كانت جميلة
أجدادنا المصريون القدماء عندما كانوا يقسمون قسما مقدسا.. كانوا يقسمون بأنهم لم يلوثوا مياه نهر النيل.. ونحن الأحفاد للأسف نغتال هذا النيل المقدس. وأبشع ما شهدت من مظاهر هذا الاغتيال قريتي الجميلة التي استمدت اسمها من مياه النيل( نوسا البحر) التي أسماها بهذا الاسم جدي محمد بك سعيد, أول مصري عين مديرا للدقهلية والشرقية معا في عهد الخديو اسماعيل باشا.. ولأنها تقع علي فرع دمياط من النيل, وكانت المراكب والبواخر النيلية الذاهبة الي المنصورة ودمياط تضل طريقها ليلا.. فقد أقام جدي الكبير منارة تضيء المياه وقام بزرع جسر البحر كله بشجر التوت والجميز والكافور ولهذا كان جسر النيل متعة للجمال والنظافة والتي عشنا فيها أجمل أيام طفولتنا وشبابنا أيام الاجازة الصيفية.
وهناك قرية أخري بعيدة تماما عن مياه النيل وفرع دمياط اسمها نوسا الغيط وتقع علي ترعة المنصورية ومنذ عام زرت قريتنا نوسا البحر والحنين إليها يغلبني فلم أجد لها أثرا لقد اختفت تماما وسط عشش عشوائية من حطام الطوب والقاذورات وعشرات المقاهي التي يلعب فيها شباب القرية القمار ويشربون الممنوعات وتلقي فيها مياه الصرف القذرة التي يشرب منها الأهالي ويغسلون ملابسهم
وآنية طعامهم بعد أن نزعوا الأشجار من علي جسر النيل وأصبح النيل المقدس مكانا للأمراض وأيضا أزقة القرية القذرة.
وعلي مدي العام لم أترك مسئولا لم أشك اليه مما رأيت وشكوت الي وزيرة البيئة حالة قريتي التي تقع علي فرع دمياط ويتم تحويل الشكاوي الي محافظة الدقهلية دون جدوي
والوحيد الذي استجاب الي شكواي التي قلت فيها إن المضيفة القديمة التي انشئت في نوسا البحر آيلة للسقوط كان هو وزير الأوقاف الدكتور حمدي زقزوق ووكيلة الوزارة للخير السيدة ملك محمود التي أرسلت الي مديرية الأوقاف في المنصورة لكي يرسلوا المهندسين لعمل مقايسة للمضيفة واجراء الاصلاحات المطلوبة من ريع120 فدانا أوقفها جدي الكبير محمد بك سعيد علي المضيفة والمسجدين
فإلي متي تستمر التعديات علي النيل في قريتي التي كانت جميلة سابقا نوسا البحر؟
فاطمة سعيد
الصحفية بدار أخبار اليوم