وردة حمراء
وردة حمراء
وردة حمراء
أخذني من يدي إلى الحديقة
وفي الظلام ركز وردة حمراء
في جدائل شعري المائس
بعدها
ضاجعني فوق بتائل الورد.
أيتها اليمامات المهيضة الجناح
أيتها الأشجار الساذجة العقيمة
والنوافذ العمياء
الآن
تنمو وردة حمراء في عمق أحشائي
كلطخة دم
أنا حبلى
حبلى
حبلى.
هذه قصيدة لفروغ فرخ زاده.
شاعرة من إيران. في 1967 (سنة ميلادي) أنهت حياتها عن 32 سنة.
كلماتها، هذه، الطالعة من الماضي، صرخة فرح بالحبل قادرة، كلما أقرأها، على ضخ دم الشهوة في عروقي.
أيتها اليمامات، من قال إنك حرة؟ هل أنت حرة لمجرد أنك ترفرفين، بجناحين، في الهواء؟ حرية تافهة. جاهزة وممنوحة لك بمجانية. هبة من الله. لم تكافحي لأجلها ولم تختاريها. يا مجبرة على الحرية، يا مكسورة الجناح. جربي مرة ان تكوني حرة هنا على الأرض. سيصطادونك. جربي، يا محرومة من الحبل، أن تحبلي. ستصيرين ثقيلة وتسقطين، ميتة، من السماء.
وأنت ايتها الاشجار. أنت حرة لأن شعرك يطير، على راحته، في الريح؟
إنك عاجزة عن أن تتحركي خطوة. عاجزة عن أن تنامي مثلي، على الأرض، و تفتحي فرعيك. يا خضراء، يا ساذجة، يا عقيمة. أية لذة في مضاجعة تتم، بالمراسلة، عبر الفراشات؟ أية ولادة هذه من دون دم ولا صرخات ولا مخاض؟
أنت أيضًا ايتها النوافذ. لا تستطيعين، دون عون، أن تفتحي دلفتيك، مثلما أملك أنا حرية فتح ساقيّ. لا يدخلك رجل، ولا ينزل منك طفل. لا يدخلك ولا يخرج منك سوى الهواء.
جسد فرح بنفسه لهذا الحد، لم يكن ينتظر ليموت ميتة ناشفة. صاحبته ضاجعت الموت. حضنت شاحنة في احد ايام الخريف. قدمته وليمة لحم ساخن. مخروط، في صلصة من دم، على كفن (لا.لا. على طبق) من قماش أبيض لتأكله الأرض.
ثم ماذا؟
ثم يجيء الربيع
وتنبت الأرض
وردة حمراء
وردة حمراء
وردة حمراء
أخذني من يدي إلى الحديقة
وفي الظلام ركز وردة حمراء
في جدائل شعري المائس
بعدها
ضاجعني فوق بتائل الورد.
أيتها اليمامات المهيضة الجناح
أيتها الأشجار الساذجة العقيمة
والنوافذ العمياء
الآن
تنمو وردة حمراء في عمق أحشائي
كلطخة دم
أنا حبلى
حبلى
حبلى.