hassanbalam ® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر :
| | الدبوس فى الأستيكة.السيسى فى الحضانة,ظاهرة غنغايم استايل .مقالات مختارة من العربى الجديد | |
حُسن ظني بعقلك الراجح، وأملي في استفادتك من دروس الماضي، يجعلاني أستبعد أن تكون في الأيام التي أعقبت فضيحة تسريب تسجيلات منسوبة لبعض قادة القوات المسلحة، قد ظننت ولو لوهلة أن أحداً من أولئك القادة سيتعرض للحساب والعقاب، أو أن تكون قد تخيلت استقالة النائب العام الذي نسب إليه اللواء ممدوح شاهين أنه طلب تزوير أوراق حبس سيئ الذكر محمد مرسي، أو أن تكون قد انتظرت صحوة وطنية تدرك ضرورة التوقف عن انتظار الخير والتقدم من عقول مَرَدت على الفساد والتزوير، فأنت تعلم أن نسخة الوطنية الحالية تقتضي التحلي بأخلاق ذلك "المواطن الشريف" الذي قيل له أن زوجته تخونه مع الأسطى عبد الفتاح الكهربائي، فرد بكل إباء وشمم "يا راجل ده لا كهربائي ولا بيفهم في الكهربا".أخطر ما في التسريبات، أنك بعد أن ينتهي ذهولك من مضمونها، ثم تنتهي سخريتك من ذهولك من مضمونها، ثم ينتهي جدالك مع من يغضبون من ذهولك وسخريتك، سيكون عليك بعدها تذكُّر أنك مضطر للعيش المشترك مع من يجمعون في نفس المناقشة بين إنكار التسجيلات والصياح ببجاحة "برضه بنثق في السيسي مهما عمل". ستتغير السلطة الفاشلة القاتلة يوما ما ولو بسلطة أفشل وأشد قتلاً، لكن متى وكيف سيتغير "البشر" الذين كانوا يهللون لبث مكالمات تليفونية خاصة ويسخرون ممن يسأل عن قانونية تلك التسجيلات وعن تأثيرها على المدى البعيد، ثم ها هم يتذكرون فجأة أن هناك اختراعات اسمها الشرف والعيب والقانون، مع أن التسجيلات المنسوبة للقادة دارت في قلب مكاتب مملوكة للشعب، ولم تتضمن مجرد آراء لا تخص إلا أصحابها، بل كانت تتضمن ارتكاباً لجرائم صريحة في حق العدالة، وإذا كان ممكناً الدفع بعدم قانونية استخدام التسجيلات كدليل لمحاكمة المتورطين فيها، فلن يكون ممكناً أبداً دفعها بعيداً عن عقل ووجدان وضمير كل من يخاف على بقاء مصر رهينة لدى هؤلاء الذين فشلوا في كل شيء، إلا القتل.متابعة ردود الأفعال العنيفة من مهاويس السيسي على التسجيلات، تكشف هذه المرة خوفاً شديداً من مواجهة أسئلة كثيرة يجب أن ترعب الجميع أياً كانت توجهاتهم: هل يحكم مصر قادة يُسجِّلون لبعضهم تطبيقا للفكر المملوكي الذي يدرك أهمية "المستمسكات" اللازمة لتأمين أبواب الخروج الآمن؟ أم أن هناك اختراقاً حدث لجهة سيادية قامت بالتسجيل بحكم عملها الذي يقتضي مراقبة دائمة لمكاتب المسؤولين؟ هل هناك تصفية حسابات داخل المطبخ؟ أم انتقام موجه من طرف "مقلوش" أو مقموص؟ ولماذا وصل الارتباك بالنائب العام لدرجة أن يصدر بياناً متعجلاً يعلن فيه التحقيق في التسريبات ويصفها بأنها مفبركة في نفس البيان؟ هل فقدت الدولة العريقة ثباتها الانفعالي في التزوير الذي أخذ منها "راقات"؟ ولماذا لا تستغني عن خدمات الهواة لتستعين بخبرات مخضرمي التزوير صفوت الشريف وزكريا عزمي وحبيب العادلي وكلهم يتمنون رد جمايل السيسي عليهم؟فليهرب من شاء إلى وطنية الشتائم ولغة التخوين، فذلك لن يجيب على المزيد من الأسئلة المفزعة التي تطرحها التسريبات: كيف يمكن لأناس اجتمعت في أيديهم سلطات لم تجتمع من قبل إلا لجمال عبد الناصر بعد تأميم قناة السويس، ومع ذلك يبدو عليهم كل هذا الارتباك والخوف من انفضاح أفعالهم أمام الدول المانحة التي تنتظر منهم باطلاً قانونياً منضبطاً؟ وكيف يتطوع لواء جيش لتزوير ورقة رسمية ثم يقول بتلقائية "ما يؤمرش عليك ظالم"، إلا إذا كانت كل مفاهيمه عن الدين والعدالة مشوشة بشكل مفزع؟ وإذا كان من الممكن أن تبني الدولة سجناً بكل هذه البساطة "فُكّ هنجر وركبه في حتة تانية وحُط قدامه كام عربية أمن مركزي وحراسة"، فلماذا لا تظهر التعقيدات والصعوبات إلا في ما يمكن له أن يجعل حياة الشعب أفضل؟ وهل يمكن أن يصدق عاقل أن هناك عدالة حقيقية في مصر بعد أن استمع إلى عبارات مثل "النائب العام بيقولي أرجوك اضربوا أي تاريخ قديم القضية هتبوظ.. النيابة قالوا لنا معاكوا خمستاشر يوم ستِّفوا اموركم براحتكم.. أي أوامر يعني في التزوير ما تقلقش.. الموضوع ده كان قالقني وبصراحة اتظبط والنائب العام انبسط جداً جداً جداً.. بعينهم ولاد الكلب مش هيشوفوها مش هيشمتوا فينا".عن نفسي، لا أنتظر إجابة على كل هذه الأسئلة، لأنني مشغول أكثر بالإجابة على أخطر سؤال ظهر في تسريب سابق للسيسي، ولا أظنك تختلف معي في كونه السؤال الذي يتوقف عليه مستقبل مصر في السنين القادمة، أقصد طبعا سؤال "مين النتن اللي حط الدبوس في الأستيكة"؟
يسلك عديد من النظم السياسية العربية والدولية مع عبد الفتاح السيسي، باعتباره الزعيم الذي ولد مبتسرا، وبالتالي، لا مناص من وضعه في "حضانة"، أملا في اكتماله وامتلاكه القدرة على الحركة والقابلية للنمو.. وبعد أكثر من ١٨ شهرا مضت على "زرع" هذه الزعامة الاصطناعية في مصر، يكتشف الرعاة والداعمون أن كل ما فعلوه لم يحقق المطلوب، فقد ضخت هذه النظم الكثير، لتوفير البيئة الملائمة لإنجاح عملية إنضاج الزعامة المبتسرة في حضانةٍ، لم يبخل عليها أحد بالمال والسلاح وأطقم الحراسة.
في مقابله مع الإعلامي الأميركي تشارلي روز، بثتها شبكة "بي بي إس" الأميركية، قال العاهل الأردني، عبد الله الثاني، ردا على سؤال حول ما يقوم به نظام السيسي أن "السيسي يسعى إلى إعادة القوة والاستقرار لبلده. والاقتصاد تحد كبير له. ولكن في نفس الوقت، عليه أن يتعامل مع حالة عدم الاستقرار في سيناء، ونحن جميعاً نحاول مساعدته".
وأضاف الملك "ونتبادل معه وجهات النظر أيضاً حول الوضع في سورية والعراق. تخيّل حجم المشاكل التي يتعين عليه التعامل معها، من مواجهة الوضع في ليبيا، وما ينطوي عليه هذا الأمر. لذا، فعلينا جميعا الوقوف مع المصريين ومع السيسي، فهناك الكثير من التحديات التي يواجهها".
