قبل وفاة أمّى بثلاثة أشهر كان عصفورٌ رمادىّ يأتى إلى بيتنا كلّ مساء بعد غروب الشمس ويتّخذ مكانا له فى جنش سقف البراندة وما إن تحل العتمة حتى يبدأ بالصداح
كان العصفور يكرّر كلامه كلّ يوم وكان فى صداحه شئ من الحزن!
الحزن الذى يوحى بنذير يتردّد صداه فى أعماق روحى!!
لم أكن أفهم ماذا يريد العصفور ولماذا ينوح بهذا الشكل كل مساء مولّيا وجهه شطر غرفة أمّى!!
غرفة أمّى المفتوحة الباب المفتوحة الباب دائما كقلبها
وفى اليوم الذى استيقظت فيه على خبر وفاتها نظرت إلى الجنش فوجدته نظيفا وقد قام أحدهم بإزالة بقايا أعواد القش التى كان يأتى بها العصفور !
ومنذ ذلك اليوم اختفى العصفور تماما ولم يعد إلى بيتنا ثانية وأوصدت غرفة أمّى!