُزْنـاً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
4.      أن الزمان الذي ما زال يضحكنا*** أنــسا بقربهـم قـد عـاد يبكينا.
لا شك أن التعبير غير المباشر عن التجربة الشعرية يزيدها بريقًا، والقًا، لذا نرى الشاعر في البيت السابق يوظف الاستفهام لغير ما وضع له في الحقيقة، وذلك إظهار بغرض التوجع والتحسر والألم الذي حل به، ومما يدل على شدة معاناته انه راح يطلب من أي أحد أن يبلغ أولئك الذين ألبسوه هذا الثوب؛ ثوب الحزن الدائم، المتجدد وابتعدوا عنه(ويقصد هنا الواشين الذين فرقوا بينه وبين محبوبته) أن هذا الحزن ملازم له لا يفارقه حتى يهلك، وأن ضحكه قد تحول إلى بكاء دائم، و أن الزمان الجميل السابق والذي ملأ حياتنا أنسا، وحبورا، وسرورًا.. قد تحول، وتبدل.. فهو اليوم يبكينا، ويحزننا، وكأننا به وقد وصل به الضعف درجة يستعطف أولئك الشانئين أن يرقوا لحاله، وحال محبوبته وأن يتركوهما وشأنهما.
5- غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا***بأن نغص فقال الدهر: آمينا
ويستمر الشاعر في إرسال رسائله إلى محبوبته وإلى مستمعيه.. فيقول: بأن عذاله قد حنقوا عليه وعلى محبوبته لما بينهما من صفاء، وود، ومحبة، وأن الدهر قد استجاب لدعائهم وحقق لهم ما أرادوا من وقيعة بينهما فأصابهما الحزن والألم.

6- فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا*** وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
7- وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا*** فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
من الواضح أن هناك ترابطًا بين البيت السادس، وبين البيت الخامس، بحيث صار البيت السادس نتيجة طبيعية لكيد العدا، والعذال الذين ساءهم ما كان عليه الحبيبان من وفاق، وصفاء، ومودة..، فكان نتيجة ذلك كله أن تفرقنا، وتباعدنا، وانفرط عقد محبتنا، وما كان بيننا من وئام، واتفاق، حيث لم يكن يخطر ببال أحد منا أن يأتي هذا اليوم الحزين، الذي نفترق فيه فراقًا لا يرجى من ورائه لقاء، أو وصال.
8- يـا ليتَ شعرِي ولم نُعتِبْ أعاديَكم***هَـلْ نَـالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
9- لـم نعتقدْ بعدكـمْ إلاّ الوفـاء لكُـمْ*** رَأيـاً، ولَـمْ نَـتَـقـلّدْ غَيـرَهُ دِينَا
وفي لهجة المحب المنكسر.. والعاشق الواله، الذي يكتم الحسرات غصصا في قلبه يخاطب الشاعر، بل يعاتب، مستخدمًا أسلوب النداء وحذف المنادى، لأنه علم ومعروف، وليس بحاجة إلى تعريف.. فهل نال العدا من الرضا، مثلما نلنا من الهجران؟!، فكيف يتم ذلك؟!! ونحن الأوفياء، ونحن المخلصون على الرغم من هذا النأي، فليس لأحد أن يملأ هذا الفراغ الحاصل في قلبي سواكم.

10- مـا حـقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ*** بِـنـا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحا فِينَا
11- كُـنّـا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه*** وَقَـدْ يَـئِـسْـنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
ولايزال شاعرنا يعيش تحت تأثير العتاب العفيف، الخفيف، فأنى لشاعر مثل ابن زيدون أن يكون قاسيًا على محبوبه، فعلى الرغم من الصد ومن الهجران.. فلم يشعر يومًا بأنه ارتكب جرمًا يستحق كل هذا العذاب، وهذا النأي، فَيُقَرَّبُ الحسود وتقر عينه، ويسر الشانئ المبغض، ويشمت بهما!! وقد وصل به الأمر حدا صار اليأس سلواه التي يسري به عن نفسه، حتى استحكم اليأس من قلبه.
12- بنْتُمْ وبنّا فما ابتلّتْ جوانحُنا *** شوقاً إليكمْ ولا جفّتْ مآقينا
وهنا يفصح الشاعر عما يكنه من وفاء، وإخلاص لولادة ويبثها آلآمه ولوعته فقد ابتعدتم عنا وابتعدنا عنكم، ونتيجة هذا البعد فقد جفت ضلوعنا وما تحوى من قلب وغيره، واحترقت قلوبنا بنار البعد في الوقت الذي ظلت فيه (مآقينا: جمع مؤق وهو مجرى العين من الدمع، وجانبها من جهة الأنف) عيوننا تذرف الدمع من تواصل البكاء لأنه مشتاق محروم فلا أقل من أن يخفف همه بالبكاء ويسلي نفسه بالدموع.
13- نَكادُ حينَ تُناجيكمْ ضمائرُنا *** يَقْضي علينا الأسى لولا تأسّينا
ويستمر الشاعر في وصف الصورة الحزينة القاتمة فيقول: يكاد الشوق إليكم يودي بحياتنا لولا التصبر والتسلي، والأمل في اللقاء، حينما تعود به الذكرى على الأيام الخوالي، فيتصور الجمال والفتنة والحب والبهجة والأمل والسعادة، ويهتف ضميره باسمها، ويناجيها على البعد، لأنها قرينة روحه، وصنو نفسه، حينما يعيش أبعاد التجربة العذبة المؤلمة، ويوازن بين ما كان عليه وما صار إليه تقرب روحه أن تفارق جسده بسبب الحزن المفرط الذي يملأ جوانحه، لولا أنه يمني نفسه بالأمل، ويعزي روحه عن المحنة بالتصبر.

14- حالتْ لفقدِكمُ أيامُنا فغدتْ*** سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا
وإمعانا في تجسيد معاناة الشاعر يقول: لقد تبدلت الحياة الوادعة الهانئة الجميلة، وأظلمت الدنيا المشرقة الباسمة المضيئة، فجللها السواد وعمها الظلام ببعد ولادة.

15- إذْ جانبُ العيشِ َطلْقٌ من تألّفنا**** ومربعُ اللّهوِ صافٍ منْ تصافينا
ويبدو الترابط بين الأبيات واضحًا، وما ذاك إلا لأن بعضها قد ترتب على بعض، وصار بعضها يكمل بعضها الآخر ويترتب عليه في المعنى، ففي هذا البيت يتذكر أيامه الهانئة مع محبوبته حيث كانت الحياة صافية متفتحة، وحيث كانا يجنيان ثمار الحب ما يشاءان، ومتى يشاءان، فهو يقول أن عيشنا الماضي كان طلقًا (مشرقًا) من شدة الألفة بيننا، وقوة الترابط، حيث اللهو، والسمر فيما بينهما، لا يعكر هذه الأجواء الوادعة حزن، ولا هم، ولا شقاق، ولا خلاف، ولهذا فهو صاف مثل المورد العذب الجميل، من شدة التتصافي، وخلو المودة مما يكدرها.
16- وَإذْ هَـصَـرْنَـا فُنُونَ الوَصْلِ دانية*** قِـطَـافُـهـا، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
واستكمالا للوحة الذكريات الجميلة الفاتنة، يستحضر الشاعر تلك المشاهد الرائعة التي عاشها مع ولادة: فقد كنا نستميل أصناف الوداد، والحب، والوصال المتنوعة، فنقطف منها ما نشاء.
الصور البيانية: ولعل هذا البيت قد اشتمل على صورة من أجمل صور الوداد حين شبه لنا الشاعر أصناف الوصل، والحب، والوداد بالأعناب الدانية القطاف، أو الثمار الدانية القطاف والتي في متناول اليد، والتي يتناول منها المرء ما يشاء، ومتى شاء، ولا إخالها إلا صورة جميلة مستوحاة من جمال الطبيعة الأندلسية الفاتنة
17- ليُسقَ عهدُكم عهدُ السرورِ فما*** كنتمْ لأرواحِنا إلاّ ريحانا
ويحلق الشاعر في عالم من الخيال، ويطوف به طائف من الذكرى الحلوة، فيدعو لعهد الوفاء بينهما بالحياة، والتجدد، والنماء... لأنه عاش فيه وصفت روحه به، وتلقى من محبوبته مشاعل الأمل وحب الحياة.. وهو دعاء يكشف عن الحنين إلى العهد الماضي، وعن جمال الذكرى، وإذا كان الفراق يغير المحبين، ويجعلهم ينسون حبات قلوبهم فلن يستطيع أن ينسى الشاعر هواه، بل يزيده البعد وفاء وإخلاصا، فما زالت أمانيه متعلقة بولادة وهواه مقصورا عليها فقد كانت الرياحين لروحه وما زالت كذلك.
18- لا تَـحْـسَـبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا*** أنْ طـالَـمـا غَـيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وفي محاولة من الشاعر لاسترضاء محبوبته، واستدرار عطفها، يرسم لنفسه صورة مثالية، ووضيئة، فهو من طينة ليست كطينة باقي المحبين، الذين يغيرهم البعد، فعلى الرغم مما حصل بينهما إلا أنه ما يزال نحافظًا على حبال الود، والوصل.
19- واللهِ ما طلبت أرواحُنا بدلاً**** منكمْ ولا انصرفتْ عنكمْ أمانينا

