آخر المساهمات
2024-11-06, 9:59 pm
2024-10-12, 12:21 am
2024-10-12, 12:19 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:13 am
2024-09-21, 5:25 pm
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

حالات توكيد الفعل بالنون

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : حالات توكيد الفعل بالنون 15781612
حالات توكيد الفعل بالنون Icon_minitime 2020-08-12, 6:07 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مِن المؤثرات التي تلحق آخِرَ الفِعل وتؤثِّر فيه: نونَا التوكيد.



وهما نونان تلحقانِ آخِر الفِعل لتوكيده:

إحداهما: نون ثَقيلة، والثانية: نون خفيفة.



النون الأولى:

نون ثقيلة، التوكيد بها أشد[2] وأبْلغ؛ لأنَّ زِيادة المبنَى تدلُّ على زيادة المعنى غالبًا، وقد يكون مِن هذا القبيل قول "زليخا" زوْج عزيز مصر، حيث حكى قولها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ [يوسف: 32]، حيث نتبيَّن مِن قولها هذا حرصًا منها على سجْنه في بيتها؛ لتراه في كلِّ وقت أكثرَ مِن كونها تراه صاغرًا.



أحكامها:

مِن أحكام نونِ التوكيد الثقيلة: أن تكونَ مفتوحةً مشددةً متحرِّكة للأسباب التالية:

1- أمَّا كونها مفتوحة؛ فذلك لأنَّ الفتحة أخفُّ الحرَكات.

2- وأمَّا كونها مشدَّدة؛ فلأنَّها نونان أُدغمت إحداهما في الأخرى.

3- وأمَّا كونها متحرِّكة؛ فلئلا يلتقي ساكنان؛ لأنَّ المدغَم ساكن، فلو كان المدغَم فيه ساكنًا أيضًا لزم التقاء الساكنين، وهذا لا يجوز.



حكم كسرها:

في جميع المواضع، النون الثقيلة مفتوحة، إلا في فِعل الاثنين وجماعة النِّساء، فهي مكسورة فيهما تشبيهًا لها بنون التثنية؛ لوقوعها بعدَ ألِف زائدة.



ففي توكيدِ فِعل الأمر "اذهبا"، نقول "اذهبان"، وهو للاثنين.



وفي الفعل "اذهبْن" نقول: "اذهبنان"، وهو لجماعة الإناث، ويتَّضح مِن المثال الثاني أنَّه متى اتصلت نون التوكيد الثقيلة بفِعل جماعة النساء، وجَب أن تدخل ألف بعدَ نون جمع المؤنث تُسمَّى "فارقة"؛ لتكون فاصلاً بين النونات؛ لأنَّ النون الثقيلة إذا دخلت فيه اجتمع في بعض الصُّور ثلاثُ نونات وفي بعضِها أربع نونات.



انظر ذلك في الأمثلة الآتية حيثُ جاءتْ أفعال جماعة النِّساء بدون ألف فارقة:

(يا نساء قلنن الحقّ)، حيث التَقى في الفِعل ثلاث نونات: نون النسوة، ونون التوكيد الثقيلة وهي نونان.



ونقول: "يا نساء صُنن أنفسكنَّ"، حيث التقَى في الفعل أربع نونات: نون الفعل (صان)، ونون النسوة، ونون التوكيد الثقيلة، وهي نونان.



واجتماع النونين مستكْرَه؛ ولهذا يفرُّ منه إلى الإدغام، فكيف الثلاث؟



لذا وجَب إدخالها (أي الألف الفارقة) لتفصلَ بيْن النونات، ولا يرد عليه بـ "صونن" للمذكَّر؛ لنُدرةِ اجتماعها فيها[3].



ما تختصُّ بدخوله النون الثقيلة:

كل موضع تدخُل فيه النون الثقيلة تدخُل فيه النون الخفيفة إلا في موضعين تختصُّ بالدخول فيهما النون الثقيلة دون الخفيفة، هما:

1- في فِعل الاثنين حيثُ نقول: يا زيدان اذهبانّ.

2- في فِعل جماعة النِّساء حيثُ نقول: يا فاطمات اذهبنانّ.



فلا يصحُّ أن ندخُل عليهما نون التوكيد الخفيفة، فنقول: اذهبانْ واذهبنانْ.



إذ لو دخلتْ فيهما النون الخفيفة، "وهي نون ساكنة" لَلَزِم أحد المحذورين، وهما:

1- إمَّا تحريك النون الخفيفة.

2- أو إبقاؤها على السُّكون.



• ولا سبيلَ إلى الأوَّل؛ لخروجه عن الوضع الأصْلي وهو السُّكون.

• ولا سبيل إلى الثاني؛ لأنَّه يلزم التقاء الساكنين على غيرِ حده.

• ولا يجوز حذْف الألِف؛ لأنَّه حينذاك يلتبس المثنَّى بالمفرد، ويجتمع المثلان في الجمْع من غير الإدغام.

• ولا يجوز حذفُ النون لفوات التأكيد.



النون الثانية:

نون خفيفة:

النون الخفيفة، نون ساكنة دائمًا؛ لأنَّها مبنية، والأصل في المبني البِناء على السكون؛ لأنه أخف.



أحكامها:

تنفرد نونُ التوكيد الخفيفة بأربعة أحكام:

الأول: أنَّها لا تقَع بعد الألف، سواء أكانتِ الألف اسمًا أم حرفًا، بأن أسند الفِعل للظاهر.

نحو: يضربان المحمدان.

أو التالية لنون النِّسوة نحو: النِّساء يضربنان.

ولا في نحو: "قوما" و"قعدا".



وذلك لئلا يلتقي ساكنان "علمًا بأنَّ التقاء الساكنين يُغتفر إذا كان أوَّل الساكنين حرْف لِين والثاني مدغمًا في مثله"، وهذا هو السرُّ في جواز وقوع النون المشدَّدة بعد الألف"، وامتناع الخفيفة بعدَها.



وقد أجازه يونسُ والكوفيُّون، وصرَّح الفارسي في الحُجَّة بأنَّ يونس يُبقي النونَ ساكنةً واستشهد بقراءة نافع: (محيايْ) أي بسكون الياء بعدَ الألف.



وذكر ابنُ مالك أنه يكسر النون[4]، وحمل ذلك على قِراءة بعضهم (فدمرناهم تدميرًا)[5] على أنَّه أمرٌ لاثنين، والنون المكسورة نون توكيد خفيفة، وجوَّز في قراءة ابن ذكوان (ولا تتبعان)[6] بتخفيف النون، على أنَّ الواو "للعطف"، و"لا" للنهي، ونون الرفْع محذوفة، والنون المذكورة مؤكِّدة مكسورة، ولا يجوز أن تكونَ الواو للحال و"لا" للنفي، والنون الموجودة علامة رفْع.



وأمَّا نون التوكيد الثقيلة فتقَع بعدَها اتفاقًا، ويجب كسرُها لقراءة السبعة (ولا تتبعان).



الثاني: أنَّها لا تؤكد الفعل المسند إلى نون الإناث؛ وذلك لأنَّ الفعل المذكور يجب أن يُؤتى بعدَ فاعله بألف فارقة بين النونين؛ قصدًا للتخفيف فيُقال: اضربنان[7].



وقدْ مضَى أنَّ النونَ الخفيفة لا تقَع بعدَ الألِف، ومَن أجاز ذلك فيما تقدَّم أجازه بشرْط كسْر النون فرارًا مِن التِقاء الساكنين.



الثالث: أنَّها تُحذف قبل الساكِن الذي يأتي بعدها، قال الأضبط بن قريع[8]:

لاَ تُهِينَ الفَقِيرَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ
كَعَ يَوْمًا وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ
والأصل: "لا تُهينَنْ"[9].



