® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-12-25, 12:45 pm | | قصائد للشاعرة الأمريكية
كيم أدونيزيو
ترجمة: رمزي ناري
ولدت الشاعرة والروائية الأمريكية كيم أدونيزيو في العام 1954، بالعاصمة واشنطن. وهي ابنة الكاتب الرياضي بوب أدي (ت 1982) الذي كان يغطي مباريات البيسبول لحساب الواشنطن بوست والواشنطن تايمس هيرالد. ووالدتها بطلة التنس الأميركية السابقة باولين بتس (ت 2011).
درست في جامعة ولاية سان فرانسيسكو، وحصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير من نفس الجامعة. وتعيش وتعمل حالياً بمدينة أوكلاند الساحلية بولاية كاليفورنيا. نشرت أولى مجموعاتها الشعرية بعنوان (نادي الفلاسفة) العام 1994، سبقتها مجموعة أخرى
بعنوان (ثلاث نساء من الساحل الغربي) العام 1987 بالاشتراك مع الشاعرتين لوري دوسينج و دوريان لوكس. ثم أصدرت مجموعتها الشعرية الثانية (جيمي و ريتا) العام 1997، التي وصفها بعض النقاد بأنها رواية شعرية، وهي عن شاب وشابة من المشردين يقعان ضحية إدمان الكحول والهيرويين، ويسعيان لتأمين معيشتهما عن طريق بعض الجرائم الصغيرة ومنها الدعارة، وتنتهي حياتهما في ملجأ للمشردين. وفي نفس العام نشرت كتابها (رفيق الشاعر: الدليل إلى المتعة في كتابة الشعر)، بالاشتراك مع دوريان لوكس، الذي يركز على مهارات وأساليب كتابة الشعر.
وتوالت إصدارات كيم الشعرية والنثرية حتى تجاوزت العشرة كتب. وبالإضافة لمجموعاتها الشعرية، نشرت أدونيزيو مجموعة من الروايات، صدرت الأولى بعنوان (حسناوات صغيرات) العام 2005، وهي حكاية فتاة مراهقة تعاني من الوسواس القهري، وجدت نفسها حاملاً. وحصلت الرواية على جائزتين كبيرتين إحداهما (جائزة الكتاب الوطني). أما روايتها الثانية (أحلامي التي في الشارع) والتي نشرتها العام 2007، فقد وصفتها قائمة الكتب الأكثر مبيعاً بأنها حكاية من حكايات البلوز عن الإدمان والحظ السيء، ورواد الفنادق الرخيصة والعنف الجنسي. نالت كيم العديد من الجوائز والمنح التقديرية، منها (زمالة المؤسسة الوطنية لمنح الفنون)، و(مؤسسة جوجنهايم)، و(جائزة العربة)، و (ميدالية نادي الشعر لدول الكومنولث).
وفي لقاء لها مع مجموعة (مؤلفون معاصرون)، تحدثت أدونيزيو عن الكتابة، بأنها سحر وتحد مستمران، فضلاً عن أنهما الشكل الوحيد من الأشكال الروحية التي تستطيع ممارستها. وتضيف: «ابتدأت حياتي كشاعرة، وسأبقى أعود للشعر، قراءة وكتابة، لأنه يمنحني إحساساً عميقاً بالتواصل الذي أجده من خلاله. ولدي نصيحة أوجهها للكتاب الطامحين بالنجاح، تعلموا صنعتكم وثابروا عليها».
أنت لا تعرف ما الحب
أنت لا تعرف ما الحب
لكنك تعرف كيف توقظه فيّ
كفتاة ميتة تنتشلها رافعة من النهر. وكيف
تغسل الوحول، والروائح النتنة عن ماضينا.
وكيف تعيده نظيفاً. هذا الحب الذي سيقف من جديد
وامضاً ومذهلاً، كانت تخطو بخطوات مرتعشة.
ومن الآن وكل يوم ستأكل طعاماً قوياً، وسترغب
أن تنطلق بسيارة سريعة، كتلك القريبة من الأرض،
وتنطلق بها نحو مكان تملؤه القذارة في الصحراء
حيث يمكنها أن تحتسي الشراب حتى الغثيان
ثم ترقص عارية سوى من ملابسها الداخلية.
أنت تعرف إلى أين انطلقت، وتعلم أنها ستفيق
يملؤها ألم لا تعرف موضعه، وجيوب خاوية
وعطش شديد. فلنذهب إلى الجحيم
ويداك الدافئتان تنزلقان تحت قميصي
ويغرق لسانك في حلقي
كأنبوب الأوكسجين. غطّني بكيس الموت
الأسود. ودع النادبين يأتون
جولة في منتصف الليل
في الكتاب الذي اقرأه: مطر غزير،
كعب حذاء ينقر الرصيف،
ثمة رجل ينتظر في غرفة مستأجرة
أن يستدرج امرأة نحو سريره.
هي امرأة محطمة،
كعربة مهشمة مكسوة بالحرير
لم يستطع الانتظار ليتلمسها.
ليس من حبكة بدون رغبة،
فكلما أفرط في رغبته كان ذلك أفضل.
رفعت بصري لأبحث عنه، أيضاَ،
لكنها الآن تمطر. وأنا الآن أعود مجدداً
نحو حياتي الهادئة
أشعر كما لو أن أحدهم لا يزال يتفكر
وبشق النفس، أسم أحدهم
يرتديً قميصاً متهدلاً،
يستدرجها بزجاجة من نبيذ بارد.
