"أسوق الغَمَام" كتابٌ شعريٌّ كتبه الشَّاعر ما بين نوفمبر 2008 ومايو 2009 في تسع مدن وعواصم هي: القاهرة، عمَّان (الأردن)، أبوظبي، اسطنبول، قونية (تركيا)، جرانادا (نيكاراجوا)، جواتيمالا، تونس، سان سلفادور (السلفادور).
ويأتي هذا الديوان "أسوق الغمام" بعد أعمال شعرية ونثريَّةٍ لأحمد الشّهاوي منها: ركعتان للعشق 1988م، الأحاديث (السِّفر الأوَّل) 1991م، كِتَابُ العشق 1992م، الأحاديث (السِّفر الثَّاني) 1994م، أحوال العاشق 1996م، كتاب الموت 1997م، قل هي 2000م، الوصايا في عِشْقِ النساء (الكتاب الأول) 2003م، لسانُ النَّار 2005م، الوصايا في عِشْقِ النساء (الكِتَابُ الثَّاني) 2006م، بَابٌ واحدٌ وَمَنَازِلُ 2009م.
وتقول الكاتبة الروائية نوال مصطفى رئيس تحرير سلسلة "كتاب اليوم" إن أحمد الشهاوي هو شاعر يتنفس الحرف ويذوب في الكلمة.. شاعر يعشق العشق، ويسبح في بحور المعنى. يغوص في أعماق كتب المتصوفة، ويصطاد من بطونها لآلئ الكلمات وجواهر المغزى. شاعر يبني أبياته بيتًا بيتًا وشطرة شطرة، كأنه يشيد بناءً يتطلع إلى ملامسة النجوم في سماواتها البعيدة، ويتوق إلى القبض على المعاني المخبوءة في قلوب البشر.
أراه شاعرًا مخلصًا لموهبته قبل أي شىء آخر في الحياة، كأنه يرى حياته كلها قصيدة شعر طويلة ممتدة بطول أيامه وسنينه.
أحمد الشهاوي الشاعر الغارق في محيطات بلا قرار، مياهها الشعر وأمواجها الأدب وشواطئها الفنون بأنواعها وصنوفها العديدة من موسيقى وسينما وآثار وفن تشكيلي.
يتجلى في تأملاته الصوفية باحثًا عن الإنسان في أعمق أعماقه، يقرأ كثيرًا ويكتب قليلاً ويبدع كأنه يتعبد في قُدس الأقداس.
ولم يقف نجاح الشهاوي عند عتبات القارئ العربي، بل ارتحل إلى بلاد الله الواسعة، فتُرجمت أعماله إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والهولندية وغيرها، ولهذا كله استحق العديد من الجوائز التي حاز عليها عن جدارة، ومنها جائزة اليونسكو في الآداب عام 1995، وجائزة "كفافيس" في الشعر عام 1998.
كما تناولت أشعاره وإبداعاته النثرية العديد من أطروحات الماجستير والدكتوراه في الجامعات المصرية والعربية.
فهو الشاعر الذي ابتدع لغته ونحت صوره الفنية، واخترع قاموسه الخاص بدراسةٍ عميقةٍ وعملٍ دءُوبٍ وثقافةٍ موسوعيةٍ، وسفرٍ متصلٍ إلى بلاد العالم وثقافاتها المختلفة.. شاعر فتح كل نوافذ المعرفة المتاحة، وأطل منها بعينين مفتوحتين وروح شاعرة، فاستلهم والتقط واشتغل، وأبدع شعرًا متفردًا أصيلاً.
لهذا كله يسعدني أن يكون ديوان أحمد الشهاوي الجديد "أسوق الغمام" هو الديوان الأول الذي أنشره في سلسلة "كتاب اليوم" منذ شرفت برئاسة تحريرها في يوليو 2005.
فالشعر يلهمنا ويوقظ حواسنا ويسمو بنا، وكم هي سعادتي أن يكون "كتاب اليوم" في العدد الذي نبدأ به عامًا جديدًا هو ديوان شعر، خُصوصًا إذا كان مبدعه هو الشاعر القدير أحمد الشهاوي.
وقالت الناقدة الدكتورة امتنان الصمادي أستاذ الأدب العربي الحديث بالجامعة الأردنية إن أحمد الشهاوي ما زال يستمطر الحب طامحا في النوال طامحا في البعيد من المقدس لكنه يغرق في الحنين ولا يرتوي.
إذ استطاع أن يسوق غمام الحنين إلى البعيدة الأنثى الأم والأنثى الحبيبة والأنثى التي لا تكتمل إلا به فقدم صورةً مكتملةً للنقصان الذي ما زال يدور في فلكه يحاكيه برقةٍ شديدةٍ تكاد تكون صوتًا واحدًا وحالةً واحدةً على مدار الديوان يعمل معول وعي الأنا من معادلةٍ واحدةٍ عبر الديوان كله مشغولا بالهم الأول والأكبر ألا وهو التكوين الإنساني على هذه الأرض في عالم مكون من( هو وهي) ولا يجد سبيلا للوصول إلى هذا التجسيد أبلغ من جسد هذا المخلوق البشري المدهش ف(هو) يريد من عالم الخصب الذي تمنحه (هي) المزيد من المطر و(هي) الاكتمال (هو) الحاضر في كل التفاصيل وهي الغائبة المغيبة في (هو) بإرادته حتى يصل إلى نتيجة أنه هو منها وهي منه في حالة من التوحُّد المطلق لا التماهي وكلاهما في الأزرق حيث الحرية المطلقة المنشودة .
استطاع أحمد الشهاوي-الذي ينتشي بالمقدس- في هذا الديوان الذي أعتقد أنه أجمل ما كتب في سياق البحث عن المرأة الغائبة فيه والحاضرة في كل ما حوله.
يعود في هذا الديوان مع الأشياء نحو البدايات، نحو البيت، نحو الكلمة المجردة، حيث الأصل لا الفرع، حيث الجذور المهذبة من حواشيها، ويقرر أن شكل العودة إلى الحياة والإقبال عليها مشروط بالطهر الكامن فينا، عندها سندرك السعادة واللافت توظيف التصوير الفني الانتشاري، حيث يثبت لفظة مركزية ما، قد تكون حرفا أحيانًا، ثم يولِّد منها عشرات الصور التي تدور في حلقةٍ واحدةٍ تعيدنا نحو المركز في حالة هادئة فنيا لا تثير الصخب على الصعيد الوجداني ولا تمنح الطمأنينة، هي حالة محيِّرة نحو الاستغراق في المقدس