مرشد الاخوان في طابور الاستفتاء.. القصة الحقيقية
أثار خبر تجاوز المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع لطابور المواطنين المتواجدين بإحدى لجان الاستفتاء حالة من الجدل.
وكانت عدة صحف قد نشرت خبراً بأن بديع حاول تجاوز الطابور الطويل بلجنة مدرسة المنيل الإعدادية للإدلاء بصوته، وذلك بمساعدة شباب الإخوان وبقيادة الدكتور عصام العريان المتحدث باسم الجماعة، وقالت ان العريان طلب من سيارة الشرطة إفساح المكان لوقوف سيارة المرشد مباشرة أمام باب لجنة التصويت.
واشارت الى ان المواطنين المحتشدين للتصويت باللجنة ثاروا على المرشد والاخوان واجبروهم على الرجوع إلى الطابور، لكن الصحفيين والمصورين الذين كانوا متواجدين باللجنة كذبوا تلك الرواية، وقالوا ان ما حدث كان شيئا مختلفا تماما.
وقال عمرو عبد الله (مصور وكالة رويترز للانباء) ان مرشد الاخوان وقف في الطابور فور دخوله اللجنة ولم يحاول تجاوزه، وان حالة من الفوضى حدثت بسبب تسابق الاعلاميين على التقاط صور للمرشد واجراء احاديث معه، وبمجرد ان علموا ان المرشد وصل الى باب المدرسة التي توجد بها اللجنة اسرعوا الى الصعود الى مكان الادلاء بالرأي في الطابق الثاني وانتظروا دخول المرشد ليتم تصويره اثناء ادلائه بصوته حيث توقعوا انه سيتم ادخاله مباشرة الى اللجنة.
واوضح ان المستشارة رئيسة اللجنة غضبت من تصرف الاعلاميين وامرتهم بالخروج من اللجنة فقالوا لها ان مرشد جماعة الاخوان قادم للادلاء بصوته فأخبرتهم انه لن يتم استثناءه وانه سيقف في الطابور مثل اي مواطن، وهنا ثار عدد من المواطنين المتواجدين باللجنة وقالوا للصحفيين: لماذا تهتمون بالمرشد كل هذا الاهتمام فهو مواطن مثلنا ولا يزيد عنا في شيء، مؤكدا ان المرشد لم يحاول ان يتجاوز الطابور او يتخطى دوره طوال هذه الاحداث.
لكن احمد رجب الصحفي في المصري اليوم - الذي نشر خبرا عن تجاوز المرشد لطابور الناخبين - قال انه كان موجودا في اللجنة ورأى مجموعة من الاخوان تستأذن ضابط الشرطة لتحريك سبارة شرطة من امام المدرسة لتقف مكانها سيارة المرشد، وبعدها توجه المرشد لمكان اللجنة وهو محاط بنحو 15 من الاخوان الذين اشاروا له بدخول اللجنة مباشرة، مما اثار حالة من التذمر بين الناخبين واعترضوا على ذلك، وعلى الفور اعتذر لهم المرشد وعاد ليقف في الطابور.
وفسر رجب الموقف بأن الاخوان اعتادوا ان يتعاملوا مع مرشدهم بتوقير واحترام فائقين وتوقعوا ان الجميع يعاملون مرشدهم بنفس الطريقة وفوجئوا بأن الناس تعامل المرشد كأي مواطن عادي مضيفا: يحسب للاخوان وللمرشد انهم تراجعوا سريعا عن الخطأ واعتذروا للمواطنين.
واوضح ان الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة لتصرفات الاخوان هو امر طبيعي لأنهم القوة السياسية الاولى على الساحة وليس نوعا من التصيد لأخطائهم.
من جانبه علق محمد فوزي (مصور جريدة الوفد) على هذا الخبر قائلا: لا لا، المرشد لم يسعى لتجاوز الطابور، الحقيقة ان الصحفيين - وأنا واحد منهم - هم من أرادوا ان يحصلوا له على استثناء من رئيسة اللجنة ليتجاوز الدور ويدخل اللجنة بسرعة ويدلي بصوته بدلا من الانتظار في الطابور لوقت طويل.، موضحا: المرشد دخل المدرسة في الساعة الواحدة ظهرا وأراد الصحفيون ان يحصلوا على صور للمرشد وهو يدلي بصوته حتى يلحقوا بالطبعة الاولى لصحفهم بدلا من الانتظار ساعتين او ثلاثة.
وتابع: الصحفيون دخلوا اللجنة وقالوا للمستشارة "ده مرشد الاخوان عاوزينه يدخل بسرعة للادلاء بصوته" فردت: "مفيش استثناءات، هايقف في الطابور زي أي مواطن".
أما محمد خيال الصحفي بالشروق فقال في الخبر الذي كتبه بالجريدة ان مشادات حدثت بين بعض المواطنين الذين تواجدوا بالمدرسة للإدلاء بأصواتهم، ووقفوا في طابور طويل وبين أعضاء الجماعة، بسبب محاولة ادخال مرشد الإخوان إلى اللجنة دون الالتزام بالوقوف في الطابور.
لكن أحمد جمعة (مصور جريدة الدستور) فأكد أن المرشد كان ملتزما بالنظام منذ دخوله باب المدرسة وتوجه مباشرة للطابور للوقوف به وأن الصحفيين هم من أحدثوا حالة فوضى بسبب تسابقهم لالتقاط صور للمرشد اثناء ادلائه بصوته.
وأضاف: انا اختلف مع فكر الاخوان كثيرا، لكن من الظلم اتهام الرجل بعدم النظام وهو ما لم يحدث منه، وهذه شهادة حق بما رأيته بعيني.
أما محمد وطني الصحفي بالاهرام فقال في الخبر الذي نشره بالجريدة ان محمد بديع المرشد العام للاخوان المسلمين حاول تجاوز الصفوف للادلاء بصوتيهما في استفتاء التعديلات الدستورية مما اثار ردود افعال غاضبة من قبل المواطنين.
وقال ان بديع تجاوز الطابور الطويل من المصوتين للادلاء بصوته بمساعدة شباب الاخوان، برفقة الدكتور عصام العريان القيادي في الجماعة، الذي طلب من الشرطة افساح المجال للمرشد للدخول للجنة دون الالتزام بدوره، مؤكدا ان هذا التصرف اغضب المواطنين المحتشدين للتصويت، والمصطفين في الطابور امام اللجنة، وتعالت اصواتهم المستهجنة لموقف المرشد مما دفعه للرجوع الى نهاية الطابور لكي يتمكن من الادلاء بصوته.
ومن جهته روى عبد الناصر النوري (الصحفي بوكالة الانباء الصينية) ما شاهده قائلا: بصراحة لم يحدث ما اوردته بعض الصحف، فالرجل لم يخل بنظام اللجنة ولكن كان هناك بعض الناس تريد اصطناع مشكلة مع الاخوان، مضيفا: بغض النظر عن الاختلاف مع الجماعة الا ان المرشد وقيادات الجماعة ومن بينهم عصام العريان وسعد الكتاتني الذين كانوا مرافقين له التزموا بالنظام ووقفوا في طابور اللجنة.
وأوضح: رأيت بعيني بعض المواطنين الذين حاولوا استفزاز المرشد ووجهوا له اتهامات بأن جماعة الاخوان تحالفت مع بقايا النظام والحزب الوطني لتمرير التعديلات الدستورية وقالوا ان الاخوان خانوا دم الشهداء، لكن المرشد لم يرد على تلك الاتهامات والتزم الصمت.
_________________
حسن بلم