وبهذا المعنى، كان عبد الفتاح السيسي مجرد سلة أو وعاء استثماري للحلف الأميريكي للحرب على الإرهاب، غير أن كل يوم يمر يثبت للقائمين على هذا الحلف، والممولين له، أن الوعاء مكسور أو بالحد الأدنى قابل للكسر سريعا، كون الجنرال الذي خلع بزته العسكرية، عقب انقلابه على رئيسه المنتخب، لم يقدم أداء مقنعا كـ "مشروع زعيم سياسي تحت التشطيب"، وفي الوقت ذاته، ظهر أنه ليس ذلك الجنرال العسكري المؤهل لتنفيذ الأجندة الأمنية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة.
لقد كان واضحا منذ البداية أن الانقلاب كان له آباء عديدون إقليميون ودوليون، رصدوا له ميزانيات ضخمة لتعويمه، وكان المتصور لديهم إن شهورا قليلة تكفي لفرض واقع سياسي جديد، ثابت ومستقر، ولا تنس أن الزيارات المكوكية لدبلوماسيين أميركيين وغربيين لمصر والمتطقة في صيف ٢٠١٣، كان المطلوب منها توفير غطاء دولي، تبرر به أجهزة الانقلاب ما قررت أن تنفذه من خطط إجرامية لفض اعتصامات عشرات الآلاف من المصريين الرافضين بالقوة.
والمدهش أن زعيم الجماعة الانقلابية يسلك، هو الآخر، وفقا لسيكولوجية المبتسرين، إذ يكاد يكون مستقرا في يقينه أنه طفل العالم المستحق للرعاية الشاملة، كونه يردد ما يملى عليه من "كتاب الأناشيد" الخاصة بالحرب على الإرهاب .. ومن ثم يريد إسقاط مديونيات، إسكات منابر إعلامية، إبعاد معارضيه وتشريدهم في كل واد، ابتزاز معونات ومساعدات وكأنها حق أصيل، إلى آخر معطيات هذه الحالة التي لا تجدها إلا في مجموعات التسول بعاهات مصطنعة.
وفي الداخل، أيضاً، تجد هذا السلوك الطفولي في دغدغة عواطف الناس، من إخلال تغطيسهم في بيارات الدجل والشعوذة السياسية، ومع ذلك، تدرك القوى السياسية الحية، الآن، أن هذا النظام خطر على مصر.
وأظن أن شركاء ثورة يناير لم يعد بينهم ثمة خلاف على ذلك، حيث ينهض ما يشبه الإجماع بين الثوار عقب عملية "تصنيع "براءة مبارك في ورش دولة الانقلاب على حتمية التصدي لبطش هذا النظام، ويلفت النظر هنا أن الخلافات تدور الآن حول شعارات الهتاف وشارات الغضب، وليس على فكرة استعادة الثورة.
وأحسب أن على كل الأطراف في هذه اللحظة أن تتخفف من حساسية الشعارات والهتافات، مادام الهدف واحدا. -
تجاوزت أغنية المغني الكوري الجنوبي ساي "غنغايم ستايل" قدرة يوتيوب على العدّ. هذا ما تقوله الأخبار. فلم يهيئ موقع الشرائط المصورة، الأكبر في العالم، نفسه لتلقي هذا الطلب الهائل، المباغت، على أغنيةٍ، كان مغنيها يعدّها لجمهور محلي محدود، فإذا بها تتحول إلى ظاهرة عالمية غير مسبوقة. ثلث البشرية شاهد "غنغايم ستايل" التي أداها المغني الكوري المغمور، حتى لحظة بثّ الأغنية على موقع التواصل الاجتماعي هذا، مقلداً حركة امتطاء الحصان، أو رقصة الماكارينا الإسبانية الشهيرة. لا تعد ولا تحصى المرات التي استخدم فيها الناس عنوان الأغنية، للتعبير عن معانٍ شتى، وفي ثقافات مختلفة، بمن فيهم أوباما وكاميرون وبان كي مون (مواطن ساي). هذه