|
|
| اللهب القدسى شعر وقصائد بدوى الجبل ,ديوان بدوى الجبل pdf |
| | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-09-11, 8:10 pm | | @hassanbalam #بدوى_الجبل
#اللهب_القدسى – اللهب القدسي –
تأنق الدوح يرضي بلبلاً غردا من جنة الله قلبانا جناحاه يطير ما انسجما… حتى إذا اختلفا هوى ولم تغن عن يسراه يمناه
أسمى العبادة رب لي يعذبني بلا رجاء وأرضاه وأهواه
وأين من ذلة الشكوى ونشوتها عند المحبين ، عز الملك والجاه
تقسم الناس دنياهم وفتنتها وقد تفرد من يهوى بدنياه
ما فارق الري قلباً أنت جذوته ولا النعيم محباً أنت سلواه
غمرت قلبي بأسرار معطرة والحب أملكه للروح أخفاه
الخالقان – وفوق العقل سرهما – كلاهما للغيوب: الحب والله
كلاهما انسكبت فيه سرائرنا وما شهدناه, لكنا عبدناه
في مقلتيك سماوات يهدهدها من أشقر النور أصفاه وأحلاه
ورنوة لك راح النجم يرشفها حتى ترنح سكر في محياه
مدله فيك: ما فجر ونجمته موله فيك: ما قيس وليلاه
من كان يسكب عينيه ونورهما لتستحم رؤاك الشقر لولاه
سما بحسنك عن شكواه تكرمة وراح يسمو عن الدنيا بشكواه
قلبي الذي لون الدنيا بجذوته أحلى من النور نعماه وبؤساه
غر, وأرفع ما فيه غرارته وأنذل الحب – جل الحب – أدهاه
لم يرده ألف جرح من فواجعه حتى أصيب بسهم منك أرداه
يريد بدعاً من الأحزان مؤتلقاً ومن شقاء الهوى يختار أقساه
أنت السراب عذاب وقده وردى وتؤنس العين أفياء وأمواه
أتسألين عن الخمسين ما فعلت يبلى الشباب ولا تبلى سجاياه
في القلب كنز شباب لا نفاد له يعطي ويزداد ما ازدادت عطاياه
يبقى الشباب نديا في شمائله فلم يشب قلبه إن شاب فوداه
تزين الورد ألواناً ليفتننا أيحلف الورد أنا ما فتناه
آمنت باللهب القدسي مضرمه أذكى الألوهة فينا حين أذكاه
والتائهين بهدي من عقولهم لو يمموا اللهب القدسي ما تاهوا
روحي فدى وثن ما كان أفقرنا إليه في عزة النعمى وأغناه
إن كان يذكر أو ينسى فلا سلمت عيني ولا كبدي إن كنت أنساه
ليت الذين وهبناهم سرائرنا في زحمة الخطب أغلوا ما وهبناه
ولا وفاء لقلب حين نؤثره حتى تكون رزايانا رزاياه
ما ضج في قلبه جرح فكابده ولا ألم به وجد فعاناه
ما الحسن إلا لبانات منمقة لكن يؤلهه أنا عشقناه
يرضيه أن يتشفى من مدامعنا لم نبك منه ولكنا بكيناه
حسب الأحبة ذلا عار غدرهم وحسبنا عزة أنا غفرناه
وا لوعتاه لقلب لو تطاع له أمنية، كنت أغلى ما تمناه
لو خيروه كنوز الأرض يملكها أو رشف ثغرك كنزا ما تعداه
يهنيك أنك في نعمى لمحنته وأن غدرك قبل الدهر أشقاه
صحا الفؤاد الذي قطعته مزقا حرى الجراح ولملمنا بقاياه
وما سلاك ولا عزاه عنك هوى يا نعم عذرك عزاه وسلاه
#ابتهالات_بدوى_الجبل ابتهالات ( بدوي الجبل )
لا الغوطتان و لا الشباب أدعو هواي فلا أجاب
أين الشام من البحيرة و المآذن و القباب
و قبور إخواني و ما أبقى من السيف الضراب
الصامتات و للطيور على مشارفها اصطخاب
الغافيات فلم ترع منها الزماجر و الوثاب
أشتاق أحضنها و ألثمها و للدمع انسكاب
تحنو الدموع على القبور فتورق الصمّ الصلاب
و لها إلينا لهفة و لطول غربتنا انتحاب
يا شام : يا لدة الخلود و ضمّ مجدكما انتساب
من لي بنزر من ثراك و قد ألحّ بي اغتراب
فأشمّه و كأنّه لعس النواهد و الملاب
و أضمّه فترى الجواهر كيف يكتنز التراب
هذا الأديم شمائل غرّ و أحلام عذاب
و أمومة و طفولة و رؤى كما عبر الشهاب
و تحيّة مسكيّة من سالفين هووا و غابوا
و من الأبوّة و الجدود لأهل ودّهم خطاب
هذا الأديم أبي و أمّي و البداية و المآب
و وسائدي و قلائدي و دمى الطّفولة و السخاب
ودد يباع له الوقار و لا ندامة و الصواب
أغلى عليّ من النجوم و لا ألام و لا أعاب
الروح من غيب السماء و منك قد نسج الإهاب
أشتاق شمسك و الضحى أنا و البحيرة و الضباب
و مضفّرات بالثلوج كأنّما نصل الخضاب
تعوي الرّياح فما القساور في الفلاة و ما الذئاب
و الثلج جنّ فلم تبن سبل و لم تعرف شعاب
أخفى المعالم لا السفوح هي السفوح و لا الهضاب
يا شمس غبت فكيف تمّ – و لا طلوع لك – الغياب
إن كنت مسلمة الهوى فتألّقي رفع الحجاب
ملّ السحاب من السماء وقرّ في الأرض السحاب
و كأنّ ملء الأرض ملء الأفق آلهة غضاب
حسن يهاب و ما سما حسن يحبّ و لا يهاب
***
دوح البحيرة أين سامرك المعطّر و الشراب
و الراقصون ونوا فحين دعاهم النغم ، استجابوا
و القاطفون شفاههم كورودهم حمر رطاب
ثغر على ثغر . تسرّب فيه ، فاختلط الرضاب
قبل ، أغاريد الشفاه فتستعاد و تستطاب
و تكاد تقطف كالرّياحين المجانة و الدعاب
