رسالة sms : لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كلابُ
لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها
فالأسود أسودُ و الكلاب كلابُ
تبقى الأسـود مخيفة في أسرها
حتى و إن نبحت عليها كلابُ
عدد المساهمات : 217
العمر : 37
الاٍقامة : اويش الحجر
العمل : بخبط فى كله
نوسا البحر :
2010-04-12, 11:33 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بادرتني سائلة : ما هو القول المحبب إليك؟ فكرت قليلاً ثم أجبت : والله سؤالك صعب، لأن الأقوال الجميلة كثيرة، ولكل منها طعمها الخاص وموقعها الخاص. الأخت في مقتبل العمر، لم تستسلم بسهولة فعاودت : طيب دعيني أسهل الأمر عليكِ. ما هو القول الذي تكررينه كثيراً في حديثك؟ هذا أتاني بسرعة : "أحمد الله تعالى على أنني تعرفت على الإسلام قبل أن أتعرف على المسلمين". قالها رجل أوروبي شرح الله تعالى صدره إلى دين الحق فاعتنقه بعد جهدٍ ذاتي، وقرر بعد الهداية أن يترك بلاده ويسافر إلى بلاد دينه الجديد حتى يجد من ييسر له سبل التدين المنشود، فصدم مما عايش من واقع المسلمين في أرضهم. وقبل أن يترك ديار الإسلام، قال لإمام المسجد الذي كان يصلّى فيه : لقد كنت أتوقع أن أجد هنا من يساعدني على ديني، ولكني وجدت الفرق شاسعاً بين ما عرفته عن الإسلام وبين واقع المسلمين. ثم رحل.
:
تهللت أسارير وجهها وقالت : نعم نعم أعرف هذا القول ويعجبني كثيراً ! فذكرتني بيوم رأيت زوجي يهز رأسه باستياء شديد من شي يقرؤه في الصحيفة، ورغم أنه ليس من عادته مشاركتي بالأخبار من تلقاء نفسه، إلا أنه يومها ناداني خصيصاً ليقول: تعالي شوفي المسلمين، طبيب باكستاني نصب على الجهة الفلانية وتحايل على الحكومة.. الخبر مرفق مع صورته إلى جانب زوجة محجبة... تضمن تعليقي على الخبر القول ذاته، الذي أعجب زوجي وأنساه استياءه من أخينا الباكستاني، وطلب مني تكراره مراراً إلى أن حفظه واطمأن إلى تمكنه من 'سلاحه الجديد' وحين عدت إليه بكوب شاي بعد حين، ألفيته باسم الوجه متأملاً : الإسلام قبل المسلمين.. فعلاً كلام جميل .. ذكريني من القائل؟...
ما بال هذه العبارة لها وقع مميز؟ وكأنها تحاكي معاناة المغتربين فتؤنسهم وتواسيهم ...
:
عدت بانتباهي إلى أخيتي التي كانت قد شرعت في حديث مستفيض عما يصدر من مسلمي هذه البلاد من أفعال تنفر العباد، ثم تحول الكلام إلى المسار المعتاد .. شجب واستنكار لما يقوم به البعض من تفجير لطائرات وقطارات باسم الإسلام، وبذلك زج الدين والمسلمين في قفص الاتهام..
أكاد أجزم أن لكل مغتربة في بلاد غير المسلمين تقرأ كلامي هذا صفحات ترويها عن سوء تمثيل بعض المسلمين لدينهم، وما يسببه ذلك من إحراج لبقية الجالية المسلمة من نظرة دونية وأحكام مسبقة وسوء معاملة وتضييق..
وبعد، محاولة تفجير طائرة في الولايات المتحدة تحول دون قبول مسلم في وظيفة ما في ألمانيا، ويسبب تفجير قطار في إسبانيا بالتضييق على طالبة جامعية محجبة في بريطانيا.. مرة يمنعون النقاب وفي أخرى تحظر المآذن.. ننعت بالإرهابيين، ولا يحصل أزواجنا على الترقية التي يستحقونها في العمل، ويعاني الطالب المسلم من التمييز... هذا مع الحملة المنظمة على الدين، تصعّد مشاعر العداء نحو المسلمين وتضعنا في موضع الدفاع عن النفس باستمرار
في مجالسنا نشتكي .. في الصدر ضيق من الوضع، وفي القلب غصة على حال ديننا الذي نغار عليه أحيانا يشعرني هذا الحديث وكأننا في صراع من أجل البقاء.. على رأي زوجي، إن استمر الوضع هكذا وبنفس وتيرة التصعيد هذه، يخشوننا و يعملون على تقويضننا أو إبعادنا، فلن تري مسلماً في هذه البلاد بعد عشر سنوات .. ضيق غصة وإحباط
ولكن .. مهلاً ...
