® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : 2019-08-21, 12:55 pm | | @hassanbalam #على_منصور
للتو!
بلغتها للتو!
يا إلهي، لا أكاد أصدق..
قد كانت بعيدة، وراء المحيط، لا أدري إن كنتُ
سأبلغها ذات يوم أم لا.
هى الأخرى لم تكن تدري هل ستراني..
أم سأموتُ دونها؟
واليوم ها هي تراني، وتحضنني.
تبللُ وجهي بالدموع وتهزني: أأنت عليّ!
نعم، أنا هو..
يا شجرة الستين
في المدينة
في المدينة أشجار مكتئبة،
ومقاهٍ
مزدحمة بالعاطلين.
بالكاد..
أدركتُ شجرة قبل أن تلقي بنفسها في النيل.
قالتْ: هاهاها..
تنقذني من حيتان البحر،
لتأكلني
حيتان البر،
أيها الرجل الطيب!
أنا خائف
أنا خائفٌ من اللصّ المسلح الخطير.
خائفٌ أن يقولَ:
(أنا أحيي وأميتْ).
أيتها الأبواقُ الصّدئة في ليل المدينة
ألا تشبعين من الكذبْ.
أنا خائفٌ على اللصِّ المسلحِ
الخطير..
من الأبواق الصدئة في ليل المدينة.
لأجلكِ
لأجلكِ
يُنزل الله علينا المطر.
لأجلكِ
يبعد الله عنا الزلازل.
وأنا..
لأجلكِ خبأتُ نصفَ الرغيف.
حشوته بهمستين
دافئتين
لزوم الليل، والوحدة..
وغياب القمر.
تفضلي يا كلبتي هزِّي ذيلك حتى الصباح.
والحسي وجهي..
حتى الصباح.
حظنا من الحياة ليلة
- بين الأنقاض -
يا كلبتي.
يوماً ما
كراكيب فوق أسطح البيوت.
كراكيب في الأركان وعلى الأرصفة.
كراكيب في الأقبية
وتحت السلّم وعند المنحنيات.
كراكيب خلف المصالح والمؤسسات ودور العبادة.
كراكيب في الأسواق
والمتاحف
والأندية ودور العرض والمطارات.
كراكيب
مخلفات حرب
ودعارة
وسجون.
كراكيب، أوراق دشت، بقايا فنادق، قطن
مشاف، هدَدُ بيوت، رفات
مقابر، وخرابات
مدن.
كراكيب، كراكيب، كراكيب
- يوماً ما-
كانت أحلاماً تدبُّ فوق الأرض!
والتاريخ والجغرافيا يكذبان
رجل طيب للغاية طيب طيب طيب، غير أنه أحمق. أحمق أحمق أحمق ما إن يخطو خطوة لإصلاح هفوة حتى يسقط في الهوة.
لكنه طيب فعلاً سليم الطوية، دموعه قريبة، وقلبه أبيض ويفرح جداً كلما هطل المطر ما يوحي أن أسلافه كانوا نباتات. في الشرفة..
نقل نبتة الياسمين من إصيص صغير لآخر كبير بينما قلبه يدق، خوفا من أن تموت كل صبح يطل عليها ويميل فرحا مع اهتزازات ذؤابات الأغصان.
اليوم همس لها: أنت حبيبتي يا شجرة الياسمين انحدرت من عينيه دمعتان.
وقال الرجل الطيب: إن التاريخ والجغرافيا يكذبان، يا شجرة الياسمين فقد كان اسمها تركستان الشرقية حتى منتصف القرن الماضي، كان اسمها تركستان الشرقية وعبر عشرين ألف مسجد كانت تصعد (الله أكبر) في السماوات.
اليوم يقولون عنها (إقليم شينجيانغ)، يا شجرة الياسمين اليوم المسلمون الإيغور، أهل تركستان الشرقية، في معسكرات التأهيل بلا مصاحف ولا سجاجيد للصلاة. قالت شجرة الياسمين: يا ربي.. يا ربي.. حتى منتصف القرن الماضي، أيضاً.. كان اسمها فلسطين.
| |
|