الرابع: أنَّها تُعطَى في الوقف حُكم التنوين، فإنْ وقعت بعدَ فتحة قُلِبت ألفًا[10]، كقوله تعالى: ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ [العلق: 15]، وقوله تعالى: ﴿وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ [يوسف: 32].



وكقول الشاعر الأعشى[11] مِن قصيدة يمْدَح فيها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

وَإِيَّاكَ وَالمَيْتَاتِ لاَ تَقْرَبْنَهَا
وَلاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ وَاللَّهَ فَاعْبُدَا


والشاهد فيه قوله "فاعبدَا" حيث أبدل نون التوكيد الخفيفة ألفًا في الوقْف، والأصل فيها "فاعبدن".



وإنْ وقَعتْ بعد ضمَّة أو كسْرة حُذِفت، ويجب حينئذٍ أن يردَّ ما حُذف في الوصل لأجلها[12]، لزوال علَّة الحذْف، وهي التِقاء الساكنين، تقول في الوصل: "اضربن يا قوم"، و"اضربن يا هند"، والأصل: اضربون، واضربين، فإنْ وقف عليها حذفت النون لشبهها بالتنوين في نحو: جاء زيدٌ، ومررت بزيدٍ.



ثم ترجِع بالواو والياء؛ لزوال الساكنين، فتقول: "اضربوا"، و"اضربي" [13].



شروط توكيد الأفعال بالنونين:

أورد النحاةُ للتوكيدِ بالنونين شروطًا، نُورِدها فيما يلي:

أولاً: الفعل الماضي:

لا يُؤكَّد بهما الفعل الماضي مطلقًا، ولو كان بمعنى الاستقبال، وأما قول الشاعر[14]:

دَامَنَّ سَعْدُكَ إِنْ رَحِمْتَ مُتَيَّمًا
لَوْلاَكَ لَمْ يَكُ لِلصَّبَابَةِ جَانِحًا




فضرورة شاذَّة، سهَّلها مجيء "دامن" مفيدًا للمستقبل معنًى؛ لكونه دعاء، وإنما قرر النحاة عدمَ توكيد الماضي؛ لأنَّه قد فات، وتأكيد الفائِت يمتنع؛ لأنَّه حدَث وانتهى.



ثانيًا: الفعل الأمر:

يُؤكَّد الفعل الأمر بالنونين مطلقًا دون شروط؛ لأنَّه خالِص للمستقبل دائمًا، سواء أكان الأمرُ بالصيغة أم باللام.

بالصِّيغة نحو (قومن).

باللام نحو (ليقومن).



ثالثًا: الفِعل المضارع:

اعلمْ أنَّ نوني التوكيد الثقيلة والخفيفة، تؤثِّران في الفِعل المضارع إذا أُكِّد بهما تأثيرين:

1- تأثيرًا لفظيًّا:

ونعني به: إخراجَ الفعل المضارع مِن الإعراب إلى البِناء، ويصير الفِعل بسبب دخولهما عليه مبنيًّا بعدَ أنْ كان معرَبًا.



2- تأثيرًا معنويًّا:

ونعني به: تخصيص الفِعل المضارِع بالاستقبال فقط بعدَ أنْ كان يصلُح للحال والاستقبال، والعلَّة في بناء الفِعل المضارع عندَ دخولهما عليه، أنَّ الأصل في الأفعال البناء، والفِعل المضارع إنما كان معربًا بسببِ مشابهته الاسم، ونوني التوكيد مِن خصائص الأفعال، فلمَّا دخلتَا على المضارع ضعفتْ مشابهته الاسم، فيَرجِع إلى الأصل الذي هو البناء فصار مبنيًّا.



ولتوكيد الفِعل المضارِع بهما حالات وأحكام؛ أولها: وجوب توكيد الفِعل المضارع، وذلك إذا توافرتْ فيه الشروط التالية:

1- أن يكون المضارع مثبتًا.

2- أن يكون مسقبلاً.

3- أن يكون المضارع جوابًا لقَسَم.

4- أن يكون غيرَ مفصول عن لامِه بفاصل.



ويجب توكيدُ المضارع باللام والنون عندَ البصريِّين، مثل قوله تعالى: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ﴾ [الأنبياء: 57]، وخلوه مِن أحدهما شاذٌّ أو ضرورة، أمَّا الكوفيُّون فقد أجازوا الاكتفاءَ بأحدهما.



ويَمتنع توكيد المضارع بالنونين إنْ كان منفيًّا، نحو قوله تعالى: ﴿تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: 85]؛ إذ التقدير: (لا تفتأ)، ولعلَّ السر في هذا يرجِع إلى أنَّ بعض أدوات النفْي تخصُّ الفِعل الحالي مِثل (لا - ما) النافيتين، وذلك يُنافي التوكيدَ بالنونين، ومِن ثَمَّ عدم جواز التوكيد في هذه الحالة في جميعِ حالات النفي.



ولا يجوز توكيدُ الفِعل المضارع بهما إنْ كان الفعل يُفيد الحال، مِن ذلك قراءة ابن كثير (لَأُقْسِم بيوم القيامة)[15]، وكقول الشاعر[16]:

يَمِينًا لَأُبْغِضَ كُلَّ امْرِئٍ
يُزَخْرِفُ قَوْلاً وَلاَ يَفْعَلُ


والشاهِد في الآية الكريمة عدمُ توكيد الفِعل (أقسم)، وفي بيْت الشِّعر عدمُ توكيد الفِعل (أبغض) لأنَّهما فعلان حاليَّان؛ وذلك لأنَّ "الإقسام" و"البُغض" كلاهما موجود حال التكلُّم، ولا يُفيدان الاستقبال، وإنَّما امتنع توكيدُ المضارِع المقصود به الحال؛ لأنَّ نون التوكيد تُخلِّص الفعل للاستقبال، فإذا كان للحال كان في إلْحاق نونِ التوكيد به تناقُض.



ولا يجوز كذلك التوكيد إذا كان الفعلُ المضارع مفصولاً مِن اللام؛ وذلك لأنَّ الفصلَ يدلُّ على عدمِ الاهتمام بالفِعل، وذلك يَتنافى مع التوكيد به، ومِن أمثلة الفصل قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾ [آل عمران: 158].



فقد فُصِل بيْن اللام والفِعل بمعموله، واللام في "لئن" موطِّئة للقسم المحذوف، واللام في الأولى مؤكِّدة للجواب، وهو (تحشرون)، ومثلها قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [الضحى: 5].



ثانيها: أن يكون التوكيدُ قريبًا من الواجب: وذلك إذا كان شرطًا "لأن" المؤكِّدة بما الزائدة، نحو قوله تعالى: ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ [مريم: 26]، وقوله تعالى: ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ﴾ [الزخرف: 41]، ومِنْ تَرْكِ توكيده قولُ الشاعر[17]:

يَا صَاحِ إِمَّا تَجِدْنِي غَيْرَ ذِي جِدَةٍ
فَمَا التَّخَلِي عَنِ الخِلاَّن مِنْ شِيَمِي




فقد ترَك توكيد الفِعل "تجد" مع وقوعه شرطًا لـ"إن" المؤكّدة بما الزائدة، وهذا قليل، وقيل: ترك التوكيد للضرورة[18] الشِّعريَّة.