هل هذا هو الواقع فعلاً ؟ أعني أننا محاربون بلا شك، ولكن هل وجودنا هش فعلاً، وهل الاغتراب هذا ما هو إلا شقاء قدر لنا ؟ هل الوضع بهذا السوء حقاً ؟؟
:
هذا السؤال راودني حين أجبت الأخت (أحمد الله تعالى على أنني تعرفت على الإسلام قبل أن أتعرف على المسلمين) انتابني شعور بالضيق من إجابتي، شعرت بنوع من الغيرة على الإسلام، بل ربما علينا نحن كمسلمي الاغتراب ! لعلنا نظلم أنفسنا حين نبالغ في تضخيم سوء الحال ؟؟.. لو كنا بهذا الوضع المقيت ما كانوا ليخشوننا، أليس كذلك؟ ما كان الغرب ليشن هذه الحرب الشعواء على الإسلام لو لم يرهب انتشار المسلمين ويلمس تأثيرهم على المجتمعات
الإسلام هو أشد الأديان نمواً وأسرعها انتشاراً - حقيقة مثبتة بالأرقام لا خلاف عليها بالرغم من كل ما يرتكب باسم الإسلام سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بعمليات أم بسوء تمثيل، لا زال دين الحق يلامس ملايين القلوب كل عام بل إن هذه الأحداث عينها التي نحسبها بلاء على الأمة، إنما سمح الله سبحانه وتعالى بوقوعها لحكمة، وحكمة الله جل وعلا متعلقة بالخير المطلق أين إيماننا بقوله تعالى وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (الصف ؟
ذكر الدكتور النابلسي أنه جاء في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن عدد الذين يدخلون دين الله يومياً تضاعف أربع مرات بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، وهذا ما أكده رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية. وبعد هذه الأحداث التي كان لها آثار سيئة وواسعة على النشاطات الإسلامية في الغرب وعلى دول الإسلام، إلا أنه مع ذلك ازداد في العالم الغربي الإقبال على التعرف على الإسلام بصورة غير متوقعة، وأصبحت نسخ القرآن الكريم المترجمة من أكثر الكتب مبيعاً في الأسواق الأمريكية والأوروبية، حتى نفذت من المكتبات لكثرة الإقبال على اقتنائها، وتسبب ذلك في دخول الكثير منهم في الإسلام. الحديث يطول والأمثلة كثيرة والأرقام مدهشة لمن أراد أن يرى..
:
وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ (البقرة 216) لنفتح أعيننا ونوسع آفاقنا علنا نرى الخير.. مشكلتنا يا إخوتي أننا على صعيد فردي لم تصبنا سوى السلبيات. لا نرى نصب أعيننا سوى التضييق والتمييز. ولكن لو نظرنا من زاوية أوسع، بعين حب الدين، لرأينا النتائج الإيجابية لما يحدث تفوق السلبية، إذ أن إسلامنا الحبيب في انتشار. - أرجو أن لا يفهم كلامي على أنه موقف محدد من كل تلك الأحداث.. أنا هنا لست مع ولا ضد ولا أبرر شيئاً.. إنما أحاول أن أنظر من زاوية مختلفة - يضيق علينا نعم ، ولكن بالمقابل إسلامنا ينتشر، وأنا وأنت وكل مسلم مغترب من دعائم هذا الانتشار بإذن الله ..
:
رجل أوروبي غير مسلم كان يشرف على موضوع خاص بي، قرأ في بياناتي الشخصية الجنسية الأصلية ومدة الإقامة في أوروبا، فقال: بما أنك تقيمين في هذه البلاد منذ ما قبل أحداث سبتمبر، هل لي أن أسألك كمسلمة عربية الأصل، أوروبية الإقامة والجنسية، كيف تنظرين إلى ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر؟ ينتظر مني اعتذاراً و تبريراً وبراء. يا لوقاحة القوم! أجبته أن شخصاً بمكانته واطلاعه لا بد وأن يعرف رأي التشريع الإسلامي بمثل تلك العمليات. أما نظرتي الشخصية لأحداث ذلك اليوم عينها، فمستعدة أن أناقشها معه بالتفصيل شرط أن نفعل المثل بموضوع سجن أبو غريب. فأومأ برأسه علامة التفهم، والله أعلم بما تفهم، ولكنني يومها شعرت بعزة لمجرد أنني لم أسمح له بأن يضعني موضع الدفاع عن النفس الذي هم أهله وأولى به! لسنا في موضع ضعف يا إخوتي، فلا تسمحوا لهذا الشعور بأن يتسلل إلى أنفسكم. إن رأى أن يحاسبني على ما فعله 'إخواني المسلمون'، فسوف أحاسبه على ما قام به إخوانه النصارى.
