® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : 2020-09-28, 11:56 am | | @hassanbalam #رأى_القدس #القدس_العربى
شيّع أهالي دير البلح، وسط قطاع غزة، أمس الأحد، جثماني صيادين شقيقين، قتلا فجر الجمعة برصاص الجيش المصري جنوب قطاع غزة، وردد المشيعون الذين صلوا الجنازة على الصيادين حسن ومحمود زعزوع، هتافات تندّد بالفعلة المخزية لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشعار: «لا إله إلا الله. السيسي عدو الله». الذنب الذي ارتكبه «شهيدا لقمة العيش» (كما وصفهما المشيّعون) كان الصيد قرب الحدود البحرية بين القطاع ومصر، وهو ما أدى لاغتيال الأخوين واحتجاز شقيقهما الثالث الجريح، ياسر، حيث قالت وزارة الداخلية والأمن الداخلي في قطاع غزة أن الجريح موجود لدى السلطات المصرية «لتلقّي العلاج»! يمثّل الحادث تلخيصا رمزيّا كبيرا لوضع الفلسطينيين المحاصرين في غزة بين إسرائيل ومصر، وخصوصا حين نقرأه على خلفية الأريحية التي يتعامل بها النظام المصريّ مع دخول الطائرات الحربية الإسرائيلية أجواء مصر لمساعدته في قصف مصريين خارجين عليه، بدعوى «مكافحة الإرهاب» أو باتفاقيته البحرية مع اليونان، التي انتقد مصريون التنازلات المجانية التي قدّمها النظام المصري لأثينا بدافع الكيد لتركيا، أو بتنازله عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، أو بتهجير سكان جزيرة الوراق لصالح استثمارات الإمارات، وكذلك ترحيل سكان رفح المصريّة «لأسباب أمنية». يأتي هذا الحادث بعد أيام من المظاهرات الأخيرة في مناطق عديدة من مصر، والتي علّق عليها السيسي بأن من حرضوا عليها «يستغلون المواقف الصعبة» وخاطب المصريين بالقول: «هما عايزينكم تتحركوا ليه؟ بيقولك انت مظلوم والفقر» مبررا القبول بهذا الظلم والفقر بوجود «الاستقرار» الذي فقدته دول عربية أخرى تحول أبناؤها للاجئين «لكن ربنا قال لأ مصر لأ»! موالو السيسي من جماعة نظرية «همّ شعب واحنا شعب» والشامتون بأحوال الفقراء «لأنهم متعاطفون مع الإخوان» ابتكروا طريقة جديدة للسخرية من المحتجين بالسخرية من كونهم من المناطق الريفية ويلبسون أزياءهم الفلاحية بإطلاق لقب «ثورة الجلابيب» كما لو أن لبس المصريين ملابسهم التقليدية هو نقيصة تستحق الإهانة. يجمع بين اغتيال الصيادين الفلسطينيين والسخرية من «ثورة الجلابيب» توجيهها ضد الفقراء، ويظهر الطابع الطبقي الاستعلائي للعلاقة بين الفئات الحاكمة المستفيدة من النظام وباقي الشعب من «الغلابة» الذين عليهم أن يستكينوا للظلم وأن يتخلوا عن ملابسهم التقليدية ليلبسوا البدلة والحذاء الأسود كما «السيد الرئيس»! يتكامل هذا التقسيم البائس للمواطنين، والسخرية من فقرهم وملابسهم، والتوحش ضدّهم بالترحيل والتهجير والقتل والقمع، مع الاستخذاء لأصحاب «الرز» من الخليجيين، وللقوة الهمجية لإسرائيل، وللالتزام بما تخططه القوى الأجنبية للمنطقة ولشعوبها، فهذا الاستكبار على المصريين والفلسطينيين، لا يستقيم، من دون التقليل من شأن الهوية والذات والتقاليد والملابس، والتبعية المخزية لمنطق القوة الغاشمة في العلاقات الدولية. | |
|