آخر المساهمات
2024-11-06, 9:59 pm
2024-10-12, 12:21 am
2024-10-12, 12:19 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:13 am
2024-09-21, 5:25 pm
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

مختارات من شعر رفعت سلّام

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : مختارات من شعر رفعت سلّام 15781612
مختارات من شعر رفعت سلّام Icon_minitime 2020-12-18, 4:27 pm
@hassanbalam
#رفعت_سلام
مختارات من شعر رفعت سلّام P_1813tythh1
هكذا قلت للهاوية شعر رفعت سلام

ديوان رفعت سلام pdf

هكَـذَا قُلتُ للهَـاويَة

رفعت سلام
قَتَلُونِـي ،

فَانْفَرَطْت :

قِطَارَاتٌ تَعْوِي قَبَائِلُ مُدَجَّجَة جَرَّةٌ مَقْلُوبَة صَمْتٌ يَهْوِي عَلَى حَجَر خِنْجَرٌ مُعَلَّقٌ فِي سَمَاءِ الذَّاكِرَة لَيْلٌ قَرَوِي صَبِيٌّ يَهْرُبُ خَوْفًا مِنَ الخَمِيس طَائِرٌ يَلُوحُ فِي نَافِذَةٍ غَامِضَة قَاعِدٌ عَلَى حَافَّةِ وَقْتٍ مِن رَمَاد مَرْأةٌ تَمْضِي إلَى قَبْرٍ وَمَرأةٌ تَجِيء يَارَا غَابَةٌ مِنَ الضَّحِك طُبُولٌ تَقْرَعُهَا الرِّيحُ فِي زَمَنٍ قَدِيم تَقُولُ تِلْكَ آيَتِي آنَ أن أنَامَ الآن هَل يَأتِي أم يَمْضِي إلَى نِسْيَانٍ يَجِيء مَن يَقُول صَرْخَةٌ تَطْعَنُ النَّوْمَ فِي نَوْمِه شَايُ الصُّبْحِ جَسَدٌ أو دُعَاء الثِّيرَانُ اللَّيْلِيَّة بَابٌ يَنْفَرِجُ وَوَجْهٌ عَسِلِيٌّ فِي العَتْمَة كَأنَّ الرِّيحَ تَحْتِي تَأتِي إلَى جَسَدِي بِلاَ ثَدْيٍ وَأردَاف قَمْحٌ غَابِر غُرفَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي فَضَاءٍ هَبَاء زَهْرَةُ البُسْتَانِ وَقْتٌ قَتِيلٌ وَغُبَارُ كَلاَم خُيُولٌ مَسْعُورَةٌ تَمُدُّ أعنَاقَهَا فِي الحُلْم قُلْتُ : أنَا شَوْكَةٌ مَسْمُومَةٌ فِي أسَنِ القَاهِرَة رُؤُوسٌ أيْنَعَت حَتَّى فَسَدَت بِلاَ قَطَاف .

وَانفَرَطْت :

صَهِيلٌ فِي سُهُولٍ مَا عَاصِفَةُ الصَّحرَاءِ تَقْصفُ الخُزَعْبَلاَتِ الجَمِيلَة رَأسِي عَلَى طَبَقٍ مِن الفِضَّة كَيْف تَنْحَنِي فَتَرْمُقَنِي الحَلْمَتَانِ بِالسُّؤَال مَن يُدِيرُ الآنَ خَدَّه اليَسَارِي لِمَاذَا جَعَلْتَنِي مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ نَارٍ وَأسوَارَ نُحَاس غَيْمٌ يَهْطِلُنِي أشْلاَء مَرأةٌ تَرْعَى أُنُوثَتَهَا لِي وَتَمْنَحُهَا لأوَّلِ عَابِرِ سَبِيل شِعَارَاتٌ مُجَفَّفَةٌ فِي السُّوق ذَاكِرَةٌ أهَبُهَا لِلكِلاَبِ السَّعْرَانَة الحَنِينُ فَاكِهَةٌ عَطِنَةٌ لِلأرَامِل أرَقٌ عَلَى أرَق مِيَاهٌ تُغْرِقُ الحُلْمَ فَأطْفُو جَائِعًا شَهِيًّا هَكَذَا أنْكَسِرُ وَلاَ أنْحَنِي لَيسَ اليَأسَ بَل القُنُوط قَالَت : مَتَى تَدخُلُنِي عَوِيلٌ يَقْسِمُ اللَّيْلَ وَيَحْنُو عَلَى شِيَاهِي الشَّائِهَة مَن يَطرُقُنِي الآنَ وَأبْوَابِي مَفْتُوحَة يَمْرُقُ فِي لَيْلِي سَارِقًا ظِلِّي فَيَا سَيِّدِي النِّسيَانُ أدْرِكْنِي



وَانْفَرَطْت :

لاَ ألتَمُّ وَلاَ أتَبَدَّد .

أعْضَائِيَ أغْصَانٌ تَسْكُنُهَا العَصَافِيرُ وَيَأوِي إلَيْهَا البُومُ وَالصَّرخَاتُ وَلاَ مَن يَهُشُّهَا . وَقَلْبِي بَرْزَخٌ يَنشَقُّ لِي فِي مُنْتَصَفِ الوَيْلِ فَأهْوِي وَلاَ وُصُول .

وَحَالِي حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ سَيِّدِي فَضَاعَ مِنِّي الصَّولَجَان .

تَلْكَ آيَتِـي

وَلاَ غُفْرَان

فَمَن يُعْطِينِي لُقْمَةَ وَقْتٍ أهبُهُ الهَبَاءَ الجَمِيل . وَمَن يَهَبُنِي الهَبَاءَ الجَمِيلَ أمنَحُه النَّحِيبَ الوَبِيل . وَمَن يَمْنَحُنِي النَّحِيبَ الوَبِيلَ أُهْدِيهِ غَابَةً مِن عَوِيل :

كُلُّ شَجَرَةٍ ثَكْلَـى

وَكُلُّ غُصْنٍ قَتِيـل

وَفَوْقَ كُلِّ غُصْنٍ طَائِرٌ نُحَاسٌ وَصَرْخَةٌ مُعَلَّقَةٌ بِخَيْطِ وَهْمٍ يَنْقَطِعُ كُلَّ سَاعَةٍ فَتَنْفَجِرَ الصَّرخَاتُ إلَى غَيْمَةٍ صَخْرِيَّةٍ لاَ تَبْلَى فَتَهْطِلَ حِجَارَةً مِن سِجِّيل :

كُلُّ حَجَرٍ جُوعٌ شَبِقٌ

كُلُّ صَخْرَةٍ مِحْنَةٌ وَامتِحَان

وَلاَ غُفْرَان

تِلْكَ آيَتِـي



قَتَــــلُـونِـــي









هَكَذَا

قُلْتُ لِلْهَاوِيَةِ انفَتِحِي لِي ،

وَامْنَحِينِي خُيُولَكِ الذَّهَبِيَّةَ ،

وَاتَّسِعِي لِي .



أنَـا قَـادِم



قَبْلَ أن يَصِيحَ الدِّيكُ

أو يَنْفُخَ إسْرَافِيلُ الصُّور



قَـــادِم



وَخَلْفِيَ قُطْعَانٌ ذَبِيحَةٌ تُرَتِّلُ أوْرَادَهَا الشَّجِيَّة ،

خَلْفِيَ أشْجَارُ أفُولٍ تُثْمِرُ النُّعَاسَ وَالبُكَاء .

فَانْفَتِحِي .

لاَ عَزَاء .

صَخْرَةٌ صَارِخَةٌ فِي أسَنِ الوَقْت ،

أو

صَرْخَةٌ صَخْرِيَّةٌ مَغْرُوسَةٌ فِي مَفْرِقِ العَمَاء .



