محمد بديع: لا نسعى للسلطة.. و20% من أعضاء
حزب العدالة لا ينتمون للإخوان.. ومعنا 100 قبطى.. وفلول "الوطنى" نجحوا
فى تأجيج الفتن لأنهم أصحاب خبرة.. وحماية إخواننا المسيحيين واجب علينا
جميعاً الأربعاء، 11 مايو 2011 - 02:42
أكد الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين أن حزب
الحرية والعدالة الذى أعلن عن تأسيسه بلغ عدد المشاركين فيه 7500 عضو،
و20% منهم من خارج جماعة الإخوان المسلمين، كما أنه يشارك 100 مسيحى
بالحزب، لأنهم يعلمون أننا نريد الخير لهذه الأمة.
وأضاف المرشد العام للإخوان: "لا نريد مغالبة، ولكن نريد أن نكون موجودين
داخل مجلس الشعب"، موضحاً: "لو كنا نريد سلطة لترشحنا لرئاسة الجمهورية"،
مطالباً الجميع بالحفاظ على الثورة لأنها تحتاج إلى حراسة ويقظة وحائط صد
منيع ضد كل الفتن.
وحذر د. محمد بديع من فلول الحزب الوطنى، مؤكداً أنهم يريدون إجهاض
الثورة، وقد يستغلون بعض الجهل والخطأ ليستثمروه فى إجهاض الثورة، لأنهم
أججوا نار الفتن، كونهم أصحاب خبرة فى هذا، مشيرا إلى أن النظام السابق
كان لا يسمح للمصريين بالتحاور إلا فى كرة القدم فقط.
وقال بديع، خلال المؤتمر الذى عقد باستاد المنصورة مساء أمس الثلاثاء، فى
حضور أكثر من 30 ألفا من أفراد الجماعة، وبحضور الشيخ سعد الفقى وكيل
مديرية الأوقاف بالدقهلية والدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد:
"هذا النظام البائد ابتلانا الله به عشرات السنين، وانطبقت عليه قصة
فرعون، وخلال السنوات التى ابتلينا به فيها حاول تشويه تاريخنا، ومنعنا من
أن نعلن للناس، وضرب تاريخ الإخوان المسلمين وشهدائهم فى فلسطين حتى لا
يلتف حولنا الناس، وبعد أن كان هناك ما يسمى بـ "الإسلام وفوبيا" صنع
النظام البائد "الإخوان فوبيا"، وحول الشعب المصرى إلى "شيع" تدور فى
صراعات دائمة المسلم ضد المسلم والمسلم ضد المسيحى".
وأضاف بديع أن فلول الحزب الوطنى وأمن الدولة "كثيرون"، ولا يعرفون إلا
لغة المؤامرات والفتن على مدار عقود، وهم من صنعوا الفتنة بين المسلمين
والمسيحيين، وحادثة "كنيسة القديسين" ليست بعيدة، وهم الآن يثيرون الفتن
الطائفية ليجهضوا الثورة، فاحذروهم وتصدوا لهم بكل ما أوتيتم من قوة وحزم.
وطالب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالدقهلية بالبدء فى تشكيل لجان شعبية لحماية منازل المسيحيين ودور عبادتهم.
وقال بديع "كونوا نموذجا فى ذلك، فحماية جيرانكم وإخوانكم المسيحيين واجب
عليكم حتى وإن آذوكم أو عادوكم، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع
جاره اليهودى الذى كان يؤذيه يوميا، وعندما توقف عن إيذائه ذهب لزيارته
والسؤال عنه، فحماية إخوانكم المسيحيين فريضة وواجب، وتكليف، فكونوا
اللجان الشعبية من شباب الإخوان بكل شارع وحارة لحماية المنازل المسيحية
والكنائس قبل المساجد ضد مثيرى الفتنة، فهؤلاء يستغلون أخطاء وخلافات
صغيرة، قد تنشأ بين الأشقاء ويحولوها إلى حرب ويستغلونها لإثارة الفتنة
بين المسلمين والمسيحيين.
وتابع المرشد العام للإخوان المسلمين: "فلول النظام السابق بارعون فى ذلك،
فقد مزقوا مصر على مدار عقود، فإن كنتم أنتم الحماة الآن، فلن يجرؤا على
إثارة الفتنة، ولو حدث أى شىء طارئ، فسيعلم الجميع أن أيادٍ خارجية هى
التى فعلت ذلك، والدين الاسلامى وأنتم منها براء، فكونوا نموذجا فى ذلك
لكل محافظات مصر".
وتطرق بديع إلى "أن التاريخ لم يذكر يوما تعديا أو تضييقا من الإخوان على
المسيحيين، بل إن حزب العدالة والحرية الذى تقدم به الإخوان يضم 100 شخصية
مسيحية، من ضمن المؤسسين"، مشيرا إلى أن المنضمين للحزب حتى الآن 7500 عضو
بينهم 20% من خارج الإخوان.
