3 قصائد
محمد سليمان
شعر
الخريف
مضى الصيف إلاّ قليلاً
هواءُ الخريف له نكْهةٌ
والغيوم كفاكِهةٍ سوف تَهْبطُ
لم تَعُد النارُ سابِحةً في الفضاءِ
ولم يعُد الماءُ في الحَوْضِ يَغْلي
سأفتح بابي
وآخذ هذا الرصيفَ إلى البحرِ
حين يعود الصغارُ إلى حِصَص الرسمِ
أو قصص السنْدبادِ
سأبني على الرمل وحدي بيوتاً
وأسْكنها
وأترك للموج رأسي ورِجْلَيَّ
قد أتذكّر وجهي
وأسْماءَ مَن خُنْتُهم
وقد أتذكر بِنْتاً كَزَوْبَعةٍ أقْلَعَتْ
كي تَشيخَ بعيداً
مضى الصيفُ
سوف تعود القصائدُ ثانيةً
لتهُزَّ الشِّباكَ
سأصحب عائلتي لاصْطياد السمكْ
معي الطُّعْمُ
علبةُ تَبغي
وعينٌ مُدَرَّبةٌ
ومعي الأصدقاءُ استراحوا... على دِكَكٍ
في الأعالي
الأصدقاء
تَغَيَّرَ الهواءْ
والأصدقاءُ بدَّلوا جُلودَهم
والنهر لم يَعُدْ مُسْتَوْدَعاً للماءْ
مَن الذي ينْتظر القصيدة?
الوقتُ لم يَعُد ملائماً للغَوْصِ
والكلامُ لم يَعُد هُديً
مَن الذي لم تُبْدِل الشاشاتُ قلْبَهُ
ولم تَهَبْهْ كل ليلةٍ هُويَّةً أُخرى
أو عَلماً جديداً
هل يُشبه الخميسُ يوم السَّبْتِ?
في الخميس لم تُمطِرْ
في السّبْتِ لم نر النجومَ
في الاثنينِ داهم الغبارُ شَجَري
والتصَقَتْ بالحائط الطيورُ
لم تَزُرْ أعْمدةَ الكبارى
ولم تَر الغوّاصَ قابِعاً كالسِّرِّ
تحت موجةٍ
ينتظر المحارةَ الحُبْلى
هل يعرف الغوّاصُ أنّ الغَوْصَ لم يْعُدْ
يصُمّ أحَداً
وأن عَصْرَهُ وَلَّى
وأنّهُ أضاع في الظلام عُمرَهُ سُدًى?
الريح
دائماً أوهم الريحَ أنى أُصدِّقها
دائماً
والتماثيلَ والموج والأصدقاء
فقط كي يظلَّ الخريفُ لطيفاً
وتُحِبَّ النجومُ شبابيك بيتي
وكي لا أظلَّ وحيداً
وأنْسى الكلامَ
وأيضاً لكي أتَسَلّى غداً
حين تكتشف الريحُ أنى أرى
وأشُمُّ
وأيضاً أسيرُ
وأنى أدورُ هنا في مكاني
بلا وَجَلٍ أو رجاء