أمدحُ شعراءَ ويفرلي بليس والشارع الحادي عشر، وذاكَ الذي تتحوَّلُ عظامُهُ إلى
زُمّردٍ داكنٍ حين يقفُ قائماً في الرّيح.
أمدحُ السّاعات لأنّي بها أصيرُ شيخاً في يوم، وشاباً في يوم.
أمدحُ كلَّ أشكال الظِّلال، تلك التي أراها وتلك التي لا أرى.
أمدحُ السقوفَ كلَّها، من السقفِ المائيّ للبحيرةِ إلى السّقفِ الارْودوازي لإدارةِ الجمارك.
أمدحُ أولئكَ الذين جعلوا أجسادَهم سِفاراتٍ أخيرةً للشّهوة.
أمدحُ فشلَ الذين يطمحون، أصحابَ كرَّاساتٍ ودفاترَ بلا قيمةٍ.
أمدحُ القمرَ لِتَعْذيبه البشرَ.
أمدحُ هِباتِ الشّمس.
أمدحُ ألَم الانبعاث، ونعمةَ الزَّوال.
أمدحُ الجميعَ دون مقابلٍ إذْ لا ثمنَ لذلك.
أمدحُ نفْسي للطريقةِ التي أحفرُ بها بالمعول وأمدحُ المِعْوَلَ.
أمدحُ حميَّةَ المديحِ التي سأولدُ بها ثانيةً.
أمدحُ الصَّباحَ الذي شَمْسُهُ فوقي.
أمدحُ المساءَ الذي أنا ابنُهُ.
*
أكل الشِعر
حبر يسيل من زوايا فمي لا سعادة كسعادتي انني آكل الشِعر
موظفة المكتبة لا تصدق ما ترى عيناها حزينتان تمشي ويداها في فستانها
رحلت القصائد الضوء خافت الكلاب تصعد درجات الطابق السفلي
تدور عيون الكلاب تشتعل سيقان الكلاب كحقل من الشجيرات موظفة المكتبة المسكينة تضرب الأرض بساقيها وتنوح
هي لا تفهم تصرخ عندما أجثو على ركبتي والحس يديها
أنا رجل جديد ازمجر نحوها وأعوي ألهو وامرح في العتمة التي من كتاب
البقايا
أفرغ نفسي من أسماء الآخرين، أفرغ جيوبي أفرغ حذائي وأضعه على جانب الطريق في الليل، أعيد الساعة الى الوراء أفتح ألبوم صور العائلة وأنظر الى نفسي حين كنت طفلا
ما النفع في كل ذلك؟ الساعات عملت بمقتضى وظيفتها أقول اسمي، أقول وداعا الكلمات تتبع بعضها بعضا أحب زوجتي لكنني أتخلص منها
والداي ينهضان من عرشيهما الى الغرف الحليبيه في الغيم. كيف لي أن أغني؟
الوقت يقول لي من أنا. أنا أتغير وأبقى كما أنا أفرغ نفسي من حياتي وحياتي تبقى
مرثية 1969 (بعد كارلوس دروموند دي أندرادي)
*
تستعبدُكَ شيخوخَتُكَ
ولا شيءَ ممّا تفعلهُ ينفعكَ كثيراً.
يوماً بعد يوم تمرُّ عبر الحركاتِ ذاتِها،
ترتجفُ في السرير، تجوعُ، تشتهي امرأةً.
.
يملأُ الحدائقَ التي تتنزَّهُ فيها
أبطالٌ يمثّلون حياةَ التّضحيةِ والطّاعةِ.
ليلاً، في الضّباب، يفتحونَ مظلاّتِهِمِ البرونزيّةَ