وزيادة في حب الوصال، راح الشاعر يرسل رسائل الطمأنة لمحبوبته، فهو يقسم لها بالله بأن قلبه لن يتعلق بغيرها ولم تتحول أمانيه عن حبها، ولقد كان اختيار الشاعر لكلمة (أرواحنا) موفقا إلى حد كبير، حيث ذكرت إحدى الروايات كلمة (أهواؤنا) بدل (أرواحنا)، على ما بينهما من فوارق بين الأرواح، والأهواء.
20- يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به *** مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
21- وَيَـا نسيــمَ الصَّبَـا بلّغْ تحيّتَنَا*** مَـنْ لَـوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
ولا شك أن الشاعر هنا يريد أن يشرك عناصر البيئة، أو الطبيعة في الوساطة بينه وبين ولادة من جهة، ومن جهة أخرى حيث راح يستعين بها لتحمل معه ثقيل أعبائه، فلعلها تقف بجانبه، وتخفف عنه من آلامه في وحدته، وغربته التي يعاني منها، والوقوف بجانبه، وفي مظهر حقيقي من مظاهر الود، والوفاء، والإخلاص راح الشاعر يستسقي المطر في ترفق ورجاء، ويطلب منه أن يبكر في إرواء قصر محبوبته بماء المطر العذب الصافي، لأنها كثيرا ما سقته الهوى خالصا نقيا من الخداع والزيف، ولا يكتفي الشاعر بالمطر.. بل راح يقصد نسيم الصبا لينقل تحياته إلى محبوبته التي لو ردت عليه التحية فإنها ستمنحه الحياة، وتبعث فيه الأمل.
22- وَاسألْ هُنالِكَ:هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا*** إلفاً ، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا
واستكمالاً لمشهد الشوق والحنين، يحمل الشاعر مظاهر الطبيعة (نسيم الصبا) أمانة السؤال، والتقصي داخل القصر، أن كان بعده عنهم قد ترك أي أثر على محبوبته أم لا؟! ثم يبادر معبرًا عن مكنون صدره، وعن مرهف مشاعره، ورقيق إحساسه..الذي راح تذكره لها يسبب له الأرق، والمعاناة، والألم. ولعل اتكاء الشاعر على الاستعانة بمظاهر الطبيعة يوحي بانعدام، أو عدم جدوى المساطات بينه وبينها، مما اضطره للجوء لوساطات أخرى، يفرغ من خلالها شحنات عواطفه الجياشة، لعلها تهدئ من روعه، وتسكن من لظى حبه.
نظرات نقدية
أولاً: اللغة:
الشاعر الجيد هو الذي يستطيع أن يتجاوز من خلال ألفاظه، وتراكيبه الإيحائية، وغير المباشرة.. قصور اللغة، وجمودها في تراكيبها العادية، والمعجمية، وذلك من خلال استغلال الطاقات الكامنة فيها، وأن يشحن لغته بالصور، والموسيقى، حيث أن دور اللغة لا يقتصر على كونها وسيلة من وسائل التعبير فقط، بل إنها تحتوي على خاصية جمالية فريدة، وقدرة فائقة في إثارة أحاسيس، ومشاعر القراء، ونقلهم إلى أجواء وعوالم نفسية جديدة.. وذلك فيما يعرف بالموسيقى الناتجة عن تآلف، وتآزر الألفاظ، والتراكيب ومن خلال قدرة الشاعر وتمكنه من تقنيات التقديم، والتأخير، والذكر، والحذف، وتوظيف الأساليب المختلفة من استفهام، وتعجب، وتمنٍ، وأمر...وغير ذلك من الأساليب التي يخرجها الشاعر عن حالتها الحقيقية المباشرة، إلى معان أخرى مجازية تزيد اللغة تألقًا، وإشعاعًا، وإيحائية، وقد وقفنا على جانب كبير من خلال تلك الصور البيانية، والأساليب المختلفة التي سلَّطنا عليها بعض الضوء في هذه الدراسة.
ثانيًا: الألفاظ
تعتبر الألفاظ المقوم الأساس الذي يقوم عليه الشعر قديمًا وحديثًا، فإن كانت المعاني هي روح الشعر، وموضوعه، فإن الألفاظ بمثابة الجسد للروح، وكما يقول الجاحظ فإن المعاني مطروحة في الطريق، فالموضوع لم يكن في يوم من الأيام هو الشعرية، إنما كيف تنتج الموضوع؟ وكيف تقول ما تقول؟ (أي بالألفاظ) فهذا هو الشعر، لذا فإن أهم عنصر في العمل هو القدرة على التشكيل.. أي صب المادة الخام (المعاني) في قالب (الشكل، أو اللفظ)، وذلك ما يعنيه الجاحظ بقوله: "إن المعاني مطروحة في الطريق"، ولكن المهم الصياغة الفنية، من خلال التشكيل اللفظي لتلك المعاني.
بالنظر إلى ألفاظ الشاعر في هذه القصيدة، نرى أنها تتسم بالرقة، والعذوبة، والوضوح، ولعل الموضوع الذي عالجه الشاعر (الغزل) يقتضي مثل هذه الألفاظ الشاعرية، التي يذوب الشاعر من خلالها في محبوبه، الشيء، الذي لا يعطي له مساحة كبيرة من الخيارات اللغوية، أو ليس عنده الوقت الكافي الذي يسمح له بانتقاء ألفاظه، بحيث تبدو غليظة، جافة، أو تحتاج لمعرفتها إلى اللجوء إلى المعاجم، والقواميس، ولهذا وجدنا الألفاظ قد فُصِّلت على قد المعاني دون كد للعقل، أو إجهاد للفكر.
ومن هذه الألفاظ: التنائي، والتداني، لقيانا، تجافينا وهي ألفاظ تتطابق وتتناسب مع موضوع الغزل الذي لا يخلو من نأي أحيانا، وتقارب أحيانا أخرى، لقاءات السحر والجمال تارة، ثم قد يتبعها الجفاء..وهكذا هي حال المحبين، والعشاق.
ثالثًا:
العاطفة هذا ولا يمكن لدارس الأدب أن يغفل هذا العنصر أثناء تحليله لأي نص أدبي؛ شعرًا كان أم نثرًا، لما لهذا العنصر من سحر يلامس شغاف قلب القارئ، ويمسه مسه شفيفًا، لطيفًا، يستطيع من خلاله أن يكتشف مدى تأثر الشاعر بحقيقة تجربته قوة، وضعفًا، وبالتالي.. فإن الأعمال العظيمة الذي ندين لها بالفضل، هي التي تقول ما كنت تود قوله، وهي التي تجعلنا نرى أشياء لم نرها من قبل أبدًا، أو رأيناه بعين مضطربة عاشية، ولن يتم ذلك إلا من خلال العاطفة الصادقة، والتي هي عبارة عن تضافر، وتفاعل مجموعة من مقومات النص التي لا يمكن لنا أن نفصل بعضها عن بعضها الآخر، ومنها: اللغة بألفاظها، وتراكيبها، وأساليبها، وصورها، وما ينتج عن ذلك كله من صور وخيال، والتي يستطيع الشاعر من خلالها أن يشرك القارئ في تجربته الخاصة، وأن يتفاعل معها وكأنه يعيش التجربة ذاتها، فإن استطاع الشاعر أن يصل بالقارئ إلى هذا المستوى من التأثير، والتأثر فقد نجح في تقديم نفسه وتقديم تجربته للآخرين، لأنه في هذه الحال يقدم تجربة إنسانية عامة، ولكن انطلاقًا من تجربته الخاصة.
رابعًا:
الأساليب لاشك أن البيان، والتعبير يأخذ أشكالا كثيرة، ومتعددة، فقد يمكن أن يعبر الإنسان من خلال الإشارة، أو الإيماءة، أو الحركة، أو الكلمة، أو الصورة، أو التمثال (النحت) وغير ذلك من صور التعبير، فقد يظهر الرسام عواطفه من خلال اللوحة, وقد يظهر النحات عواطفه من خلال نحته، أما الأديب، الفنان فهو رسام يرسم بالكلمات، والكلمة هي المداد الذي يجسد من خلاله مشاعره، وأحاسيسه، و وجداناته، وعواطفه، واللغة هي مجموع المفردات، والتراكيب .. وينبغي أن تكون لغة الأدب مأنوسة أليفة, على علوها وشرفها بأن تكون لغته وسطاً بين لغة المتقعرين من الخاصة، ولغة العامة الركيكة. يقول أبو هلال العسكري " وأما المختار من الكلام فهو الذي تعرفه العامة إذا سمعته ولا تستعمله في محاوراتها"، "فخَيْر الكلام ما كان معناه إلى قلبك أسبق من لفظه إلى سمعك" ولا يكون الكلام كذلك حتى يكون الأديب على قدر كبير من التمكن من أساليب العرب، من خبر، وإنشاء، وتقديم وتأخير، وذكر وحذف، وفصل ووصل..فإن تشر الأديب جميع هذه الفنون خرج كلامه مطبوعًا، بلا تكلف، وبلا عناء، ينساب من قلمه انسياب الماء من في السقاء، فمن فرط ثقته بنفسه، وامتلاكه لنواصي الكلام الجيد، لم يعد بحاجة للتعقيد، أو الإبهام، والتعمية، والأسلوب مفتاح شخصية الكاتب، ويدل مدى انسجامه مع ذاته، ومع بيئته، يقول الناقد الفرنسي (بوفون): الأسلوب الرجل، فالكاتب الموهوب هو الذى يملك الأسلوب المختلف، المتميز، هو الذى يمكنك أن تتعرف عليه من خلال مقالته أو قصته أو قصيدته، هو الذى يشعرك كلما قرأت له أن هناك كيانًا مستقلا يحاورك، فهو ذو طابع خاص، ونكهة، وبصمة مميزة.
خامسًا:
الصور البيانية أما عن الصور البيانية فهي كثيرة ومبثوثة في أرجاء النص ما بين استعارات، وكنايات، وتشبيهات، ومجازات..وقد نوع الشاعر في ذلك كله تنويعًا كبيرًا، مستخدمًا أجمل ما في البيئة الأندلسية من عناصر، وقد ذكرنا بعضها أثناء تعليقنا المباشر على الأبيات، ويستطيع الطالب أن يستكشف هذا عالم الجمال، والبهاء بمفرده، وببساطة.
سادسًا:
الوحدة الموضوعية لم يكن بدعا على نونية ابن زيدون أنها تقتفي أثر الشعر العربي الأصيل، ويكفي أن نشير هنا إلى كثرة ما هاجر من كتب إلى الأندلس، فيها من الدواوين عدد جم وبخاصة دواوين الجاهليين والأمويين والمجموعات الشعرية الهامة كالمفضليات وشعر الهذليين والنقائض..، ولهذا نجد ابن زيدون لم يكن له أن يخرج عما سار عليه الأولون من الشعراء، والذين كان شعرهم عبارة عن بستان جميل فيه أصناف من الأزاهير المتنوعة، والمختلفة، ولا ضير في ذلك أن يتميز الشعر الغنائي العربي بهذه الميزة، لأنها طبيعة هذا النوع من الشعر الذي لم يكن له ليتميز بهذه الخصيصة لولا أنه غنائي، لأنه بوح الوجدان، والمشاعر والأحاسيس، ولهذا نجد الشاعر يتنقل من فكرة إلى فكرة حسب الدفق العاطفي الذي يسيطر عليه لحظة انفعاله، ويأتي تبعًا لذلك ألا يشمل القصيدة الغنائية وحدة عضوية متكاملة، بالمفهوم المتعارف عليه في النقد الغربي، ولكننا في الوقت نفسه نستطيع أن نلمس وحدة نفسية شفيفة تغطي النص الغنائي كله، ويجدر القول هنا أن هذا النوع من الوحدة (العضوية) يجب توفرها في الشعر المسرحي، والقصصي، لأن طبيعته تقتضي التسلسل، والترتيب


عدل سابقا من قبل hassanbalam في 2020-09-13, 8:13 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : نونية ابن زيدون ونونيّة شوقى 15781612
نونية ابن زيدون ونونيّة شوقى Icon_minitime 2020-09-13, 8:12 am
#نونية_أحمد_شوقى


نظمها الشاعر في منفاه بإسبانيا، وفيها يحن للوطن

أحمد شوقي - مصر

يــا نـائح (الطلْحِ)، أَشـباهٌ عَوَادِينـا

نَشْـجى لِـوَادِيكَ، أَم نَأْسَـى لوادينا؟

مــاذا تقُـصُّ علينـا غـيرَ أَنّ يـدًا

قصَّـتْ جنـاحك جـالت في حواشينا؟

رمـى بنـا البيـنُ أَيْكًـا غـيرَ سامِرنا

- أَخـا الغـريب - وظِـلاًّ غيرَ نادينا

كـلٌّ رَمَتْـه النَّـوى: رِيشَ الفِـراق لنا

سَـهْمً، وسُـلّ عليـكَ البيـنُ سِـكِّينا

إِذا دعـا الشـوقُ لـم نَـبرحْ بمُنْصَدِع

مــن الجنــاحين عــيٍّ لا يُلَبِّينــا

فـإِن يَـكُ الجـنسُ يا ابنَ الطَّلْحِ فرّقنا

إِنّ المصــائبَ يجــمعْنَ المُصابينـا

لــم تـأْلُ مـاءك تَحْنانً، ولا ظمـأً

ولا ادِّكـــارً، ولاشــجْوا أَفانينــا

تَجُــرُّ مـن فنَـنٍ سـاقًا إِلـى فَنَـنٍ

وتســحبُ الــذيلَ ترتـادُ المؤاسـينا

أُسـاةُ جسـمِكَ شـتَّى حـين تطلبهـم

فمَــنْ لروحـك بـالنُّطْس المُدَاوينا؟

آهــا لنــا نـازِحَيْ أَيْـكٍ بـأَندَلُسٍ

وإِن حَلَلْنَــا رفيفًــا مـن رَوَابينـا!!

