|
|
| الأعمال الشعرية الكاملة نجيب سرور,أفضل قصائد نجيب سرور |
| | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-10-25, 7:02 am | | @hassanbalam #نجيب_سرور
قصيدة امّيات نجيب سرور كاملة تحميل الأعمال الكاملة لنجيب سرور
أفكار جنونية فى دفتر هاملت
أنـا ابـْنُ الشـــقاء ْربيب ُ الـَّزريبــة و المصطبــة ْ وفى قـريتى كلهم أشـــقياء ْ وفى قـريتى (عـُمدة ٌ) كالاله ْ يـُحيط بأعناقنــا كالقــدرْ بأرزاقنـــا بما تحتنــا من حقول حـَبــالي يـلدن الحيــاة ْ وذاك المســاء أتانـا الخفيـر ُ و نـادى أبي بأمر الإله !.. ولبـَّى أبي وأبهجني أن يـُقــالَ الإلــــه ُ تنـازل حتى ليدعـو أبى ! تبعت خطــاه بخـطو الأوزِّ فخورا ً أتيــه من الكبريــاء ْ أليس كليــم ُ الالــه أبـي كموسى.. وإن لم يجئـْـه الخفــيرُ وإن لم يكن مثــلـَه بالنبي وما الفرق ؟.. لا فرقَ عند الصبى ْ ! وبينــا أسير وألقى الصغار أقول " اسمعوا.. أبى يا عيــال دعــاه الالــه " ! وتنطـق أعينهم بالحســد ْ وقصرٌ هنــالك فوق العيون ذهبنـا إليه يقولون.. فى مأتـم شــيدوه و من دم آبائنا والجدودِ وأشــلائهم فموت ٌ يطــوف بـكل الرؤوسِِ ِ وذعر ٌ يخيـم فــوق المـٌقــل وخيــل ٌ تدوس على الزاحفــين وتزرع أرجلهــا في الجـثت وجدَّاتنــا في ليـالي الشــتاء تحدثـننا عن ســنين عجــاف عن الآكلين لحـوم الكلاب ِ ولحم الحمير.. ولحم القطط ْ ..... ذهبنــا إليه فلما وصــلنا.. أردت الدخول فمد الخفــير يدا ً من حـديد وألصقني عند باب الرواق وقفت أزف ُّ أبى بالنظــر فألقـى الســـلام ولم يأخذ الجالسـون الســلام ! ! رأيت ُ.. أأنسى ؟ رأيت ُ الإله َ يقــوم فيخلـع ذاك الحـذاء ْ وينهــال كالســيل فوق أبى ! ! أهـــذا.. أبي ؟ وكم كنت أختــال بين الصغــار بأن أبي فــارع " كالملك " ! أيغدو ليعنى بهــذا القصر ؟ ! .... أهـــذا.. أبي ؟ ونحن العيــال.. لنا عــادة.. نقول إذا أعجزتنا الأمور " أبي يستطيع ! " فيصعد للنخـلة العـاليـة ويخـدش بالظفر وجــه السـما ويغلب بالكف عزم الأســد ويصنع ما شــاء من معجزات ! أهـــذا.. أبي يـُســام كأن ْ لم يكن بالرجــل وعـدت أســير على أضــلعي على أدمعي.. وأبث الجــدر " لمـاذا.. لمـاذا ؟ " أهلت الســؤال على أميــه وأمطرت في حجرهــا دمعيــه ولكنهــا أجهشــت ْ باكـيهْ " لمـاذا أبي ؟ " و كان أبي صــامتا في ذهول يعــلق عينيــه بالزاويـة وجـدِّي الضــريرْ قعيـد ُ الحصــيرْ تحسـَّسـَني و تولـَّى الجـواب ْ : " بنـي َّ.. كذا يفعل الأغنيــاء ُ بكل القرى " ! كــرهت ُ الإله.. وأصبح كل ُّ إله لدى بغيض َ الصــَّعرْ تعلمت ُ من يومهــا ثــورتي ورحت أســير مع القـافلة ْ على دربهــا المدلهــمِّ الطــويل لنلفـى الصــباح َ لنلقـى الصــباح !
يا مصر يا وطنى الحبيبْ يا عشَّ عصفور رمته الريحُ فى عش ٍ غريبْ يا مرفئي آتٍ انــــــــا آتٍ.. و لو فى جسميَ المهزول آلافُ الجراحْ.. و كما ذهبتُ مع الرياح.. يومـــا ً أعودُ مع الرياح.. و متى تهبُّ الريح ُ أو هبـَّتْ فهل تأتى بما يهوى الشراع ْ ؟ ها أنتَ تصبحُ فى الضيــاع ْ فى اليأس.. شاة ً عاجزة ْ.. ماذا لها إن سـُلـَّتِ السكينُ غيرُ المـُعجزة ْ ؟!
يا سيداتى معذرة.. أنا لا أجيد القول ، قد أُنْسِيتُ في المنفى الكلام وعرفتُ سرَّ الصمت.. كم ماتت على شفتيَّ في المنفى الحروف الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام ، الصمت ليس هنيهة بين الكلام، الصمت ليس هنيهة بعد الكلام، الصمت حرف لا يخط ُّ ولا يقال الصمت يعنى الصمت.. هل يعنى الجحيم سوى الجحيم ؟
كانوا قالوا: " إن الحب يطيل العمرْ "حقا.. حقا.. إن الحب يطيل العمرْ ! ! حين نحس كأن العالم َ باقـة ُ زهر ْ حين نشفُّ كما لو كنا من بللور ٍ حين نرقُّ كبسمة فجر ْ حين نقول كلاما ً مثل الشعرْ حين يرف ُّ القلب كما عصفور ْ.. يوشك يهجر قفص الصدرْ.. كي ينطلق َ يعانق َ كلَّ الناس ! كنا نجلس فوق الرملة ْ كانت في أعيننا غنوة ْ لم يكتبـْها يوماً شاعر. . قالت : - .. صف لي هذا البحرْ ! - يا قبـَّرتي.. أنا لا أُحسـن فن الوصفْ - وإذن.. كيف تقول الشعر ؟ ! - لست أُعدُّ من الشعراءْ أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه ْ أنا لا أنظم إلا حين أكاد أُشــل ْ ما لم أوجز نفسي في الكلمات هيا نوجزْ هذا البحر - كيف.. أفي بيت من شعر ؟ - بل في قبلة ! ! عبر الحارس.. ثم تمطى.. " نحن هنا " ! ومضى يلفحنا بالنظرات ْ " يا حارسَ.. إنا لا نسرق ْ يا حارس َ يا ليتك تعشق ْ يا ليت الحب يـُظـِلُّ العالمَ كلــه ْ يا ليت حديثَ الناس يكون القبـلة ْ يا ليت تـُقام على القـِطبين مظلة ْ كي تحضـن كل جراح الناس كي يحيا الإنسان قرونا في لحظات " ومشى الحارس.. قالت " أوجزْ هذا البحر " ! كان دعاء يورق في الشفتين - يبدو أن الحارس يملك هذا البحر يكره منا أن نوجزَه في القبلا ت ! - فلنوجزْه في الكلمات.. أترى هل يملك أن يمنع حتى الكلمة ؟ !
إلام َ نجــيء ثم نروح لا جئـنا ولا رحنـا
إلام َ نعيش ثم نموت لا عشنا ولا متنــــا
هو المنفى إذا كان البقاء قرين َ أن نفنــى
يتامى نحن يـا أطيارْ
دعوا الآهاتِ للأشجارْ
فقد جـُزَّتْ بلا منشارْ!
علام َ نبتنى الأعشاش والحيـَّاتُ فى الأعشاش إلام َ نسير كالعميان والممشى طريق كبـــاش وفيم َ الخلف كم منا قتيــل مثــلما من عــــاش هو الحتف ُ الذي يُصمي برغم الضوء جيش فراش
رويدا أيها الثائر ْ
فليس القدر الساخرْ
ولكن دوما ً الشاعرْ !
إذا ما الطائر الصدَّاح قد هدهده اللحن ُ
ورفت نسمة ُ الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
إنا لتـُعجزُنا الحياة..
فنلومها.. لا عجزنا
، ونروح نندب حظنا ،
ونقول : هذا العصر لم يخلق لنا
! - هو عصرنا
! - لكننا لسنا به الفرسان.. نحن
قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة ،
والأرضُ بالأبطال ملأى حولنا
! - ملأى.. ولكن باللصوص
! - الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف المليء ؟
! لو لم تكن في العالم الأضداد ما قلنا : " عظيم أو قميء
" ! - إني لأعلم.. غير أن الزيف يغتال الحقيقة ! قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد..
لو بعدها الطوفان قلها في الوجوه بلا وجل
: " الملك عريان ".. ومن يفتى بما ليس الحقيقه..
فليلقني خلف الجبل
! إنـي هنالك منتظر..
والعار للعميان قلبـا ً أو بصرْ ،
وإلى الجحيم بكل ألوان الخطرْ
يافرسانَ الأمس ِ..
غير الأمس مع الفرسان..
خلف غيوم اليأس ِ..
فإلى مقهى ريش..
كلُّ العالم مقهى ريش..
كلٌّ يـُغرق عاره..
في أغوار الكأس ِ
لا تصمت أبدا.. إن الصمت جهاله..
واحذر أن تتكلم في الموضوع
لا موضوع هنالك
إن الفلك اليوم عطاره
كن فيهم "خضر العطار"
...
البحر سباق
والموجات ألــوف
"الموجه تجري ورا الموجه
عايزة تطولها
" عجـِّلْ واركبْ أيــَّة موجه
فالأيام دول..
ويلٌ للبسطاء ذوي القلب الأبيض..
حين تفاجئـُهم أنواء ُ الطقس..
الناس اثنان
واحـد ُ ينجو في الطوفان..
والآخر يغرق في كأس..
" إنـي أغرق..
أغرق.. أغرق في هذا الكأس"
..... يا أيتها المستشرقة المزعومة
والعطشى لأحاديث الفرسان
فرسان الأمس الخصيان
الفكر بخير.. ْ
والأدب بخير ْ..
والفن بخير ْ..
ونحن بخير ٍ
لا تنقصنا غير َ..
مشاهدة القرده..
من أبناء يهوذا..
في أقنعة المستشرق والمستغرب..
بجوازات السفر الصادرة بأورشاليم..
والمنسوخة في باريس..
والمختومة في بيروت..
والقادمة إلينا من واق الواق..
سائحة في حر الشمس..
يا سيدتي الأفعى..
اللهجة من أعماق الشـَّام..
لكن العبرية َ بومٌ ينعق في ذيل الكلمات !
وأنا أذني يقظة ْ
لا تخطيء زحف الأفعى..
من رهط يهوذا في أي قنــاع !
ما حاصل جمع المعلومات..
حتى الآن..
من ثرثرة الخصيان..
فرسان الامس
عشـَّاق السوق الصحفية.. في بيروت !
ذات التمويل المجهول
أو المعلوم ؟!
- القوم عطاش ٌ للجنس
- كم فروج دانمركي
ذُبح وروقب..
ثم استنزف..
حسب شريعة موسى والتلمود..
والتوراه..
بغلاف "الموعد"
و "الشبكة"
و "الصياد"
و "رجوع الشيخ"
و "الفاشـوش "
لا تقتلْ.. بدءُ وصايا عشرْ..
يقصد موسى..
"لاتقتلْ إلا.. غير يهوديّْ "
ويـلٌ للفروج الدانمركيّْ..
آهاً.. هاملت..
سبق السـم ُّ السيف
ْ سبق العـزَلُ السيف ْ..
نم يا هملت اسبيرانزا 04/01/2008, 22:32 هذا عصر يـَهتك فيه الفأرُ..
عرضَ الفيل
! ...
فلتمرح فى الارض الفئران
! هذا عام الفيل ْ !
ألحقَّ أقول لكم.. لا حقَّ لحيًّ إن ضاعتْ..
فى الأرض حقوق الأمواتْ..
لاحق لميت إن يـُهتك ْ. . عرضُ الكلمات !
وإذا كان عذاب الموتى أصبح سـِلعه..
أو أُحجية ً..
أو أيقونه..
أو إعلانـا ً أو نيشانـا..
فعلى العصر اللعنة..
والطوفان قريب !
الأبطال.. بمعنى الكلمة..
ماتوا لم ينتظروا كلمه..
ما دار بخلد الواحد منهم..
حين استشهد..
أن الاستشهاد بطوله..
أو حتى أن يـُعطي شيئاً..
للجيل القادم من بعده..
فهو شهيدٌ لا متفلسفْ
ماذا يتمنى أن يأخذ..
من أعطى آخر ما يملك.
. في سورة غضب أو حب ؟
وها أنا أغوص في رمال الصمت..
واختنق
. العش يحترق..
ويهرب العصفور..
ألليل أخطبوط
! مدينتي في الليل تدَّعي الهدوء..
لكنني أمــوء..
كقطة جريحة في البرد..
مدينتي أبـراج..
والبرد كالكرباج..
مشيت طول اليوم..
كما مشيت كل يوم..
في الليل والنهار..
بغير مأوى يا مدينة السـُّواحْ..
يا جـُعبة الجرَّاحْ
هذا الهدوء مصطنعْ..
والوحش يستريح..
لكي يقوم في الصباح..
يستأنف الهجوم
: الإخطبوط - بطاقتك
- تفضلوا
- ما مهنتك
- كثيرة هي المهن
لكنه النصيب
- ما حرفتك ؟
- قد أدركتني حرفة الأدب
أنا أقول الشعر
- وتكتب الأشعار ؟
- وآسف أنا
! ألم أقل هو النصيب ؟
! - هو التشردُ.. الشـَّغبْ..
هيا معي
................. ويثقب الصباح نافذة..
هذا أنا فـي الحبس
الليل والنهار أخطبوط - هل تـُصدقُ ما تقولٌ؟
- الأبُّ قال بأنني حتما ً أعودْ مَلِكاً على أرض البشرْ
لتَسودَ في الناس المسرةُ و السلامْ!
- لو عدتَ.. منذاَ يعرفـُكْ؟
- سأقول: جئتُ أنا المسيحْ!
- سيطالبونكَ بالدليلْ.
- ستكونُ في جيبي البطاقةُ و الجوازْ.
- هذا قليل..
ما أسهـلَ التزويرَ للأوراقِ في عصرِ اللصوصْ.
و لديهمُ (الخبراءُ) سوف يؤكدونْ أن الهويةَ زائفةْ!
- لكنْ عليها الختمُ..ختمُ الأبّْ..
- يا بئسَ الدليلْ!
سيؤكدُ الخبراءُ أن الختمَ برهانٌ على زيفِ الهوية!
- سأريهمُ هذى الثقوبْ.. في جبهتي
- انظرْ- و في الكفينِ ِ.. في الرجلين ِ.. جئتُ أنا المسيحْ !
- سيقول لوقا: قالَ مرقصُ
إنَّ متََّى قال يوحنَّا يقولْ: "في البدء كانَ الأمرُ إصلبْ
و الآن صار الصلب أوجَبْ!"
حتماً ستُصلبُ من جديد
همْ في انتظاركَ- كلُّ اتباعِكَ، قطعانُ اللصوص
- همْ في انتظاركَ بالصليبْ...
ماذا؟ أتبكى؟
كلُّ شيءٍ مضحكٌ حتى الدموعْ!
العصرُ يضحك من دموعك،
من دموعي،
عصرنا عصرُ اللصوصْ
بل أنتَ... حتى أنت لصٌّ!
لو لم تكن ما كان في الأرض اللصوصْ!
حتى أنا لصٌ.. ألم أُخدع طويلا باللصوص؟!
قد آن يا كيخوت للقلب الجريح أن يستريح ،
فاحفر هنا قبراً ونم
وانقش على الصخر الأصم :
" يا نابشا قبري حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،
لا فرقَ من عام ٍ ينامُ وألف عام ،
هذى العظام حصاد أيامي.. فرفقــا ً بالعظام
" نحن حبـَّات ُ البذار
ْ نحن لا ننمو جميعا ً عندما يأتي الربيع ْ
بعضـُنا يهلك ُ من هول ِ الصقيع ْ
وتدوس البعض َ منا الأحذية ْ
ويموت البعض ُ منا في ظلام الأقــْبية ْ
غير أنـَّا كلــَّنا لسنا نموت ْ
نحن حبات ُ البـِذار ْ
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح أن يستريح ، فاحفر هنا قبراً ونم وانقش على الصخر الأصم : " يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ، لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ، هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام . أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان إن عد فرسان الزمان لكن قلبى كان دوماً قلب فارس كره المنافق والجبان مقدار ما عشق الحقيقة . قولوا " لدولسين " الجميلة (1) .. " أَخْطَابَ (2) " .. قريتى الحبيبة : " هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة .. لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ، حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص .. فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص ! " .
( 2 )
- ها أنت تقفز للنهاية ، - هلا حكيت من البداية . - ولمن أقول ؟ ! - هذى صفوف السنط والصبار تُنصت للحكاية : - ألها عقول ؟ - ماذا يضيرك .. أَلْقِ ما فى القلب حتى للحجر ، أو ليس أحفظُ للنقوش من البشر ؟ !
( 3 )
يا سيداتى يا أميراتى الحسان .. أن لن أقول لكن ما أسْمى بين فرسان الزمان ، ولتنطق الأفعال من قبل اللسان .. ... ... ... ... ... ... من أين أبدأ والظلام ، يلتفت فى أقصى الوراء وفى الأمام ! عرجاء حتى الذاكرة .. والذكريات ! يا سيداتى معذرة .. أنا لا أجيد القول ، قد أُنْسِيتُ فى المنفى الكلام ، وعرفتُ سرَّ الصمت .. كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف ! الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام ، الصمت ليس هنيهة بين الكلام ، الصمت ليس هنيهة بعد الكلام ، الصمت حرف لايُخَط ولا يقال .. الصمت يعنى الصمت .. هل يغنى الجحيم سوى الجحيم ؟ ! عجباً .. أتضحك من كلامى السيدات . " مم الضحك ؟ ! "
( 4 )
- " الماء قد فسرته بالماء بعد الجهد لاتيأس وحاول من جديد .. كيخوت لاتصمت .. أليس الصمت - قلت - هو الجحيم ! - " لا .. بل فقلن الصمت موت ، أو ليس الموت صمتْ ؟ ! الحرف مثل النبت .. هل يحيا بغير الأرض نبتْ ؟ ! ولكل نبت أرضه المعطاء ليس يعيش فى أرض سواها .. الحرف يذبل يا أميراتى الحسان .. ويموت لو ينفى ، وينسى لايمر على لسان ! حلفتكن بكل غال ، هل ما تزال .. فيكن واحدة تخمن من أنا ؟ ! "
( 5 )
من أنت ؟ .. تطعنك العيون ، وتظل تنزف ، والسنون .. تمضى كأسراب السحاب .. فى الصيف .. تبخل بالجواب ! . من أنت .. ؟ .. لاتدرى .. وتدرى ما العذاب ! ما غربة الضفدع فى الأرض الخراب ما ضيعة البولة فى الحمام والبصقة فى يوم المطر !
( 6 )
" حدقن .. أمعن النظر .. هذا حصانى جائزة .. تُهدى لمن منكن تذكر من أنا ! .. تضحكن ثانية أميراتى الحسان ! بعيونكن ألا فقلن .. أمن الحصان على الهزال .. تضحكن .. أم منى على سخف السؤال ؟ ! " فيرينيا 07/01/2008, 01:35 ( 7 )
- قدم اليهن البطاقة ! - ما من بطاقة . - قدم اليهن الجواز ! - ما من جواز . لا وشم حتى فوق زند أو ذراع ! - يا للضياع ! وتظل تنهشك الوحوش ، هذى العيون الخاليات من الرموش ! لو كان يعرف بالقلوب الناس لم يصفعك دوماً بالسؤال .. - كل ابن كلب - " من أنت ؟ " .. كالقفاز فى عينيك يرمى بالسكين قلب ! وترى الكلاب تتيه كالفرسان .. والفرسان أضيع من كلاب ! - يا .. كلاب .. كبدى خذوه .. يا ناهشى الأكباد هاكُمْ فانهشوه ، وليرحم اللّه الضحايا .. يرحم اللّه الضحايا !! - لا .. لا تبالغ .. ما لهذا الحد أنت لهم ضحية أخطأت أنت كما هم أخطأوا .. أو علَّ سرا ثالثاً خلف الخطأ ! انا لتعجزنا الحياة .. فنلومها .. لا عجزنا ، ونروح نندب حظنا ، ونقول : هذا العصر لم يخلق لنا ! - هو عصرنا ! - لكننا لسنا به الفرسان .. نحن قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة ، والأرض بالأبطال ملأى حولنا ! - ملأى .. ولكن باللصوص ! - الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف الملىء ؟ ! لو لم تكن فى العالم الأضداد ما قلنا : " عظيم أو قمىء " ! - إنى لأعلم .. غير أن الزيف يغتال الحقيقة ! أقرأت يوما فى الحكايات القديمة ، عن غادة حسناء فى أنياب غول ؟ ! أرأيت يوما ضفدعه .. ما بين فكى أفعوان ؟! من ها هنا بدء الحكاية يا قريتى .. يا عالمى .. يا عالمى .. يا قريتى .. !!
( 8 )
" ياسيداتى يا أميراتى الحسان .. إنى أتيتُ إلى الوجودِ كما يجىءُ الأنبياء ! لا .. لست أنتحل النبوَّة ، غير أنى مثلهم ، فى مذود يوما ولدت ! فى قريتى " أخطاب " .. حيث الناس من هول الحياة ، موتى على قيد الحياة ! لا الأرض غنت لى ، ولا صلت لِمَقْدَمِىَ النجوم ، ولا السماء تفتحت عن طاقةِ القدر السعيد ، ولا الملائك باركوا مهدى .. ولا هبطت تُصَفّق فوق رأسى بالجناحين حمامة ! قالوا : غراب ظل ينعق يومها فوق النخيل .. حتى الفجر ! وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا .. ولا مر القمر .. بدروبها من ألف جيل ولا العيون تبسمت يوماً لمولود ولا دمعت لانسان يموت .. فالناس من هول الحياة .. موتى على قيد الحياة !
( 9 )
وظهيرة .. آويت من لفح الهجير ، لظلال صفصاف يُطِلُّ على غدير ، وجلست محزوناً أنقل فى المدى بصرى .. فحط على الحقول ، وعلى بيوتِ الطينِ ، والقصر الكبير ، وعلى القبور ، وأنا أدندن أغنية : " يا بهية وخبرينى ع اللى قتل ياسين " ! وسمعت ضفدعة بقربى تستجير .. كانت بفكَّىْ أفعوان ! عبثاً هُرِعْتُ بغصن صفصاف ، فقد فات الأوان ، غابت وغاب الأفعوان : ما غصن صفصاف بمعركة الأفاعى والضفادع ؟ ! فيرينيا 07/01/2008, 01:36 ( 10 )
يا سيداتى .. يا أميراتى الحسان .. وحفظت فى الكتاب آيات الكتاب ، عن ظهر قلب . ونسيتها عن قلب ظهر ! إلا علامات على جسمى لضرب . - بهراوة عمياء - مثل بقية الوشم القديم ، وغراب هابيلَ وقابيلَ ، وفأساً للخليل ، والفعل - فعل الأمر - " اقرأ ! " فقرأت ما ألقت به الأيام بين يدى : أدهم .. والزير سالم ، والهلالى ، وابن ذى يزن وعنتر .. ياسيداتى .. ثم نادانى من الأعماق صوت : " قَرَّباَ مربط النعامة منى .. لم أكن من جناتها علم اللّه وانى بحرها اليوم صالى " !
( 11 )
لكنهم قتلوا النعامة ! كم مرة بالنوق جاءوا ، أجحروا القرية من قبل المغيب ، كم مرة قصوا بمقراض الحمير .. قصوا الشوارب والشعور ، ولحى الشيوخ ، وأطلقوا الكرباج يَرْتَعُ فى الظهور ، كم مرة هجموا بيوت الطين ، داسوا بالنعال على الحبالى أوسعوا المرضع ضرباً والرضيع ، كم مرة غنت بهية .. ياسينها المقتول من فوق الهجين ! ياهول معركة الأفاعى والضفادع .
( 12 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان .. ورحلت يوماً للمدينة ، فى ركبِ قافلةٍ ممزقةٍ حزينة كُنّا أَهَلْنا فوق أمى آيتين من الكتاب ، وكومتين من التراب .. وقالبىْ طوب وطبعاً ما تيسر من دموع ! لافرق يا أخطاب بينك والمدينة ، غير المداخن والمآذن والقلاع الشاهقة ، غير الزحام ، وضجيج آلاف الطبول ، ونذير أجراس الترام . يا سيداتى.. يا أميراتى الحسان ، وهنا البغايا كالذباب بغير حصر ، ومشاتل البوليس والمتسولين بكل شبر ، وقوافل جَوْعَى تهيمُ من الرصيف إلى الرصيف .. حيرى تفتش عن رغيف ! والسوق لاتغفو .. تضج من الصباح إلى الصباح : ( من يشترى ؟ - وبكم تبيع ؟ ! يفتح اللّه - اتفقنا ! - يابلاش ! ) وهنا يباع ويشترى .. ياسيداتى .. كل شىء ! حتى الترام يباع فى وضح النهار .. للقادمين من القرى .. ! يادفتر الأرقام ما ثمنى ؟! أنا مثل التراب بلا ثمن .. لاشىء بالمجان غير الموت .. لكن .. لامفر من الكفن !