أنَــا سَـــيِّدُ الهَبَـــاء




لاَ نَافِذَةَ لِي ،

وَلاَ بَاب .

لاَ سَقْفَ لِي ،

وَلاَ جُدْرَان .

جَسَدِي : بَيْتِيَ الَّذِي لاَ يَتَّسِعُ لِي .

وَبَيْتِي يَفِيضُ عَن أرْضِ اللَّهِ الوَاسَعَة .

هَكَذَا

قُلْتُ لِلْهَاوِيَةِ اتَّسِعِي لِي ،

وَامْنَحِينِي خُيُولَكِ الذَّهَبِيَّةَ ،

وَاترُكِينِي فِي العَرَاء .

إنَّهُ امْتِحَانِي :

كُلُّ صَبَاحٍ فَجِيعَة

وَكُلُّ نَـومٍ فَرَار

صُقُورٌ تَحُطُّ الصُّبْحَ فَوْقَ رَأسِي ،

تُوَلْوِلُ وَلْوَلَةً لَئِيمَة ،

حَتَّى إذَا فَتَحْتُ عَيْنِي

اختَطَفَتْهَا

وَحَطَّت فَوْقَ شُبَّاكِي ،

تَرْصُدُ الخَطْوَةَ الألِيمَة .

وَكُلُّ خَطْوَةٍ جَرِيمَة

فَمُدُّوا خُطَاكُم لأقْطَعَهَا خُطْوَةً خُطْوَة .

أنَا غَابَةٌ مَلْغُومَةٌ بِالشُّرُورِ الفَاتِنَة .

وَأنتُم امْتِحَانِي

( لَم أقُل – بَعْدُ – إنَّنِي مِحْنَتُكُم )

فَلْيَبْتَعِدِ المُلْتَصِقُونَ بِحِذَاءِ المُؤَسَّسَة ،

كَذُبَابٍ بَذِيء .

أمَّا الحَرَافِيش فَلَهُم بَيْتِيَ وَأسْرَارُ شُرُورِي ،

وَشَرِيعَتِي المُرِيبَة .

لَهُم غُرْبَتِي وَأغْرِبَتِي .

لاَ شَيءَ لِي

سَأقْطَعُهَا جَمِيعًا وَاحِدَةً وَاحِدَة .

فَمُدُّوهَا لِي

( هَا هِيَ البَلْطَةُ وَالحَبْلُ وَالسِّكِّين .

هَل نَسَيْتُ نَفْسِي ؟) .

سَأقْطَعُهَا ،

فَإمَّا أن تَبْتَعِدُوا وَإلاَّ

هَا أنَا أُرَمِّمُ بَصِيرَتِي وَأرْتُقُهَا وَأرفُوهَا

فِي انْتِظَارِ الصُّقُور .


أمْشِي خُطْوَاتٍ مِن نِسْيَان .

لاَ يَصْحَبُنِي أحَد : أرْفُسُهُ إلَى وَرَاء .

وَأُشْعِلُ النَّارَ فِي المَسَافَاتِ السَّابِقَة .

لاَ ذَاكِرَةَ لِي ،

وَلاَ حَنِيـن .



أمْشِي .

فَلْيَتَنَحَّ الجَمِيعُ عَن طَرِيقِي ،

أو يُخْفِضُوا رُؤُوسَهُم إلَى الأرْض ،

حَتَّى أنْسَى .

لَن أخْرِقَ الأرْضَ ، وَلَن أبْلُغَ الجِبَال

( لَسْتُ مَشْغُولاً بِذَلِك !)

فَلِمَاذَا يَأوِي إلَيَّ الرَّاحِلُون

( لَم أُصْبِح – بَعْدُ ـ مَقْبَرَة )

لِمَاذَا ـ حِينَ تَهُزُّ الرِّيحُ أغْصَانِي ـ

يَسَّاقَطُ الحُطَيْئَةُ وَبَشَّارُ وَرَامْبُو وَالمُتَنَبِّي وَمَايَاكُوفْسِكِي وَأبُو نُوَاس وَامرُؤُ القَيْسِ وَرِيتْسُوس وَتَأبَّطَ شَرًّا إلَخ



مَعَهُم تَسَّاقَطُ صَحْرَاوَاتٌ لَم أقْطَعْهَا ، وَخُمُورٌ لَم أشْرَبْهَا ، وَذُنُوبٌ لَم أرْتَكِبْهَا، وَنِسَاءٌ لَم أنْكحْهَا ، وَأحْلاَمٌ لَم أقْرَبْهَا ، وَحَمَاقَاتٌ لَم أقْتَرِفْهَا ، وَشَهَوَاتٌ لَم أذُقْهَا ، وَقَصَائِدُ لَم أكْتُبْهَا


لاَ بَأسَ ـ إذَن ـ أن أُشْعِلَ النَّارَ فِي الأغْصَان ،

وَأمشِي خُطْوَاتٍ مِن نِسْيَان .


لاَ تَسْألُوا عَنِّي أحَدًا .

رَاحِـل

كَطَلْقَة ،

أو شَجَرَةٍ تَأوِي إلَى حضْنِي

لَحْظَةَ الهُبُوب .

( مَا قُلْتُ إنَّهَا امرَأة .

هِيَ شَجَرَة ،

أو زَوْبَعَة ).



عَلَى قَلَقٍ أمْضِي ،

( كُلُّ الظُّنُونِ بَرِيئَة )

خَاوِيًا مِن الطُفُولَةِ وَالجِرَاحِ العَاطِفِيَّة ،

( فِي المُفْتَرَقَاتِ ، أُفْرِغُ نَفْسِي ،

وَأنْفُضُ البَقَايَا العَالِقَة )

إلَى جِرَاحٍ تَجِيء .

هَل آنَ آنِـي الآن ؟



لاَ رِيحَ تَعْرِفُنِي ،

وَلاَ ثِيَابِيَ الدَّاخِلِيَّة ،

لاَ مِتْرُو "عَبْدِ العَزِيز فَهْمِي" ،

وَلاَ صَوْتُ الطُّيُورِ اللَّيْلِيَّةِ قَبْلَ الفَجْر ،

وَلاَ

كَطَلْقَة ،

أو شَجَرَةٍ أرْمَلَةٍ ، عَقِيم .

أمْضِي

فَلْتَرْفَعُوا أقْدَامَكُم عَن ظِلِّيَ الخَلْفِي .

وَابْتَعِدُوا قَلِيـلا .





أطفُو مُتَأرجِحَا ،

مُتْرَعًا بِزُرْقَةٍ وَيُودٍ وَمِلْح .

مُوصَدَةٌ أبْوَابِي وَنَوَافِذِي

فِي وَجْهِ العَالَم .



مُوصَدٌ بِأقْفَالٍ وَمَزَالِيجَ لاَ تَصْدَأ .

لاَ يَعْتَرِيهَا نِسْـيَان ،

أو نُعَاس .



هُم حُرَّاسِيَ السَّاهِرُون ، أحِبَّائِي .

أسْهَرُ مَعَهُم فِي لَيَالِي الشِّتِاء ،

نُشْعِلُ أخشَابَ الذِّكرَيَاتِ الجَافَّة ،

وَنَرشُفُ الأَرَق ،

أو نَتَبَادَلُ الضَّحكَاتِ الخَائِبَة .



هُم زَبَانِيَتِي المَاكِرُون .

يَدُسُّـونَ لِيَ السُّمَّ فِي فِنجَانِ الفَجِيعَةِ الصَّبَاحِي ،

وَيَنْتَظِرُونَ انتِفَاضَتِي الأخِيرَة ؛

حَتَّى إذَا مَا عَبَرْتُ الفَجِيعَة مَرحًا ، خَجُولاَ :

أقَامُوا مَأتَمًا شَاهِقًا وَرَقْصَةً كَسِيرَة .



مُتْرَعًا أطْفُـو .