أهي العقود على الرّقاب بل المعاصم و الرقاب
بيني و بين الدوح في أحزانه النسب القراب
من كلّ موحشة فأين الطيب و الوهج المذاب
و غدا يعود لك الشباب و لن يعود لي الشباب
الدّهر ملك يمينه و الشمس من يسراه قاب
طابت سلافته تدار على سكارها و طابوا
لهفي عليه فطالما أشقاه لوم و اغتياب
نعم الملائك بالشباب فما لنعمته استلاب
و يزورنا لمع البروق فما للامعه اصطحاب
و العمر أيام قد اختصرت و آمال رحاب
ليت الملائك يشفقون على الألى عبثوا و خابوا
قدر تعجّل أن نعاقب مؤمنين و أن يثابوا
عد يا شباب و لن أطامن من جماحك يا شباب
***
في غربة أنا و الإباء المرّ و الأدب اللباب
كالسيف حلّته الفتوح و ربّما بلي القراب
طود أشمّ فكيف ترشقني السّهام و لا أصاب
يخفي البغاث فلا تلمّ به و لا يخفى العقاب
الكبر عندي للعظيم إذ تكبّر لا العتاب
عندي له زهد يدلّ على الكواكب و اجتناب
يزهو الكريم و قلبه قطع تمزّقها الحراب
أغلى المروءة شيمة طبعت و أرخصها اكتساب
***
أنا ما عتبت على الصحاب فليس في الدنيا صحاب
خرس و لكن قد تفاصحت الخواتم و الثياب
عقمت مروءتهم و تطمع أن يدغدغها احتلاب
و اعفّ عن سبّ اللئيم و ربّما نبل السباب
حيّا فبشر سلامه نزر و بسمته اغتصاب
يا من يمنّ بودّه و الشهد . حين يمنّ – صاب
أنا كالمسافر لاح لي أيك و أغرتني قباب
و تفتّحت حولي الرياض الخضر و اصطفق العباب
و وثقت أنّ النهر ملك يدي ففاجأني السراب
***
أنا لا أرجّي غير جبّار السماء و لا أهاب
بيني و بين الله من ثقتي بلطف الله باب
أبدا ألوذ به و تعرفني الأرائك و الرّحاب
لي عنده من أدمعي كنز تضيق به العياب
***
يا ربّ : بابك لا يردّ اللائذين به حجاب
مفتاحه بيديّ يقين لا يلمّ به ارتياب
و محبّة لك لا تكدّر بالرّياء و لا تشاب
و عبادة لا الحشر أملاها عليّ و لا الحساب
وإذا سألت عن الذنوب فإن ّ أدمعي الجواب
هي في يميني حين أبسطها لرحمتك الكتاب
إنّي لأغبط عاكفين على الذنوب و ما أنابوا
لو لم يكونوا واثقين بعفوك الهاني لتابوا
منهم غدا لكنوز رحمتك اختطاف و انتهاب
و لهم غدا بيقينهم من فيء سدرتك اقتراب
و سقيت جنّتك الدموع فروّت النطف العذاب
و سكبت في نيرانك العبرات فابترد العذاب
تنهل في عدن فنوّر كوكب و نمت كعاب
قرّبتها زلفى هواك فلا الثواب و لا العقاب
أنت المرجّى لا تناخ بغير ساحتك الركاب
الأفق كأسك و النجوم الطافيات به حباب
أنا من بحارك قطرة مّما تحمّله الرباب
ألقى بها بعد السّفار فضمّها قفر يباب
ألبحر غايتها فلا واد يصدّ و لا عقاب
يا دمعة المزن اغتربت و شطّ أهلك و الجناب
حثّي خطاك فللفروع إلى أرومتها انجذاب
حثّي خطاك فشاهق يرقى و موحشة تجاب
ألبحر معدنك الأصيل و شوق روحك و الحباب
و غدا للجّته و إن بعدت يتمّ لك انسياب
***
أنا لا أطيل إذا ابتهلت و قد تحدّتني الصّعاب
لا أشتكي و بمهجتي ظفر يمزّقها و ناب
مسح الحياء على الدموع و أكرم الشكوى اقتضاب
تكفي ببابك وقفة و أسى تجمّل و اكتئاب
***
يا شام عطر سريرتي حبّ لجمرته التهاب
أنت اللبانة في الجوانح لا النوار و لا الرباب
لك مهجتي و قبولها منك الهديّة و الثواب
و النور في عيني و لا منّ عليك و لا كذاب
أنا من عرفت : تجلّد عند النوائب و احتساب
و لئن عثرت فربّما عثرت مجليّة عراب
يعيا بحقّك من يسوّفه و لا يعيا الطلاب
غالبت أشواقي إليك و يضرم الشوق الغلاب
و وددت لو عمرت رباك و ألف عامرة خراب
أنا طيرك الشادي و للأنغام من كبدي انسراب
سكبت أغاريدي و للأمواج زأر و احتراب
فصغت تسمعها الريّاح و قرّ في الموج اضطراب
أنا و الربيع مشرّدان و للشذا معنا ذهاب
لا الأيك بعد بعد غيابنا غرد الطيوب و لا الرباب
و النور يسأل و الخمائل و الجمال متى الإياب ؟
الكعبة الزهراء
بنور على أم القرى وبطيب غسلت فؤادي من أسى ولهيب
لثمت الثّرى سبعا وكحّلت مقلتي بحسن كأسرار السماء مهيب
وأمسكت قلبي لا يطير إلى (منى) بأعبائه من لهفة ووجيب
فيا مهجتي : وادي الأمين محمد خصيب الهدى : والزرع غير خصيب
هنا الكعبة الزّهراء . و الوحي و الشذا هنا النور. فافني في هواه وذوبي
ويا مهجتي : بين الحطيم و زمزم تركت دموعي شافعا لذنوبي
وفي الكعبة الزهراء زيّنت لوعتي وعطّر أبواب السماء نحيبي
***
وردّدت الصحراء شرقا و مغربا صدى نغم من لوعة ورتوب
تلاقوا عليها ، من غني و معدم ومن صبية زغب الجناح وشيب
نظائر فيها : بردهم برد محرم يضوع شذا : والقلب قلب منيب
أناخوا الذنوب المثقلات لواغبا بأفيح – من عفو الإله – رحيب
وذلّ لعزّ الله كلّ مسوّد ورقّ لخوف الله كلّ صليب