رسْـمٌ وقفنـا عـلى رَسْـمِ الوفـاء له

نَجــيش بـالدَّمع، والإِجـلالُ يَثنينـا

لِفِتْيَــةٍ لا تنــال الأرضُ أَدمُعَهــم

ولا مَفـــــارقَهم إِلاَّ مُصَلِّينــــا

لـو لـم يسـودوا بـدينٍ فيـه مَنْبَهـةٌ

للنــاسِ; كـانت لهـم أَخـلاقُهم دينـا

لـم نَسْـرِ مـن حـرَمٍ إِلاَّ إِلـى حَـرَم

كـالخمر مـن (بابلٍ) سـارت (لدارينا)

لمـا نَبـا الخـلدُ نـابت عنـه نُسْـختهُ

تَمــاثُلَ الــورْدِ (خِيريًّا) و(نسْـرينا)

نسْــقِي ثـراهُمْ ثَنَـاءً، كلَّمـا نُـثِرتْ

دُموعُنــا نُظِمــتْ منهــا مراثينـا

كــادت عيــونُ قوافينــا تُحَرّكُـه

وكِـدْنَ يـوقِظْنَ فـي التُّرْبِ السلاطينا

لكـنّ مصـرَ وإِن أَغضـتْ عـلى مِقَةٍ

عَيْـنٌ مـن الخُـلْدِ بالكـافور تَسـقينا

عــلى جوانبِهــا رَفَّــتْ تَمَائِمُنَـا

وحــولَ حافاتِهــا قـامتْ رَواقينـا

ملاعِــبٌ مَرِحَــتْ فيهــا مَآرِبُنـا

وأَربُــعٌ أَنِسَــتْ فيهــا أَمانينــا

ومَطْلَــعٌ لِسُــعودٍ مــن أَوَاخِرنـا

ومَغْــرِبٌ لجُــدُودٍ مــن أَوَالينــا

بِنَّ، فلـم نَخْـلُ مـن رَوْحٍ يُراوِحُنـا

مـن بَـرِّ مصـرَ، وَرَيْحَـانٍ يُغادِينـا

كـأُمِّ موسَـى، عـلى اسـمِ اللـه تكْفُلُنا

وباســمهِ ذهبــتْ فـي اليَـمِّ تُلقِينـا

ومصـرُ كـالكَرْمِ ذي الإِحسـان: فاكهةٌ

لحـــاضِرينَ، وأَكــوابٌ لبَادينــا

يـا سـاريَ الـبرقِ يَرمِي عن جوانِحنا

بعـدَ الهـدوءِ، ويهمِـي عـن مآقينـا

لمـا تَرقـرق فـي دمـع السـماءِ دمًا

هـاج البك، فخَضبْنَـا الأَرضَ باكينـا

الليــلُ يشــهد لـم نهتِـك دَيَاجِيَـهُ

عــلى نيــامٍ، ولـم نهتِـف بسـالينا

والنَّجــمُ لــم يَرَنـا إِلاّ عـلى قـدمٍ

قيــامَ ليـل الهـوى، للعهـد راعِينـا

كزفْــرَةٍ فـي سـماءِ الليـل حـائرةٍ

ممَّــا نُــرَدِّدُ فيـه حـين يُضْوِينـا

باللـهِ إِن جُـبتَ ظلمـاءَ العُبـابِ على

نجــائبِ النُّــورِ مَحْــدُوًّا (بجرينا)

