® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2009-12-06, 4:57 pm | | [center] أنا تعبت جداً ومش عارفة أعمل إيه؟ ماما شخصية صعبة مش عارفة أتعامل معاها إزاي بتنتقدني بحدة وبدون أسباب مقنعة وكتير بتعمل معايا مشكلة من مافيش؛ مثلا هي مريضة بالسكر كانت بتاكل ساندوتش سألتها إنتِ بتاكلي حلاوة؟ قالت لي آه أصلي حاسة إن السكر واطي قلت لها ماشي. راحت قايمة وقالت لي: طيب أهو والله ما هاكل.. وراحت رامياه حتى اللقمة اللي كانت أكلتها رمتها!! قلت لها: طيب ليه كده بس هو أنا عملت إيه؟ بلاش أسأل ودي أقل حاجة بتحصل هو حرام إني خايفة على صحتها؟!!
وبالنسبة لإنها تنتقدني ممكن تعمل كده قدام أي حد وفي أي وقت وطبعا دي حاجة بتحرجني جدا ومع ذلك باقلب الموضوع هزار، وباعدّيها بس باكون متضايقة جدا، زي مثلا مرة قريب قالت لي روحي كده وإنتِ شكلك مقرف!! قلت لها ليه كده مع إني باهتم جدا بشكلي وأنا في البيت وبالبس كويس ودايما شعري بيبقى متسرّح، ودايما ريحتي حلوة. قالت لي ما أعرفش شكلك وحش، قلت لها إيه وحش؟ قالت لي روحي جاتك القرف.. لو حباية طلعت في وشي ألاقيها فجأة حطّت إيديها عليها وعاوزة تشيلها، ولما أرفض؛ لأنها بتوجعني، وهتروح لوحدها تقعد طول النهار تقول لي شكلك وحش شكلك مقرف، مع إن أنا أصلا مش وحشة، وقيسي على ده بقى في أي مكان تاني، وقدام أي حد وتخيلي الموقف اللي أنا باكون فيه..
أنا تعبت ما بقيتش عارفة أتعامل معاها إزاي، والله باحاول أرضيها على قد ما أقدر، وربنا يعلم إني كتير بارضيها على حساب نفسيتي وأعصابي وأنا مش بحب أزعلها بس نفسي أعرف هي بتعمل معايا ليه كده، مش باعرف أتكلم معاها في أي حاجة؛ سريعة الانفعال والغضب.. نفسي أتكلم معاها، نفسي أرتمي في حضنها وأحكي لها على اللي تاعبني وواجعني، بس للأسف طول عمري نفسي في كده، وللأسف مش بيحصل.. هي عرفت تعمل ده مع أختي الكبيرة بس معايا لا.. ومن فضلك مش تقولي لي إني أعمل ده دلوقتي؛ لأنه هيكون صعب أغيّر اللي اتعودت عليه 23 سنة غير إني باتفادى غضبها وجرحها لي بالانتقاد في وقت تاني.. خايفة أتجنن من كتر ما باكلم نفسي، باختلق شخصيات من الخيال وأقعد أتكلم معاهم وأضحك وأبكى وساعات بيكون نفسي أصرخ وأتخانق وأتصالح..
تعبت من كتر ما بتحصلي الحالة دي وممكن تطول الحالة دي بالساعات بتوصل إلى 4 و5 ساعات وبجد باكون عايشة جدا في الخيال ده لدرجة إني لما باجي أفوق منه باحس إن فيه حاجة غلط في دماغي، حاجة تعباني، حاجة ضاغطة عليها. آسفة على الإطالة حاولت أختصر بس كنت تعبانة جدا ونفسي أتكلم وعندي أكتر من كده بس شكرا ليكم؛ لأني مش أول مرة أبعت. أشكركم وفي انتظار الرد.
دودو
صديقتي العزيزة:
حين تشتد الضغوط على الإنسان ولا يستطيع أن يواجهها ولا يتعلم كيف يواجهها، يهرب منها بشكل غير واعٍ كل حسب شخصيته فمنهم من يهرب للاكتئاب والعزلة ومنهم من يهرب للشات ومنهم من يهرب لأحلام اليقظة، وأنتِ من النوع الأخير الذي هرب من ضغوط الحياة من حوله لعالم يخلق في خياله يعيش فيه ويحلم بما يتمنى أن يحدث معه في الواقع، ففي هذه الأحلام يجد كل ما يتمناه ويسعد ويحقق كل أحلامه ويعالج مشكلاته ويأخذ حقه ممن يضايقه والكثير الكثير، وهذه الأحلام لا تقلقنا ما دامت لم تجعل الإنسان غائبا عن الواقع أو استبدل تلك الأحلام عن واقعه أو جعلته يصل للدرجة التي تعوق قيامه بالمطلوب منه من مهام أو أعمال أو مسئوليات، وأنت لا تواجهين مشكلاتك بالشكل السليم لذا وجب عليك أن تتعلمي كيف تواجهينها حتى لا تصل معك الضغوط للمساحة المرضية التي أنت في غنى عنها، وتعالي معا نحدد مشكلاتك كما تتصورينها: - هناك مشكلة في عنف والدتك معك. - مشكلة عدم رضاك عن تواصل إخوتك معكما. - مشكلة مللك وفراغك في بيتك.