بِلاَ أسْمَاك ، أو نَوَارِس .

لاَ نِسْـيَانَ ، أو نُعَاس .



فَلِمَاذَا يَرْفَعُـونَ الرَّايَةَ السَّـوْدَاء ؟





قُلْتُ لَهَا : أنْتِ هُوَّة ،

وَأنَا حَجَر .

وَقُلْتُ : تَضِيقِينَ عَنِّي ،

فَلاَ أنْزَلِقُ فِيكِ ، أَو أَهْوِي .

وَقُلْتُ : كَيْفَ أنْفُذُ ـ أنَا الشَّاسِعُ الشَّاهِقُ ـ

فِي ثُقْبِ إبْرَةٍ يَتِيم .

وَقُلْت : أنَا أضْيَـقُ مِن نَفْسِــي .

فَكَيْفَ أتَّسِعُ لِي ؟


أنْتِ هُوَّة .

أنَا طَلْقَةٌ عَابِرَة .

عَكْسَ كُلِّ رِيح .

نَحْوَ الغِوَايَةِ الخَاسِرَة .



قُلْتُ : كُلُّ الخَسَارَاتِ مَنْذُورَةٌ لِي ،

وَكُلُّ التَّهلُكَاتِ المُضِيئَة .



قُلْتُ : فَلْيَرْتَفِع غِنَائِي ـ إِذَن ـ

نَشِـيجًا بَهِيجَا .

حَجَرٌ ، وَهَاوِيَة .

وَسَمَاءٌ مِن حَدِيد .



زَمَنٌ رَمْل .

وَأرضٌ خَاثِرَة .



فَلِمَاذَا أتَّسِعُ ، وَالوَقْتُ يَضِيق ؟





أشْيَاءٌ مَنْذُورَةٌ لِلفَرَارِ المَرِير .

وَحْدِي :

مَنْذُورٌ لِلرَّمَادِيِّ الصَّفِيق .





صَهِيلٌ غَابِرٌ يَغْفُو عَلَى المِيَاه .

وَمَرْأةٌ مَحْلُولَةٌ تَطْفُو عَلَى حُقُولِ الفُول ،

مَرْأةٌ مِن نُحَاس .



حَجَرٌ مِن سَمَاءٍ يَحُطُّ عَلَى نَافِذَتِي ،

وَيُومِئ .



وَأنَا أُوغِلُ فِي غُرُوبٍ بَازِغٍ ،

أو

أقْتَفِي ظِلِّي عَلَى مِيَاهِ النُّعَاس .



صَهِيلٌ ، وَمَرْأةٌ مِن مَطَر .

تَهْمِي طُيُورًا تَعُضُّنِي ،

أو تَشْرَبُنِي ،

ثُمَّ تَعْدُو عَلَى حُقُولِ الفُول :

مَرأةً مِن حَجَر .



مَحْلُولَةً تَجِيءُ أو تَمْضِي ،

فَيُومِئُ لِي حَجَرٌ مِن سَمَاء ،

فَأمْنَحَهَا رَصَاصَةً وَأشْجَارًا هِيرُوغْلِيفِيَّة .

تَأكُلُ الرًّصَاصَةَ هَنِيئًا ، مَرِيئَا .

وَتُطْلِقُ الأشْجَارَ فِي صَدْرِي ،

وَتَجْرِي .



عَلَى مِيَاهِ النُّعَاسِ أقْتَفِي أثَرِي .

ظِلِّيَ مَقْسُومٌ عَلَى خَطِّ الزَّوَال

( نِصْفٌ قَتِيل ،

وَنِصْفٌ مَغْرُوسٌ صَرْخَةً مِن رِمَال ).

وَفِي الخُطَى حَرَام .


خُطْوَةٌ أخْرَى ،

وَيُورِقُ العَوِيل .


أُهَيِّئُ نَفْسِي لِلْمَجْزَرَةِ القَادِمَة .

( لَم أخْسَر ـ فِي آخِرِ مَجْزَرَة ـ

غَيْرَ جُثَّتِي ، وَخَيْبَتِي المُتَكَرِّرَة )



أنَــا الوَلِيمَــةُ الدَّائِمَــة



أُرَمِّمُ قِلاَعِي وَحُصُونِي الوَهْمِيَّة .

أشُدُّ مِن أَزْرِ أطْلاَلِي بِالخُطَبِ الحَمَاسِيَّة

( أعْرِفُ أنَّهَا بِالِيَةٌ ، مَلِيئَةٌ بِالثُّقُوب )،

وَأَرْفَعُ العَلَم

( هُوَ ـ أيْضًا ـ أكَلَتْهُ العِثَّةُ وَعَوَامِلُ التَّعْرِيَة .

لَم يَبْقَ مِنْهُ سِوَى بَعْضِ الهَلاَهِيلِ المُلَوَّنَة )،

وَأرْفَعُ عَقِيرَتِي بِالنَّشِيدِ الوَطَنِي .

حُقُولٌ مِن جَمَاجِمِ المَجْزَرَةِ المَاضِيَة .

( هَل هِيَ لِي ؟

فَأيْنَ جُمْجُمَتِي ؟)

أُهَدْهِدُهَا فَلاَ تَغْفُو .

أُوَبِّخُهَا : صَبَاحُنَا القَادِمُ مَجْزَرَةٌ قَادِمَة .

تَعْوِي ،

وَتَأوِي إلَى صَدْرِي ،

فَأغْفُو مُشْرَعَ الأسْلِحَة .



أحْلُمُ بِالبَرَابِرَةِ القَادِمِين .

( لَم يَجِيئُوا فِي قَصِيدَةِ "كَفَافِي" .

لَكِنَّهُم وَعَدُونِي بِالمَجِيءِ ، عِنْدَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة )

أُهَيِّئُ نَفْسِي لَهُم وَلِيمَةً ألِيمَة .

أتَطَيَّبُ بِالزَّنجَبِيلِ وَالزَّعْفَرَانِ وَالكَافُورِ وَالقرُنْفُلِ وَالنِّسْرِين .

وَأنتَظِر :

شَهِيًّا ، جَمِيلاَ .


أنْتَظِر


وَأحْلُم بِالجَحَافِلِ وَالصَلْصَلَة .


أمْشِي عَلَى هَشِيمِ الوَقْتِ وَقْتًا شَائِكَا .

( لَيْسَت الأَرْضُ طِفْلَتِي اليَتِيمَة .

هِيَ كُرَةٌ خَاوِيَةٌ ، لاَ غَيْر !)

أُغَنِّي لِلانْهِيَارَاتِ وَالشُّرُوخِ وَالهَزَائِمِ القَاصِمَة ،

وَلِنَفْسِي .

( هَل هُنَاكَ عِلاَقَةٌ مَا ؟)

وَأعْبُرُ الأطْلاَلَ وَالرُّكَامَ مَرحَا :

ـ "عِمْتُم مَسَاءً أجْمَلَ الفُرْسَان !

أيْنَ رَاحَت خُيُولُكُم الشَّاهِقَة ؟

يَا لَهَا مِن ذِئَابٍ عَارِمَة !"



وَقْتٌ هَشِيمٌ يَنْصُبُ الفِخَاخَ لِي .

( كُلَّمَا وَقَعْتُ فِي فَخ ،

سَمِعْتُ قَهْقَهَتَه الشَّامِتَةَ خَلْفِي ،

فَأتَشَهَّى الفَخَّ الجَدِيد )

يَقُولُ : أنْتَ أخِي وَخِلِّيَ الوَفِي .

أنْتَ صَفِيِّي وَقَرِينِيَ البَهِي .

يَصْفَعُنِي بِالسُّـؤَال ،

وَيَخْتَفِي خَلْفَ الشَّجَرَة .



أَمشِي .

( لَيْسَت كُرَةً خَاوِيَةً ، أو جُرْحَا .