تَــرُدُّ عنــك يــداه كـلَّ عاديـةٍ

إِنْسًــا يَعِثْــنَ فسـادً، أَو شـياطينا

حـتى حَـوَتْكَ سـماءُ النيـلِ عاليـة

عــلى الغيـوث، وإِن كـانت مَيامينـا

وأَحـرزتكَ شُـفوفُ الَّـلازوَرْدِ عـلى

وَشْـيِ الزَّبَرْجَـدِ مـن أَفْـوَافِ وادينـا

وحــازكَ الـريفُ أَرجـاءً مُؤَرَّجَـةً

رَبَــتْ خمــائلَ، واهـتزَّت بسـاتينا

فقِـف إِلـى النيـل، واهتف في خمائِله

وانـزل كمـا نـزل الطـلُّ الرَّياحينـا

وآسٍ مـا بَـاتَ يَـذْوِي مـن منازلنـا

بالحادثــات، وَيضـوَى مـن مغانينـا

ويـا مُعطِّـرَةَ الـوادي سـرَتْ سَـحَرًا

فطــابَ كـلُّ طـرُوحٍ مـن مرامينـا

ذَكِيَّــة الــذَّيل، لـو خِلْنَـا غِلالتهـا

قميـصَ يوسـفَ لـم نُحسَـبْ مُغالينـا

جَشـمتِ شَـوْكَ السُّـرَى حتى أَتيْتِ لنا

بــالوَرْدِ كُتْبً، وبالرَّيَّـا عناوينـا

فلــو جزينــاكِ بــالأَرواح غاليـةً

عـن طيـب مَسْراك لم تنهضْ جَوازينا

هــل مـن ذيـولكِ مسْـكِيٌّ نُحَمِّلُـه

غـرائبَ الشـوق وَشْـيًا مـن أَمالينا؟

إِلــى الــذين وجدنــا وُدَّ غـيرِهمُ

دُنْيَ، وودَّهمـو الصـافي هـو الدينـا

يـا مـن نَغـارُ عليهـم مـن ضمائرِنا

ومـن مَصـون هـواهم فـي تناجِينـا

نـاب الحَـنِينُ إِليكـم فـي خوَاطِرنـا

عــن الــدّلال عليكـم فـي أَمانينـا

جئنـا إِلـى الصـبر ندعـوه كعادتنـا

فــي النائبـاتِ، فلـم يـأْخذ بأَيدِينـا

ومــا غُلِبْنـا عـلى دمـعٍ، ولا جَـلَدٍ

حـتى أَتتنـا نَـواكُمْ مـن صَياصِينـا

ونــابِغيٍّ كــأَنّ الحشــرَ آخــرُه

تُميتُنــا فيــه ذكــراكم وتُحيِينــا

نَطـوي دُجَـاه بجُـرحٍ مـن فراقِكمـو

يكــاد فـي غلَس الأَسـحار يَطوِينـا

إِذا رَسـا النجـمُ لـم ترْقـأْ مَحاجِرُنـا

حــتى يـزولَ، ولـم تهـدأْ تراقِينـا

بتنـا نقاسِـي الـدواهي مـن كواكِبـه

حــتى قعدنـا بهـا حَسْـرَى تُقاسِـينا

يبــدو النهــارُ فيخفيــه تجلُّدُنــا

للشـــامتين، ويَأْسُـــوه تأَسِّــينا

سَــقْيًا لعهـدٍ كأَكنـافِ الـرُّبَى رِفـةً

أَنَّـى ذهبن، وأَعطـافِ الصَّبـا لِينـا

إِذِ الزمــانُ بنــا غَيْنــاءُ زاهِيـةٌ

تَــرِفُّ أَوقاتُنــا فيهــا رَيَاحينــا

الــوصلُ صافِيَــةٌ، والعيشُ ناغِيَـةٌ

والســعدُ حاشـيةٌ، والدهـرُ ماشـينا

والشـمسُ تَختـال فـي العِقْيان، تَحْسبها

(بِلقيسَ) تَـرْفُلُ فـي وَشْـيِ اليمانِينـا

والنيــلُ يُقبِــل كالدنيـا إِذا احـتفلتْ

لــو كـان فيهـا وفـاءٌ للمُصافِينـا

والسـعدِ لـوْ دامَ، والنعمَـى لوِ اطَّردتْ

والسـيلِ لَـو عَـفَّ، والمقـدارِ لَوْ دِينا

أَلقـى على الأَرض - حتى ردَّها ذَهبًا -

مـاءً لمَسـنا بـه الإِكْسِـيرَ، أَو طِينـا

أَعـداه مـن يُمْنِه (التابوتُ)، وارتسَمَتْ

عــلى جوانبـه الأَنـوارُ مـن سِـينا

لـه مَبـالغُ مـا فـي الخُـلْقِ من كرَمٍ

عهــدُ الكــرامِ، وميثــاقُ الوفيِّينـا

لـم يَجـرِ للدهـرِ إِعـذارٌ ولا عُـرُسٌ

إِلاَّ بأَيّامِن، أَو فـــي ليالينـــا

ولا حـوى السـعدُ أَطْغَـى فـي أَعِنَّتِه

منّــا جِيَــادً، ولا أَرْحَـى ميادِينـا

نحـن اليـواقيتُ، خـاض النارَ جَوهَرُنا

ولــم يهُــنْ بيَـدِ التَّشْـتيتِ غالِينـا

ولا يَحُــول لنــا صِبْـغٌ، ولا خُـلُقٌ

إِذا تلـــوّن كالحِرْبـــاءِ شــانِينا

لـم تـنزل الشمسُ ميزانً، ولا صعدَتْ

فـي مُلْكِهـا الضخْـمِ عرشًا مثلَ وادينا

أَلــم تُؤَلَّــهْ عـلى حافاتِـه، ورأَتْ

عليــه أَبناءَهــا الغُـرَّ الميامين؟

إِن غـازلتْ شـاطئيه في الضحى لبِسا

خمــائلَ السُّــنْدُسِ المَوشِـيَّةِ الغِينـا

وبـات كـلُّ مُجـاج الـوادِ مـن شجَرٍ

لــوافِظَ القــزِّ بالخيطــان ترمِينـا

وهـذه الأَرضُ مـن سَـهْلٍ ومـن جبلٍ

قبــل القيــاصر دِنَّاهــا فراعينـا

ولـم يَضَـعْ حجَـرًا بـانٍ عـلى حجرٍ

فــي الأرضِ إِلاَّ عـلى آثـار بانِينـا

كـأَن أَهـرامَ مصـرٍ حـائطٌ نهضـت

بــه يَــدُ الدهـرِ، لا بنيـانُ فانِينـا

إِيوانُــه الفخـمُ مـن عُليـا مقـاصِرِه

يُفْنِــي الملـوك، ولا يُبقـي الأَواوينـا

كأَنهــا ورمــالا حولهـا التَطمـتْ

ســـفينةٌ غَـــرِقتْ إِلاَّ أَســاطينا

كأَنهــا تحـت لأَلاءِ الضُّحَـى ذَهبًـا

كنــوزُ فِرْعـوْن غَطَّيْـنَ الموازينـا

أَرضُ الأُبُـــوةِ والميــلادِ طيَّبهــا

مَـرُّ الصِّبـا فـي ذيـول من تصابِينا

كــانت مُحَجَّلــةً فيهــا مواقِفُنــا

غُــرًّا مُسَلْسَــلَةَ المَجْـرى قوافينـا

فــآبَ مِــنْ كُــرَةِ الأَيـامِ لاعِبُنـا

وثــابَ مِـنْ سِـنَةِ الأَحـلامِ لاهِينـا

ولــم نَـدَعْ لليـالي صافيً، فـدَعتْ

بــأَن نَغـصَّ، فقـال الدهـرُ: آمينـا

لـو اسـتطعنا لخُضْنَـا الجـوَّ صاعِقةً

والـبرَّ نـارَ وَغًـى، والبحـرَ غِسْـلينا

سَـعْيًا إِلـى مصـرَ نقضِي حقَّ ذاكرنا

فيهــا إِذا نَسِــيَ الـوافي، وباكِينـا

كَــنْزٌ (بحُلوان) عنــدَ اللـهِ نطلبُـهُ

خــيرَ الـودائِع مـن خـير المؤدِّينـا

لـو غـاب كـلُّ عزيـزٍ عنـه غَيْبَتَنا

لــم يَأْتِـه الشـوقُ إِلاَّ مـن نواحينـا

إِذا حمَلْنــا لمصــرٍ أَو لـه شَـجَنا

لـم نـدْرِ: أَيُّ هـوى الأُمَّيْن شاجِينا

شرح اندلسية احمد شوقي



أندلسية أحمد شوقي " يا نائح الطلح ..."

1 - يا نائح الطلح أشباه عوادينا نشجى لواديك ام ناسىلوادينا
شرح المفردات : الطلح شجر عظام به سمى واد بظاهر أشبيلية وكان ابنعباد كثيرا ما يترنم بذكره والشاعر هنا يتجه بالخطاب إليه – العوادي : جمع مفردهعاديه : أي نوازل الدهر ومصائبه – نشجى : نحزن – نأسي : نحزن
المستوى البلاغي :
أ- أهم ظاهرة أسلوبيه في البيت هي أفتتاحة بالنداء وخاصة باستعمال حرف )يا( الذي يعبر عن رغبة الشاعر في الافصاح عما بداخله وهو باستعماله النداء ينبه السامعويدعو الى مشاركة المأساة .
ب - لااستفهام : نشجي أم ناسى : استفهام للتسوية
ج- الترادف بين : نشجى وناسى
المستوى الصوتي:
الموسقي الداخلية منخلال الجناس : عوادينا – وادينا
التكرار : واديك – وادينا = أستعمال المقاطع الصوتيه المنفتحه يا – عوادنيا – واديك – وادينا) وهي المقاطع تؤكد رغبه الشاعر فيالتنفيس عن همومه = تكرار حرف النون : وهو من الحروف الخيشوميه التي يحمل جرسهاحزنا شديدا .
ورود حرف الحاء في أول كلمتين ( نائح الطلح ) وهو حرف مهموس يرتبطبالحرقة الألم
- أستخدام الحروف المهموسه ( الشين – السين – الحاء (
-استخدام (عوادينا ) في صيغة الجمع يؤكد كثرة المصائب وتتابعها
المستوىالدلالي :
ورد في الموسعة الشوقيه (الشوقيات ) أن النائح هو الحمام .
لكن الشاعر يصنع علاقة بين الحمام وأحد شعراء الاندلس :المعتمد بن عباد وهو هنا يستمدمن التاريخ شخصية المعتمد بن عباد التي عاشت مإساة سبيه بنفيه من خلال قوله (أشباهعوادنيا ) لان كلا من شوقي والمعتمد نفيا عن أوطانهم فالآول يحن لواديه (النيل – مصر)والثاني يحن لواديه ( إشبيليه)
المعنى :
الشاعر ينادي الحمام( المعتمد بن عباد ) هذا النائح الحزين مقررا حقيقة وهي أنهما يشتركان في محنه واحدهفهل يحزن لما أصابه أم يحزن لما أصاب هذا النائح .

2 - ماذا تقص علينا غيرأن يدا قصت جناحك جالت في حواشينا
المستوى البلاغي :
الاستفهام :ماذاتقص علينا ؟ استفهام يحمل معاني ( الحيرة أو اليأس أو النفي أو التقرير ) فالشاعرلايرغب في سماع قصة من يخاطبه = الجناس بين ( تقص وقصت ) ويعطى جرسا موسيقيا جالت : طاقت غير مستقره
المستوى الدلالي:
يتشابه البيت الثاني مع البيت الاولفالشاعر يوجه سؤاله لمن يخاطبه وهو النائح لانهما يشتركان في محنه واحدة فكلاهمامعذب ومبعد ثم يتاكد السؤال بانه لايريد أن يسمع القصه لانه يعلم أن اليد التي قصتجناحه هذا النائح وابعدته هي نفسها التي جالت وطافت وقطعت في حواشي الشاعر
معاني المفردات :
حواشينا : جوانبنا ( مافي البطن ) جالت : طافت غير مستقره

تابع :المستوى البلاغي :
شبه الشاعر المصائب بانسان له يد تبطش
جالت في حواشينا : إستعارة مكنيه شبه اليد بانسان يتجول
المستوى الصرفي :
تنكير كلمه ( بدا ) يؤكد أنها قوة مجهولة عاتية
وتحقير المستعمر


_ رمى بنا البين أيكا غير سامرنا أخا الـغريب وظلا غير نادينا
معاني المفردات :
رمى بنا قذف بنا - البين : الفراق – السامر – مجلسالسمر
أخا الغريب أي يااخا الغريب
المعجم :
يستحضر الشاعر حقليندلاليين ( متقابلين - النادي – السامر – الظل ) وهو معجم الألفه والراحه في مقابل(البين – الفراق – النأي ) وهو معجم دال على الغربه والبعد . فالشاعر يعيش تمزقا بينحاضرا المنفى وماضي الاستقرار والسمر مع الاحبه في الوطن.
المستوى البلاغي :
رمى بنا البين : استعارة مكنيه شبه البين ( الفراق ) بشي عنيف يرمي يعنف وشده .
النداء أخا الغريب يوحى بأن الغربه عوضت
رابطة الدم فأصبحت رابطة قويهكالأخوة تجمع الغرباء
المستوى الدلالي :
يظهر التحسر من الشاعر حيث يجزم انالفراق كان عنيفا حيثما رمى به هو ومن يخاطبه في أماكن غير أماكنهم وتجمعات غيرنواديهم في أوطانهم التي كانوا يجتمعون ويسمرون فيها .

4 _ فإن يك الجنس ياابن ( الطلح ) فرقنا إن المصائب يجمعن المصابينا
المستوى التركيبي :
يبينصدر البيت وعجزه ترابط فكري يؤكد حقيقتين :
1_ الجنس يفرق بين الشاعر والحمام ب- المصائب وحدت بين الحمام والشاعر
2_ أستعمل الشاعر (أسلوبا حكيما أو حكمة) : إنالمصائب يجمعن المصابينا وهي تدل على خبرة الحياة وكثرة توالي المصائب يعمق خيرةالشاعر .
المستوى البلاغي :
المصائب يجمعن :استعارة مكنيه
النداء :يفيدالشكوى والبوح
فرقنا – جمعنا = طباق
يا ابن ( الطلح ) :استعارة مكنيه شبهالحمام بالانسان العاقل يسمع الشكوى
المستوى الدلالي :
يقول الشاعرمخاطبا الحمام النائح إن كان الجنس قد فرقنا فالشاعر إنسان والحما طائر لكن المصائبقد جمعت بين المفترقين

الوحدة الاولى من (4:1)
1- اشتملت الابيات على وحدةمعنويه متناسقه
2- هنالك خصائص أسلوبيه تشترك منها
3- الأفعال : أفعال تنتمي إلىحقل دلالي واحد وهو : الاعتداء والانتهاك من حيث أستخدامه الأفعال (قصت- جالت – رمى –فرقنا)
الأفعال المذكورة عنيفه قويه تؤكد العنف والاعتداء والانتهاك .
الموسيقى يبدو المقطع حزينا من البيت الأول إلى الرابع وذلك لسيطرةالمقاطع الطويله – حرف النون –والحروف المهموسة.

5 _ اهالنانازحي أيك بأندلس وإن حللنا رفيقا من روابينا
معاني المفردات :
أه : كلمةتوجع النازح : الغائب عن بلده غيبه طويله
الايك: الشجر الملتف الكثيف مفردهاأيكه = الرفيق : الخصب من الأرض
الروابي : الأماكن المرتفعة
المستوىالصوتي :
يتأجج إحساس الشاعر بالغربه فيفتتح البيت بالتوجع (أه) لكان الكلماتتعجز عند الشاعر عن التعبير عن مأساته فيتوسل بأه فيها حرف الهاء وهو الحرف الوحيدالذي يصدر من الأعماق ويعبر عن الرغبة في التخلص من الضيق الذي يجول بخاطره . وردتمعظم الكلمات : ايك – اندلس – رفيقا بتنوين الفتح والكسر مما يكتف حضور حرف النونوهو يحمل جو حزن وبؤس
استخدام اللضمائر (لنا – نا في حللنا .. وهذا يؤكد أنالمصائب قد وحدت بالفعل بينه وبين النائح .. ويصرح بذلك في قوله ( نازحي )
المستوى الدلالي :
يظهر الشاعر توجعا غريبا ويرسل توجعه لمن يخاطبه صراحهإننا نازحين وغريبين حتى ولو كان نزولنا بارأضي خصبه مزروعه .
المستوىالبلاغي :
نازحي ..حللنا + طباق
المستوى الصرفي :
1- أها : أستخدام مايفيدالتوجع الالم
2 - أستخدام المثنى (نارحي ) يبين أنهما مشتركان في البعد عن الوطن

6 - رسم وقفنا على رسم الوفاء له نجيش بالدمع والإجلال بثنينا
المعجم :
الرسم :وهو مابقي من أثار الديار – رسم الوفاء :مابقي له من أثار الوفاء
نجيش :نفيض --- يثننيا :يمنعنا
المستوى المعجمي :
كرر الشاعر كلمةرسم مرتين وهذا يذكرنا بالموروث الشعري القديم فكأنه يقف على أطلال ماتركه ألاجدادافي الاندلس ، وهذه ألابيات ثمثل وحدة معنويه موضوعها ( إبراز ماثر ألآجداد وما حليهم من نكيات ) فالشاعر يبني قصيدته وفق المنهج الينتوي، أذا ينتقل بنا من موضوعإلى اخر ليبرز مأساته الفرديه وهي منفاه ثم مأساته الجماعية (نكبه الأندلس (
المستوى البلاغي :
الإجلال : استعارة مكتبيه شبه الإجلال بشيء يمنع
رسم –رسم = جناس
المستوى الدلالي :
يقول أننا نتذكر ماضي أجدادناالعظيم حينما نقف على ماتبقي من الرسم (وهو ماتبقى من الديار ) لترسم صورة وفاءلهلكننا نجدأن دموعنا تنهمر وتجيش .. لكن الاجلال والعظمة والكبرياء يمنعنا من البكاءعلى هذا الماضي العريق أمام الحاضر الخاسر .