( 13 )
كيخوت مهلاً .. ما هناك ؟ بحر من المتظاهرين هديره شق السماء ، بالموت .. بالموت الزؤام .. أو الجلاء ؟ كيخوت .. ما الموت الزؤام .. وما الجلاء ؟ من هؤلاء ؟ ! ما هؤلاء ؟ ! وإذاك بين الموج تطفو كى تغوص ، وتغوص كى تطفو - صغيراً أنت كنت - ! ما غير هذا حوت يونس ، ما غير هذا .. أنت توشك تختنق ! وصرخت ياكيخوت بالموت الزؤام وبالجلاء .. حتى لُفظت إلى الرصيف ، فجعلت تهتف من هناك .. وبمثل صوت الضفدعه ، كيخوت وحدك .. بالرغيف .. وسقوط " باشا " كان فى اخطاب فى القصر الكبير ، واذا بكف كالجبل .. تهوى عليك .. على قفاك .. كى تنكفىء .. فوق الرصيف ! كيخوت فانهض .. هل ترى ؟ ! هجم العساكر .. بالألوف على الألوف ، جاءوا كما الطوفان لا بالنوق بل بمصفحات .. ومدرعات . محفوظة ياقريتى .. فالنوق من لحم ودم ، لا من حديد ! حوتان يقتتلان .. أيهما يكون المنتصر ؟ ! ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان .. من يومها أدركت ما الموت الزؤام وما الجلاء .. فالموت فى الميدان أكوام كحقل القمح فى يوم الحصاد يا قريتى .. ها أنت مثل مدينتى .. كِلْتَاكُما فى الهم .. فى البلوى .. سواء ! فيرينيا
( 14 )
ووجدتنى فى غابة سوداء (3) .. آلاف الكتب . يا رحلة فى صحبة البومة والذئب .. وآوى .. وابن آوى ! والقرد والتمساح والجحش ، وذى القرنين والقرن الوحيد ! الحرف أنت . كما تكون يكون .. أى الناس أنت ؟ ! الحرف قديس - إذا ما كنت قديساً - وداعر .. ان كنت بين الناس داعر ! يا غابة الأقلام .. ياسوق الضمائر ! - ما أنت أول فارس .. ما أنت آخر فارس .. قد ضيعته الكُتْبُ ، ألقت فوق عينيه الغشاوة ، فإذاك تخلط أى شَىء .. بأى شىء ! واذا طواحين الهواء عمالقة ، واذا قطيع الضأن جيش مقبل كالصاعقة ، واذا الحظيرة قلعة، والطشت تاج من ذهب ، واذا النعيق نفير الاستقبال . ( ها قد جاء كيخوت العظيم) ! يا للخديعه الكذب .. يا أيها الآتون من بعدى الحذار .. كل الحذار من الكُتُب !
( 15 )
- أنكون .. ياترى أم لا نكون ! أمن الحكمة أن نحيا الحياة .. كيفما كانت .. ونرضى حظنا ، أم نخوض البحر فى هول الصراع .. عزلا .. دون شراع ، أم ترى الحكمة فى أن ننتحر ؟ ! يا دجى .. ياصمت .. يا .. يا .. ياجنون .. أنكون .. ياترى أم لانكون ! - يا سؤالا حائراً منذ قرون ، هائما ليس يقر ! - أيها الهاتف من أنت ؟ ! - أنا بصقة قبر ! - أنا خفاش عجوز ، يكره الضوء كما تكره أنت الظلمات ، أيها الضارب فى التيه بليل .. كيف فى التيه المفر ؟ يا صديقى .. خذ طريقى .. وانتحر ! - انتحر ؟ ! - راحة الراحات ، ترياق الألم ، وخلاصات خلاصات الحكم .. أنت لاتملك غير الكلمات ، حيلة العاجز عن كل الحيل ( كلمات .. كلمات .. كلمات ) غُصْنُ صفصاف هزيل .. أى عُكّاز وفى الدرب ملايين الحفر ! أوشك الديك يصيح ، وسَرَتْ كالسم أنفاس الصباح ، فوداعاً .. أو اذا شئت اختصر .. وليكن وشْك لقاء ! - أيها الهاتف قف .. أيها الهاتف قف .. ...................... أنكون .. يا ترى .. أم لا نكون !!
( 16 )
فتوى ! - أعطوا لقيصر ما لقيصر ، وللاله .. ما للاله ! - فما الذى تعطى لنا ؟ ! - ماذا تبقى عندكم ؟ - لم يبقى شىء .. - فاهنأوا .. طوبى لكم !
( 17 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..! صَلَّيْتُ فى الماخور كى أعرف أسرارَ الطهارة ، وزنيت فى المحرابِ كى أسبر أغوار الدعارة ، لكن شيئاً واحداً لم أقترفه .. هو اللواطة ! ياسيداتى معذرة .. ان كنت قد جانبت آداب اللياقة . أنا لست أعنى فتنة الغلمان .. ما كان " ابن هانىء " .. فى الحق لوطيا .. ولكن اللواطة أن تقول .. ما لاتريد ، أو أن تريد ولا تقول ! قالوا قديما : ( لاتخف ان قلت ، واصمت لاتقل .. ان خفت ) .. لكنى أقول : الخوف قواد .. فحاذر أن تخاف ! قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد .. لو بعدها الطوفان قلها فى الوجوه بلا وجل : " الملك عريان " .. ومن يفتى بما ليس الحقيقه .. فليلقنى خلف الجبل ! انى هنالك منتظر .. والعار للعميان قلبا أو بصر ، وإلى الجحيم بكل ألوان الخطر ! فيرينيا 07/01/2008, 01:55 ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
كلمات فى الحب
آمنت بالحب .. من فيه يبارينى والحب كالأرض أهواها فتنفينى إنى أصلى ومحراب الهوى وطنى فليلحد الغير ماغير الهوى دينى ماللهوى من مدى فاصدح غراب البين هذى غمود المدى .. أين المداوى أين ؟! ألوجد يلفحنى لكنه قدرى يانار لا تخمدى باللفح زيدينى أنا الظما إن شكا العشاق من ظمأ شكوت وجدى إلى وجدى فيروينى جاء الطبيب وقال : «أنا العليل .. أنا» يافرحة العذال فمن أكون أنا؟ تخذت من وحدتى إلفا أحاوره من لوعة القلب ترياقا يداوينى رافقت حتى الفراق لأنه قدرى فيا رفاقى رأيت البعد يدنينى ! بعدت كى اقترب وقربت كى ابتعد ياويحه المغترب ما للهوى من بلد ! ياقلب بالله لا تسكت فإن مدى من القرون غراماً ليس يكفينى صفق وزغرد وقل هاتوا سهامكم يا ليت كل سهام العشق ترمينى ما نفع نبضك إن لم يستحل دمى إن لم ترق يا دمى ماذا سيرقينى مضى الشباب هباء يا ليت كنا عشقنا ها نحن أسرى الشقاء فى العشق هلا أفقنا !! هجرتكم وشبابى فى الدماء لظى وجئتكم وحريق الشيب يطوينى سلوا الليالى هل ضنت بنائبة سلوا النوائب .. يادور الطواحين ! آمنت بالحب من فيه يبارينى والحب كالأرض أهواها فتنفينى فيرينيا 07/01/2008, 01:59 ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
أحباطات شعرية
الإحباط الأول :
لأن العصر مثل النعش .. لأنى جثة فى النعش .. لأن الناس .. كل الناس .. دمى من قش .. لأن .. لأن .. (المعنى فى بطن الشاعر ، والشاعر عدو خواء البطن ، جوعان فى القرن العشرين ، والإنسان الجائع كلب ! كم فى الجيب ؟! ماذاكنت أقول .. كنت أقول الشعر .. أشعر أنى ميت .. فإلى الفول بزيت ! .) الإحباط الثانى :
بالأمس عدت فى الصباح .. من رحلة الضياع فى المدينة .. كان الصباح مثل وجه قرد .. والشمس مثل إست قرد .. وحين كنت أعبر الطريق .. كادت تدوسنى سيارة ! كأنها تخالنى إنسان .. ياغابة النعال .. أليس ثم من مكان .. فى الأرض لا يدوسه إنسان ! (ياقريتى .. يا .. قد شوهوها لم تعد تلك التى أحببتها .. مدينتى كقريتى فى جوف أخطبوط ! علمتنى الغناء يا إخطاب .. غنيت ، كم غنيت .. وها أنا أغوص فى رمال الصمت .. واختنق . العش يحترق .. ويهرب العصفور .. يا أيها العصفور عد .. يا أيها العصفور عد .. يا أيها .. لا فائدة !) فيرينيا 07/01/2008, 02:01 الإحباط الثالث :
ألليل أخطبوط ! مدينتى فى الليل تدعى الهدوء .. لكننى أموء .. كقطة جريحة فى البرد .. مدينتى ابراج .. والبرد كالكرباج .. مشيت طول اليوم .. كما مشيت كل يوم .. فى الليل والنهار .. بغير مأوى يامدينة السواح .. ياجعبة الجراح ! هذا الهدوء مصطنع .. ألوحش يستريح .. لكى يقوم فى الصباح .. يستأنف الهجوم ! الأخطبوط .. - بطاقتك ! - تفضلوا ! - ما مهنتك ! - كثيرة هى المهن ! لكنه النصيب ! - ما حرفتك ؟ - قد ادركتنى حرفة الأدب ! أنا أقو الشعر ! - وتكتب الأشعار ؟ - وآسف أنا ! ألم أقل هو النصيب ؟! - هو التشرد .. الشغب .. هيا معى ! ................. ................. ( ويثقب الصباح نافذة .. هذا أنا فى الحبس ! الليل والنهار أخطبوط )! الإحباط الرابع :
أفتش فيك عن إسمى .. وانت مدينتى أمى .. معلمتى .. وملهمتى .. وقابلتى وقاتلتى .. افتش فيك .. اعلان :................. سينما :................. مسرح :................. اذاعة :................. تلفزيون :................. صحف :................. مجلات :................. كتب :................. !! الإحباط الخامس :
حين ترون الموت الأسود .. الطاعون .. بأى مدينة .. لا يدخل باب مدينتكم للموت مغامر .. لا يخرج من باب مدينتكم أى مهاجر .. فالموت الأسود لا يجدى منه هرب .. لا يعصم منه الطب .. لا تجدى الحيلة حين يغوص النصل المسموم بقلب! لا يجدى السيف المدفع .. لا تجدى الحرب ! لا يجدى غير الصبر الإصرار الصمت .. والمكر بكل صنوف المكر ! ليس يفل الشر .. غير الشر .. ( الإحباط الخامس محبط .. فليعبر من غير هوامش !! ) الإحباط السادس :
لاتنتظر ، أيها الربان إنى متعب ! لا .. تــ .. نــ .. تــ .. ظ .. ز .. نى لا .. تنــ .. ( ناظم نام .. تعب الآباء فناموا .. ماذا فى وسع الأنباء ! لكن .. لكن .. أين أنام ؟! ) الإحباط السابع :
نفس الإحباط الأول .. ( ياللعصر اللولب .. فلنبدأ من حيث بدأنا .. .. .. .. .. .. ! ) * * *
أغنيــة عن طائــر إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو هناك السحر والأحلام والألحان والفن هناك الطير مثل مسيح يغنى لحنه للريح .. ذبيحا .. من قرار ذبيح ! صحا الطائر حيراناً يبث الليل أشجانا ويجلو طلعة الصبح ليهدى الصبح ألحانا فما كذب إيمانا ولا صدق برهانا فهذا العالم الحيران ما ينفك حيرانا وكم غنى هو الطائر وقبلا كم ثوى طائر أما للسرب من آخر ؟! إلام نجئ ثم نروح لا جئنا ولارحنا إلام نعيش ثم نموت لاعشنا ولا متنا هو المنفى إذا كان البقاء قرين أن نفنى يتامى نحن ياأطيار دعوا الآهات للأشجار فقد جزت بلا منشار! علام نبتنى الأعشاش والحيات فى الأعشاش إلام نسير كالعميان والممشى طريق كباش وفيم الخلف كم منا قتيل مثل من عاش هو الحتف الذى يصمى برغم الضوء جيش فراش نسابق للخلاص النور فنغدو فى لظى التنور وها النافذة السور ! ملى طائرى فى الكون ثمة حار ما الجدوى إذا كانت أغانينا تباعاً مثلنا تروى وهذا الكون يطوينا فهل فى مرة يطوى فما الجدوى .. فما الجدوى .. فما الجدوى .. رويدا أيها الثائر فليس القدر الساخر ولكن دوما الشاعر ! إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو هناك السحر والأحلام والألحان والفن * * *
بروتوكولات حكماء ريش (مقهى ريش أحد ملتقيات المثقفين والأدعياء بالقاهرة)
«تنح عن الطريق للرجل القادم إليك فإنه على الأرجح رجل منظم ، أو لعله من الماسونيين وهذا أضل سبيلا»! - دونالد فينكل -
* ديباجـة :
نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش .. من شعراء وقصاصين ورسامين .. ومن النقاد سحالى «الجبانات» .. حملة مفتاح الجنة .. وهواة البحث عن الشهرة .. وبأى ثمن .. والخبراء بكل صنوف «الإزمات» .. مع تسكين الزاى .. كالميكانيزم ! نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش .. قررنا ماهو آت :
* ألبرتوكول الأول :
لا تقرأ شيئاً .. كن حمال حطب .. وأحمل طن كتب .. ضعه بجانب قنينة بيره .. أو فوق المقعد .. وأشرب .. وأنتظر الفرسان .. سوف يجيئ الواحد منهم تلو الآخر .. يحمل طن كتب ! .. * صوت : يافرسان الأمس .. غير الأمس مع الفرسان .. خلف غيوم اليأس .. فإلى مقهى ريش .. كل العالم مقهى ريش .. كل يغرق عاره .. فى أغوار الكأس ! . * هاتف : لا .. لست بالعاهرة .. بالرغم من كل شئ .. فالعهر ياقاهرة . يصيبنا بالقئ .. يا أمنا الطاهرة !. البروتوكول الثانى :
لا تفهم شيئاَ مما تقرأ .. ليس يهم اليوم الفهم .. فالمفهوم اللامفهوم .. أو بالعكس . لن يسألك أحد .. ما معنى قولك «....»! فالمفروض . ألا معنى للأشياء وللكلمات .. وإذا كانت للأشياء معان .. فالمفروض .. أن معانيها معروفة .. للحكماء لدايك .. وإذا كان الأمر كذلك .. فالكلمات «مسالك» .. والمفروض .. أنك تعرف .. والمفروض أخيراً ألا تسأل .. عن معنى قولك «...» ! * صوت : ياذؤبانا لا كت شرف الكلمة .. ياصبيان السوق الحره .. حيث يباع الله بكأس ربيب .. ما أرخص فى السوق الإنسان .. يافرسان الأمس الغابر .. جئت الملم كل الكلمات المسمومة .. قطع الثلج .. حقن النسيان البنج .. ألكلمات المصطحات الشفريات .. ألكلمات المعكوسات .. فى الأحذية «الأجلاسيه » اللماعه . «آخر موضه» .. ألكلمات الباروكات .. ألمصفوفة عند «كوافير الفايف فينجرز »! ألكلمات الشارلستون .. الماكسى .. المكروجيب .. ألكلمات الأقنعة .. الحمالات .. فى سروال الماسونى الذئب ! ألكلمات النفطيات .. فى مركبة المأبون العلج ! ألكلمات الحدآت .. ألكلمات الآذان الأعين .. الأظفار الأنياب .. ألصابون .. الإعلانات .. ألكلمات الملفوفة فى ورق المرحاض .. والمكتوبة .. بدم الحيض .. والمدهونة بالزيت وبالبارفان .. الكلمات الحيات !! فيرينيا 07/01/2008, 02:38 هاتف : لا .. لست بالعانس .. أنت الولود الولود .. ولست بالمومس .. عار هوان الجدود .. يا أمنا الصابرة !. * البروتوكول الثالث :
لا تصمت أبدا .. إن الصمت جهاله .. واحذر أن تتكلم فى الموضوع .. لا موضوع هنالك .. إن الفلك اليوم عطاره .. كن فيهم «خضر العطار» !. لكن خذ سمت الأستاذ .. وحذار أن تنسى «البايب» .. والكلمات «الخرز» اللاتينية ! قل «فى الواقع » .. واصمت لحظة ! قل «لاشك» .. واصمت لحظة !. ثم مقدمة محفوظة .. من فذلكة «المنهج» .. حسب الموجة والتيار.. فالبحر سباق .. والموجات الوف .. «الموجه تجرى ورا الموجه .. عايزة تطولها ! » عجل واركب أية موجه .. فالأيام دول .. ويل للبسطاء ذوى القلب الأبيض .. حين تفاجئهم أنواء الطقس .. الناس إثنان .. أحدهما ينجو فى الطوفان .. والآخر يغرق فى كأس .. «إنى أغرق .. أغرق .. أغرق ! » * صوت : يا أيتها المومس من رهط يهوذا .. يا ذات الشعر «الآلاجارسون ».. ياكمية لحم عبئ فى السروال الضيق .. والقواد التابع خلفك يحمل لحية .. وعلى الظهر حقيبة .. وبسروال قص لفوق الركبة .. والعملة صعبة ! يا أيتها المستشرقة المزعومة .. والعطشى لأحاديث الفرسان .. فرسان الأمس الخصيان .. الفكر بخير .. والأدب بخير .. والفن بخير .. ونحن بخير لا تنقصنا غير .. مشاهدة القرده .. من أبناء يهوذا .. فى أقنعة المستشرق والمستغرب .. بجوازات السفر الصادرة بأورشاليم .. والمنسوخة فى باريس .. والمختومة فى بيروت .. والقادمة الينا من واق الواق .. سائحة فى حر الشمس .. يا أولاد الأفعى .. يا إخوان القرده ! فيرينيا 07/01/2008, 02:39 هاتف : لا .. لست بالجثة مطلولة للذئاب ما أنت مجتثه .. بل إنت أم الكتاب .. يا أمنا الساخرة !. * البروتوكول الرابع :
طبق اليوم الأمثل .. فى قائمة المطبوخات المطبوعات المعروضات .. المرئيات المسموعات الملموسات .. طبق السلطة .. «كله على كله .. ولما تشوفه قول له .. هوه فاكرنا مين .. داحنا معلمين » ! فلتتعلم فن القول .. قل ما شئت بشرط .. ألا تنسى الشفرة .. إن الشفرة منذ اليوم هى المفتاح .. والمفتاح الشفرة .. كل العالم شفرى البنية .. كل الكلمات .. الهمسات .. الأنفاس .. كل الحركات .. السكنات .. رموز .. كل الأشياء لغات .. تتردد بين المتقاطع .. والمتشابه .. والمعكوس ! ويعاد بناء البرج المنحوس .. بابل تنهض فوق ركام الضوضاء .. ( هل يندك البرج ؟! ) * صوت : ألخصيان التفوا حول المومس .. مثل الكعكة .. كل يعرض نفسه .. هذا أشعر شاعر .. هذا أول آخر قاص .. هذا فذ الفن .. فن المسرح خاصة .. هذا الجهبذ .. فى كل فنون الفكر العاهر ! يا أيتها المومس من رهط يهوذا .. إن القوم عطاش .. وجياع للجنس ! فانتخبى الليلة ثورا من «ثوار» الأمس .. وغدا ثورا آخر .. وغدا ثالث .. تم الجزء الأول .. من بحث الدكتوراه المزعومه .. والمأخوذة سلفا .. من جامعة الجمعيات الماسونية .. طبع بمقهى ريش .. والإبداع .. بالشقق المفروشة .. والتوزيع باورشاليم ! * هاتف : لا .. لست بالمخور .. يامصر يامعبد .. تأبى جيوش النور للنار أن تخمد ياأمنا الثائرة! فيرينيا 07/01/2008, 02:40 البروتوكول الخامس :
لا تأخذ بالك مما حولك .. كن كالاطرش فى الزفة .. هذا الجرسون الوسواس .. وصبى الجرسون الخناس .. والذئب المقعى يمسح أحذية الأعيان .. ألملاك .. الوزراء .. الكبراء .. من حكام الأمس الماسون .. والجوالون الباعة لبن العصفور .. والسائل والمحروم .. والعاجز من أصحاب العاهات المصنوعة فى إحدى «ورش» الغورية .. أو بولاق .. والعيارون ،، البصاصون .. من كل فئات الشعب ! * ملحوظة : لايخدعك المسرح والأدوار .. المكياج .. الأزياء .. الديكور .. الإكسسوار .. هذا بعض السوس .. ألزاحف فى المقهى الملعون .. والآتى من عهد الهكسوس .. جاسوسا خلف الجاسوس ! * صوت : ألفرسان التفوا حول «الكاهن» ! فى الماخور .. المصيدة .. المقهى .. ألفريسيون .. ألصدوقيون .. صنعوا «الكورس»! بدأ العزف على أحداث الساعة والأوتار انقصفت .. بينما صمت «الكاهن» .. ذو العينين الوطواطية .. والأذنين الملقاطية .. ألصمت لسان «الكهنة » .. رأس الحكمة .. لايسأل عن شئ «كاهن» .. أو يسأل فالصمت جوابه .. بشراكم يا آل «يهوذا» .. ألحدآت من الكهان .. ترعى فى المقهى الافراخ .. قام الكاهن وانقض المحفل .. والفيران .. تنصب فى المصيدة «المولد» .. ........... ! * هاتف : يا أم كل مسيح مرعاك للذؤبان أصغى لكل جريح فى ساحة الصلبان يا عيننا الساهرة ! * البروتوكول السادس :
«الفراريج الدانمركية .. مذبوحة ومراقبة مرتين .. ومستنزفة الدماء .. حسب شريعة .. الخ » !! * صوت : ياسيدتى الأفعى .. اللهجة من أعماق الشام .. لكن العبرية بوم ينعق فى ذيل الكلمات ! وأنا أذنى يقظة .. لاتخطئ زحف الافعى .. من رهط يهوذا خاصة .. فى أى قناع ! ماحاصل جمع المعلومات .. حتى الآن .. من ثرثرة الخصيان .. فرسان الأمس .. عشاق السوق الصحفية .. فى بيروت ! ذات التمويل المجهول والمعلوم ؟! - القوم عطاش للجنس - كم فروج دانمركى .. ذبح وروقب .. ثم استنزف .. حسب شريعة موسى والتلمود .. والتوراه .. بغلاف «الموعد» و «الشبكة » .. و«الصياد » .. و«رجوع الشيخ » .. و«الفاشوش » .. لا تقتل .. بدء وصايا عشر .. يقصد موسى .. «لاتقتل إلا .. غير يهودى »! ويل للفروج الدانمركى .. آها .. هاملت .. سبق السم السيف .. سبق العزل السيف .. نم ياهملت ! * هاتف : يا أنت بعد الله يا قلعة التوحيد إنا كلاب الله بالباب عند وصيد فيرينيا 07/01/2008, 02:40 البروتوكول السابع :
أنت دخلت السجن مرارا .. تكفى مرة .. ثبت هذه المعلومة .. كالنيشان إلى العروه .. واجلس بين السذج والأغرار .. والأبرار ذوى القلب الأبيض .. سمسر بالسنوات السوداء .. قل ما شئت بغير حياء .. هذا عصر يهتك فيه الفأر .. عرض الفيل ! فاذا انكر .. فالبينة على من انكر .. وعليه يمين الله .. وهناك شهود الإثبات .. وشهود النفى .. والنفى اليوم هو الإثبات .. والإثبات النفى .. والإجماع انعقد على التزوير .. فى الأغراض .. كتب الصمت فى الآفيال .. من أجيال .. «عاش الفأر الزير .. عاش الفأر .. إن الفيل أقر ! .. فلتمرح فى الأرض الفيران »! هذا عام الفيل ! * صوت : ألحق أقول لكم .. لا حق لحى إن ضاعت .. فى الأرض حقوق الأموات .. لاحق لميت إن يهتك .. عرض الكلمات ! وإذا كان عذاب الموتى أصبح سلعه .. أو أحجبه .. أو أيقونه .. أو إعلانا أو نيشانا .. فعلى العصر اللعنة .. والطوفان قريب ! الأبطال .. بمعنى الكلمة .. ماتوا لم ينتظروا كلمه .. مادار بخلد الواحد منهم .. حين استشهد .. أن الإستشهاد بطوله .. أو حتى أن يعطى شيئاً .. للجيل القادم من بعده .. فهو شهيد لا متفلسف .. ماذا يتمنى أن يأخذ .. من أعطى آخر ما يملك .. فى سورة غضب أو حب ؟! * هاتف : فلتقرعى الأجراس .. ولتنذرى بأذان .. ولتسحقى الأنجاس .. من ثلة الشيطان .. يا أمنا الظافرة ! * البروتوكول الثامن :
كروى هذا العالم .. حتى الكلمات كرات .. والدوران هو القانون اللاقانون .. فالكلمات اختلطت .. دارت .. فى الأفواه وفى الآذان .. كالأشياء برأس الأبله والسكران .. حين تعددت الأقطاب .. أو حين محاورها تاهت .. ماجدوى أى حوار .. والعاقل فينا اليوم حمار ؟! * صوت : يا أبناء «...» ! حتام أعالج فيكم .. داء السرطان .. الدوران .. والدوار ! يا رواد المقهى الموبوء .. ماخص المقهى الداء .. لو كان بيدى الأمر .. لشنقت باعمدة التليفونات .. رهط الماسون الملعون .. أو علقت الأبله منكم .. مثل الثور إلى الطاحون .. حتى يفهم ! * هاتف : ياطالع الشجرة هات لى معاك بقرة ! الحق أقول .. العبث اليوم هو المعقول !
| |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-10-25, 7:02 am | |
2- ألخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية ! !