ثالثها: أن يكون التوكيد كثيرًا: وذلك إذا وقَع بعدَ أداة تُفيد الطلبَ حقيقةً، كالأمر والنهي والدعاء، والعرْض والتحضيض، والتمني والاستفهام، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا﴾ [إبراهيم: 42]، حيث أكّد الفعل بعد "لا" الناهية، وكقول الشاعر:

هَلاَّ تَمُنِّنْ بِوَعْدٍ غَيْرِ مُخْلِفِةٍ
كَمَا عَهِدْتُكِ فِي أَيَّامِ ذِي سَلَمِ




حيث أكد (تمنّن) بنون التوكيد بعدَ أداة التحضيض (هلا)، وكقول الشاعر الآخَر[19]:

فَلَيْتَكِ يَوْمَ الْمُلْتَقَى تَرَيِنَّنِي
لَكَيْ تَعْلَمِي أَنِّي امْرُؤٌ بِكِ هَائِمُ




حيث أكّد الفعل (تريني) لوقوعه بعدَ أداة تُفيد التمنِّي (ليت)، وقول امرئ القيس[20]:

قَالَتْ فُطَيْمَةُ حِلَّ شِعْرَكَ مَدْحَهُ
أَفَبَعْدَ كِنْدَةَ تَمْدَحَنَّ قَبِيلاَ




حيث أكْد الفعل (تمدحنَّ) لوقوعه في سياق الاستفهام.



رابعها: أن يكون التوكيد قليلاً: وذلك بعد "لا" النافية، و"ما" الزائدة، التي لم تُسبق بإن الشرطية، سواء أسُبقت بأداة شرْط نحو: حيثما تقعدن أقعد) أم لم تسبق، وبعد "لا": قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ [الأنفال: 25].



وشاهد "ما" الزائدة التي لم تسبق بشرط قول الشاعر[21]:

إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ مَيِّتٌ سَرَقَ ابْنُهُ
وَمِنْ عَضَّةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكِيرُهَا




وكقول حاتم الطائي:

قَلِيلاً بِهِ مَا يَحْمَدَنَّكَ وَارِثٌ
إِذَا نَالَ مِمَّا كُنْتَ تَجْمَعُ مَغْنَمَا




خامسها: أن يكونَ أقل: وذلك بعد "لم" وبعدَ أداة جزاء غير "إمَّا" كقول الشاعر (هو أبو حيَّان الفقعسي) يصف قعبَ لبن علَتْ عليه رغوتُه حتى امتلأ:

يَحْسَبُهُ الجَاهِلُ مَالَمْ يَعْلَمَا
شَيْخًا عَلَى كُرْسِيِّهِ مُعَمَّمَا




وأيضًا مثله قول ابنة مرَّة الحارثي تَرثي أباها، وكانتْ باهلة قد قتلتْه:

مَنْ نَثْقَفَنْ مِنْهُمْ فَلَيْسَ بِآيبٍ
أَبَدًا وَقَتْل ُبَنِي قُتَيْبَةَ شَاغِلِي[22]


والشاهِد في البيت الأوَّل قوله (لم يعلما) حيث أكّد الفعل يعلم (يعلمنْ) بالنون الخفيفة التي قُلِبت ألفًا، على الرَّغْم مِن وقوعه بعدَ "لم"، وفي البيت الثاني: وقوع الفِعل (نثقفنْ) مؤكدًا بالنون الخفيفة على الرغْم مِن وقوعه شرطًا لمَن، وكل هذه الصُّور، مِن باب التوكيد الأقلّ.



مواضِع التِقاء الساكنين:

يقول الأخفش في كتاب العَروض: "وقد يُجمع بينهما (الساكنين) في بعضِ القوافي، ولا يكون الأول في ذلك إلا حرْف لينٍ لضعْف الساكن، وقد يجتمع في الوقف الساكنان، نحو: "قال عمرو"، وقد يجمع بيْن الساكنين في الكلام في غيرِ الوقف، إذا كان الأوَّل مِن حروف المدِّ واللين، وكان الثاني مدغمًا، نحو "ألف دابة"؛ لأنَّ الباء ثقيلةٌ، وأوَّلها ساكنٌ، وأصيم تصغير أصم، وواو ثمود، الثوب الدال ثقيلة فأولها ساكن والميم في أصيم كذلك"[23].



أ- لقدْ سوَّغ الأخفش التِقاء الساكنين، إذا كان الأوَّل حرفَ مدٍّ، والثاني مدغمًا فيه ولعلَّه سوَّغ هذا لأنَّ حرْف المد بمنـزلة المتحرِّك، والساكن الثاني إذا كان مدغمًا يجْري مجرَى الحرْف الواحِد المتحرِّك للتلفُّظ بالمدغَم فيه دفعةً واحدة؛ ولهذا يتعذَّر على اللسان التلفُّظ بهما.



ب- وسوَّغ يونس النونَ الخفيفة في اتِّصالها بفِعل الاثنين، وجماعة الإناث؛ وذلك لأنَّ في الألِف زيادةَ مدّ، والمد يقوم مقامَ الحرَكة، ويؤيِّد مذهب يونس قِراءة مَن قرأ (محياي) بإسكان الياء الثانية، وذلك يوجِب التقاء الساكنين، وهما: الألِف والياء.



جـ- كما سوَّغ الأخفش التقاءَ الساكنين إذا كان الأوَّل حرْف لين، والثاني مدغمًا نحو (خويصة ودويبة).



د- وأيضًا يُغتفَر التِقاء الساكنين، إذا كانَا في لفظٍ بُني لعدم التركيب نحو: ميم – عين - صاد.



هـ- وأيضًا يُغتفر ذلك إذا كان في كلِمة أوَّلها همزة وصْل مفتوحة دخلتْ عليها همزة الاستفهام نحو: (ألحسنُ خيرٌ أم ابن سيرين؟) وإذا كانتَا في نحو: (لا ها الله) بمدِّ هاء التنبيه، وأصلها: لا والله، فحذف حرْف القَسَم، وعوّض عنه هاء التنبيه.



و- ويُغتفر التِقاء الساكنين إذا كان الثاني منهما موقوفًا عليه مطلقًا، نحو: "غلامْ" بسكون الميم و(زيدْ، وهندْ) بسكون الدال.



حُكم آخِر الفِعل المؤكد بالنون:

أولاً: الفعل المضارع:

أ - توكيد الأمثلة الخمسة:

يُحذَف مِن الفِعل المضارع مع دخولِ نوني التوكيد - نون الرفْع، مِن الأمثلة الخمْسة (يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين)؛ وذلك لأنَّ النون في الأمثلة الخمسة علامةُ إعراب، ولأنَّ التوكيد علامةُ بناء، فلو جمع بينهما للزِمَ الجمع بين علامتيهما وهذا محال، وتشبه في ذلك حذْف النون مِن الأمثلة الخمْسة في حالة الجزْم والنصب، ومعنى هذا: أنَّ أفعال الأمثلة الخمسة عندَ توكيدها بنون التوكيد، فإنَّ نون الرفْع لا بدَّ محذوفة، إمَّا لتوالي الأمثال إذا كان مرفوعًا، وإمَّا لكونه مجزومًا إذا كان مجزومًا.



والأمثلة الخمسة تسند إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، وهذه (الألف والواو والياء) ضمائرُ تُعرَب فاعلاً.



وحُكم آخِر الفِعل المضارِع مِن هذا النوْع كالآتي:

أولاً: إذا كان الفِعل المضارِع صحيحَ الآخِر مسندًا إلى ألِف الاثنين مرفوعًا بثُبوت النون، فعند توكيده بالنون، تُحذَف نون الرفع؛ لتوالي الأمثال، ثم تُلحق به نون التوكيد، وتكون مبنيةً على الكسْر مع بقاءِ الألِف، فمثلاً في نحو: المحمدان يكتبان الدرس، نقول: المحمدان يكتبانْ الدرس، الأصل "يكتبانِ نْ"، حيث حُذفت نونُ الرفع لتوالي الأمثال وبقِيت ألف التثنية، أما إذا كان مجزومًا، (بحذف نونِ الإعراب)، فإنَّ نون التوكيد تلحَقه بعدَ ألِف التثنية، وتكون مبنيَّة على الكسْر أيضًا، فمثلاً في نحو: لتجلسا، نقول: لتجلسانّ.



