في مختبر الوسائط "ميديا لاب" التابع لمعهد ماساتشوستس للتقنية (إم آي تي) أنني أصبت بالافتتان، فقد اقتربت منه بعينين واسعتين مندهشتين، وحاجب مرفوع، ورأس منحن.
فهذا هو علم الفراسة. ومع كل فنجان قهوة أقوم بتحضيره تقوم آلة رصد بتسجيلي
على أنني مضطرب الأفكار، مفتون، أو مستغرق كليا في أمور أخرى.. يقول جو برينر في مجلة «فوربس» الأميركية.
هذا العرض يظهر آخر ما توصلت إليه "العمليات الكومبيوترية العاطفية" (affective computing)،
وهي حقل للأبحاث يحاول تعليم الكومبيوترات فهم واستيعاب العواطف البشرية والتأقلم معها. إذ يقوم نظام فعال بتحليل المعلومات من الكاميرات ومستشعرات الأجسام ومقارنتها بنموذج يستطيع تقبل جميع الحالات العاطفية المختلفة. فعلى سبيل المثال يستطيع نظام "جي بي إس" عاطفي في السيارة بالتجاوب بصوت هادئ ورخيم لدى تحريه للأمور وشعوره بأن السائق متوتر.
كما تستطيع استوديوهات السينما استخدام كاميرات الشبكة (ويبكام) العاطفية عندما يبدأ جمهور اختباري بعدم الاكتراث بفيلم قصير يشاهدونه على سبيل التجربة.
وكانت روزاليند بيكارد، الأستاذة في "إم آي تي" التي تشرف على مختبر الوسائط، وما يتعلق بعروض تعقب حركات الوجه قد وضعت أسس العمليات الكومبيوترية العاطفية في التسعينات من القرن الماضي. وكانت، هي وعالمة الأبحاث رنا القليوبي، قد أسستا فرعا يدعى «أفكتيفا» في العام الماضي لتسويق التقنية العاطفية التي طورتاها الاثنتان في البداية لمساعدة الأطفال المصابين باضطراب التوحد على الفهم والاستيعاب، والتواصل عاطفيا.
ولا تزال التجارب سارية على مستشعرات موصلات الجلد التي طورتها «أفكتيفا»، والأجهزة التي هي بحجم ساعة الرسغ التي تتحرى الارتباط العاطفي عن طريق قياس التغيرات الطفيفة في نشاط غدد التعرق.
وتنوي المؤسسة توفير تحليلاتها للوجه والجلد كخدمة سحابية تتيح القيام بدراسات مكثفة