® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2012-11-12, 11:29 am | | ما من يدٍ على وجهي
صبا طاهر
There Is No Hand On My Face By Siba Tahe
إلى العصافير: حلمتُ كثيراً، كثيراً أن يكونَ لي جناحاكِ وأغنياتكِ العظيمة، ولم يحدث أبداً. إليكِ كَلماتِي ابني بها أعشاشَكِ الصغيرةَ للشتاءِ القادم. احضنيها تحت جَناحَيكِ ، واتركيها هناكَ، بعيداً لبكاءِ الغيمِ الحزين .
Music : Bijan Mortazavi | Winters Kiss
شجرة تواعد الظل
Music :Chris Spheeris | Raining Version
1 ما أردتُ أن أكونَ غيرَ بذرةٍ ترميها أمي مع شروقِ الشمسِ لشهوةِ التراب. قد تَفسُدُ, أو يلتَقِطُها طائرٌ مهاجرٌ، وقد تصبحُ شجرةً. هكذا أريدُ أن يكونَ كلامي أيضاً.
2 حلمتُ البارحةَ أنني عصفورةٌ، جناحايَ غيمٌ، منقاري الصغير رغبةٌ مجنونةٌ، ريشي الأزرق يفوحُ برائحةِ العنب، والموسيقى , وحنان الأزهار. صوتي أغنيةٌ عتيقةٌ، قلبي مفتاحٌ أخضرٌ لأبوابِ العتمةِ الساحرة. في ظلامٍ أطيرْ !
3 هل راقبتَ ولو مرةً كيفَ تذبلُ الوردة؟ تنكمشُ بحزنٍ لا حدودَ له؟ هل سمعت شهقاتِ العصفورِ المكتومة الأخيرة قبل أن يُودِّعَ جناحَاهُ الغيم؟ إنه قلبي !
4 أيتها القويةُ، الصلبةُ كَجَبلٍ، الواثقةُ كعاصفة. لن تحبيه أكثرَ منِّي. غريبةٌ أنا، كمطرٍ ناعمٍ، حزينٍ يهطلُ آخرَ المساء، مرتبكاً, وحيداً، و لا يقفُ تحتَ دموعِهِ أحد. لكنكِ - أبداً - لن تحبيه أكثرَ منِّي.
5 أبي وحيدٌ يَحتاجُنِي، سَأزُورُهُ غَدَاً، حُزْنِي رَحَاةُ الرُّوحِ، قَلبِي بُذُورُ حِنطَةٍ وَرَيحان، قَلبِي المطرُ وحِجَارةُ الوادي والبئر، قلبي تُرابٌ لِخُطَاهُ، و قصائدُ لصَوتِهِ، غَداً أزورُ الغائبَ، هُناكَ عندَ سَفحِ الجبلِ، حيثُ يَسهرُ وَحيداً يُفكِّرُ بِنَا. حيثُ تركُوه مَعَ الأمواتِ غَريباً.
6 بماذا كنتَ منشغلاً وأنا في أعالي الجبال السُمرِ أحرقُ روحي، أوزِّعُها على الريحِ الكئيبةِ تحت مطرِ الظلام الموجعِ؟
بماذا كنت منشغلاً ولم تَستلم رسائلي الفَزِعَةَ؟ كتبتُها على رؤوسِ الأشجارِ، على ضَبابِ الغابةِ، و في صدرِ العصفورِ الأسودِ الصغير؛ تركتُ لكَ قلبي محموماً.
7 عندما يمشي الناسُ في أحلامهم، ويستيقظون فجأةً في مكانٍ آخر، أو بكذبةِ السقوطِ المفجعِ من علٍ، فإنَّنِي أحلمُ بي. أكتبُ ما لم أقلهُ أبداً، أسمعُ الكلماتِ بوضوحٍ لكنها تطيُر كبقايا ورقةٍ محترقةٍ إن ارتعشَ جَفنِي.
8 لو كنتَ تعرفُ أن روحي تبكي وأنا نائمةٌ، و أنت تلمسُ وجهي بِحنانٍ كما زهرةٍ تفتحت للتو، آه.. لو كانَ رأسي الطافحُ بالأفكارِ الفاسدةِ يتوسدُ ذراعكَ الآن !
9 لا تقل أنكَ معي، فأنتَ لستَ كذلك. ولا تقل لي لستِ وحدَكِ، لأنني حقاً وحيدة، وكَما تجاوزتُ كلَّ ما مَضى، سأفعلُ ذلكَ الآنَ وحدي.
أغنية: ندهتك خلصني من الليل | فيروز
المسني أيها الألم
Song : Zeava Ben | What Will Be | Buddha Bar
1 هل يرتبكُ قَلبُها؟ ترجفُ كَفُّها؟ عندما تحركُ يديكَ دونَ قصدٍ و أنتَ تقرأُ بصوتكَ البريّ نَدباتِك؟ المرأةُ التي تسهرُ معها طوالَ الليلِ وأنا، وحيدة !
2 إنني حساسةٌ تجاهَ كلِّ ورقةِ شجرٍ تنفصلُ عن أمِّها، تجاهَ بركِ الماءِ الصغيرةِ التي يتركُها المطرُ تذكاراً صغيراً للتراب، تجاهَ الفجرِ الأزرقِ، والغيمة التي يُوترها مِزَاجُ الرِّيح.
3 أمامي الأرضُ كُلُّها ولا أستطيع أن أمشي أكثرَ من عشرِ خُطُواتٍ، أمامَ روحي؛ السماءُ زرقاءُ جداً ولا تستطيعُ أن تغادرَ هذا الجسدَ لدقائقَ، تلمسُ الغيمَ وتعود !
أمامي الليلُ، كلُّ الليلِ، ولا أستطيعُ عندَ النجماتِ البعيدةِ؛ أن أبني لي بيتاً صغيراً ووحيداً .
الريحُ تَمرُّ بي، لا أستطيعُ أن أقولَ لها هاتِ يديكِ نتمشى قليلا ً في أماكنَ مجهولة، لا يعرفُنا فيها أحد. العصافيرُ في أعشاشها الصغيرة، لا تستطيعُ أن تقولَ لي استعيري مِنِّي جناحيَّ، و هناكَ في أعلى الجبلِ مقبرةٌ مفتوحةٌ، ولا أستطيعُ أن أطلبَ من أحدِ الموتى: أعطني مكانكَ هذه الليلة !
4 وها أنا، امرأةٌ وحيدةٌ تتكئُ على جدارِ الفجرِ، تُنصتِ لحكاياتِ الريحِ، مواءَ القططِ في الحديقةِ الخلفيةِ، وشعورٌ يمزجني بهذا الطائرِ الغريبِ الوحيدِ الواقفِ على الشجرةِ المقابلةِ ينظرُ لي بصمت !
5 مَنْ رأى فَتاةً نَحيلةً، كَساقِ زَهرةِ بَنَفسجَ، لَونُها يَميلُ إلى البُرُونزِي، شَعرُهَا القصيرُ لَهُ لونُ العسلِ، تتحدثُ وكأنَّها تُوَدِّعُك، تبتسِمُ وكَأنَّها ذائبةٌ في ضَبَابٍ، وكُلُّ العالمِ مِنْ حَولِها يتحرَّكُ تجاهكَ ويَترُكُها. تَبدُو دَائماً وكَأنَّها تَمُدُّ يَدَهَا إلى الخيالِ، من رآها؛ فلينَادِها فَيروزُ، وإذالَمْ تَلتَفِتْ؛ سَألتفتُ أنا بكُلِّ تَأكيد.