***
ولو أنّ عندي للشّباب بقيّة خففت إليها فوق ظهر نجيب
ولي غفوة في كلّ ظلّ لقيته و وقفة سقيا عند كلّ قليب
هتكت حجاب الصّمت بيني وبينها (بشبّابة) سكرى الحنين خلوب
حسبت بها جنّيّة (معبدية) وفرّجت عن غماّئها بثقوب
***
وركب عليها ، وسم أخفاق عيسهم وهام تهاوت للكرى وجنوب
وألف سراب ، ما كفرت بحسنها وإن فاجأت غدرانها بنضوب
وضجّة صمت جلجلت . ثمّ وادعت ورقّت ، كأخفى همسة ودبيب
وأطياف جنّ في بحار رمالها تصارع حالي طفوة ورسوب
وتعطفني آلآرام فيها نوافر إلى رشأ في الغوطتين ربيب
يعلّلني – والصدق فيه سجية بوعد مطول باللقاء كذوب
وبدّلت حسنا ضاحك الدلّ ناعما بحسن عنيف في الرّمال كئيب
ومن صحب الصحراء هام بعالم من السحر جنّي الطيوف رهيب
وللفلك الأسمى ، فضول لسرها ففي كلّ نجم منه عين رقيب
***
أرى بخيال السّحب – خطو محمد على مخصب من بيدها وجديب
وسمر خيام مزّق الصمت عندها حماحم خيل بشّرت بركوب
ونارا على نجد من الرمل أوقدت لنجدة محروم غوث حريب
وتكبيرة في الفجر سالت مع الصّبا نعيم فياف و خضلال سهوب
أشمّ الرمال السمر : في كلّ حفنة من الرّمل ، دنيا من هوى طيوب
على كلّ نجد منه نفح ملائك وفي كلّ واد منه سرّ غيوب
توحّدت بالصحراء . حتّى مغيبها و مشهدها من مشهديّ ومغيبي
ومن هذه الصحراء ، أنوار مرسل ورايات منصور . وبدع خطيب
ومن هذه الصحراء ، شعر تبرّجت به كلّ سكرى بالدلال عروب
تعطّر في أنغامه و رحيقه وريّاه :عطري مبسم وسبيب
ترشّ النجوم النور فيها ممسّكا فأترع أحلامي وأهرق كوبي
وما أكرم الصحراء .. تصدى .. ونـمنمت لنا برد ظل كالنعيم رطيب
ويغفو لها التاريخ . حتّى ترجّه بداهية صلب القناة أريب
شكا الدّهر ممّا أتعبته رمالها ولم تشك فيه من ونى ولغوب
وصبر من الصحراء ، أحكمت نسجه سموت به عن محنتي وكروبي
ومن هذه الصحراء .. صيغت سجيّتي فكلّ عجيب الدّهر غير عجيب
يرنّح شعري باللوى كلّ بانة ويندى بشعري فيه كلّ كثيب
ولولا الجراح الداميات بمهجتي لأسكر نجدا والحجاز نسيبي
وهيهات ما لوم الكريم سجيّتي ولا بغضه عند الجفاء نصيبي
نقلت إلى قلبي حياء وعفّة أسارير وجهي من أسى وقطوب
وعرّتني الأيّام ممّن أحبّهم كأيك – تحاماه الرّبيع – سليب
ورب ّ بعيد عنك أحلى من المنى وربّ قريب الدّار غير قريب
وويح الغواني : ما أمنت خطوبها وقد أمنت بعد المشيب خطوبي
وكيف وثوبي للزّمان وأهله وللشيّب أصفاد يعقن وثوبي
أفي كلّ يوم لوعة بعد لوعة لغربة أهل أو لفقد حبيب
ويارب : في قلبي ندوب جديدة تريد القرى من سالفات ندوب
يريد حسابي ظالم بعد ظالم وما غير جبّار السماء حسيبي
ويا رب : صن بالحبّ قومي مؤلفا شتات قلوب لا شتات دروب
ويا رب : لا تقبل صغاء بشاشة إذ لم يصاحبه صفاء قلوب
تداووا من الجلىّ بجلىّ .. وخلّفوا وراءهم الإسلام خير طبيب
***
ويا رب : في الإسلام نور ورحمة وشوق نسيب نازح لنسيب
فألّف على الإسلام دنيا تمزّقت إلى أمم مقهورة وشعوب
وكلّ بعيد حجّ للبيت أو هفا إليه- وإن شطّ المزار – قريبي
سجايا من الإسلام : سمح حنانها فلا شعب عن نعمائها بغريب
***
وآمنت أنّ الحبّ خير ونعمة و لا خير عندي في وغى وحروب
وكلّ خصيب الكف فتحا وصولة فداء لكف بالعبير خضيب
وآمنت أنّ الحب والنور واحد ويكفر بالآلاء كلّ مريب
ولو كان في وسعي حنانا ورحمة لجنّبت أعدائي لقاء شعوبي
***
ويا رب : لم أشرك و لم أعرف الأذى وصنت شبابي عنهما ومشيبي
وإنّي – وإن جاوزت هذين سالما لأكبر لولا جود عفوك حوبي
و أهرب كبرا أو حياء لزلّتي و منك ، نعم ، لكن إليك هروبي
و أجلو عيوبي نادمات حواسرا و أستر إلاّ في حماك عيوبي
و أيّ ذنوب ليس تمحى لشاعر معنى بألوان الجمال طروب
و لو شهدت حور الجنان مدامعي ترشّفن في هول الحساب غروبي
***
مدحت رسول الله أرجو ثوابه و حاشا الندى أن لا يكون مثيبي
وقفت بباب الله ثمّ ببابه وقوف ملحّ بالسؤال دؤوب
صفاء على اسم الله غير مكدّر وحب لذات الله غير مشوب
وأزهى بتظليل الغمام لأحمد وعذب برود من يديه سروب
فإن كان سرّ الله فوق غمامة تظلّ وماء سائغ لشروب
ففي معجز القرآن والدولة التي بناها عليه مقنع للبيب
***
ويا رب عند القبر قبر محمد دعاء قريح المقلتين سليب
بجمر هوى عند الحجيج لمكّة ودمع على طهر ( المقام ) سكوب
بشوق على نغماه ، ضمّ جوانح و وجد على ريّاه زرّ جيوب
ترفّق بقومي و احمهم من ملمّة لقد نشبت أو آذنت بنشوب
وردّ الحلوم العازبات إلى الهدى فقد ترجع الأحلام بعد عزوب
وردّ القلوب الحاقدات إلى ند من الحبّ فوّاح الظلال عشيب
***
تدفقت الأمواج واللّيل كافر و هبّ جنون الرّيح كلّ هبوب
رمى اليمّ انضاء السفين بمارد من اليمّ تيّاه الحتوف غضوب
يزلزلها يمنى ويسرى مزمجرا ويضغمها من هوله بنيوب
يرقّصها حينا وحينا يرجّها و يوجز حالي هدأة ووثوب
وترفعها عجلى وعجلى تحطّها لعوب من الأمواج جدّ لعوب
وأيقن أنضاء السفينة بالردى يطالعهم في جيئة وذهوب
ولمّا استطال اليأس يكسو وجوههم بألوانه من صفرة وشحوب
دعوا : يا أبا الزهراء و الحتف زاحف عليهم : لقد وفّقتم بمجيب
وأسلست الرّيح القياد كأنها نسيم هفا من شمأل وجنوب
وباده لطف الله من يمن أحمد ببرد على عري الرّجاء – قشيب
***
وأقعدني عنك الضّنى فبعثتها شوارد شعر لم ترع بضريب
وترشدها أطياب قبرك في الدجى فتعصمها من حيرة ونكوب
وعند أبي الزهراء حطّت رحالها بساح جواد للثناء كسوب
***
جلوت على وادي العقيق فريدتي ففاز حسيب منهما بحسيب
تتيه حضارات الشعوب بشاعر و تكمل أسباب العلى بأديب
وعند أبي الزهراء حطّت رحالها بساح جواد للثناء كسوب
***
جلوت على وادي العقيق فريدتي ففاز حسيب منهما بحسيب
تتيه حضارات الشعوب بشاعر وتكمل أسباب العلى بأديب
دمعة على الشام
حيّ الرئيس إذا نزلت بساحه رحبا تهلّل للوفود فساحا
واقرأ له شعري ترنّح عطفه غرر البيان وجوّد الأمداحا
واهتف إذا هدأ النديّ ولم تجد إلاّ الأحبّة فيه والنصّاحا
يا شارب الماء القراح : بجلّق لم يشربوا إلاّ الدّموع قراحا
عرس الشام طغى عليه ظالم فطوى البساط و حطّم الأقداحا
نكث العهود وراح يحمل غدرة بلقاء فاجرة اليمين وقاحا
***
قل للرّئيس تحيّة من شاعر لم يقو بالبلوى فضجّ وباحا
جليت له الدنيا وزوّق حسنها فزوى بحرّ جبينه وأشاحا
كتم الأباة دموعهم و أذعتها حرقا مجلجلة البيان فصاحا
ولأهتفنّ بها فأسمع فيصلا وأحرّك المنصور والسفّاحا
وأعزّ من عبد الإله بغضبة لحمى أميّة بالشام مباحا
***
أمّا لداتك بالشام فإنّهم حملوا الإباء سلاسلا و جراحا
نزلوا السجون فعطّروا ظلماتها أنفا وعزّا كالضحى وجماحا
يا نازلين على السجون فأصبحت بهم أعزّ حمى وأكرم ساحا
الله يعلم ما ذكرت عهودكم إلا انفجرت تفجّعا ونواحا
وإذا ذكرتكم شربت مدامعي فكأنّني ثمل أعبّ الراحا
إنّي ليحملني الخيال إليكم فأجوب فيه سباسبا وبطاحا
وأخال أنّ البدر يحمل منكم نبأ إليّ إذا أطلّ ولاحا
وأراكم وأكاد أسمع ضجّة للديدبان وغدوة ورواحا
حسّ أشارككم به آلامكم وأكاد أحمل عنكم الأتراحا
شيخ العروبة في القيود إباؤه يخفي السنين وعبئها الفضّاحا
عنف الطغاة به ويسخر كبره بالشامتين طلاقة ومراحا
حمل القضية والسنين فياله من منكب زحم الردى وأزاحا
وإذا ذكرت أبا رياض عادني شجن الغريب طغى هواه فناحا
الذائد الحامي كأنّ بيانه أي السماء تنزّلت ألواحا
يا راكب الوجناء أخمل عهدها إبلا ظماء في الفلاة طلاحا
مرّت كلامعة البروق فهجّنت غرر العراب الشقر والأوضاحا
لا تعد عند اللاّذقيّة شاطئا غزلا كضاحكة الصّبا ممراحا
نديان من أشر الصّبا وجنونه طلق الفتون مجانة ومزاحا
بالله إن كحلت جفونك موجه ضمّ الشراع وقبّل الملاّحا
واسرق من الكنز المقدّس مغربا حلو الأصيل ومشرقا لمّاحا
وانزل على خير الأبوّة رحمة تسع الحياة وعفّة وصلاحا
يشكو السقام فإن هتفت أمامه باسمي تهلّل وجهه وارتاحا
وأطل حديثك يستعده تعلّلا بالذكر لا لتزيده إيضاحا
وإذا ألحّ فللحنان عذوبة في مقلتيه تحبّب الإلحاحا
والثم أحبّتي الصغار ورفّها غررا نواعم كالورود صباحا
واحمل لإخوان الجهاد تحيّة كالروض رفّ عباهرا وأقاحا
وإذا نزلت ببانياس فحيّها عنّي وضمّ عبيرها الفوّاحا
واسكب على قبر هناك معطّر بالذكريات فؤادك الملتاحا
وأنا الوفيّ و إن نزحت و ربّما لجّ الحنين فأتلف النزّاحا
إنّ الفراخ على نعومة ريشها ريعت ففارق سربها الأوداحا
***
فتّ العدوّ بمهجتي و تركتهم حنقا عليّ يقلّبون الرّاحا
عزم فجأت به العدى لم أستشر نجما عليه ولا أجلت قداحا
مالي أكافح بالبيان وإنّه جهد المقلّ عزيمة و كفاحا
ومن الغضاضة أنّني أرضى به بعد الظماء المرهفات سلاحا
فلئن سلمت لأهتفنّ بغارة شعواء أحكمها ظبى و رماحا
ولأشهدنّ بكل فجّ معقلا للظلم زعزعه القضاء فطاحا
***
خلّوا جناحا في العراق لنسره وتخوّفوه في الشام جناحا
ولو أنّهم خلّوا عنان جناحه لغدا به بين النّجوم وراحا
***
أمّا اللواء فللعراق وربّما زحم الكواكب نجدة وطماحا
آسي الجراح الداميات حنانه و هفا ورقّ طلاقة وسماحا
النازلون على العراق تفيّأوا ظلّ العراق معطّرا نفّاحا
الله أطلع في مخائل فيصل عند الخطوب الزّاحفات صباحا
يا وحشة الثأر !
شاد على الأيك غنّانا فأشجانا تبارك الشعر أطيابا وألحانا
ترنّح البان و اخضّلت شمائله فهل سقى الشعر من صهبائه البانا
هل كنت أملك لولا عطر نعمته قلبا على الوهج القدسيّ نديانا
أيطمع الشعر بالإحسان يغمره والشعر يغمر الدّنيا الله إحسانا
لو شاء عطّر هذا اللّيل غالية و نضّر الرمل أشواقا وريحانا
لو شاء نمنم هذا النجم قافية ونغّم الفجر أحلاما و أوزانا
لو شاء أنزل بدر التمّ فاحتقلت به الندامى سرجا في زوايانا
ولو سقى الشمس من أحزانه نديت على هجير الضّحى حبّا وتحنانا
تضيع في نفسي الجلّى وقد نزلت من كبريائي آفاقا و أكوانا
وما رضيت بغير الله معتصما و لا رأيت لغير الله سلطانا
ولا عكفت بقرباني على صنم أكرمت شعري لنور الله قربانا
تبرّجت للشذى الأعلى مجامرنا و زيّنت للهوى الأغلى خفايانا
نبع من النّور عرّانا لموجته فكحّل النّور أجفانا ووجدانا
تفجّر الحسن في دنيا سرائرنا هل عند ربّك من دنيا كدنيانا
حضارة الدّهر طيب من خلاعتنا وجنّة الله عطر من خطايانا
من الغواية سلسنا هدايتنا فكان أرشدنا للنور أغوانا
***
يا وحشة الكون لولا لحن سامرنا على النديّ المصفّى من حميّانا
نشارك الله _ جلّ الله _ قدرته ولا نضيق بها خلقا واتقانا
وأين إنسانه المصنوع من حمأ ممّن خلقناه أطيابا وألحانا
ولولا جلا حسنه إنسان قدرتنا لودّ جبريل لو صغناه إنسانا
ولو غمرنا نجوم الليل مغفية أفاق أترفها حسنا وغنّانا
ناجى على الطّور موسى ة الندام لنا فكيف أغفل موسى حين ناجانا
إن آنس النّار بالوادي فقد شهدت عيني من اللّهب القدسيّ نيرانا
نطلّ من أفق الدّنيا على غدرها فنتجلى الرّاسيات الشمّ كثبانا
وما دهتنا من الجبّار عادية إلاّ جزينا على الطّغيان طغيانا
أديم حصبائنا درّ و غالية ما أفقر النّاس للنعمى وأغنانا
وأيّ نعمى نرجّيها لدى البشر والله قرّبنا منه وأدنانا
تبكي السّماء وتبكي حورها جزعا للحسن والشعر في الدّنيا إذا هانا
يا خالق القلب : أبدعنا صبابته يا خالق الحسن : أبدعناه ألوانا
ألقلب قصرك زيّنا عواريه بالحسن حينا وبالإحسان أحيانا
ألعاطلات من الأبهاء قد كسيت شتّى اللّبانات أصناما وأوثانا
قلب شكا للخيال السمح و حشته فراح يغمره نعمى وأشجانا
يا سيّد القصر لولانا لما عرفت أفياؤه الخضر سمّارا و ندمانا
يمنى السراب على الصحراء حانية تضاحك الرّكب واحات وغدرانا
قاع البحار أضاءته عرائسنا وندّت العدم القاسي عذارانا
ننضّر البؤس عند البائسين منى والعقل عاطفة والثكل إيمانا
وكلّ ذنب سوى الطغيان ننزله على جوانحنا حبّا وغفرانا
وهمّ كلّ عفاة الأرض نحمله كأنّنا أهله همّا وحرمانا
نشارك النّاس بلواهم وإن بعدوا ولا نشارك أدناهم ببلوانا
ضمّت محبّتنا الأشتات واتّسعت تحنو على الكون أجناسا وأديانا
سبحان من أبدع الدّنيا فكان لنا أشهى القوارير من أطياب سبحانا
ستنطوي الجنّة النشوى فلا ملكا و لا نعيما و لا حورا وولدانا
يفنى الجميع و يبقى الله منفردا فلا أنيس لنور الله لولانا
لنا كلينا بقاء لا انتهاء له وسوف يشكو الخلود المرّ أبقانا
***
تأنّق الشعر للأعياد حالية و قطّف الورد من عدن وحيّانا
سمح فبالريقة العذراء نادمنا نهلا وبالشفة اللمياء عاطانا
صاغ الهلال لتاج الملك لؤلؤة وأنجم اللّيل ياقوتا و مرجانا
يا صاحب التّاج لا تاج العراق على كريم أمجاده بل تاج عدنانا
جبريل حوّطه بالله فانسكبت عطور جبريل أورادا وقرآنا
لك الكنوز فتوحات منضّرة فاغمر من الفتح يمنانا ويسرانا
سدّت الغطاريف فتيانا وسادهم أبوك في جنّة الفردوس فتيانا
تبارك الله ما أسمى شمائلكم لكم زعامة دنيانا وأخرانا
فتحت عيني على حبّ صفا وزكا فصنته لضياء العين إنسانا
وفي ظلال أبي غازي منضّرة مرّ الشّباب مرور الطيف عجلانا
نعمى لصقر قريش طوّقت عنقي فكيف أوسع نعمى الله نكرانا
وحين شرّدنا الطاغي وأرخصنا حنا العراق فآوانا وأغلانا
ومن تقيّأ نعماء العراق رأى بالأهل أهلا وبالجيران جيرانا
إذا العواصف جنّت فيه هدهدها عبد الإله وأرسى الملك أركانا
نعمى الوصيّ كنعمى جدّه حليت على ضحى النّور أفياء وأفنانا
***
يا صاحب التّاج دنيا الله ما عرفت إلاّ عمائمكم في الشرق تيجانا
لم يقبل الله إلاّ في محبّتكم يا آل فاطم إسلاما وأيمانا
غنّيت جدّك أشعاري و نحت بها في مصرع الشمس إعوالا وإرنانا
أصفيت آل رسول الله عاطفتي و كنت شاعركم نعمى وأحزانا
وما رضيت جزاء مودّتكم لا يعدم الحرّ أقواتا وأكفانا
***
أيكرم العيد شكوانا نزلت عليك يا ابن رسول الله شكوانا
ندّى شمائلنا بالذكريات كما ندّى الخيال بنعمى الماء ظمآنا
يروعني العيد ديّانا لأمّته من أغضب العيد حتّى صار ديّانا
تغرّب العيد في قومي وأنكرهم على الميادين أحرارا وعبدانا
مالي أرى الشمّ في لبنان مغضية تطامنت للرزايا شمّ لبنانا
لا صيد غسّان والهيجاء ضارية على السروج ولا أقيال مروانا
وأكرم العيد عن عتب هممت به لو شئت أوسعته جهرا وتبيانا
قد استردّ السبايا كلّ منهزم لم تبق في رقّها إلاّ سبايانا
دم بتونس لم يثأر له و دم بالقدس _ هان على الأيّام _ لا هانا
وما لمحت سياط الظلم دامية إلاّ عرفت عليها لحم أسرانا
ولا نموت على حدّ الظبى أنفا حتّى لقد خجلت منّا منايانا
لو يعلم البدر في شعبان محنتنا لما أطلّ حياء بدر شعبانا
لو كان يعلم قتلانا ، بكت مزق على الصحاصح من أشلاء قتلانا
تهلهلت أمتّي حتّى غدت أمما وزوّر الزطن المسلوب أوطانا
وقد عرفت الرزايا وهي منجبة فكيف لم تلد الجلّى رزايانا
كفرت بالحسب السّامي إلى مضر استغفر المجد إنكارا كفرانا
تطوى القبور على الموتى فتسترهم وفي القصور وفي السلطان موتانا
دعوا الجراح لوهج النّار سافرة فالجرح يقتل إنكارا وكتمانا
ذلّ الدّهاء أكاذيبا مزوّقة فكان أكذبنا بالقول أدهانا
ثارات يعرب ظمأى في مصارعها تجاوزتها سقاة الحيّ نسيانا
يا وحشة الثأر لم ينهد له أحد فاستنجد الثأر أجداثا وأكفانا
أفدي شمائل قومي ثورة ولظى وعاصفا زحم الدّنيا وبركانا
من أطفأ الجذوة الكبرى بأنفسنا أدهرنا حال أم حالت سجايانا
هي الكؤوس ولكن أين نشوتنا وهي الحروف ولكن أين معنانا
***
ما للرمال الصوادي لا نبات بها وتنبت المجد هنديّا ومرّانا
عبدت فيها إله الشمس منتقما معذبا و إله اللّيل رحمانا
اللّيل يخلق فيها الحور مترفة وتخلق الشمس جنّانا وغيلانا
على الرّمال طيوف من كتائبنا نشوى الفتوح ونفح من سرايانا
لابن الوليد على كثبانها عبق سقى الهجير من الذكرى فندّانا
وفي النسيم على الصحراء نرشفه طيب المثنّى على رايات شيبانا
***
يا فيصلا في يمين الله تحسده بيض الظبى هاشميّ الفتح ريّانا
يا فيصلا في يمين الله منسكبا كجدّه المرتضى يمنا وإيمانا
يا فيصلا و حنت في الخلد فاطمة تودّ لو قبّلت خدّا وأجفانا
يا فيصلا و انتخت كبرا صوارمنا و زغردت باسمك الحالي صبايانا
يا فيصلا ورنا نجم لصاحبه يقول : فيصل أحلانا وأسمانا
كتائب الله من فهر وإخوته فعطّر المجد ميدانا فميدانا
لواء عدنان أنت اليوم صاحبه فاقحم به الشرق : هذا الشرق دنيانا
ما في االعراق ولا في الشام موعدنا على الثنيّة من حطّين لقيانا
البلبل الغريب
سلي الجمر هل غالى وجنّ وعذّبا كفرت به حتّى يشوق و يعذبا
ولا تحرميني جذوة بعد جذوة فما اخضلّ هذا القلب حتّى تلهّبا
وما نال معنى القلب إلاّ لأنّه تمرّغ في سكب اللّظى وتقلّبا
هبيني حزنا لم يمرّ بمهجة فما كنت أرضى منك حزنا مجرّبا
وصوغيه لي وحدي فريدا وأشفقي على سرّه المكنون أن يتسرّبا
مصونا كأغلى الدرّ عزّ يتيمه فأودع في أخفى الكنوز وغيّبا
وصوغيه مشبوب اللّظى وتخيّري لآلامه ما كان أقسى وأغربا
وصوغيه كالفنّان يبدع تحفه ويرمقها نشوان هيمان معجبا
فما الحزن إلاّ كالجمال ، أحبّه وأترفه ، ما كان أنأى وأصعبا
خيالك يا سمراء ، مرّ بغربتي فحيّا ورحّبنا طويلا ورحّبا
جلاك لعيني مقلتين وناهدا وثغرا كمطول الرياحين أشنبا
فصانك حبّي في الخيال كرامة وهمّ بما يهواه لكن تهيّبا
وبعض الهوى كالغيث إن فاض تألّق وبعض الهوى كالغيث إن فاض خرّبا
أرى طيفك المعسول في كلّ ما أرى وحدت و لكن لم أجد منه مهربا
سقاني الهوى كأسين : يأسا ونعمة فيالك من طيف أراح وأتعبا
وخالط أجفاني على السّهد والكرى فكان إلى عيني من الجفن أقربا
شكونا له السّمراء حتّى رثى لنا وجرّأنا حتّى عتبنا فأعتبنا
وناولني من أرز لبنان نفحة فعطّر أحزاني وندّى وخضّبا
وثنّى بريّا الغوطتين يذيعها فهدهد أحلامي وأغلى وطيّبا
وهل دلّلت لي الغوطتان لبانة أحبّ من النعمى وأحلى وأعذبا
وسيما من الأطفال لولاه لم أخف _ على الشيب_ أن أنأى وأن أتغرّبا
تودّ النّجوم الزهر لو أنّها دمى ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوز من حنان ورحمة نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور وبعض الجور حلو محبّب ولم أر قبل الطفل ظلما محبّبا
ويغضب أحيانا و يرضى وحسبنا من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا
وإن ناله سقم تمنّيت أنّني فداء له كنت السقيم المعذّبا
ويوجز فيما يشتهي و كأنّه بإيجازه دلاّ أعاد وأسهبا
يزفّ لنا الأعياد عيدا إذا خطا وعيدا إذا ناغى وعيدا إذا حبا
كزغب القطا لو أنّه راح صاديا سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وأوثر أن يروى ويشبع ناعما وأظمأ في النعمى عليه وأسغبا
وألثم في داج من الخطب ثغره فأقطف منه كوكبا ثمّ كوكبا
ينام على أشواف قلبي بمهده حريرا من الوشي اليمانيّ مذهبا
وأسدل أجفاني غطاء يظلّه وياليتها كانت أحنّ وأحدبا
وحمّلني أن أقبل الضيم صابرا وأرغب تحنانا عليه وأرهبا
فأعطيت أهواء الخطوب أعنّتي كما اقتدت فحلا معرق الزّهو مصعبا
تأبّى طويلا أن يقاد .. وراضه زمان فراخى من جماح وأصحبا
تدلّهت بالإيثار كهلا ويافعا فدلّلته جدّا وأرضيته أبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة لقد كان شعبا واحدا فتشعّبا
***
يا ربّ من أجل الطفولة وحدها أفض بركات السلم شرقا ومغربا
وردّ الأذى عن كلّ شعب وإن يكن كفورا وأحببه وإن كان مذنبا
وصن ضحكة الأطفال يا ربّ إنّها إذا غرّدت في موحش الرمل أعشبا
ملائك لا الجنّات أنجبن مثلهم ولا خلدها _ أستغفر الله _ أنجبا
ويا ربّ حبّب كلّ طفل فلا يرى وإن لجّ في الإعنات وجها مقطّبا
وهيّئ له في كلّ قلب صبابة وفي كلّ لقيا مرحبا ثمّ مرحبا
ويا ربّ : إنّ القلب ملكك إن تشأ رددت محيل القلب ريّان مخصبا
***
ويا ربّ في ضيق الزّمان وعسره أرى الصّبر آفاقا أعزّ وأرحبا
صليب على غمز الخطوب وعسفها وولا زغاليل القطا كنت أصلبا
ولي صاحب أعقيته من موّدتي وما كان مجنون الغرور ليصحبا
غريبان لكنّي وفي وما وفى ونازع حبل الودّ حتّى تقضّبا
وبا ربّ هذي مهجتي و جراحها سيبقين إلاّ عنك سرّا محجّبا
فما عرفت إلاّ قبور أحبّتي و إلاّ لداتي في دجى الموت غيّبا
وما لمت في سكب الدّموع فلم تكن خلقت دموع العين إلاّ لتسكبا
ولكنّ لي في صون دمعي مذهبا فمن شاء عاناه ومن شاء نكّبا
***
ويا ربّ لأحزاني وضاء كأنّني سكبت عليهنّ الأصيل المذهّبا
ترصّد نجم الصبح منهنّ نظرة وأشرف من عليائه وترقّبا
فأرخيت آلاف الستور كأنّني أمدّ على حال من النّور غيهبا
فغوّر نجم الصّبح يأسا وما أرى على طهره _ حتّى بنانا مخضّبا
وقد تبهر الأحزان وهي سوافر ولكنّ أحلاهنّ حزن تنقّبا
***
ويا ربّ : درب الحياة سلكته و ما حدت عنه لو عرفت المغيّبا
ولي وطن أكبرته عن ملامة و أغليه أن يدعى _ على الذّنب مذنبا
وأغليه حتّى قذ فتحت جوانحي أدلّل فيهنّ الرّجاء المخيّبا
تنكّر لي عند المشيب _ ولا قلى _ فمن بعض نعماه الكهولة والصبا
ومن حقّه أن أحمل الجرح راضيا ومن حقّه أن لا ألوم وأعتبا
وما ضقت ذرعا بالمشيب فإنّني رأيت الضحى كالسّيف عريان أشيبا
يمزّق قلبي البعد عمّن أحبّهم ولكن رأيت الذلّ أخشن مركبا
وأستعطف التاريخ ضنّا بأمّتي ليمحو ما أجزى به لا ليكتبا
ويا ربّ : عزّ من أميّة لا انطوى ويا ربّ : نور وهّج الشرق لا خبا
وأعشق برق الشام إن كان ممطرا حنونا بسقياه وإن كان خلّبا
وأهوى الأديم السّمح ريّان مخصبا سنابله نشوى وأهواه مجدبا
مآرب لي في الرّبوتين ودمّر فمن شمّ عطرا شمّ لي فيه مأربا
***
سقى الله عند اللاذقيّة شاطئا مراحا لأحلامي ومغنى وملعبا
وأرضى ذرى الطّود الأشمّ فطالما تحدّى وسامى كلّ نجم وأتعبا
وجاد ثرى الشهباء عطرا كأنّه على القبر من قلبي أريق وذوّبا
وحيّا فلم يخطئ حماة غمامه وزفّ لحمص العيش ريّان طيّبا
ونضّر في حوران سهلا وشاهقا وباكر بالنّعمى غنّيا و متربا
وجلجل في أرض الجزيرة صيّب يزاحم في السّقيا وفي الحسن صيّبا
سحائب من شرق وغرب يلمّها من الريح راع أهوج العنف مفضبا
له البرق سوط لا تندّ غمامة لتشرد إلاّ حزّ فيها وألهبا
يؤلفها حينا و تطفر جفّلا و حاول لم يقنط إلى أن تغلّبا
أنخن على طول السماء وعرضها يزاحم منها المنكب الضخم منكبا
فلم أدر هل أمّ السماء قطيعه من الغيم أو أمّ الخباء المطنّبا
تبرّج للصحراء قبل انسكابه فلو كان للصحراء ريق تحلّبا
وتعذر طلّ الفجر لم يرو صاديا ولكنّه بلّ الرّمال ورطّبا
ويسكرها أن تشهد الغيم مقبلا وأن تتملاّه وأن تترقّبا
كأنّ طباع الغيد فيه فإن دنا قليلا . نأى حتّى لقد عزّ مطلبا
ويطمعها حتّى إذا جنّ شوقها إليه انثنى عن دربها وتجنّبا
تعدّ ليالي هجره و سجيّة بكلّ مشوق أن يعدّ ويحسبا
ويبده بالسقيا على غير موعد فما هي إلاّ لمحة وتصبّبا
كذلك لطف الله في كلّ محنة وإن حشد الدّهر القنوط وألّبا
إلى أن جلاها كالكعاب تزيّنت لتحسد من أترابها أو لتخطبا
***
ومرّت على سمر الخيام غمامة تجرّ على صاد من الرّمل هيدبا
نطاف عذاب رشّها الغيم لؤلؤا وتبرا فما أغنى وأزهى وأعجبا
حبت كلّ ذي روح كريم عطائها فلم تنس آراما ولم تنس أذؤبا
وجنّت مهاة الرّمل حتّى لغازلت وجنّ حمام الأيك حتّى لشبّبا
وطاف الحمام السمح في البيد ناسكا إلى الله في سقيا الظماء تقرّبا
عواطل مرّ المزن فيهنّ صائغا ففضّض في تلك السّهول وذهّبا
وردّ الرّمال السمر خضرا وحاكها سماء وأغناها ورشّ وكوكبا
وردّ ضروع الشاء بالدرّ حفّلا لترضع حملانا جياعا وتحلبا
وحرّك في البيد الحياة وسرّها فما هامد في البيد إلا توثّبا
ولا عب في حال من الرّمل ربربا وضاحك في غال من الوشي ربربا
وجمّع ألوان الضياء ورشّها فأحمر ورديّا وأشقر أصهبا
وأخضر بين الأيك و البحر حائرا وأبيض بالوهج السماوي مشربا
ولونا من السّمراء صيغت فتونه بياضا نعم لكن بياضا تعرّبا
أتدري الرّبى أنّ السماوات سافرت لتشهد دنيانا فأغفلت على الربى
ألمّ بكفي النجوم و أنتقي مزرّرها في باقتي والمعصّبا
دياري و أهلي بارك الله فيهما وردّ الرّياح الهوج أحنى من الصبا
وأقسم أنّي ما سألت بحبّها جزاء ولا أغليت جاها و منصبا
ولا كان قلبي منزل الحقد والأذى فإنّي رأيت الحقد خزيان متعبا
***
تغرّب عن مخضلّة الدوح بلبل فشرّق في الدنيا وحيدا وغرّبا
وغمّس في العطر الإلهيّ جانحا وزفّ من النّور الإلهيّ موكبا
تحمّل جرحا داميا في فؤاده وغنّى على نأي فأشجى وأطربا
بدوي الجبل هو محمد سليمان الأحمد (1905-1981)
شاعر سوري. من أعلام الشعر المعاصر في سوريا.
ولد في قرية ديفة بمحافظة اللاذقية
تلقى تعليمه على يد والده الشيخ سليمان الأحمد سمي عضواً مجمع اللغة العربية في دمشق.
جده الأكبر (المكزون السنجاري).
نشأ وترعرع في قرية (السلاطة) و(بدوي الجبل) لقب أطلقه عليه المرحوم (يوسف العيسى) صاحب جريدة (ألف باء) الدمشقية في العشرينات، عمل في الحقل السياسي عضواً في البرلمان عدة مرات، ووزيراً للصحة، ووزيراً للأنباء في الأربعينات والخمسينات، كما شارك في النضال ضد فرنسا.
ودرس في اللاذقية وبدأ يكتب الشعر الوطني والقومي.
اتصل بالشيخ صالح العلي في جبال اللاذقية، وبيوسف العظمة وزير الدفاع في الحكومة الفيصلية.
بعد دخول الفرنسيين إلى سوريا، اعتقل في حماة ثم نقل إلى بيروت فاللاذقية قبل أن يطلق سراحه.
استماله الفرنسيون بعد تقسيم سوريا فعينوه نائباً في المجلس التمثيلي لما سمي "دولة العلويين".
لكنه غير اتجاهه السياسي فيما بعد وانضم إلى الكتلة الوطنية وأصبح من معارضي الانفصال.
انتخب نائباً في المجلس النيابي 1937 وأعيد انتخابه عدة مرات.
ضيق عليه الفرنسيون بسبب معارضته فلجأ إلى العراق عام 1939.
عاد إلى دمشق ثم اللاذقية، فاعتقله الفرنسيون وأطلقوا سراحه بعد 8 أشهر.
تولى عدة وزارات منها الصحة 1954 والدعاية والأنباء.
غادر سوريا 1956 متنقلاً بين لبنان وتركيا وتونس قبل أن يستقر في سويسرا.
عاد إلى سوريا 1962.
معظم شعره وطني وقومي، ولكنه نظم أيضاً الكثير في الغزل
توفي : 19/8/1981
مؤلفاته:
1- البواكير - شعر 1925.
2- الأعمال الكاملة ، بيروت 1979.
| |
| | | | | اللهب القدسى شعر وقصائد بدوى الجبل ,ديوان بدوى الجبل pdf | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
|
|