إنَّهَا مُحَاوَلَةٌ حَامِضَة )

وَتَحْتَ أقْدَامِي رَمَادُ الكَائِنَاتِ المُجْهَضَة .

يَقْضُمُنِي قَضْمَةً قَضْمَة ،

( أعْرِفُ أنَّ مَذَاقِيَ مُرٌّ ، "كَطَعْمِ العَلْقَم")

وَيَلْفُظُنِي مُسْتَرِيبَا .

فَأمْشِي : مَرحَا ،

أُغَنِّي

لِلْخَسَارَاتِ القَادِمَة .





أمضِي فِي الظَّهِيرَةِ الهُوَيْنَى ،

مَحْفُوفًا بِالفَرَاشَاتِ وَالطُّيُور ،

مُتْرَعًا بِالرِّضَى عَنِ العَالَم .

كُلُّ شَيْءٍ هَادِئٌ فِي مَكَانِه :

المَاءُ فِي الكُوبِ ، وَالقَتْلَى فِي الشَّوَارِع ،

البُومُ فِي الخَرَائِبِ ، وَالجُثَثُ فِي الثِّيَاب ،

وَالضِّبَاعُ فِي المُدُنِ وَالعَوَاصِم ،

وَأنَا أمضِي الهُوَيْنَى ،

أُصَفِّرُ النَّشِيدَ الوَطَنِي

(لَم أعثُر ـ فِي الذَّاكِرَةِ ـ عَلَى غَزَلِيَّةٍ تَلِيقُ بِالمَقَام)

مَحْفُوفًا أمضِي .

طَلَل .

وَفَوْقَ رَأسِي غَيْمَةٌ مِن حَدِيد .

( لَن يَنَالَنِي ـ إذَن ـ قَصْفُ الطَّائِرَاتِ "الشَّبَح" ،

وَلاَ مَدَافِعِ الأُسْطُولِ ، أو صَوَارِيخِ "بَاترِيُوت" )

تَهْطِلُ المَنَّ وَالسَّلْوَى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَوْمِيًّا

( تَسْبِقُنِي إلَيْهَا فَرَاشَاتِي وَطُيُورِي ،

فَلاَ يَبْقَى لِي مِنْهَا شَيء .

وَإِذَا مَا زَاحَمْتُهَا أخْرَجَت لِي مَخَالِبَهَا وَأنْيَابَهَا )

وَفِي المَرَّةِ الرَّابِعَة تُمْطِرُنِي بِالقِرْمِيد .

( لاَ تُحِبُّ مَذَاقَه الفَرَاشَاتُ وَالطُّيُور ،

فَألتَهِمَه فِي شَبَقٍ كَظِيم )

وَأنَا سَادِرٌ فِي النَّشِيد .

ظَهِيرَةٌ أبَدِيَّـة .

وَقَتْلَى يَسُدُّونَ الشَّوَارِع .

( رُبَّمَا كُنْتُ أحَدَهُم )

وَالكُوبُ فِي المَاءِ ، وَالخرَائِبُ فِي البُوم ،

وَالعَوَاصِمُ فِي الضِّبَاعِ ،

وَكُلُّ شَيءٍ فِي مَكَانِه هَادِئ .


فَلِمَن تِلْكَ الأَصْوَاتُ المُقْتَرِبَـة ؟


حِينَمَا اسْتَيْقَظْت كَانَ مُنْتَصَفُ اللَّيْل .

( هَكَذَا سَبَقَنِي "رَامبُو" )

أَصْنَامٌ تَتَصَاعَدُ مَعَ آذَانِ الدِّيَكَة ،

حُشُودٌ قَتْلَى يَجُوسُونَ المُدُنَ وَالقُرَى ،

فَتَنْفَجِرَ غَابَةُ المَآذِنِ بِالصُّرَاخِ وَالعَوِيل ،

شَمْسٌ تَقْلِي الشَّوَارِع ،

وَصَحْرَاءُ تَأخُذُ شَكْلَ مَقْبَرَةٍ وَبُحَيْرَةِ دَم ،

أبْنِيَةٌ لاَمِعَةٌ مَنْذُورَةٌ لِبُومٍ قَادِم ،

وَأوْرَاقٌ غَيْمَةٌ سَامَّة ،

تُمْطِرُ أشْلاَءَ بَاهِظَةً وَكَلاَمًا مِن عَطَن ،

وَالأنَاشِيدُ تَقْتَاتُ لَحْمَ الأطْفَال .



عُمْرٌ مِنَ النَّوْمِ مَضَى حَتَّى مُنْتَصَفِ الوَيْل .

( هَل كَانَ النَّوْمُ أُمًّا ،

أم كَانَ ضَبْعًا غَائِمًا ؟)

وَصَحْوٌ مُسْتَطِيرٌ عَلَى أسْرَابِ نُعُوشٍ شَهِيَّة .

طُبُولٌ زَاعِقَةٌ ، وَخِصْيَانٌ ، وَعَاهِرَاتٌ مُتَوَّجَاتٌ ،

عَسْكَرٌ مُدَجَّجٌ ، وَقَوَّادُون ، وَبَيَارِقُ مُرَتَّقَة ،

وَالنَّشِيدُ الوَطَنِي .

( أشْيَاءٌ بَاهِرَةٌ تَحْسِدُنِي عَلَيْهَا ظَهِيرَةُ "رَامبُو" )



شَايُ الصُّبْحِ بِالحَلِيبِ ، دُعَاءُ أُمِّي وَأنَا أخْطُو إلَى الشَّارِع ، أنَاشِيدُ المَدْرَسَةِ ، ثِيَابُ عِيدِ الفِطْرِ ، التِقَاطُ التُّوتِ مِنَ الغُصُونِ القَرِيبَةِ ، أحْلاَمُ اليَقَظَةِ بِابْنَةِ الجِيرَانِ ، الفَرْحَةُ بِالرَّغِيفِ الأوَّلِ السَّاخِنِ ، خَوْفِي مِن عَصَا أبِي كُلَّ خَمِيسٍ، وَطِفْلٌ يَركُضُ فِي الحَارَاتِ تَحْتَ المَطَرِ .

( تِلْكَ قَائِمَةٌ أوَّلِيَّةٌ لِمَسْرُوقَاتِي ).



أيُّهَا النَّومُ الجَبَان :

لِمَاذَا جَعَلْتَنِي ضَحِيَّةَ اللُّصُوصِ وَالقَتَلَة ؟

شَايٌ بَارِدٌ فِي الصَّمْت .

( هَل جَاءَ المُلُوكُ الغَابِرُون ،

فِي العَرَبَاتِ الذَّهَبِيَّةِ ذَاتِ الأَجْرَاس ؟ )

فِي شُرْفَةٍ مُعَلَّقَةٍ عَلَى مَسَاءٍ يَجِيء .

تَأوِي إلَيْهَا كُلُّ وَحْشَةٍ ألِيفَة ،

وَأطْيَارٌ مِنَ القَصْدِيرِ وَالسَّفَرْجَلِ البَرِّي .

تُقَاسِمُنِي الرَّغِيفَ المَسمُومَ وَالفِرَاشَ الشَّوْكِي .

تَقُولُ : أنْتَ القَاتِلُ الوَفِي .



مَسَاءٌ بَارِدٌ أحْتَسِيهِ رشْفَةً فَرشْفَةً وَرِيفَة .

أمْنَحُه ظِلِّي وَذِكْرَيَاتِي وَعَرَائِي وَخِنْجَرِي الشَّفِيق ،

فَيَمْنَحَنِي طَعْنَةً غَابِرَة ،

تَنْبُتُ مِنْهَا وَرْدَةٌ سَوْدَاءُ ، فَاجِرَة .

يَقْطُفُهَا ،

وَيَخْتَفِي .

