ومن معاني إبراهيم :البَرْهَمَة : أي إدامة النظر مع سكون الطَّرْف ، بَرْهَمَ : أدام النظر فهو بَرْهُوْم
ويقال ان اسم إبراهيم أصله أعجمي و كان ينادى بآبرام أي أبو الأمم و بإبراهام : آب – راهام
ومعناه (أب رحيم
وقال بعضهم: برأَ من عِلَّة الزَلَّة فهمَّ بالحُلُول فى محَلَّة الخُلَّة. وقيل بَرَأَهُ الله فى قالَبِ القُرْبَة فَهَّم بصدق النيَّةِ إِلى مَلَكوت الهِمَّة
ويقال أنه مأخوذ من أبره : أي أَتَى بالبُرْهَانِ أو بالعَجَائِبِ وغَلَبَ النَّاسَ / اللسان: أَبْرَهَ الرجلُ: غلب الناس وأَتى بالعجائب. والبُرهانُ: بيانُ الحجة واتِّضاحُها.
ودعونا بعدهذه الجولة المختصرة في البحث عن معنى إبراهيم نقف مع ابي الأنبياء إبراهيم عليه السلام و أحد أولي العزم الخمسة الكبار الذين اخذ الله منهم ميثاقا غليظا، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد.. بترتيب بعثهم. عليهم السلام...وهو النبي الذي ابتلاه الله ببلاء مبين. بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الأعصاب.ورغم ذلك كان من الفائزين في هذا الاختبار والبلاء
وسوف لن ندرس كامل سيرة أبينا إبراهيم عليه السلام بالتدقيق لأننا لو مضينا في سرد قصته سوف لن نتوقف عن الكتابة لذلك سنكتفي بوضع الاصبع على العبر من مسيرة إنسان جاء ربه بقلب سليم. إنسان لم يكد الله يقول له أسلم حتى قال أسلمت لرب العالمين. نبي هو أول من سمانا المسلمين .. نبي هادئ متسامح حليم أواه منيب
ومن العبر التي نعتمد عليها من مسيرة أبينا إبراهيم عليه السلام في حياتنا
* على الإنسان ان لا يكون مقلدا بل عليه ان يعمل عقله حتى يصل إلى إيمانه الفردي ويتذوق حلاوته و رأينا كيف بدأ سيدنا إبراهيم ينكر أصنام قومه ويبحث في الكون عن إله يشعر به أكبر من كل الكواكب التي اعتقدها في كل مرة هي الإله الذي يبحث عنه إلى أن آمن بالغيب قائلا
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين
*أن الثورة على الباطل لا يجب ان تكون ثورة كلامية فقط بل ثورة عملية أيضا وراينا كيف إبراهيم عليه السلام جعل أصنام قومه جذاذا إلا كبيرا لهم وجعل عمله هذا وسيلة لمحاجتهم حتى أفحمهم
*علينا ان نحاور بالحجة لا بالتهور والسب والشتيمة كما نرى في أغلب حواراتنا في كل الفضاءات بما فيها فضاء الفيس بوك ..فقدكان سيدنا إبراهيم جديرا بما قال الله فيه ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه... ) فقد جادل الملك حتى ألزمه الحجة و ألبسه الخزي....(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي و أميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفرو الله لا يهدي القوم الظالمين- 258- البقرة
*أن العلاقة بين الآباء والأبناء لا بد و أن تقوم على الحوار والبعد عن فرض الراي والاستبداد وانظروا كيف كان إبراهيم رحيما مع ولده إسماعيل - كوالد - حيث استشاره في مسألة الذبح ولم يأخذه على حين غفلة منه كما كان لطيفا في حواره مه أبيه -كابن - حيث كان يحاوره قائلا : " يا أبت" ...وسأستغفر لك ربي ..الخ..
*أن العقيدة الحقة إذا تغلغلت في النفوس و أشربتها القلوب استولت على فكر الإنسان لدرجة التضحية بكل ما يمكن التضحية به ...وهل هناك أغلى من النفس لما ضحى بها إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار التي أصبحت عليه بردا وسلاما جزاء حبه لله ...أو هل هناك أغلى من الولد وقد ضحى بابنه إسماعيل عليه السلام
ففداه الله بذبح عطيم جزاء طاعتهما لله
*على الإنسان ان يعمل عقله دائما و أبدا ويتوق للمعرفة والعلم المتواصل و قد طلب إبراهيم عليه السلام من الله أن يريه إحياء الموتى....وكم نجد أمامنا أشخاصا إذا ما تعلموا شيئا وغابت عنهم أشياء اعتقدوا أنهم أعلم الناس و أرفعهم درجة في العلم ناسين أمر الله في قوله " وقل ربي زدني علما " ..لان الانسان مهما تعلم فهو لم يتعلم نقطة من ماء بحر
هذه بعض العبر التي اخترناها لكم احبابنا في انتظار أن تفيدونا انتم بما تجلى لكم من فوائد من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي كان أمة
أما من حملوا اسم إبراهيم عبر العصور فهم كثر ولا يسمح المجال لذكرهم كلهم..فمنهم الباشوات كابراهيم ابن محمد علي مؤسس السلالة الخديوية والملوكية في مصر
إبراهيم بن الأغلب
و هو مؤسّس أوّل سلالة حاكمة مسلمة بإفريقيّة. وقد دام حكمها أكثر من قرن، من 800 إلى 909.وهو من تميم،وهي قبيلة من شمال الجزيرة العربيّة. وقد كان والده حاكما على إفريقيّة سنة 765.
تولّى حكم القيروان من سنة 800 إلى سنة 812 فكان يسيّر شؤون الرعيّة بكلّ ما عرف عنه من خصال العدل والرّحمة. وقد بنى على بعد ميلين من مدينة القيروان قصرا منيعا هو "العباسيّة" تحرسه حامية بها خمسة آلاف جندي أسود مهمّتهم مقاومة كلّ الثورات وحركات التمرّد المحتملة.
تميّز عهده بالسّلم. وقد خلفه أبناؤه؛ فحكم عبد الله الأوّل من سنة 812 إلى سنة 817 ثمّ زيادة الله بين سنتي 817 و 838.
ونختم كالعادة بذكر شهيد يحمل اسم إبراهيم وهو الفلسطيني إبراهيم أحمد المقادمة أبو أحمد من بيت دراس من قضاء المجدل عسقلان ..ولد في عام 1950م، أحد أشهر أعلام الحركة الإسلامية في فلسطين، يعتبر المقادمة من أهم المفكرين الإسلاميين هنالك، ألف عدة كتب وكتب الكثير من المقالات التي تدعم المقاومة .... انتقل إلى مصر لمواصلة دراسته الجامعية حيث التحق بكلية طب الأسنان وتخرج طبيبا للأسنان. ثم عمل في مستشفى الشفاء بغزة ومن ثم أصبح أخصائي أشعة
اغتالته القوات الإسرائيلية مع ثلاثة من مرافقيه صباح السسبت 8 مارس 2003، حيث قصفت طيارات الأباتشي سيارته بالصوريخ أدت إلى وفاتهم وطفلة كانت مارة في الطريق
المجد لشهدائنا واللعنة على قاتليهم.
اللهم اجعلنا على درب الأنبياء والصديقين والصالحين والشهداء...آمين