قبرٌ ممتدٌّ ، ثلاثون شجرة – زيرفان سليفاني
أيُّ نوبةٍ ، تجرُّ أذيالها الأخيرة ، لتدابيرٍ مُحكمةٍ و موتٍ مُحَكم ؟
الندماءُ المنهكّون حول مائدةِ الخرابِ ،
الندماءُ المنهكّون في حصادِ الوقتِ للوقتِ ،
كلُ نوبةٍ تكتملُ بأخرى ،
كلُ نوبةٍ قيامةٌ للروح في شؤونها المبتكرة ،
هاتوا صهيل البرجوازيين ،
في عتمة الجغرافيا ،
هاتوا البيوت و قِطَطها المُهاجرة ،
هاتوا الزيتَ ، ليحتفل الجُندُ بأشياء صغيرةٍ ، بذاكرةٍ صغيرة ،
أنا العدميُّ بجُبّةٍ طاهرةٍ ،
و أسمالٍ يغيبُ فيها الجسد ،
أتربّصُ حجر الله أن يسقط ،
ألا أنَّ الوجوه ازدحمت في قيودٍ و براثنَ ،
وجوهُ النفير صفّاً صفّاً .
لم أجدْ نهراً ،
لأصطاد الفرائس التي تقبع في روحي و روحها ،
لا تمشي إلا مهرولةً ، رأسي
أيّتها البراري ، النهّابون يخرجون من الزمنِ رميةً فرميةً ،
هكذا ، يصرخُ الواقفون صوب التلالِ ،
صرخة جريحٍ و حيٍّ ،
لا ، لم تكنِ الأبديةُ إلا جزافاً ،
حين وجدَ الهُلاّك وقفتهم في ظلٍ مادحٍ و يقينٍ يسطرُ العرش .
2/
جيوشٌ تقتحمُ قناديلَ الحالمين ،
إلّا قنديلاً ، لم ينضب زيتهُ ،
فكان الرائيُّ في ردهة الآلهةِ ، يصبُّ عليهِ ورق الكستنةِ .
3/
أزلٌ ، ما العملُ إذنْ !
طيفُ الخريفِ فيَّ ، لم يبدأ بعد ،
وأنا هامش سيرةٍ ، يحتاجُ إلى ضوء و فرس ،
رُويدكَ أيّها الحثيثُ ، نحو الآخرة ،
لا يزال الطريق إلى الحياة ممكنة .
زيرفان سليفاني
مقاطع من ديوان نافخ العلن الأخير
الرقصُ ثلاثاً ،
حدثٌ لسماءٍ ،
السماءُ أجملُ من البارحة ،
لهيبُ المدينةِ ، ساعد بريد الآلهةِ ،
ضلالاتُ النهاونديين ،
هات أيّها المُقيمُ أبداً في سِدرةِ المحتوى ،
بذرة ،
رذاذاً .
أيّها المدمنُ ،
هذهِ ظهيرةٌ تبرهنُ للخيبةِ ،
أنّ الهبوطَ من الفردوسِ كان خطأً ،
آدم الحسرةِ فينا .
ذلك الحديدُ الذي لا يهمل ،
أنفاقُ الريحِ تفقدُ كل شيءٍ في نبرةٍ أكيدة ،
الموتُ المتجدّدُ في الطريقِ ،
يُحدّث للزمنِ كل الأغاني
هذهِ أبديةُ الخرافةِ ،
هي العطبُ بكل مداخل الحياةِ ،
تجيءُ كظلمٍ للإنسان ،
هي الفرارُ من أيّ شيء إلى أظلم شيء ،
هي الاستمرارية الباذخة ،
للذين يبيتون في معابد الأوثان .
كسنونوةٍ متعبة في آخر النهارِ ،
أو كقصةٍ يوميّةٍ ،
اعتادَ جُلّاس المقاهي على سردها
الروحُ معدنٌ ،
حين يَنْكبُّ الغضبُ في قارورتها السرمديّة .
/
وتدٌ لآخِر الهِياج ،
طينُ البهجة الأولى ،
الآخرون في شُغلٍ ،
و السماءُ في شُغلٍ.
من كردستان العراق ــ دهوك ، له كتابان مطبوعان :
1ـ ( أثقال مهملة ) نصوص شعرية . مطبعة هاوار / كردستان العراق .
2ـ ( نافخ العلن الأخير ) شذرات ، دار الأدهم للنشر و التوزيع / القاهرة .