6 لأنكَ وحيدٌ، من أجلِ سعادتَك أيَّ شيءٍ سأفعله، لذلكَ تتدلى على طرفِ شَفَتَيَّ أجراسُ ضِحكتي، نديةً، كَزنابِقِ الوادي، لذلكَ أهبُكَ أيامي.
7 جاهزةٌ لبكاءِ القلبِ، لكلمةٍ تكسِرُني فجأةً، جاهزةٌ لوجعِ الحنينِ، ولحزنٍ ساخنٍ يندلقُ بينَ الضلوع، ولفقدِ أصابعي في عَضَّةِ ندمٍ، رُوحي جَاهزَةٌ، وتنتظِرُ الألَمَ الذي سيأخذُهَا إلى العدم.
8 اليوم مَرَّ ببابي، اليوم مرَّ الموتُ بمحاذاتِي تَماماً، نظرَ إليَّ, وذَهبْ. لماذا في كل مرةٍ يُلامسُني، يستنشقُ عطري ويرحل؟
كلُّ ليلةِ ثُلاثاء، يخبئني الموتُ تحتَ جَناحَيه، يعبرُ بي على جسرٍ من رائحةِ الأحلام، كلُّ مرةٍ يُقبلُنِي، ويرحل !
9 أكتبُ إليكَ، لأنكَ تتكلمُ فأسمعُ صوتَ قلبي، تُغني فتطلُّ عليَ قصائدُ أمِّي، أغنياتُ القريةِ ، رقصُ النساءِ، المناديل الملونة ، و رنينُ الذهب. تحركُ يديكَ فتهتزُّ أغصانُ اللوزِ، و يطيرُ عصفورٌ. أكتبُ لكَ لأني أحزنُ، فتبكي على كَتفِكَ أغنيةٌ كُرديةٌ .
Song : Bilind Ibrahim | Were Peri
لايزال ُ الليلُ ليلاً أقل من اللازم
كافكا
Song : Sezen Aksu | Vazgeçtim
1 في العتمةِ دع أرواحنا تتحدثُ قليلاً، بين الظلامِ والأرضِ، بين المطرِ والغيمِ، بين الريحِ والشجرِ، ولكن ليس في الضوء، النورُ، حيثُ تَفسُدُ الحياة !
2 الكلماتْ. الكلماتْ. قصائدكَ هيَ أنت ! ماذا سأفعلُ بالكلمات؟ إذا كنتُ أنادي العالمَ من خلفِ الجدرانِ ولا يَسمعُنِي؟
3 هل رأيتَ غزالةً عمياءَ مرت بجانبِ النبعِ الليلةَ؟ إنها أنا. كنتُ أعرفُ أينَ الماءُ، لكنْ لم أعطش بعدُ.
4 ستموتُ أمي، عيناها الرماديتانِ غائمةٌ، قاتمةٌ أكثر، السماءُ فيها, مثقلةٌ و لا تُمطرُ، قَلبُها صارَ ضعيفاً، وعندما تَضمُّني, شيء غامضٌ ودافئٌ ينتقلُ من صَدرِها إلى صَدري.
5 أبدو وكأنَّنِي بنيتُ حَياتِي على مقبَرة.
6 لَكم جَميعاً، قلتُ وَداعاً يا أصدقاء، من أجلِ الكآبةِ التي لا تُحتَمل، من أجل الحفرة التي وقعتُ فيها، والليلِ الذي ابتلعني دون أن يشعرَ أحد.
من أجلِ الروحِ التي جرحَّتها الحياة ؛ التي ترغبُ أن تَضُمَّها العَتمةُ إليها، قلتُ لكم وَدَاعَاً، لأنَّ الحياةَ تدفعُني حتماً، تجاه لجنون.
7 اجتماعُنا العَائلي، مجردَ حفلٍ تنكري، وأنا ليسَ لديَّ قناع.
8 يمكنكَ أن تُصلحَ الطاولةَ المكسورةَ، ومِقبضَ البابِ الصدئ، أن تشتري منفضةَ سجائرَ زرقاءَ جديدة، يمكنُ أن تُصلحَ إطارَ اللوحةِ الخشبي التي أحبها، لكن ليسَ هذا القلب المتناثر كالزجاجِ المطحون.
9 لأنني وردةٌ، فإنني أنتظرُ أبداً؛ القطفَ أو الذبول.
Song: Mohammed Haddad | A Bahraini Tale
الأشجار وأنا .. كلانا تأخذه الريح عبدالله ثابت
Song : Julio Eglesias | Je n'ai pas changé
1 لم أعد أصلحُ لشيءٍ، ولا أنْ أكونَ علامةً لكتابك.
2 تَأخر أيُّها الفجرُ، في هذا الليلِ لا يَتَنبَّأ أحدٌ بما أفعَلُه. مَنْ يَرى سَيلَ الدُّموعِ يُغرقُ العَالَم
3 أنتَ رجلٌ بقلبِ أنثى، وأنا قلبي صغيرٌ كقلبِ عصفورٍ, يذوبُ كفصِّ ملحٍ معَ أولِ دمعةٍ.
4 نحنُ مثلَ الماءِ في كأسِ الخزفِ، لا يَرانا أحدٌ, لا يَشعرُ بِنا حتى نندلقَ صُدفَةً.
5 كل ما تَمنيتُه تلكَ الليلة، أن أمشي بجانبِكَ في الشارع, تضم يدي بحنانٍ و بساطةٍ، وأن تكونَ لنا صورٌ كثيرةٌ دافئة. تلفني فيها كَما يَلُفُّ الضوءُ زهرةً. كُلُّ ما تَمنيتُهُ، أن يشيرَ إلينا الناسُ ونحنُ معاً.
6 لا تحاولْ منعِي منَ السقوطِ، خَوفُكَ يضاعفُ رَغبتِي في الهاوية.
7 يدي باردةٌ، وهذا يُحزنني. يبدو غريباً أن أحزنَ لسببٍ كهذا، لكني أحزنُ لأشياءَ صغيرةٍ، وتبدو بلا مَعنى أحياناً، صوتُ الثلجِ في كأسك، حباتُ الزيتونِ الأسودِ التي ستسقطُ في أي لحظة! ظِل أصابعكَ الطويلة، رغبتي أن تقبلَ بطنَ كَفِّي! يُحزنني أني لا أشمُّ رائحةَ المكانِ الذي تكتبُ لي مِنه. أني لا أقبِّلُ صوتكَ عندما تُنادِيني، ولا أن تفتحَ شُباكَك، فيُحسُّني الهواءُ في شارعِ بيتكم.
8 لمرةٍ واحدةٍ فقط من بعيد، لو أنني أراها، المرأةَ التي تُودعها كلَّ ليلةٍ، تأخذُ بيدها إلى الباب، تُقبلُها، تتمنى لها أحلاماً سعيدة ، تذهبُ بعيداً. يا للوَجَع ! أسمعُ ضِحكَتَها في صَوتِك، قَلبُها يَلمَعُ كقطعةِ ذهبٍ في عَينيك !
9 حزينةٌ هذا المساء، كموسيقى متُعبةٍ تَنبعثُ من غُرفةٍ أخرى، وبعيدةٌ مثلَها تماماً.
