بصراحة الوحدة صعبة جدا، وأنا بجد دايما مخنوقة وزهقانة لدرجة إني كرهت الدنيا كلها ما حسيتش إني بجد مش وحيدة غير مع حبيبي، هو الوحيد اللي ما بحسش معاه بأي حاجة، باحس إني فرحانة ومرتاحة جدا؛ بس إحنا أخدنا قرار صعب أوي ما نتقابلش تاني علشان ما يكونش حرام لو مسك إيدي أو كده لحد ما نتخطب.
ومشكلتنا إنه صاحب أخويا وإحنا حاسين إن إحنا بنخونه، وهو حاليا مشغول جدا، وأنا حاسة بوحدة رهيبة؛ رغم إني حاسة بيه أوي زي ما هو حاسس بيّ، وهو دايما بجد معايا بإحساسه؛ بس أنا مخنوقة أوي ونفسي أتكلم.
فيه ناس كتير أوي في حياتي؛ بس ما حدش قريب مني أوي وأنا الحمد لله قريبة من ربنا؛ بس دايما مخنوقة، وكنت وصلت لدرجة إني باتمنى الموت.
بجد أنا تعبانة جدا ومش عارفة أعمل إيه؛ مع العلم إني لسه 14 سنة، وأنا مش من نوسا، بجد محتاجة نصيحتك، ربنا معنا جميعا الحمد لله على كل حال.
Dody
من ترك شيئا لله سبحانه وتعالى عوضه الله خيرا عنه، وهذه حقيقة ثابتة؛ فعندما نضحي بشيء ونتركه من أجل رضا الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله عز وجل يعوضنا خيرا عنه.
فالسير في طريق الالتزام من أجل رضا الله سبحانه وتعالى يصل بنا في النهاية إلى أفضل مما كنا نخطط لأنفسنا. فالشيطان يتربص بنا وبخطواتنا ليوقع بنا في معصية وغضب الله سبحانه وتعالى، ثم يتنصل من هذا كله يوم القيامة فيوردنا الهلاك.
فالنفس الأمارة بالسوء والشهوات التي يزيّنها الشيطان لنا طريقها سهل؛ لكن نهايتها صعبة؛ فليس أمامنا إلا الالتجاء لله سبحانه وتعالى، ولن يكون لنا هذا إلا بالالتزام بأوامره واجتناب ما نهى عنه.
صديقتي: خيرا فعلت أنت وفتاك بهذا القرار الصعب على النفس الأمارة بالسوء بعدم اللقاء إلى أن يصبح فتاك قادرا على الوفاء بوعد قطعه على نفسه بأن يطرق بابك يوما.
فالنفس أمارة بالسوء والشيطان يقف لكما بالمرصاد ينتظر منكما لحظة ضعف وخلوة ليكون ثالثكما ويوقع بكما في المعصية. والطريق ما زالت طويلة واحتمال الضعف والخطأ وارد؛ لهذا كان من الصواب ألا تكون هناك لقاءات إلا بالصدفة. ومادام بيننا وعد؛ فلتجعلي منه أملا برّاقا لغد مشرق تنتظرينه بفارغ الصبر.
ولتجعلي الأمل دافعا لك للسير بسرعة أكبر والاقتراب من الله سبحانه وتعالى بشكل أقوى والالتزام بدرجة أكبر من أي وقت مضى ليكون الله سبحانه وتعالى هو ثالثكما، يجمع بينكما على خير وفي خير في يوم قريب إن شاء الله تعالى. وعلى الجانب الآخر، عليك أن تشغلي نفسك ووقتك بما يفيد حتى تتمكني من مغالبة الشيطان الذي يحاول أن يهزمك الآن ويضعف نفسك ويصور لك الحياة لا تتطاق بعيدا عن فتاك ليهزمك أمام نفسك.
فلا تستسلمي له وانوي على تواصل مع فتاك بين الحين والحين ولو من خلال التليفون حتى تهدأ نفسك الثائرة ويطمئن قلبك الحائر.
ولتتجهي إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء الحار أن يجمعك وفتاك يوما قريبا، وأن يملأ نفسك بالصبر على الطاعة. حاولي أن تغيري شكل حياتك لتجدي فيها ما يعينك على الصبر من خلال الأصدقاء والجلسات العائلية، ولتتجنبي قدر الإمكان الانفراد بنفسك كثيرا حتى لا يغلبك الشيطان، وإن شعرت بهذا يوما فلتتوضئي ولتستعيني بالصلاة والدعاء؛ فهي سكن وراحة للنفس وطرد للشيطان الرجيم ووسواسه.
فلتعيني فتاك على طاعة الله سبحانه وتعالى، ولتُمِديه بالقوة حتى لا يغلبكما الشيطان، وحتى يبقى حبكما طاهرا نقيا إلى أن يجمع الله سبحانه وتعالى بينكما في خير في يوم علمه عنده وحده سبحانه وتعالى.
ضياء احمد
® عضو مميّز ®
رسالة sms : الابتسامة :: انحناءة بسيطة تستقيم بها كل الأمور