® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-02-05, 6:37 pm | | صلاة الوثني لسعدي يوسف
***
زخّـــةٌ ربيعيّـــة
عشـرات الآلافِ من الأليافِ المائيةِ تَـعْـقدُ سُــلّـمَـها بين أعالي الشجر المتطاولِ والممشــى ، والريحُ مواتيةٌ والأزهارُ البيضُ تطير مع الريحِ : سأجمعُ ثلجاً في كفّـيَّ وأدخلُ بيتي كي أنثرَ هذا الثلجَ المنسوجَ على صمتِ مُـلاءاتي ووسادةِ زاويتي… لن يتحوّلَ ماءُ الثلجِ دموعاً ؛ أنا أعرفُ – طبعاً – أن الأزهار البيضَ ستذبل بعد قليلٍ أعرفُ أن الريح ستهدأُ أنّ الشمس ستُـصبحُ شمسَ الصيفِ وأني سـأسافرُ نحو بلادٍ لا أعرفُـها … لكنْ ، ما شأني والعالَـمَ ؟ تكفيني اللحظةُ بيضاءُ هي اللحظةُ بيضاء …
لندن 30 / 4 / 2003
***
أغنية الصَـــرّار
ربّـما ساءلتُ نفسي الآنَ ، عمّـا أكتبُ الآنَ … لماذا أكتبُ الآنَ ؟ وفي أيّ مكانٍ أكتبُ الآنَ ؟ ............. ............. ............. ألـمْ يُتعبْـكَ نصفُ القرنِ من ألعابِـكَ : الصخرةُ والنبعُ وهذي اللغةُ … الألوانُ والغيمُ …إلخ ؟ إنك لا تبدو دؤوباً مثلَ نجّــارٍ ولا منتبهَ المَـلْـمسِ كالخزّافِ ؛ أنت الغافلُ الناحلُ والتأتاءُ … ما شأنُكَ والدنيا ؟ دع العالَـمَ يمضي مثلَ ما علّـمَـنا العالَـمُ أن يمضي ، فما للّـهِ ، لِـلّـهِ وما قد كان للقيصرِ ، للقيصـرِ … قُـمْ ، فاذهبْ إلى مقهىً على الشاطيءِ وانعَــمْ بنبيذ الشمسِ إذ تغربُ والمرأةِ إذ تلعبُ والسنجاب … ............... ............... ............... كم سـاءلْـتُ نفسي ! نصفَ قرنٍ ، وأنا أسـألُ نفسي : لِـمَ لا تخذلُـني أغنيةُ الصّــرّارِ ، كي أغفو قليلا ؟
لندن 6 / 5 / 2003
***
الرجل الذي ينظِّف زجاجَ النوافذ
هو يأتي ، مرّةً في كل شهرَينِ ويرقى سُـلّـماً من خشبٍ أزرقَ حتى منتهى النافذة العليا وبـالـخِـرقـةِ والـمحلولِ يجلو غائمَ البلّـورِ والمنظرِ ؛ هذا الزائرُ النادرُ لا ينظر في وجهكَ إنْ صادفتَــهُ ، وهو لا يهمس حتى بصباح الخيرِ … يأتي هادئاً ، غُـفْـلاً ويمضي هادئاً ، لكنه يتركُ للصورةِ أن تنصعَ للمرآةِ أن تلمعَ كالمرآةِ للمرأةِ أن يبصرها العاشقُ من خلفِ الزجاجِ .............. .............. .............. اليومَ كان الكونُ مبتلاًّ ولكنك لا تبصرُ أمواهَ السماءِ ؛ المطرُ الناعمُ في ساحتنا أنعمُ من أن تجتليهِ العينُ . والزائرُ ؟ حقّـاً ، ترك الزائرُ لي أن أرقبَ العشبَ الذي يضحكُ للماء السماويّ وأن أستنشقَ الأشجارَ من أغصانها العليا التي تبتلُّ ، أن أستافَ ضوعاً طالعاً من جنّـةِ الأعماقِ حيثُ الجذرُ … والبغتةُ : هذا قُـزَحٌ قد علّـقَ القوسَ على باب السماء !