والحقيقة أن مشكلتك مع والدتك ليست في عنفها وعصبيتها وإحراجها لك بقدر تعبها من شعورها بأنها لم تفعل شيئا في حياتها بعد كل هذا العمر! وأنها تعاني بقوة من عدم تقديركم لها، فتواجه هذه المشاعر بتلك القسوة والرد العنيف فهي امرأة وحيدة بلا رجل منذ زمن طويل ابتلاها الله بفقد ابنها وبمرض السكر الذي من أهم وأشهر أعراضه زيادة العصبية والتوتر! ولا تقولي إنك تعاملينها برفق وتقولين لها حاضر وطيب، فهناك رسائل غير لفظية تصل لمن أمامنا تُظهر حقيقة ألفاظنا، فهي بالتأكيد تعلم أنك تتحملينها ولست راضية عن تصرفاتها مهما قلت حاضر ونعم، اقتربي أنت منها ومن أوجاعها وغيّري شكل العلاقة الجافة المملّة المتوترة بينكما بابتسامتك وبلمساتك لأمك العجوز وشاركيها همومها ومخاوفها وحزنها؛ لتعلم أنك بحق قريبة منها وتحملي حتى تغيّري تلك العلاقة للأفضل، أما أخواك فما يقومان به هو نتاج لمناخ بيتكم وتربيتهم ففي بعض البيوت تركز الأم على دفء العلاقات بين الأبناء فيشبوا على ذلك مهما سافر أو تزوج أحدهم، وأخرى تركز على القيام بواجباتها كالطعام والملابس والتعليم والتزويج وكلتاهما مخطئتان؛ لأنهما لم يقوما بالاثنين معا، ومراعاة القصور في شخصيات الأبناء، فعلام تحاسبينهما؟ هل ستغيرينهما بعد كل تلك السنوات؟ فالعاقل هو من يعي ويفهم ويتعامل مع الأمور بالطريقة السليمة والطريقة السليمة هي أن تقبلي منهما ما يعطانك إياه وأن تقتربي أنتِ أكثر من حياتهما، فلماذا لم تسألي نفسك: كيف يراكِ أخواك؟ ما الذي تعطينه لهما؟ ما دورك مع أولادهما؟ ما الذي تعرفينه عن مشكلاتهما؟ فإذا أردنا أن نأخذ علينا أن نعطي، وإن لم نستطِع العطاء فعلى الأقل نقبل ما يُمنح لنا؛ لأنه ليس سيئا.
أما مشكلتك الأخيرة فهي أهم وأخطر مشكلة؛ لأنها بيت القصيد، ما الذي تفعلينه في حياتك؟ لماذا تتقوقعين على نفسك هكذا؟ أين نشاطك؟ أين هواياتك؟ أين أصدقاؤك؟ أين دراستك أو عملك؟ أين تطوعك؟ هل تعرفين أن فراغك هو السبب الرئيسي في معظم مشكلاتك؟ فلو أنتِ في حجرة مقفولة عليك ولا تخرجي منها أبدا فكيف ستجدين الأثاث من حولك؟ وماذا ستفعلين طوال الوقت؟ ستجدينه كبير الحجم يزحم الحجرة ولا يجعلك تتحركين وستبدئين في التركيز في ألوانه التي صارت باهتة وفي قدم نقشاته وستجعلينه تحت الميكروسكوب وهذا ما تفعلينه تجاه تصرفات الوالدة والإخوة فأنت غير مشغولة بأي شيء سوى التفكير في تصرفاتهم ومعناها وتقصيرهم وردود والدتك وهذا طبيعي ما دام ليس وراءك غيرهم..
فلتشغلي نفسك بأمور تملك عليك نفسك وتفكيرك لتقاومي أحلام يقظتك ولتقاومي التفكير في تفاصيل تصرفاتهم معك، ويمكنك البدء بكتابة تلك الأحلام مثلا أو رسمها فقد تكتشفين بداخلك أديبة أو فنانة فتسيري في هذا الاتجاه، فالحياة رحبة واسعة مليئة بالأنشطة والتنمية والتطوير والتطوع، ففيها ستتعرفين على نفسك وتتعاملين مع العالم الخارجي وقد تجدين فيها من يريد أن تشاركيه حياته، فلا تتصوري أني قسوتُ عليك ولا تكوني كذلك، كالتي تكبل نفسها وكلما قلنا لها دعينا نفك قيودك فتصرخ وتقول لا... لا... لا أستطيع!
| |
| |