ديوان زاهى وهبى تعريف القبلة
مصعد إلى الله
زاهي وهبي
لثدييك قدرةُ الشمس على العودة
مفعولُ الترياق للحليب
لن ينجو لصُ النضارة بفعلته
لن تسلم يداه
صلاتك مصعدٌ إلى الله
صوتك «نغم تحت الأنقاض»*
نذورك شافيةٌ
شفتاك ترتجفان كصلاة غائب
يداك ترفعان سقفاً من دعاء.
الآن، هنا
نطلقُ صفارةَ الحُبّ
نداويك بعطر القبلات
برائحة الصبر في ثيابك
بخميرة عينيك الغجريتين
بورد يزدادُ أريجاً في أنفاسك
وطمأنينةً في حديقة يديك.
ترتاحين قليلاً بين جولتين
غداً جلسةٌ أخرى
للكيمياء مذاقٌ كبريتي
للأشعة فعلٌ آخر
لجبينك قبلةٌ أطول من عمرين معاً
ترتعشين كجملة متلعثمة
يزيدك العلاجُ رقَّةً ونحولاً
اصفرارُك ذهبٌ
شحوبُك شمسُ خريفٍ يتعرى
كم دارت كواكبُ حظّك
كم غالبت دهرَك
كم أشعلت ليالي بالأرق المضني المضيء
شجنُك مثمرٌ
رجاؤك مستجاب
أيتها الممتحَنة
لك الله.
لك الدنيا تصغرُ في ناظريك
قلبُك أوسع المجرات
سماؤك أعلى
لك عصافيرُ الوقت
وزقزقة الأفئدة.
أعرفُ،
تَغيرَ لونُ الجلد
تَبدَّلَ الملمس
لا بأسَ عليك
لا بأسَ علينا
نَهَبُك مياهَ الروح، نواةَ الحياة
نَهَبُك العمرَ، ما انقضى منه وما سوف يأتي
نَهَبُك الأمنيات المتفتحةَ على شجر الأيام.
ضفائرُك أيضاً سوفَ تعود
مجدولةً بالغبطة تعود
ينبتُ قمحٌ في كفيك
وتمطرُ سماء
عافيةً تمطر
مطراً تمطر
فرحك أخضر
ضحكتك سمراء
مذهبة بأناشيد الطفولة وحداء الرعاة.
بعد جفاف الريق
بعد العطش
رضابٌ محلى بسكاكر الرضى وأحضان الأحبة
يُكتَبُ لك عمرٌ جديد
تعودين غزالةً في براري الأحلام
يا أمَّ قلبي
فؤادَ الأرض
وشمسَ العاطفة
ثمة ترابٌ يرتعشُ لوقع خطاك
وضحكاتٌ ترفرفُ رايات استقبال.
ثمةَ عودة بعد كلّ مغيب.