«إننى آمل فى الزلالزل المقبلة الا أسمح للمرارة بأن تطفئ وهج سيجارى !» - بريخت - ................. ثمة نكتة .. ليست آخر نكتة .. لن تلقى آخر نكتة .. من يحكيها ! فلسوف تكون نهاية هذا العالم .. كى يبدأ آخر .. فيعيد الأسفار جميعا .. من سفر «التكوين » .. «التشكيل» .. «التلوين» .. الدائر فوق الغمر الطوفانى .. حتى آخر إصحاح فى العهدين .. لكن سيكون هناك «الله» .. بأمر للماء بأن ينحسر عن اليابسة .. المجتاحة بالطوفان .. بأمر للنور «يكن » فيكون الإنسان .. ليعاين مجد الله «الكلمة» .. ليعانق فى الصلوات « الكلمة» .. ليغنى لاسم الله «الكلمة » .. وهنا يعرف نفسه .. ألله - الكلمة والكلمة - عقل والعقل الفعل .. الخلق .. الحرية .. ألعقل ألوهية .. أحكى عن ركاب قطار .. بينهمو من ينزع قشرة موز .. يغمس فى الملح الموز ويلقيه بعيدا .. سألوه : لماذا تفعل ماتفعل ؟! قال بكل بساطة : «لست أحب الموز المغموس بملح .. إنى حرفى أن أغمس ماشئت بما شئت » ! غر يلعب بالحرية .. غر يعبث بين الركاب بمجد الله .. مجد الإنسان .. الكلمة .. ولهذا فسد الموز «وفسد الملح» ! ألعبث اليوم هو المعقول .. والمعقول اللامعقول .. والحرية حق فى العبث بمجد الحرية .. واختر للعبث سبيلك .. أو أسلوبك .. وارفض أن تختار الرفض ! اغضب .. وتمرد فى اللاشئ على اللاشئ .. واعتزل العالم واحذر أن تنتمى إلى الأشياء .. ومن الأشياء الناس..الأرض..العرض..التاريخ .. والكلمة نور يتفجر من قلب الظلمة .. بالأمر .. الفعل .. القانون .. كن فيكون .. لكن فسد الملح .. أحكى عن ركاب قطار .. يندفع بقوة مليون حصان .. وبسرعة ريح مجنونة .. نحو الهاوية بقاع الغمر .. بينهمو العبت يمارس ذاته .. فى حرية .. كممارسة العادات السرية .. لكن باسم المنهج .. والنظرية .. والعملية .. ما أوسع أبواب «الإزمية» .. «كلمت باللحن أهل اللحن أو نسهم لأن عبى عند الناس إعرابى»! ثمة نكتة .. أخرى .. قد يحكيها بعدى .. فلاح من قريتى فصيح .. ويل للديك المرصود .. يوم يصيح .. فالغربان على أعجاز النخل .. والحدآت تناورها من فوق السحب .. تحرث بالأظفار الحقل .. ترمق سطحا .. جرنا .. تل .. والنداهة تغمز بالعينين .. للأم الغولة .. وتنادى من صحن الدار «الطفل» .. ثمة نكتة .. تحكى فى بلدى عن كاهن .. يحفظ عن ظهر القلب .. كل نصوص الناموس .. ويتيه على الصم البكم العميان .. - كاهننا يعرف كل الأشياء .. - ويحيط بكل الأشياء .. علما .. ولديه الحيثيات .. - ولذلك لا يسأل عن شئ .. وخصوصا عن غير المفهوم من الأشياء .. - فإذا قال فيكفى أن الكاهن يعلم .. - وإذا علم الكاهن ليس ضروريا أن نعلم .. قال الكاهن فى مجلس علم .. وبكل برود الوائق من علمه .. - كان اللون الاحمر .. لون الذئب الآكل يوسف !. - يا مولانا إن الذئب .. برئ .. لم يأكل يوسف .. وينص كتاب الله ! قال الكاهن ببرود «الكوهين » .. - ليكن هذا لون الذئب .. بريئا .. لم يأكل يوسف !. رضى الصم البكم العميان .. حمدوا الله على علم الكاهن .. بشروح متون الالوان .. حتى فيما ليس بوارد .. فى توراة .. أو إنجيل .. أو قرآن .. «إستنبط العرب لفظا وانبرى نبط يخاطبونك من أفواه أعراب »! أنت فهمت اللعبة .. فالعب إن اللعبة غش .. فكر منذ الآن بأكل العيش .. كل الناس «قريش » .. وإذا كان لموت طريق القديسين .. كن «أمويا» .. كن مابونا .. لكن عش .. إذ لافرق بجوف القبر .. بين عظام الليث وبين عظام الكلب .. كن انسانا .. لكن ذئب .. كن فى الصف الذيل لآخر ذيل .. حين يكون السيف برأس الصف .. كن فى الصف الرأس .. حين يكون العسكس .. «يا أبو الريش .. إن شالله تعيش »! لكن ثمة غلطة .. فالرابح فى اللعبة خاسر .. والخاسر فيها الرابح .. لا تنخدعوا بالبغل الرامح .. ليس البغل حصان .. لكن ما ذنب العميان .. لو ظنوا ذيل الفيل .. بدجنتهم تعبان ! ماذنبى فيكم .. ما ذنبى .. أأظل كما الكلب الاجرب .. مطرودا من كل رصيف .. أم صمت فيكم أم أكذب .. والصمت كما القول نزيف ؟! مكتوب فى «العهد الأول» .. عهد الكلمات اللامقلوبة .. «الموت مصير المهر الجامح .. بين البهم المركوبة »!
* - أنت أفندى - ما بالبدلة يحيا الانسان - ما بالجبة يصبح فينا السلطان - قردا .. والقرد السلطان - وعليها قس - - ماذا فى الفترينات ؟ - أوكازيون - تشكيلة خصيان الموسم! - وبأسعار تتحدى أى ضمير - ومذاهب فوق البيعة فوق الشروه - مهداة من بنزايون - إبن صهيون - فى اكياس النايلون ! - ها أنت الآن افندى بالمقلوب - ظاهر بدلتك بطانة - باطن بدلتك خيانة - فادخل فى أية خانة - معك القاموس - معك الناموس المعكوس - فصيارفة اليوم صيارفة الأمس- والهيكل بورصة! (1) (1 - كتبت أفقيا لضيق النطاق !) .................... يا آنستى القادمة إلى مقهى «ريش» .. بحثا عن خيّال .. خيّالك ليس هنا .. خيّالك فى كل مكان .. لكن لا يعبر بالمقهى .. محض عبور .. أوقد يعبر شبحا .. طيفا من نور .. خيّالك مات .. يا آنستى .. أو سيموت ! يا آنستى ،، إن القوم عطس للجنس ،، آخر ما بقى لديهم ،، من أنواع الاحباطات ،، سئم القوم بهاء العذرية فستقوم بكارتهم ،، يوم اضطجعوا بسرير الشيطان ،، يوم احتضنوا فى الليل الثعبان ،، باع القوم الكلمة ،، خرجوا للسوق جوار وغوان ،، لا تنقصهم إلا مركبة النفطى ،، نخطفهم من قلب الشارع خطف بغى ،، من وسط زحام ،، والناس ،، كأن الناس نيام ،، أو شيئا فيهم قد مات ،، أو ماتت كل الاحلام ،، أو لا يجرى بعروقهم الندم ،، لكن يجرى النفط ،، ألناس ركام فوق ركام ،، والكل يقول كلاما ،، أى كلام ،، وخصوصا فى طاحونة «ريش» ،، * يا أنستى سكر القوم - فطفا العهر على وجه البيرة - «ما انتاش خيالى ياوله - ما انتاش خيّالى لا والنبى»!- صوت يصرخ - خيّالك ليس هنا - يا آنستى لست اريد صغار القوم - من غلمان الكاهن والكوهين - مخدوعين ومحترفين ،، - إنى أتبع ذيل الحية - حتى الجحر - والجحر ملئ بالحيات - والمخدوعون صغار - فى تيه يمين ويسار - وأنا فى تيه التيه - آلاف الأميال مشيت - مشوارا بعد المشوار - لم أتجاوز أشبار - فأظل أقول - وأعيد النول - مثل المكوك على النول - عريان ملك العهر - وبغايا كل الفرسان ،، - يا آنستى العذراء المخدوعة - من اين لمثلك خيّال - والكل موال للملك العريان - وأنا وحدى الكاذب ،، - ويكذبنى المكوك - حتى النول ،، الإبرة - حتى البكرة - وسيأخذك الواحد منهم ليلة - والآخر يا آنستى ليله - كى يلفظك المقهى - رغم الدبلوم أو الليسانس - للشارع فى عرس اليأس - المحبط فيهم يا أختى - جاء ليفتى - بعلاج جميع الاحباطات - البوم يجيد الوصفات - طروادة سقطت قام البوم - للفتوى فى كل خرابه - ومضى ينشب فيها نابه - كى يجهز فى الليل عليها - وارتفع الشعراء على الاطلال - سمّوا طروادة فى الليل بكل الأسماء - غير الحسنى - وانتهكوا حتى أعراض الموتى - فى الجثث الملقاة بوجه الريح ،، - قالوا فيها ما فى الخمر - كان القوم سكارى ليلة سقطت طروادة - بحصان المكر ،، وكان - ماكان وحبلي بالحيل الحربية - أحصنة الأعداء الخشبية ،، - وكما لو كانوا متفقين مع الأعداء على موعد - فيرينيا 07/01/2008, 02:44 قالوا فيها ما يتمناه الأعداء ،، ألعاهرة ،، الجاربة ،، الفاتحة الفخذين ،، القوادة ،، ماأحفل قاموس الخصيان .. بالكلمات الداعرة الموزونة ،، المستوفية لكل شروط الساكن والمتحرك ،، والقافية العاذرة المعذورة .. - قلت كما قالوا فيها ،، - كى أخفيها منهم فى القلب ،، عبت سفينتى كى لا تؤخذ غصب ،، عبت غزالى حتى لا يأكله الذئب ،، «أعيب التى أهوى وأطرى جواريا يُرَبْنَ لها فضلا عليهن بينا برغمى أطبل العَّد عنها إذا بدت أحاذر آذانا عليها واعينا » - فعلوا نفس الشئ - لا .. آنستى .. حين تكون الرؤية جنسية .. ولأن القوم عطاش للجنس .. وعلى الاطلال يدور الرقص .. ومع الطوفان تدور الكاس .. والانياب المسمومة لا ترحم حيا أو ميت فالشعر الذئب .. لا صوت للشعب .. فليكن ( الرفض ) .. هذى تسمية معقولة .. «ياآنستى ماذا يعنى الرفض - فى قاموس الكهنة والغلمان - ماذا ترفض أو نختار ؟ .. - إن العار يظل العار - مابين يمين ويسار - أم أنّا سوف نعود لسارتر ؟ .. - بالمعكوس - أرفض .. أرفض .. لا تختر .. إختر .. إختر .. هايل هتلر ! - كيف يكون الرفض - محض الرفض - غير قناع لقبول المرفوض - مادام هو الحل الأوحد - الممكن فى كل خيار ؟ - المطلوب من الشعراء - رفض الرفض المفروض ! - مادام الرفض بغير خيار - مادمنا فى ظل حصار - كيف نعادى الكهنة - ثم ننصب من أنفسنا كهنة ؟ - تلك هى المأساة - المهزلة الواجبة الرفض ..- بل فلتحيا الرجعية - إن كان القادة فينا - بين الملك العريان أو المملوك - والكاهين والكوهين - والشهبندر والسمسار .. - والداعر بطأ المنهج باسم المنهج - أو يرفع فى أوجهنا سيف الفكرى - «عملوا الأستك - من البلاستيك - ياحنين ع الوسط يا أستك» - الرافضة اليوم همو الرقعاء - فرسان السوق السوداء - والسوق الحره - والرفض اليوم هروب أو تهريب - أو سمسرة أو «تهليب » - والإسم الموضوع على السلعة - فى نفس السوق - من أزمان - نفس الإسم ولكن بالمقلوب .. وبألوان - علمية - ويبنط ينضح ثورية - وغلاف يرشح شعبية - ولكن العلبة فىها نفس اللعبة !! - نفس اللعبة .. لكنهمو من داخل كل الازباء الشعبية .. أبناء الأرناؤوط .. الأتراك .. الشركس .. الأشكيناز .. السوفارديم .. الأرمن .. ألمرتزقة .. ألصدوقيين .. الفريسيين .. وهجين من ظهر هجين من ظهر هجين .. وابن الشعب فصيل مفصول منفى .. مفطوم قبل الميلاد وبعد الميلاد .. يا آنستى الطاهرة الذيل .. ماكان لنا نحن الشعراء .. أن نخشى إرهاب الكهان بأيه برده .. وبأية شمله .. إن لم نسقط نحن فداء .. الأرض العرض الفكر التاريخ .. إن لم نرفع بعد الشهداء .. الراية .. ماجدوانا نحن الشعراء .. ان لم نتحد الموت ونبحث عنه .. ونبصق فى وجهه .. دمنا .. ماذا يبقى إلا أن نحيا .. كالخصيان على المقهى المويوء .. كالكهان بأوكار الثورية والعلم .. ونبيع صكوك الغفران المنهج .. بدكاكين الصحف اليومية والأسبوعية .. والشهرية .. والدورية .. أطنانا مثل القطن بميزان القيان .. ؟ «ولقد ساءنى وساء سوائى قربهم من منابر وكراسى فاذكروا مصرع الحسين وزيد وقتيلا بجانب المهراس والقتيل الذى بحران أضحى رهن رمس وغربة وتناسى » ................ فيرينيا 07/01/2008, 02:45 ثمة نكتة .. أيضا عن أحد الكهان .. شعبى بكره صنف الكهنة .. من أزمان .. فى أى رداء .. أى قناع .. ولهذا يضحك منهم .. فهمو محض مسوخ .. قال الكاهن للغلمان .. بعد تأمل : - «ألشخبول» على الحائط .. - لا تسأل مولانا عن شئ .. - ألمولى لايسأل عن معنى الأشياء .. - ألمولى يأمر «كن» فتكون الأشياء كما شاء.. - وإذا غضب تزول الأشياء .. تفقد كينونتها .. ماهيتها .. جوهرها .. فتصير الأشياء هبولى .. فوضى .. مثل الحال .. قبل التكوين .. - مولانا يغضب لوسأل الغلمان .. عن معنى شئ ما .. يسعد حين يكون الغلمان .. من صنف «أبى العريف » .. - عار أن يعرف أن الغلمان .. جهلاء من قبل الريف .. عار أن يعرف أنهمو جاءوا .. للبندر يلتمسون النور .. ألهدى .. دليل العقل على كل رصيف .. من أجل رغيف .. لكن من أجل عيون «الكلمة» .. ألكلمة .. ألنازحة المنفيه .. بتراحيل الأعصر والأزمنة المنسية .. وهنا فى قلب مدينتنا .. يتعلم كل غلام .. ما معنى صمت الأفواه .. الأقلام .. مامعنى أى كلام يخلو من أى كلام .. مامعنى أن تخرس فى القلب «لماذا ؟» .. أو «كيف ؟» و «أين ؟» و «لم لا ؟» .. وجميع علامات الاستفهام .. لا تبقى إلا الـ «مش معقول ».. أللامعقول .. لاتبقى غير علامات تعجب .. ورويداً يغدو العجب ذهول .. ورويداً تنصب خيمات الصمت على المعقول .. الصمت .. الصمت .. ويحل على الغلمان ظلام الموت .. والواحد بعد الأخر .. يسكت صوت .. بعد الصوت .. ومسوخاً كالكهان يصير الغلمان .. يتلقفهم مقهى .. كى بيصقهم مقهى .. وإذا الفلاحون الفصحاء ذيول .. وإذا الكلمة .. فى الأسواق بضاعة .. قبل الفتح مباعة .. سقطت «ماذا» .. «كيف» ... سقطت كل علامات الاستفهام .. سقط العقل .. فمدى الصبيان ظلام بعد ظلام .. حتى الأذقان انغمروا فى الغمر .. ضاعوا بين الكاهن والشهبندر والسمسار .. يونس فى أحشاء الحوت .. يا أحشاء كالتابوت .. يونس حى ليس يموت .. ذبح الديك .. أو أصبح محض دجاجة .. تتقلب فوق الجمر .. بدكاكين «العليه » .. أصبح بين الخصيان .. ولهذا سأل المخصى الكاهن .. - مولانا مامعنى الحائط ؟ .. لم يسأل مامعنى «الشخبول » .. لو أن النور الظلمه .. فالظلمة كيف تكون ؟ .. «ولاتقبلوا من كاذب متسوق نحيل فى نصر المذاهب واحتجا» لكن ماذنب القطط «الفطسة» .. إن كبرت من غير عيون .. أو ضاعت فى تيه البندر ؟! - يابندر ياسرداب الكاهن والكوهين - واللوطيين مجازاً وحقيقة - ولكل فى فحشاء الفكر طريقة - يابندر يا أبنية شروح ومتون - يامحفل عهر الماسون - ياسجناًَ .. يا مستشفى للأمراض العقلية - لعلاج المرضى العشاق لليلى الكلمة ..- لغسيل المخ من الفكر الولهان - بالله الكلمة - الإنسان - لعلاج الوطنية بالمستوطن - من قائمة الأدواء - بالسرطان - يابندر أين ابن الخطاب ؟ -
* * *
أن ابن الخطاب التفت وراءه ..لاهتز المسجد رعباً .. سقط الخنجر .. من سروال القاتل فى أرض المسجد .. لكن ابن الخطاب يصلى .. ويؤم صلاة .. ويكبر .. ويقول «الكلمة» .. والوجه الى المحراب .. والقلب .. العين .. هنالك فى ملكوت الله .. والكهان القتلة خلفه .. والصف وراء الصف كما لو .. أنهمو حقاً جاءوا لصلاة .. جاءوا فى الأقنعة كما جاء الخنجر .. بجراب القاتل لؤلؤة وبالسروال .. جاءوا فى الموعد مع سبق الرصد .. مع الإصرار .. كان الإجماع على الطعنات المسمومة .. فى جه الظهر ! .. * أمثال ابن الخطاب لهم أعين - ووجوه حتى فى الظهر .. - أمثال ابن الخطاب يرون الكون - فى غمضة عين حتى لو كانوا عميانا - أمثال ابن الخطاب يرون الله الكلمة - الإنسان الحكمة فيرون الكل .. - ولهذا كان ابن الخطاب يرى - من تحت السروال الخنجر - ويرى القتلة - من آخر كوهين فى آخر صف - ولهذا ما التفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة .. ويكبر - ويقول الكلمة .. - والكلمة أبدا لا تسقط - من طعن الخنجر - الكلمة عهد مربوب ومقدر - مكتوب ليتم المكتوب - لا تجبن أبدا للشهداء أمام الموت قلوب - وإلى الله الكلمة تصعد - حين تكون من الكلم الطيب - لو أن ابن الخطاب التفت وراءه - وأدار إلى المحراب الظهر - وتملى فى الكهان قليلا - فى الصف وراء الصف - وعلى لؤلؤة القاتل ثبت نظرة صقر - لتغير وجه التاريخ وظهره .. - هذا جائز - لكن ما الجدوى والكلمة - فى هذا الجائز ما تمت ؟! - يالؤلؤة الأعمى - إطعن ظهر ابن الخطاب المبصر - إطعن .. إطعن .. إطعن .. - وسيقتلك القتلة - كى لاتفشى السر .. - إطعن فابن الخطاب القديس - لن يلتفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة ويكبر - ويقول «الكلمة » .. - يابندر أين ابن الخطاب .. - يامذبح كل الشهداء - يامئوى كل الشعراء - يامسرح كل الكهان - والخصيان - واللوطيين - بروح أو جسد أو بالفكر - ألحق أقول لكم .. - ألشك اليوم يقين للشرفاء - ألمذبوحين المنفيين المنسيين - والغرباء - مادام الغربان - .. البوم - إحتلوا دور الشهداء - ألحق أقول ودوما قلت الحق - أخطأت كثيراً لكن كانت ليلاى «الكلمة» - لم تعشق يا قلب سواها - لم تحلم إلا برضاها - لم تنبض إلا بهواها - والقلب دليل المؤمن فى ريف بلادى .. - ولهذا لم أفقد فى التيه طريقى - لم أخطىء حتى حين تعددت العثرات على الدرب الممتد بغير نهاية - فى التيه طريقي - لكن الكهنة والكوهين - دأبوا يعطون الغفران - للمومس منهم واللوطى - والزنديق الداعر والذيل - أما الحرمان فللطاهر مناذيله - يتأبى أن يلتفت وراءه - كابن الخطاب - فالطاهر ليس يذيل - لابل لاذيل لطاهر - ومشيت بعز ظهيرتنا عريان الظهر - مشقوق السروال من الخلف مغطي العوره - بجريدة «وطنى» .. ياوطنى .. وطنى المشقوق الصدر - طفت عليكم سكرانا بمحلات «العلية» - بدكاكين العهر العلنية - حيث تجمعتم موتى أو مخمورين - وأنا مخمور حتى شعر الرأس - لكن رأسى لا تهتز - حتى تحت الفأس - من بينكمو لعبت لكم دور المجنون - دور السكران «الطينة» طفت عليكم أصرخ - أللعبة غش فى غش .- «أليلى وكل أصبح ابن ملوح ولبنى ومافينا سوى ابن ذريح وفى كل حين يونس القوم أية بشخص قتيل أو بشخص جريح ؟ » ..................
طفت عليكم أصرخ«اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر .. فى العرس الدامى والليل حراب وعيون .. ألليل الغيبوبة والخنجر .. ألليل المنحوس المجنون .. ألمفتون بقتل الخيل أصيله .. لاقتل الحمرهجينة،، «اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ،، الشعراء المطرودون ،، ألمسجونون بقفص الصمت المامون ،، والمتبوعون ،، فى كل العالم منذ قرون وقرون ،، بالماسون ،، يتقصى فى الليل الغاوون ،، خطواتهم ،، بصماتهمو ،، فيهيمون ،، «اللاؤوكون » بحذر ،، لم تسقط أبدا طرواده .. بحصان محشو الجوف جنودا ،، بالليل المأخوذ على غره ،، بالحرية أو بالسيف ،، لم تسقط فى لحظة ضعف أو جبن أو خوف ،، لم تسقط إلا لما سقط «اللاؤوكون» ،، ألشعر ،، الشعراء ،، الكلمة ،، والتف العمل على الأعمى والطفلين ،، وعلى المخمورة طروادة .. طفت عليكم لأحذركم .. أن يحدث للابله منكم حسن النيه .. ماحدث لغيرى ولغيرى .. هانحن نموت فرادى .. تحت العجلات .. ومنا ياشتى لا تحصى فى كلمات .. غدرا ؟ .. أم عفوا ؟ .. أم صدفة ؟ .. أم أن الموت مع «الحرفة» .. أدركنا منذ الميلاد .. والشعر الموت .. والموت الشعر .. ؟! «هذى الحبالة قد ضمت جماعتنا .. فهل ينوص فتى منا فينفلت ؟» .................. ياعمر احذر .. * لاتذهب منذ اليوم إلى المسجد - فالنصل المسموم هناك - ينتظر الظهر العارى إلا مما يستر عوره .. - دارت للغدر الدورة - وأذان المئذنة الخنجر - لا تخطب يابن الخطاب على منبر - أتطيل سجودا ؟ ألقوم قياما وقعودا - مثل القرده - من خلفك لا عن إيمان - إن كان المسجد كالمذبح - فالمذبح كيف يكون ؟ - فسد الملح .. - وإذا الصلوات الكلمات الطعنات - للغائب والمجهول القبر وللجندى المجهول - والمطلول - أترى اشتق من الصلوات الصل - أم أن الصل اشتقت منه الصلوات؟ - ماذا لو نطق الأموات ؟ .. - إنا نعرف حين يوافينا الموت - لكن بعد فوات أوان - ما كنا نعرف من قبل وكنا نختار الصمت - لو أنا عدنا لنطقنا وبأعلى صوت - «ياسارية الجبل » ولو لم نتمم بعد صلاه - ماكان ابن الخطاب ليخرج عن نجوى الله - ماكان ليلتفت وراءه - لو لم يكن الجبل الخنجر - ياسارية يظهر الفرسان - فخروج ابن الخطاب عن النجوى - كان النجوى - كان صلاه .. - كان صلاة الخوف - خوف الطعنة فى ظهر الجيش - أما الطعنة فى ظهر عمر - فلعمر الله - وابن الخطاب يصلى .. ويؤم صلاة .. ويكبر .. ياعمر احذر .. ومضى فى النجوى لا يلتفت وراءه لكأنا نهوى الموت نعانقه نبحث عنه . كأنا نحيا فى الموت لأنا لانحيا إلا حين نموت .. لكأنا نبعث ساعة نقبض .. أو يقبض فى الليل علينا .. وعرايا مثل الأطفال .. نأتى للدنيا كى نرحل .. عنها فى عرى الأطفال ! لم نرضع لكنا نفطم .. فى رحم الأم .. والحيض نزيف .. والمشنقة الأفعى .. الحبل السرى .. والثدى الحجر الأسود .. والكفن «اللفة» للموئد والمولد .. والفاسوخة بندول الساعة .. فوق الجبهة .. لو كنا نعرف أن الفرعون .. كالمثل الشائع يمسك من خطه .. ماكان الواحد منا خط الخط .. لو كنا نعرف أن الصوت دليل الصيادين .. ماكان البلبل منا غنى قط.. لو كنا نعرف ماكنا قلنا الشعر .. كنا أغلقنا التابوت .. قفص الصدر .. - مكرا بالمكر - على الكلمات .. * لكن لا - مكتوب ليتم المكتوب - والمنطوق - أن القلب المقلوب - والمنطوق الاستنطاق - مكتوب فى اللوح المحفوظ - مكتوب بالقلم البوص - والحبر المستعمل منذ بناء الهرم الأكبر - والصحف الأولى .. البرديات - مكتوب فى أكفان المومياوات - والقلم مسله .. - ألف باء - ابجد هوز - حطى كلمن - فتحه وكسره وضمه ) - «هذى حروف اللفظ سطر واحد .. منها يؤلف للكلام بحور» - مكتوب ليتم المكتوب - أن الشعر نبوه - مادام العقل نبيا ..- مادام الشاعر ليس نديما ليس بغيا - ليس بكذاب لزفة - مادام الشعر صلاة لاحرفة - مادمنا نعرف حتى قانون الصدفة - مادام القلب العقل هو الصدفة - واللؤلؤة الكلمة لا الخنجر - ياعمر احذر - «انهاك أن تلى الحكومة أوترى حلف الخطابة أو إمام المسجد» .. - ياعمر احذر .. «وخالفك الناس فى مذهب فقلت على وقالوا عمر» - مكتوب ليتم المكتوب - لو كنا .. نعرف ماكنا قسنا الكتبا - فالكتب رموز مصطلح فى السر عليها - تعنى فى الظاهر أشياء فى الباطن تعنى أشياء - ولقد كنا نعنى بالظاهر .. دون الباطن مما نقرأ .. ماحذرنا أحد ماحل لنا ألغاز الكلمات .. ما اعطانا مفتاح الباب السرى الى العالم .. والعالم وكره ومغاره.. ومضى الآباء .. فى صمت .. للموت الصمت .. وإذا الكلمات رموز.. وفنون لغة الرمز.. كل الأشياء لغات .. كل الأشياء .. ألخط .. البنط ..اللون .. التنقيط.. الترتيب .. التبويب .. الزخرف .. العنوان الهامش .. والفهرس .. والتنقيط صنف الورق وقطعه.. عدد النسخ المنسوخة .. رقم الإيداع .. كل الأشياء لغات .. ما بالك بالمنطوق وبالمضمر فى صمت .. ولحبر الهيود فى درسه التو راة فن والهم التدبيل». لو كنا نعرف أنا يمكن أن نقرأ.. لكن لا نكتب شيئاً .. أو أنا يمكن أن نكتب .. لكن لا نرسم حرفاً .. أو أنا يمكن أن نرسم .. لكن لا نرسم ما يفهم .. أو أنا يمكن أن نرسم ما يفهم .. لكن لا نترك أثراً .. أو لونا أو حتى ظلا .. أو أنا يمكن أن نترك أثراً لكن ممحوا لا ينقصاه الغاوون .. أو لا ممحوا .. لكن رمزاً .. لو كنا .. لو كنا نعرف! لكنا ضيعنا أم الكلمة .. أم الرمز .. أم الألغاز بالغاز اللغز .. أم الألسنة الناطقة وغير المنطوقة .. والمكتوبة أو غير المكتوبة .. ضيعنا «اللوغاريتم» الكنز .. ضيعنا الهيروغليفية .. ضيعنا «الكود» .. الشفرة والمفتاح .. لكن بتاح .. مازال يصوغ الإنسان على عجلة فخار .. والأسلاف .. ماتوا غيظاً والعار .. أن يرثوا عنا العار .. يومى يرث الأمس .. أمس يرث اليوم .. وغدى يرث اليوم ويرث الأمس .. كيف يضيع الموروث بغير خيانة .. كيف ننام ومن ناموا منذ قرون .. مازالوا مفتوحى الأعين .. تحسبهم ظناً أحياء .. فتولى منهم رعباً ... وتولى فى الرعب فراراً .. «تنام أعين قوم عن ذخائرهم والطالبون إذا هم ما ينامونا» .. لو كنا .. لو كنا نعرف .. . . . . . . . . . . .