7_ لفتيه لاتنال الارض أدمعهم ،ولامفــــارقهم الامصلينا
المستوى التركيبي :
أستعمال أسلوب القصر لابرازالصفه وتاكيدها
المستوى الدلالي :
يرثي الشاعر ويمدح أهل الاندلس ويعتبربصفات العزة
وإلاباء فالأرض لاتلامس جباههم إلا عند الصلاة (مفارقهم: مفردهامفرق / حيث يفرق الشعر)
المستوى البلاغي :
البيت كله كناية عن عزةالاباء والاجداد وهي كنايه عن ( العزة وإلاباء )
*استعمال حرف الجر ( الفتيه )اللام يؤكد العلاقه المطروحة بين البيت السادس والسابع... والبيت ويوضح ماجاء بهالبيت السادس من عظمة الاجدادا ، لان دموعهم في السادس لم تنهمر لآن الاجلال والكبرياء يمنعهم لكنها انهمرت في حب الله وطاعته وفي الصلاة

8 - لو لم يسودوابدين فيه منبه للـــناس، كانت لهم أخلاقهم دينا
المستوى التركيبي :
ترابط صدرالبيت مع عجزه باستعمال أسلوب الشرط
المعجم : يسودوا :يكونوا اسيادا \ المنبه :مايبيعث على الفطنه ولانتباه والشهرة ومن معانيها :الخصلة الحميدة .( وهي الامرالمشعر بالقدر)
المستوى الدلالي : جاء البيت على طريقه أسلوب الشرط ليؤكدالتحام الصفات اللمعنويه والماديه في أهل الاندلس فهو يقول أن هؤلاء الاجدادالايحملون أحترامهم فقط بانجازاتهم الماديه لكنهم أصحاب دين عظيم مشهور وكذلكباخلاقهم العظيمة الساميه

9 - لكن مصر وأن اغضت ، على مقه عين من الخلدبالكامور تسقينا
معاني الكلمات :
أغضت = أغمضت - المقه :المحبه = العين :عين الماء
الخلد :الجنة
المستوى الدلالي : يستخدم الشاعر حرف الاستدراك( لكن ) ليكمل حديثه بعد الاندلس واهلها عن مصر التي يحن إليها ويعتبرها عين منالخلد والجنان وهي الأم الرؤوم ولابديل لها
تابع : شرح التاسع :
فهي وإن سكتنا عن الحديث عنها وعن محيها فهي الجنة و عين الخلد والكافور
المستوى البلاغي :
أغضت مصر على معه : استعارة مكنية يشبة مصر بالانسانو تتدفق عاطفيتة فيغمض محبته
* مصر عيّن : تشبيه مصر بجنة الخلد ليؤكد حبةويبرز انة لابديل عن وطنه
* مصر تسقينا : شبة مصر بإنسان يسقى الظمأى .
ملاحظات حول المقطع من 5 : 9
1 - الأبيات من 5 : 9 تمثل وحدة معنوية حيث اشتركت الأبيات في رثاء الأندلس ويعدد مناقبالأجداد وخصالهم
2 - سيطر في هذه الأبيات معجم الحزن والدموع آها – نجيش – الدمع – أدمعهم(
3 - سيطر في هذه الأبيات المعجم الدال على سمو الأخلاق { خشية – دين – أخلاق – منهية } وهذا يؤكد أن الأجداد كانوا يحملون رسالة أخلاقية سامية .
4 - جمع الشاعر بين زمنيين { الحاضر والماضي } فهو ينظر الى الماضي بعين الحاضروينقل من رثاء الأندلس إلى رثاء الذات .

10 - يا ساري البرق يرمي عن جوانحن بعد الهدوء ،ويهمي عن مآقينا

المعاني :
ساري : سري : والسارية هي السحابة التي تأتيليلا ً وسرى يسرى بالكسر سار ليلا ً .
الجوانح : الجوانب : يعنى عما تكنهصدورنا
يهمي : هـ . م . ي : همي الماء : سال لايثنية شيء
المآقي : العيونوهو مجرى العين : جمع مفردة مؤق ومأق : مايلي الأفق أو مقدم العين
المستوى الدلالي :
يدعو البرق وينادية لمشاركتة الأحزان ويخفق البرق مثلما يخفققلب الشاعر ويطلب منة ان ينوبه في البكاء .. ويريد منه أن يصبح مشاركا ً في الاحزان . ويريد ايضا ً أن ينوبة في الانين . لأن حرف الجر " عن " يفيد الا نابه . لكانالشاعر يريد أن يخلق نوعا ً من المشاركة بين الانسان والطبيعة .
المستوىالايقاعي :
يكثر الشاعر من استخدام حرف النون ( جوانح – عن – مآقينا ) وهو حرفيعكس الأنين والحزن .
المستوى البلاغي :
يا ساري البرق : استعارة مكنية شبة ساري البرق بأنسان ينادي
استخدام الأفعال :
(يهمي – ويرمي)ويسندها للبرق استعارة مكنية إذ يشبة دموعة المنسكبة بالامطار تتبع البرق
(يرمي – يهمي ) جناس
11 _ لما تـرققَ في دمع السماء دما هاج الُبكا , فخضبنا الأرض َ با كـــينا
المستوى البلاغي :
دمع السماء : استعاره المشبة المطر والمشبة بة الدموع فهويوظف الاستعارة التصريحية = هاج البكاء : استعارة مكنية شبة البكاء بالعاقل الذييهيج وينفعل = خضبنا الأرض : استعارة مكنية شبة الدموع بلون الخضاب الأحمر دلالهعلى انة يبكي دما ً
- المعجم :
ترقرق : تحرك واضطرب = دمع السماء : المطر = خضبنا : صبغنا
الحقل الدلالي في البيت .
أ – الجمع المجازيبين حقلين دلاليين حيث جمع بين صورةالإنسان الباكي والسماء الباكية .
ب – استخدمالفعلين : ترقق = تحرك واضطرب . ليعكس حالة الشاعر فهو يرى نفسة في هذا البرقالمتحرك المضطرب
جـ - استخدام خضبنا : ليوحى أن البكاء كالدم
المستوىالتركيبي :
العلاقة بين الصدر والعجز علاقة نتيجة وبيان وتعليل فالترابط بينالصدر والعجز , فالطبيعة الهائجة والباكية تثير حزن الشاعر وتهيج بكاءه .. ونلاحظان البكاء أخذ شكلا ً جماعيا ً لتشترك فية الطبيعة مع الانسان
المعنى الدلالي :
( شرح البيت ) يشخص شوقي الطبيعة حينما يجعل عناصرها تبكي ما حل بهفحينما بكت السماء بكى الشاعر محاكيا ً له , فالسماء تبكي وهو يبكي حتى صبغ الارضبدموعه التي كأنها كلون الدم ( الخضاب)

12 _ الليل يشهدُ لم نهتك دياجيـــــــه على نيام , ولم نهتفبسالينــــا
المعجم :

لم نهتك : لم نشق ولم نُزح = الدياجى الظلمات = لم نهتف : لم نصح
السالي : من سلا عنا ونسينا
المستوى الدلالي :
تتحول الطبيعة من هذا البيت من مشاركة في البكاء إلى شاهدة على عظمة الأجدادفهم لم يستغلوا غفلة النيأم لغدرهم بل سلكوا سلوك الشجعان بالمواجهة المباشرة , كماانهم لم ينتشروا بالليل مختفين ولا يتمسكون بمن يغفل عنهم .. لأنهم يتحلون بصفاتالعزة والوفاء
المستوى البلاغي :
الليل يشهد : استعارة مكنية : شبةالليل بالانسان
الجناس بين نهتك // ونهتف غير تام
- المستوى التركيبي : استخدام الجملة الاسمية في التركيبين ( الليل يشهد – النجم لم يرنا)
ومن خصائصالجملة الاسمية أنها تثبت الحالة وتجعلها مستمرة ..

13 _ والنــجمُ لم يرنــا الإ على قدم قيـــام ليل الهوى ، للعهدراعينا
المعجم :
العهد راعينا : نوفي بالعهد
المعنى أوالمستوى الدلالي : يفتخر الشاعر بصيغة المحافظة على العهد والشاعر يؤكد أن الأجدادلم يعرفوا الغدر مطلقا ً و لا اخلاف الوعد " لم يرنا الا على قدم " كما ان النجمرفيق العشاق ويشهد على وفاء الشاعر لأحبائه .
المستوى البلاغي :
النجم لم يرنا : استعاره مكنية شبة النجم بالانسان
على قدم : كفاية عنالاستمرار في الفعل والجد في انجازه .

14 _ كزفرة في سماء الليل حائرة ٍ مما نردد فيه حين يضوينا
المعجم :
الزفرة : اخراج النـّـفس ممدودا ً = يضوينا : يهزلنا
المستوى الدلالي :
يشكو الشاعر ضيقه فالزفرة هى اخراج النّفس ممدودا ً وهو مايعبر عن رفض للواقع وإحساس بالضيق , ثم إن هذة الزفرة تتردد إلى درجة أن الشاعروبقية الغرباء تهزل أجادهم من وطأه هذا الواقع ( يضوينا(
المستوىالبلاغي :
تشبية حالة القوم وهم يقومون الليل ( قيام ليل الهوى ) بالزفرةالحائرة - زفرة حائرة : شبة الزفرة بالانسان الحائر
المستوىالدلالي :
)المعنى ) يعمق الشاعر وصف حالة القوم ( متكلما ً بضمير للجمع فهممن شدة حبهم للسهر وقيامهم لليل الهوى يجعلون الزفره تختار منهم ما يرددونه حتىيتبعهم السهر وينحلون وهو بذلك يسترجع ليل العشاق الطويل
ملاحظات حولالمقطع من ( 10 – 14)
1 - يمثل هذا المقطع المكون من البيت ( 10 - 14 ) وحدةمعنوية ويتوفر فيها حملة من الخصائص الأسلوبية وهي :
أ – سيطرة معجم الطبيعةببرقها وأرضها وسمائها وليلها ونجمها
ب – كثافة الصور البلاغية خاصية الاستعارةفالشاعر يسعى الي مشاركتها لة احزانة .
جـ - حضور الجناس : ( يرمي - يهمي ) = ( تهتك = نهتف)
د - ةيظهر الرابط البنيوي : فهي تسير وفق خط تصاعدي لتصل إلى هذاالمقطع الذي يمثل قمة إحساس الشاعر بالحزن والأسى.

