® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2009-10-14, 5:40 am | |
قلبه سر شقائه والحب سر حزنه.. أكثر خلق الله سخرية «مصطفي كامل الشناوي» .. ذلك الرجل الذي ظل يعانى من القلق الدائم والحب الدائم والضحك الدائم.. في كل مرة كان يصارع فيها الحزن كان يلقى أشد الهزائم فيسرع إلى الناس يضاحكهم ويدفن في صخبهم احزانه .. حائر كبير تلهب الكآبة حياته بسياطها فيبتسم : «ما من ابتسامة ارتسمت على شفتي إلا دفعت ثمنها دمعا وأنينا»..
كان يعتقد أن حب المرأة سيمنحه الثقة بالنفس والطمأنينة والراحة، فإذا به يجد التعاسة «إن الإنسان الذي يكره يبدو هادئا مطمئنا صحيحا معافى من الأمراض والأسقام والتبعات.. بينما الإنسان الذي يحب ولا يكره يبدو قلقا حائرا مريضا، مثقل الرأس بالهموم والأفكار.. فلماذا فضلنا الحب وقدسناه، لماذا لم نكره حتى نستطيع أن نحيا.. لقد أهبت بأخي في الإنسانية أن يكره وقلت له: فتكلم وتألم وتعلم كيف تكره. فلعله يتعلم.. حتى لا يعاني ما عانيت، أما أنا فلم أتعلم وأكبر الظن أني لن أتعلم».
خمسة وخمسون عاما عاشها كامل الشناوي بين العذاب والحب والعطف على الناس وتقديم المواهب الجديدة ودفعها إلى الأمام.. بل والدفع إليها بالأكل والشراب والمواصلات وتقديمها إلى مشاهير المجتمع حتى أن محمود السعدنى قال ذات يوم «كامل بك هو الذي عرفنى على عبد الوهاب وعلى مشاهير المجتمع، ولم ينس كامل الشناوي لحظة واحدة من شقاءاته في طفولته وشبابه، منذ ولد في 7 ديسمبر سنة 1910 في قرية نوسا البحر محافظة الدقهلية لأب يعمل نائبا للمحكمة الشرعية العليا، في بيئة دينية حيث كان عمه محمد مأمون الشناوي شيخ الأزهر الأسبق، وأخوه الشيخ المعتز بالله من علماء الأزهر وكان كامل سمينا لدرجة أن والده ووالدته كانا يخفيانه عن عيون الجيران الذين جاءوا لشرب «المغات» خوفا على ابنهما من الحسد.. كما كان بكري والدته حيث كان لوالده أولاد من زوجته السابقة المتوفاة.
التحق كامل بالمدرسة الابتدائية في المنصورة التى نقل إليها أبوه للعمل قاضيا بالمحكمة الشرعية، وفي العام الدراسي الثانى أصيب كامل بحمى جعلت والدته تتذكر نذرا لم تف به، فقد أعلنت أنه لو أكرمها الله بمولود ذكر ستبعث به إلى الأزهر ليكون عالما جليلا، ومنعه والده من المدرسة حين أخبرته الأم بالأمر، وجاء له بمعلم يحفظه القرآن ويؤهله للدراسة بالأزهر، وعندما انتقلت الأسرة إلى القاهرة كان عمر كامل الشناوي نحو 15 سنة فألحق بالأزهر وظل به خمس سنوات.
ولعل إحساس كامل الشناوي بأنه سمين وغير وسيم ظل معه لفترة طويلة من حياته حتى استطاع أن يعوض هذا بالاقتراب من الجميلات وتحقيق مجد صحفي وشهرة ومكانة عالية نادرا ما يرقى إليها أحد.
| |
| |