موقف إسرائيل من الانقلاب العسكرى
أحمد منصور |
لم تخف إسرائيل قلقها طوال العام الماضى من وصول رئيس إسلامى لحكم مصر، بل كان قادتها يجهرون فى مؤتمراتهم ومقابلاتهم ودراساتهم وكذلك كبار المحللين والخبراء لديهم من أن هذا الوضع يهدد أمن إسرائيل ويجب تقويضه، وقد نشرت دراسات كثيرة عن الدور الإسرائيلى فى صناعة الأزمات فى مصر خلال الفترة التى أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير لاسيما العام الذى حكم فيه مرسى مصر، وقد سعيت لمتابعة الموقف الإسرائيلى منذ الثلاثين من يونيو وحتى الآن وقد اعتمدت بالدرجة الأولى على الدراسات والمتابعات التى يقوم بها الصديق والزميل الدكتور صالح النعامى الذى يتقن اللغة العبرية ويتابع بعمق ما يدور داخل إسرائيل، ولأن حجم ما نشر كان هائلا فإنى سوف أتوقف عند مقتطفات مما نشر فى وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس الأول الاثنين 29 يوليو لنعرف حجم الاهتمام الإسرائيلى بالانقلاب والأوضاع فى مصر ومن أهم ما رصده دون تعليق ــ تصريحات أمنون إبراموفيتش معلق قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية التى قال فيها: «بالنسبة لنتنياهو إنجاح الانقلاب على مرسى أهم من إحباط البرنامج النووى الإيرانى»، أما المستشرق الصهيونى آفى ميدا فقد قال: «الجهد العظيم الذى يقوم به العسكر فى مصر من أجل تغيير البيئة الثقافية سيلعب دورا فى إضعاف التطرف الأسلامى»، أما الجنرال الصهيونى رؤفين بيدهتسور فقد قال: «إن تورط الجيش المصرى فى السياسة على هذا النحو سيضمن استمرار تفوقنا النوعى والكاسح على العرب لسنين طويلة».
وفى نفس الليلة أعلنت القناة العاشرة الإسرائيلية أن نتنياهو طلب من أوباما الضغط على الزعماء العرب لتكثيف زياراتهم لمصر من أجل تكريس شرعية الانقلابيين، أما البروفيسور إفرايم كام كبير باحثى مركز أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى فقد نشر مقالا فى صحيفة «إسرائيل اليوم» حذر فيه من خطورة فشل الانقلاب العسكرى فى مصر وقال «إن مصلحة إسرائيل الاستراتيجية تقتضى نجاح تحالف العسكر والليبراليين».
«أما دان حالوتس رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الأسبق فقال فى حوار لإذاعة الجيش الإسرائيلى «أهم نتيجة لخطوات السيسى الأخيرة هى إضعاف الجيش المصرى على المدى البعيد»، أما إفرايم هاليفى رئيس الموساد الأسبق فقال «نجاح الانقلاب على مرسى سيعزز مكانة أمريكا وهذا بدوره سيعزز مكانتنا الأقليمية»، أما أودى سيغل المعلق بالقناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى فقد قال «إن نتنياهو أكثر الناس سعادة على وجه الأرض بسقوط مرسى لأن مرسى جرح كبرياءه خلال الحملة الأخيرة على غزة»، أما وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق آلون ليفين فقد نشر بحثا حول عزل مرسى كان عنوانه «انتهى حلم الديمقراطية العربية»، أما مجلة سيكور مموكاد البحثية الصهيونية فقد أصدرت عددا خاصا تحت عنوان «العالم العربى يتفكك»، غير أن أطرف تعليقات الإسرائيليين وأكثرها سخرية كانت من المفكر الصهيونى إيال باردو الذى قال عن النظام السياسى المصرى بعد عزل مرسى «إن المصريين كمن استبدل الآى فون بهاتف بدائى».
_________________
حسن بلم