ثمة نكتة ..عن مجنون .. خط لنزلاء العنبر .. خطا .. فوق الأرضية .. ـ العاقل منكم من يعبر .. من تحت الخط !! وتسابق كل النزلاء .. وتسلخت الأوجه .. سالت أنهار دماء .. حتى غاب الخط .. هذا عصر عبور الخط الوهمى .. بالسفلى .. فى مستشفى الأمراض العقلية .. هذا سر السريالية .. الرمزية .. والربالية .. وجميع «مذاهب» هتك الكلمة .. ـ للكارثة ثلاث علامات ـ قبل البركان الزلزال الطوفان ـ فيزوف هنالك ينتظر الآن ـ فى غيظ الصمت وصمت الغيظ ـ ألمعبد ملعب ـ كيف الملعب يا بومبى؟ ـ والملعب معبد ـ كيف يكون المعبد يا بومبى ـ فسد الملح ـ والنور الظلمة فمتى يغضب ـ يتفجر تاراً فيزوف ـ تتكلم «نيديا» ـ نيديا تتكلم! ـ نيديا العمياء اللاؤوكون ـ فى كل مدينة ـ أخذت فى الليل على غره ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ فى المعبد ليس يجف الدم ـ قربى فى المذبح للآلهة العطش للدم ـ الآلهة الكهنة ـ والآلهة تبارك تقدمه الكهنة ـ والكهنة من ثم تبارك ـ الذبح لا المذبوح ـ وطقوس الصلوات على سن الرمح ـ والكورس يحفظ دوره ـ يلعب دوره ـ نيديا تتكلم ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ الشارع فى الليل كسكة تيانة .. الإرجل تتزحلق فوق النور المعكوس على الأسفلت ـ لكان الأرض مرايا من بللور ـ فتأمل وجهك فى المرآة السوداء ـ وارفع رجليك، ترى بالإست سماء ـ غير سماء الله ـ فسماء الله نراها بالعينين ! ـ الحانوت يجنب الحانوت ـ والفترينات ـ ملأى بالأحذية وكل الناس حفاه ـ ينتظرون الحانوتى ـ واللحاد ـ نيديا تتكلم ـ لاتجدى الأسوار وخلف الأسوار الفيران ـ فى موكب أصحاب السلطان ـ القصر العالى يفش للعازى القادم من بعد ـ ما خلف الأسوار ـ الحمامات تعرى العورات ـ كالفترينات ـ تستجدى ثمن العار .. ـ تغتسل النسوة وتظل تفوح ـ رائحة العهر ـ عبر الأسوار ـ فيزوف يرى يسمع ويشم ـ لكن فى صمت ـ الميزان هنا مخمور يترنح ـ العدل هنا مشنوق يتأرجح ـ بومبى تصير بلا عقل ـ فليرحل عنها العدل ـ لم يعد المتهم بريئاً حتى تثبت أية تهمة ـ متهم أى برى، لم تثبت بعد له أى براءة ـ فليرحل عنها العدل ـ وليلعب دور القاضى فى الحلبة وحش ـ لن يأكل بالطبع بريئاً ـ فليفصل فيما بين برىء أو مذنب ـ ياو حش الحلبة رحماك ـ إنا نلتمس العدل ـ فسد الملح.. . . . . . نيديا تتكلم .. بومبى الحانوت القصر الحمامات .. بومبى العهر الفحشاء اللوطية .. بومبى الكهنوتية .. الكفر .. الترف .. الأيدى القفازات .. بومبى الطبقات الراقية .. الهاى لايف .. والهاى هاى .. والهاى داون .. بومبى الملعب والمسرح والسيرك .. سفن اللهو المفروشة .. فوق البحر الفضى اللبنى .. وزوارق صيادى «الغلمان» .. والنسوان .. نيديا تتكلم .. للكارثة ثلاث علامات .. حين يصير الحب محالاً .. ـ ويصير الحب محالاً .. حين نضل الدرب إلى الله الكلمة .. وكما تفضى كل دروب العالم يا بومبى لروما .. تفضى كل دروب الكون إلى الله الكلمة ـ لا تبنى بالعهر مدينة .. لكن بالحب .. فإذا كان بديل الحب الإكسير .. إكسير الحب الزائف .. وحبوب المنع من الحب .. المحشوة سما .. غدراً .. حقداً .. حين يصير المعهر حلال .. وعلى المكشوف .. عينى عينك .. فلتتكلم يا فيزوف .. نيديا تتكلم .. حين يصير السحر .. فى بومبى بديل العلم .. ويصير السحرة فينا كهنة .. سوف يصير الكهنة آلهة فينا .. وتصير الكلمات دبائح .. ودخاناً.. وبخوراً .. وطقوس .. ورموزاً لا يفهمها إلا الخونة .. من رهط الماكر طرطوف .. لا تبنى بالمكر مدينة .. فلتتكلم يا فيزوف .. نيديا تتكلم .. حين يكون البصراء .. عميان القلب .. حين يكون العميان .. بصراء القلب .. ويضيع الصوت القلبى .. فى الليل المخمور المهتوك المأخوذ على غره .. وتصير الكلمات لبانه .. فى شدق الداعر واللوطى .. ويصير الشرف خيانة .. حينئذ يتكلم فيزوف .. يهتز الملعب ينهار .. هاقد صارت بومبى .. صارت ماذا؟ .. لم يترك غضب البركان .. منها شيئاً .. ليصير إلى شىء آخر .. إلا نيديا .. لكن نيديا أين؟ .. ضاعت نيديا فى الليل الأسود .. ضاعت أين؟ ضاعت كيف؟ ليس يهم .. لا تسأل عنها منذ اليوم .. «لا جدوى منها بعد اليوم لهذا العالم»!. جاءت .. قالت .. ضاعت .. تاهت فى الغمر .. لكن تركت كلمات .. أطلقها فيزوف قنابل .. هل بنيت فوق البركان .. بومبى العهر .. أم أن العهر ببومبى .. صنع البركان .. أهيولى من قبل الصورة أم صورة .. من قبل هيولى ؟ .. ووجود قبل الماهية .. أم ماهية .. قبل وجود؟ .. والشكل أم المضمون .. لم تفصل نيديا فى الأمر .. تركته لمن ولى الأمر .. «لا تولوا أموركم أيدى الناس إذا ردت الأمور إليكم» كانت نيديا .. اللاؤوكون .. طيفاً فى الليل الأسود .. كانت وعداً ووعيداً ونبوءة .. كانت صوت الإنسان .. الشاعر .. صوت الشعب .. ولهذا سوف تعود غداً أو بعد الغد .. حتماً ستعود..
* * * « ـ لا تغتروا بالخيل الخشبية ـ وجب عليها شق البطن وكشف الخلفية ـ ما أبشع ما تخفيه المرآة الفضية ـ وجهاً والكحلية ـ ظهراً .. مثل مجن ـ نحن المقلوبون أم المرآة المقلوبة؟ ـ لم تحسم نيديا الأمر .. ـ لم تحسم أشياء كثيرة ـ مثلاً .. مثلاً .. ـ الإنسان اليوم القرد ـ لكن بقناع الإنسان ـ والعالم كل العالم سيرك والترويض ـ متروك للخبراء الكهنة ـ والكهنة فى ميزان الشعر على وزن الخونة ـ ولهذا لا يتفق اثنان ـ الشعراء مع الكهان ـ والحرب سجال .. ـ ولكن دوريان ـ هل فسد لأن الصورة ـ فسدت .. أم حدث العكس؟ ـ أم أن الباطن أصبح فى الصورة ظاهر ـ والظاهر فى دوريان باطن؟ ـ أم أن الصورة كانت مرآة مقلوبة ـ أم معكوسة ؟ .. ـ لم تحسم نيديا لا الأمر ـ أم كان جميل الصورة دوريان ـ محض حصان خشبى ـ محشو قبحاً وبشاعة ـ والصورة محض قناع؟ .. ـ نيديا تذكر سيدنا يوسف ـ لا أدرى فى الحق لماذا؟ .. لكن دوريان ـ كان يقدم من الخلف .. ـ هذا فى النص مؤكد ـ لوطياً كان بغير جدال ـ فإذا كانت صورته محض قناع ـ كان جميل الصورة يحيا بقناعين ـ يؤتى من قبل ودير ـ بالصورة والوجه الأصلى الصورة ـ محض حصان خشبى ـ وإذا كان جميل الصورة يحمل رأساً مزدوج الوجهين ـ كان الباطن أحد الوجهين ـ والظاهر كان الوجه الآخر ـ أيهم كان الباطن أيهما كان الظاهر ـ الصورة أم وجه جميل الصورة دوريان ـ أم باطنة الصورة ـ لم تحسم نيديا الأمر ـ وإذا كان الباطن صورة ـ والظاهر أيضاً صورة ـ فلتنتحر الصورة ـ كى ينقلب جميل الوجه على ذاته ـ فيعود لجنس القردة ـ أنا لا أفهم شيئاً ـ هل يفهم أحد شيئاً؟.. * * * مادام الشعر لديهم رمزاً لا نفهمه نحن .. حتى بعد الجهد وبعد الإعياء .. وعلى هذا اتفقوا فيما بينهم سراً .. أن يفهم بعضهم البعض وألا نفهم عنهم نحن .. مادام الأمر كذلك .. «وهو كذلك» ! وعلينا أن نعطيهم درساً فى ملعوب الرمرية .. والشفرية .. كى لا يعرف أحد منهم رأسه .. من قدميه .. ولنبدأ من ملعوب الصمت .. كيف نقول .. بالصمت الحكمة .. إن الله الكلمة .. «وما جدل الأقوام إلا تعلة مصورة من باطل متوهم» . . . . . . . الموت أمامى واحتى العطش .. للعطشان .. فمتى أرحل؟ . لا أسألكم كفنا .. أو جرعة ماء أو لقمة .. أو إحسان .. أو حتى نعيا فى «جرنان» .. يقرأ صدفة .. فى مرحاض .. لكن أسألكم باسم «الكلمة» .. باسم ابن الخطاب .. أن تلفتوا دوماً للخلف .. وتعطوا الظهر إلى المحراب .. لتكون جميع الصلوات .. صلاة الخوف .. مادام الأعداء هنالك .. بالزرد اللامع والسيف .. وختاماً .. قال مؤرخ : «.. وإلى جانب هذا عنوا (المماليك) بالحركة الأدبية، فرفعوا من شأن ديوان الإنشاء.. وأسندوا العمل فيه لأكابر الأدباء .. وحافظوا على اللغة العربية يجعلها اللغة الرسمية . ومع عنايتهم يتشجيع العلم والأدب والتأليف فيهما ... وتغرب الشعراء إذ لم يتوافر لهم الحس اللغوى الذى ساعدهم على تذوق الأدب .. فحرم الشعراء على عهدهم الصلات .. فاضطروا أن يتكسبوا عن طريق الحرف والصناعات الأخرى فكان منهم الجزار والوراق والحمامى والدهان والكحال ..»
* * *
التراجيديا الانسانية
" وفى مغيب آخر ايام عمرى .. سوف أراك وأرى أصدقائى ، ولن أحمل معى تحت الثرى غير حسرة الأغنية .. التى لم تتم ..! "
( ناظم حكمت ) (1) حب .. وبحر .. وحارس
كانوا قالوا : " إن الحب يطيل العمر " حقا .. حقا .. إن الحب يطيل العمر ! ! حين نحس كأن العالم باقة زهر حين نشف كما لو كنا من بللور حين نرق كبسمة فجر حين نقول كلاما مثل الشعر حين يدف القلب كما عصفور .. يوشك يهجر قفص الصدر .. كى ينطلق يعانق كل الناس ! كنا نجلس فوق الرملة كانت فى أعيننا غنوة لم يكتبها يوما شاعر .. قالت : - .. صف لى هذا البحر ! - يا قبرتى .. أنا لا أحسن فن الوصف - واذن .. كيف تقول الشعر ؟ ! - لست أعد من الشعراء أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه أنا لا أنظم إلا حين أكاد أشل ما لم أوجز نفسى فى الكلمات هيا نوجز هذا البحر - كيف .. أفى بيت من شعر ؟ - بل فى قبلة ! ! عبر الحارس .. ثم تمطى .. " نحن هنا " ! ومضى يلفحنا بالنظرات " يا حارس .. أنا لا نسرق يا حارس يا ليتك تعشق يا ليت الحب يظل العالم كله يا ليت حديث الناس يكون القبـلة يا ليت تقام على القطبين مظلة كى تحضن كل جراح الناس كى يحيا الإنسان قرونا فى لحظات " ومشى الحارس .. قالت " أوجز هذا البحر " ! كان دعاء يورق فى الشفتين - يبدو أن الحارس يملك هذا البحر يكره منا أن نوجزه فى القبلا ت ! - فلنوجزه فى الكلمات .. أترى هل يملك أن يمنع حتى الكلمة ؟ ! فيرينيا 07/01/2008, 02:52 (2) سر الكلمة
- قبرتى .. لا يعلو شىء فوق الكلمة كانت مذ كان الإنسان كانت أول .. كانت أعظم ثورة ! كانت تعلو منذ البدء على الأسوار تسخر من كل الحراس تخرج مثل شعاع الفجر وهم نوام خرجة " بطرس " يوم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟ خرجت تأسو كل جراح الناس أو " كمحمد " .. ليلة شاءوا يا قبرتى قتله ثم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟ خرجت تمشى بين الناس الدعوة وكسقراط .. شرب السم ولكن عاشت منه الكلمة " اعرف نفسك " أو كيسوع .. مات ولكن أسلم للأجيال الكلمة " اللّه محبة " وكأخناتون قد أكلته النار ولكن .. عاشت رغم النار الكلمة .. أبدا لم يحرقها الكهنة ومشت بين الناس " سلام يا آتون ! " هل يمنع سد هذى الموجة .. من أن ترقص فوق الشط ؟ ! دوما سوف يزول السد لترقص فوق الشط الكلمة هذا يا قبرتى سر الكلمة ! ! (3) ملكوت الأرض
يا قبرتى .. بعدت ععنا عين الحارس هيا نوجز هذا البحر مهلا .. مهلا .. هل تبكين ؟ يا قبرتى هل تبكين ؟ مسحت دمعا كان ينام على تفاح الخد مثل دموع الصبح تنام على أوراق الورد " شوفى .. شوفى العصفورة !! " ضحكت مثل الطفل وقالت : - يا عصفورى .. لست صغيرة ! - ليت الناس جميعا كالأطفال ! والحق أقول .. لن ندخل فى ملكوت الأرض ما لم نرجع يا قبرتى كالأطفال - قل لى .. ما ملكوت الأرض ؟ - كان قديما فى السموات يدعى يا قبرتى " الجنة " . . . . . . . . . . . . دالت للإنسان الأرض ! أوغل فيها .. خاض بحارا سبعة شق صحارى سبع ذاق الويل لاقى كل صنوف الهول جاع .. تعرى .. علق فى السفود شرد .. طورد .. سمر فى الصلبان كتف .. ألقى للنيران مات مسيح يا قبرتى بعد مسيح لكن لم يمت الإنسان ! كيف يموت .. وهو يرص الطوبة فوق الطوب يبنى فى الأرض الملكوت يصنع يا قبرتى الجنة .. ؟ ! يا كم رفع سزيف الصخرة يا كم سقطت منه المرة بعد المرة لا .. لن تيأس يا سيزيف يوما سوف تقر هنالك فوق القمة تهتف منها فى البشرية : لا صلبان ولا أحزان شبع الجوعى شفى المرضى قام الموتى أبصر فى الأرض العميان فتحت أبواب الملكوت .. ما قد صعد إبن الإنسان للحرية ! ! (4) العرس و المآتم
- يا عصفورى .. ما يبكيك ؟ مسحت شيئا فى خدى وقالت : " شوف العصفورة " ثم ضحكنا كالأطفال حين أفقنا كانت توشك عين الشمس تغرق فى أحضان البحر - يا قبرتى .. كنا نعبد عين الشمس كانت رمزا .. كانت ربا يدعى " رع " يركب كل صباح قارب يضرب فى السموات ويفرش فوق الأرض النور أبدا لم تخنقه الأفعى أبدا لم تنتصر الظلمة ظل القارب يقطع هذى الرحلة يسقط كل مساء فى أحضان البحر ثم يعود فيولد كل صباح رغم الأفعى ! كنا نعشق منذ البدء النور نولد فى ميلاد الشمس قولى يا قبرتى عرس نفرح .. نجرى للغيطان نرقص .. نهتف كالأطفال " المجد لعينك يا رع الملك لعينك يا رع الأرض بساطك يا رع العالم عرشك يا رع فلتحرق بالنور الأفعى ولتنشر فى البحر شراعك ولترضع بالدفىء البذرة ولتحضن أمواج الحنطة ولترع جميع الغيطان ولتكشف درب الإنسان المجد لعينك يا رع الملك لعينك يا رع " ! كم صلينا .. كم غنينا كم صورنا يا قبرتى هذا القرص - أنظر .. ها قد غاب القرص .. يا عينى .. قد غاب القرص ! - كنا نحزن عند مغيب الشمس نبكى .. نندب .. قولى مأتم كانت هذى الأرض تموت حين تنام عليها الظلمة كالتابوت تلك الأفعى كنا نحمل موتانا للجبانة تلقيهم فى جوف " الغرب " أهنالك شىء فى الغرب يأتينا ليسر القلب " .. ذهبت مثلا ..
(5) صلات للموتى كم صلينا يا قبرتى للأموات : " رب الموتى أوزوريس ارحم موتانا يا رب فلكم ناحوا لمـا مـت ولكم فرحوا لما قــمـت بأسم دموعك يا إيزيس بأسم شبابك يا حوريس أرحم موتانا يا رب .. كم كانوا يخشون الغرب ! ضميهم يا أرض إليك كم رقصوا يا أرض عليك كم قطفوا اللوتس والبردى من كفيك كم عشقوا .. غنوا للحب كم صلوا فى عيد الخصب كونى يا أرض وشاحا فوق الموتى كونى يا أرض جناحا فوق الموتى كونى يا أرض سلاما فوق الموتى ما أقسى الأرض على الموتى .. يا قبرتى .. ما أرحمها بالأحياء ! وإذا الحارس يزعق " قوموا يا أموات ! " فتل الشارب .. زمجر .. حمر من عينيه قلنا نقفل بابا تأتى منه الريح ! قمنا نبطىء فى الخطوات .. ثم وقفنا .. قالت وهى تصيح : - هل تسمع دقات الساعة ؟ - ماذا تلهمك الدقات ؟ (6) أغنية للدقات
قالت وهى تغنى للدقات : الدقة الأولى " الساعة يولد انسان " الثانية " ويموت الساعة انسان " الثالثة " والعالم ليس بملآن " الرابعة " بل ليس القبر بملآن " الخامسة " مازال سؤالك يا هملت " السادسة " أضحوكة ذاك الحفار " السابعة " أوغلنا .. جبنا الأفلاك " الثامنة " خضناها مثلك يا رع " التاسعة " وصنعنا للرحلة قارب " العاشرة " لنجب شراعك يا رع " الحادية عشر " أيظل الإنسان يموت " الثانية عشر " حتى فى عصر الأقمار " ؟ !! (7) الشعر و العالم
سكتت حتى مسحت دمعا كان ينام على التفاح سألت فى صوت الكروان : - ماذا تلهمك الدقات ؟ قلت وفى عينى طموح للأقمار : - العالم فوق الشعراء فليعل الشعر إلى العالم أو فلنصمت !
لهـــذى الجمـــوع
فتاتى .. ما غيرتنى الســنون و لا غيرتكاحبـك مازلت .. لــكنني صحوت على صرخــات الجمــوع و خطــو الفنـــاء الى أمتي رأيت الحيـاة تموت هنــاك على مذبح اليــأس فى قريتي تريـد النشــور ! أفـاتنتى .. ان مضى الســالكون على أرضنا فى الصــباح القريب يلمـون فى النـور آثارنـا فمـاذا تراه يقول الدليــل اذا ســألوه عن الحــالمين عن اللاعبــين .. عن الشــاربين عن الراقصــين .. عن الســامرين عن النــائمين بليــل الدمـوع على زفرات النفوس الموات عن الهائمــين ببحـر الدمـاء على زورق من جنـاح الخيــال و قـد غلفـوا بالنبيــذ العيــون و مرت عليهم جموع الجياع و مروا عليها .. فــلم يلمحوا ذلـه البائســـين ولم يســـمعوا أنـة اليائسـين وراحوا يصــوغون فى حلمهم عقـود الدخـــان كمــا ينســـخ العنكبوب الخيوط فمــاذا تراه يقول الدليـل ؟ أأســمع وقـع خطى الطاغيــه يدب على حثث الســاقطين و يطحــن بالنعــل كل الجبـاه وأقعــد .. لا أســـتفز الحيـــاه و أحــلم .. لا أســـتثير الجمــوع لتضرب بالنعــل عن الطغــاة لتحيـــا الحيـــاة ؟ أأســـمع حشرجــة الأشــقياء يئنون من قســوة العاصفــه و قد لفحتهم ريــاح الســموم و أجلس كالطفل أحصى النجــوم ؟ ! أأســمع قهقهــة الطاغيـــة يســـير بمركبــه آمنــا فخــورا كنــوح و قد أغرق القوم طوفا نــه وأقعــد لا أخرق المركبــا .. ولا أنفخ الروح فى الغــارقين ؟ ! أأحــلم و الليـــل من حوليــه دعــاء يؤرق عين الســماء ولكنهـــا لا تجيب الدعــاء وهـــل أهب الكأس الحانيــه ولا أهب الشـــعب لحن القيـــام ؟ !
أفاتنتى .. فى احمرار الورود على وجنتيك رأيت الدمــاء دمــاء المســـاكين فى قريتي يعيشـــون كالدود فى مقبره هم الدود و الميت يافتنتى ! أفاتنتى .. فى اختناق السواد على مقلتيك رأيت الشـــقاء يلف بأذرعــه الهــاصره جســوم الملايين من أمتى ! أفاتنتى فى انسياب الحيــاة على شفتيك رأيت الجفـــاف رأيت سراب الحيــاة الشحيح تصــوره لهفـة الظــامئين وهذى النجوم عيون العبيد تطل علينا و قد جحظت بالعـذاب المقـل أفاتنتى و رأيت الرءوس ألوف الرءوس معلقــة فى فــروع الشــجر وقد شنقتها حبال الشتاء كشنق الثمر وســوقا كبــيره يبــاع بهــا عرق الكادحــين بســعر التراب , ولحم البشر أفاتنتى ورأيت الجموع تســير بمصباحهــا المختنق لتبحث عن لقمــة ضائعـة ويــأتى المســاء .. فتــأوى الى جحرهــا جائعـه وفى كفهــا حسرة ضــارعه وتطوى على جوعهــا يأســها كمـا تنطوى فى الثرى قوقعـه ويســدل ســتر الظــلام الكثيف على مشــهد من صراع الحيــاه ليبدأ فى الصبح فصــل جديد فتمضى الجمــوع بمصباحهــا " لتبحث عن لقمــة ضائعــه " فهـل أهب الكــاس ألحانيــه وقد زرعوا أرضــنا بالعذاب ؟ فتاتى .. ما غيرتنى السنون ولا غيرتك أحبــك ما زلت لكنني وهبت النشــيد لهــذى الجموع !
الحـــذاء أنـا ابن الشـــقاء ربيب (الزريبــة و المصطبــة) وفى قـريتى كلهم أشـــقياء وفى قـريتى (عمدة) كالاله يحيط بأعناقنــا كالقــدر بأرزاقنـــا بما تحتنــا من حقول حبــالي يـلدن الحيــاة وذاك المســاء أتانـا الخفيـر و نـادى أبي بأمر الالـه ! .. ولبى أبي وأبهجانى أن يقــال الالـه تنـازل حتى ليدعـو أبى ! تبعت خطــاه بخطو الأوز فخورا أتيــه من الكبريــاء أليس كليم الالــه أبي كموسى .. وان لم يجئـه الخفــير وان لم يكن مثــله بالنبي وما الفرق ؟ .. لا فرق عند الصبى ! وبينــا أسير وألقى الصغار أقول " اسمعو ا .. أبى يا عيــال دعــاه الالــه " ! وتنطـق أعينهم بالحســد وقصر هنــالك فوق العيون ذهبنـا اليه - يقولون .. فى مأتم شــيدوه و من دم آبائنا والجدود وأشــلائهم فموت يطــوف بـكل الرءوس وذعر يخيم فــوق المقــل وخيــل تدوس على الزاحفــين وتزرع أرجلهــا فى الجثت وجداتنــا فى ليـالى الشــتاء تحدثننا عن ســنين عجــاف عن اللآكلين لحـوم الكلاب ولحم الحمير .. ولحم القطط عن الوائـــدين هناك العيــال من اليــأس .. و الكفر والمســغية " ويوسف أين ؟ " .. ومات الرجاء وضــل الدعــاء طريق الســماء و قــام هنــالك قصر الالــه يــكاد ينــام على قـريتي - ويــكتم كالطود أنفاســها ذهبنــا اليــه فلما وصــلنا .. أردت الدخول فمد الخفــير يدا من حـديد وألصقنى عند باب الرواق وقفت أزف أبى بالنظــر فألقـى الســـلام ولم يأخذ الجالسـون الســلام ! ! رأيت .. أأنسى ؟ رأيت الاله يقوم فيخلع ذاك الحـذاء وينهــال كالســيل فوق أبى ! ! أهـــذا .. أبى ؟ وكم كنت أختــال بين الصغــار بأن أبى فــارع " كالملك " ! أيغدو ليعنى بهــذا القصر ؟ ! وكم كنت أخشــاه فى حبيـه وأخشى اذا قـام أن أقعـدا وأخشى اذا نـام أن أهمســا وأمى تصب على قدميــه بابريقهــا وتمســح رجليــه عند المســاء وتلثم كفيــه من حبهــا وتنفض نعليــه فى صمتهــا وتخشى علــيه نســيم الربيــع ! أهـــذا .. أبى ؟ ونحن العيــال .. لنا عــادة .. نقول اذا أعجزتنا الأمور " أبى يستطيع ! " فيصعد للنخـلة العـاليـة ويخـدش بالظفر وجــه السـما ويغلب بالكف عزم الأســد ويصنع ما شــاء من معجزات ! أهـــذا .. أبى يســام كأن لم يكن بالرجــل وعـدت أســير على أضــلعي على أدمعى .. وأبث الجــدر " لمـاذا .. لمـاذا ؟ " أهلت الســؤال على أميــه وأمطرت فى حجرهــا دمعيــه ولكنهــا اجهشــت باكـيه " لمـاذا أبى ؟ " و كان أبى صــامتا فى ذهول بعــلق عينيــه بالزاويـة وجـدى الضــرير قعيـد الحصــير تحسسنى و تولى الجـواب : " بنى .. كذا يفعل الأغنيــاء بكل القرى " ! كــرهت الالــه .. وأصبح كل اله لدى بغيض الصعر تعلمت من بومهــا ثــورتي ورحت أســير مع القـافلة على دربهــا المدلهم الطــويل لنلفـى الصــباح لنلقـى الصــباح !
مهداه الى صديق حلمى راغب المحامي " نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. " أتبيع الحلوى يا ولدي من غيرك كان ليأكلها لولا مهزلة فى بلدى .. ؟ ! " نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. " فى نصـف الليـل تغنيهـا عريانـا فى برد الليـل أنا مثلك لم أعرف يوما أفراح الطفل و عرفت الأحزان المرة و رضعت العلقم من مهـدي لم أعرف ما تعم الحلوى .. " نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. " أحلى نوجا ؟ ! كلها يا ولدى .. ملعون من يأكلهـا .. غـيرك أنت .. و لتقطع كف تخطفهـا مثل الحـدأة .. يا كتـكوتى .. من ثغرك أنت .. يا مثـل الورد البري يا أطهر من أى نابى يا أحلى من أحلى نوجا يا كبدى .. أتبيع النوجا ؟ " نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. " ما كان بعيدا أن أصبح مثلك أنت فأنادى " نوجا .. يانوجا .. " ما يمنع أن يصبح ولدى يوما أنت فينادى " نوجا .. يانوجا " قلهـا للعـالم يا طفلي قلها للقرن العشرين ! .. فليبنوا من فوق الموتى أهرام المـال و ليلقوا للفقر الضــارى بالأطفال ليبيعوا للنـاس النوجا فى نصف الليل " نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا ..
| |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-10-25, 7:05 am | |
لــــزوم ما يــــلزم الإهــــداء ..
الى الذى عَلَّمنى الشَّـعْرَ والثورة ..
الى أبى .....
والى الذى أعيشُ من أجلِ أن أراهُ بين أحضانِ مصر
الى وَلَدى الغريب !
والى ساشا كورساكوفا
ثم من قبل وبعد ..
الى أمى !
نـجـيـب ســرور
ألا ليتنى أجدُ ألفاظاً لم يَعْرِفْها الناس ، و عباراتٍ وأقوالاً بلغةٍ جديدةٍ لم يُنْقَضْ عهدُها ، فليس فيما تلوكه الألسن أقوالٌ لم تصبحْ تافهةً مملة ، ولم يقلها آباؤنا من قبل !
( نص مصرى قديم للكاتب " خعخبر رع سنت " يرجع عهده الى سنة 2150 ق.م. )
هل غادر الشعراء من متردم * أم هل عرفت الدار بعد توهم !
( عنترة بن شداد )
لولا أن الكلام يعاد لنفد ! .
( على بن أبى طالب )
و انى وان كنتُ الأخيرَ زمانه * لآت بما لم تستطعْهُ الأوائل !
( أبو العلاء المعرى )
ان كل شيء قد قيل ، والمرء لا يقدم الا بعد فوات الأوان
( لابرويير )
لقد تعلم رجال القرن الماضى التفكير و الكلام ، وقالوا ما لم يكن معروفا . وفى مقدورِ الذين جاءوا بعدَهم أن يقولوا ما هو معروف فقط !
( فولتير )
وأى انتفاع للهديل الذى مضى * على عهد نوح بالهديل المرجع ؟!
( أبو العلاء المعرى )
فلو كان يغنى الشعر أفناه ما قرت * حياضك منه فى العصور الذواهب
ولكنه صوب العقول اذا انجلت * سحائبُ منه أُعقبت بسحائب !
( أبو تمام )
ألم تر ما اُدت الينا وسيرت * على قدم الأيام عاد وجرهم
هم اقتضبوا الأمثال صعبا قيادها * فزل لهم منها الشريس الغشمشم
وقالوا الهوى يقظان والعقل راقد * وذو العقل مذكور وذو الصمت أسلم
( ابن دريد )
( 1 )
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح ،
فاحفر هنا قبراً ونم
وانقش على الصخر الأصم :
" يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام .
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة .
قولوا " لدولسين " الجميلة (1) ..
" أَخْطَابَ (2) " .. قريتى الحبيبة :
" هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة ..
لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص ..
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص ! " .
( 2 )
- ها أنت تقفز للنهاية ،
- هلا حكيت من البداية .
- ولمن أقول ؟ !
- هذى صفوف السنط والصبار تُنصت للحكاية :
- ألها عقول ؟
- ماذا يضيرك .. أَلْقِ ما فى القلب حتى للحجر ،
أو ليس أحفظُ للنقوش من البشر ؟ !
( 3 )
يا سيداتى يا أميراتى الحسان ..
أن لن أقول لكن ما أسْمى بين فرسان الزمان ،
ولتنطق الأفعال من قبل اللسان ..
... ... ... ... ... ...
من أين أبدأ والظلام ،
يلتفت فى أقصى الوراء وفى الأمام !
عرجاء حتى الذاكرة ..
والذكريات !
يا سيداتى معذرة ..
أنا لا أجيد القول ، قد أُنْسِيتُ فى المنفى الكلام ،
وعرفتُ سرَّ الصمت .. كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف !
الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بين الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بعد الكلام ،
الصمت حرف لايُخَط ولا يقال ..
الصمت يعنى الصمت .. هل يغنى الجحيم سوى الجحيم ؟ !
عجباً .. أتضحك من كلامى السيدات .
" مم الضحك ؟ ! "
( 4 )
- " الماء قد فسرته بالماء بعد الجهد لاتيأس وحاول من جديد ..
كيخوت لاتصمت .. أليس الصمت - قلت - هو الجحيم !
- " لا .. بل فقلن الصمت موت ، أو ليس الموت صمتْ ؟ !
الحرف مثل النبت .. هل يحيا بغير الأرض نبتْ ؟ !
ولكل نبت أرضه المعطاء ليس يعيش فى أرض سواها ..
الحرف يذبل يا أميراتى الحسان ..
ويموت لو ينفى ، وينسى لايمر على لسان !
حلفتكن بكل غال ،
هل ما تزال ..
فيكن واحدة تخمن من أنا ؟ ! "
( 5 )
من أنت ؟ .. تطعنك العيون ،
وتظل تنزف ، والسنون ..
تمضى كأسراب السحاب ..
فى الصيف .. تبخل بالجواب ! .
من أنت .. ؟ .. لاتدرى .. وتدرى ما العذاب !
ما غربة الضفدع فى الأرض الخراب
ما ضيعة البولة فى الحمام والبصقة فى يوم المطر !
( 6 )
" حدقن .. أمعن النظر ..
هذا حصانى جائزة ..
تُهدى لمن منكن تذكر من أنا ! ..
تضحكن ثانية أميراتى الحسان !
بعيونكن ألا فقلن ..
أمن الحصان على الهزال ..
تضحكن .. أم منى على سخف السؤال ؟ ! "
( 7 )
- قدم اليهن البطاقة !
- ما من بطاقة .
- قدم اليهن الجواز !
- ما من جواز .
لا وشم حتى فوق زند أو ذراع !
- يا للضياع !
وتظل تنهشك الوحوش ،
هذى العيون الخاليات من الرموش !
لو كان يعرف بالقلوب الناس لم يصفعك دوماً بالسؤال ..
- كل ابن كلب -
" من أنت ؟ " .. كالقفاز فى عينيك يرمى بالسكين قلب !
وترى الكلاب تتيه كالفرسان .. والفرسان أضيع من كلاب !
- يا .. كلاب ..
كبدى خذوه ..
يا ناهشى الأكباد هاكُمْ فانهشوه ،
وليرحم اللّه الضحايا .. يرحم اللّه الضحايا !!
- لا .. لا تبالغ .. ما لهذا الحد أنت لهم ضحية
أخطأت أنت كما هم أخطأوا ..
أو علَّ سرا ثالثاً خلف الخطأ !
انا لتعجزنا الحياة ..
فنلومها .. لا عجزنا ،
ونروح نندب حظنا ،
ونقول : هذا العصر لم يخلق لنا !
- هو عصرنا !
- لكننا لسنا به الفرسان ..
نحن قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة ،
والأرض بالأبطال ملأى حولنا !
- ملأى .. ولكن باللصوص !
- الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف الملىء ؟ !
لو لم تكن فى العالم الأضداد ما قلنا : " عظيم أو قمىء " !
- إنى لأعلم .. غير أن الزيف يغتال الحقيقة !
أقرأت يوما فى الحكايات القديمة ،
عن غادة حسناء فى أنياب غول ؟ !
أرأيت يوما ضفدعه ..
ما بين فكى أفعوان ؟!
من ها هنا بدء الحكاية
يا قريتى .. يا عالمى ..
يا عالمى .. يا قريتى .. !!
( 8 )
" ياسيداتى يا أميراتى الحسان ..
إنى أتيتُ إلى الوجودِ كما يجىءُ الأنبياء !
لا .. لست أنتحل النبوَّة ، غير أنى مثلهم ،
فى مذود يوما ولدت !
فى قريتى " أخطاب " .. حيث الناس من هول الحياة ،
موتى على قيد الحياة !
لا الأرض غنت لى ، ولا صلت لِمَقْدَمِىَ النجوم ،
ولا السماء تفتحت عن طاقةِ القدر السعيد ،
ولا الملائك باركوا مهدى ..
ولا هبطت تُصَفّق فوق رأسى بالجناحين حمامة !
قالوا : غراب ظل ينعق يومها فوق النخيل ..
حتى الفجر !
وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا .. ولا مر القمر ..
بدروبها من ألف جيل
ولا العيون تبسمت يوماً لمولود ولا دمعت لانسان يموت ..
فالناس من هول الحياة ..
موتى على قيد الحياة !
( 9 )
وظهيرة .. آويت من لفح الهجير ،
لظلال صفصاف يُطِلُّ على غدير ،
وجلست محزوناً أنقل فى المدى بصرى .. فحط على الحقول ،
وعلى بيوتِ الطينِ ، والقصر الكبير ،
وعلى القبور ،
وأنا أدندن أغنية :
" يا بهية وخبرينى ع اللى قتل ياسين " !
وسمعت ضفدعة بقربى تستجير ..
كانت بفكَّىْ أفعوان !
عبثاً هُرِعْتُ بغصن صفصاف ، فقد فات الأوان ،
غابت وغاب الأفعوان :
ما غصن صفصاف بمعركة الأفاعى والضفادع ؟ !
( 10 )
يا سيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
وحفظت فى الكتاب آيات الكتاب ،
عن ظهر قلب .
ونسيتها عن قلب ظهر !
إلا علامات على جسمى لضرب .
- بهراوة عمياء - مثل بقية الوشم القديم ،
وغراب هابيلَ وقابيلَ ، وفأساً للخليل ،
والفعل - فعل الأمر - " اقرأ ! "
فقرأت ما ألقت به الأيام بين يدى : أدهم ..
والزير سالم ، والهلالى ، وابن ذى يزن وعنتر ..
ياسيداتى .. ثم نادانى من الأعماق صوت :
" قَرَّباَ مربط النعامة منى ..
لم أكن من جناتها علم اللّه وانى بحرها اليوم صالى " !
( 11 )
لكنهم قتلوا النعامة !
كم مرة بالنوق جاءوا ، أجحروا القرية من قبل المغيب ،
كم مرة قصوا بمقراض الحمير ..
قصوا الشوارب والشعور ،
ولحى الشيوخ ، وأطلقوا الكرباج يَرْتَعُ فى الظهور ،
كم مرة هجموا بيوت الطين ، داسوا بالنعال على الحبالى
أوسعوا المرضع ضرباً والرضيع ،
كم مرة غنت بهية ..
ياسينها المقتول من فوق الهجين !
ياهول معركة الأفاعى والضفادع .
( 12 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
ورحلت يوماً للمدينة ،
فى ركبِ قافلةٍ ممزقةٍ حزينة
كُنّا أَهَلْنا فوق أمى آيتين من الكتاب ، وكومتين من التراب ..
وقالبىْ طوب وطبعاً ما تيسر من دموع !
لافرق يا أخطاب بينك والمدينة ،
غير المداخن والمآذن والقلاع الشاهقة ،
غير الزحام ،
وضجيج آلاف الطبول ،
ونذير أجراس الترام .
يا سيداتى.. يا أميراتى الحسان ،
وهنا البغايا كالذباب بغير حصر ،
ومشاتل البوليس والمتسولين بكل شبر ،
وقوافل جَوْعَى تهيمُ من الرصيف إلى الرصيف ..
حيرى تفتش عن رغيف !
والسوق لاتغفو .. تضج من الصباح إلى الصباح :
( من يشترى ؟ - وبكم تبيع ؟ !
يفتح اللّه - اتفقنا ! - يابلاش ! )
وهنا يباع ويشترى ..
ياسيداتى .. كل شىء !
حتى الترام يباع فى وضح النهار ..
للقادمين من القرى .. !
يادفتر الأرقام ما ثمنى ؟! أنا مثل التراب بلا ثمن ..
لاشىء بالمجان غير الموت .. لكن .. لامفر من الكفن !
( 13 )
كيخوت مهلاً .. ما هناك ؟
بحر من المتظاهرين هديره شق السماء ،
بالموت .. بالموت الزؤام .. أو الجلاء ؟
كيخوت .. ما الموت الزؤام .. وما الجلاء ؟
من هؤلاء ؟ !
ما هؤلاء ؟ !
وإذاك بين الموج تطفو كى تغوص ،
وتغوص كى تطفو - صغيراً أنت كنت - !
ما غير هذا حوت يونس ،
ما غير هذا .. أنت توشك تختنق !
وصرخت ياكيخوت بالموت الزؤام وبالجلاء ..
حتى لُفظت إلى الرصيف ،
فجعلت تهتف من هناك ..
وبمثل صوت الضفدعه ،
كيخوت وحدك .. بالرغيف ..
وسقوط " باشا " كان فى اخطاب فى القصر الكبير ،
واذا بكف كالجبل ..
تهوى عليك .. على قفاك ..
كى تنكفىء ..
فوق الرصيف !
كيخوت فانهض .. هل ترى ؟ !
هجم العساكر .. بالألوف على الألوف ،
جاءوا كما الطوفان لا بالنوق بل بمصفحات ..
ومدرعات .
محفوظة ياقريتى .. فالنوق من لحم ودم ،
لا من حديد !
حوتان يقتتلان .. أيهما يكون المنتصر ؟ !
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
من يومها أدركت ما الموت الزؤام وما الجلاء ..
فالموت فى الميدان أكوام كحقل القمح فى يوم الحصاد
يا قريتى .. ها أنت مثل مدينتى ..
كِلْتَاكُما فى الهم .. فى البلوى .. سواء !
( 14 )
ووجدتنى فى غابة سوداء (3) .. آلاف الكتب .
يا رحلة فى صحبة البومة والذئب .. وآوى .. وابن آوى !
والقرد والتمساح والجحش ، وذى القرنين والقرن الوحيد !
الحرف أنت . كما تكون يكون .. أى الناس أنت ؟ !
الحرف قديس - إذا ما كنت قديساً - وداعر ..
ان كنت بين الناس داعر !
يا غابة الأقلام .. ياسوق الضمائر !
- ما أنت أول فارس .. ما أنت آخر فارس ..
قد ضيعته الكُتْبُ ، ألقت فوق عينيه الغشاوة ،
فإذاك تخلط أى شَىء ..
بأى شىء !
واذا طواحين الهواء عمالقة ،
واذا قطيع الضأن جيش مقبل كالصاعقة ،
واذا الحظيرة قلعة، والطشت تاج من ذهب ،
واذا النعيق نفير الاستقبال . ( ها قد جاء كيخوت العظيم) !
يا للخديعه الكذب ..
يا أيها الآتون من بعدى الحذار ..
كل الحذار من الكُتُب !
( 15 )
- أنكون ..
ياترى أم لا نكون !
أمن الحكمة أن نحيا الحياة ..
كيفما كانت .. ونرضى حظنا ،
أم نخوض البحر فى هول الصراع ..
عزلا .. دون شراع ،
أم ترى الحكمة فى أن ننتحر ؟ !
يا دجى .. ياصمت .. يا .. يا .. ياجنون ..
أنكون ..
ياترى أم لانكون !
- يا سؤالا حائراً منذ قرون ،
هائما ليس يقر !
- أيها الهاتف من أنت ؟ !
- أنا بصقة قبر !
- أنا خفاش عجوز ،
يكره الضوء كما تكره أنت الظلمات ،
أيها الضارب فى التيه بليل ..
كيف فى التيه المفر ؟
يا صديقى .. خذ طريقى .. وانتحر !
- انتحر ؟ !
- راحة الراحات ، ترياق الألم ،
وخلاصات خلاصات الحكم ..
أنت لاتملك غير الكلمات ،
حيلة العاجز عن كل الحيل
( كلمات .. كلمات .. كلمات )
غُصْنُ صفصاف هزيل ..
أى عُكّاز وفى الدرب ملايين الحفر !
أوشك الديك يصيح ،
وسَرَتْ كالسم أنفاس الصباح ،
فوداعاً .. أو اذا شئت اختصر ..
وليكن وشْك لقاء !
- أيها الهاتف قف ..
أيها الهاتف قف ..
......................
أنكون ..
يا ترى ..
أم لا نكون !!
( 16 )
فتوى !
- أعطوا لقيصر ما لقيصر ،
وللاله ..
ما للاله !
- فما الذى تعطى لنا ؟ !
- ماذا تبقى عندكم ؟
- لم يبقى شىء ..
- فاهنأوا .. طوبى لكم !
( 17 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..!
صَلَّيْتُ فى الماخور كى أعرف أسرارَ الطهارة ،
وزنيت فى المحرابِ كى أسبر أغوار الدعارة ،
لكن شيئاً واحداً لم أقترفه .. هو اللواطة !
ياسيداتى معذرة ..
ان كنت قد جانبت آداب اللياقة .
أنا لست أعنى فتنة الغلمان .. ما كان " ابن هانىء " ..
فى الحق لوطيا .. ولكن اللواطة أن تقول ..
ما لاتريد ،
أو أن تريد ولا تقول !
قالوا قديما : ( لاتخف ان قلت ، واصمت لاتقل ..
ان خفت ) .. لكنى أقول :
الخوف قواد .. فحاذر أن تخاف !
قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد ..
لو بعدها الطوفان قلها فى الوجوه بلا وجل :
" الملك عريان " .. ومن يفتى بما ليس الحقيقه ..
فليلقنى خلف الجبل !
انى هنالك منتظر ..
والعار للعميان قلبا أو بصر ،
وإلى الجحيم بكل ألوان الخطر !
________________________________________
1- دولسين ¬ الحبيبة الوهمية لدون كيخوت .
2- أخطاب قرية الشاعر .
3- التعبير لدانتى ¬ مطلع الكوميديا الالهية .
( 18 )
إلى آرتور شوبنهاور
أنت يا آرتور حر !
فامسخ العالم ما دام " إرادة .. وتصور "
وتصور بعد هذا ما تريد ..
أنت حر !
قل بأن العقل محدود وقاصر ،
وبأن الشر في العالم خالد ،
وبأن الخير شر .. وبأن الشر خير ،
واقْلِبِ الأبيضَ أسود ..
واجعل الأسودَ يزدادُ سوادا .. أنت حر !
قل بحرب الكل ضد الكل .. حارب .. أنت حر !
قل بأن الناس قطعان بهائم ..
أو دُمىً عمياءُ .. قل ان الحياة ..
شبهُ كابوس رهيب ،
وكما شئت تشاءم .. أنت حر !
أنا أيضاً أتصور ..
ما أريد ..
أنا حر !
فأرى أنك خنزير قذر ..
حين تدعونا إلى أن ننتحر ،
ثم تحيا أنت سبعين سنة ..
واثنتين !
ياخبيث !
أو تكون ابنا ( لبانكير ) وتُغَنىَّ بالشقاء ،
قدراً للكل .. حتى الأغنياء ..
ايه يا أرتور كم أنت منافق
ما الذى يبقى سوى الزهد لنا .. للفقراء ؟ !
أنا أيضاً أتصور ..
ما أريد ..
أنا حر .. !
فأرى " البنك " هو الشر بذاته ،
وأرى " الشر " هو البنك بذاته ،
وهو " الشىء بذاته "
ولذاته ..
الذى يجعل من هذى الحياة ،
شبه كابوس رهيب
قد ترى العكس .. وطبعاً أنت حر !
( 19 )
الحق قال الأولون :
( مات الذين .. يختشون ) !
ماتوا .. وعاش الداعرون ..
الفاجرون .
انظر اليهم يعرضون ..
عوراتهم .. مثل البغايا في المعابد !
ومثقفون ..
فيما يقال .. مثقفون !
الحق قال الأولون :
( مات الذين يختشون ) !
( 20 )
المهرج
ها شلة الفرسان قد ملت تعاويذ الملل ..
النرد والشطرنج والشيشه واللغو المبعثر للصباح ..
كمثل شعر العاهرة !
" كيخوت أضحكنا ! " .. وينتظرون آخر نادرة
هم وزعوا الأدوار فأهنأ بالمهرج !
وأهرع إلى المكياج خط ها هنا .. خط هناك ..
ها أنت مثل القرد .. فابدأ فى المرح ،
قص النوادر والملح .
أسرع .. فقد ملوا طويل الانتظار ،
ورفع الستار ..
وليرقص الفرخ الذبيح ليضحكوا ..
هم يضحكون ..
ما بالها الضحكات تخرج باهته ..
وتكاد تقذف في وجوههم المثل ،
يا بئس حظ اثنين : ( عيان ) .. يضاجع ميته !
( 21 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان !
ورأيت قديسين فى عرض الطريق ،
لا في الصوامع والجوامع والكنائس ..
والأديرة !
كانوا عرايا .. لاثياب ولا مسوح ولا عمائم .
كانوا جياعاً كاليتامى فى الولائم.
كانوا عطاشا .. كالمسيح ،
لاشىء غير الخل ممزوجاً بمر ..
أعطوه .. وهو على الصليب !
كانوا ألوفا في الطريق ..
والسيف مشدود على أعناقهم دوماً بشعرة .
يا قلب " ديموقليس " من أين الشجاعة ..
ما سرها .. ما مصلها .. ماذا لديهم من تمائم ؟ !
يا للبسالة .. لارقى .. لا أحجبة !
كلماتهم سحر ولكن لم يكن سحر الكِهَانَة ،
الغاز دجالين ترسل في الدخان وفي البخور ،
مصفرة مثل اللَّحَى ..
حكماء كانوا مثلما البسطاء فى أخطاب .. أو بسطاء مثل الحكماء !
الصدق يقطر والوضوح ..
من همسهم .. كانوا جميعاً يهمسون ،
إن حدثوك .. لأن للجدران آذاناً كآذان الحمار ،
والليل مزروع عيوناً والنهار .
ما الشمس .. ما نور القمر ،
ما ضوء آلاف النجوم ،
فى قريتى أحلى بهاء ..
من هذه الهمسات فى ليل المدينة !
كانوا كما الفرسان لكن عزلا مثل الحمام .
بالأمس عاد السرب تنقصه حمامة ،
واليوم عاد السرب تنقصه حمامة ،
وغدا ستنقصه حمامة ..
لكنه لاينتهى سرب الحمام !
ما زالت الأفراخ تخرج بالألوف ،
ما زالت الأبراج ملأى والهديل ..
كالنبض في قلب المدينة ..
وافرحتاه !
- ما كنت ياكيخوت تدرى يومها ..
أن القداسة ربما تلد اللواطة ..
- واحسرتاه !
( 22 )
يا سيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
ودرست في الكلية القانون .. قانونا لغابة ،
يُتْلى علينا من عصابة !
يا ألف نص .. كل نص ألف بند ،
في كل بند ألف حرف ،
في كل حرف ناب أفعى !
كم يبلغ المجموع ؟ لا أدرى .. فدوماً كان حظى في الحساب ..
صفرا .. وتحت الصفر بالبنط العريض
خُطّت " بليد " !
كان الحمام هناك أسرابا بصحن الجامعة ،
وبكل زاوية وصف
بالأمس كان الصف تنقصه حمامة ،
واليوم تنقصه حمامة ،
وغدا ستنقصه حمامة ،
بينا تدور ..
في قاعة الدرس اسطوانة ،
بالنص بعد النص .. تتلوها اسطوانة ،
حتى تدوخ !
وتدق في الدهليز أحذية الحرس ،
ثم الجرس !
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
ونقلت من صف لصف ..
باللّه لاتسألن كيف ..
وبأى تقدير .. فقد كنت " الضعيف ..
جداً " .. كما لو كان عندي فقر دم !
ياسيداتى .. ما علينا .. فالمهم ،
أنى تركت الجامعة ..
يوماً .. وفي الصف الأخير لغير عود ،
كى لا أُهان على هوان !
صدقننى ما خِفْتُ يوم الامتحان ،
بل خفت من جُحْرٍ هنالك للأفاعى ..
كان يصطاد الحمام ..
ماذا تقلن ..
أأنا جبان ؟ !
قلن الذي يحلو لكن !!
( 23 )
وشغفت بالتمثيل .. لم أعشق من الأدوار إلا دور هملت :
" العصر موبوء .. وسوء الحظ هوراشيو أناط البرء بى " !
يا سيداتى .. كنت فلاح الملامح لا تلائم سحنتى دور " الأمير " ،
لكن تلائم دور " حفار القبور "
كم كنت أكره ذلك الدور اللعين ،
أخشاه .. أهرب منه ..
" اعفونى .. فما أقوى على نبش القبور ،
وعلى التلاعب بالجماجم ! "
فأفوز من بعد الضراعة " بالشبح ! "
ما أتعس الأشباح في كل العصور
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
لاتُسندُ الأدوارُ فى المسرح وَفْقاً للقلوب !
لو لم يقلها شكسبير ..
قبلى .. لقلت الأرض مسرح
والناس فوق الأرض محض ممثلين ،
فُتِحَ الستارُ على البداية ،
ضُمَّ الستار على النهاية ،
لم يبق غير الصمت من بعد الرواية ،
ما أشبه المسرح خلوا بالضريح !!
( 24 )
وهويت فن الرسم .. كنت أريده دوماً نَمِر ،
فيجىء دوماً مَحْضَ قِطّ !
العيبُ في الألوانِ أم صنفِ الورق ؟
أم في النَّمِر ؟
أم ياتري في مقلتي ? !
وهويت من بَعْدُ القَصَص .
وكتبت آلافاً بأبطال كأدهم ..
لكنهم لايُقتلون مع النهاية ،
كالعادة الشمطاء في كل القَصَص !
من ثم ظلوا نائمين ..
في ظلمة الأدراج .. يا هول النهاية ،
من لم يمت بالسيف من أبطالنا لابد حتماً أن يموت ..
شنقاً .. ولكن في حبال العُنْكبوت !
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
ونظمت أشعاراً على كل البحور ،
منها المقفى وفق ما قال " الخليل " ..
فانهالت الأيدى وما كانت من الوزن " الخفيف " ..
في الحالتين على قفاى .
العيب فيهن ياترى .. في الماشطات ؟ !
أم أن كل العيب في الوجه العكر ؟ .
( 25 )
حوار مع أبى العلاء المعرى
- عم صباحا يا معلم !
- عم مساء كان أولى أن تقول ..
فصباحى كالمساء !
- لاترى الضوء ذُكَاء
وهى نبع للضياء ..
- قلت قبلا مثل هذا .. أو قريباً منه قلت :
" أتدرى الشمس أن لها بهاء ! " .
- أنت ما خَلَّفْت من شىء لشاعر ،
إِذْ تحديتَ فأعجزت الأوائل ،
والأواخر وأنا قد جئت في ذيل الأواخر .
فتجاوز عن قصورى .. أو تقبل كبديل ،
مثلا جاء من اليابان " طازة " :
" ترتمى الظلمة دوما تحت أقدام النهار ! " .
- مثل واللّه لا بأس به طابق الحال بياناً وبلاغة .
غير أنى لم أسغ قولك ( طازة ) .
بدلاً من قول ( طازج ) !
- سيدى كم حرت فى أمرك .. حقا لست أفهم ...
كيف يغدو ثائر القوم ولوعا بالقيود!
- كنت أهفو للخلود .
- كان يغنيك الذي يلزم عما ليس يلزم !
- لاتكونوا كالثعالب ..
تدعى في العجز زُهْداً فتسمى الكرم حصرم !
- ما عجزنا ويمينا بالخليل ..
كلنا قلنا من الشعر المقفى
قبل أن ننظم من غير المقفى .
- هات شيئاً من مقفاك القديم !
" هيئوا اللحد والكَفَنْ * ها هنا غاية البدنْ
مَلَّتِ النفسُ عيشَها * وغــدتْ تطلـب السَّكَنْ
شَدَتِ الروحُ للثرى * ليتهـا تقطــع الرَّسَـــنْ
علها تعرف الـذى * غاب في التَّيهِ و ادَّفَنْ "
ثم ضقنا بالخليل !
- ولماذا ؟
- مثلاً .. لو لم نقف عند " ادَّفن " .
لأَتَيْنا في تداعى القافيه ؟
" بالعفن " !
- ولكم جيل ولى في الشعر جيل .
غير أنى موقن أن " العفن " .
ربما يأتى بدون القافيه .
مثلما يأتى بحكم القافيه
- مستحيل !
- " وقد يفسد الفكر في حالة * فيوهمك الدر قطر السرا "
هات من أشعاركم بعض النماذج ..
كى نرى :
" طبق الأصل "
( أ )
" سيزيف قال لشهرزاد ..
الصخرة العمياء أدركها الصباح
وجناح ديدالوس ينشد للرياح ..
أنشودة الدم والجليد :
ما زلت .. ما زال العبيد ،
ما زالت اللعنات تجري في الوريد ،
ياريح ما زال الصديد علي الصديد ،
ما زالت اللعنات تجرى في الوريد ،
ياريح .. ما زال الصديد على الصديد ،
كالعجه الصفراء .. فاخسأ يا زيوس
يارب أرباب التيوس ،
أنا لم أعد منهم .. أنا ما عدت تيسا .. فاشهدى ياشهرزاد ! "
أبو العلاء : التيس ثار على التيوس ..
لاهُمَّ فالطُفْ بالعباد !
( ب )
نهداك ومصباح أحمر ..
قمعا سكر ،
فرخان بعش من مرمر ،
أرنبتان ..
قُبّرتان ..
وتران لقيثار أخضر ،
يا للأنغام اللبنية ،
النغمة ترقص للنغمة ،
وأنا في صدرك ثعبان ،
مجنون .. يشفط في الحلمة ..
حتى يسكر !
أبو العلاء : يازمنا ملعونا أغبر ..
من قال بأن الانسان ،
لا ينهش لحم ( النسوان )
في ضوء المصباح الأحمر ؟ !
( ج )
" أحداق تابوت على الأسياخ خفاش يموت :
وسعال برغوث يعوم بقلب حوت ،
والفأرة الحمراء مشنقه المغيب ،
والعنكبوت ..
في القِدْرِ مثل الثلج يغلي ،
وذيول قديسين ما زالت تصلى ..
للقرد .. والعرافة الشمطاء .. جمجمة تبول ،
والريح خازوق يطول ..
أبو العلاء : الريح خازوق .. وخازوق يطول ..
" هذا كلام له خبىء * معناه ليست لنا عقول "
أبو العلاء : " انما هذه المذاهب أسباب * لجلب الدنيا إلى الشعراء (4) "
ثم من باب الفضول ..
- سيدى هل استمر ؟
- بل كفانى وكفاك ..
" فرقا شعرت بأنها لاتقتن * خيرا وأن شرارها شعراؤها !"
هم يلزمون - وحق ربك - لا أنا ما ليس يلزم !
- سيدى .. هذى من " الشراح " بعض العينات .. !
تشرح القلب الحزين !
- ان يكن هذا هو الشعر الجديد .
فيقينى أن يجىء الشرح ( شرحه ) !
" وما أدب الأقوام في كل بلدة
إلا المَيْن الا معشر ( شراح ) (5) "
ثم من باب الفضول ..
ياترى ماذا يقول اليوم عنى ؟
- أكثر الشراح في شعرك علكا والرواة ..
- ويلنا منهم .. وقالوا :
- متشائم !
- البهائم !
" فأَلْفَيْتُ البهائم لاعقول * تقيم لها الدليل ولا ضياء "
قل لهم كم همت حبا بالحياة :
" سألناها البقاء على أذاها * فقالت عنكم حظر البقاء "
- قلت في الموت الكثير ..
- كنت للموت غريما :
" وكيف أقضى ساعة بمسرة * وأعلم أن الموت من غرمائى "
كيف لا أكره ما يسرق منى ما أحب ؟
ثائراً كنت على الموتين : موت في حياة ..
وحياة بعد موت !
- سيدى .. من كان بعد الموت بين الغرماء ؟
- الرياء .. !
" وقد فتشت عن أصحاب دين * لهم نسك وليس لهم رياء ! "
- ما بتبريزك خلدت ولكن بتحدى الزيف أدركت الخلود .
- كان عقلى مثلما النسر سجينا في قفص ،
بزمان كان فظا " كالمغص " !
- هكذا حتما بحكم القافية !
- بل لقد ضاق بي الكون .. ومُذْ قال غيرى :
" وهل يأبق الإنسان من ملك ربه
فيخرج من أرض له وسماء "
- أيها الثائر .. لم لذت بدارك ؟
- " أولو الفضل في أوطانهم غرباء ! "
- لِمَ لَمْ ترحل ..
- إلى أين الرحيل ؟
أى فرق بين أن أنفى بعصرى ،
لو تروم الصدق أو أنفى بدارى ،
أو أرانى ضائعاً في غير دارى ؟ !
- أى سر كنت تعنى حين قلت :
" ولدى سر ليس يمكن ذكره * يخفى على البصراء وهو نهار
أما الهدى فوجدته ما بيننا * سرا ولكن الضلال جهار "
- من عهد آدم قام للفهماء في الناس الرقيب كأنه الجزار !
- أنت كيخوت ..
- أبيت اللعن .. من كيخوت هذا ؟ !
- شاعر يعبر في كل العصور ..
- وضرير ؟ !
- بل بصير كالضمير ،
وشجاع كالضمير ،
وتعيس كالضمير ..
في زمان أجوف الجنبين .. معدوم الضمير !
- رحمة اللّه عليه وعلينا ..
" غلب المين مذ كان على الخلق وماتت بغيظها الحكماء ! "
( 26 )
العشاء الأخير
- غدا أكون على الصليب
أنا العريس !!
- نفديك بالدم يا معلم .. بالنفوس ..
- لاتكذبوا .. فلسوف يسلمني الذي منكم يشاركني الغموس !!
- أأنا أخونك ؟
- أنت قلت !
- ستنكرني ثلاثا قبلما الدَّيكُ يصيح .
-إنَّا لنقسم يا مسيح .. !
- لاتقسموا .. فغدا أكون على الصليب ،
وغد لناظره قريب !
( 27 )
لم الخداع ؟
إلى اللقاء - تقول - قل لهم إلى الأبد الوداع !
لا .. أنت تقتلهم إذا قلت الحقيقة ،
يا للحقيقة !
كالخنجر المسموم يغرس في قلوبهم الرقيقة ،
هل يجهشون وأنت تكتمها ، فماذا يفعلون ..
لو قلتها .. لو قلت للأبد الوداع ؟ !
لا .. لا مفر من الخداع ..
إلى اللقاء !
( 28 )
زرعت عند بابكم صفصافة ،
في فرعها علقت قلبى .. قلت : راحل حبيبتى الوداع ،
انى قرأت في كتيب قديم ،
نصيحة يقولها حكيم :
( يا أيها العشاق ..
لاتدعوا الهوى ،
من قبل أن تجربوا الفراق ! )
حبيبتى رحلت كى أجرب الفراق .
وساعة الرحيل
من قمحنا أخذت حفنتين ،
من نخلنا أخذت تمرتين ،
من قطننا أخذ لوزتين ،
من نيلنا أخذت جرعتين ،
من شعرك الجميل خصلتين ،
ومرت الأيام ..
اليوم يا حبيبتى بشهر
والشهر ياحبيبتى بعام
والعام يا حبيبتى كدهر ،
يا أيها الحكيم اني فارس العشاق ،
ما لوعة الأشواق ،
أنا الذي من بينهم عرفت ما الفراق ،
ما لوعة الأشواق
قلبى على صفصافتى يخضر لو تخضر ،
يرف لو ترف ،
يدف كالعصفور لو يداعب النسيم ..
أوراقها .. يخضل لو تخضل ،
يبتل لو تبتل بالمطر ،
يهتز لو تهزها الرياح ،يرتجف ،
يجف لو تجف .
صفصافتى أنا .. أنا أموت لو تموت !
( 29 )
ويلاه .. حتى أنت يا بروت ! ..اذن قد تم ثالوث المحال ،
( الغول والعنقاء والخل الوفى )
واذن فما في الأرض انسان ، وما تحت الجلود..
غير السعالى والثعالب والذئاب
أم علها أضغاث كابوس .. أحقاً بروث ؟
أغرز بصدري النَّصْلَ حتى آخر المقبض .. إما أن أموت ..
أو أن أفيق ! .
أم أننى من قبل كنت أعيش في حلم جميل ،
والآن أصحو كاليتيم على حريق !
هل كان حلما يا صديقى .. يا .. صديق ؟ !
باللّه لاتطرق وحدق فى .. حدق ..
لأغوص في عينيك حتى القاع ..
دعنى ألمس الغدر الدفين لكي أصدق .
جحران .. بل بئران .. بل قبران .. لا بل خنجران !
هاتوا إذن لوحا من الصوان
وأتونى بإزميل لأنقش فوقه رسم الخيانة .
الوجه وجهك يابروت ؟
وهناك في الأعماق يقعى قلب أفعى ..
يرحم اللّه الضحايا .. يرحم اللّه الضحايا .
( 30 )
يقولون هذا زمان يهوذا .
فياليتهم صدقوا الخبر ،
يهوذا أصاخ لصوت الضمير
وأسرع من عاره فانتحر ،
وأنت .. متى ياترى تستفيق
متى تستفيق .. متى تنتحر ؟ !
( 31 )
الألفاظ كما المرآه
ماذا يقبع للسعلاه ..
في المرآه سوء السعلاه ؟
ماذا يبسم للانسان ..
في المرآه سوى الانسان ؟
فى ألفاظك إعرف نفسك !
الألفاظ لها ميزان .
ثمة لفظ قد يكسبك العالم لكن .. تخسر نفسك !
ثمة لفظ قد يفقدك العالم لكن .. تكسب نفسك !
ذِنْ الفاظك تعرف نفسك ..
( 32 )
وتدعونى لمائدتك
فلا ألقى سوى جيفة ،
ألا فاهنأ بها جيفة ،
فلست ذبابة زرقاء تعزف لحنها الدامى على الموتى ،
لحاك اللّه .. هل تعمى لهذا الحد !
________________________________________
4- الأصل لدى أبى العلاء " إلى الرؤساء" .
(5) الأصل لدى أبى العلاء " معشر أدباء " .
( 33 )
أمير الشعراء
" ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
وصرخت يا ( دانتى) أغثنى ! .. جاءنى شيخ وضىء كالمسيح ،
اكليل قديسين يشرق فوق جبهته العريضة
- يا أيها الشيخ الجليل ..
الغابه السوداء تعرفها اذا عز الدليل ،
التيه .. لانجم هنالك أو فتيل
والهول .. وحش بعد وحش بعد وحش
باللّه كن أنت الدليل !
- الحب .. ليس سواه في الغابات درب .
- يا شيخ قل شيئاً يرد الروح .. حب .. أى حب ؟ !
الحب في الأسواق قنطار بقرش !
- في أي قرن أنت ؟
- في قرن له قرنان ..
- في العشرين ؟
كان اللّه في عون الجميع !
أرجو لك التوفيق .. دعنى أنصرف ..
- باللّه قف ..
- لافائده ..
ما عملتى ( الكلحاء ) في السوق الجديد ؟
هل قلت " قنطار بقرش " ؟
- قبل الفصال ..
- اذن وداعا يا بُنَى
- خذنى معك
- لا أستطيع
- رحماك خذنى لو تشاء من الجحيم
إلى الجحيم ،
فلقد مللت الضرب في هذا السديم !
ما كذب الشيخ الخبر
فتبعته ، لكننى قبل الجحيم ،
قابلت أشباحا تهوم في الفراغ بلا هدف .
- لكأنها يا شيخ ذوات الغبار ،
عمياء .. تسبح فى ضياء الشمس .. حيرى ..
لاتسير ولا تقف .
فأشار شيخي باحتقار :
- أللامكان
لا بالجحيم ولا النعيم .
هذا مقر التافهين الجوف والمتنطعين ،
عاشوا وماتوا في الهوامش قابعين .
- لامنتمين !
- مثل القواقع والقنافذ والسلاحف ،
( من كان يطرب للقوافى فليضف لفظ الزعانف ) !
كانت فلورنسا كما المركب نهبا للعواصف ،
كانت كما أم تفتش عن بنيها ..
مجنونة .. في ليل زلزال رهيب.
كانت كما طير يعود مع المغيب ،
فيرى الأفاعى تسكن العش الحبيب ،
آها .. فلورنسا التعيسة !
كانوا عليها يزحفون .
( السود ) كانوا يزحفون كما خنافس ،
- كانوا كما الجاموس يقتحم الكنيسة ،
والتافهون الجوف من أبراجهم يتفرجون ،
هيا بنا هيا .. فما للفارغين سوى الفراغ :
- مهلا .. فثمة لى سؤال .
ماذا على الشعراء لو لزموا الحياد ..
في زحمة الألوان .. ظلوا كالرماد ،
كالماء .. لا لون لهم ،
وليذهب الشيطان بالألوان طرا .
فالشعر شىء والسياسة ..
شىء سواه .
كالماء والقطران من حيث الكثافة !
- يا للسخافة !
من قال هذا ؟
- هم يقولون الكثير
- فليذكروا من عصر " هوميروس " حتى عصركم هذا الحقير ،
إسما لعملاق من الشعراء كان بغير لون !
- ملأوا من الأسماء آلاف الفهارس .
- هذي خنافس ..
في الليل تزحف بالألوف .
لتعود في ضوء النهار إلى الجحور !
- ما الشعر ؟ .. هلا قلت يا دانتى لهم ،
فحسمت بيني في الخلاف وبينهم .
البعض قال بأنه فن التلاعب بالصور ،
والبعض قال بأنه فن التلاعب بالنغم ،
وأقول قانون الدراما سره المكنون في كل العصور .
- أنا لا أحب الخوض في هذي الأمور .
بالرغم من أني أميل لما تقول ،
فاكتب ودعك من الذين يثرثرون !
- ما زال لغز في الجراب بلا جواب
في أى شىء تنظم الأشعار ؟
- ما هذا السؤال ؟
في كل شىء بالبداهة !
- ويظل شعرا ؟
- ان يكن من خلق شاعر !
قالوا : لغَزَّلٍ صَنَّعٍ ؛ يمكن الغزل الرفيع ..
حتى بسـاقٍ للحمار !
من أرضكم هذا المثل ..
فيما أظن .
- ياسيدى كم دوخونا بالجدل ،
قالوا بأن الشعر مثل الحلم أضغاث بلا معنى .. رموز ،
هذيان محموم ، تعاويذ لساحر ،
ورؤى بدائى يرى الأشياء من أحداق طفل ..
بحرا هَيُوليا يموج بغير شكل ،
فمعارك الطبقات شأن الاجتماع ،
ومعارك الأحزاب من شأن " السياسة "
والفكر والأفكار شـأن " الفلسفة "
وهلم جرا .. ثم جرا .. ثم جرا !
- هل بينهم من قال أنى لست شاعراً ؟
- حاشاك .. ليسوا يجرؤون !
بل هم لذكرك يسجدون ،
ويزخرفون بك المقالات الطويلة ..
في غير داع - أغلب الأحيان - بل ويقدمونك ..
واللّه في تبت المراجع والفهارس !
- مهذبون
حسنا أراهم يفعلون .
والآن قل لي : حاقد أنت عليهم أم على ؟ !
- ياشيخ صبرك ..
- لم يعد في الطوق صبر !
- صنفان هم : لايقرأون ،
أو يقرأون ولا يعون .
- الفارغون !
فليقرأوا لي المأدبه ..
اقرأتها ؟
- لا والذي حرم الحمير الجنزبيل !
- انى طهوت بها صنوف المعرفة ،
ودعوت كل الجائعين :
" خبزى ويكفي للألوف ،
ولدى مازال الكثير ،
هذا هو الضوء الجديد ،
هذي هي الشمس الجديدة ،
اليوم تبزغ للوجود ..
من حيث غابت في الدجى الشمس العجوز "
لا .. لا يضير الشعر أن يصبح خبزاً للجياع ،
لكن يضار الشعر أن أصبح فأراً في المجاعة !
هيا بنا ..
ونزلت والشيخ الجحيم ،
حتى وصلنا تاسع الأدوار فانعقدت على الوجه الوضىء ،
سحب من الحزن العميق ،
ومن المرارة والغضب ،
- هذا مقر الخائنين !
- كم كنت تكرههم ..
- كما تكره لصا يسرق القرية في ليل الحريق !
منكوبة كانت فلورنسا بهم .. بالخائنين .
يا ليت كانت للخيانة ..
رأس .. اذن لقطعتها .
اضرب معي .. اضرب على هذي الرؤوس .
دس فوقها بالنعل ، دس فوق المجوس !
( فليلعن اللّه الخيانة والقوافي ..
لابد من لفظ على وزن الرؤوس ! .. )
رحنا ندوس .
- إنى لأعجب .. كيف للقلب السماوى الرهيف ،
أن يعرف الكره العنيف !
- بل ليس يعرف كيف يعشق
من ليس يعرف كيف يكره .
ولقد عرفت الكره في المنفى .. وذقت مرارة " الخبز الغريب " (6)
وضربت في الآفاق من غير اتجاه ،
" كسفينة حيرى تسير بغير دفة ..
وبلا شراع …" (7)
- يا للضياع !
- الشمس كانت يابُنَىّ تروح ثم تعود في عرس الصباح ،
والطبر كان يعود للأعشاش في ركب المغيب ،
وتعود للأشجار أفراح الربيع ،
والموج يوغل في البعيد ،
ويعود للشطآن لهثا من جديد ،
إلا أنا ..
إلا أنا .. كالطفل يرقب أمه تغرق لايملك إلا أن ينوح ،
ويدق رمل الشط بالقدمين ، بالكفين ، يرفع للسما عينيه ،
يسأل معجزة ،
والموج يُغْلق فجأة فكيه ، ثم يخيم الصمت العميق ،
ويطول .. طال الصمت .. طال بلا نهاية ،
والطفل مصلوب .. يحدق .. ينتظر !
- بل كنت أنت الطفل يغرق بينما أم تنوح .
- كم تعشقون " اللت والعجن " الكثير !
- ما الفرق ؟
- ثمة ها هنا فرق كبير
الأم كات لاتبالي ، كنت منها قيد شعرة ،
ولكم مددت ذراعى ، كم صرخت ، فلم تجد حتى بنظرة ،
مارق يوما قلبها .. كانت كهرة ،
من قال فيكم ذات مرة :
" فيالك هرة أكلت بنيها * وما ولدوا وتنتظر الجنينا " ؟!
- هذا أمير الشعراء ..
شوقى ..
- أفيكم أمراء ؟ !
- فينا الخطايا السبع ، فينا ما تشاء ..
حتى أمير الرقعاء !
لكن هذا ليس موضوع الحديث .
- عن أى شيىء يا ترى كان الحديث ؟
- عن هرة أكلت بنيها !
- رباه .. كم أحببت عينيها ..
- بياتريس ؟
فلورنسا الحبيبة !
كم لاعنى المنفى ، كما لو كان مصهور الحديد في جوفى ..
أتدرى ما الجحيم ؟ !
- ها نحن فيه من الصباح !
- لا .. ليس هذا .. فالجحيم ،
هو أن تعيش بلا وطن ،
وتموت في المنفى ، وتدفن في تراب الآخرين !
- الآن اذكر أغنية ،
كانت تُـغَـنَّى في المآتم عندنا ،
" ودا قبر مين اللي ما حَدْ يروح لُه
قبر الغريب اللي ما جُولُه أهلُه
ودا قبر مين اللي البقر داسُـه
قبر الغريب اللي هَجَرْ ناسه
ودا قبر مين اللي البقر هَـدُّه
قبر الغريب اللي هجر أرضه "
- من قال هذا الشعر ؟
- لايدرى أحد
هذا يسميه " الثقاة " الفولكلور !
- الشعر عندكم بخير ،
ما دام هذا بينكم :
" ودا قبر مين اللي البقر هده
قبر الغريب اللي هجر أرضه "
هذا كبيركم وما فيها مرية ،
هذا أمير الشعراء ،
أَبْلِـغْـهُ إعجابى وأَقرِئْه التحية !
( 34 )
ستظل مثل حصانك المهزول تعرج ، كل شىء أعرج ، حتى الطرق ،
حتى الأمانى في الأفق ،
حتى الرؤى شاهت كما في رأس معتوه ، كما أضغاث حلم،
كيخوت أنت الوهم أو كل الذي تلقاه وهم ؟ !
هذى طواحين الهواء تلف اذرعها الطوال على هواء !
ما غاية الدوران يا " دولسين " يا معبودتى غير الدوار ..
أو الخيار ،
بين الجنون والانتحار ؟ !
هاتي حصادك يا سنين ..
ماذا لديك سوى الضجيج ؟ أمن طحين ؟ !
( 35 )
( اللبلاب
ويلاه ..أنىَّ كنت لاتلقى سوى المتسلقين ..
كم تكره اللبلاب .. يا زحف الأفاعى فوق أشلاء الضحايا .
يا سلما نجروه من صلباننا نحن المطايا ..
طوبى لنا ، واهنأ بحظك يا يهوذا ،
فالأرض لك ،
والأمس لك ،
واليوم لك ،
ولك الغد الموعود ، أما نحن فلنسفح على الموتى الدموع ،
فالميتون بلا مكان
وبلا زمان !
يا للكهانة ..
مات المسيح فقام " عمال المساحة "
يتقاسمون الأرض ، لو بعث المسيح ..
تا اللّه ما أعطوه أشبارا لقبر !
يا للتجارة ، يا لسوق الدعارة ..
في الهيكل القدسي لاتنفض ، هل في وسعنا غير البصاق ؟ !
مرحى .. لنقنع بالبصاق
وليعبروا فوق الجثث ..
للشاطىء المأمون لا يبتل منهم طرف ثوب ،
وليسخروا منا ، من الناموس ، من كل الأقانيم الجليلة ،
يا فرحة الأموات في جوف المقابر بالبطولة !
كيخوت من في الناس نحن ؟ أأنبياء ؟
أم أغبياء ؟
أم أن سر عذابنا داء عياء ..
داء يسمى الكبرياء ؟ !
كيخوت صبرا مثلما أيوب في البلوى صبر .
- لا بل كفر !
أكذوبة في الصبر يا أيوب ، عشاق الخراب .
قد خربونا ثم فازوا " بالخيام المستريحة (9) " !
- حتما ستأتى الشمس تطرد ما تعلق من ذباب
فوق النوافذ والحوائط والسقوف ،
فوق الرفوف .
- عجباً .. لماذا لانرى هذا الذباب ،
إلا إذا فات الأوان ؟ !
فليصمت الحكما طرا "
كى يكون الصمت حكمة ( 10 ) " .
إنى لأكره أن يزوق لى منافق ..
ما لا أصدق ! .
( 36 )
موال للحنين
الأوله : ياليل يا منفاى !
والثانيه : يا ليل ياصليبى الثقيل !
والثالثة : يا ليل يا حكاية انتظار !
الأولة : يا ليل يا منفاى ،
ويلاه حين يطبق الظلام ..
كالنعش ، كل كائن ينام ،
يا ليل .. كل كائن سواى !
والثانيه : يا ليل يا صليبى الثقيل .
يا قاتلا يعود للقتيل
يعاود الجراح بالمدى .
يا كأسى الملىء مر ،
الكأس لاتمر ..
ان كان غيرنا هو الذى يشاء .
الأب في السماء .
أو غيره في الأرض !
ما حيلة الملاح ..
ان شبت النيران في السفن ! ؟
والثالثه : يا ليل يا حكاية انتظار ،
يا نبض ساعة كنبض قلب ،
أعده إلى الصباح .
يا نقر أصبع المطر ،
على زجاج نافذة .
يا ضحكة القطار من بعيد ،
يا قطرة من ماء ..
تنصب بعد قطرة من ماء ..
في الحوض من صنبور ..
وتنفذ الأرقام ..
الألف بعد الألف والمليون بعده مليون ،
ومقلة الغريب لاتنام !
يا ليل يا منفاى
يا ليل يا صليبى الثقيل
يا ليل يا حكاية انتظار !
________________________________________
6- كلمات دانتي
7- كلمات دانتي
8- تحكى أسطورة اسكندينافية أن الاله " بالدر رأى أحلاما مزعجة تنذره بالموت. قررت أمه انقاذه من الموت فأخذت عهداً على جميع الأشيا الحية وغير الحية ألا تصيب ابنها بضرر . ولكنها نسيت أن تأخذ العهد على اللبلاب أو ربما تجاهلته لما بدا لها من قلة خطره. وحاولت الآلهة بعد ذلك قتل " بالدر "فرمته بمختلف الأسلحة ولكن عبثا.. فما كان من اله الشر " لوكى " إلا أن صنع حربة من اللبلاب وأعطاها للاله الأعمى " خودر " ووجه يده بها إلى صدر بالدر فقتله . ونحن نورد هذه - الأسطورة من باب زيادة الفائدة وسبحان من يضع سره فى أضعف خلقه ..
9- التعبير من سفر أبوب " الكتاب المقدس "
10- شاندور بيتوفى - الشاعر المجرى الشهير .
(37)
حوار مع ناظم حكمت
( أ ) الناعى
صمتاً صمتا يا أشجار !
صمتا صمتا يا أطيار !
صمتا يا أمواج البحر ويا أنهار !
صمتاً يا شعراء ويا أشعار !
صمتا يا كل الأنغام الحلوة في كل الأوتار !
فلقد صَمَتَ القلب الشاعر . كف عن النبض القيثار .
ناظم نام ..
(ب) عابر سبيل
نَمْ يا صديق ..
من حق قلبك أن ينام ..
فطالما حرموه أن يغفو هو القلب الرفيق ..
كانوا هنالك شاهري الأنياب والأظفار
في كل منعطف على طول الطريق ..
نم يا صديق ..
(ج)
رجل من تركيا
نم يا صديق ..
من حق قلبك أن ينام فكم أقضوا مضجعه ..
كم خنجر غرسوه ما بين الشغاف فأوجعه ..
يا ويحها " إستامبول "
في ليل الخناجر ..
" شدوا على المجداف أيديكم أماما يارفاق ! "
والبحر يهدر والزبد ..
يغلي على الأمواج والمجداف يضرب والرياح ..
تعوي .. ويغرس خنجر .. يا كم يطيق ..
القلب من طعن الخناجر .. كم يطيق ..
نم يا صديق ..
( د ) رجل من مدريد
نم ياصديق ..
من حق قلبك أن ينام ..
فطالما صلبوه في مدريد في غرناطه الثكلى ..
أَيُغْمِضُ طائرٌ عينيه حين تعلق الأطيار فى بدء الربيع ..
على المشانق ..
" لوركا " تنام العين لكنَّ القلوب ..
في الليل تنزف لا تنام ..
ويل الذين لهم قلوب لاتنام ..
نم ياصديق ..
(هـ )
رجل من أفريقيا
ايه " ترانتا " كيف عنزاتك . كيف الحال في أفريقيه ..
غنى لحون النصر للقلب الذي غنى ..
لنصرك منذ أن كانت برجليك القيود ..
غنى لناظم بالخلود ..
اليوم دورك ياترانتا .. دَوْرُنا ..
فلمن نغنى يا ترى ..
ان لم تكن ألحاننا تهدى لمن غنى لنا
نم ياصديق !
( و )
أنـــــا
نم كل شىء مثلما قدرت كان
فى آســـيا
وبقلب أوربا .. وفي أفريقيه ..
حتى بكوبا ما عداها تركية ..
لما تزل والليل آلاف الخناجر
ورسالة في الجيب لابنك تنتظر
ساعى البريد
إنا نَمَلُّ الانتظار
فنموت أفرادا ولكنَّ الشعوب ..
ليست تمل الانتظار ولاتموت
نم يا صديق ..
الشمس ما زالت تدور ..
والأرض والعجلات والآلات .. ما زالت تدور ..
وعقارب الساعات ما زالت تدور ..
لو أن شيئا قد وقف ..
لجزعت من أجل الحياة ..
حتى بقبرك يا صديق
أو لم تقل إن " الحياة ..
في كفة الميزان أرجح " ..
أو لم تقل أن " الدموع ..
في قرننا العشرين - لاتبقى طويلاً في المآقى " ..
حسبنا أن الدموع ..
من بعدنا صارت أقل .
نم يا صديق .
- قدد كان حلمى أن أراك .
- بل كنت في موسكو وكنت أنا هناك ..
والباب مفتوحاً لكل الأصدقاء ..
لم لم تَجِىءْ في الزائرين ؟
- أحجمت حتى لاتظن بى الرياء ..
أو ظِنَّةُ اللبلاب .. أو فن التمسح بالكبار ..
فالسوق ملأى بالغوازي والبغايا والحواة ..
ملأى سماسرة .. لصوصا .. يعرفون ..
من أين تلتهم الكتف ..
والترقوة !
- أدرى وما بالوسع حيلة ..
هذي مبيدات الذباب ..
في الأرض بالأطنان تنتجها المصانع .
هل قَلَّ في الأرض الذباب ؟ !
- فلنعترف أنا كبارا أو صغارا ..
فينا إزاء المدح ضعف لايقاوم .
- هذا صحيح .
- في شرقنا كل ينصب نفسه ،
في غفلة النقاد رائد ما يشاء ،
يكفي لهذا أن يكون المرء موهوباً بفن اللاحياء ،
فن الوصول إلى الكتف ،
فن التجارة بالمذاهب ،
والسمسرة ..
- يا .. يا حفيظ !
- في شرقنا من هؤلاء
رواد هذا الفن آلاف الشيوخ ،
ولكل شيخ مذهبه ،
وطريقته .
خَتْمُ الخواجه لم يزل في الشرق عنوان الأصالة !
- قل عن لساني للزبائن :
لاتشتروا السلع الرخيصة ،
لايصنع التقريظ فيلا من ذبابة .
- سيقال إنى حاقد لخراب دكانى .. على حظ بدكان مجاور !
السوق عرض يستجيب إلى الطلب ،
لن أفتح الدكان إلا بعد موتى ..
لاتريد السوق إلا من يجيد السمسرة ..
- ما اسم الكريم ؟
- اسمي " نجيب " .
أنا واحد من بين آلاف الصغار ..
أبناء ناظم
- إن في عينيك حزنا يا نجيب ،
بل ليس هذا الحزن عنى بالغريب ،
لأكاد أَلمس باعثه !
حزن المنافى .. هكذا يبدو تماماً في العيون ،
هل أدركتك " أشق مهنة " ؟
- من سنين !
- لايعرف الأحزان من لايعرف المنفى ...
- وبعضهم يسمسر ..
حتى بأحزان المنافى ياصديق !
العصر عصر السمسرة ،
العصر ماخور ..
- لم التعمى ؟ مازالت هناك جوانب العصر الوضيئة .
- قد أطفأوها ..
- لاتبالغْ في التشاؤم .
- بل لاتبالغْ في التفاؤل .
- لو لم نكن متفائلين ونحن بالمنفى لحق الانتحار !
- حاولته وفشلت مرة .
لا بل جبنت لأننى أهوى الحياة ،
ولأن لي طفلا وزوجة ،
ولأن لى أهلا بمصر ،
ولأننى أخشى تراب الآخرين ،
أخشى البقر .
" ودا قبر مين اللي البقر هده
قبر الغريب اللي هجر أرضه "
- قَبْرٌ سلِيمٌ لم يزل
وعليه أطنان الورود كما ترى .
ما هده بقر ..
- ولكن أنت ناظم ..
والعهد بالأبقار تهوى أن تدوس على الضفادع !
* * *
| |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-10-25, 7:05 am | | - أين طفلك ؟
- منذ عام لم أره .
- أهو في مصر اذن ؟
- بل بموسكو وأنا في بودابست !
هكذا قلبي ممزق .
منه في موسكو بطين وأذين
ثم في مصر بطين وأذين !
- أى منفى مزدوج !
- هكذا حظ الضفادع !
- لست أفهم ،
أهى إجراءات روتين ؟
- يجوز ..
لست في حِلًّ هنا من قول شىء ،
- ان هذا لايجوز ،
وخصوصا ها هنا في بودابست .
- ربما يحصل هذا بل وألعن ..
في أَجَلَّ " العائلات " !
- ليس يدري الحب من ليس باب .
- لم أكن أعرف قبلا ..
أن بعض الناس حتى ها هنا من غير قلب .
- أنت مهزول ومصفر
- مريض القلب ممرور وما شئت فقل .
- ولماذا ؟
- جائع منذ شهور !
- أنت جائع ؟
- مثلما فأر بجامع .
- ولماذا ؟ كيف هذا ؟
- جاع " بيتوفى "
هنا قبلى طويلا .. مات جوعا !
- كان في عصر يجيع الشعراء ..
مثل غير الشعراء .
فلماذا جعت أنت ؟
- لن تصدق .
واذا صدقتني لن تستطيع ..
فعل شىء ، أنت يا ناظم ميت
أنت ميت
بينما يحيا اللصوص!
أنت لن تُحيى قلوبا ..
علقوها مثل ( لينين ) بعروات الستر .
- اللصوص
انهم دوما هنالك .
- كالذباب .
- قلة هم رغم ذلك ..
فاعترف
- بولة قد تملأ البحر نجاسة ،
- كن صبورا كالجمل .
- ليس لي ما للجمل ..
من سنام ،
غير أنى صابر مثل الجمل ،
مثل " بيتوفى " ..
- أتضحك ؟
لم تضحك ؟ !
- أمس يا ناظم صدفة ،
شفت " بيتوفى " على ورق النقود .
أترى ؟ ها أنت تضحك ..
أنت أيضاً !!
( 38 )
تنفى من المنفى ، وتبدأ من جديد ،
هذا مصيرك يا شريد ،
أن تطرق الأبواب من باب لباب ،
فتردك الأعتاب للأرض الخراب ..
كلبا يضيع مع الكلاب !
يا ساكنى الواحات اني ظامىء قطع الصحارى في هجير الشمس هل من كوز ماء ؟
الأرض ضنت والسماء ،
والناس والأصحاب .. بخل ؟ .. أم ترى الكل ظماء ؟
أنا عرفنا بدءها هذى الصحارى ،
أين من يفتى بأن لها انتهاء !
وتصيخ للمذياع مشدود العروق ،
ما آخر الأخبار ؟ تنبش في الضجيج ولا خبر ،
الصبر يا عباد شمس ..
قد غطت الشمس الغيوم ،
فاضمم ضلوعك وانتظر
يوما ستنقشع الغيوم .
والخبز يا كيخوت مر ..
خبز المنافى ، مثلما العلقم مر
لو كسرة من خبز مصر !
والماء يا كيخوت مر ..
ماء المنافى .. مثل ماء البحر لايشفى غليلاً بل يزيد من الغليل ،
لو قطرة من نيل مصر !
حتى الهوا كأنه السم الزعاف ،
لو نسمة تأتيك من أنفاس مصر !
يا قريتى ، ياظلة الصفصاف ، يا برج الحمام ..
في سطح بيتى ، عاد للبرج الحمام ..
مع المغيب ولم أعد !
وفتاك يا أحلى صبية ..
يا مصر ، عاد إليك محمر الخدود ،
قطع الصحارى لاهثا في القيظ مد اليك من دلتاه أحنى ساعدين ،
فخذيه للصدر الحنون على السرير السندسى ،
أرخى عليه جدائل الصفصاف ، ما أحلى اللقاء !
فالقحط إِنْ طال الفراق
والجدب أن طال الفراق
والموت والظلمات أن طال الفراق .
فليعزف الكروان أحلى ما لديه من النغم
لحنا لأوفى عاشقين :
الشاب يتكلم :
يا صبايا هل رأيتن حبيبى ؟
ليس فيكن حبيب كحبيبي
ليس في الروض حبيب كحبيبي
ليس في الأرض حبيب كحبيبي
هل رأيتن حبيبي ؟
حمرة التفاح في خد حبيبي
نظرة النرجس في عيني حبيبي
بسمة الفل كأسنان حبيبي
عسل النحل على ثغر حبيبي
نَفْحَةُ الريحان في أنفاس حبيبي
همساتُ السَّرْوِ من همس حبيبي
بَحَّةُ الأرغول في نبر حبيبي
رَفَّةُ الأنسام في خطو حبيبي
سُمْرَةُ الطمى على وجه حبيبي
هل رأيتن حبيبي ؟
العذراء تتكلم (11)
نهر عريض يا حبيبي بيننا .. نهر عريض ،
على رمال الشط تمساح ، ولكني أسير على المياه ،
قلبي جسور لايخاف من الغرق ،
فأنا أحب !
والحب يحمينى كرُقْيَة ..
من فَكَّىِ التمساح في الرمل ، يحيل الماء تحتي يابسة ،
فأجىء ظامئة اليك !
الشاب يتكلم :
بشنينتى .. أحبولة حاجباك
أحبولة لى مقلتاك
أحبولة لى وجنتاك
وأنا الأوزة قد قعت !
العذراء تتكلم :
أنت حلو يا حبيبى .. أنت حلو
مثلما ريق القصب
مثلما نز الرُّطَب
مثلما الخبز على طول سغب
أنت حلو يا حبيبى .. أنت حلو
مثلما نهر زبيب
مثلما كوز حليب
أنت يانع ..
أنت كالنعناع يانع ،
انعشونى بحبيبي ،
ثم عودوا أسكرونى بحبيبي !
الشاب يتكلم :
إنى أضم حديقتي .. ياحُقَّ عطر
إنى أقبلها كأنى سابح في نهر خمر
العذراء تتكلم :
سأظل من قلبي أحبك ياحبيبي ،
سأظل .. حتى لو ضربت من الشمال إلى الجنوب ،
ومن الجنوب إلى الشمال ،
بالسوط .. أو بجريد نخل !
سأظل من قلبى أحبك يا حبيبي ،
لاتبتعد عني بحق (بتاح) لحظة
ان كنت برداناً .. لدى لك الملاءة
أو كنت ظمآنا .. فها نهداى لك
أو كنت جوعانا .. فكل تفاح حبى .. ها أنا بين يديك
الشاب يتكلم :
يا ليتنى بالقرب منها خادمة
عند الغدم
لأرى سناها كل يوم
يا ليتنى الخاتم في أصبع موز
العذراء تتكلم :
ثوبى من الكتان ، هيا ياحبيبى نستحم
لترى جمالى عندما يبتل ثوبى
هيا معى ..
سأغوص ثم أعود .. بين أصابعى ..
بلطية حمراء أهديها اليك !
ثوبى من الكتان هيا يا حبيبى نستحم .
وتعود للمذياع تنبش في الضجيج ولا خبر
وترى النهاية حفرة لا فرق يا حفار أين ،
ما دامت الأبقار لاترحم قبراً لغريب !
( 39 )
كانت بقلبى لؤلؤة
لو جاءنى " الحكيم " ..
بالعرش يشتريها ، بالكنوز ..
ما بعتها ،
أو قيل هذى الشمس والقمر ،
وهذه الكواكب الأخر ..
بديلها .. ما بعتها ،
بالمجد ، بالخلود ،
بأى شىء في الوجود ، بالوجود ..
ما بعتها
أو جاءنى " عزريل " ..
أموت أو أبيعها .. ما بعتها .
كانت بقلبى لؤلؤة !
أبهى سناء من ضياء الشمس من نور القمر ،
كانت كما " فرجيل " أو " باتريس " ،
في الغابه السوداء للقديس ..
" دانتى " كبسمة المنار للملاح
بعد الضياع في بحار الهول .
كانت بقلبى لؤلؤة .
كانت كما فرخ بعش
كم عدت في المغيب كالبجع ،
والجيب خاو والجراب ،
أطعمتها حشاى
سقيتها دماى
دثرتها في القر بالشغاف ،
رعيتها ، أَنْمَيْتُها كأم ،
حَمَّيْتها من لمسة النسم ،
صليت للاله كل يوم ،
من أجلها صليت للاله
أديت رغم فقري الزكاة .
لترين كل يوم من دمى !
رحلت في الحجيج ،
وطفت بالضريح ،
جارت بالدعاء بالرجاء ..
أن يحفظ الاله اللؤلؤة !
لكنني صحوت ذات يوم
فلم أجدها .. اللؤلؤة
فتشت عنها في زوايا القلب
القلب خاو مثل قلب ميت
وباردٌ كقلب ميت ،
ومظلمٌ وموحشٌ كقلب ميت !
فتشت عنها في مسارى الدم
نَبَشْتُ كل ركن في الضلوع
نَبَشْتُ في مسارب الدموع
فلم أجدها .. اللؤلؤة
جاء اللصوص في الظلام ثم عادوا في الظلام ..
باللؤلؤة !
هرعت مثل ثكلى للطريق ،
صرخت : " أمسكوا اللصوص ..
السارقى لؤلؤة ،
كانت بقلبي اللؤلؤة !"
فأمسكوا بي لابهم ، ظنوا بي الجنون ،
راحوا جميعاً يضحكون :
" وهل هناك لؤلؤة ..
في عصرنا بقلب ؟ "
- يا أيها اللصوص .. أمسكوا اللصوص !
فعصبوا عينى ، كتفونى بالحبال ، ساقني لص للص ،
حتى رأيتنى أمام شيخ منصر ،
وتحت نعله وجدت اللؤلؤة !
لكنها واحسرتى مهشمة ،
لايجبر الزجاج إن كُسِر ..
هل تجبر اللآلىء المحطمة ! ؟
كانت بقلبي لؤلؤة !
( 40 )
في البدء كان السرقة !
قد طمسوا سر الانسان
إذ قالوا " حيوان ناطق "
فالأوجب " حيوان سارق !"
السرقة كانت - لا الكلمة -
في البدء ، فقط ضبط الشرطة
في الجنة حوا وآدم
بالتفاحة !
هبط اللصان إلى العالم
فإذا العالم
وكر اللصوص !
( 41 )
" إِفتح سمسم " !
وانْشَقَّ الصخر كما شقت أمواج البحر عصا موسى .
ما رقم اللص الداخل .. ليس يهم !
فليكن الألف أو المليون .
أو ما اسم اللص الداخل .. ليس يهم !
سموه عليا ( بابا ) أو سموه ..
إن شئتم ( ماما ) سيان
فالداخل لص وابن لصوص
قد جاء ليسرق بيت لصوص ،
والذهب جبال منصوبة ،
واللؤلؤ في الف زكيبة ،
والفضة تل ، مَرْجَان ..
بالأطنان ،
والعِفَّةُ قُصْرُ الذيل ، ودَأْبُ العاجزِ أن يدعى الزهد ،
( اغلق سمسم! )
وانضم الصخر كما انضمت أمواج البحر على فرعون !
( 42 )
طرطوف إلى الأبد !
طرطوف الماكر كالحرباء ،
تلقاه هناك بكل عقيدة .
في شملة أى نبي ليس يهم !
وبأى كتاب ليس يهم !
فلديه من الأزياء ألوف ،
أستاذ ( الموضه ) طرطوف !
وخبير في حالات الطقس ،
ولديه من الكتب الوف
فوق رفوف
وهناك تنام التوراة
جنب الانجيل
جنب القرآن و ( رأس المال ) ،
و ( رجوع الشيخ ) ، وما لايخطر حتى للشيطان ببال ،
فالحيطة رأس الحكمة والأيام دول
! ( 43 )
طبيب رغم أنفه !
لم يكن يفهم في الطب ولكن هجموا يوماً عليه ..
بالسياط :
- أنت في الطب نطاسى ضليع
- انا حطاب بسيط !
- انت ماكر ..
والتواضع ..
شأن كل الماكرين !
ثم ماذا ؟ صار ما شاؤوا .. طبيبا ..
بل وفى الطب نطاسيا ضليعا ،
لاتلوموا من تعذب ..
فادعى الطب طريقا للنجاة ،
وجب اللوم على من خيروه
بين موت - حين يصدق -
وحياة - حين يكذب -
فكذب !
________________________________________
(11) هذا المقطع وما بعده من شعر الغزل المصرى القديم - نظم عن ترجمة سليم حسن
( 44 )
المسيح واللصوص !
- أباه !
- تصرخ في العراء على الصليب ،
والآب مشغول بعيدا لا يجيب .
عبثا تنادى ( لاحياة لمن تنادى ) ..
أنت منذ الآن وحدك ، أنت فى البلوى يتيم ،
فايأس .. أبعد الصلب ثمة من رجاء ؟ !
الكأس لم تعبر ، وكم صليت ..
يا أبتاه فلتعبر !
لماذا الآب شاء ..
ما كنت دوما لاتشاء ! ؟
لا أنت تدرى ، لا أنا أدرى ، ولا يدرى أحد .
لكنَّ شيئاً واحداً ندريه : أنت الآن شاة سمروها للخشب .
- من هم ؟ !
- وما الجدوى ؟ انحيا يا قتيل ..
لو قلت من هم قاتلوك ؟ !
- ( هذا جناه أبى على )
- والآب .. مظلوم أبوك !
لكن رويدك ، بعد لم تصلب ،
ستصلب أنت منذ الآن ألفا كل يوم !
بقلادة في صدر كاهن ،
أو رُقْيَةٍ ما بين ثديي عاهرة ،
أيقونة في بيت قواد ، كتاب أو حجاب ..
في جيب لوطنى ، ستحمل كل أوساخ البشر ،
سنصير منشفة بماخور لتمسح فيك أيدى الداخلين ،
والخارجين !
- يا للهلاك !
- أنصت وكف عن الصراخ .
- الشوك غاص إلى عظام الجمجمة !
- ستكون أوشاك تغوص إلى نخاعك كل يوم :
سيباح منذ الآن باسمك كل شىء .
سيباح قتل الأبرياء ..
باسم المسيح !
سيراق بحر من دماء ..
باسم المسيح !
ستقام أبراج ، قصور من جماجم ..
باسم المسيح !
سيكون عهر ، خسة ، زيف ، رياء ، أى شىء ..
باسم المسيح !
أنت الضحية ..
حقا ، ولكن أنت مذنب ،
القاتل المقتول أنت !
- يا للهلاك !
- أنصت وكف عن الصراخ ،
ذاك المساء ..
لما جلست إلى العَـشَـاء
كانوا جميعاً جالسين ،
حتى يهوذا كان يجلس بينهم ،
ما أكثر الأتباع حين يُوَزَّعُ الخُبْزَ المعلم !
مَدُّوا اليك أكفهم - يا
غابة الأيدى - فغطوا المائدة ،
ومضيت تعطي باليمين وبالشمال ..
خبزا (كلوا خبزى !) وراحوا يأكلون ،
كانوا جميعاً يمضغون ويبلعون ويقسمون :
( لا .. لن نخونك يا معلم ) !
والآن من منهم معك ؟
يا أيها المصلوب من منهم هنا ؟
لاذوا جميعاً بالجحور ،
واذاك وحدك والصليب .
لا .. بل هنا لصان كل دُقَّ مثلك في صليب ،
شكراً لهم .. قد ميزوك عن اللصوص بتاج شوك !
- يا للهلاك !
- مهلا .. فما هذان باللصين .. لكن اللصوص ..
يأتون باسمك ، ثم باسمك يحكمون ،
في أرضنا أرض اللصوص !
فغداً نراهم يخرجون من الجحور ..
جيشا من الكهان : ( خذ ما تستطيع ،
إصعد على جثث الجميع ،
دُسْ فوق أعناق القطيع )
باسم المسيح !
وسيحفظون - جميعهم - عن ظهر قلب ..
ما خطه الأتباع عنك .
لو جئت أنت تجادل الكهان سوف يدوخونك :
سيقول لوقا : قال مرقص :
إن متى قال : يوحنا يقول :
( في البدء كان الأمر أخرس ! )
حتما ستخرس .
- يا للهلاك !
- سيكون آلاف اللصوص ..
فوق العروش أباطرة ،
باسم المسيح !
تيجانهم ذهب ، ثيابهم حرير ،
وفراشهم ريش النعام ،
وطعامهم لحم المسيح !
- لكننى سأعود يوما ..
- هل تصدق ما تقول ؟ !
- الآب قال بأننى حتما أعود ،
ملكا على أرض البشر ،
لتسود في الناس المسرة والسلام !
- لو عدت منذا يعرفك ؟
- سأقول جئت أنا المسيح .
- سيطالبونك بالدليل ؟
- ستكون في جيبى البطاقة والجواز!
- هذا قليل ..
ما أسهل التزوير للأوراق في عصر اللصوص ،
ولديهم ( الخبراء ) سوف يؤكدون ..
أن الهوية زائفة !
- لكن عليها الخَتْمُ - خَتْمُ الأب -
- يا بئس الدليل !
سيؤكد الخبراء أن الختم برهان على زيف الهوية .
- سأريهم هذي الثقوب ..
في جبهتى - أنظر - وفي الكفين ، في الرجلين .. جئت
أنا المسيح ..
سأقول جئت أنا المسيح !
- سيقول لوقا : قال مرقص :
إن متى قال : يوحنا يقول :
" فى البدء كان الأمر اصلب ،
والآن صار الصلب أوجب !"
حتما ستصلب من جديد .
هم في انتظارك - كل أتباعك ، قطعان اللصوص -
هم في انتظارك بالصليب .
ماذا ؟ أتبكى ؟ كل شىء مضحك حتى الدموع !
العصر يضحك من دموعك ، من دموعى ، عصرنا عصر
اللصوص
بل أنت .. حتى أنت لص ،
لو لم تكن ما كان في الأرض اللصوص
حتى أنا لص .. ألم أخدع طويلاً باللصوص ؟ !
( 45 )
- سيقال يا كيخوت فيك ..
ما قاله في الخمر مالك !
أبشر .. ففى القاموس آلاف الصفات ..
- إلاَّ صفه ..
لن يذكروها الآن في حمى الشماتة ،
( 46 )
السنديانة أسقطتها عاصفة ..
يا جيش حطابين هيا بالبلط
ويل لمنكود سقط !
- تخشى الشماتة يا قتيل ؟
أى الأنوف يسيغ رائحة العدو ..
ميتا ، وما للميت أعداء ، ولا حتى لميت أصدقاء ؟
- لكن بعض الناس كلبىّ الغريزة ،
لا يستطيب سوى الجِيَف ،
- ماذا يضير الشاة سلخ بعد ذبح ؟
الكلب مات .. فمن تقاليد اللصوص ،
قتل الكلاب ..
قبل الولوج إلى الغنيمة !
( 47 )
قالوا بأن الشر مرحلة انتقال ،
فإلاَمَ كان الانتقال ؟
أَمِنَ اللصوصِ إلى لصوص ؟ !
مرحى ( أبا زيد ) كأنك ما غزوت !
( 48 )
كانت عصابات اللصوص ..
من قبل تنظيم ( الهواة ) ،
واليوم ساد ( الاحتراف ) ،
ما أبشع النهب الممنطق في مذاهب !
( 49 )
رباعيتان
إن كان حقا قد أتى طوفان
من قبل أن نأتى لأن العصر كان
فظا خسيسا .. أبشرى يا أرضنا
حتما سيأتى عصرنا طوفان !
* * *
قالوا : لقد مرت عصور من جليد
بالأرض فانتحرت وعادت من جديد
أسفا لتحيا .. ما لها لا تنتحر
في عصرنا ؟ كم ذا تطيق من الجليد ؟ !
( 50 )
لا .. لا مفر من الخطيئة ،
(أوديب) تتبعك النبوءة ،
يا وَيْحَه قَدَرٌ تفر اليه منه !
ها قد قتلت أباك ، فاطرق باب طيبه ..
لتلوغ في أحضان أمك .
* * *
ما أتعس الانسان يَعْمَى حين يبصر !
ما أتعس الانسان يبصر حين يعمى !
يا أيها الظلام مرحبا .. يا أيها الظلام !
يا دربى الذي بلا اتجاه ،
يا أوسع الدروب للانسان .
لم تفقدوا الضياء يا عميان ..
فيها دروب المبصرين زيف !
يا طيبة الوداع ..
يا موطن الطاعون والزنا والخوف ،
يا ملعب الأصنام والكهان !
ما الزيف يا أوديب ما الحقيقة ؟
ما النصر ، ما الهزيمة ؟
ما الجبن ، ما البطولة ،
ما العهر ، ما الفضيلة ؟
ما أى شىء .. ما نقيض أى شىء ؟ !
كم تستوى الأبقار في الظلام ..
فكلها باللون كالغربان !
بنيتى - يا أختى الوفية -
خذى يدى إلى بعيد ..
إلى بعيد !
أن تكذب الدروب في الظهيرة .
فأفضل الدروب درب ليل .
يا أيها الظلام .. يا ضيائى الوحيد .
( 51 )
سيقال أفلس برجوازى صغير !
أو ربما اختلفوا فقالوا : برجوازى وسط !
وسيهرعون إلى المراجع ،
كقطيع جرذان يفر من القطط ،
ليقول لوقا : قال مرقص :
إن متى قال : يوحنا يقول :
( البرجوازى الصغير
كالبرجوازى الوسط
محض انتهازى حقير ! ) .
الكأس دارت ، جاء دورك يا ذبيح ،
فاشرب ، لكم جرعتها للآخرين !
كم كنت تلقى بالتهم ..
ذات اليمين
ذات الشمال
ما أبشع الأختام في لحم الذبائح .
قد جهزوا الخانات والأقلام والحبر الزفر !
فابصق عليهم .. ليس ثمة عنك نص ،
ما كنت يا كيخوت لص ،
بل كنت دوماً محض كلب !
ما أبغض الكلب الوفى إلى اللصوص ..
( 52 )
كما جئت بلا أكفان
لقى للشمس والغربان والذؤبان ،
خطايانا بلا غفران !
وممن نسأل الغفران
وكل يسأل الغفران ؟ !
خطايانا على أكتافنا صلبان .
ولكن فيم أذنبنا ؟
لماذا دونما ذنب تعذبنا ؟
تعذبنا .. تعذبنا .. تعذبنا ..
لأنا حين أحببنا
رأينا الناسَ والدنيا بعين الحب
فرتلنا نشيد الوجد للمحبوب :
( فداك الروح والأكباد
كنوز الأرض يا محبوب ! )
وأمنا بلا برهان ،
وصدقنا بلا منطق .
قديما قيل : أعمى القلب والعينين من يعشق .
خطايانا - ويا للعار - أنا من بنى الانسان .
الينا أيها النسيان ..
فليس لخاطئين بغير ما ذنب سوى النسيان ! .
( 53 )
بالأمس يا كيخوت خمر
واليوم يا كيخوت خمر
وغدا وبعد غد وبعد البعد خمر ..
يا عالم الزيف المزوق مثل وجه العاهرة !
ماذا تبقى للعطاش ..
غير الغرق ؟
هيا إلى الأعماق .. يا غوصا يلوح بلا نهاية !
الكأس .. حتى الكأس يا كيخوت زيف ..
مرحى .. أمن زيف لزيف ؟ !
لو تصدق الأحلام - أحلام الكئوس ،
والنوم ، والصحو الكريه -
هل كانت الأحلام دارت في الرؤوس ؟ !
يا عالم الزيف المزوق مثل وجه العاهرة !
بالأمس يا كيخوت خمر
واليوم ياكيخوت خمر
وغدا ؟ وبعد غد ؟ وبعد البعد .. خمر ؟
كيف المفر ؟ !
( 45 )
حوار مع لورد بايرون
يا للجراح ، كأنها التينات طازجة طرية ،
حمراء تنزف ، يا لوردات ندية .
ما زلت غضا كالشباب ، ودافئا كالبند قية ..
من بعدد اطلاق الرصاصة ،
كتراب أرض المعركة ،
كالدمع ، كالدم ، كالحليب ..
يا للجراح كأنها التينات
"Good evening sir"
الحزن يأتى فى المسا كأنه الخفاش ..
يضرب حائراً في الصدر ، يقذفه الجدار إلى الجدار .
الحزن ليس هو الصراخ " أنا .. أنا "
كم كنت تكره هذه الأفعى " أنا " !
الحزن ليس هو النواح لأن حبا قد فشل ،
ولأُنَّ خِلاَّ كان في أحضان خِلَّ وارتحل ،
ولأن طالعنا زحل ،
ولأن آمالا كما الآجر من قش وطين ..
ذابت وضاعت تحت أطار السنين !
الحزن حزنك يا معلم .
حزن عريض كالمحيط ،
حزن عميق كالمحيط ،
حزن يحيط بكل أحزان البشر !
يا ويله قلب لشاعر ..
كالديدبان يظل بين الناس ساهر ،
حين القلوب كما الوسائد ،
محشوة بالقش ، نائمة تغط على الأسرة !
" هيا أفيقوا يا غواة ! "
كم قالها من قبل كيخوت " المعرة "
كم قلتها في الناس أنت ،
كم قالها الفرسان وانصرفوا ، وما زال الغواة .
- كم أنت محزون !
- كما نَسْرٌ جريح ينتفض ..
في صحوة الموت الأخير .
ويلاه .. أين أنا ؟ بجحر للأفاعى !
واذن وداعا ياذراى
يا أيها الفرح الوداع ، ويا جناح ..
للشمس للسحب - الوداع - وللرياح
يا جعبتى ماذا تبقى من سلاح ؟
لاشىء .. لا .. بل يا دمى ..
كن مخلبا يفرى بأحشاء الأفاعى !
- باللّه لاتصرخ ، فما بالحزن حزن الصارخين !
- ماذا لمحقون بسم في الوريد ..
غير التلوى والصراخ ؟ !
- ترياقك النسيان ، فابحث عنه في السوق العريضة !
- قد أغلق " العطار " يا بايرون بابه ..
بالشمع في وجه الحزانى من قرون ،
لكن سوق الحزن قائمة على قدم وساق !
- فى أى أرض قائمة ؟
- لافرق يا بايرون أين ،
بانجلتره ..
أو في بلاد تركب الصاروخ ، أو في واق واق !
- ما حالة الأسعار عندكم .. ؟
- بخير !
بعض البضائع سعرها كالختم
"Fixed"
( معناه بالعربية الفصحى " محدد " ..
كى تَسْـتَقِيمَ القافية ! )
ما من فصال أو نقاش .
- مثلا ؟
- صنوف الأحذية !
والبعض يُطْرَحُ في المزاد
حسب الطلب ،
مثل القلوب أو الضمائر !
والدفع يا بايرون
"Cash"
نقدا وعدا
"On delivery"
ألا هو الإنسان يطرح دائماً لمناقصة ،
والسعر - عند الفتح - كالسعر القديم :
" أغلى من الانسان جورب ! " (21)
- لابد أن كَثُرَ " الحزانى " عندكم !
- من أعجب الأشياء يا بايرون في كل العصور ،
أن الذين يولولون على القتيل ..
هم قاتلوه !
صلبوا المسيح وعسكروا حول الصليب ،
يبكون من أجل " المخلص " !
- يا ليت كانوا خلصوه !
- واذن لكانوا سوف يشكون البطالة .
- لولا المسيح لما شقينا بالكهانة !
- يا للتماسيح الخبيثة ،
يا للمآقى الطيعة ،
يا للمضخات التي نصبت على مستنقعات ..
هيا اليها بالدَّلاء !
يا للجفون - بلا رموش - ..
منفوخة مثل القرب ،
يا للدموع الباردة
قد كنت يا بايرون " لوردا " باللقب ..
لكن قلبك كان دوما قلب " عامل " ،
وهناك بالألقاب " عمال "
وفي الأعماق " لوردات القلوب " !
فلقد رأيت سماسرة ،
يحيون كاللبلاب باسم الكادحين ،
وعلى دماء الكادحين !
- يا للذئاب !
- أنا لست أخشى الذئب ذئبا ، انما أخشاه في جلد الحمل ،
رعبى عدو لا أراه ..
أو لا أراه ،
إلا إذا فات الأوان !
وأنا كأهل الشعر معلول البصر ،
خمن .. أطول أم قصر ؟ !
- الأمر فى الحالين ضعف فى النظر !
- ماذا إذا كان الذئاب هم الرعاة ؟
- الشاة أحيانا تكون الذئب ان غاب الذئاب ،
فالذئب يلزمه القطيع بقدر ما يلزم ذئب للقطيع !
أهناك روما دون قيصر ؟
" ليكن بروتس بعد قيصر ! " (31)
- حقا .. ولكن ما العمل ؟ !
- الناس منذ البدء يخشون الذئاب ،
والناس منذ البدء يبنون القرى !
- أهو الغباء أم التفاؤل ؟
- ماذا اذن ؟
- داء قديم قد أصاب الذاكرة !
الجيل ينسى كي يعيش
ويجىء جيل ثم ينسى كي يعيش ،
يا هوله قدر الشواذ ..
الأقوياء الذاكرة !
" قابيل " أو قل " منفريد " (41)
- أقتل أخاك .. أو انتحر !
- لولاك يا نسيان لانقرض البشر !
- ياويل انسان بقلب ،
في أي عصر .. أى قطر .. أى شعب ..
حين الصدور - بلا قلوب -
مثل النعوش الفارغة !
- منفاه .. موطنه الوحيد .
- حتى على أرض الوطن !
- ما ذنبها الأوطان حين يكون منفانا الزمن ؟ !
فلقد تركت انجلترة ..
أسلمت قلعى للرياح :
" يا سفينتى إحمليني كيفما الأمواج تمضي ،
وإلى حيث تشائين ، إلى أقصى البلاد ،
وفقط ليس إلى أرض الحبيبة .
يا صحارى التحية ،
يا كهوفى ، يا جبالى ،
وعمى بالأمسيات ..
يا بلادى .. واغفرى لى " (51)
جبت البحار يدعنى شط لشط .
ماذا على الشطآن مما لم يكن بانجلترة ؟
الأرض - كل الأرض - لاتعدو جزيرة ..
تجري عليها مجزرة ،
باسم " الفريدم "
أما الذبيحة " فالفريدم " !
لم يبق للانسان الا واحدة :
" القبر .. أو ذل الخضوع " ! (61)
- الناب .. ناب - ليون .. دوما كالقدر ،
للشاة بالمرصاد ، ليس لها مفر ،
يا سعى آلاف السنين إلى سراب !
- " لم لايعود أخيل من جوف الجحيم ؟ ! " (71)
قد كان في الماضى الرجال ، فكان في الأرض النعيم !
- كم تخدع الحطاب غابة ..
يرنو إليها من بعيد .
بل أنت لو حدقت حتى في اللبن ..
لوجدت حتما بعض دم !
ما أتعس الانسان في كل العصور .
أنلوذ بالماضي وها كُلَّ النظم
منذ الهبوط ..
أفعى تغير جلدها ،
لكنها ليست تغير سمها أو نابها ؟ !
لو عاش " أسبرتاك " ،
لو لم يصلبوه ، لصار في العهد الجديد .
ربا لملاك العبيد !
كل العقائد - كلها - قامت تندد باللصوص ،
ثم انتهت عجبا - إلى أيدى اللصوص .
أوزير ، كونفشيوس ، بوذا ، زاردشت ،
موسى ، وعيسى .. كم تطول القائمة !
ستموت آلاف العقائد ،
لتجىء آلاف العقائد ،
وتظل أرض الناس ملأى باللصوص .
- يا كم تبالغ في التشاؤم !
- قالوا بأنك أنت أستاذ التشاؤم ،
ثم استفاضوا عند " تمحيص " العلل !
- هل من مثل ؟
- قالوا " وصولى " تحداه الفشل ،
- فرمى الظلام على الوجود !
- واِلاَمَ - أفصح - كنت أبغى أن أصل ؟
- قالوا لعرش في أثينا !
- لم لم يقولوا عرش أسبانيا وايطاليا ؟ لماذا في أثينا ؟
أنا لم أحارب في أثينا وحدها ..
حاربت دوما حيثما كان الذئاب !
- قالوا الكثير بلا حرج ،
لم يتركوا حتى " العرج " !
- حتى العرج ؟
- الليث بعد الموت مسلاة الذباب !
- دعنا من " النقاد " ، قل لي .. كيف حال انجلترة ؟
- أتحبها ما زلت ؟
- ما هذا السؤال ؟
- أو لم تضق بك مثلما ضاقت فلورنسا بدانتى ؟ (81)
اني لأعجب كيف يعطي المرء حبه
حتى لمن قد داس قلبه !
- لو أن أم المرء ذئبه ..
هل يستطيع المرء أن يكره أمه ؟
" حرا ولدت وثائرا بانجلتره ..
وطنى .. اليها منتهاى ! " (91)
- هل أنت ترقد في ثراها بينما رئتاك رهن ثرى أثينا ،
يا ويح أُمّ لا تطيق ترى بنيها .. غير موتى !
- لم لم تجبني .. كيف حال انجلتره ؟
- هي لم تعد " بالقيصرة " ..
في البحر ، لكن لم تزل - كالعهد - تهوى القرصنة ،
فأصابع الزمار عند الاحتضار .
ليست تكف عن اللعب ،
ويقال عند الموت تنمو أجنحة ..
للنمل - يبدو أنهم لم يكذبوا -
بالأمس .. بالأمس القريب ،
هبطت على أرضى، على مهد الطفولة " بورسعيد " ،
أسراب نمل حاقد، مثل الجراد ،
أرأيت أن هجم الجراد على خميلة ؟
- ماذا صنعتم يا ترى ؟
- ماذا ؟ وهل أبقوا لنا ..
غير اللجوء إلى النعال ؟
- " الحرب للتحرير عدل ..
لكن اذا كانت ثمارا للطموح
من ليس يدعوها جزارة ؟ " (02)
- لو كنت حيا لامتشقت البندقية ،
ذَوْداً عن الأطفال ، عن شيب الشيوخ ، عن النساء
في بورسعيد !
- من أعجب الأشياء أنك منتمى في اللا انتماء !
- اللا انتماء هو انتماء !
- قد قيل " ثمة غير روما عالم " (12)
- هل ثم غير العالم المبوء عالم ؟
هل يأبق الانسان ، يهجر لو يشاء ..
الأرض - حيا - والسماء ؟
- لابد طبعا من جواز للمرور !
- وأنا أعيش بلا جواز !
العصر يبقى عصرنا ، فالميتون ..
هم وحدهم لامنتمون !
هل من مفر ؟
- " من كان في أشعاره حرا ..
يظل بأى أرض كان حر " (22)
- الشعر .. حتى الشعر سلعة ،
في السوق " قنطار بقرش " !
- أيضخ أيضاً من بحيرة " ؟ (32)
- لابل يضخ من البرك !
واليك بعض الأمثلة :
* * *
( وعرضنا على بايرون النماذج التي سبق أن قدمناها لأبى العلاء المعري من الشعر الحديث، ولضيق النطاق لم نر ضرورة لاعادة اثباتها هنا فلتراجع في مظانها ! )
بايرون : - كان " البحيريون " أرحم
بل لم يقل منهم أحد ،
ما ليس بعد الجهد يفهم ،
- لكن بعض الناس يعتبر الغموض ..
في الشعر .. عمق الشاعرية .
- البئر تبدو دون قاع ..
ان كان ماء البئر آسن .
- الويل يا بايرون للشعراء عشاق " البسيط "
فهناك نقاد من " الوزن الثقيل "
ويلاه .. كم يتعمقون ،
ويفتشون على الكنوز ،
ويبرهنون على وجود المستحيل ..
بالاستناد إلى المراجع ،
( ويهلكون من الضحك )
يا رهط غواصين ماذا في البرك
غير الطحالب والضفادع ؟
- من ذا يسلينا اذا مات الذين يهرجون ؟ !
- لا .. لم تكن أعرج يا بايرون ، كان العصر أعرج !
( 55 )
- قولوا لأخطاب الحبيبة :
لم يلق في طول الطريق سوى الأفاعى والضفادع ،
حتى الذين يولولون على الضفادع ..
فرسان هذا العصر - هم بعض الأفاعى !
قولوا لأخطاب الحبيبة :
لاشىء غير الظلمة السوداء ، حتى تحت أقدام النهار !
- عَوْداً على بدء ، تلمس في الظلام ..
دربا ، فأنت بلا دليل ،
- الانتماء ؟
- ستكون يا كيخوت لص !
- اللا انتماء ؟
- ستكون يا كيخوت لص !
- كيف المفر ؟
- لصا تكون ..
أم لا تكون ؟
هذا " نجيب " هو السؤال !
" كيخوت " أيضا عاد للاسم القديم ،
قد عاش مجنونا ، ولكن مات ، " كيخانوا " الحكيم ..
في قريته !
- يا قريتى - يا عالمى !
يا عالمى - يا قريتى !
الكل يا أخطاب باطل
الكل يا أخطاب باطل
الكل يا أخطاب باطل .
( 65 )
في التيه كم أمضيت ؟ .. كم ليلا قضيت وكم نهار ؟ !
بالبدء كنت تعد : " عام .. ثم عام .. ثم عام ..! " ،
وتعثرت في ذهنك الأرقام ، غامت .. " لو تهب العاصفة !
لو أن حوتا ، أخطبوطا ، صاعقة ..
شيئا يغوص بزورق الأحزان للقاع السحيق !
سيان أن يطفو الغريق ،
أو أن يغوص فلا يعود ..
بل ظلمة الأعماق أرحم أن يكن بحر الضياع بلا حدود ! "
وتكاد تخرق زورق الأحزان : عَجَّل بالهبوط ..
للقاع .. عَجَّل بالهبوط !
عجل .. مللت الوقت مطاطا ، مللت البحر سطحا أصلعا ..
يخلو من الأمواج ، عجل بالهبوط !
واذاك تحجم .. ربما جبنا .. جبان أنت ؟ !
أم أقوى تراك من القنوط ؟ !
أُصْرُخْ لعل صراخك المحموم يصفع أى أُذْن ،
عل الصدى يأتيك ، على الصمت ينطق .. أو تجن !
وما الجنون ؟ !
قبلا جننت ورحت تحرث في الرمال ، الملح تزرع في الرمال ! (42)
ها أنت تعبث من جديد ،
فالبحر حولك قد تجمد ، تضرب المجداف لكن في جليد !
وتعد : " عام .. ثم عام .. ثم عام .. ! "
والزورق المصلوب لم يبرح مكانه !
( 75 )
قبلا - أتذكر ؟ - قلت : " لن أشتاق يوما أن أعود ! "
ها أنت يأكلك الحنين ، تلوعك الأشواق ، ليتك كنت تدري
ما العذاب ، ما البعد ، ما المنفى ، إذن لأخذت في يوم الرحيل .
زادا لغربتك المريرة - حفنتين من التراب !
يا مصر .. يا وطنى الحبيب !
يا عش عصفور رمته الريح في عش غريب ،
يا مرفأى .. آت .. أنا آت ولو في جسمى المهزول آلاف الجراح ،
وكما ذهبت مع الرياح ..
يوما .. أعود مع الرياح !
مع الرياح ؟ !
ومتى تهب الريح ؟ أو هبت .. فهل تأتى بما يهوى الشراع ؟
ها أنت تصبح في الضياع ..
في اليأس .. شاة عاجزة ،
ماذا لها إن سُـلَّـتِ السكين غير المعجزة ؟ !
( 85 )
لا .. لن تملى الانتظار
لن تيأسى ما دام لليوم الذي تحيين غد ،
واذا مللت هنيهة طول الفراق .. ففكرى دوما بأن لقاءنا لم يأت بعد !
( 95 )
العودة
المرفأ المنشود لاح ،
أفرغ شراعك يا غريب من الرياح ،
لملمه .. كم ود الشراع لو استراح ..
لو استراح !
ودع طيور البحر : " صعب يارفاق ،
صعب على القلب الفراق " !
ودع طيور البحر ، كم راحت إلى الأفق البعيد ،
تشتم ريح اليابسة ،
لتعود لاهثة ترفرف ، يائسة :
" لاشيء بعد الأفق يا ملاح غير الأفق كل الكون بحر ! "
وتنام مجهدة على الصارى - طيور البحر - إن هجم المساء ،
وتظل أنت بلا رجاء ،
بلا رجاء ؟
ومتى فقدت برحلة الهول الرجاء ؟
لا .. أنت لم تيأس ، وإن أملت دهرا لو يئست ،
لو لم تكن أقوى من اليأس ترى كيف وصلت ؟ !
( 06 )
التاريخ يعيد نفسـه !
يرتجى الناس أن يقوم امام * ناطق في الكتيبة الخرســــــــاء
كذب الظن لا أمام سوى العــــــــــــــــقل مشيرا في صبحه والمسـاء
فاذا ما اطعته جلب الرحمة عند المسير * والارســــــــــــــاء
انما هذه المذاهب أسبا * ب لجلب الدنيا إلى الرؤســــــــــــاء
غرض القوم متعة لا يرقو * ن لدمع الشماء والخنســــــــــاء
كالذى قام يجمع الزنج بالبصـــــــــــــــــرة والقرمطى بالأحســــــــاء
فانفراد ما استطعت فالقائل الصــــــادق يضحي ثقلا على الجلســـــاء ! .
(( أبو العلاء المعرى ))
نجـيـب سـرور
بودابسـت
سـبتمبر 3691 - ابريل 4691
________________________________________
12- التعبير لبيرون .
13- العبارة لأحد أفراد الشعب في تراجيديا " يوليوس قيصر " " لشكسبير " .
14- بطلا مسرحيتين بهذين الاسمين لبايرون .
15- من أسفار تشايلد هارولد - لبايرون .
16- بايرون .
17- بايرون .
18- لبايرون قصيدة بعنوان " نبوءة دانتى " كتبها فى ايطاليا .
19- بايرون .
20- الحرب مقدسة فقط إذا كانت من أجل الحرية ، أما عندما تكون مجرد ثمرة للطموح..
فمن ذا الذي لايسميها جزارة ؟ ! "
بايرون في " دون جوان " .
21- العبارة اسـتشهد بها بايرون فى إحدى رسائله، وهى أصلا لشكسبير، ووردت على لسان كوريولان في مسرحية بهذا الاسم - الفصل الثالث المنظر الثالث : " إنى أزدريكم وأزدرى مدينتكم اني ذاهب - هناك عالم غير روما "
22- أسفار تشايلد هارولد .
23- اشارة إلى شعراء ( البحيرة ) المعاصرين لبايرون ، والذي طالما هاجمهم بمقالاته
24- اشارة إلى ادعاء ( أوليس ) الجنون عندما دعى إلى الاشتراك في حرب ( طروادة)
| |
| | | | | الأعمال الشعرية الكاملة نجيب سرور,أفضل قصائد نجيب سرور | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
|
|