Song : Chyi Yu | Donde Voy
أنا الظلُ الهائلُ لدموعي لوركا
Song : Shahram Mohajer | Ba Man Bemooni
1 لا أعرفُ بالضبطِ ما الذي فقدتُه؟ لكنَّني طوالَ حَياتِي لا أكفُّ البحثَ عنه بهلع.
2 يخيفني هدوئي هذا، غريبٌ تَصالحي مع كلِّ الكائنات هذه اللحظة ! ليسَ سعادةً ما أحسه، ولا حزناً، ليسَ أملاً ولا خوفاً من الآتي، ليسَ رغبة في الموتِ ولا حباً للحياة، قلبي لا يرتجف، لا يهرب، إنه يتحولُ إلى سنابل، حقولَ سنابلَ تلمسُها بحنانٍ يدُ الريح.
3 أسمعُ أصواتاً ضعيفةً، أصواتاً حزينةً تناديني: أمي ! تأتي من أقصى أحشائي. أتحسَّسُ بَطني المسطَّحة برعبٍ و حنانٍ، أودُّ لو يفهمونَ أنني أفعلُ ذلكَ لأجلِهم، لو أتوا حقاً للحياةِ لأحبوني ولعنوني. أودُّ أن أخبرهم أنَّهُ ما كانَ باختياري أنني هنا. كيفَ أتيتُ أغنيةَ ليلٍ حَزين؟ أمي وحدَها تعرفُ ذلك.
4 خائفةٌ.. خائفةٌ من لا شَيء. لا أتذكر منذ متى والخوفُ بداخلي أردمهُ بكذبةِ الشجاعة؟ منذ متى وهو يختبئُ تحتَ كلماتي وفي ضحكتي. بين كتبي، وفي ملابسي، ورائحة عطري. منذ متى والخوف ينام بجانبي يصحو معي, خطواتُنا واحدة، يلازمني كالدمِ, كالهواءِ، منذ متى وأنا خائفةٌ حتى من الكلامِ؟ كل ُّكلمةٍ تمرُّ من تحتِ أصابِعي خيطٌ في حبلِ مِشنقَتِي، أريدُ أن أحيا؛ لكني جبانة !
5 كُنا ثلاثة : أمي النورُ، أبي البابُ الكبيرُ، أنا النافذةُ المخفيةُ، أُخوتِي السورُ العالي.
اليوم، سرقت يد الغيبِ , المفاتيح، الظلامُ لا ينحسرُ عن الليل، الهواءُ الذي يعبرُ النافذةَ الآن، يعرفُ لسعةَ الكهرباءِ أعلى السور. أرسلُ معه بكاءَ رُوحي للعصافيرِ الميتةِ هناك.
6 أيها الغريبُ خلفَ الشباكِ الحزين، أعرفُ ماذا يَعني أن تقفَ مُرتبكاً أمامَ قلبٍ يَحترق. أيها الغريبُ، اسمع مَعي أغنياِتي، خُذ عَنِّي هذه التنهيدةَ، خُذ عن صدريَ المفجوعِ، الساكتِ قليلاً من الجمرِ؛ إنِّي غلطةُ هذا الليل.
7 لماذا تهتمُ الوردةُ باليدِ التي ستقطفها إذا كانتْ في كلِّ الأحوالِ ستموت؟
8 أعرفُ أني أضعُ قدمي دوماً في الطريقِ الخطأ، في الطريقِ الصعب، وأفتحُ النوافذَ لصوتِ الظلام , والمطرِ الغريب، أعرفُ أن عَيني تحولت إلى بركتين حزينتين تشربُ منها عصافيرُ الوحدة الظمآنة، وأنني خُلقتُ لأظلَّ هكذا، شجرةً وَحيدةً، تسقطُ أوراقُها كثيراً، ولا تَتعَبْ. خُلقتُ لأظلَّ السماءَ التي تستمعُ كُلَّ ليلةٍ إلى دعواتِ المعذَّبين، وتُجيبُهم بالبكاء. جبلٌ منعزلٌ يتألمُ من كثرةِ السيرِ عليهِ، ويصمتُ. لا يأبَهُ لثقلِ خَطواتِهم، يعرفُ من جاءَ، ومن ذهب؛ لكن أحداً لم يُخمن الطريقَ إلى كهوفِهِ يَوماً. أعرفُ أني سأظلُّ الحبَّ الذي يأتي مُبكراً، متأخراً قد ينتبه له أحد. سأظلُّ سِرَّ الزهرةِ، اضطرابَ الغيمِ قبلَ المطر. أعرفُ أني لن أتغَير. كُلُّ ما أملكُ أن أتفيأَ بظلِّ الكلامِ، و أني سأظلُّ أتبعُ شياطينَ قلبي الصغيرة ، حتى النهاية .
9 أخرجُ إلى الليلِ، إلى الهواءِ وأطمئِنُهُ، أخرجُ إلى أشجاركِ التي زرعتِها، إلى حوضِ الماءِ الذي وضعتِهِ للعصافِير، للحجارةِ التي كنتِ تجلسينَ عليها، للترابِ الذي تعوَّدَ على قَدميكِ، أحكي لَهم عَنكِ، وأنكِ مع الفجرِ تعودين، تُشرقينَ مع الشمسِ، يصدقونَ يا أمي، مثلكِ تَماماً يُصدِّقون. وحدَها الشجرةُ الكبيرةُ، التي تصلُ السماءَ بكِ؛ وحدَها تشدُّ على يَدي، وَتبكِي !
Music : Omar Bashir | To My Mother
الحبُ موتٌ صغير ابن عربي
Music : Faribor zLachini | Dance of leaves
1 العشبُ الندّي الذي ينمو عند بابكَ كلَّ مساءٍ، يشربُ من ضوءِ القَمر، العشبُ الأخضرُ الصغير، الذي تتمشى عليه كُلَّ صباحٍ، يتألمُ، يَموتُ، وفي الليلِ الباردِ، العشبُ النديُّ الصغيرُ الأخضرُ ، ينمو مرة أخرى عِندَ بَابِك، كقلبي الساذج يعودُ إليكَ دوماً.
2 إنه حزينٌ كالليلِ، وله غمازتان، عيناه ساحرتان، و يُغني الأغنياتِ التي أحبُّها، إنَّهُ حَساسٌ، وقلبُه دَافِئٌ, عندما يَحضُنني، أودُ أن أقولَ له لا تَتَوقف، أرجُوك. لديَّ وقتٌ طويلٌ ضائعٌ ليسَ لأحد، لديَّ ليالي و نهاراتٍ فائضةً عن الحاجةِ، سأنامُ في غمازةٍ، وأصحو في الأخرى. ضُمَّني , ضُمَّني بحنان.
3 يُؤذيني، ويَجعلُنِي تَعيسَةً, محروقةَ الروح، أني أسيرُ دَوماً بمحاذاةِ الموتِ لكنه يَتجاهلُني كَما لو أنَّهُ ينتقمُ مِنِّي، إنه يَرانِي , برجاءٍ و عَتبٍ أمدُّ له يَدِي، يأخذُ الذينَ أحبُّهم, و يبتَسِمُ لي.
4 ما يُبكيني هذه الليلة، أنكَ تَرى عينَيَّ تَضحَكُ، ولا تراهما تفيضانِ بكلِّ هذا العذاب. أنكَ تسمعُ غِنائِي، ولا تَشعُرُ أنَّ قَلبي طافحٌ بالألمِ، أني وحيدةٌ، حتى وأنتَ تمسكُ بيدي.
