® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2018-06-30, 4:28 am | | ّ#شعر_أحمد_الشهاوى
لا مِزاجَ لتكتبَ ولا لتنامَ فى اللحنِ ولا لتسرِقَ الحرْفَ من أبجديةٍ تائهَة ولا لتضرِبَ الليلَ بأحذيةِ النهار ولا لتسألَ الشَّمسَ أن تأتىَ قبلَ موعدها ولا لتحادثَ الظلَّ فى الحوائط ولا لتطلبَ من بائعِ الورْدِ قرنفلًا أحمرَ؛ لتمنحَ اللِّسانَ وظيفةً أخرى ولا لتسألَ الصائغَ أن يقيسَ حرارَةَ الياقُوت، ليحيا فى أصابعَها
ما عليكَ الآنَ سوى أن تحسِدَ الحبرَ؛ لأنَّهُ يكتبُ وحدهُ دُونَ رغبةٍ منكَ، بعدما غامتْ عينُكَ اليُمْنى باسمِها، ورأتْ فى الصَّفْحَةِ فتحةَ القبرِ أضيقَ مما تصورتَ
ماتَ الهواءُ بسكتةٍ فمن تُحبُّ تخافُ ظُلمةَ الدُّنيا فاسقِها طمأنينةَ الآلهةِ بقبلةٍ
لا مانعَ من أن تهجُرَ الظِلال تتخيلَ أنَّكَ تُكملُ الحياةَ وحدَكَ ولا تلتفتْ إلى فُرشَاةٍ صافحتْ وجهَكَ وارسمْ دائرةً ونمْ فيهَا فرُّبَّما تلمَسُ العَتَمَةَ دُون ذِرَاعٍ تسندُ اليأسَ ولا تخفْ إذا سألك شعْبُ الدَّائرةِ عن الشَّرْحِ، اصمُتْ وقُلْ جُملةً واحدةً: المرْآةُ تكسَّرتْ ساعتها سيخرُجُ من كفيْكَ نَهْرٌ وينمُو على إصبعٍ لكَ جبَلانِ من رِيحٍ وفِضَّة فإمَّا تُغنِّى نشيدَها وإمَّا ستحذفُ النَّارُ ما كُنتَ راكَمْتَ من عُمرٍ ليسَ لكْ.
هل أنتَ أعمَى لتفشلَ فى تقفِّى الأثر؟ لا ليلَ يطردُ نجمةً إلَّا إذا احترقتْ أو ذوَتْ فى الظَّلام فلا تُنْهِكِ الحِبْرَ فى البحثِ ولا تسْألِ النَّهرَ عن مائهِ إنْ سالَ نحْو الشَّواطِئ ولا تكتبْ للخريفِ بأنك ابنٌ لرَعْ أو بأنَّكَ كُنتَ آدم ذاتَ يوم لأنَّ الشتاءَ عدُوكَ فى الغَرَام ولا تنسَ يومًا بأنَّكَ ابنٌ لهُ وأنك دُسْتَ على ذيلهِ فى الظَّلام ومن يومِها راكَم الثأرُ لك وهيَّأ للقلبِ قبرًا ذا فتْحةٍ ضيِّقة
لسْتَ تكتبُ الآنَ شِعرًا ورأسُكَ فى سلَّة المُهمَلات وحبرُكَ لا شغلَ له فاعتبر ما سيأتى تمارين فى رثاءِ الأمْل أو فى رثاءِ أخيك أو من ماتَ فى العائلةِ وقارنْ بين هِجْرَانٍ وهِجْرة ولا تقفلِ البابَ ولا تقِسْ وعدًا بإصبعٍ غادَرَ الكفَّ
نَمْ فى المسافةِ شاعرًا واحشدْ لريحٍ من الشَّجرِ الكثِيفِ إذْ ما يزالُ هُناكَ عِرْقٌ فالتٌ بين زرْقاءِ اليمامةِ حينَ توقظُ فيلَها لتسألَهُ: هل ما تزالُ الأرضُ تبحثُ عن لا شَىءَ فىَّ وهل ما زالَ أحمدُ يعرفُ الفرْقَ بين القوْسِ والنَّاقُوس وهل السَّماءُ تكسَّرَتْ فعلاً أم أنَّه الليلُ سكرَان وخائفْ؟ | |
| |