( فَلْتَنْطَلِقِ الأبْوَاق . وَلْتُقْرَعِ النَّوَاقِيس .

لاَ تَنْسَوا الخُيُولَ وَالغِلْمَانَ وَالقِحَاب ،

لاَبُدَّ مِن إشْبَاعِهِم حَتَّى التُّخْمَة .

أمَّا المُلُوكُ فأنَا كَفِيلٌ بِهِم .

لاَ تَنْسَـوا ).



شَايٌ صَامِتٌ يَحْتَسِينِي

فِي مَسَاءٍ مُوغِلٍ فِي الوَرَاء .

شَايٌ خَرِيفِيٌّ يُعِيدُ لِي وُجُوهَ الرَّاحِلِينَ فِي النِّسْيَان ن

يَسْتَعِيدُ الذَّاهِبِينَ إلَى الغِيَاب ،

( يَأتُونَ فِي تِلْكَ العَرَبَاتِ الذَّهَبِيَّةِ ، ذَاتِ الأَجْرَاس ،

بَعْدَ أن ذَهَبُوا حُفَاةً ، عُرَاةً ، مَنْبُوذِين .

هَل هِي فِتْنَةُ الخَدِيعَة ؟)

يَسْتَعِيدُنِي ،

يُرَمِّمُنِي ،

فَأرَانِي فِي شُرْفَةٍ مُعَلَّقَةٍ بِخَيْطِ الوَهْمِ عَلَى مَسَاءٍ يَجِيءُ شَايٌ بَارِدٌ فِي الصَّمْت وَالرَّحِيلِ إلَى الفُصُولِ الشَّائِكَة ،

دُونَ أن أجِيء .





فِي جَبْهَتِي تَشبُّ وَرْدَةُ البَوَار .

( لَوْنُهَا مَزِيجٌ مِنَ الهَدِيلِ وَالأسْوَد .

وَرَائِحَتُهَا تُشْبِهُ نَشِيدَ البَجَعَة )

تَرْتَوِي دَمِي وَوَهْمِيَ الذَّرِيعَ ، فِي نَوْمِي ،

وَعِنْدَ الصُّبْحِ تَرْكُلُنِي ،

وَتَتْرُكُنِي ـ عَلَى خَطِّ الزَّوَالِ ـ فَرِيسَةً مُسْتَعِرَة .

( لاَ أدْرِي إلَى أيْنَ تَمْضِي )

وَفَوْقَ جَبْهَتِي تَرِفُّ غَيْمَةُ احتِضَار .



تَقُولُ : أنْتَ لِي فَضَاءٌ مُضَاءٌ وَسَاحَةٌ مُبَاحَة .

تَقُولُ : تَوأمَانِ نَحْنُ نَاعِسَانِ عَلَى انْحِدَارَةٍ خَادِعَة .

وَصَرْخَتَانِ تَهْرُبَانِ مِن خَيْبَةٍ سَاطِعَة .

تَقُولُ : أنْتَ أرْضِي وَجِذْرِيَ العَارِي وَصَهْوَتِي .

( كُلُّ ذَلِكَ ، يَا الله !

فَمِن أيْنَ لِي أن أعْرِف ؟)

وَتُطْلِقُ فِي حُقُولِي خُيُولَهَا الجَائِعَة .



تَشُبُّ فِي جَسَدِي رُوَيْدَا .

تُشْعِلُ الهَشِيمَ وَالشُّمُوسَ المُنْطَفِئَة .

( لَم أكُن مُتَحَمِّسًا لِلْمُشَارَكَةِ فِي ارتِكَابِ هَذِهِ الحَمَاقَة )

حَتَّى إذَا اسْتَوَيتُ وَلِيمَةً مُزْدَهِرَة :

أكَلَتْنِي هَنِيئًا ، مَرِيئَا .

وَاستَدَارَت تُحْكِمُ أُحْبُولَتَهَا لِلفَرِيسَةِ المُنْتَظرَة .



وَرْدَةٌ بَوَار .

هَدِيلٌ نَائِمٌ عَلَى زِئبَقٍ مَا ،

وَشَهْوَةُ انْدِحَار .



لاَ لاَ تُوقِظُونِي ،

فَالخُيُولُ تَجُرُّنِي فَوْقًا إلَى النِّسْرِينِ يَنْسِجُ لِي شُرْفَةً أو شرْنَقَة .

أسْتَعِيدُ فِيهَا وَهْمِيَ الذَّرِيعَ ، وَخُطوَاتِيَ المُخْتَنِقَة .

وَأرفَعُ رَايَةً بَيْضَاء .





قَدَّت قَمِيصِي مِن قُبُلٍ لَبْوَةٌ أو شَجَرَة .

أنْيَابُهَا أشْوَاكُهَا تَفْتَحُ لِي بَابَ الضَّرَاعَةِ وَالسُّؤَال .

( هِيَ ـ بَالتَّحْدِيدِ ـ ثَلاَثَةُ أبْوَاب :

اثْنَانِ مَنْسِيَّان ، وَالثَّالِثُ شَهِير )

وَكُلُّ نَابٍ شَوْكَةٍ مَرأَةٌ مُسْتَعِرَة .

وَكُلُّ مَرأةٍ أسْرَابُ خُيُولٍ صَاهِلَة ،

أو حَقْلٌ مِنَ الشَّهوَاتِ المُنْتَظرَة .

وَكُلُّ شَهْوَةٍ صَهْوَةٌ وَابتِهَال .

( لَيْسَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الحَصْر ،

وَلَكِن عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ بِمَا أمْكَنَ الإحَاطَةُ بِه ،

فَقَط ، لاَ غَيْر )



سُؤَالٌ شَاسِعٌ ، جَائِعٌ .

وَأنَا دُخَانُ احْتِمَال .



أبْوَابُهَا فَادِحَةٌ ، فَاضِحَة .

( قُلْتُ لِنَفْسِي لِمَ لاَ أَلِجُ مِنَ البَابَيْنِ المَنسِيَّيْنِ ، وَأنْسَى الشَّهِير ! فَلاَبُدَّ أنَّ كَثِيرِينَ غَيْرِي قَد سَبَقُونِي إلَيْه . وَلُرُبَّمَا تَعَثَّرْتُ بِأحَدِهِم ـ أو بَعضِهِم ـ فِي البَاحَةِ الدَّاخِلِيَّة !)

عَتَبَاتُهَا نَشِيدٌ بُرْتُقَالِيٌّ ، لَه الصَّنْدَلُ وَالنّدُّ يَصْعَدَان ،

بِاسمِ الله مُرْسِيهَا ، مُبَاحَةٌ لِمَالِكِ السِّرِّ العَتِيدِ ، فَاخْلَع مَا تَبَقَّى مِنْكَ ، إنَّهُ الوَادِي المُقَدَّس

( لَم يَكُن قَد تَبَقَّى

هَكَذَا ، دَخَلْتُ مُنْسَرِبًا .

أمَّا البَاقِي فَلاَ مَنْطِقَ أو كَلاَم )



لَبْوَةٌ أو شَجَرَة

( هِيَ ـ بِالتَّحْدِيدِ ـ جَمْعٌ بِصِيغَةِ المُفْرَدِ المُؤَنَّثِ البَاهِظ )

وَقَمِيصِي مَقْدُود

( هَل كَانَ قَد تَبَقَّى مِنْه شَيء ؟)



وَأنَا احتِمَـال .





مَغْرُوسٌ عَلَى الزَّوَالِ : جُمْجُمَةً ،

وَعِظَامًا مَنْخُورَةً ،

وَرَايَةً مُحْتَرِقَة .

وَأرْبَعُونَ خُطْوَةً عَلَى الرَّمْلِ المُعَادِي ،

نِهَايَتُهَا : قَفْزَةٌ مَسْعُورَةٌ إلَى حِبَالِ المِشْنَقَة .