::
هذا بالنسبة لما يحصل من أحداث على مستوى عالمي. أما بالنسبة لموضوع أن البعض يشوه سمعة الدين بتصرفه، إذ أن كل عمل نقوم به محسوب على الإسلام للأسف الشديد، فكلنا نستاء بدافع الغيرة على إسلامنا.. ولكنني أحياناً أرى البعض يبالغ في التملص ممن يعتبرهم مسيئين، لدرجة تشعرني بأنه لم يعد يعرف ممن يتبرأ وإلى من ينتمي!.. لمَ كل هذا التركيز على ما يقوم به الآخرون؟ وبم يفيد غير بث الاحباط وتنفير ضعاف القلوب من دينهم؟ لنكن نحن من يضيء الشمعة بدلاً من لعن الظلام...
نعم، قد يسيء البعض تمثيل الدين، ولكن هذا لا يمنع أن البعض الآخر يتسبب بإسلام المئات يومياً هل فكرت يوماً أنك قد تكونين تسببت في إسلام أحدهم من حيث لا تدرين ؟ سنن وتصرفات بسيطة جداً تميل أفئدتهم لديننا..
مسلمان في بريطانيا يتكلمان بالعربية، كلما انضم لهما صديقهما تكلما بالإنكليزية. لفت الأمر نظره فسأل: لمَ تفعلون هذا؟ قالوا لأن نبينا عليه الصلاة والسلام ينهانا إن كنا ثلاثة أن يتحادث اثنان دون الثالث، فقال: نبيكم حضاري. هذا الموقف كان سبب إسلامه...
سألت ممن أسلمن عن سبب إسلامهن، وفي الكثير من الحالات يكون الشخص مسبب الهداية - بإذن الله طبعاً - لا يدري أنه تسبب بإسلام أحدهم. إحداهن كان سبب إسلامها رؤية صلاة جماعة في منتزه. ما هذا الدين الذي يجعل معتنقيه يقدمون شعائره على كل شيء وفي كل وقت وأي مكان؟.. قرأت أحبت فأسلمت. لم ولن يعرف مصلو المنتزه أن صلاتهم بإذن الله قد تعدى أجرها أجر فريضة مكتوبة إلى أجر هداية إنسان إلى دين الله...
::
أختي الحبيبة، مجرد تواجدنا في هذه البلاد دعوة.. جددي النية، اجعلي نيتك عند كل خروج من المنزل الدعوة الصامتة لله تعالى، وسوف تؤجرين بإذنه تعالى. مرة أخرى أود التوضيح : أنا لا أزكي الاغتراب، بل يجب على المسلم أن يلازم بلاد الإسلام إن أمكن، ولكن في حال اضطراره للاغتراب، فلينظر إلى الأمر بإيجابية، العزة للمسلم أينما حل وهو مأجور إن أخلص النية. ليس في حياة المسلم ما هو مجرد شقاء أو سدى..
من الجيد أن البعض يتعرف على الإسلام قبل أن يتعرف على المسلمين، ولكن بالمقابل تعرف الكثيرون على الإسلام وأحبوه واعتنقوه بسبب تعرفهم على المسلمين..
(أحمد الله تعالى على أنني تعرفت على الإسلام قبل أن أتعرف على المسلمين) تلك عبارة سوف أحاول أن أحذفها من قاموسي، لا لأني أنكر واقعاً قد يكون صحيح جزئياً، بل لأننا نشتكي من الأغراب الذين لا ينصفوننا حين يوجهون إلينا أصابع الاتهام، ثم نفعل الأمر ذاته مع أنفسنا ! نقد الذات أمر مستحب حين يكون بنية الإصلاح، ولكن لنحذر من تجاوزه الحد الفاصل بين الإصلاح والتثبيط والبراء ...
:
" وستشرق شمس الإسلام من جديد، ولكنها في هذه المرة تعكس كل حقائق الجغرافيا، فهي لا تشرق من المشرق كالعادة، وإنما ستشرق في هذه المرة من الغرب." مقتطف من مقال نشر في مجلة التايمز الأمريكية
::
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم والحمد لله رب العالمين
نورفانا
® عضو مميّز ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 115
نوسا البحر :
2010-04-15, 10:29 am
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم والحمد لله رب العالمين
yasserELnaggar
® عضو مميّز ®
رسالة sms : صادق صديقا صادقا في صدقه فصدق الصداقة في صديق صادق