ولقدْ أُجيز هنا التِقاءُ الساكنين، وهما ألِف الاثنين، والنون الأولى في نون التوكيد الثقيلة؛ لأنَّ ذلك مِن باب دابَّة وشابَّة، ولم تُحذفِ الألف لأنَّ ما قبلها مفتوح، ولو حُذفت لالتبس الفِعل المؤكَّد المسنَد إلى ألف الاثنين والمسنَد إلى المفرد المذكَّر أو المفردة الغائبة.



ثانيًا: إذا كان الفعلُ المضارِع مسندًا إلى واو الجماعة، فإنَّ نون الرفْع لا بدَّ محذوفة؛ إما لكونِ الفِعل مجزومًا، وإمَّا لتوالي الأمثال إذا كان الفِعل مرفوعًا.



وتُراعَى الأحكام التالية في آخِر الفعل:

أ- إنْ كان الفِعل المضارِع صحيح الآخر حُذفت واو الجماعة؛ لالتقاء الساكنين (واو الجماعة ونون التوكيد)، واكتُفي بالضمَّة قبلها دليلاً عليها، ولما كانتْ نون التوكيد غير مباشرة للفِعل؛ لأنَّها فصلت عنِ الفِعل بواو الجَماعة فإنَّ الفِعل يظلُّ في إعرابه على ما كان عليه قبل نون التوكيد، نحو: أنتم تسمعون، نقول عندَ التوكيد: أنتم تسمعن الأصْل فيه (تسمعونن)، حُذِفت نون الرفع أولاً لتوالي الأمثال، ثُم واو الجماعة لالتِقاء الساكنين، وضُمَّتْ عين الفِعل دليلاً على الواو المحذوفة - ونحو: لتفهموا، نقول عندَ التوكيد (لتفهمنّ)، والأصل فيه (لتفهمونن)، حُذِفت نون الرفع أولاً للجزْم، ثم واو الجماعة لالتِقاء الساكنين، وضُمَّتْ عين الفِعل دليلاً على الواو المحذوفة.



ب- إنْ كان الفِعل المضارِع معتلَّ الآخِر، كان حُكم آخره كالآتي:

1- يُحذف حرْفُ العلَّة؛ لإسناد الفعل إلى واو الجماعة.

2- إذا كان حرْفُ العلَّة المحذوف ألفًا (مفتوحًا ما قبلها) أبقيتْ واو الجماعة، وحُرِّكت بحركةٍ مجانِسةٍ لها (الضمَّة) نحو:

"هم يسعَوْن" بفتح العين (دلالةً على أنَّ حرف العِلَّة المحذوف ألِف)، وضم الواو وحذف نون الرفْع، لتوالي الأمثلة ونحو (لتخشَوُنّ الله) بفتح الشين (عين الكلمة) وضم الواو، وحذف نون الرفْع؛ للجزم.

3- إذا كان حرْف العِلَّة المحذوف واوًا أو ياءً (مضمومًا ما قبلها)، حُذفِت واو الجماعة، وأبقيت الضمَّة قبلها دليلاً عليها قبلَ ذلك تُحذف نون الرفْع؛ لتوالي الأمثال أو للجزم، نحو: هم يرْجون الله، نقول فيها: هم يرجُنّ الله.



حيث حذف نون الرفْع لتوالي الأمثال، وحذف حرْف العِلَّة لالتِقاء الساكنين، وضمّ ما قبل الواو (الجيم هو عين الكلمة) دليلاً على الواو المحذوفة، ونحو:



لتعفوا عن المسيء، نقول فيها: لتعفنّ عن المسيء، حُذِفت نونُ الرفع للجزم، وحُذف حرْفُ العِلَّة لالتِقاء الساكنين، وضُمَّتِ الفاء (عين الكلمة) دَلالةً على الواو المحذوفة، ونحو: هم يهدون إلى الحق، نقول فيها: هم يهدنّ إلى الحق.



• حذف حرْف العِلة (الياء)؛ لإسنادِ الفعل إلى واو الجماعة.

• وحذف نون الرَّفْع؛ لتوالي الأمثلة، حيث أُسنِد إلى نون التوكيد.

• وحذف واو الجماعة لالتِقاء الساكنين، وضمّ عين الكلمة (الدال)؛ دلالةً على الواو المحذوفة.



ثالثًا: إذا كان الفِعل المضارِع مسندًا إلى ياء المخاطبة، فإنَّ نون الرفْع تُحذَف: إمَّا لتوالي الأمثال، أو للجزْم، ويُراعَى في آخِر الفِعل المضارِع الحُكمان التاليان:

أ - إذا كان الفِعل المضارِع المسنَد إلى ياءِ المخاطبة صحيحًا حُذِفت الياء، واكتُفي بكسْر ما قبلها دليلاً عليها، ويلاحظ أنَّ نون التوكيد في هذه الحالة تكون غيرَ مباشرة؛ لذلك يظلُّ الفِعل على حالته الإعرابيَّة قبل نون التوكيد، نقول في نحو (أنت تكتبين الدرس): أنت تكتبن الدَّرْس.

حذف نون الرفْع؛ لتوالي الأمثال، وحذف ياء المخاطَبة لالتِقاء الساكنين، وكسر لام الفعل المضارع (الباء)؛ دلالةً على الباء المحذوفة.

ب - إذا كان الفِعل المضارع معتلَّ الآخِر، فإنَّ حرْف العِلَّة يُحذف؛ لإسناد الفعل إلى ياء المخاطَبة.



• فإذا كان حرْف العلَّة ألفًا قبل حذْفه، أُبقيتْ ياء المخاطَبة، وحُرِّكت بحرَكة من جنسها (الكسرة)، وبقي ما قبلها (عين الكلمة) مفتوحًا.

نحو: أنت ترين، نقول فيه: أنت ترين.



حذفت نون الرَّفْع لتوالي الأمثال وبَقيتِ الياء وكسرتْ، وبقي الراء (عين الكلمة) مفتوحًا؛ دَلالةً على الألِف المحذوفة.



• وإذا كان حرْف العِلَّة المحذوف ياءً أو واوًا، فعند التوكيد تحذف ياء المخاطَبة؛ لالتِقاء الساكنين ويبقَى ما قبلها مكسورًا.

نحو: أنت تهدين إلى الخير، نقول فيه: أنت تهدن إلى الخير.

ونحو: أنت ترجين المثوبة، نقول فيه: أنت ترجن المثوبة.



توكيد الفِعل المضارع المسنَد إلى نون النِّسوة:

الفِعل المضارع المسنَد إلى نون النِّسْوة، نحو: "النساء يكتُبْنَ"، إذا أُريد توكيده بالنون فإنَّه سوف يَنتهي بتوالي ثلاثة أمثال: (نون النِّسوة، ونون التوكيد الثقيلة، وهي عبارة عن نونين مدغمتين)، ولما كانتْ نون النسوة (عُمدة) لا يجوز حذفُها؛ لأنَّها فاعل، ولما كانتْ نون التوكيد حتميَّة الاتِّصال بالفِعل بقصْد التوكيد - ومِن هنا لا يجوز حذفُها - فلأجل هذا تُغلِّب على توالي الأمثال بزِيادة ألِف تُسمى "الألف الفارقة" تُضاف فاصلاً بين نونِ النِّسوة ونون التوكيد، ثم حُرِّكت نون التوكيد بالكسرِ كما حدَث مع نون التوكيد وألف الاثنين.



نرى ذلك في الأمثلة الآتية:

النساء يجلسن، نقول فيه حين التوكيد: النساء يجلسنانِ.

يا نساء لا تهملن، نقول فيه حين التوكيد: يا نساءُ لا تهملنان.

أنتن تخشين الله، نقول فيه حين التوكيد: هل أنتن تخشينانِ الله.