لندن 20 / 5 / 2003
***
تَـحَــقُّـقٌ
قد كنتُ … يا ما كنت آمُـلُ والخريفُ يلوِّنُ الغاباتِ بالذهبِ وبالجوزيّ أو بالقرمزِ المكتومِ … يا ما كنتُ آمُـلُ أن أرى وجه العراقِ ضحىً وأنْ أُرخي ضفائرَه المياهَ عليّ ، أنْ أُرضي عرائسَ مائهِ بالدمع مِـلْـحاً أنْ أُطَـوِّفَ في شطوط أبي الخصيبِ ، لأسأل الأشجارَ : هل تعرفْـنَ يا أشجارُ أنّـى كان قبرُ أبي ؟ .............. .............. .............. ويا ما كنتُ آمُــلُ ! خَــلِّـها … خَــلِّ الخريفَ يُـتِـمُّ دورتَــهُ فأشجارُ العراقِ تظلّ عاريةً وأشجارُ العراقِ تظلُّ عاليةً وأشجارُ العراقِ ، أنيسُــها في السـرِّ وجهُ أبي …
لندن 21 / 5 / 2003
***
إذهَبْ وقُـلْـها للجبل
كيف؟ أنت الساحةُ الآن ، ولا تدري بما يَـحدُثُ في الساحةِ ؟ ما أسهلَ أنْ تغمضَ عينيكَ … ولكنّ الرصاصَ انطلقَ ؛ الدبابةُ " ابراهيمُ " في المفترَقِ الأولِ والرشّــاشُ لا يهدأُ … ما كنتَ بعيداً ، حين كانت " ساحة التحرير " تلتَـمُّ على أشلائها : الدبابةُ " ابراهيم " في المفترق الأولِ والسمْـتيّـةُ السوداءُ ، آباشي ، على رأسكَ والبرجُ يدورُ … انتبه العصفورُ والمقتولُ والحائطُ ، لكنك لم تنتبهِ الشمسُ على رأسكَ تحــمــرُّ ، ولم تنتبهِ الساحةُ بارودٌ من الأعلى دمٌ إهْــرِيقَ في الأسفلِ طابورٌ من النملِ ولم تنتبهِ … الليلةَ ، يأتي طائفٌ من آخرِ الـقَـصْـباء . يأتينا الشِـقِـرّاقُ بما فاهت به جنّـيةُ الهورِ وتأتي عبرَ مجرى المــاءِ أفراسُ النبـــيّ . الطينُ من زقّــورةِ الـمَـنأى سيــأتي والخُلاسيّـونَ والجرحى ، وما تحمله الفاختةُ الأولى ، وما ينفثه الثورُ الســـماويُّ ، ويأتينا عليُّ بنُ محمد … هذه الأرضُ لنا نحن ، بَـرأْناها من الماءِ وأعلَـيْـنا على مضطـرَبٍ من طينها ، سقفَ السماءِ النخلَ والذاكرةَ الأولى… وكنّـا أولَ الأسلافِ ، والموتى بها والقادمين ؛ الأرضُ لن تتركنا حتى وإنْ كنّــا تركناها … سـتُـرخي هذه الأرضُ ، لنا ، الـمَـنْـجاةَ ، مَـرْساً من حريرِ الشَّـعرِ مجدولاً ، ستعطينا ، أخيراً ، إسـمَـها : ويْــلِـي على الشطآنْ ويلي على أهلِ الحِـمى والشانْ ويلي على أهلي ويلي على جسر المسيّـبِ والزبيرِ وقريتي حمدان ويلي على ظلِّـي الذي يمحوه أمريكانْ كيف؟ أنت الساحةُ الآنَ فكُـنْ أدرى بمن أنتَ وكنْ أدرى بما تفعلُ فالساحةُ ـ حتى لو تناستْ إسـمَـها أو غفلتْ عنه ـ هي الساحةُ أنت الآنَ معنىً ؛ لا تحاورْ ولْـتَـدَعْ مَـن خاننا يأكلْ طويلاً شـجرَ الزقّــومِ واثبُـتْ … لا تحاورْ : هذه الأرضُ لنا هذه الأرضُ لنا هذه الأرضُ لنا منذُ بَـرأْناها من الماءِ وأعلَـينا ، على مضطرَبٍ من طينِـها ، سقفَ السماء …
21 / 6 / 2003 Medellin - Colombia
تـنــويعٌ صعبٌ
ســلامٌ على هضَـباتِ العراق وشَـطَّـيهِ ، والـجُـرفِ ، والمنحنى على النخلِ... والقريةُ الإنجليزيةُ الآنَ صارت تجرجرُ ، هُـوْناً ، ســحائـبَـها والمساءُ ادَّنى فهي تدفأُ ، كالقطِّ ، في نومـها وتذودُ الكوابيسَ عن شــجرٍ أغرقـتْــه البحيراتُ ... يأتي المساء بطيئاً ومنتظماً ( سوف تحصي ثوانيَـــهُ مرّةً ) هل ستغمضُ عينيكَ ؟ عند نهايةِ ذاك الـمَـمَـرِّ ومن مُـرْتـبى النافذةْ نهضتْ دوحةُ الجــوزِ ... يأتي المساء بطيئاً ويزحفُ حتى يهدهدَ جفنيكَ : هل تبصرُ السعفةَ المستحيلةْ ؟
ســلامٌ على هضباتِ العراق وشـطَّـيهِ ، والجرفِ ، والمنحنى ... هل كنتُ أدري أنّ وجهي ، بـعدكَ ، الطــرقاتُ ؟ ابواباً مغلّـقةً تـركتُ ، ومنزلاً للـريحِ . لم تــكنِ البلادَ ، ولم تكنْ أمواهُكَ الخضراءُ جابيتي . لـقــد خلّـفْـتَـني في قــلعةِ الصحراءِ . مـاذا أرتجـي منكَ ، العشيّـةَ ؟ في الصباحِ خذلـتَـني ، ودخـلتَ في الـثُّكُناتِ . قـلتَ :" الحربُ أجملُ " . لن تـرى قدمَـيَّ بعد اليوم . إني منْـشِـدُ الطرقاتِ والحاناتِ ، إني الشاعرُ الأعمــى . لـديّ من الخريفِ الجَـهْـمِ موسيقى لألوانٍ . ومن مرأى الغروبِ غـضارةُ الوردِ . وأسألُ عنكَ ، أسألُ عنكَ ، لكنْ مثل ما يتساءلُ الملدوغُ عمّـا حلَّ في دمهِ . سلاماً ... لا أريدكَ أن تردّ ... اقرأْ على الوشَـــلِ السلام !
وســلامٌ على هضَـباتِ العراقِ ... الذبيحةُ في العيدِ ، بغدادُ في العيدِ ؛ تلك المقاهي: لها الشايُ مُـرّاً ، وتلك الفنادقُ : سكّــانُـها الأبعدونَ. الصلاةُ أقيمتْ صحونُ الحساءِ بها مرَقٌ من عظامٍ ومن لحمِ سُـحْـليّـةٍ ... والمساجدُ مغصوبةُ الأرضِ أبـوابُـها للجنودِ ، مشاةً ، وبحّــارةً وملائكةً طائرينَ ............. .... ........ ............ ســلامٌ على...
لندن 31 / 8 / 2003 تعليق
| |
| |