لحظة عولمة. منبرها أميركي. مادتها كورية. جمهورها حول العالم. إنها لحظة انتصار، أيضاً، لمواقع التواصل الاجتماعي على وسائل الميديا التقليدية التي ستضطر إلى إعادة نظر، دائمة، بفلسفتها، مادتها، والالتفات إلى مصادر لم تكن "ترقى" إلى مستواها "النوعي"، فنكون، والحال، أمام عملية تأثر وتأثير متبادلين: تحسّن وسائل الاتصال الاجتماعي مادتها، لتكون قابلة للبث في الوسائط التقليدية، و"تنزل" الأخيرة من برجها العاجي، للتعامل مع مادة "غير المحترفين".. وهذه قضية أخرى.سوى تعبيرها عن لحظة "عولمة"، نادرة، ماذا يعني انتشار "غنغايم ستايل"؟يعني أن ثقافة الصورة هي ثقافة عصرنا الراهن. ثقافة الماركات المسجلة. أو التي تتحوَّل إلى ماركات مسجلة، أيقونات طائرة عابرة للحدود والثقافات. بفضل عداد يوتيوب، الذي حطمته أغنية كورية شمالية، متواضعة المحتوى، وأجبرته على إعادة ترتيب نفسه، ليتسع لمواد مصورة، تتجاوز قدرته الحالية على العرض، عرفنا كم مرة شوهدت هذه الأغنية المصورة، أين، في أية ثقافات، الفئات العمرية إلخ.. هذا الاكتساح في المشاهدة، الذي لا سابق له، ولا مثيل، يعني أن الصورة هي التي شوهدت. الحركة. وأخيراً الموسيقى. لو أن الأغنية بثت في الراديو، ولم تكن مصوّرة، هل كانت ستحقق هذا النجاح القياسي في الاستماع؟ لا أظن. صحيح أن الموسيقى لغة عالمية، وقادرة، بحد ذاتها، على الوصول إلى بشر مختلفي الجنسيات واللغات، وهذا ما كانت تقوم به الأسطوانات الموسيقية، حتى مجيء الفيديو كليب الذي قلب المقاييس، وأعطى الصورة الصدارة على الكلمة واللحن والصوت. نحن لا نتذكر صوت المغني الكوري ساي، ولكننا نتذكر حركته، أي صورته، ونقلدها. نحن لا نعرف لغته (نفترض ذلك)، لكننا نتحرك مثله. نحن لا نعرف ماذا تود كلمات أغنيته أن تقول، لكنها تصل إلينا من خلال الحركة – الصورة.هناك دراسة تقول إن ثمانين في المئة من التواصل بين البشر يقوم على لغة الجسد وليس لغة اللسان. فعندما يعجز اللسان عن التعبير، حتى في لغتنا وبين قومنا، نعمد الى لغة الجسد كي نحدد القصد. اليدان، العينان، الكتفان، الرأس. كانت هذه الأعضاء لساننا قبل أن ينطق لساننا. وحتى بعدما نطق ظلت لغة الجسد.. توصل حركة تعني شيئاً. أو تعين اللسان على وضع النقاط على الأحرف.موقع اجتماعي اميركي مثل يوتيوب هو الذي جعل من المغني الكوري الجنوبي ساي ظاهرة عالمية، قبل أن يعرف القائمون عليه أن هذا المغني هو من المعادين للوجود الأميركي في كوريا الجنوبية، ومن الذين تظاهروا ضد الحرب الأميركية على العراق، ودعا في إحدى أغنياته الى معاملة الغزاة بشريعة موسى: العين بالعين والسن بالسن. لكنَّ هذا عندما كان ساي مجرد مغن كوري مغمور أصدر ستة ألبومات غنائية لم تحظ بالشهرة، حتى اهتدائه إلى رقصة الحصان.. فاعتذر بعدها للأميركيين قائلاً: إنه كان ضد سياسة بوش، ولم يكن ضد الأميركيين، وسحبَ أغنيته التي تدعو إلى قتل "اليانكيز".. (أو سُحبت من الموقع). _________________ حسن بلم | |
|