الفتيات يرجون الثوابَ، نقول فيه حين التوكيد: لترجونانِ الثواب.



توكيد الفِعل المضارع المسنَد إلى اسمٍ ظاهر:

إذا كان الفِعل مضارعًا مسنَدًا إلى اسمٍ ظاهر، مفردًا أو مثنًّى أو جمعًا مذكَّرًا أو مؤنثًا، وأُريد توكيده، فإنَّ نون التوكيد تؤثِّر فيه تأثيرًا مباشرًا حيث تردُّه مِن مضارعته الاسم وإعرابه لشبهِه به إلى أصْل الفِعل، فيبنى، ويكون بناؤه على الفتْح، بمعنى أنَّ الفِعل المضارع يتحوَّل مع نون التوكيد مِن الإعراب إلى البناء.



أ - إذا كان الفِعْل المضارِع صحيح الآخِر، فإنَّه يُبنى على فتْح آخِره؛ نحو:

يكتب زيدٌ.

تخرُج هند.

يَفهَم الزيدان.



نقول فيها حين التوكيد:

ليتكبن زيد.

هل تخرجن هند؟

ليفهمن الزيدان.



ب - إذا كان الفِعل المضارِع معتل الآخِر بالواو أو الياء، فإنَّه يُبنى على الفتْح فيهما، نحو: يدعو محمَّدٌ إلى الخير - يَهدي زيد إلى الرُّشْد.



نقول فيهما:

ليدعونَّ محمدٌ إلى الخير.

هل يهدينَّ زيدٌ إلى الرشد؟



جـ - إذا كان الفِعل المضارع معتلَّ الآخِر بالألف قُلِبت الألف ياءً وفُتحت.

نحو: يسعى محمَّد إلى الخير.

يخشى زيدٌ ربه.



نقول فيهما:

ليسعيَنَّ محمدٌ إلى الخير.

هل يخشيَنَّ زيد ربه؟



د - إذا كان الفِعل المضارِّع المعتلُّ الآخر، محذوفًا حرْف عِلَّته، وأردْنا توكيده، فإنَّ حرْف العِلَّة يردُّ إليه، ويُفْتَحُ إنْ كان واوًا أو ياءً، وإن كان ألفًا قُلِبت ياءً وفتِح أيضًا نحو: ليرج المؤمِن ربَّه (مجزوم بحذْف حرْفة العِلَّة الواو).

ليهد الزيدان إلى الرشد (مجزوم بحذفْ حرْف العلَّة الياء).

ليسعَ المسلِم إلى الخير (مجزوم بحذْف حرْف العلَّة الألف)، فإنَّنا نقول فيها عندَ التوكيد:

ليرجوَنَّ المؤمن ربَّه بفَتْح الواو بعد ردها إليه.

ليهديَن الزيدان إلى الرشد بفتْح الياء بعدَ ردِّها إليه.

ليسعين المسلِم إلى الخير بردِّ الألِف إليه وقلبها ياء وفتْحها.



توكيد الفِعل المضارع المسنَد إلى الضمير المستتر:

إذا كان الفِعل المضارِع مسنَدًا إلى ضمير مستتر (المخاطَب المفرد، والغائِب المفرد، والغائِبة المفردة)، وأُريد توكيدَه بالنون، فإنَّه يُبنَى على الفتْح بعد أنْ كان معرَبًا.



أ- فإنْ كان صحيح الآخِر، فُتِح آخِره عندَ توكيده بالنون نحو:

هل التلميذُ يفهمنَّ درسه؟



ب- وإنْ كان معتلاًّ بالواو أو الياء بُنِي على فتحهما نحو:

هل فاطمة ترجونَّ الله؟ وهل تخشين عقابه؟



جـ- وإنْ كان معتلاًّ بالألف، قُلِبت ياءً وفُتِحت، نحو:

هلِ التلميذ يسعين للنجاح؟



د- وإنْ كان الفِعل المضارِع مجزومًا بحذْفِ حرْف العِلَّة، ردَّ إليه حرْف العلِة، وبُني على الفتْح، وذلك عندَ توكيده، وذلك في مِثل:

• لتدعُ إلى الخير.

• لتهدِ إلى البِرّ.

• لتسع إلى النَّجاح.



حيث نقول عند توكيدِها بالنون:

• لتدعونَّ إلى الخير.

• لتهدين إلى البِرِّ.

• لتسعين إلى النَّجاح.



ثانيًا: الفعل الأمْر:

نون التوكيد إذا أُلحقتْ بالفعل الأمْر، وأصبح مؤكَّدًا بها، فإنَّها تؤثِّر في بِنيته بالحذْف والزِّيادة والضبْط، وبها تختلف صيغتُه مِن حال إلى حالٍ، حسب ما يُسنَد إليه من ضمائرَ، كما يأتي:

أ- إذا كان فِعل الأمر مسندًا إلى ضميرٍ مستتر، وكان الفِعل صحيحَ الآخِر، نحو: اكتُب درْسَك - تكلم خيرًا، فعندَ توكيده بالنون يتحوَّل بناؤه مِن السُّكون إلى الفتْح حيث نقول:

• اكتبن درسك.

• تكلمن خيرًا.



ب- وإذا كان فِعل الأمر مسندًا إلى ضميرٍ مستتر، وكان "أجوف"، نحو:

قمْ بواجبك، الفِعل الماضي قام.

بِع سمحًا، الفعل الماضي باع.



فعند توكيده بالنون تُرَدُّ عينُه المحذوفة (حرْف العلَّة) إلى أصْلها، ويتحوَّل بناؤه مِن السُّكون إلى الفتْح؛ حيث نقول: قومنَّ بواجبك - بيعنَّ سمحًا.



جـ- وإذا كان فِعل الأمر مسندًا إلى ضميرٍ مستتر، وكان ناقصًا مبنيًّا على حذْف حرف العِلَّة، فإنَّه يرد إليه حرْف العِلة، ويتحوَّل إلى البناء على الفتْح، نحو:

• اهدِ إلى الخير.

• اسعَ إلى الرشد.

• اغزُ في سبيل الله.



حيث نقول عندَ توكيدها:

• اهدينَّ إلى الخير.

• اسعينَّ إلى الرشد.

• اغزونَّ في سبيلِ الله.



د- إذا كان فِعل الأمر مسندًا إلى ألِف الاثنين، وكان صحيحَ الآخِر، فعند توكيده بالنون تثبت الألِف وتُكسَر نون التوكيد؛ حيث نقول في النماذج الآتية:

• اجلسَا معتدلين.

• تعلَّمَا النحو.

• افهمَا الدَّرْس.



تُصبح عند توكيدها بالنون:

• اجلسان معتدلين.

• تعلمان النحو.

• افهمان الدرس.



أمَّا إذا كان معتلاًّ في آخِره (ناقصًا)، فعند توكيده بالنون يُردُّ إليه حرْفُ عِلَّته، وتثبت ألِف الاثنين مع كسْر نون التوكيد، حيث نقول:

• ادعوان إلى الله.

• اسعيان إلى الخير.

• اقضيان بالحق.



هـ- أمَّا إذا كان فِعْل الأمر مسندًا إلى واو الجماعة، وكان معتلاًّ بالألِف، فعندَ توكيده تُحذَف الألف، وتثبت واو الجماعة مع نونِ التوكيد، وتحرَّك الواو بالضمَّة، وتُفتح نون التوكيد، نحو:

• اسعوُنَّ إلى الخير.

• اخشوُنَّ الله.



أما إذا كان معتلاًّ بالواو أو الياء مسندًا إلى واوِ الجماعة فعندَ توكيده تُحذف الواو أو الياء (حرْف العِلَّة)، وتُحذف واو الجماعة لالتِقاء الساكنين (واو الجماعة ونون التوكيد الأولى)، ويظلُّ ما قبْل واو الجماعة (عين الكلمة) مضمومًا؛ دليلاً عليها، وتُفتَح النون.



