® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-07-06, 7:20 am | | #تامر_وجيه @hassanbalam داعش تنظيم اشتهر بإنه يقطع مع التوازنات والحسابات والحلول الوسط. حتى القاعدة بالنسبة لها مايعة. دي سمعة داعش اللي اتشهرت بيها واللي بتجاهد عشان تحافظ عليها. ده ممكن يتشاف جنون: إنك ضد العالم كله ولا حليف لك. لكن ممكن يتشاف منطق من نوع معين: إنك بتخاطب جمهور تاني خالص غير اللي في ذهن اللي بيحكم عليك بالجنون، جمهور وصل به الرفض واليأس والاغتراب والدموية والحمق والرجعية والعداء للتسامح والتعددية إلى حد إنه مش عايز يسمع عن أي توازنات ولا يقبل بأي حسابات. اهتمام داعش الكبير بالسوشيال ميديا، وبالدعاية لنفسها، بيقول حاجة. بيقول إنها مش من النوع اللي "بيعمل في صمت"، وإنما هي مهووسة بتقديم نفسها إلى العالم ومخاطبة جمهورها. فيه اللي بيخاطب الناس عشان يكسبها ويشوف المساحات المشتركة بينه وبينهم، وفيه اللي بيخاطبهم عشان يقولهم أنه بيرفضهم وعشان يكسب أقلية عايزة تقطع مع العالم. داعش من النوع التاني. وفي ده هي تشبه البطل الهوليوودي الذي لا ينهزم ولا يتراجع، بطل يقتلهم جميعا ويعود بمفرده!! حتى على المستوى الفقهي، ومن وجهة نظر فقه الحركات الجهادية، قرأت أكثر من مرة إن داعش تنظيم غير مقبول من الكثيرين لأنه يحطم ما استقر عليه فقهيا ويبني تصوره الخاص غير العابئ بالشروحات والتفاسير والجدل التاريخي. داعش فقه خاص جديد يخضع لمقتضيات صورة الذي يقتلهم جميعا ويعود بمفرده. بهذا المعنى داعش لا تشبه طالبان، ولا الجهاد الإسلامي، وبالتأكيد لا تشبه حماس. سيبك من الدعاية التافهة عن جنون التنظيمات الإسلامية وعن إنها كلها شيء واحد بس الفرق في الأسامي. الحقيقة إن دي كلها تنظيمات ليها جذور اجتماعية ومغروسة في بلدان بعينها ويمكن فهمها في إطار تحليل الصراع الاجتماعي والسياسي في بلدانها. لكن داعش، بمعنى ما، تنظيم بلا جذور اجتماعية في تربة محددة. داعش تجمع للساخطين على العالم الآتين من كل حدب وصوب، للناس اللي خلعوا نفسهم من مجتمعاتهم، وسابوا بلادهم، بتوازناتها وصراعاتها، واتجمعوا مع الأقلية المحدودة اللي شبههم، عشان يخوضوا حربهم المقدسة. القاعدة كمان كانت كده، أصلها كده، اللي اتجمعوا - تحت إشراف الإمبريالية الأمريكية والعربية السعودية - في أفغانستان، ثم لفوا وداروا وهربوا إلى الجبال والمنافي، وهما جايين من ميت بلد وبلد. لذلك يمكن القول إن داعش هي استكمال لمنطق القاعدة. جذور داعش والقاعدة هي - جزئيا - الفشل. اللي أقصده هو إن فشل كثير من الحركات الجهادية المحلية إنها تعمل لنفسها قاعدة اجتماعية وتعيش في حضنها هو واحد من أهم أسباب ظهور فئة الخارجين من المجتمعات اللي محتمين بالجبال. لكن اللي بيعيد المطاريد دول للحياة هو تفكك بعض المجتمعات تحت وطأة الحروب الإمبريالية مما يسمح لهم بمساحة تواجد وبقاعدة اجتماعية ما من الغاضبين والرافضين في المجتمعات المتحللة. الإرهاب تكتيك مناسب لمثل تلك التنظيمات لأنه لما بتختفي القاعدة الاجتماعية، أو لما إنت نفسك بترفض يكون لك قاعدة اجتماعية، بيكون طريقك متحدد سلفا: يا إما تتحول لطايفة دينية منغلقة، يا إما تؤثر على المجتمع بالعنف ضد قطاعات واسعة منه. لكن رغم كل شيء، فالخروج من المجتمع، والخروج على المجتمع، لا يكون مكتملا أبدا. جماغات المطاريد قد تتخيل نفسها خارج النسق الاجتماعي، وهي فعلا تنجح جزئيا في الانخلاع. لكن فقط جزئيا. حقائق الحياة، على المدى الطويل، تفرض نفسها. أول ما المطاريد يقوموا بغزو المجتمع بتلاقيهم محتاجين يفكروا في الناس والتوازنات والحسابات واللي معانا واللي مش معانا، أو يكونوا بينتحروا، لو مش النهارده يبقى بكره... وتبقى المشكلة زي ما هي: إزاي ممكن تتخلق حركة ترفض قذارة العالم، لكن مغروسة جوه المظلومين ومش منعزلة عنهم، لكن قادرة تصبر وتبني وسط الناس، لكن عارفة إن المسألة مش سهلة وتحتاج إلى خطط وتكتيكات، كل ده من غير ما تتوه في الطريق ولا تتعب _________________ حسن بلم | |
| |