® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11569 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2022-12-25, 11:41 am | | #وائل_قنديل انتظر المصريون أن يخرُجَ عليهم مسؤولٌ بقرار قاطع عن سحب المشروع المقدّم إلى البرلمان بشأن قناة السويس، ليحسم الجدل ويبدّد المخاوف مما يحيق بقناة الشعب من مخاطر على مذبح الخصخصة. لكن رئيس هيئة القناة، الفريق أسامة ربيع، عقد مؤتمرًا صحافيًا أكّد هذه المخاوف، وأثبت صحّة تخوفات المصريين على قناتهم المحفورة بعظام أجدادهم، إذ قال بوضوح إن المطروح على المستثمر الأجنبي هو صندوق هيئة القناة، وليست القناة نفسها، زاعمًا أن"صندوق الهيئة منفصلٌ عن القناة"، ثم قال في الجملة ذاتها إن "من المهم وجود صندوق للاستثمار لزيادة العوائد إلى القناة لذا سنقيم مشروعات جيدة وعملاقة للدولة وللقناة". هناك خللٌ منطقي هنا، إذ كيف يكون صندوق القناة منفصلًا عن القناة، ثم تؤول عوائد استثماره إلى القناة؟ مع الأخذ في الاعتبار أن الاستثمار في صندوق القناة سيكون متاحًا للمستثمر الأجنبي، الذي يدخل مالكًا وشريكًا في أسهم هذا الصندوق، صندوق القناة الذي يريدون منا أن نصدّق أن لا علاقة له بالقناة. أدلى الفريق ربيع بهذه التصريحات بأوامر من الجنرال عبد الفتاح السيسي، صاحب مشروع الصندوق، والمسؤول الأول والوحيد عنه، في محاولةٍ لتمرير أسوأ نتائج التبعية لصندوق النقد الدولي، مردّدًا عباراتٍ رنّانة من نوعية "لن نسمح للمستثمر الأجنبي بالاقتراب من السيادة على قناة السويس"، وهذا قولٌ يجافي العقل، بالنظر إلى أنه لا يمكن الفصل بين صندوق القناة والقناة، وبالتالي من يشتري الصندوق سيكون، بشكل أو بآخر، صاحب سيادة وقرار فيما يخصّ هذا الصندوق. تعلمنا من المنطق والتاريخ أنك لا يمكن أن تبيع شيئًا ثم تحتفظ بالسيادة الكاملة عليه، وإلا سيتحوّل الأمر إلى نكتة أو أغنية ساخرة، تشبه رائعة الراحل العظيم سيد درويش قبل قرن، حين غنّى"سرقوا الصندوق يا محمد لكن مفتاحه معايا"، لتتحوّل المسخرة إلى واقع يقول "نبيع صندوق القناة للأجنبي لكننا نحتفظ بمفتاحه". الارتباك والتلعثم واضحان في تعاطي النظام المصري مع كارثةٍ محدقة بقناة السويس، التي قرّروا وضعها في صندوق، ثم عرضوا الصندوق للبيع أو الشراكة مع الأجنبي مع الاحتفاظ بالمفتاح، هذا هراءٌ لا يمكن تصوره عقلًا حتى في بيع صندوق بريد إلكتروني أو حساب على تويتر، ذلك أنه لا يوجد مجنون يمكن أن يشتري منك حسابًا إلكترونيًا ويترك لك "الباسوورد". لو لم يكن الأمر محاولةً لتبرير وتمرير ما لا يمكن قبوله وتصوّره لما أسرعوا إلى إعدام تصريحات لرئيس هيئة القناة السابق، مهاب مميش، تضمّنها حوار على موقع صحيفة يومية تابعة للنظام بعد سويعاتٍ من نشره، لاشتماله على وجهة نظر رافضة لمبدأ الاقتراب من قناة السويس وهيئتها ببيعها للمستثمرين الأجانب أو حبسها في صندوق منفصل. من مظاهر الارتباك والتلعثم، كذلك، أن