كانت أمّى فى أيامها الأخيرة وقبل مرضها المفاجئ ثمّ رحيلها
تطبخ لى كلّ ما أشتهيه و أحيانا ما تأتى بمُرادى وتعرف طلبى
قبل أن يقفز على لسانى !
سألتها عن سبب هذا الحنان والاهتمام المبالغ فيه
نظرَت إلىّ بابتسامةٍ بكى قلبى من شدّة حنانها
وقالت بالنّص"علشان لما أموت تقرالى الفاتحة وتقول ربنا يرحمك ياامّا"
همستُ وأنا أقبّل رأسها "ليبتعد الشرّ عنكِ يا أمىّ فلا معنى للحياة بدونك"
ربّتَت على كتفى بيدها وقالت (لا بدّ من البيات برّه)
لا أعرف لماذا نطَقت بهذه الجملة التى انغرست فى روحى كالرمح
شَدّت بيدها الحانية على يدى وكأنّها تُعزّينى فيها وكرّرت القول
(لا بدّ من البيات برّه)
البيات برّة
ماهذا الذى تقولينه يا أمىّ ؟!
قبّلتُ قدمها ورأسها بدموعى التى سالت وتساءلَتْ عن سبب هذا الكلام !!!
وما مرّ شهر إلّا وفاجأها المرض الذى أخذ بيدها إلى القبر لتنام قريرة الرّوح!!
لتبيت برّه
سلام الله على روحك يا أمىّ