15 _ يا مَن نَغَار ُ عليهم من ضمائرنا ومن نصــونُ هواهم في تناجينا
المعجم :
نغار : تثور نفوسنا / من ضمائرنا : من همست ضمائر باسمائهم
المصون : المحفوظ / التناجي ك الحديث سرا ً
المستوى الدلالي :
يخطاب الشاعر من يجب ويؤكد شدة حبة بالاحساس الشديد بالغيرة فهويصون يغار منهمس ( ضمائرنا ) بأسمائهم فهو يصون حبة ويجعلة حبا ً عفيفا ً بعيدا ً عن البوح والتصريح .. وهو يصون حبة ويحفظة حتى في مناجاتة ( أي في سره)
المستوىالبلاغي :
النداء : ( يا من ) ليؤكد الحب والوجد
الحقول الدلالية :
توظيف معجم الغزل ( نغار – نصون – هواهم ) وهو يسترجع نموذجا ً معينا ً منالغزل العفيف يتلخص في حرصة على المناجاة لنفسة لصون محبوبة

16 _ ناب الحنين ُ اليكم في خواطرنا عن الدلال عليـكـم فيأمانينـــا
المعجم :
الخواطر : التقوس والقلوب مفردها خاطر / الدلال : التيه والتمتع
دلت المرأه : أي أظهرت جرأة علية في التلطف ودللت على الشيء : عرفتة
المستوى المعجمي :
تكتشف معجم الحب والشوق فالشاعر يشكو الفراقويبدو كئيبا ً يائسا ً وكأن التواصل مع المحب أصبح قربا ً من المستحيل فأصبح الحنينعالمه الذي من خلاله يتواصل مع معشوقته .
ناب الحنين : دلالة على تحول العلاقةبين الشاعر ومن يحب .
المستوى الدلالي :
أيها الاحبة لقد حَّل الحنيناليكم في خواطرنا مكان الدلال في امانينا .. فهو يعلم بأسة من لقاء المحبوبة ويكتفيبما له من حنين فقط ويشعر باليأس من اللقاء بها مرة آخرى .. فبعد ان كنا نتدَّللعليكم اصبحنا لانحمل من ذ****م سوى الحنين فقط .
- المستوى البلاغي :
توظيف الاسلوب الخيري فهو يحول القصيدة الى قصة تروى فيها حبه المحروم .

17 _جئنا إلى الصبر ندعوه كعادتنا فيالنائبات ، فلم يأخذ بأيدينا
المعجم :
النائبات : نائبة وهي المصائب .
المستوى البلاغي :
جئنا الى الصبر : شبة الصبر بالانسان الذي يُطلبعونة ونجدته فهي استعاره مكنية فلم يأخذ بأيدينا : س مكنية
المستوىالدلالي :
ما زال الشاعر متحسرا ً فلا يجد الا الصبر ليلجأ إلية وينتمي بهكعادتة في المصائب لكن الصبر يفاجأه هذه المرة ولا يسعفه ولا يساعده .

18 _ وما ُغلبنا على دمع على دمع ولاجلد حتى أتتنا نواكم في صــياصــين

المعجم :
الجلد : الصبر / النوى : الفراق / الصياصي : الحصون مفردها صيصة
المستوى الدلالي :
يعبرالشاعر عن تجربتة في الماضي فهو لم يبكي من قبل ولم يُغلب عن البكاء ، ولكنها تنهمرالان غزيرة عندما جاء فراقكم عات ٍ
وجاء من حيث تأمن ، فإحساسه بالبعد عن احبتهجعله يضعف حتى وهو في حصون شديدة ثم ان حنينة الى وطنة دفعه للضعف والبكاء .
المستوى التركيبي :
الربط بين صدر البيت وعجزه وعجز البيت يمثل انتهاءالغاية وبلوغ الحالة حدا ً لا يستطيع معها الشاعر تحملة .. لقد تحمل الغربة والفراقلكنة لم يتحمل البعد عمن يحب .

---------------------------------------------------------------------------------
أسئلة الإعداد المنزلي :

جـ 1 : تربط بين العنوان والموضوع بـــ :
- الاشتراك في المصيبة
- الشوق و الحنين
- البكاء والتأسي
جـ 2 : ؟
جـ 3 : البيتان الخامس و الثامن
جـ 4 : حسن الأخلاق
جـ 5 : ب – بلاد مصر
المعجم الشعري :
2
جالت : قطعت
رسم : اثأر
مقة : الحب
خضب : الصبغ
السالي : الإنسان المرتاح
يضوي : بداية الليل
نواكم : اللب

3
الأيك : أيكة
الجوانح : جناح
دياجي : دجى
الصياصي : أصيص

4
- الحسرة والأسف : في البيت الخامس
- الصبابة و الوجد : في البيتان الثاني عشر و الثالث عشر
- الافتخار بالماضي : البيتان السادس و السابع
5 – الطائر
تحليل النص :
جـ 1 : ليبين مدى حزن و عضة المصيبة
جـ 2 : في البيت الرابع
جـ 3 : في البيتان الثالث و الخامس
جـ 4 : في البيتان السابع والثامن
جـ 5 :
- لأنه واضح وسريع
- لان الليل هو من كان موجودا مع الشاعر
- للدلالة على حبه الشديد و وفاءه لأحبته
جـ 6 : انطلق من رثاء الأندلس حدث عم إلى الحديث عن مصيبته ومنفاه ومعانة في الأندلس وشوقه
وحنينه إلى مصر
إضاءات أسلوبية :
1 – الموسيقى الداخلية لأبيات :
- لان الحروف المهموسة اقرب إلى إظهار الحزن والتأسي
- تعطي القصيدة طابع التأسي والتوجع و إظهار صوت الأنين
2- العلاقة بين صدور الأبيات و إعجازها :
- جملة الاستفهام : البيت الأول و لثاني
- جواب الشرط : البيت الرابع
- الجملة الخبرية : البيتان الثامن و السادس عشر
- العطف : البيت السابع و الثامن و الثالث عشر
- علاقة الحال بصاحبها : البيت الحادي عشر
3- حسن الاختيار :
- لا تنال لأرض أدمعهم : لقوة المعنى
- فخصبنا الأرض باكينا : قوة المبالغة
- يا من نغار عليهم من ضمائرنا : كناية عن شدة الحب و الغيرة
4 – الجناس :
- ( نشجى – نأسى ) و ( المصائب – المصابينا )
- ( رَسمٌ – رسم )
- أعطى القصيدة حساً صوتياً رائعاً من ما زاد من قوة الأبيات
5 – المقابلة :
- الأفعال
- اتسمت القصيدة بأسلوب بلاغي رفيع من ما أداء إلى
أ- أدت المقابلة في القصيدة قوة في المعني
ب – غلبت عليها الطابع الموسيقي في جو النص
6 – الصور الشعرية :
- الخيال
- أكثر الشاعر من استخدام الصور الفنية و الأخيلة من تشابيه والاستعارات من ما أعطى
القصيدة جوً حزينا وذلك للخاطبة أشياء خير محسوسة مثل البرق ويزد من المعنى قوةً
7 – النداء :
- استخدم شوقي أسلوب النداء في كل مقطع من القصيدة وذلك ليبين استمرارية العاطفة لدية
في كل مرحلة فهو يتنقل من الحزن إلى حزن أخر ليدلل على إن العاطفة لدية تربط بالقصيدة
8 – التعريف والتنكير :
- نكر الشاعر اليد لتحضر والاستهجان لدلالة على كثرة الأيدي الطاغية والظالمة
- الأسماء المعرفة بال أكثر ورودا
- بدا الشاعر بذكر الأندلس وذلك ليربط بين القطرين إنهما يشكلان شيء ، فالأندلس كانت دولة إسلامية
ومصر بلاد الشاعر فهو يحن إليهم ويحمل همومه و آلامه
9 – الأفعال :
- الفعل المضارع ، لأنه يريد إن يعلمنا بأن العاطفة والحزن مستمرة لدية والفعل المضارع هو المناسب الاستمرارية
- يستخدم الفعل الماضي عندما يتحدث عن الماضي و يستخدم الفعل المضارع عندما يتحدث عن أحزانه وآلامه
- وما غلبنا : استخدم هذا الفعل لدلالة على شدة صبره

10 : هي نموذجا من نماذج المعارضات الشعرية حيث عارض شوقي ابن زيدون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : نونية ابن زيدون ونونيّة شوقى 15781612
نونية ابن زيدون ونونيّة شوقى Icon_minitime 2020-09-13, 1:20 pm
عرض كتاب: ابن زيدون


♦ اسم الكتاب: ابن زيدون.

♦ المؤلف: د. شوقي ضيف.

♦ سنة النشر: 1981 م.

♦ دار النشر: دار المعارف- مصر.

♦ الطبعة: الحادية عشرة.

♦ صفحات الكتاب: 126.



مَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ
يَجْرَحُ الدّهْرُ وَيَاسُو
رُبّما أشْرَفَ بِالمَرْ
ء، عَلَى الآمَالِ، يَاسُ
وَلَقَدْ يُنْجِيكَ إغْفَا
لٌ وَيُرْديكَ احْتِرَاسُ
والمحاذيرُ سهامٌ
والمقاديرُ قياسُ
ولكمْ أجدَى قعودٌ
ولكمْ أكدى التماسُ
وَكذَا الدّهْرُ إذَا مَا
عزّ ناسٌ، ذُلّ ناسُ


صوت الأندلس المطرب، وشاعرها بديع الوصف والرصف، واسطة عقد شعراء الأندلس الرطيب، أحمد بن عبد الله بن زيدون الذي يقول عنه ابن بسام في مؤلفه "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" (1/ 336): "أحد من جرَّ الأيام جرًّا، وفات الأنام طرًّا، وصرف السلطان نفعًا وضرًّا، ووسع البيان نظمًا ونثرًا؛ إلى أدب ليس للبحر تدفقه، ولا للبدر تألقه. وشعر ليس للسحر بيانه، وللنجوم الزهر اقترانه. وحظٍ من النثر غريب المباني، شعري الألفاظ والمعاني"...



يعرض لنا د. شوقي ضيف في كتابه "ابن زيدون" جوانب من أدب وعبقرية "ابن زيدون" الشعرية مع ترجمة مختصرة ماتعة تبرز لنا جوانب من شخصية ابن زيدون الاجتماعية، وسيرة حياته، مضطربة الأحداث مضطرمة الإبداع.



وهذا الكتاب يعد من أدب "السير والتراجم" الصادر ضمن سلسلة "نوابغ الفكر العربي" عن دار المعارف، وهي سلسلة تهتم بتقديم صورة حية لأهم الجوانب الفكرية والتاريخية الحياتية للمفكر المترجَم له، وإبراز جوانب من مواطن عبقريته وتفرده بين أبناء عصره، وريادته الفكرية في عهده .. وفي هذه الدراسة يقدم المؤلف ترجمة تاريخية صادقة لسيرة "ابن زيدون"، وعصره، وجوانب من تميز "ابن زيدون" في قصائده شديدة العذوبة والشاعرية؛ يقول د. شوقي ضيف واصفًا ابن زيدون وأثره الأدبي:

"وأكبر الظن أننا لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن ابن زيدون هو أهم شاعر وجداني ظهر في الأندلس، فهو أستاذ هذا الفن هناك، إذ كان أول من اعتصر فؤاده شعرًا عذبًا فيه جوىً وحرقةً وهوىً ولوعة، وتبعه أصحاب الموشحات والأزجال يصوغون على هديه ويحتذون بمثاله"؛ صـ43.