نقول:

• ادعُنَّ إلى الله.

• اهدُنَّ إلى الرشد.

• انتهُنَّ عن الشر.



و- أمَّا إذا كان فِعل الأمر مسندًا إلى نونِ النِّسوة، فعندَ توكيده بالنون تحدث في الفعل تأثيرات مختلفة، نسجِّلها فيما يأتي:

1- إذا كان فِعل الأمر صحيحَ الآخِر، فإنه يُبنَى على السكون عندَ اتصاله بنون النسوة، وعندَ توكيده بالنون يؤتَى بالألِف الفارِقة؛ لتفرِّق بيْن نون النِّسْوة ونون التوكيد، مع كسْر نون التوكيد؛ نحو:

• اكتبْنَ دروسكنَّ.

• تكلمْنَ بالمعروف.

• ادخلْنَ بيوتكن.



بحيث نقول:

• اكتبْنَان دروسكنَّ.

• تكلمْنَان بالمعروف.

• ادخلْنَان بيوتكنَّ.



2- إذا كان فِعل الأمر مضعَّفًا، فعندَ إسناده إلى نونِ النِّسوة، فإنَّه يفك تضعيفُه، ويُبنى على السُّكون، وعندَ توكيده بالنون يُؤتَى بالألف الفارِقة، وتُكسر نونُ التوكيد، نحو:

• استعددْنَ للامتحان.

• امددن يد الخير.

حيث نقول عند التوكيد:

• استعددنانِ للامتحان.

• امددنانِ يدَ الخير.



3- إذا كان فِعل الأمر "أجوف" فعِند إسناده إلى نون النِّسوة تُحذف عينُه (حرف العلَّة)، ثم يُبنى على السُّكون، وعندَ توكيده بالنون يُؤتَى بالألِف الفارِقة، وتُكسَر نون التوكيد، نحو:

• قمنانِ بواجبكنَّ.

• استقمنانِ في عملكن.



4- إذا كان فِعل الأمر معتلَّ اللام (بالواو أو الياء أو الألف) فإنَّ الواو والياء تَثبتان، وتُقلَب الألف ياءً، عندَ الإسناد إلى نون النِّسوة، وعند التوكيد بعد الألِف، حيث نقول:

• ارجونان الخير.

• ارمينان وراءكنَّ.

• اسعينان إلى النَّجاح.



ز- وإذا كان فِعل الأمْر مسندًا إلى ياءِ المخاطَبة عند توكيده بالنون تحدُث فيه التغيرات الآتية:

1- إذا كان فعلُ الأمر صحيحَ الآخِر مسندًا إلى ياء المخاطَبة، فإنَّه عند توكيدِه بالنون تُحذَف منه ياءُ المخاطَبة لالتِقاء الساكنين (الياء مع نون التوكيد الأولى) ويُكسَر ما قبل ياءِ المخاطَبة دَلالةً عليها، نحو:

• اسمعِنّ القول الطيب.

• تكلمِن خيرًا.



2- أما إذا كان فِعل الأمْر معتلَّ الآخِر بالألِف، فعند إسناده إلى ياءِ المخاطَبة، تحذف الألف، ويبقى ما قبْلَها (عين الكلمة) مفتوحًا للدَّلالة عليها، وعندَ توكيده تثبت ياءُ المخاطَبة، وتحرَّك الياء بالكسرة؛ للتخلُّصِ من التِقاء الساكنين، وتُفتح النون، نحو:

• اسعيِنَّ إلى الخير.

• اخشيِنَّ الله.



أما إذا كان فِعل الأمر معتلَّ الآخِر بالواو أو الياء، فإنَّ هذين الحرْفَين المعتلَّين يحذفان عندَ إسنادِه إلى ياءِ المخاطَبة، ويُكسر ما قبلها (عين الكلمة)، وعند توكيده بالنون تُحذَف ياء المخاطبة أيضًا لالتِقاء الساكنين، ويبقَى ما قبل النون مكسورًا، نحو:

• ادعِن بالمعروف.

• ارجِن وجه الله.

• اعطِن الفقيرَ حقَّه - اهدِن إلى الرشد.



تنبيهات:

1- نون التوكيد الخفيفة لا يُؤكَّد بها الفعل المسنَد إلى ألف الاثنين؛ حتى لا يلتقي ساكنان، ولا يجوز حذفُ ألِف الاثنين تخلصًا مِن التقاء الساكنين، حتى لا يشبه الفعل المسند إلى المفرَد المذكَّر المستتر، وكذلك لا يؤكَّد بها الفعل المسنَد إلى نون النِّسوة، حيث يفرق بين نون النِّسوة ونون التوكيد بألِف فارِقة ساكنة؛ لئلا يلتقي ساكنان، أما النون الثقيلة فإنَّها تصلح لتأكيد أي فِعل تنطبق عليه شروطُ التأكيد في جميع حالات الإسناد.



2- نون التوكيد الخفيفة تُعطَى حُكم التنوين في حالة الوقْف عليها، أمَّا إنْ وُقِفَ عليها بعدَ فتحة، قُلِبتْ هذه النون ألفًا، كما ذكرْنا في قوله تعالى: "لنسفعًا بالناصية". ومنه قول الشاعِر الكميت بن ثعْلَبة:

فَمَهْمَا تَشَأْ مِنْهُ فَزَارَةُ تُعْطِكُمْ
وَمَهْمَا تَشَأْ مِنْهُ فَزَارَةُ تَمْنَعَا


حيث الأصل: تمنعن.



3- تُحذف نونُ التوكيد الخفيفة إذا ولِيَها ساكن (لمنع التقاء الساكنين) نحو: قول الأضْبَط بن قُرَيع:

لاَ تَهِينَ الفَقِيرَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ
كَعَ يَوْمًا وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهُ


والأصل: لا تهينن.



4- إذا أكَّد الفِعل المضارِع المسنَد إلى واو الجماعة أو ياء المخاطَبة، المرفوع بثبوت النون، فإنَّ نون الرفْع تثبُت معها، كما أنَّ الواو والياء تبقيان.



حيث نقول:

• لتكتبونن دروسكم.

• لتسمعينِن قولَ الله.


[1] منشور في كتابنا: "الصرف الوافي" (1/154 وما بعدها) طبعة 1415هـ - 1995م.

[2] "الكتاب" (3/509).

[3] انظر: "شرح الشريف الجرجاني على التصريف العزي"، تحقيق محمد الزفزاف.

[4] انظرْ المنار السالك إلى أوضح المسالك، وأوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (4/111).

[5] قال تعالى: ﴿ فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا ﴾ [الفرقان: 36].

[6] قال تعالى: ﴿ فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 89].

[7] انظر: "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" (4/111).

[8] انظر: "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" (4/111).

[9] المصدر السابق (4/111).

[10] انظر: "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" (4/112).

[11] "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" (4/113).

[12] أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 4/114).

[13] المصدر السابق 4/114).

[14] البيت لم يعرف قائله وهو من الكامل. راجع العيني 1/120)، 4/341)، والتصريح 1/41)، والدرر 2/992).

[15] سورة القيامة الآية 1).

[16] انظر أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 4/95).

[17] "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" (4/96).

[18] "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" (4/97).

[19] "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" (4/100).

[20] المصدر السابق (4/101).

[21] "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" (4/103).

[22] المصدر السابق (4/103).

[23] كتاب "العروض للأخفش" (ص: 120)، 121).

hassanbalam يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : حالات توكيد الفعل بالنون 15781612
حالات توكيد الفعل بالنون Icon_minitime 2020-08-12, 6:08 am


توكيد الفعل بالنون



يؤكَّد الفعل بالنون لتقوية معناه في نفس المستمع. ودونك أحكام ذلك في أحواله الثلاث:

1 - أما الفعل الماضي فلا يؤكد بالنون مطلقاً.

2- وأما فعل الأمر فلك الخيار - بغير قيد - إن شئت لم تؤكده، وإن شئت أكدته. وعلى ذلك تقول: [اذهب أو اذهبنّ، واكتب أو اكتبنّ]. قال عبد الله بن رواحة:

فأَنزلنْ سكينةً علينا وثبّتِ الأقدامَ إن لاقينا

وتلاحظ التوكيد مرة: [أنزلنْ]، وعدمَه مرة: [ثبت].

3- وأما الفعل المضارع فتوكيده بالنون ذو فرعين:

الفرع الأول: أن يكون هذا الفعل جواباً لقسم متصلاً باللام. ولا مناص في هذه الحال من توكيده. [توكيده واجب]. ومنه الآية: ]تالله لأكيدنّ أصنامكم[ (الأنبياء 21/57) فالمضارع [لأكيدنّ] واجبٌ توكيده لأنه جواب لقسم: [تالله]،لم تُفصَل اللام عنه.

فإذا لم تتصل به اللام، لم يؤكَّد بحال من الأحوال: (توكيده ممنوع). ومنه الآية: ]ولسوف يعطيك ربك فترضى[ (الضحى93/5) وقد فصلتْ [سوف] بين اللام وجواب القسم [يعطيك] فامتنع التوكيد. ولولا هذا الفصل لوجب التوكيد، فقيل: [ليعطينّك ربك].

ومن بديع الشواهد والأمثلة في هذا الباب، قوله تعالى: ]لئن أُخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم لَيُوَلُّنَّ الأَدبار[ (الحشر59/12) ففي الآية -كما ترى - ثلاثة أجوبة للقسم.

فأما الأول والثاني، أي: [لا يخرجون] و[لا ينصرونهم]، فلم تتصل بهما اللام، فامتنع توكيدهما، وأما الثالث وهو: [ليولُّنَّ]، فقد اتصلت به اللام فوجب توكيده.

والفرع الثاني: ألاّ يكون المضارع جواباً لقسم؛ وفي هذه الحال يجوز توكيده، وعدم توكيده: [لك الخيار]. تقول: [ألا تسافرُ وألا تسافرنَّ، ولا تتأخرْ ولا تتأخرنَّ]...

ولا يستثنى من ذلك إلا الفعل الذي تُنْبِئ به مخاطبك نبأً ما، نحو: [يشرب خالد، وينام سعيد، ويلعب محمد...] فهذا لا يؤكده العربي(1).



أحكام:

1- تُحذَف من المضارع الذي يراد توكيده بالنون: ضمّةُ الرفع في المفرد، ونونُ الرفع في الأفعال الخمسة.

2- يجوز تثقيل النون وتخفيفها في كل موضع، إلاّ بعد ألف التثنية ونون النسوة، فليس إلاّ التثقيل، نحو: [تشربانّ وتشربنانّ].

3- إذا وقفتَ على النون الخفيفة جاز أن تقلبها ألفاً نحو: [يا زهيرُ سافِرَنْ = يا زهير سافِرَاْ].

4- يعامَل فعل الأمر عند توكيده، كما يعامل الفعل المضارع.

تطبيق على توكيد الفعل مقترناً بفاعله:

¨ فاعلُه: مفرد مذكَّر (نحو: تسافر): يُبنى على الفتح:

واللّه لَتُسافِرَنَّ ولَتسعَيَنَّ ولَتَدعُوَنَّ أصدقاءَك ولَتقضِيَنَّ حَقَّهم

سافِرَنَّ واسعَيَنَّ وادعُوَنَّ أصدقاءَك واقضِيَنَّ حَقَّهم

¨ فاعلُه: مثنى (نحو: تسافران): تُكسَر نون توكيده:

واللّه لَتُسافِرانِّ ولَتسعَيَانِّ ولَتَدعُوَانِّ أصدقاءَكما ولَتقضِيَانِّ حَقَّهم
سافِرانِّ واسعَيَانِّ وادعُوَانِّ أصدقاءَكما واقضِيَانِّ حَقَّهم

¨ فاعلُه: جمع مذكّر (نحو: تسافرون): تُحذَف واو الجماعة إلاّ مع المعتلّ بالألف:

واللّه لَتسافِرُنَّ ولَتسعَوُنَّ ولَتدعُنَّ أصدقاءَكم ولَتقضُنَّ حَقَّهم

سافِرُنَّ واسعَوُنَّ وادعُنَّ أصدقاءَكم واقضُنَّ حَقَّهم

¨ فاعلُه: مفردة مخاطَبَة (نحو: تسافرين): تُحذَف الياء إلاّ مع المعتلّ بالألف:

واللّه لَتسافِرِنَّ ولَتسعَيِنَّ ولَتدْعِنَّ صديقاتك ولَتقضِنَّ حَقَّهن

سافِرِنَّ واسعَيِنَّ وادعِنَّ صديقاتك واقضِنَّ حَقَّهنّ

¨ فاعلُه: جمع مؤنث (نحو: تسافرْنَ): الفعل هو هو، لكنْ يُزاد بعده ألِف:

واللّه لَتُسافِرْنانِّ ولَتسعَيْنانِّ ولَتَدعُونانِّ صديقاتكنّ ولَتقضِينانِّ حَقَّهنّ

سافِرْنانِّ واسعَيْنانِّ وادعُونانِّ صديقاتكنّ واقضِينانِّ حَقَّهنّ

* * *

نماذج فصيحة من توكيد المضارع بالنون وجوباً، وامتناع ذلك،

وجواز توكيده وعدمه

· قال النابغة:

فلَتأتِيَنْكَ قصائدٌ ولَيَدفَعَنْ جيشٌ إليكَ قوادمَ الأَكوارِ

(الأكوار للإبل بمنْزلة السروج للخيل. يتوعّده بجيش يأتيه على الإبل، حتى إذا حلّ بساحته نزل الأبطال عنها وامتطوا الخيل). وللبيت رواية أخرى: [جيشاً إليك قوادمُ].

[لَتَأْتِيَنْ]: فعل مضارع، واجبٌ توكيده، لأنه جواب قسم (القسم محذوف) وقد اتصلت به اللام، فتحقق شرط الوجوب. ومثله: [لَيَدفعَنْ]: والنون في كليهما هي الخفيفة(2).

· ]والقمرِ إذا اتّسق لَتركبُنَّ طبقاً عن طبق[ (الانشقاق84/18-19)

[لتركَبُنَّ] فعل مضارع واجبٌ توكيده، لأنه جواب قسم اتصلت به اللام؛ والنون هي الثقيلة.

· قال امرؤ القيس (الديوان/134):

والله لا يذهبُ شيخي باطلا حتى أُبيرَ مالكاً وكاهِلا

القاتِلينَ الملكَ الحُلاحِلا خيرَ مَعَدٍّ حَسَباً ونائِلا

(أبير: أُهلِك، الحلاحل: الشريف).

فهاهنا قسم: (والله)، وجواب القسم: (لا يذهبُ). وتوكيده بالنون ممنوع؛ وإنما امتنع ذلك مع أنه جوابُ قسم، لأن شرط التوكيد الذي لا بد منه، وهو اتصال لام القسم بالفعل، لم يتحقق. ومن هذا تعلم أن المسألة ليست مركوزة في القَسَم، وإنما هي مركوزة في اتصال اللام بجواب القسم!!

· وقال الشاعر:

فحالِفْ، فلا والله تَهبطُ تَلْعَةً من الأرض، إلا أنتَ للذلّ عارِفُ

(يقول الشاعر: حالفْ مَنْ تَعِزُّ بِحِلْفه، وإلا عرفت الذل حيث توجهت من الأرض).