وأشار إلى أن رمز السيفين والمصحف فى شعار الإخوان، إنما يرمز إلى أن
الإخوان على الاستعداد للموت من أجل راحة وحرية هذا الوطن وهذا الشعب.
وأضاف: السيف لن يشهر فى وجه مصرى، سواء كان مسلما أو مسيحيا، ولكنه سيشهر
فى وجه أعداء هذه الأمة، ولكن هناك من يسعى لتشويه الإخوان بأى شكل،
وهؤلاء مازالوا يعملون بعقلية النظام البائد، ويلوموننا لأننا نطالب
بالدولة الإسلامية، ويقولون نريدها مدنية، ونحن نقول لهم الإسلام أسس
الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية، ولن تجدوا حرية ولا ليبرالية إلا فى
الدولة الإسلامية، فانظروا ماذا فعلت الرأسمالية والشيوعية والليبرالية فى
الشعوب الأخرى، وماذا فعلت وقدمت الدولة الإسلامية للعالم؟!
وأكد د. محمد بديع أن جماعة الإخوان المسلمين لا تسعى للسلطة، ولكنها تسعى
للمشاركة مع الجميع، لذلك حددنا نسبة المشاركة وأعداد الذين سيدخلون
الانتخابات لنعطى الفرصة للجميع، ولكن هذا لم يعجب البعض، وقامت الدنيا
ولم تقعد، وأنا أقول لهؤلاء لو كنا نطالب سلطاناً كما تزعمون كنا ترشحنا
لرئاسة الجمهورية، ولكنى أعلنتها وأعلن مكتب الإرشاد صراحة أننا لن نخوض
انتخابات الرئاسة، فنحن نريد أن نندمج فى المجتمع، وسوف ننشر مؤسسات
الإخوان وجمعياتهم فى كل ربوع مصر، لتقدم الخدمة لكل المصريين، ليعلم
الشعب المصرى أننا نريد الخير لمصر وللجميع بمختلف طوائفه وتوجهاته.
وأضاف: "الإسلام يحترم الحريات والتعبير عن الرأى إلى الحد الذى قالت فيه
امرأة لعمر ابن الخطاب "أخطأت يا أمير المؤمنين"، فمن منكم يستطيع أن يقول
لرئيسه فى العمل "أنت أخطأت" دون أن يخاف العقاب".
وقال الدكتور محمد بديع: "كنا فى الغرف المغلفة، بل كنا فى السجون، ونسعى
لخير مصر أفلا نسعى لها ونحن فى هذا الجو من الحرية، وأتذكر عندما سألنى
أحد اللواءات عندما دخلت السجن، وكانت تهمتى أننى أتقدم للانتخابات وأنجح،
فقال لى ماذا تفعلون فى السجن، فقلت ندرس كل مشكلة من مشاكل مصر المختصة
بكل نقابة، ولم ننس أن سيدنا يوسف وهو فى مصر تم تلفيق قضية آداب له،
وطبيعة المؤمن فى أى مكان يبحث عن الخير".
وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية مرجعيتنا، والبابا شنودة لم يجد ضمانة فى
موضوع الزواج إلا الشريعة الإسلامية، فلو أننا الذين سنضع الضوابط يمكن أن
ننحاز للإخوان، دون غيرهم، إلا أن رب العزة تبارك وتعالى هو الذى وضع
الضوابط، ولا يمكن أن ينحاز لأحد دون أحد، فقد نزلت 9 آيات فى القرآن
الكريم لتقول لمسلمين أنتم كاذبون، وتبرئ يهوديا، فنحن لن نجد مواطنة إلا
فى الشريعة الإسلامية التى يتهمها البعض بأنها ستطبق الحدود وتقطع الأيدى،
وأقول أنه يوجد مبدأ فى الإسلام هو "الحدود جوابر"، أى أن الإنسان لا
يعاقب على خطيئة مرتين، إما فى الدنيا أو الآخرة.
وقال بديع إن القوى السياسية عندما اجتمعت مع المجلس العسكرى قالوا "نحن
نخاف من فلول الحزب الوطنى ومن الإخوان المسلمين"، ولذلك طالبوا الجيش أن
يستمر 6 شهور أخرى، وقلت إنه لم يؤذ أحد مثل الإخوان، ونحن نعرف من يريد
أن يوقع بيننا وبين جيشنا، وحلفتهم بالله ألا تبقوا يوماً واحداً بعد 6
شهور، وكان رد الجيش على أحد الذين يطلبونه بالاستمرار حتى يكتسب الشريعة
فى الشارع، أنه معه حزب منذ 20 سنة ومعه ترخيص 11 جريدة، ولو تركناك 6
شهور أخرى لن تضيف مواطناً واحداً فى حزبك.
وأكد المرشد العام للإخوان المسلمين أنه دعا الأحزاب والقوى السياسية إلى
قائمة موحدة مفتوحة تستوعب الجميع، إلا أن 3 أحزاب قالوا تعالوا نقف فى
وجه كل الجماعات الإسلامية، إلا أننا نتعامل مع الجميع كالأم ونفتح صدورنا
للجميع.
_________________
حسن بلم