أرْبَعُونَ نَزْوَةً أو وَرْدَةً شَبِقَة .

عَلَى الزَّوَالِ رَايَتِي مَغْرُوسَة ،

وَفِي جَسَدِي تَشبُّ الشَّهوَاتُ المُورِقَة .

( أهيَ فَاتِحَةُ نَشِيدٍ ، أم خَاتمَة ؟)



خُطًى سَاخَت ،

وَأشْجَارُ الكَوَابِيسِ سَامِقَةٌ ، وَرِيفَة .

لَهَا مَطَرٌ مُنْهَمِرٌ عَلَى لَيْلَةٍ قَرَوِيَّةٍ تَنْأَى إلَى الوَرَاء .

لَهَا الجَرَّةُ النَّائِمَةُ عَلَى حُلْمٍ بِالمَاء .

لَهَا ـ فِي كُلِّ أسْبُوعٍ ـ فِرَارٌ إلَى سَوَاقِي العَفَارِيتِ ،

وَصَحْوَةٌ شَوْكِيَّةٌ مُخْتَنِقَة .

وَلِي خُطًى تَسُوخُ فِي رَمَادٍ آسِنٍ ، وَصَرْخَةٌ ألِيفَة .



كُنْتُ نَائِمًا ، فَفَرَّت أرْبَعُونَ سُنْبَلَةً مِن بَدَنِي

( فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مَا بَيْنَ الثَّلاَثمَائَةِ وَالأربَعمَائَةِ حَبَّة )

وَأنَا جَائِعٌ إلَى كِسْرَةِ شَمْسٍ نَدِيَّة .

أقُولُ : كُنْتُ مَائِدَةً مَمْدُودَةً لِطُيُورِ الوَقْتِ ، تَنْهَشُنِي ،

فِي القرُنفُلِ القَرَوِيِّ ، نِمْتُ أرْبَعِينَ نَزْوَةً أو وَرْدَة ،

وَفِي انْتِصَافِ اللَّيْلِ كَانَت اليَقَظَة .



جُمْجُمَةٌ ، وَعِظَامٌ مَنْخُورَة ،

وَرَايَةٌ مُهَلْهَلَة .

وَقْتٌ دُخَانٌ يَسْتَبِيحُ أطْلاَلاً مُذْعِنَة ،

وَصَبْوَةٌ صَابِئَةٌ إلَى مَا ضَاعَ فِي حُقُولِ النَّوْمِ وَالنِّسيَان ن

أمطَارٌ مِنَ الشَّهوَاتِ تَصْرُخُ أو تَهْمِي طُيُورًا مِن أبَابِيل ،

وَجُثَّةٌ مُشْـتَعِلَة .



طَرِيقٌ غَرِيقٌ يُرَاوِدُنِي فِي مَسَاءٍ قَدِيم .

يُومِئُ لِي مُبْتَهِلاَ .

( يَعْرِفُ جَيِّدًا أنَّنِي ضَعِيفٌ إزَاءَه )

أسْتَعِيدُ ذَاكِرَتِي

( كُنْتُ قَد رَمَيْتُهَا إلَى الطُّيُورِ الجَارِحَة ) ،

وَأسْتَدِيرُ إلَيْهِ ، عَلَيْه ،

فَيُوثِقُنِي فِي ظَلاَمٍ كَظِيم .

وَيَفْتَحُ لِي أُفقًا مِن تُرَاب .

( يَا لَحَمَاقَتِي وَسَذَاجَتِي .

يَا لَلذَّاكِرَةِ الذَّلِيلَة ).



طَرِيقٌ عَلَى مَاءٍ مُرِيب ،

لَيْسَ تَعْرِفُه النَّوَارِسُ وَالسَّفَائِنُ وَالأسْمَاك

( فَبِمَن أسْتَنْجِدُ ، إذَن ؟)



يَقُولُ : أنْتَ مُصْطَفَايَ وَخَائِنِي .

يَقُولُ : أنْتَ مُسْلِمِي وَفِضَّتِي .

يَقُولُ : لِمَاذَا قَتَلْتَنِي ؟

( أعْرِفُ أنَّنِي تَمَنَّيْتُ ذَلِكَ فِعْلاً .

لَكِن لَم تُوَاتِنِي الجُرأةُ الجَمِيلَةُ عَلَى الفِعْلِ ، كَالعَادَة )

وَيُوغِلُ فِي لُجَّةٍ بَضَّةٍ مِن غِيَاب .



عَلَى طَرِيقٍ غَرِيقٍ أتَّكِي ، عَابِثًا بِالذَّاكِرَة :

حُقُولٌ ، وَدَجَاجٌ مُفْتَرِسٌ يَتَشَهَّانِي ، وَغِيلاَنٌ تَحُومُ حَوْلِي ، وَجَامُوسٌ نُحَاسٌ ، وَأرَانِبُ مَوْقُوتَةٌ ، وَعفَارِيتٌ تُعِدُّ ذَبِيحَةً ، وَصَلْصَلَةٌ غَادِرَة .

( لَيْسَ عَلَى سَبِيلِ الحَصْرِ ، بَل المِثَال )

أتَّكِي ، وَأرمِيهَا إلَى مِيَاهٍ مَاكِرَة .



يُومِئُ لِي مُبْتَهِلاَ .

أرْمِي لَه كِسْرَةً كَسِيرَةً ،

وَذَاكِرَةً أسِيرَةً ،

وَأمضِي عَنْهُ مُشتَعِلاَ .





وَحْدِي أسِيرُ عَلَى الصِّرَاطِ المُلْتَوِي ،

مَرحًا ، مُرِيبَا .

لاَ ظِلَّ لِي .

( رَكَلْتُه فِي لَحْظَةِ شِجَارٍ ، فَانْصَرَفَ عَنِّي سَاخِطًا )

وَلاَ لِي طَلَلٌ طَائِلٌ أطْوِيهِ فِي طَيَّاتِ طَاعَتِيَ الوَطِيئَة .

وَحْدِي كَلَحْدِي .

مُفْعَمٌ بِمَا سَيَجِيءُ ـ سَهْوًا ـ عِنْدَ أوَّلِ لَفْتَةٍ بَرِيئَة .

وَمُنْتَصِبٌ كَغَاشِيَة .



سَادِرٌ ، مُسْتَرسِلٌ ،

لاَ أُشْبِهُ أرضًا أو بُرْتُقَالَةً حَامِضَة .

رُبَّمَا يُشْبِهُنِي الطَّقْسُ ، أو الرَّصَاصَةُ المُجْهَضَة .

( ذَلِكَ مُجَرَّدُ احتِمَالٍ ، رُبَّمَا )

عَلَى الصِّرَاطِ مُطْلَقٌ ،

أُرَاوِغُ الوَقْتَ العَصِيَّ ، أو يُرَاوِغُنِي ،

فَأُفْلِتُه ، وَيُفْلِتُنِي ،

فَأعدُو ، خَارِجًا عَلَى السِّيَاقِ ، صَوْبَ صَبْوَةٍ عَارِضَة .

( تِلْكَ آفَتِي اللَّئِيمَة ، المُزْمِنَة )



لاَ ظِلَّ لِي ، وَلاَ لِي طَلَل .

وَاحِدٌ .

قَارِعَةٌ ، أو نَشِيد .

أمشِي عَلَى الصِّرَاطِ المُلْتَوِي بَهِيجَا ،

وَخَلْفِي يَركُضُ العَوِيل .





نَافِذَةٌ مُعَلَّقَةٌ بِخَيْطٍ نَاحِلٍ عَلَى هَاوِيَة .

يُحَدِّقُ مِنْهَا مَسَاءٌ عَجُوز .