قوله: (تهبط) جواب للقسم: (والله)، وتوكيده ممنوع، وإنما امتنع لأن شرط التوكيد، الذي لابد منه، وهو اتصال لام القسم بالفعل،لم يتحقق(3).

· ]واتّقُوا فتنةً لا تُصِيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصّة[ (الأنفال8/25)

[لا تصيبَنَّ]: تلاحظ توكيد المضارع بالنون. ولولا أن النص قرآني لجاز أن يقال: [لا تصيبُ الذين...]. وذلك أن المضارع ليس جواباً لقسم، فجاز التوكيد وعدمه.

· وقال الأعشى (الديوان /137):

وذا النُّصُبَ المنصوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ ولا تَعبدِ الأوثانَ والله فاعْبُدَا(4)

[تنسكَنَّ]: مضارع سبقته [لا] الناهية، وهو مؤكَّد بالنون، ولكن لو قيل: (لا تنسُكْه) لجاز. وقد أوضحنا سبب ذلك في الشاهد السابق، إذ قلنا إن المضارع إذا لم يكن جواباً للقسم، جاز توكيده وعدم توكيده.

ومن ذلك أيضاً، الآية: ]ولا تقولَنَّ لشيء إني فاعل ذلك غداً[ (الكهف 18/23) فلولا أن النص قرآني لجاز عدم التوكيد، أي: (ولا تقلْ...). وذلك أن المضارع ليس جواباً لقسم.

ومن هذه النماذج أيضاً قول امرئ القيس (الديوان /358):

قالت فُطَيْمَةُ: حَلِّ شِعرَكَ مَدحَهُ أَفَبَعْدَ كندةَ تَمْدَحَنَّ قَبيلا

[تمدحنَّ]: مضارع ليس جواباً للقسم، فيجوز فيه التوكيد وعدمه، ولو قيل: [أفبعد كندة تمدحُ] لجاز.

· ومثل ذلك قول الشاعر:

فهل يمنعنّي ارتيادي البلا دَ مِن حَذَرِ الموتِ أنْ يَأْتِيَنْ

[يمنعنّي]: مضارع ليس جواباً للقسم، وقد أُكّد بالنون، ولو لم يؤكَّد فقيل: [فهل يمنعُنِي] لجاز.

وقس على ذلك ألا يكون جواباً للقسم، فيجوز فيه الوجهان:

نحو: لِيُسافرَنَّ، فيجوز: لِيُسافِرْ

ونحو: ألا تسافرَنَّ، فيجوز: ألا تسافِرُ

ونحو: هلاّ تسافرَنَّ، فيجوز: هلاّ تسافِرُ

ونحو: ليتك تسافرَنَّ، فيجوز: ليتك تسافِرُ

ونحو: لعلك تسافرَنَّ، فيجوز: لعلك تسافِرُ

ومن هذه النماذج أيضا، أن يكون المضارع، مسبوقاً بـ [ما] الزائدة، ومنه قول الشاعر:

إذا مات منهم ميِّتٌ سَرَق ابنُهُ ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها

(يريد إذا مات منهم ميت سرق ابنه مساوئه، فكان شبيهاً به، فمن رأى هذا ظنه ذاك. و[العضة]: واحدة [العضاه]، وهو شجر عظام. و[الشكير]: صغار الورق والشوك).

[ينبتَنَّ]: مضارع ليس جواباً للقسم، وقد أُكّد بالنون، وسبقته [ما] الزائدة، ولو قيل: [ما ينبتُ] لجاز.

· ومن ذلك غير قليل من أمثال العرب:

منها قولهم (مجمع الأمثال 1/100): [بعينٍ ما أَرَيَنَّكَ] . ولو قالوا: [بعينٍ ما أراك] لجاز. [المعنى: اعمل كأني أنظر إليك، يُضرب في الحثّ على ترك البطء، و (ما) زائدة].

وقولهم (مجمع الأمثال1/107): [بألَمٍ ما تُخْتَنَنَّ]. ولو قالوا: [بألمٍ ما تختَنُ] لجاز.

وقولهم (مجمع الأمثال 1/102): [بسلاحٍ ما يُقْتَلَنَّ القتيل]. ولو قالوا: [بسلاحٍ ما يُقتَلُ] لجاز.

· ومنه الآية: ]إمّا يبلغَنَّ عندك الكبرَ أحدُهما أو كلاهما[ (الإسراء17/23)

[إما = إنْ الشرطية+ما الزائدة]، [يبلغَنَّ]: مضارع ليس جواباً للقسم، مؤكدٌ بالنون، ولو لم يكن النص قرآنياً لجاز: [إما يبلغْ].

· ومثل ذلك الآية: ]فإمّا تَرَيِنَّ من البشر أحداً[ (مريم 19/26)

ولولا أن النص قرآني لجاز: [إما تَرَيْ].

· ومما جاء من هذا غيرَ مؤكد بالنون قول الشاعر:

يا صاح إما تجدْني غير ذي جِدَةٍ فما التخلّي عن الخِلاّنِ من شِيَمِي

[إما تجدْني]: مضارع ليس جواباً للقسم، غير مؤكد بالنون، سبقته [ما] الزائدة، ولو أُكِّد بالنون فقيل: [إما تجدَنِّي] لجاز.



* * *







1- لا يؤكد العربي الفعل في هذه الحال، لأن المستمع يكون خالي الذهن من الخبر، غير متردد فيه، ولا منكر له. مما ينفي الحاجة إلى توكيده؛ وقد نص الأئمة على ذلك صراحة، فقال الرضي: [النون لها مواضع... ولا تجيء في الخبر الصرف، نحو: تضربنَّ زيداً]. (شرح الكافية 4/318)

2- تأتي هذه النون خفيفة: (نْ) للتوكيد، وثقيلة: (نَّ) لمزيد توكيد، وقد اجتمعتا في الآية: ]ليُسجَنَنَّ ولَيكونَنْ من الصاغرين[ (يوسف12/35)

3- في البيت فائدة عظيمة القيمة، وهي أن العربي قد يحذف (لا) النافية من جواب القسم، مع أنه يريد النفي. قال سيبويه - هارون 3/105: (تحذف لا وأنت تريد معناها، وذلك قولك: والله أفعل ذلك أبداً، تريد: والله لا أفعل ذلك أبداً) ثم استشهد بالبيت الذي نحن بصدده. وعلى ذلك فالأصل قبل الحذف: (والله لا تهبط... إلا). ومنه الآية: ]تالله تفتأ تذكر يوسف[ (يوسف12/85)، أي: تالله لا تفتأ تذكر يوسف. ومنه قول امرئ القيس: فقلت يمينُ الله أَبرحُ قاعداً ولو قطعوا رأسي لديكِ وأوصالي

أي: يمين الله لا أبرح. وكل هذا يمتنع توكيده مع أنه جواب للقسم. وذلك أنه لم يتحقق له شرط التوكيد، وهو اتصال اللام بجواب القسم.

4- قوله: [اعبدا] فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة. والأصل فيه [اعبدَنْ]، غير أن النون الخفيفة يجوز أن تقلب في الوقف ألفاً، فيقال مثلاً: [اضربنْ = اضربا واذهبْن = اذهبا واحفظنْ = احفظا].

hassanbalam يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حالات توكيد الفعل بالنون

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» حالات توكيد الفعل بالنون
» حالات تقديم المفعول به على الفعل والفاعل وجوبًا وجوازًا
» نصب الفعل المضارع شرح كامل لجميع أدوات النصب
» حالات إعراب إذ , إذا . إذن
» 5 حالات تجعل المرأة تتهرب من العلاقة الحميمية

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: منتديات تعليمية :: المنتدى التعليمى

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا