#البهاء_حسين@hassanbalamثمة امرأة جميلة
تحبنى
سأنجو إذن من الموت
أنا الذى لقيتُ حتفى قبل ذلك
عدة مرات
ثم عدت من أجل امرأة لا تنام
إلا حين أسند غربتها بقبلة
:
يا حبيبتى ..
القبلة ليست مخدة
والحضن لا يمكن أن يصير لحافاً فى الشتاء
فاتركى يدى
:
قلبك لمّا تعب
لما أصبح قاربًا قديمًا لا يصلح لإنقاذ الغرقى
صار عشاً للعصافير
وصرت صيادًا عجوزا ألملم الأعشاش من الشاطىء
،،
لكننى، فى المساء، حين أشعر أنا والبيت بالوحدة
أحتاج إلى قبلة
لأفهم الـحب حين يتحول إلى ريق فى فم عاشقين
:
ما الذى جعلك تحبين النور
حتى صرت فراشة
تؤدى موتها بإتقان
كل مرة
،،
أنا يا حبيبتى عرفت الحب
جرّبتُ الوقوف على شعر رأسى
والجلوس فى الشمس بكبرياء
أحببت كثيراً
وامتلكت اليد لأقول لكل حبيبة.. أحبك
لكن قلبى هذه المرة، فى العالم الافتراضى
عاد إلى طفولته
ضعى يدك يا أم قلبى
على الشاشة الزرقاء
تحسسى سنواتى الجائعة التى تجرى وراءك وتملأ الماسينجر بالعواء
:
حتى ذاكرتى هى الأخرى كأنها احترقت
فلم يعد فيها سواك
كأننى صنعتُ ذاكرتى بنفسى
:
الذاكرة
أُفّ
إنها وحش مفترس يا حبيبتى
والغربة ليست جرحاً طفيفاً كما تقولين
هى كالنسيان.. شىء يزحف علينا دون أن نراه من نافذة
غرفة شاغرة بداخلنا لا شىء فيها غير الصدى
فتعالى نخرج منها
سيكون حبنا شفافاً كالهواء
لا يمكن لأحد أن يمسحه بمنديل
:
لا بد أن الخيانة جعلتك مثقوبة من كل جهة
كطائر أعمى
فحطى هنا
معى بعض البذور
جعلتُ يدى إناء ماء
وتركتها لك فوق السطوح
حطى
انتظرتك بكل بجسدى، بقلبى كله
وحلفتُه ألا يخونك
:
اسكتى يا حبيبتى
يدى لم تجد من يهنؤها على مهارتها فى إيواء العصافير
فهات يدك تهنؤها
تعالى سنعامل العصافير على أنها القبلات التى كنا نرسلها فى الهواء
السحب على أنها أمهات عجائز بشعر منكوش
كأنها صندوق بريد
نودع فيه دموعنا إلى الله
:
علمينى النور يا صديقتى
لقد وعدت أصابعى بأن تعلميها النور
أن تجعلينى عفوياً كالأفق
وعدتنى بقبلة تستغرق نهارًا كاملاً
لكنك أخلفت الوعد
صرت سحابة بدورك
تخفر التنهدات بالليل وفى النهار تصبح حفرة
:
تتنكرين فى كل الهيئات يا حبيبتى
كأنك تبحثين عن الكمال
أمس سمعتُ قطة تموء تحت شباكى فعرفت أنها أنت
يعبّر حزنك عن نفسه بالخربشة
أعرف فمك
يستدعى كل سنواتك حين يهم بالكلام
أعرف الريشة حين تنفصل عن الجناح وتتبادل الحسرة
مع الطائر
:
يا الله
الدموع التى سالت على خدى
كانت أوضح من خطوط السكة الحديد تحت الضوء
من أسمال الشحاذين فى الشوارع
وكلتا يدىّ كانت ضراعة
:
رب إنى مسّنى الحب
وأنت أعلم بالمحبين
:
يا بصير
رُدّ النور إلى عينيها
لتجرى ورائى ، لترشنى بالماء
طوّل عمرها
أعدها لى وهى ترقص الباليه
وهى تنقّى الأرض من الجاذبية
وهى تحاول أن تكون طيرًا بإذنك
:
يا ما حاولت أن تطيرى
كنت تجهزين كل ما تملكين من هواء
وتفردين ذراعيك فى الشرفة
على الحافة
وتقفين على أهبة الطيران
فى انتظار أن ينتهى العدّ التنازلى لتهبّى
كأنه يكفى أن نكون متيمين بالتحليق لتنبت لنا أجنحة
كأن ملامسة السماء
كأن كشط النجوم يتوقف على الرغبة
وكنت أخاف أن يعطب السقوط حلمك يا حبيبتى
فأدلك ساقيك وأقول لك..
سيدخلك الرقص بطريقته
من الأصابع
أثناء النوم
سوف يتسلل الفضاء إلى روحك وأنا أحكى لك عن سيقان البولشوى
الغضة كأعواد البرسيم
عن أجسادهم وهى ترفرف كأنها ملابس مغسولة
يهدهدها الهواء
:
يا حبيبتى أنا العاشق الذى يسرد بؤسه لشباكك
استرخى على كتفى
تعالى ألمّ شملك برقصة أو رقصتين
تعالى نوصى الهواء أن يحملك، كما يفعل فى الأحلام
إلى حيث تكون السماء والأرض
أنا وأنت
كجفنى عين .