يصدُر بيان من رئاسة الحكومة يتحدّث في أوله عن شائعات مغرضة بشأن خصخصة هيئة القناة، لكنه، في نهايته، يؤكّد أن الشائعة ليست شائعة، وإنما حقيقة، حين يقول إن "إنشاء صندوق مملوك لهيئة القناة هدفه المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة لمرافق الهيئة، وستخضع كافة حسابات الصندوق لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات". لكن البيان نسي أن يضيف أنه لو اعترض الجهاز المركزي للمحاسبات على حسابات الصندوق، أو أشار إلى خلل فيها أو عوار أو انحراف، فإن رئيسه سيواجه مصيرًا يشبه مصير الرئيس السابق لجهاز المحاسبات، المستشار هشام جنينة، القابع في السجن حاليًا بعد شلحه من منصبه وضربه وسحله في الشارع على أيدي مواطني السلطة، ولا يعلم أحدٌ متى يخرج من عتمة الزنزانة وبردها. ما العمل إذن، وقد بانت وتأكّدت نية النظام في الاقتراب شيئًا فشيئًا من قناة السويس، بوضعها في الصندوق أولًا، ثم طرح الصندوق للخصخصة والاستثمار، ثم بعد حين بيع الصندوق بما فيه لمن يدفع أكثر؟ أحسب أن ما يجري الآن يسقط ورقة التوت الأخيرة عن هذه السلطة، ويضع تلك المعارضة اللطيفة أمام اختبارٍ تاريخي، فإما أن تبقى مشاركة في كل هذا الخراب وتواصل جلوسها على موائده في "حوار وطني" لا طائل من ورائه سوى تجميل القبيح من السياسات وتمرير الأقبح من الإجراءات، أو تغسل يدها من ذلك كله وتتوجه بخطابها إلى الجماهير، التي هي الخاسر الأول والأكبر من هذا الجموح في عرض أصول الوطن للبيع.
#عبد_الحكيم_حيدر
من سيتحلّى بالشجاعة بعد ممدوح حمزة؟أعلن المهندس ممدوح حمزة، أحد أهم أعمدة ثورة يناير في مصر وهوجة المغربية في 30/ 6 (2013)، اعتذاره عن اشتراكه في 30/ 6، مع طلب سماح الله، وهي بادرة شجاعة من رجل شجاع أصاب، في يناير، بجهده وماله وقدراته، وأخطأ في 30/ 6، بعدما اكتشف الملعوب "الذي كان ظاهراً من الأصل"، أعلن بكل شجاعة، قبل أيام، اعتذاره عن اشتراكه في 30/ 6. وتلك بادرة طيبة على أي حال، فتحيّة لشجاعته في أوقاتٍ تعب فيه كثيرون، بل زهد في العمليّة برمتها، وبعضهم اكتفى بالصمت في المهجر، منسحباً من كل شيء، وفي الداخل أيضاً بعد التخويف والسجون والقتل والفصل من العمل، علاوة على المراقبات الأمنية التي تشبه الحبس اليومي داخل المنازل... فهل يفعلها محمد البرادعي (صندوق أسرار العملية كلها) أم سوف يكتفي بتصريحات مواربة وانسحابية، كل آن، على سبيل "الحضور الحيادي هناك"، بعدما حضر أوائل الوليمة، ثم هرب بناء على توجيهات، تاركاً الجميع في حيرة السؤال والتأويل، لماذا جاء أصلاً، ولماذا هرب قبل حمّامات الدم؟ نعم، تم الإعداد لـ 30/ 6 جيداً من خلال دولة رجال المال والأعمال مع الدولة العميقة بكل أجهزتها السيادية قبلها بأكثر من سنة، ومن قبل حتى وصول المرحوم محمد مرسي إلى الرئاسة "المؤقتة". كان الإعداد لـ 30/ 6 يتم في حماية القضاء والشرطة. قال وزير الداخلية الأسبق، محمد إبراهيم، صوتاً وصورة: "كنت أعمل ضد مرسي قبل 30/ 6 بأربعة شهور". إلا أن الأخطر من 30/ 6 هو الإعداد المدني والأدبي والمالي والإعلامي لها، كفرشة ممهّدة لساعة الانقضاض. وفي اعتقادي، هذا الجزء المهم، الإعداد السرّي لـ 30/ 6، هو الجزء الأخطر، وهو يمثل الـ 90% من جبل الثلج الغاطس في بحار ما تم. وعلّ المهندس ممدوح حمزة "رغم شجاعته محلّ شكرنا". هو يقصد الاعتذار بلباقة عن هذا الجزء المهم والغاطس كثلج تحت مياه بحار الأحداث الخفية التي مهدت لزوبعة مغربية 30/ 6، فهل يفتح الرجل الباب أمام جبل الثلج الغاطس أسفل أحداثٍ مرّت عليها سنوات تسع إلا قليلاً؟ أم سوف تلجم المصالح والمخاوف بقية الأفواه التي أعملت معاول الهدم في جسد أول ثورة شعبية نادرة في تاريخ مصر الحديث. سنكون نحن بعد شهر وأيام في ذكراها الـ 12، إن مدّ الله في أعمارنا، فرحمة الله على من استشهد فيها، وسامح الله من بالخطأ غدر بها، وسامح الله أيضاً من تحلّى بالشجاعة واعتذر، أما من نالوا مصالحهم، فهؤلاء "ليس عندهم أفضل من ذلك"، ومن 7000 سنة سابقة أيضاً. أتذكّر، وهذا للتاريخ والله لا للوم أحد، أن من التجهيزات الإعلامية لأحداث الانقلاب المصنوع والمتّفق عليه في استديوهات رجال المال والأعمال شاهدت سواطير إبراهيم عيسى ومناشيره وكاوتشاته المنفوخة والمعلقة على حوائط الاستديو والمكتوب تحتها "انتهت 80 يوم من الـ 100 يوم يا معلم". علاوة على بط توفيق عكاشة وشتائمه وغيرها. وشاهدت أيضاً ذلك "الخروف" الأملح الأقرن الذي أرسله المهندس ممدوح حمزة إلى برنامج الممثل هاني رمزي، وذلك في الأيام التي كانت الحكومة تستورد، بتراب الفلوس الشامي الأصفر، من أميركا لخرافها قبل أن تحول أميركا 40% منه إلى طاقة عضوية، وصار في الأسواق كالذهب الأحمر أو الكبريت. كانت كل تلك المشاهد المعدّة بحرفية عالية في الاستديوهات كتمهيد ساخر لإهانة شخص الرئيس، تمهيداً لـ 30 /6. وبالطبع ملأ الممثل هاني رمزي الاستديو بالضحك والظرف المصنوع مع المهندس العبقري الذي كان من لبنات ثورة يناير، والآن يأتي مع "خروفه" نكاية وسخرية من شخص الرئيس. كانت مطابخ الإعداد في قمة صناعتها تمهيداً لذلك اليوم، مع نساء الشوارع بالملاءات اللفّ والنظارات السوداء أمام بوابة قصر الاتحادية وعيال الشوارع بالطوب أمام سميراميس.. إلخ. وكان الممثل الكوميدي أحمد رزق وقد دخل، قبل الخروف، بأنبوبة بوتاغاز إلى نفس الممثل هاني رمزي، تعبيراً عن شحّ الغاز وغلاء سعره، وكان سعرها آنذاك ثمانية جنيهات. وعليك أن تعرف أن سعرها الآن 80 جنيهاً كي تكتمل الكوميديا. أما المضحك، أيضاً، أن أحمد رزق الذي كان في تلك الأيام نجماً أصبح نسياً منسياً، وهاني رمزي نفسه الذي كان نجماً حضر فيلمه الأخير خلال حفلتين فقط 500 مشاهد، ثم رفع فيلمه من قاعات السينما تمهيداً لسنج محمد رمضان وسيوفه وأغانيه، فهل هناك انتقام أقدار أكبر من ذلك. وعلّ الله يسامح، وهو المسامح من قبل ومن بعد. | |
| |