يَقُولُ كَلاَمًا قَدِيمًا ،

يَجِيءُ بِمَن ذَهَبُوا فِي الغِيَابِ صُفُوفًا ،

يُبِيحُ لَهُم أُفقَه الأرْجُوَان طَعَامًا وَخَمْرَا ،

وَيَقْفِزُ فِي اللَّحْظَةِ الخَاوِيَة .

( ذَلِكَ مَا شَهِدْتُه ، شَخْصِيًّا .

أمَّا البَقِيَّةُ فَقَد أدَرْتُ لَهَا ظَهْرِي )



مَسَاءٌ عَجُوزٌ يَسْتَبِيحُ نَافِذَةً غَائِرَة .

( لِمَاذَا أخْجَلُ مِن الاعتِرَافِ بِأنَّهَا لِي ؟)

يَسْتَبِيحُنِي ،

وَيَأتِي بِالدَّرَاوِيشِ العَتِيقَةِ وَالوُضُوءِ المَوْسِمِي .

أقُولُ : مَن يَقْطَعُ الآنَ خَيْطِي ؟

أقُولُ : فَوْقَ هَاوِيَةٍ أرُوحُ وَلاَ أجِيء .

أقُولُ : إنَّهَا أُنْثَايَ وَسَيِّدَتِي الفَائِرَة .

وَأسْتَدِيرُ إلَى النِّهَايَةِ الشَّاغِرَة .

( لَم أجِد لِي مَكَانًا لاَئِقًا ، فَآثَرْتُ التَّرَاجُعَ اللاَّئِق )



أتَوا مِن غِيَاب .

( لَم أكُن حَاضِرَا )

يُدَلُّونَ سِيقَانَهُم فِي الفَضَاء ،

وَيَشْتَعِلُونَ عَلَى الحَافَّةِ سِرْبَ وُعُولٍ جَرِيحَة .

يَكْتَشِفُونَ الطُّفُولَةَ تَحْتَ التُّرَاب .

يَنْحَدِرُون .

( أيْضًا ، لَم أكُن حَاضِرَا )


نَافِذَةٌ ، وَهَاوِيَة .

عُصْفُورَةٌ أرِقَة .

وَخَيْطٌ يُعَلِّقُنِي عَلَى شَفَا هُوَّةٍ شَبِقَة .


هَكَـذَا

انْفَرَطْتُ ، فَانْفَضَحْت
عَارِيًا مُبَعْثَرًا تَمُرُّ بِيَ الفُصُولُ فِي عَرَبَاتِهَا عِم مَسَاءً أيُّهَا الأمِيرُ المَرِير عِمْتُنَّ مَسَاءُ أيَّتُهَا اللَّبُؤَاتُ المُنَقَّبَاتُ بِالفِتْنَةِ وَالإغْرَاء نَلْتَقِي فِي الدَّهْر القَادِم بَل نَلْتَقِي فِي الأمْسِ عِنْدَ السًّيْسَبَانَةِ الخَاسِرَة قَرْقَعَةٌ تَذْوِي وَثِيرَانٌ تُولَدُ مِن لَيْلٍ حَشْرَجَاتٌ تَصَّاعَدُ فِي هَزِيعِ الصَّمْتِ مَتَى يَجِيءُ القَرَاصِنَةُ الفَاتِنُون مُبَعْثَرًا عَلَى الحَافَّة وَالحَرَسُ المُدَجَّجُ مُشْهَرٌ فِي اللَّيْل إنَّهَا الخَدِيعَةُ المَصْقُولَةُ بِالنَّيَاشِينِ وَالأوْسِمَة فَالهُوَيْنَى الهُوَيْنَى لاَ عَاصِمَ اليَومَ مِنَ الفَجِيعَةِ القَادِمَة تَعَالَوا إلَى مَائِدَتِي المَمْدُودَة سُمٌّ شَهِيٌّ وَشَهْوَةٌ زَائِفَة أسْرِعُوا عَلَى الصِّرَاط تِلْكَ الخَيْبَاتُ زَادِي وَرَفِيقِي فَلِمَاذَا يَدْفِنُونَ المَيِّتَ فِي جَسَدِي وَتَمْرُقُ العَرَبَاتُ العَسْكَرِيَّةُ فِي أعضَائِي وَلِيمَةٌ لِلعَابِرِ الصَّفِيق وَانحِنَاءَةٌ عَلَى شَفَقٍ شَفِيق خَذُوهَا لَكُم وَاترُكُوا لِيَ الهَامِشَ أحْنُو عَلَيْه إلَى أن يُثْمِرَ رُمَّانًا بَلِيغًا وَأبًّا عَارِيًا وَقَد مَرَّت العَرَبَاتُ جَمِيعًا أنَا آخِرُ الضَّالِّين أنْتَظِرُ القَرَاصِنَة ابْتَعِدُوا قَلِيلاً عَن أظَافِرِي هَاكُم طَائِرًا أجْنَبِيًّا يَقِفُ عَلَى سُورِ شُرْفَةٍ يُلَوِّحُ لِي مَا الَّذِي جَرَى فِي النَّوْم طَلْقَةٌ أم وَرْدَة وَالنُّعَاسُ يُضِيءُ الخُطَى السَّائِخَة أيَّتُهَا العُصْفُورَةُ البَرْبَرِيَّةُ أهَبُكِ أُفْقًا مُتْرَعًا بِالفِخَاخِ لِمَاذَا حَطَّت عَلَى جَبْهَتِيَ العَابِرَة أقُولُ تَأوِي إلَيَّ الخَسَارَات قَتْلاَيَ يُوقِظُونَنِي فِي الصُّبْحِ يَحْتَسُونَنِي حَلِيبًا دَافِئًا (لاَ أعْرِفُ عَدَدَهُم) وَالعَالَمُ ثَقِيلٌ عَلَى ذِرَاعِي وَالجَرَّةُ نَائِمَةٌ فِي القَيْلُولَةِ تَرعَى أحْلاَمَهَا ظِلٌّ يَرِفُّ فِي الذَّاكِرَةِ وَيَمْضِي وَوَجْهٌ مُلَثَّمٌ يَقْطُفُ الوَهْمَ وَيَسْقِي النَّخِيل غَيْمَةٌ مِن الصُّقُورِ الوَالِغَةِ تَهْمِي وَالدَّرَاوِيشُ يَرْكُضُونَ فِي الصَّحرَاءِ إلَى حَلقَةِ الغُبَار تَقُولُ البَربَرِيَّةُ : لَكَ اخْتِيَارُ المَكَانِ أمَّا الزَّمَانُ فَلِي وَلَيْلُ البَيْضَاءَ ضَيِّقٌ كَمَرأةٍ وَلَيْلِي سَوْسَنَةٌ سَامِقَة (كَيْفَ أرْتَقِيهَا وَبَاعِي قَصِير) فَلِمَاذَا يَحْتَلُّ الانكِشَارِيَّةُ الشَّوَارِعَ وَالتَّارِيخ جُثَّةٌ مُعَلَّقَةٌ بِالبَابِ تَنْهَشُهَا الرِّيَاح فَاصْطَفُّوا يَا أهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاق فَالخَازُوقُ جَائِع وَالمُلَثَّمُ يَسْألُ الفَضَاءَ عَن القَتِيلِ القَادِم يُلَوِّحُ لِي مُحْتَرِقًا وَيَمْضِي إلَى الثُّلُوجِ الرَّاكِدَة وَالمَكَانُ لِي تَقُول وَطِيبَةُ أمِّي بَيْضَاءُ بِلاَ سُوء لاَ سَوْأةَ لِي أنَا الهَامِشِيُّ الأَرِيبُ سَنَلْتَقِي فِي عَاصِفَةٍ مَا لاَ وَقْتَ فِي جَيْبِيَ الآنَ غَيْرُ سَاعَةٍ صَدِئَة لاَ بَأسَ إن تَبَلَّغْتُ بِهَا أمَّا القَلْبُ فَلاَ شَأنَ لَكُم بِه لَه سَيْسَبَانَتُه البَرِّيَّة وَلَكُم أمُّكُم العَاهِرَة فَعِمْتُنَّ خَرِيفًا أيَّتُهَا عِمْتُنَّ لاَ رَغْبَةَ مُنْطَفِئٌ وَتُرَابِي وَالبَهْلُولُ رَمَادِي أوْرَاقٌ لِلرِّيحِ وَحُقُولٌ مَنْذُورَةٌ لِحَرِيقٍ كُفِّي أيَّتُهَا القَرْقَعَةُ المَجْنُونَة كَيْفَ أُغْمِدُ خِنْجَرًا فِي ظَهْرِ الذَّاكِرَة وَالنِّسيَانُ شَجَرَةٌ مُسْتَحِيلَةٌ بِلاَ ظِل فَمَن يَرُدُّ لِي ظِلِّي الآبِق تِلْكَ قَاصِمَةُ البَعِير لِي عِفْرِيتٌ شَقِيقٌ يَصْعَدُ لِي مِن البِئْرِ المَهْجُورَةِ أرْنَبًا أو خَرُوفًا تَعَالَوا اشْهَدُونِي لَيْسَ الرَّجْمُ شَرْطًا أو شُرْطَةً فَسَوْفَ يَجِيءُ القَرَاصِنَةُ حَتْمًا ذَاتَ عُرْس قَالُوا لِي وَأقْسَمُوا بِشَرَفِهِم أمَّا الزَّمَانُ فَلَيْسَ لِي خُذُوه فَالعُصْفُورَةُ آتِيَةٌ بَغْتَةً لَحْظَةَ اليَأسِ الأخِيرَة هَكَذَا يَسْتَيقِظُ المَوْتَى فِي سَرِيرِي زُرَافَاتٍ وَرأسِي إلَى النَّطْعِ وَالسَّيفُ لاَ يُرِيدُ أن يَنْزِل مُنْتَظِرٌ تَحْتًا مَلَلْتُ الصُّعُودَ كُلَّ يَوْم فَلِمَاذَا انْخَرَسَ النَّاقُوسُ الذَّهَبِي سَمَاءٌ زَرْقَاءُ تَسُوقُ قَطِيعَ غُيُومٍ إلَى المَرْعَى فِي القَرْنِ المَاضِي وَسِيَاطٌ مُتَحَرِّرَةٌ مِنَ الفَكَاهَة وَشَاعِرٌ يُدْمِنُ الدِّمَنَ وَرِثَاءَ الجَمِيل قَالَت : لَكَ البَرْبَرِيَّةُ فَمَا الَّذِي يَبْقَى لِي أسِيرَانِ فِي لَيْلٍ أبْيَض وَالنَّشِيجُ سَحَابَةٌ أو بَصِيرَة وَالعَوَاصِمُ شِرَاكٌ مَنْصُوبَة هَل غَابَت العَرَبَاتُ أم غَابَةٌ سَيَبْقَى مَالِيَ المُبَدَّدُ فِي الهُرَاء لاَ بَهْلُولَ بَعْدَ اليَوْم فَمَن الَّذِي قَتَلَ الضِّحْكَ وَالنُّعَاس غَرِيمِي وَطَالِبي أعْرِفُ وَجْهَهُ المَجْدُورَ المُلَثَّم وَخُفَّه الجِلدِي ذَا رَمْلٌ عَمُودِيًّا يَسِيرُ أسِيرًا وَعُصْفُورَتِي تَصْطَدِمُ بِسَقْفِ المُدُنِ العَرَبِيَّة دَمْعَةٌ أم دَمٌ يَمشِي الهُوَيْنَى مَسَاءٌ أجْنَبِيٌّ ذُو لكْنَةٍ ألِيفَة فَلِمَاذَا يَتَجَسَّدُ جَسَدِي الشَّاغِرُ عُشًّا لِلرِّيَاح سَرَابٌ مَوْسِمِيٌّ يَبْتَنِي نَزْوَةً أو قَلْعَةً نَظَرِيَّة فَكَيْفَ تُصَدِّقُ أنَّ قَصِيدَتِيَ القَادِمَةَ دَخَّنَت مَعِي "البِلْمُونت" (قَالَت إنَّهَا لاَ تُحِبُّ الأصْنَافَ الأُخْرَى) وَالوُعُولُ يَحْتَفُونَ بِي وَآوِي إلَى قَطْرَةِ ظِلٍّ ظَالِمَة فَمَن الَّذِي يَسْكُنُ قِمَّةَ المَوْجَةِ السَّاكِنَة لاَ بَأس يُمْكِنُنِي أن أصْنَعَ نَبِيذًا فَاخِرًا مِنَ الصَّمْت وَلَه أن يَصْنَعَ مِنِّي دُبًّا قُطْبِيًّا أو عَرَبَةً عَسْكَرِيَّة فَلِمَاذَا تَأخَّرُوا وَنَسِيَت العُصْفُورَةُ مَوْعِدِي عَلَى الحَافَّة هَل أحُطُّ الآنَ عَلَى سِنِّ السَّفَرْجَلَةِ المُرْتَجَلَة أنَا قَطِيعٌ مِنَ الشَّهَوَاتِ الشَّرِهَة أيَّتُهَا البَرْبَرِيَّةُ السَّاخِنَةُ فِيضِي عَلَيَّ أو فِيَّ كَي أفِيض قَارِعَةٌ تَحُومُ حَوْلِي وَالكِلاَبُ تَسُدُّ الشَّوَارِعَ وَتَشْرَبُ الشَّاي لاَ مَوْطِئَ قَدَمٍ لِي وَأرْضُ الله لاَ تُنْبِتُ سِوَى الحَسَكِ وَالنَّمِيمَة اهْبِطُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِين لَيْلٌ مِنَ السُّعَارِ وَالحَنِين مَبْذُورًا فِي شَوَارِع الأسفَلْتِ أنْتَظِرُ ثِمَارِيَ المُرَّةَ القَادِمَة

غبــــــــــــــــار

رفعت سلام
غبار غامض يغفو على جسدي،

فيشعل ظلي المنسي

في الماء الغريب

لا تقولي.

غيمة رمت غبارها على حقولي،

فاتكأت على غبار غارب،

وظل مستعار.

هُنيهة هاربة.

وغبارٌ حامض.

ووقت مريب.

نسيان


نسيتُ فيها جسدي

وتاريخي،

وأشيائي الصغيرة،

نسيت فيها ظلي

ونجمة الظهيرة،

نسيتني،

فأهوى

- خاوياً مني-

من الأرض الحرام

إلى سماوات مريرة.

فـهل أستعيدُ ازرقي

في لحظة الصفر الأخيرة ؟

خراب


لي - في كل بلدة - خراب

أسقيه في الفصول الغابرة

فينمو - في مواسم الأفول -

أشلاء، وحيات،

وحمحمات سادرة.

لها دمي وليمة لئيمة،

وذاكرتي له: بيت الغياب.

وفي صباح الموت،

تزهر وردة من التراب.

أقطفها

وأمضي.



امرأة



جسدٌ نحيل

يشعلُ الفراغ بالطيور والبيارق البهيجة.

- هل أسميك خسارتي القادمة ؟

تومئ البلاد والطوائف القديمة

والبحار والمدن البعيدة

والتواريخ الخفية لي.

ولي: تصبُّ القهوة في فراغي الليلي.

تحتسيني رشفة فرشفة.

لا أنتهي.

لا ترتوي.






hassanbalam يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مختارات من شعر رفعت سلّام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» شعر وقصائد رفعت سلام,ديوان رفعت سلام pdf
» مختارات من قصص الطيب صالح
» هكذا قلت للهاوية رفعت سلام
» مختارات من شعر إبراهيم السيّد
» مختارات من شعر مجلة الغاوون

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا