® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2012-12-10, 6:05 pm | | الغبار الغبار
محمد سليمان
1
الغبار الغبار
مالذي يحترق؟
وما الذي حولي··
أو داخلي ينهار؟
***
الغبار الذي يتحول كالغول
حول المدينة
والذي كالحرير يحط هنا
والذي يكره الماء والصاعدين إليه
ومن يحتفون بأعياد رأس السنة
الغبار الذي لن تري غير لونه
والذي كالطيور يطير
وكالموج يمشي
والذي يحسب النيل شالا له
أو جوارب يدفن رجليه فيها
والذي قد يرى كالجواميس
منطلقا في الشوارع
أو راقدا في المماشي
الغبار الذي لا يحد
والذي لا يمجد غير الذباب
ولا يطمئن سوى للكلاب
ولا يحتفي مثلنا بالخميس
لكي يستريح
ولا بالأحد
الغبار الذي في الصباح يهب
وفي الليل يأتي
والذي دون إذني
يمد الأصابع والرأس والقدمين
ويحتل بيتي
الغبار الذي في الجرائد والمهرجانات
أو في الكتب
والذي كالوباء تمطى
وسد وغطى
والذي يتراكم تحت الجفون
وحول اللسان
وفي الحنجرة
الغبار الذي يتدحرج من شاشة
في المساء·· ليصفعنا
بألقابه··
أو بنوط الجدارة
والذي يمنح الكلمات مذاق الحصى
ويسوّق إلى الجحر أرنبة
والدجاج إلى مدية·· أو حظيرة
الغبار الذي صار حين غفونا
نائبا للملك
والذي سيعد تماثيل للرابحين هنا
وللسعداء هناك
وللبحر يضحك
الغبار الذي هدنا
والذي كدس اليأس فينا
الغبار الظلام
الغبار الحطام
الغبار الكلام
كأن الحناجر صارت محاجر
والناس دورا هوّت
ألهذا تشيخ شوارعنا
وتموت الأغاني؟
2
الغبار الغبار
لم تعد تشدني الشوارع التي شخت فيها
ولا مرايا المقهى
الآن الشوارع محشوة بالغبار
والمرايا تستحيل حوائط
كلما اقتربت منها؟
الغبار من أين يأتي
هل هو الزفير يصاعد من رئات
التمثيل والموتى؟
أمة من التماثيل هنا
أمة تتنفس القديم وتستنسخ الماضي
أم هو الظلام يحتفي بالظلام
والأرض بالعائدين إليها؟
لم أنتخب هذا الغبار
قلت لهم·· لم أنتخبه
لم أعطه ابتسامتي
ولا نجوم علمي
ولم أصر صديقه·· وصاحبه
***
قلت لهم·· لم أمش في مواكبه
ولم أضع على الذراع رسمه
أو اسمه
ولم أقل صار الغبار سيدا
فمجدوا أسوده
ولاعبوا كلابه
قلت لهم·· حاربته··
بالقلب والعينين واللسان
واليد القصيرة
ولم أزل أحاول اعتقاله··
وقتله
ولم أزل أساوم الرياح كي تشده
والسيل كي يذيبه
قلت لهم·· لا أصدقاء له
سوى الجنود
واللصوص
والمزيفين
واللحى الطويلة
قلت لهم·· لايشبه الذين جاهدوا
ولا الذين شيدوا
ولا الذين احتضنوا السماء مرة
وباركوا السحابة
قلت لهم·· لا تنحنوا له
ولا تبوسوا الأرض تحت رجله
ولا تحطوا فوق رأسه
عمامة الوالي
أو شارة المهابة
هو الغبار لم يزل
هو الغبار··
صرخة الهاوي
وراية الأشباح والموتى
وآخر الكتابة·
عدل سابقا من قبل hassanbalam في 2020-09-06, 3:03 pm عدل 1 مرات | |
| |
® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-01-31, 11:06 pm | | شتاء
صاخِبٌ بردُ الشِّتا
وجارِفٌ..