ولعل هذه الشهادة من جانب د. "شوقي ضيف" تبرز لنا ريادة "ابن زيدون" شديدة التميز في ذروة تألق الشعر الأندلسي وتطوره في الفنون البديعية كالموشح والزجل والدوبيت والمواليا التي صارت علامات مميزة تفرد بها الشعر العربي الأندلسي وأثرَّ بعدها في نشأة الشعر الأوروبي الحديث في إسبانيا وفرنسا.



ومؤلف الكتاب د. "شوقي ضيف" هو أديب وعالم لغوي مصري والرئيس الأسبق لمجمع اللغة العربية المصري.



ولد شوقي ضيف في يوم 13 يناير 1910 م بمحافظة دمياط شماليّ مصر. ويُعدُّ علامة من علامات الثقافة العربية، وكان الدكتور "شوقي ضيف" عضوًا في مجمع اللغة العربية في سوريا، وعضو شرفٍ في مجمع الأردن والمجمع العراقي. ونال أكثر من جائزة، منها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1979، وجائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1983. وجائزة مبارك للآداب عام 2003، وكذلك مُنحَ دروعًا من عدة جامعات كالقاهرة والأردن وصنعاء.



وقد ألَّفَ الدكتور شوقي ضيف حوالي خمسين مؤلفًا في مجالات الأدب العربي، وناقش قضاياها بشكل موضوعي، منها:

• سلسلة تاريخ الأدب العربي، وهي من أشهر ما كتب. استغرقت منه ثلاثين عامًا شملت مراحل الأدب العربي منذ خمسة عشر قرنًا من الزمان، من شعر ونثر منذ الجاهلية وحتى عصرنا الحديث، سردها بأسلوب سلس، وبأمانة علمية، وبنظرة موضوعية. وتعتبر هذه السلسلة هي مشروع حياته بحق.



• نشر وحقق كتاب "الرد على النحاة" لابن مضاء، وأخرجه من بين المخطوطات القديمة، ودرسه وأعاد نشره. وهو كتاب ألفه ابن مضاء في النحو، يلغي فيها أمورًا رأى أنها عقَّدت النحو العربي وجعلته صعب الفهم.



• كتاب تجديد النحو.



• كتاب تيسيرات لغوية.



• كتاب الفصحى المعاصرة.



وله مؤلفات في النقد الأدبي، منها:

• من النقد والأدب - مكتبة نهضة مصر بالفجالة - القاهرة.

• ومن بلاغة القرآن - مكتبة نهضة مصر بالفجالة - القاهرة.

• أسس النقد الأدبي عند العرب - مكتبة نهضة مصر بالفجالة - القاهرة.

• شعر الثورة في الميزان - مكتبة نهضة مصر بالفجالة - القاهرة.

• الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية بمصر والشام.



وله عدد من التراجم، منها:

• رفاعة رافع الطهطاوي - لجنة البيان العربي - القاهرة 1950.

• مع الصحفي المكافح أحمد حلمي - مكتبة نهضة مصر - القاهرة 1957.

• صلاح الدين الأيوبي بين شعراء عصره وكتابه - دار القلم - القاهرة.

• حياة البحتري وفنه - مطبعة لجنة البيان العربي - القاهرة 1956.

• ديوان المتنبي في العالم العربي وعند المستشرقين - مكتبة نهضة مصر بالفجالة.



وصف الدراسة:

وضع الكاتب دراسته في أربعة فصول، تناول فيهم سيرة مختصرة لحياة "ابن زيدون" وأثره في عصره، وعرض بعضًا من أدب وقصائد "ابن زيدون" جماليًا، مع تحليل لأثر هذه القصائد وعلاقتها بحياته السياسية، ونظراته النقدية في تميز هذه القصائد ومدى تفردها ومواطن الابتكار فيها، بالإضافة إلى أنه ضمَّن ترجمته مختارات كاملة من بديعيات قصائده، ومقتبسات من أدبه النثري المتمثل في رسائله؛ للإشارة إلى نتاجه الأدبي الرائد في وقته وتأثر كثير من أدباء عصره بأسلوبه الشعري، إلى جانب تأثره بكثير من أدباء المشرق في قصائده وعلى رأسهم البحتري وأبو تمام والمتنبي وغيرهم.. وجاءت عناوين تلك الفصول على النحو التالي:

الفصل الأول: عصر ابن زيدون.

الفصل الثاني: ابن زيدون في عصره.

الفصل الثالث: جوانب ابن زيدون.

الفصل الرابع: منتخبات من آثار ابن زيدون.



تناول الفصل الأول بعنوان: "عصر ابن زيدون" وصفًا للعصر الذي ظهر فيه "ابن زيدون"؛ تمهيدًا لسيرة المترجَم له، حيث تناول الحياة السياسية في القرن الخامس الهجري في بلاد الأندلس – حيث عاش ابن زيدون- والتي شهدت أفول الخلافة الأموية التي فتحت الأندلس، وتولىَ الحكم من بعدهم مجموعة من الملوك الضعاف سُمَّوا بـ"ملوك الطوائف" تقاسموا مدن الأندلس فيما بينهم وكثرت بينهم المشاحة والفتن والاضطرابات، فصارت الأندلس "أندلسات كثيرة ودويلات صغيرة يناهض بعضها بعضًا، كما كانوا يناهضون أعداءهم من المسيحيين في الشمال، وغُلبَ كثير من هذه الدويلات الإسلامية على أمره، فنزل عنه أصحابه لفرناند ملك قشتالة وليون، أو دفعوا الجزية عن يدٍ وهم خاضعون، وتبعَ "فرناند" "ألفونس السادس" فسعر الأندلس بحروبه وأشعلها بجيوشه، فاستغاث "المعتمد بن عباد" زعيم ملوك الطوائف بـ "يوسف بن تاشفين" ملك المرابطين في المغرب، فأغاثه بجيش جرار هزم المسيحيين هزيمة منكرة في موقعة "الزلاقة" المشهورة، ولم يلبث أن ضم الأندلس كلها تحت جناحي دولته، إذ رآها لقمة هينة سائغة، وبذلك قضي على هذا النظام المعروف باسم ملوك الطوائف" صـ6.



بذلك نلمح ملامح من تلك الفوضى السياسية التي انتظمت الأندلس طيلة فترة حياة ابن زيدون، حيث يمكن تفسير سر تقلبات "ابن زيدون" واضطراب نوازعه السياسية التي تماشت مع تلك الفترة الحرجة من تاريخ الأندلس، وقد أدت الفوضى السياسية إلى تنوع وحراك اجتماعي حيث نجد أنه في خلال تلك الفترة لم يكن في العالم العربي إقليم اختلطت به الدماء والأجناس كما اختلطت بالأندلس، يقول شوقي ضيف "وكأن الأندلس بلد المتناقضات، فهي بلد الثورة المستمرة، وهي بلد التقاليد الدينية، ثم هي بلد الترف إلى أوسع ما يكون الترف" صـ9.



وفي ظل ملوك الطوائف تنوعت الحياة الفكرية وازدهرت فنون الأدب وحدثت نهضة علمية وفكرية كبيرة، ربما كان تأثرها ببلاد المشرق، حيث ارتبطت الأندلس في تاريخها الأدبي ببلاد المشرق وحاول أدباؤها محاكاة شعراء وأدباء العراق والشام والجزيرة، غير أنه ما سرعان ما نرى تميز هؤلاء المغاربة عن نظرائهم من المشارقة، وجمعَ كل ملك من ملوك الطوائف حوله أكبر عدد ممكن من الأدباء والشعراء ليباهي بهم وينافس فيهم من حوله من الملوك والسلاطين، وفي هذه البيئة ظهر شاعرنا "ابن زيدون".



تناول الفصل الثاني ترجمة سريعة خاطفة لابن زيدون، وحياته، حيث وُلدَ بقرطبة سنة 394 هـ - في ظل سقوط دولة الأمويين وقيام حكم "أبو الحزم جَهْور" - في بيت من بيوت أعيانها وفقهائها، فأبوه فقيه من سلالة بني مخزوم القرشيين، وجده لأمه القاضي والمفتي الوزير "أبو بكر محمد بن محمد بن إبراهيم"، وقد اهتم أبوه بتربيته وكان له أكبر الأثر في نبوغه المبكر، وقد لزمَ "ابن زيدون" صديق أبيه "أبي العباس بن ذكوان" عالم قرطبة الأول في عصره، وأخذ عنه كثير من العلوم الأساسية في عهده، وقد بان أثر العلوم التي حازها في صغره في كثير من شعره، فقد أبرز د. "شوقي ضيف" مواطن هذا التأثر من أمثلة قوله:

همامٌ أغرُّ رويتُ الفخارَ *** حديثًا إلى سَرْوِهِ مُسنَدا



يبين الحديث المسند عند أهل الحديث والفقه.

ودادي لك نَصٌ *** لم يخالفه قياسُ



يشير إلى ما هو معروف عند علماء الأصول من تقديم نص الكتاب والسنة على القياس العقلي في الأحكام الفقهية.

وقوله:

عَرَضْتَ لشعري ولمْ تتّئبْ *** تُعَارِضُ جَوْهَرَهُ بِالعَرَضْ



حيث يذكر الفساد والجوهر والعرض مما يدل على ثقافته الفلسفية.



ويبدو أن شاعرنا سرعان ما انخرط في السياسة حيث كان في حاشية "جهور" حين تقلد مقاليد الحكم في قرطبة، ولا نعلم هل كان موظفًا كبيرًا أم شاعر بلاط، غير أن ما لدينا من أخبار يهتم بأخبار حبه وهيامه بولادة بنت الخليفة المستكفي الشاعرة الجميلة - بقية بيت الملك - ودلالها عليه، وكتابته الكثير من القصائد في وصفه هذه الفتاة اللعوب والتي خلدت قصائده اسمها في تاريخ الشعر الأندلسي، يقول ابن زيدون في هيامه بها:

لحا اللَّهُ يومًا لستُ فيهِ بمُلْتَق
مُحَيّاكِ من أجلِ النّوَى والتّفَرّقِ
وكيفَ يطيبُ العيشُ دونَ مسرّة ٍ
وأيّ سُرورٍ للكَئيبِ المُؤَرَّقِ؟


وسرعان ما نافسه في حبها وزير خطير هو "أبو عامر بن عبدوس"، وتولع ابن زيدون بولادة التي مالت عنه إلى خصمه، فكتب يتهدده وألف في هجوه والتندر عليه "الرسالة الهزلية"؛ فألَّبَ عليه "ابن عبدوس" السلطانَ فحاكمه وحبسه.



