رسالة sms : نوسا البحر : 2009-07-01, 9:06 pm | | أنظر عبر نافذتي المطلة على سيف الموت الأعمى وضوئه الأسود، فلا أرى الا مدينة مكللاً وجهها بالشوك. وجلّادين. وجلجلة.
أمّـي التي يشقّـها النهر كقصة حبّ لا تـنتهي، ما بالها تـتأوّه كمثل امرأة متروكة في العراء؟
أمّـي التي يحملها الهواء من فرط انوثـتها، ما بالها تسقط في الظلمة من يد الهواء؟
تلك التي أقـامت على ضفّـتيها مرافىء لرسوّ الدموع والنظرات
تلك التي أنزلت سمـاءها لتسهر مع غربة الساهرين
تلك التي دعت اللغات جميعها لتـتلاسن وتـتآخى
تلك التي أومأت للشعراء فجاؤوا بمعانيها
وللحكماء فـفسّـروا ما غاب من أسرارها
وللتائهين فاهتدوا بما فات من طيشها
وللعطشى فارتووا بما فاض من دجلتها
وللمغلوبين فاندملوا بما اكتمل من حنان جروحها
أمّـي التي تركت نخيلها يسهر مع الندى الى أن ينام الندى، ما بال يـنابيعها تـتيه في لجّـة الحلكة؟
تلك التي غفت لتـلملم أحلامها من مياه ألف ليلة وليلة المهدورة
تلك التي اخترعت حكايات الفتـنة والغبطة كي تعيد الملك الى رجولة صوابه
تلك التي فتحت الكتب فاستسلمت لها رموز الطقوس والتعاويذ
تلك التي تـفـتّحت حكمتها كباقات الورد وتورّدت جواريها باحمرار الشفـق واكتمال الشبـق
تلك التي تمدّدت لتـعدّ النجوم وتستعيد ما ضاع من غيومها
تلك التي ذهبت الى كل المدن وتركت قلبها فيها
تلك التي جاءت كلّ المدن اليها وتوّجـتها ملكة
أمّـي التي تُـدعى سـيّدة الماء والظلال، ما الذي يجعل جدائلها متروكة لشرور العاصفة وقلبها لمناقـيد الكواسر؟
أمّـي بغداد العظيمة، ما الذي يعطيها مفتاح سلامها كي ترجع الى بيـتها المتعب من الإنـتـظار؟
ما الذي يعيد إليها شاعرها الهائم في أرض اليباس واليأس
كي يحمل إلى أطفالها نـشيج الأمل وأنـشودة المطر؟ | |
| |