أصابعي تخشَّبَتْ
لا شمسَ في السرير كي أدفئها
أصابعي
والصوتُ فجأةً خبا
مثلي
ستدفع الشتاءَ مرةً بمعطفٍ
ومرةً بصورة من صور الماضي
مثلي
ستستفزُّ ولداً معبّأً بالجمرِ
كي تواصل الصعودَ
وَلَداً
مازال في الألبوم لم يَشِخْ
ولم يُضِـعْ رجليه أو يديهِ
ولداً
لا يُشبه الغبار والعجائز الذين مثل حطبٍ
يغفون في (المترو)
أريد أن أكلمكْ
الشمس في الكلام عادة تحبو
أريد أن أصير مخزناً لسرَّك الصغيرِ
أسراري سجينة في الصدرِ
أسراري
كأنها السمكْ
أريد أن أسوق بعضَها لبحرك الصافي
أريد أن أريكَ حَجَري
ولؤلؤي
وصَدَفي
لا يستطيع البرد أن يهدَّ اثنينِ
أو يجمِّد الكلامَ
حوليَ الصحرا
وأنت في مكانٍ ما
تصدُّ وحدك الشتا والصمتَ
في مكانٍ ما
وهأنا وحدي
رغم الحطام والشوارع التي خلَتْ
أخطُّ أو أمحو
فقط
لكي أطير بالحروف سالِماً إليكْ له المجد
كلما شقَّتِ الريحُ أثوابه يتلوى
ويلتف بالموجِ
يقعد في كوةٍ لينامَ
له المجدُ
يكتب كي لا يصير بلا عملٍ
ويكتب كي لا يظل وحيداً
له المجدُ
يعرف أن العصا إن تراخت هَوَتْ
وإن بادرت سبقتْ
والسقوط مناسبة للنهوض
ويعرف أن الذي أدمن الخوفَ
سوف يطخُّ الحصان
أرانبه ستصير ثعالبَ
والقط فهداً
له المجد
صار أباً لأبيه
وطفلاً لهذا الغلام الذي يُحْسن العدَّ
حتى الثلاثينَ
سوف يخطُّ ويمحو
يصدُّ ودودين ذابت ملامحهم في الدخانِ
ويبحث عن هائمين رأوا
له المجدُ
سوف يخبِّيء في الدرج شمساً
ليصُدَّ الوحوشَ
وسوف يشدّ بلاداً من الحبرِ
بنتاً من الأرجوان
له المجد
يعرف أن النساء قواريرُ
والعطر خيطٌ. من قصيدة: هكذا... في المقهى
إذَنْ ألهو
ألُمّ اللحم في ورقٍ
وأخطو بين منقرضين
أمتعتي حروف النفيِ
هل بيني وبينك حائط?
لا بأس
للنسيان فائدةٌ
وللألفاظ قدرتها على التلوينِ
والتكوين
هأنذا أهدِّم شارعاً
وأمد فوق رماده أفقاً من النعناع
أو أمشي إلى برجٍ
أكلِّمه
فيدخل رأسه في الثوب
يصبح موجة.. http://www.4shared.com/office/M3GIcRgP/__-___-_.html
محمد سليمان
* محمد حسن أحمد سليمان (مصر). * ولد عام 1946بقرية مليج - محافظة المنوفية. * تخرج في كلية الصيدلة - جامعة القاهرة 1968. * يعمل صيدلياً بالقطاع الخاص. * دواوينه الشعرية: أعلن الفرح مولده 1980- القصائد الرمادية 1983 - سليمان الملك 1990 - بالأصابع التي كالمشط 1997 - أعشاب صالحة للمضغ 1997 - هواء قديم 2001, ومسرحيتان شعريتان هما: العادلون, والشعلة 1994. * ترجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية, والفرنسية, والأسبانية, والألمانية, وغيرها. * حاصل على جائزة كفافي 1994, وزمالة جامعة أيوا 1995. * عنوانه: 412 ش طنطا - حدائق القبة - القاهرة.
| |
| |