مَا يُبكِيني هذه الليلة، أنكَ تأخُذنِي نحوَ رَغباتِكَ، ولا تُفكِّرُ أنَّ كُلَّ ما أرغبُ بشدةٍ فيه هذه اللحظة، أن تَضُمَّني بِحنانٍ، أن تُبلِّلَ دُموعِي صَدرَكَ قَليلاً، فقط قَليلاً.
5 إذا أنا سَقطتُ، يمكنكَ أن تعودَ وتمدَّ لي يَديك، لكنني سأكونُ قد تغيرتُ كثيراً في تلك اللحظة.
6 أفكرُ بأمِّي، سدرةً خضراءَ تذبلُ لفقدِ والدي. بحراً تَنشَفُ زُرقَتُهُ. ستخبئُ جُرحَها في الصلاةِ والليلِ، ومن أجلِ فَقيدِها ستغدُو قِلادةً في عُنقِ الريحِ، و أنا أسقيها كلَّ يومٍ من غيمِ رُوحي حتى تعودَ نديةً كما كانت، لن أدعَ الحزنَ يسرقُ عينيها، لكنني انتبهتُ الآنَ أني امرأةٌ ضعيفة، أن قلبي ريشةٌ سوداءَ في سماءِ الحزنِ، هشةٌ أنا، وأحترقُ، أنكمشُ مَعها، مثلَ الشجرةِ وظلها.
7 كَمَا لو أنَّ سِكيناً تَطعنُنِي الآنَ، ما يحدثُ أني أنهارُ، كأنكَ رحلتَ قَبلَ ساعةٍ، أجهشُ بالبكاءِ الحزينِ دونَ توقفٍ، كما لو أنَّكَ ستسمَعُنِي، كما لو أنكَ إذا شممتَ رائحةَ دُمُوعِي، سَتعودْ !
8 لم يعد يحتملُ قَلبي البقاءَ في هذا المكانِ أكثرَ، وجهكَ الصامتُ يُطلُّ عليَّ من كُلِّ بابٍ، تسابِيحُكَ أواخرَ الليلِ تَطرُقُ بابَ اللهِ، و صوتُكَ يُنادِيني دَوماً لصلاةِ الفجر.
9 يجبُ أن أعتادَ هذا الطعمَ المرَّ، إنهُ طعمُ الأيامِ في غِيابِك.
Song : Lara Fabian | Je suis Malade
ورقة حنة
جسدي أخضرٌ، كورقةِ حناء، خارجُها نَضرٌ، وداخِلُها منقوعٌ بالدم. “ شعر صيني “
Music : Omer Faruk Tekbilek | I love you
1 هل تريدُ أن تعرفَ إن كنتُ أكذب؟! يجبُ أن تحبَ لونَ عينيَّ، وشكلَ أهدابي. أن تكونَ قد عَلَّقتَ صوتي على بابِ قلبك. أن تُقبِّلَ فمي، وتعرفَ كلَّ رعشةِ رغبةٍ لكَ فيه ! عندما أكذبُ؛ يتغيرُ لونُ عيني، وصوتي يرتعشُ بخفةٍ لا يُلاحظُها أحد، وفمي يميلُ قليلاً وكأنه يرغبُ بالبكاء، هل تريدُ أن تعرفَ إن كنتُ أكذب ؟! إذاً أحبني، أحبَّني كثيراً.
2 ما يُعذبني، ما يَجعلني ذَابلةً، وحُزني شَديد, مكسورةَ القلبِ، أني اشتقتُ إليك. أضعُ خاتمكَ تحتَ وسادتي، وأشهقُ حتى أنام. ولا تأتي في الحلمِ، أبي تعالَ، ليس من أجلي، بل من أجلِ خاتَمكَ ، تعال.
3 خَاتمكَ المقدسُ، أصبحَ مثلي بعدَكَ شيءٌ ضئيلٌ, غريبٌ ولا يَفهمُ ما الذي يحدثُ. لم أعد زهرةً بريةً، ولا عُصفورةً، كما لو أنِّي أتحولُ إلى ظلالِ الأشياء.
4 هات يدَك، سأعلِّمُكَ كيفَ تَحلُمُ، وتعلم وحيداً كيف تتحول إلى خُرافة هاتِ قلبكَ قليلاً، أحكي له عن اللوعةِ، والرحيلِ، والبكاءِ على أكتافٍ مبتورةٍ. هاتِ روحَكَ قليلاً، منديلاً لأجفانٍ تقرَّحتْ تحتَ دمعِ الليل.
5 جون سيلفر (John Silver) بينما يكتبُ لي رسائلَ الحبِّ، ابنُ جارنا الطيبِ محمد، وتنشغلُ البناتُ بالسهرِ على الشبابيكِ من أجلِ فتيان الحي العائدين من نزواتِ الليل، كنت أعشقُ قرصاناً ذا ساقٍ خشبيةٍ، أتخيلُ ضِحكتَهُ القاسيةَ, أتخيلُ قصصاً غَامضةً و مرعبةً عن حياته، و عيناه المحتالتان, كانتا طريقَتِي في الأحلام.
6 من الذي سيتصلُ بيَ الآن، يقولُ لي لستِ وحيدةً، أنتِ معي؟ لا تُفكرْ كثيراً، لستَ أنت !
من سيطرقُ بابي الآن، يضمُّني ويقولُ: في قلبي سَمعتُ بُكاءَ دُموعِكِ ؟! لا تفكر كثيراً، لستَ أنت، والله لستَ أنت !
تحتَ المطرِ المجنون، من بِجانبي يَجلسُ آخرَ الليلِ، يُخبرُنِي أنَّهُ مِن مَشابِكِ شَعري، يَصنعُ عَلامَاتٍ لكُتبه ؟! مَن عَلى شُّباكِ غُرفَتِي يتركُ فُتاتَ الخبزِ لعصافيرِ الصباحِ، ويَمضي, بعيداً للغيبِ يَمضي، يالخيباتِي الكثيرةَ، لستَ أنتَ !
7 لَم أولَدْ سيئةَ الذاكرة، لكنَّنِي جَعلتُها كذلك.
8 الليلُ هادئٌ، الأشجارُ تتحدثُ بمودةٍ، ستمطرُ بعدَ قليلٍ، كلُّ شئٍ كما كان. أمِّي تُصلي. أنا بالخارجِ أتأملُ المشهد. لا يكتملُ العالمُ الصغير. لن أسمعَ بعدَ قليلٍ خَطواتِ أبي عائداً إلى البيت.
9 عندما رأيتُ ضحكتكَ لأولِ مرةٍ فكرتُ، أنه لا معنى للانتحار، من كان يدري ! أن غمازةً واحدةً، كافيةٌ لإنقاذِ حَياتِي؟
أغنية: ماجدة الرومي | عيناك ليال صيفيه
أنا ضبابٌ أغمر الأشياء ولا أتحد معها جبران
Music : Le trio joubran | Hawas
1 لا أعرفُ أيَّ الجرائمِ ارتكبتُ، لتكونَ العُبوديةُ عِقاباً لي، ولا أيَّ الكلماتِ الخاطئةَ قلتُ، ليكونَ الصمتُ عَذابي. في أيِّ طريقٍ مشيتُ، ليكونَ السجنُ حَياتي ؟! من يدري أيَّ نارٍ كنتُ لأنطفئَ هكذا , شاحبةً كرمادٍ، وخائفةً مثلها أيضاً ، من الرياحِ التي ستنثرني بلا إرادةٍ، ماذا كانت رُوحي في حياةٍ سابقةٍ لأرثَ كُلَّ هذا الضعفَ والشقاءَ؟ ماذا كنتُ يا الله, قبل أن أهوي إلى الأرضِ كشهابٍ مقهورٍ؟ أيُّ حياةٍ كانت لي، قَبلَ أن أموتَ هنا ؟!