وفي سجنه نراه يبدع العديد من قصائد الاسترجاء والاستعطاف يناشد فيها أبا الحزم "جهورًا" أن يعفو عنه:

ومثليَ قدْ تهفو بهِ نشوة ُ الصِّبَا
وَمثلُكَ قد يعفو، وما لكَ من مثلِ
وإنّي لتنهَاني نهايَ عنِ الّتي
أشادَ بها الواشي، ويعقلُني عقلي


ولم يكتف ابن زيدون بأشعاره وقصائده الطنانة، بل واتبعها برسالة نثرية بديعة تشتهر باسم "الرسالة الجِدِّية" يستعطفه فيها، وذهبت شكاويه سدى فانقلب إلى ابنه "أبي الوليد بن أبي الحزم" يمدحه ويتخذه وسيلة لأبيه للعفو عنه، ولم يجد مناصًا في النهاية سوى الهرب من سجنه والاختفاء لبعض الوقت حتى توسط أصدقاؤه ومنهم "أبو الوليد" في الصلح بينه وبين "جهور" من جديد.



وعندما توفى "جهور" وتولى ابنه "أبو الوليد" الحكم، لزمه "ابن زيدون" ومدحه، "وتفيض أشعاره في أبي الوليد بالإخلاص، وقابل أبو الوليد هذه الأشعار باتخاذه سفيرًا له بينه وبين ملوك الطوائف" صـ25.



غير أن هيام ابن زيدون بحبه القديم "ولادة" لم ينقطع، وظل يدبج قصائده الشهيرة في هواها، ولكن سرعان ما وقعت جفوة بينه وبين "أبي الوليد" على إثر ثورة ومحاولة انقلاب على حكمه، واتهام الملك "ابن زيدون" بالمشاركة فيها؛ فرحل عنه إلى "المعتضد بن عباد" صاحب إشبيلية.



وفي بلاط "بني عباد" التزم الشاعر مدح "المعتضد" حتى توفي سنة 461 هـ، وخلفه ابنه "المعتمد" الأمير الأديب رقيق الحاشية؛ الذي قربه وحفظ وداده وعرف قدره، وعاش "ابن زيدون" حياةً لاهيةً بان أثرها في موشحاته وأشعاره الرقيقة حتى كانت سنة 463 هـ حينما ثارت ثورة العامة على اليهود في إشبيلية فأشار منافسوه على المعتمد أن يرسل "ابن زيدون" لتهدئة الثورة وكانت السن تقدمت به وبه أثر من مرض، فما إن وصل إشبيلية حتى ثقل عليه مرضه وقضى "ابن زيدون" نحبه.



وجاء الفصل الثالث بعنوان "جوانب ابن زيدون" حيث تناول الكاتب آثار ومؤلفات ابن زيدون؛ وعلى رأسها ديوان شعره، وهو ديوان كبير، نشره الأستاذان "كامل كيلاني" و"عبد الرحمن خليفة"، ويبرز د. "شوقي ضيف" أوجه النقص فيه وعدم الترتيب الزمني لقصائده وإغفال أوجه تطور المراحل التاريخية لشعر ابن زيدون، "ومن يرجع إلى ديوانه يستطيع أن يلاحظ في وضوح أن الموضوعات الأساسية التي تتوزع في شعره هي الغزل والمديح ويدخل فيه ضرب من الاستعطاف" صـ31.



وشعر المديح متأخر عن شعر الغزل، حيث أن ما ألفه من مديح كان بعد سجنه وهيامه بولادة، وشعر الحب عند ابن زيدون هو أقدم ضروب الشعر في ديوانه، ومنه قوله:

أنّى أضيّعُ عهدكْ؟
أمْ كيفَ أخلِفُ وعدَكْ
وقدْ رأتْكَ الأماني
رِضى ً، فَلَمْ تَتَعَدّكْ
يا ليتَ ما لكَ عنْدي
منَ الهوى ، ليَ عندَكْ
فَطَالَ لَيْلُكَ بَعْدِي
كطولِ ليْليَ بعدَكْ
سَلْني حَيَاتي أهَبْها
فلسْتُ أملكُ ردّكْ
الدّهْرُ عَبْدِيَ، لَمّا
أصْبَحتُ، في الحبّ، عَبدَكْ


ومنه قوله أيضًا في هيامه بـ"ولادة":

هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ؟
أمْ لشاكيكَ طَبيبُ؟
يا قَرِيبًا، حِينَ يَنْأى
حاضِرًا، حِينَ يَغِيبُ!
كَيْفَ يَسْلُوكَ مُحِبٌّ
زَانَهُ مِنْكَ حَبيبُ!
إنّمَا أنتَ نسيمٌ
تَتَلَقّاهُ القُلُوبُ
قَدْ عَلِمْنَا عِلْمَ ظَنٍّ
هِوَ، لا شَكّ، مُصِيبُ
أنّ سِرّ الحُسْنِ مِمّا
أضمرَتْ تلكَ الجيوبُ


ونلاحظ في قصائد ابن زيدون مدى عذوبة ألفاظه وسلاستها، ومقابلاته البديعية المبتكرة من مثل قوله:

أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،
وَيُظْلِمُ لي النّهارُ وَأنتَ شَمْسي؟
وَأغرِسُ في مَحَبّتِكَ الأماني،
فأجْني الموتَ منْ ثمرَاتِ غرسِي
لَقَدْ جَازَيْتَ غَدْراً عن وَفَائي؛
وَبِعْتَ مَوَدّتي، ظُلْماً، ببَخْسِ
ولوْ أنّ الزّمانَ أطاعَ حكْمِي
فديْتُكَ، مِنْ مكارهِهِ، بنَفسي


أما شعر المدح فأبرزها ما قاله بعد اعتلاء "أبي الوليد" عرش قرطبة بعد أبيه، حيث عينه "أبو الوليد" على أهل الذمة، وهنا نجد أن "ابن زيدون" يلتمس منه وزارةً ويستعطفه في شعره أن ينيله إياها مما حدا بابن جهور أن يلقبه بـ"ذي الوزارتين" وندبه للسفارة بينه وبين ملوك الطوائف، ومنها:

فديتُكَ، إنّي قائلٌ، فمعرِّضٌ
بأوطارِ نفسٍ، منك، لم تقضِها بعدُ
منى ً كالشَّجا دونَ اللّهاة ِ تعرّضتْ
فلمْ يكُ للمَصْدُودِ، من نَفثِها، بُدّ
أمثليَ غفلٌ، خاملُ الذّكرِ ضائعٌ
ضَياعَ الحُسامِ العَضْبِ، أصْدأه الغِمدُ
أنا السّيفُ لا يَنْبو معَ الهَزّ غَرْبُهُ
إذا ما نبا السّيفُ، الذي تطبعُ الهندُ
لَعَمْركَ! ما للمَالِ أسعى ، فإنّما
يَرى المالَ أسنى حظّهِ، الطَّبِعُ الوَغْدُ
ولكنْ لحالٍ، إنْ لبستُ جمالَها
كسوْتُكَ ثوبَ النُّصحِ، أعلامه الحمدُ


أما شاعرية ابن زيدون فقد شهد بها القاصي والداني من معاصريه "فقد تعاقب الكتاب والمؤرخون يثنون على جمال ديباجته ورونق أساليبه، فالجميع مشدوه لروعة نظمه وشدة أسره" صـ37.



وكان الأدباء يسمونه "بحتريَّ المغرب" حيث يشبهونه بالشاعر الكبير "البحتري" رقيق الحاشية جميل الموسيقى في أشعاره.



وقد أشار د. "شوقي ضيف" في دراسته إلى تأثر "ابن زيدون" بكبار الشعراء الذين قرأ لهم أمثال أبي تمام وأبي نواس وابن المعتز والبحتري والمتنبي حيث احتذى أمثلتهم، واقتبس منهم كثير من المعاني، وقد نبه المؤرخ "ابن بسام" لهذه المواطن المشتركة في كثير من أشعاره؛ صـ39.



ويقول "شوقي ضيف" أنه "على كل حال يصور لنا ابن زيدون في شعره هذه الروح العربية العامة التي تتمسك بالماضي والتقاليد الموروثة، وفي الوقت نفسه ينبض شعره بحياة عصره وما كان فيه من حضارة وترف باذخ وإغراق في الحس والخمر واللذة، فاتصاله بالماضي لم يحُل بينه وبين تصوير الحاضر الذي عاش فيه" صـ41.



يقول ابن زيدون في قصيدته الشهيرة التي مطلعها:

أضْحَى التّنائي بَديلًا منْ تَدانِينَا *** وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا



يقول:

حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ
سُودًا، وكانتْ بكُمْ بِيضًا لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
كُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلًا
مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
والكوثرِ العذبِ، زقّومًا وغسلينَا


وهذا الشعر العذب الذي فيه جوى وحرقة صادقة وهوى ولوعة جعل قصائده من الأهمية بمكان "حتى جعل كبار شعراء العربية من همهم أن يعارضوا بعض قصيده، كي يظفروا ببعض أنغامه، فعارضه صفي الدين الحلي والصفدي وأخيرًا شوقي في نونيته الأندلسية على نمط نونيته "أضحى التنائي"" صـ43.



أما أسلوبه في قصائده النثرية فهو جانب أدبي آخر ممتع من شخصية "ابن زيدون" الثرية، فـ"الرسالة الهزلية" التي أجراها على لسان "ولاَّدة" في بيان مثالب "ابن عبدوس" منافسه في حبها، رسالة طريفة من حيث الأسلوب الذي اتبعه فيها، ويرى د. "شوقي ضيف" أن ابن زيدون ساقها على نمط رسالة الجاحظ "التربيع والتدوير" وعلى نفس منهاجها، وتخلط التهكم بضرب الأمثال والأبيات التي تجري مجراها والتي تستمد معينها من باب الهجاء.



أما "رسالته الجدية" التي كتبها في السجن فنلمح فيها جانب من الضعف الإنساني لابن زيدون في استرحامه "أبي الحزم جهور" مع اعتزازه بوطنه قرطبة وإعلانه أنه لا يؤثر عليه وطنًا غيره، "وتمتلئ كسابقتها بذكر الأمثال، تتخلل ذلك عبارات نُزعت من الشعر والنثر القديم، من أجل ذلك كانت هي الأخرى تشبه متنًا من المتون، ولا ينفي ذلك أنها رائعة من الوجهة البلاغية"؛ صـ47.



وتناول الفصل الرابع الأخير نماذجًا ومنتخبات من آثار "ابن زيدون" مع شروح ما غمض من ألفاظها، فذكرَ نماذج من قصائده الشعرية الشهيرة، ومختارات من فرائد أشعاره المتفرقة الخاطفة قصيرة النفس، مع نصِّ الرسالتين الشهيرتين لابن زيدون "الهزلية" و"الجدية" الذي تخلى فيهما عن السجع، وهو أسلوب الرسائل في ذلك الوقت، واستخدم فيهما الأسلوب المرسل في نثره.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نونية ابن زيدون ونونيّة شوقى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» سماء مؤجّلة ,شعر وقصائد شوقى بزيغ,ديوان شوقى بزيغ pdf
» نهج البردة لأحمد شوقى فلاش يوتيوب,ديوان أمير الشعراء أحمد شوقى pdf
» نونية الامام القحطاني بصوت القارئ فارس عباد
» أجمل قصائد أحمد شوقى
» الرمّان قصيدة شوقى بزيغ

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا