® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-09-20, 10:56 am | | @hassanbalam #رأى_القدس
مقالات صحيفة القدس العربى المحجوبة وضع تهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنشر الجيش في «كل القرى لإزالة كافة التعديات» على الأراضي الزراعية التي بنيت عليها آلاف القرى السكنية لملايين المصريين ممن اشتروا منازلهم في هذه المناطق المخالفة في طول البلاد وعرضها، فيما تم التغاضي عمن سمتهم بعض الصحف المصرية بـ«الحيتان الكبار» الذين تربطهم أواصر كبيرة بالمسؤولين الكبار ضمن البيروقراطية العسكرية والأمنية والمدنية. رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ادعى أن الحكومة قامت بتحصيل مليار جنيه من خمسة من «أصحاب الأبراج» وأنه «تم القبض على العشرات من المسؤولين الفاسدين الذين سهلوا للحيتان ارتكاب جرائمهم في التعدي على أراضي الدولة والبناء المخالف على الأراضي الزراعية» وهو تصريح متهافت المقصود منه التمويه على أن القرار يستهدف «الغلابة» ولا يمكن أن يتعرّض لأولئك «الحيتان الكبار» الذين ستكشف ملاحقتهم عورة النظام الذي يتوحّش ضد الفقراء والطبقة الوسطى ويشكّل بنفسه مركز توزيع الثروة وتحالف الطغم الماليّة وخصوصا مع صعود نجم الصندوق السيادي التابع للرئاسة الذي بات يتنافس مع اقتصاد الجيش واقتصاد الدولة، وهو ما يجعل هذه الأجهزة، عمليّا، تتنافس على الاعتداء على الاقتصاد المصريّ وتدفيع الثمن للطبقات الأدنى غير القادرة على الدفاع عن حقوقها، كما يمكن أن يفعل «حيتان» القطاع الخاص. من المفيد، في هذا السياق، تفسير الأهمية التي أعطاها الجيش والدولة المصريان والإعلام الموالي لحكاية جابي القطار الذي أهان جنديّا لم يتمكن من دفع أجرة الرحلة، فقامت إحدى السيّدات بدفعها، وبعدها انهالت أشكال التكريم للجنديّ والسيّدة من قبل الجيش والسلطات والإعلام، وإذا كان تعاطف الناس مع الجنديّ المُهان والسيّدة الكريمة طبيعيا، لكنّ مقارنة مواقف الحكومة من حوادث سابقة توفّي فيها ضحايا مدنيّون، كما حصل مع بائع جوال ألقى بنفسه من القطار هربا من دفع الأجرة وأثارت الحادثة حينها غضبا هائلا على وسائل التواصل واعتبر الشاب «شهيد التذكرة» وهو ما دفع أحد المعلقين للقول: «نحن جميعا نجلس في القطار نفسه لكن الكمسري لم يصل بعد». رغم أن التكريم المزيف والمبالغ فيه للجنديّ المصريّ، واستخدام الإعلام الرسميّ المصريّ للحادثة في استغلال العواطف، فإن الهدف هو تجيير الحكاية لصالح البروباغاندا العسكريّة، وتحويرها لصالح مؤسسة الجيش (التي لا يقصّر ضباطها أنفسهم في إهانة جنودهم)، والمقصود الأخير هو تعزيز وجود الجيش فوق المجتمع، وتبرير مخالفاته واعتداءاته المقوننة، كما حصل يوم الخميس الماضي بإقرار مجلس الوزراء المصري مشروع قرار صادر عن السيسي «بتخصيص مساحة من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة» وإقرار السيسي قبل أيام قانونا يسمح بنزع ملكية العقارات «بغرض المنفعة العامة». أدى الضغط الكبير على المصريين إلى حصول 75 احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية خلال الشهور الثلاثة الماضية، وهو ما دفع قوى وشخصيات سياسية معارضة للنظام للدعوة إلى التظاهر وقد شهدنا، كالعادة، حالة تأهب واستنفار أمني مصري، كما سمعنا الرئيس المصري يصف من يعارضونه بـ«قوى الشر». السيسي، وضباط أمنه وجيشه الكبار، ليسوا بالتأكيد جنديّ القطار المُهان، إنهم «قوى الشر» الحقيقية، وممثلو الطغمة التي تنهب مصر وتسيء للتاريخ الوطني للجيش المصري، وباستكلابها على المال والسلطة لا تترك مجالا للمصريين سوى الثورة على الطغيان.
| |
| |