2 أمي تريدُ أن أكونَ مُتدينةً جدَّاً، أبي يريدُ أن أخطِّطَ للمستقبلِ، أخي يريدُ أن أتزوجَ تحتَ سيطرتِهِ، أختي تقولُ: الزواجُ مَقبرةٌ، لا تتزوجي. صديقَتي تُحبُّني، وتخافُ أن يَخطفني منها رجلٌ، أظنُّها تحبُ جَسدِي فقط ! الطبيبُ النفسيُ الذي أزورُه يرغبُ في مُمارسَةِ الجنسِ معي، أستاذتي تقولُ بأنِّي سأكونُ ناجحةً جداً لو تخصصتُ في الأدبِ، والأخرى تَجذبُنِي إلى علمِ النفسِ، زوجي السابق يريدُ أن أعودَ إليه، حبيبي يرغبُ في التهامِ شَفتيَّ طوالَ الليل ! أنا، أنا، أنا، أنا.. ماذا أريد ؟!
3 أريدُ أن أفهم، كيفَ أكونُ حَبيبَتُكَ؛ وأبكي على كَتفِ غَيرِك؟
4 لا أعرفُ كيفَ أحتاجُ أحداً، أحسُّ ذلكَ في قلبي، لكني لا أعرفُ كيفَ أقولُ: هاتِ يدَك َيا صديقي إني أتعذب. هل تسمعُ صوتي يأتيكَ من الجحيم ؟! صَدِّقني ، لا أعرفُ كيفَ أقولُ إني كَئيبةٌ، وتكادُ روحي تموتُ من الألم، و أن ما أحسُّ بهِ ليلٌ يُغطِّي العالم. كُل مَا أعرِفُه ، أني أموتُ ألفَ مرةٍ قبلَ أن أموتَ حقاً .
5 أكتبُ رسالةً أخيرةً، وداعاً، أو اعتذاراً، أو مجردَ ورقةٍ أبدي فيها الاهتمامَ الكاذب. أذهبُ إلى مكانٍ مجهولٍ، لا يهمُ ما الذي يحدثُ بعدي، ولا بِما سيقولُه الناسُ، ولا بغضبِ العائلةِ الكبير، ولا بدعواتِهم عليَّ ولعناتِهم، وسُبَابٍ لن يَنتهي أبداً، سأعيشُ الحياةَ كَمَا حَلُمتُ بِها تَماماً، دونَ أن أخافَ أن يَراني أحدٌ وكأنَّنِي أسرِقُها. كُلُّ مَا خِفتُ من فِعلِهِ لأنَّهُ جَريمةٌ تعاقبُ عليها العاداتُ والتقاليدُ والأعراف؛ سأفعلُهُ ببساطةٍ وكأنَّه ذَهَابٌ إلى النوم. وَ.. أفكرُ, أتخيلُ، أصطدمُ بدمعةِ أمِّي، سَهرِهِا, انكسارِها مِنْ أَجلِي، تُلعثُمِها عندما يَسألُها الناسُ عّنِّي، تتلاشى الفكرةُ في رَعشةِ جفنٍ، وأنامُ بقلبٍ يَحترق.
6 أَتَظاهرُ بالشِّفاء، ضعيفةٌ كقلبِ مريضٍ، و لا أكفُّ عن التظاهرِ بالقوةِ والشراسةِ، يجبُ أن تَعرفَ الآنَ أني ريشةٌ, و أتظاهرُ أني الريح !
7 لا تقلْ لي ياحبيبي: لديكِ أشهى، أجملُ نهدين. هاتِ يديكَ على صدري، هاتِها هُنا. واضغط بقوةٍ على النبضِ المرتَعِبْ. لديَّ أيضاً قلبٌ يعشقُ، و يتألمُ، و يُصلي، لديَّ قلبٌ مُحطَّمٌ، لم يَعُدْ يَعرفُ مَعنى الأَمَل.
8 حينما رَحلَ أبي، أخذَ مَعَه يَدي التي أكتبُ بِها.
9 كِلاهُما يَشدُّني، البحرُ الأزرقُ ، مَوجُهُ الهاربُ، والشريانُ البنفسجيُّ من خلفِ الجلدِ الرقيق، ليسَ لديَّ ما أخسَرُه. وليسَ لديَّ ما يُبقيني هنا !
Music : Igor Krutoi Pechalniy | Angel Sad Angel
فزعة كغزالة عمياء
Song : Michalis Andronikou | Diosimia
1 لستُ أفهمُ مَا يَحدُثُ، لكنني أشعرُ كَما لو أني شجرةُ خريفٍ، أوراقي تجفُ, تَتَساقطُ، تأخذُها الريحُ بعيداً، حيثُ يَدوسُها المارةُ الغُرباءُ، أسمعُ صوتَ قَلبي الصغير تحتَ أقدامِهم، مرةً، بعدَ مرةٍ، بعدَ مرةٍ.
2 لا أريدُ أن أبدو حزينةً إلى هذا الحدِّ، لكنني حزينةٌ. لا أريدُ أن أبدو مكسورةً, مخذولةَ القلبِ، لكنني مكسورةٌ.
3 فقدتُ حاجتي للنومِ، أفعلُ ذلكَ من أجلِ الأحلامِ فَقطْ.
4 أيها العالمُ لستُ غاضبةً منكَ لأنكَ لا تَرانِي، فأنا أيضاً لا أراكَ، لا أسمَعُكَ، لا تَغضَبْ، فأنا لاَ أعرِفُكْ !
5 آخرُ وَرقةٍ، في شجرةِ الخريفِ الصفراءِ أنا، أسقطُ على مهلٍ، على مَهلٍ، مُرتجفةً خائفةً، أهمسُ للريحِ الباردةِ، لن يأتي هذا الشتاءُ أيضاً. لن يَضُمَّنِي حَبيبي !
6 بقلقٍ حارٍ، أفكرُ كثيراً . خَائفةٌ، في اليومِ الذي تتوقفُ فيه عن حُبي.
7 عندما ماتَ أبي، دفنَ معه الرجلَ الذي أحبُّه، ماتوا جميع عُشاقِي !
8 كَمْ من عَصافيرِ الشهوةِ ماتت ياحَبيبي؟
9 عندما تُنادينَ : يُمة ! مِن خَلفِ سَماعة ِالهاتفِ، تنبتُ في كَفِّي وَرقةُ نَعنَاعٍ، أشمُّ رَائحةَ الريحانِ والكادي، القهوةَ السمراءَ وحباتِ الهالِ، تتلونُ يدي بالحنةِ، و يَشِمُ مُنتصَفَ ذِقنِي غصنُ نَخيلٍ أخضرُ. تقولين : أبي، أسمعُ خَشخَشَةَ المفاتيحِ !
Song :غادة غانم | تركوني أهلي
10 أعلمُ أنكِ ماجئتِ إلى الدنيا كَمَا أتينا، وأنكِ كُنتِ زَهرةً في الوادي، قَطَفَتكِ أمُّكِ، خَبَّأتكِ في صَدرِها، وفي اليومِ التالي، مع نورِ رَبي، جئتِ.
11 الليلُ صَوتي، هل سمعت نحيبَ الظلام؟
12 كلُّ هذا الدمار في حياتي أنا صَنَعتُهُ، لَمْ يَتعَبْ معي من أجلِهِ أحدٌ، كُلُّ هَذا أنا فَعلتُه بِي، خلقتُ الألمَ، و أحبَبتُه، سهرتُ عليه, علمتُهُ كيفَ يكونُ مُؤذياً، وطيباً، وحنوناً. أنا وَحدِي, أمسكتُ قَلبي من عُنقِه وقلتُ له: كُن حَزيناً. الحزنُ يَزيدُكَ جَمَالاً، الحزنُ يجعلكَ فاتناً وشَفَّافاً، أنا السكينُ التي طَعنَتنِي منَ الخلفِ, غدرتُ بنفسِي، ثم بكيتُ منْ وَجَعِ الحياة.
13 في الثلاثينَ أنا ، أسقطُ كَثيراً، لا يدَ أنتظرُهَا َتمتدُّ إليَّ، صَوتي مُرّ، حَزينٌُ ، مَجروحٌ، مَهمَا حاولتُ إخفاءَ الحُرُوقِ فيه، بالأغنياتِ، والضَّحكِ،. أبكي كثيراً كغيمةِ شِتَاء، رائحةُ التُّرابِ، الأحضانُ و الموسيقى، أشجارُ الخريفُ تُبكيني، وأنينُ الريحِ البعيدة.
في الثلاثينَ أنا، كائنٌ مولعٌ بتدميرِ ذَاتِهِ، قلقةٌ للغايةِ، رقيقةٌ و وحيدة، لكني أحرقُ كُلَّ ما يقتربُ مِني،. وَحدَها يدُ الظلامِ، لَها الحقُّ أن تَلمسَنِي.
14 الليلُ يلوذُ بي، حتى ساعاتٍ متأخرةٍ يسهرُ مَعي، نستمعُ مَعاً لأغنياتي الحزينة، يَبكي على صَدرِي أحياناً، لأنَّه وَحيدٌ و أسودٌ، ويخافُ منه الأطفالْ.
15 وحدَها اليدُ التي لَم ألمسهَا رَفيقَتِي. الليلُ الذي لم أمشهِ هو ترابُ طَريقي. وحدَهُ الكتابُ الذي لم أقرأهُ يَحكي القصةَ التي أحِبُّ. اللذةَ التي أنشُدُهَا؛ في القُبلَةِ اللَّتي لَم تَجرح فَمِي بَعدُ. الكلامُ القلِقُ, الذي لم أقلهُ هُوَ صَوتي. وحدَها الموسيقى التي تَشقُّ صَدرِي لم يَعزِفها أحدٌ بعد. العشقُ الذي سَيُمرِضُنِي، هو مَا يَنتَظِرُه قَلبي. بينَ كُلِّ الأبوابِ التي طَرقتُها، لم يَعرف بَابُكَ يَدِي. و اللحظةَ التي ترُيدُني، لم تأتِ بَعدُ، لم تأتِ بَعد.
16 أحبُ سورةَ مريم. تقولينَ: القرآنُ كُلُّه حَبيبي. أحبُ الحياةَ على طريقتي، وتحبينَ الحياةَ على طريقةِ الآخرة. وأحبُ الليلَ والسهرَ و المطرَ الخفيف، تحبينَ الصباحَ، و النورَ و مباركةَ الله. أحبُ الأشجارَ، والعصافيرَ، والغيمَ، والعشب، و تحبكِ الأشجارُ والعصافيرُ، يُحبكِ العشبُ والغيمُ. أحبكِ، أحبُ رائحتكِ، صوتكِ، ونظرةَ عينيكِ، ضفيرةَ شَعرِكِ، والحنةَ في قدميكِ. أحبُ أكثر، أكثر ما أحب، أنكِ أمِّي.
17 أنا السكينُ، وأنتِ الوردةُ، كنتُ العاصفةَ و أنتِ الغصنُ الأخضرُ، كنتُ الذنبَ، وأنتِ الجنةُ، كنتُ الطوفانَ، و أنتِ الشجرةُ الواقفةُ أسفلَ التلِّ، آذيتُكِ، جَرحتُك، تَجاهلتُ صَوتَكِ، وكنتِ تَحميني، تحمينَ عَدُوَّتَكِ طوالَ الوقتِ، كنتِ دِرعي، وكنتِ الرماحَ السامة، قولي لي، كيفَ أحميكِ الآنَ؟ كيفَ أكونُ دِرعَكِ؟ كَيف؟!
18 وأنا مُعلقةٌ، بينكِ وبينَ العالم. لكنِّي أنحازُ إلى جَانِبكِ، مشدودةٌ بما لا أعرفُ تجاهَكِ، بما هو أقوى منِّي ومنكِ، ومن أنكِ أمي. وآهٍ لو أختبئُ الليلَ كُلَّهُ تَحتَ ذِراعيكِ، أو أن أكونَ رياحينَكِ وتبدليني مرةً بعدَ مرةٍ، أو أن أكونَ الوريدُ الذي يتألم مِن إبرةِ المغذي. لو أني ماءُ وضوئكِ الذي يَقطِرُ من أطرافِكِ،. أن أكونَ الحنةَ في قَدمَيكِ، وأتلاشى مَعَ كُلِّ خَطوةٍ. أن أكون سورةَ الفجرِ بين شِفَاهِكِ، كَمَا كُنتِ تقرئِينَها البارحةَ، وأنا أحفظُ صوتكِ في ذاكرتي، و أنصتُ كما لم أسمعِ القرآنَ في حياتي. ليتني كنتُ النفسَ القصيرَ بينَ كُلِّ آيةٍ و آية. ليتني " فادخلي جَنتي " مِن فَمِك. ليتني جَنتكِ يمه. ليتني جَنتك.
19 قُل لي تَعَالي، إليكَ تَجيءُ حَبيبَتُكَ، بردانةً، مكسورةً، قلبُها البكَّاءُ ورقةُ شجرٍ حَزينةٍ تُسقِطُها الريحُ على حَافَةِ نَافِذَتِك. قَلبُها الصغيرُ الخائفُ، سيجلسُ بينَ يديكَ يَحكِي لكَ كَم يُوجِعُه أنَّكَ بَعيدٌ، يَحكي لكَ عَنَّا مَعاً، مثلَ يَدٍ، كَالخُطُوطِ المتشابكةِ فيها. قُل لي تَعَالي يا حبيبي، قُل لي.
Song : غادة شبير | انتا حبيبي
20 مكسورةٌ مثلُ غُصنٍ صغير، بين أصابعِ رَجلٍ مَوجوعِ الروحِ مِثلي، أنتظرُ أن يَحكي لي قصةً حَزينةً، تُشغلني عن غَصَّاتِ قَلبي.
21 عندما أتألمُ، عندما أحزنُ، أن يلمسني الآخرونَ، ولو بحنانٍ، يُؤذيني جداً، كلامُهم، نظراتُهم، أياديهم، لا تعني لي أكثرَ من شفرةٍ حادةٍ تمرُّ على قَلبي، صَمتُهم يُواسِيني أكثرَ، تَجاهُلُهم للأمرِ، وكأنَّ شيئاً لم يَحدثْ. أن أعودَ إلى دَاخلي إلى نَفسي، أن أختفي، ولا يسألونَ لماذا؟ هذه هيَ المواساة.
22 لا أعرفُ ما يُخيفُني أكثر، ولا ما يُعذِّبُني أكثر، ذَهابُك للأبد؟ أم مُواجهةُ الحياةِ وَحدي ؟!
23 لن أقولَ لكِ كَلامي هذا. سأكتبه هنا، وكأنه مَطرٌ، وأنتِ تحبينَ المطرَ، والدعاءَ في المطرِ. سأترُكُه هنا، وكأنه أغصانُ شجرةٍ تَميلُ مع الريحِ النَّاعِمةِ، وأنتِ تحبينَ الشجرَ، والأغصانَ، والريحَ الناعمة.
24 أنا كاذبةٌ كبيرة. لم يكن بيدي إلا أن أكذبَ، أن كنتُ أريد أن أجنبكِ الألم. أردتكِ أن تُحبيني دونَ أن تُعانينَ، دون أن تَشعرينَ أنكِ تَرتكبينَ ذَنباً، تسألينَ دائماً، إن كنتُ أكتبُ الشعرَ؟ فأكذبُ. تقولينَ ( كُحلك يسيل) “ كحلُ العاشقة يذوبُ يابنتي “ وأقسمُ لكِ، أكذبُ. تقولينَ أني كنتُ أتحدثُ طوالَ الليلِ، فتصدقينَ أنه صوتُ التلفازِ، أو أنها صَديقَتِي، وأن الوشمَ مُجردَ لونٍ سيمحو نَفسَهُ. أكذبُ يا أمي، ليتكِ ما كنتِ تُصدِّقين.
25 صَوتي لا ينشفُ من البكاء، صوتي صارَ مَاءْ.
26 هذا الذي يظهرُ في دمكِ، ويعجزُ الأطباءُ عن تَحلِيلِهِ، أنا أعرفُهُ، إنه وَجهي، وكفُّ أبي، والغديرُ الذي كَبرتِ عندَه. وصايا أمِّكِ، و رياحينكِ، وبيتِ جَدِّي، يرونَ صلاتكِ آخرَ الليلِ، و رائحةَ الفجرِ، الوادي الذي زرعتيهِ يفيضُ بالماءِ، واللوزِ، والرمانِ، يرونَ كُلَّ نبتةٍ ربيتيها، وكلَّ ظلِّ تينةٍ جَلستِ تَحتَها، وكلَّ دعوةٍ لكِ من الناس. يرونكِ أنتِ شجرةً خلقها الله على تُرابِ الغيمِ .
27 لو كنتَ هنا، و أعرفُ بيتكَ، بيتٌ مجهولٌ، و رجلٌ مجهولٌ. لو كنتَ هنا، لمررتُ ببابكَ، وضعتُ على السلمِ الذي تخطو عليه كلَّ يومٍ تسع ورداتٍ صُفرٍ. لو كنتَ هنا، لارتديتُ فُستانِي الأحمر القصير، - ستحبه كثيراَ - وأتمشَّى أمامَ بيتِكَ، سأنظرُ طويلاً للبلكونةِ الزرقاء، لن تُطلَّ منها, لن يُطلَّ أحد. لكنني سأضعُ ورداتي القليلةَ، بهدوءٍ أغفيها، وردةً، وردةً، وأدعو معَ كُلِّ واحدةٍ أن تفتحَ خَطأً البابَ، ولن تفتحَ !! وفي كُلِّ خطوةٍ، وأنا عَائدةٌ إلى وَحدَتي، سألعَنُكَ كَثيراً، لكن أنتَ رجلٌ مَجهولٌ، وهذا مُجردُ بيتٍ مَجهول.
28 من أنا يا حبيبي مَنْ ؟! فَكِّر دائماً بي، وكأنَّهُ لا يُشبهني الآخرونَ، وكأنني فراشةٌ أغرَاها النورُ الخافتُ البعيد، سَرقها الهوى من صَباحِ الغاباتِ، اشْعُرْ بي، وكأنني دَمعةُ عصفورةٍ، وكأنني نبعٌ في جِبالٍ بَعيدةٍ يبكي في العتمةِ وحيداً. وكأنني أحلامُ زهرة الْهُندباء ، والعشبُ النديُّ. صوتُ الريحِ السجينةِ، غصنٌ حزينٌ مرتبكٌ تقفُ عليهِ الطيورُ المهاجرةُ، تَبكي من الحبِّ، الضوءُ النحيلُ, الوحيدُ, الهاربُ من قلقِ الشبابيكِ القديمةِ، وَكأنني نجمةٌ تَرتَعشُ خلفَ الضَّبَاب. كأنني قلبُ عاشقةٍ انفطرَ من البكاء. النظرةُ المبلولةُ بحرقةِ الوجع، الشاردةُ من ليلةٍ جبليةٍ وحيدةٍ، المطر الصامت, الحزين في منتصف الليل، وكأنني عطرُ الأرضِ المحمومِ بعدَهُ، وكأنني رائحةُ عناقِ أحبابٍ افترقوا طَويلاً، شهوةُ دَمِنَا إلى صوتِ الغيبِ الغامضِ. وكأنني رسائلُ العشاقِ التي تصلُ الحبيبات بعدَ رحيلِهم، وكأنني الصدرُ الذي حملَ وَحشةَ كُلِّ البيوتِ والشوارعِ والوجوهِ التي مرَّ بها. أرجوكَ يا حبيبي: أنا ندبةٌ صغيرةٌ على جبينِ رُوحِكَ، أنا صُدفَتُكَ المقدَّسةُ فلا تُفكِّر بي كالآخرين.
29 لن أتبعَ طريقاً، الطريقُ ستقودُني . اتبع نجماً، اترُك لقدمِيَ الرمل، ولن أسألَ إلى أين، لن أفكِّرَ على أيِّ شَاطئٍ تَرسُو السفينةُ، سأجربُ أن أكونَ الضياعَ، أجرِّبُ أن أكونَ في الأعلى، وانظرْ كَمْ تَبدُو الأمورُ مُختلفةً من هناك، كَم يَبدو كُلُّ شيءٍ غَريباً وبعيداً، كَم أشيائِي الكبيرة، صغيرةٌ وتافهةٌ، كَم سيكونُ العالمُ أكثرَ بَياضَاً، أو أكثرَ عتمةً؟ أجربُ أن أكونَ في الظلامِ، أجربُ أن أكونَ في الحبِّ، أن أكونَ على حافةِ الموتِ، أن أكونَ الجنازةَ، أن أكونَ لذةَ الخمرِ، أن أتحولَ إلى السَّكرةِ، أن أكونَ دخانَ الأشجارِ المحترقةِ، أن أكونَ الوحشَ و الجمالَ، أن أكون حبلَ المشنَقَةِ، و الروحَ، أن أكونَ الوساوسَ والذنوبَ، أن أصبحَ الشكَّ والحيرةَ , وفي المساءِ أنا الإيمانُ . أن أكونَ اللغةَ, أن أكونَ البكماءَ. أن أكونَ حزينةً وغريبةً، يائسةً أفكرُ بالانتحارِ. أن أكونَ السعادةَ. أن أغضبَ, أن أكونَ يدَ الريحِ، أن أكونَ حنونةً كالعصافيرِ, قاسيةً كترابِ القبورِ، أتَعَرَّى، أغنِّي، وأبكي، وأشتمُ العالمَ . أستلقي على صخرةٍ، وأعدُّ النجومَ، كما لو كنتُ لوحدي في هذا الكونِ. سأجربُ أن أكونَ الحياةَ كلَّها. لن أموتَ إلا إذا جاءَ الموتُ إليَّ، لن أموتَ إلا إذا جئتُ أنا بالموتِ إليَّ.
Song عـالبال | سهير شقير
30 لأنني الابنةُ الكارثةُ , المتمردةُ، الغاضبةُ مني دوماً أمي، وإخوتي الأربعة؛ لأنني لا أتلو القرآنَ كُلَّ صباحٍ ! ولا أصلي أواخرَ الليلِ، لا أثرثرُ مثلَ النساءِ, لا أجيدُ أعمالَ المطبخِ، وكيَّ الملابسِ، ولا ألوِّنُ يَدِي وقَدمي بالحنَّاءِ، مخنوقةٌ بينَ أختينِ يعشقنَ اللعبَ بالعرائسِ، فيما أُحَدِّثُ أنا الأشباحَ، و أخترعُ القَصَصَ، أجمعُ الأحجارَ الملونةَ، وأحفرُ الأرضَ عميقاً بحثاً عن سرٍ أو دفن آخر ! أتسلقُ أشجارَ اللوزِ، أحرسُ أعشاشَ العصافيرِ ! وكُلُّ عِقابٍ نالني لأنني لَم أتعلم الكذبَ؛ كان ذكرى جديدةً في البكاءِ المخنوقِ خلفَ الأبوابِ، وتحتَ المخدةِ, وبينَ دموعِ الأمطارِ، ولأنَّني في كُلِّ مرةٍ رفضتُ فيها أن أزَيِّفَ نفسي، كدتُ أُقتَلُ مَرتينِ، من أجلِ الحبِّ, والحريةِ !
31 كيفَ لا يَمنَعُهم أحدٌ؟ كيف يستطيعونَ أن يَفعلوا ذلكَ بكِ؟ أنتِ التي تحضنينَ الناسَ بحبٍ، التي تُحبُّكِ الأشجارُ والعصافيرُ والسماءُ وترابُ الأرضِ، كيف ترين َكلَّ هذا من خلفِ شُباكٍ عالٍ، وباردٍ؟ المطرُ يُلصقُ خَدَّهُ على الزجاجِ، ولا تَصلُه يداكِ. الحَمَامُ يقفُ علي نافذتِكِ، ولا تُطعِمِيهِ، الغيماتُ تَمرُّ، ولا تستطيعُ الدخولَ، كيفَ فعلوا بكِ هذا ؟!
32 عندما عدتُ إلى نَجمَتِي؛ كنتُ مَلهُوفَةً على أغنيةٍ تُصادِقُ حُزني، على كلامٍ مُؤثرٍ أضَمِّدُ بِهِ جُرحِي ليهدَءَ، على لوحةٍ رَسَمَها مَوجوعٌ مِثلي، على صوتٍ غريبٍ, لاَ أعرِفُهُ، عن وجوهٍ أبكي مَعَها بصمتٍ، عن صدرٍ مَهجورٍ في منتصفِ الليلِ أسلِّمُهُ قَلبي وحيداً، يَرتجفُ.
33 قالوا أنَّني المجنُونَةُ، قالوا مَسحورةٌ و بِها مَسٌّ، بين يديَّ قُراءُ القُرآنِ، تَلوا و أيديهم على رأسي، الرقيا، وآياتُ السحرِ والعينِ، شربتُ معَ ماءِ زَمزمَ الآياتِ المكتوبةَ بالزعفَرانِ، وكلَّ يومٍ ينتظرونَ أن ينطقَ على لِسَاني؛ الماردُ الذي يَسكُنُنِي !!
34 بين يديْ العرَّافينَ، قالَ لهم الدخانُ الأحمرُ: أنَّ سِحرَهَا مخلوطٌ بملحِ بَحرٍ، لا مكانَ له على الأرضِ، رُوحُها سَرقتَها الجنُّ، دَفنتَها في تُرابِ الليلِ، أسكنُوهَا بأرواحٍ فاسدة. إنها مائيةَ العقلِ والقلبِ، حيثُمَا يشيرُ الموجُ, تذهبُ أنَاهَا.
35 لو كنتُ مُمثلَةً، سأختارُ أدوارَ الخيانةِ، أمثلُ أنِّي عاشقةٌ، نحيلةٌ كشجرةِ لوزٍ صَبيةٍ، عينايَ نجمتانِ تنديانِ بالدمعِ، شَعرِيَ القصيرُ ليلٌ لم ينتهِ بعدُ، ضِحكَتِي كالمطرِ، وأخونُ حبيبي، هكذا بدونِ سَببٍ، أحبُّهُ كثيراً، وأخونه أكثرَ ! كُلُّ أدواري الجميلة، أنا الخائنةُ فيها، لن أخافَ، وأستغفرَ، لن أندمَ، لن أتوب.
36 لماذا هاتِفُكَ مشغولٌ في هذهِ اللحظة ؟! يجبُ أن تَسمعَ صَوتي الآنَ، لتعرفَ من أنتَ عندي. اسمعني، ستسمعُ صوتَ قَلبِي، ستعرفُ ما تَعنيهِ كَلمةُ: اشتقتُ إليكَ، سأموتُ إن لم أركَ الآن، ستسمعُ صوتَ كلِّ العشاقِ، وملايينَ الأزهارِ التي تفكرُ بالربيع.
37 خدشٌ صغير، هذا الذي تركتَه في قلبي، وذهبتَ لم أشعر لحظتها به، لكن الآنَ ، دمي يُؤلمني ، كما لو أنه يحملُ سُمَّ العالمِ كُلِّه .
38 أعرفُ تَماماً، أنِّي لا أكتبُ لهذا الزمن، كلماتي هذه لعالمٍ لم يَأتِ بَعدُ، رُبما سَيُخلَقُ بَعدَ مائتي عَامٍ، أو أنني حَقاً أكتبُ لعَالمٍ زَائلٍ إنتهى قبلَ آلافِ السنين.
39 آخرَ الليلِ، إذا سمعتَ أنيناً بعيداً، أو صوتَ رياحٍ تَبكي، امرأةً ضائعةً تسألُ عن الطريقِ إلى السماءِ، إذا سمعتَ وَقعَ خَطَواتٍ كَئيبةٍ، أو رأيتَ غيمةً تدخلُ مِنَ البابِ؛ فَلا تَخفْ، إنَّهُ كِتابي.
40 لَيتَنِي كُنتُ شَجرةً.
Song مي نصر | بيني وبينك ياهالليل
For Songs & Music https://www.youtube.com/user/sibataher
الطبعة الأولى 2011 حقوق النشر الورقي والتوزيع © طوى الدمام - المملكة العربية السعودية
الترقيم الدولي ISBN
لوحة الغلاف: Egress By Ragen Mendenhall تصميم الغلاف: عزيزة البلوي تنسيق وخطوط: محمد الشموتي _________________ حسن بلم | |
| |