الموضوع أنا كنت بحب واحد وكنا داخلين في موضوع ارتباط بس حصل اعتراض من الأهل.. المهم إن كل واحد فينا مشي في طريق بس الحقيقة إني لسه بافكر فيه، بس أنا اتجوزت من حوالي سنة ومش عارفة اتجوزت ليه! جايز كنت باردّ على أهله، أو عشان سنة الحياة. بس الموضوع جه بسرعة ومافوقتش غير بعد الجواز.. ومن أول يوم وأنا مش قادرة أتكيف مع زوجي، والشخصين أكيد فيهم عيوب بس الأول عيوبه ماكانتش بتضايقنى، يعني أحاول ما أبصش لها وإني أحاول أصلحها، بس هو دايما بيرفض ويقول أنا كده لو وأنا المفروض اللي أتغير..
إحنا الاتنين مش ملايكة بس المشكلة إني حامل والمشكلة الأكبر إنه مريض بالوسوسة وكل حاجة مشكلة؛ لو رحت لدكتور غالي يبقى أنا مسرفة، ولو دكتور رخيص يبقى ما بيفهمش ويا ريت على قد الدكاترة، ده كل حاجة في حياتي كده ومن أول يوم في حملي يقول لي أنا مش مطمّن، أنا حاسس إن الجنين هيجرى له حاجة، مع إن حملي جه عادي جدا، وبسرعة بس التشاؤم عنده طبع..
بجد أنا عملت خناقة معاه من أسبوع وحلفت إني مش هاكلمه غير لما أولد عشان أريح دماغي من القلق، للعلم هو مسافر بس المشكلة الأكبر إني حتى باكره اللقاء بيه باستحمل التليفون بالعافية وبانعي همّ الشهر اللي هييجي فيه، ومشاكل تانية كتير لو حكيتها هاحكي من يوم جوازي، بس أرجع وأقول أحسن من لقب مطلقة بدل ما أشمت الناس فيّ.. بجد أنا مش عارفة أعمل إيه..
ananas
اسمحي لي أن أقول لك إنني لم أتعجب بعد قراءة السطر الأول من رسالتك أن تذكري في زوجك كل ما ذكرت من عيوب.. بل وتوقعت ما هو أكثر من ذلك حتى فاجأتني في نهاية رسالتك بأن ما ذكرتيه ليس كل العيوب.. وكأنك تقولين: أظن كفاية وربنا أمر بالستر!
وأنا أؤكد لك أنك لو تزوجت من أجمل الرجال وأعظم الرجال فسيكون مصيره نفس مصير هذا الزوج من وجهة نظرك ما دمت كما تقولين عن حبيبك الأول: "لسه بافكر فيه".. وتلك هي المشكلة الأساسية والتي تكتمل تفاصيلها بتعبيرك الواضح العميق الصريح جدا: "اتجوزت من حوالي سنة ومش عارفة اتجوزت ليه"؟
المشكلة فيك أنت يا صغيرتي، فأنت خرجت مجروحة من شخص أهان أهله كيانك، أو هكذا شعرت أنت حين رفضوا ارتباط ابنهم بك أيا كانت الأسباب.. وربما قررت أن تثبتي لهم أنك مرغوبة.. فوافقت على هذا الزوج التعس! نعم التعس؛ لأنه يعيش مع امرأة لا تحبه.. بل وتخونه بالتفكير في غيره!! ولا تحتمل منه شيئا كان يمكن أن تحتمله غيرها.. وتتكلم عنه بينها وبين نفسها بسوء.. ما أتعس هذا الرجل الذي ارتكبت أنت في حقه جرما كبيرا بقبولك الزواج منه.. وجعلتيه مجرد سبب لإظهار قدرتك على الزواج دون أن تكلفي نفسك عناء التفكير، وماذا يمكن أن أعطي لهذا الزوج الذي طرق بابي بالحلال ليستحلني بكلمة الله؟؟
أنانية أنت.. وربما حتى لا أظلمك أقول أنانية كنت.. وحتى الآن لا تدركين كمّ عيوبك كزوجة.. فاسمحي لي أن أعدد بعضها لك.. بعضها فقط لأن ربنا أمر بالستر!
تخلّي عن نظرتك لنفسك قليلا ولو بمقدار ما تقرئين هذه الرسالة.. وانظري من زاويته كزوج.. يعيش مع امرأة لا تحبه.. ولا تفكر فيه بل تفكر في رجل غيره.. تنظر له على أنه مريض بالوسوسة.. تترك له البيت لتستريح من عناء قلقه عليها وعلى طفله ولو كان حتى مبالغا فيه.. تذهب لبيت أبيها رغما عنه وتواجهه بكل أزماته وعيوبه التي تراها هي بعين الكراهية.. أتظنين أن هذا الرجل يُحسد عليك يوما؟ أتظنين أنه سعيد معك؟ أعتقد أنه يكره اليوم الذي ارتبط بك فيه.. ويندم أشد الندم عليه وأقول لك بصراحة إذا كان هذا هو شعوره فمعه الحق كل الحق..
يا ابنتي الصغيرة:
اتقّي الله في زوجك واتقي الله في نفسك.. دعي الماضي وراء ظهرك فالشاب الذي تقولين أنك تفكرين فيه تركك ووافق أهله.. تركك ولم يلتفت.. لم يحافظ على عهده معك.. ولم يواجه أهله لأجلك.. هرب كما يهرب الأطفال من الالتزام.. بما يعني أن ارتباطه بك لم يكن يستحق منه أن يعاني ويواجه حتى يصل إليك.. ثم ها أنت تُغضبين الله ورسوله وتخونين زوجك بمجرد التفكير فيه.. فأي إساءة تفعلينها مع زوجك هذا.. والله لو وضعت كل عيوبه في كفة وفعلك هذا في كفة لرجحت كفة عيوبك عليه ألف مرة.. فأفيقي واتقي الله.
استغفري لذنبك في حق هذا الرجل.. فهو اليوم زوجك وغدا زوجك وأبو طفلك.. سامحيه إن أساء وضعي أمام نفسك أنك أسأت إليه إساءة بينك وبين نفسك لا يعلمها هو ولكن الله يعلمها وسيحاسبك عليها يوم القيامة ما لم يسامحك هذا الزوج الغافل عما تفكرين..
عودي لبيتك وحاولي أن تجدي لغة للتفاهم بينك وبينه.. أطيعيه.. وتمسكي به، وعامليه وهو حِل لك ولو بنصف ما كنت تعاملين به من حرّمه الله عليك.. وكفّي عن رؤية عيوبه وحاولي أن تري عيوب نفسك وأصلحي أمرك بالاستغفار وذكر الله والإحسان لهذا الزوج..
غيّري طريقة تعاملك معه يرحمك الله ويرحم الطفل الذي في أحشائك.. وبصّريه بعيوبه بلطف وساعديه على أن يحسن من نفسه بالحب.. ولا تواجهيه بما يكره..
إلا تفعلي فأنت تريدين لنفسك ولطفلك ما لا يرضاه الله لكما.. أفيقي وأنيبي لربك، والله نسأل لك حسن العشرة وصلاح البال.