فقط لو يفيض النهر ويغرق الشوارع
فقط لو تقتلع شجرة نفسها من جذورها
أو سقفاً يتطاير بمدخنته في ريح سوداء.
هكذا هي حياتي: قبل دقيقة واحدة كنت سعيدة،
منهمكة بقراءة كتاب. لكني الآن أحسّ بالبؤس
فقط الأذى يمكن أن يشفيني. لكن الآن
علي أن ألفق قصة
لتأخذني
بعيداً نحو المدينة،
نحو الموسيقى والأضواء المبهجة
ورجال لا يليقون بي، علي أن أكتشف
ماذا أريد
وكيف أعاني لأحظى به.
ماذا تريد النساء؟
أريد فستاناً أحمر اللون
أريده شفيفاً ورخيصاً
أريده ضيقاً جداً، أريد أن ألبسه
إلى أن يقوم أحدهم ويمزقه عني.
أريده بظهر عار وبلا كمين،
فلا يخمن أحد ما يوجد تحته.
أريد أن أسير به عبر شارع (ثرفتي)
وأمام دكاكين الخردوات
حيث تتلألأ المفاتيح المعلقة في نوافذها،
أجتاز مقهى السيد والسيدة وانغ
حيث يباع الدوناتس البائت منذ الأمس
أمر على ملحمة الأخوين أغويرا،
وهما ينقلان على أكتافهما لحوم الخنازير
إلى شاحنتهما الصغيرة،
أريد أن أمشي وانتقي ما أشاء
كما لو كنت المرأة الوحيدة على الأرض
أريده ذلك الفستان الأحمر جداً
أريده لأثبت لك
مخاوفك السيئة عني
لأريك أنني لا أعبأ كثيراً بك
وكل شيء آخر عدا ما أريده أنا.
عندما أجد ذلك الفستان
سأسحبه من فوق علاقته
كما لو كنت أختاره لنفسي جسداً
يحملني عبر هذا العالم
عبر صرخات المخاض، وأيضاً
عبر صرخات الحب
سأرتديه على جسدي كالعظام والجلد،
وبسببه سأستحق لعنات الإله
ذلك الفستان الذي سأدفن به
موسيقى بلوز لدانتي أليغييري
… من دون أمل نعيش فقط على الرغبة (الجحيم – الدائرة الرابعة)
كانت غرفتنا صغيرة جداً، والشراشف مخربشة ودافئة
كانت غرفتنا كالجحيم، كما نظن
احتسينا نصف زجاجة من ويسكي (درامبوي) كنا اشتريناها
عبرنا جسر آرنو جيئة وذهاباً
مشينا طوال النهار، وفي المساء. كنا نهيم كضالين
ندور في دوائر مفرغة، نتجادل ولا نلوي على شيء. وأخيراً
في اليوم التالي الذي غادرنا فيه إلى روما، وجدنا فندقاً
وجدنا فندق الانتركونتيننتال، و كنيسة ملأى بالقبور
واشترينا طعاماً صينياً تناولناه في غرفتنا، لوحدنا
لم تكن سفرة سعيدة، بل كانت رحلة عادية جداً،
لم يكن حباً من الأبدية، أو أي شيء من هذا القبيل،
لكنه كان شيئاً ما وحصل
حزمنا حقائبنا، وأعدنا السيارة المستأجرة
لففنا الهدايا الصغيرة، وانطلقنا نحو المطار وجلسنا في البار
وتحدثنا عن أفلام البورنو، وعن نجوم السينما
يوم السنة الجديدة
يهطل المطر هذا الصباح
على آخر بقايا الثلج
وسيجرفها بعيداً. فأستطيع أن أشّم
رائحة العشب مجدداً، وبقايا أوراق الشجر
تتراكم فوق الوحل،
والقليل من مشاعر الحب التي تركت لنفسي
الاحتفاظ بها، لم تزل غافية
هناك على الساحل الغربي. وهنا في فرجينيا
أجتاز بين الحقول وليس برفقتي
سوى بضع بقرات صغيرات
عريضة الأكتاف، و خجولة
كما لو كنّ الفتيات اللواتي تذكرتهن
من أيام الدراسة الثانوية، اللواتي
لم يكنّ يتحدثن، بل مطأطئات رؤوسهن
نحو الأرض، عاقدات أذرعهن فوق
أثدائهن الناهدات. تلك الفتيات
ربما هنّ الآن في الأربعين، مثلي أنا
يجب عليهن الوقوف في بعض الأوقات
خلف النوافذ ليلاَ، سارحات بأبصارهن
نحو الفناء الخلفي الموحش، حيث يقبع
مقعد الحديقة الصديء، والجدران المنحرفة
لبيوت الناس الآخرين
عليهن أن يجلسن في ظهيرة ما
ويتوسلن بقوة، لمن يقدر
أن يجعلهن الأسعد،
ويتساءلن، كيف ساقتهن
حياتهن عبر كل تلك
المسافات، من دون أن
يجدن أي تفسير لها. لا أعرف
لماذا أنا أتسكع هنا
حاملة معطفي، مكتئبة
وحذائي ينغرز في الوحل، ويخرج منه
مطلقاً صوتاً ناعماً كالصفير
أحب سماعه. لكني لن أبالي
أين هنّ تلك الفتيات الآن
وماذا يفعلن بحياتهن
فبإمكانهن الإبقاء عليها. لا أريد اليوم
أن أقرر أي شيء
فقط أريد أن أمشي
أطول مسافة ممكنة في البرد
وأرفع وجهي نحو المطر
وأباركه _________________ حسن بلم | |
| |