|
|
| شعر مريد البرغوثى,ديوان مريد البرغوثى pdf ,الأعمال الكاملة لمريد البرغوثى pdf |
| | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2013-07-25, 11:09 am | | "أكاد أصيحُ: تعرّف إلى غيرنا أيّها الموتُ.. إبحث، على الفور عمن يجود عليك بمأوى سوانا.. ودع غير أطفالنا يمسكوا بذراعك..عبر ازدحام الطرق..منذُ دَهرٍ نؤدي لك الواجبات ونرعاك.. نحن انشغلنا بشغلك، فاذهب، ولكن .. إلى أين تذهب في مثل ليل كهذا... تدفأ ونم جيدا أيها الموت، حتى نواصل أثناء نومك أشغالنا.. أكاد أصيح: تعرّف إلى غيرنا أيها الموت.. أنت تجاوزت كل سياجٍ.. وطاب لك المكث فينا.. أغلطتنا أننا كرماء لتأخذ من تنتقي ثم نعطيك من يرتقي بك.. نحو السمو الذي تشتهي.. آن أن تنتهي من طموح يديك... أما فاض موسمك المر عن حاجتك؟.. اخسر الشوط حيناً... ربما لو ذهبت سنكتب شعرا عن الإنس والجن والجنس.. والشبق الصلب.. نغشى الملاهي.. ونسكب شاي المقاهي.. بطيش أصابعنا... أكاد أناشدك الابتعاد.. ولكن إلى أين.. يا من صفاتك تمشي معك؟.. هل ألفناك؟.. هل لا طريق لنبعد عنك سوى الإقتراب الجنوني منك.. أأنت الطريقُ.. أم أنك قاطع هذا الطريق؟.. أتمشي الجنازة فينا؟ أم أنّا نسير ونبحث من حولنا عنك فيها؟.. نرى النعش والسائرين.. ويا موت لسنا نراك.. ففي أي زاوية تختفي حينذاك؟.. أكاد أصيح: تعرف إلى غيرنا أيها الموت.. لكن إلى أين تذهب في مثل ليل كهذا.. تدفأ ونم جيدا.. ثم واصل مع الفجر شغلك، حتى نواصل بعد رحيلك أشغالنا".
كنت أتمنى من كل قلبي امتلاك الجرأة اللازمة لادعاء أنني كاتب هذه الأبيات الرائعة، لكي لا أواصل قضاء العمر بحسرتي لأنني لم ـ ولا أقول لن ـ أستطع أن أكتب سحرا كهذا، لكن كاتب هذه الأبيات شاعرنا العربي العظيم مريد البرغوثي موجود بيننا الآن، وحتى لو سمح كرم أخلاقه بجعلي أنسب لنفسي هذه الأبيات التي اخترتها بتعسف اقتضاه ضيق الوقت من قصيدته الرائعة (إلى أين تذهب في مثل ليل كهذا)، فلن يجدي ذلك نفعا معكم، لأنكم جميعا من عشاقه، ولذلك فأنتم بالتأكيد ترددون هذه الأبيات كثيرا وسط هذا الجنون الذي يحيط بنا من كل اتجاه، والذي جعل أبياتا مثل هذه كتبت في نهاية عام 2000 تصلح لأن تكون مكتوبة في أي يوم في شهر في سنة لا تهدا فيه الجراح العربية ولا تنام على عكس ما بشرنا به المرحوم عبد الحليم حافظ.
كنت سعيد الحظ عندما دخلت إلى عالم مريد البرغوثي من مدخل أعمق حزنا وأشد عبثا، هو ديوانه الأثير لديّ "منطق الكائنات" الذي قدم فيه خلطة سحرية لامثيل لها يمتزج فيها العبث بالحكمة ويرقد الأسى مرتاحا في حِجر السخرية، أنظر إليه وهو يقول في مقطوعة (المرآة): "قالت المرآة.. ماأشد تعاستي.. لاأحد ممن ينظرون إليّ.. يريد أن يراني". أو وهو يكثف مأساة العقل العربي في مقطوعة (دوجما) : "قال بؤبؤ العين.. هؤلاء القوم سينقرضون لامحالة.. لأنهم لايفكرون فيما يرون.. بل يرون مايفكرون فيه". خذ عندك مقطوعة (جغرافيا) التي تقول: "قال التلميذ: في العالم العربي.. أرواحنا وبيوتنا.. لاتحتاج إلى الزلازل.. كي تتشقق". أو مقطوعة النرد التي يتجلى فيها قائلا على لسان نرد لا شك عندي أنه كان نردا مصريا بامتياز "قال النرد: أنا وأهل هذه البلاد سواءٌبسواء.. المتنافسون يتقاذفونني بالأيدي.. ويتركونني أرتطم بكل الحواف..ليتلذذوا بالفوز.. فإن خسروا الجولة..وقع اللوم عليّ".
لست أحمق لأتصور أنه من الممكن تلخيص شاعر عظيم كمريد البرغوثي وإنتاجه الرحب في مساحة مخنوقة كهذه، ولاأريد أن أظلم شعره بإختيار مقطوعات قصيرة فقط لأن ذلك يناسب ضيق الوقت، لكن هل يمكن مثلا أن يمر عليّ ديوانه البديع "رنة الإبرة" والذي يمكن أن ترى فيه كيف يمكن أن تكون القصيدة الواحدة في نفس الوقت فيلما سينمائيا ورواية ملحمية وحدوتة جدة وكتاب فلسفة وبوح أصدقاء، فلا أقتبس منه لكم مقطوعة (استراحة) التي اختار أن يختم بها ديوانه ويفتح أبواب الشجن على مصراعيها "غالبني النعاس في انتظار نجدة تأخرت/ باعدت جثتين/ ونمت هادئا بينهما". وهل يمكن أن أتجاهل حتمية قراءة قصيدته الملحمية (سيدتان) من ديوانه الرائع (طال الشتات) "سيدة تعرف كل محلات الفضة في باريس/ وتشكو/ سيدة تبكي كل خميس في خمس مقابر/ وتكابر".
يمر الوقت سريعا دون أن تتاح لي فرصة تحقيق الأمنية التي تصورت أن الأستاذ مريد أتاحها لي بدعوته الكريمة لي بتقديم أمسيته، وهي أن أمسك بالأعمال الشعرية الكاملة التي أصدرتها له دار الشروق في مجلدين نتمنى أن يضم إليهما ثلاث مجلدات جديدة في عمره المديد القادم بإذن الله، وأبدأ أمامه وبصحبته ورغما عنه في قراءة كل ما يعجبني من شعره مصحوبا بعبارات نقدية من نوعية "يخرب عقلك جبتها إزاي دي.. يخرب بيت أم كده.. يادين النبي.. أحيه عليّ وعلى سنيني" وما إلى ذلك من العبارات النقدية الحقيقية التي تلخص علاقتنا بالشعر كما نحبه ونتمناه. لا أدري هل سبق لزوجة الأستاذ مريد وحبيبته الدكتورة رضوى عاشور أن تتبع هذا المنهج النقدي عندما قرأ لها ما كتبه فيها من قصائد غزلية، تلك القصائد التي من فرط سحرها جعلت بعضنا يتمنى أن يكون رضوى عاشور لبعض الوقت، لا بد أن أنتهز الفرصة هنا لاجتماع رضوى ومريد في بروجرام واحد لإعلان محبة هذه الكاتبة العظيمة التي ـ وامسكوا الخشب ـ أضافت إلى كل ما حققته من انجازات مدهشة في الكتابة الروائية إنجازا إنسانيا رائعا هي أنها كسرت ثلاث قواعد شائعة: أولا تعاسة الشعراء في الحب وثانيا ذوق الشعراء الردئ في الحبيبات وثالثا أن عظيم الموهبة لا يسعد إلا بصحبة نصف الموهوبة والعكس بالعكس. لا يعلم إلا الله كم أنعشت قصة حب مريد ورضوى من آمال بين المبدعين المتحابين مختلفي الموهبة، ولا يعلم إلا هو أيضا كم كانت أيضا قصتهما سببا لترديد جملة "كل قاعدة ولها استثناء ومريد ورضوى هما الاستثناء لا القاعدة". ثمة قاعدة أخرى كسرها مريد البرغوثي ـ ولا ترفعوا أيديكم عن الخشب حتى أنتهي ـ هي قاعدة أن الشعراء الرائعين ينجبون في الغالب الأعم شعراء محدودي الموهبة، فمريد ورضوى كسرا القاعدة وأنجبا لنا الشاعر الرائع تميم البرغوثي الذي برغم ما قدمه من قصائد فصحى ساحرة أعشق منها ديوان (مقام عراق) على سبيل المثال لا الحصر، إلا أنه برع أكثر ولمس قلوب الناس أكثر بشعر العامية المصرية الذي لم يكتبه أبوه، ربما لأن عدالة السماء أرادت أن لاتجتمع قمتان في شعر الفصحى في عائلة واحدة، ففي ذلك ظلم بين لباقي العائلات، وإذا شعر تميم أن كلامي يظلم شعره الفصيح فلا زال لديه الفرصة لتحدي أبيه في شعر الفصحى ليثبت لنا أن عدالة السماء تُغيِّر انحيازاتها في الشعر أيضا.
هذا وإلى أن أترككم بصحبة البستان نفسه، أسمح لنفسي بأن أهديكم منه وردة تختصر مذهبي الفكري لما تبقى من حياتي قبل أن يتعرّف إليّ الموت "لا بُدّ أن هناك طريقةً أخرى.. لا بُدّ أن هناك قُبطاناً آخر.. لا بُدّ أن هناك شِراعاً أكثر متانة.. لا بُدّ أن هناك سُفُنا لا تغرقُ مرتين.. لا بُدّ أن يحيا المرء أولا ويموت ثانيا.. لا بُدّ أن تكون هناك امرأةٌ أعشقها.. أموتُ في سبيلها، دون أن يغارَ الوطن".
منتصف الليل
مريد البرغوثي
(1)
عَمّا قليل تَخْرُجُ الشمسُ من غُرفةِ نَوْمِها وببطءٍ مَلَكِيّ تفكُّ الضِّمادَ السميكَ عن حَواسِّ الكَوْنْ:
تُفيق البراعِمُ من بَنْجِ الشتاءْ تثرثر، سَكْرى بِلَوْنِها النبيذيّ
تَنْدَفِعُ الزُّهورُ المنقوشةُ على صدر قَميص البنْتْ قلبها يتعلم الرَّنينْ خطاها تتعلم الالتفات ومخدّتُها تشتاق لشَعرِها الهائِجْ
الماعز يحك الجدار الضوء يحك أوراقَ الحُور إذ تَقْلِبُها الرياح يحك سرير النحاس وخاصرة العروس روح الكون تتخذ لها جسداً من الحشائش والمُرّارِ والزيزان من الهديل والندى من نشاط البغل، من شهوة الحصان ومن تَوَلْدُنِ القرود في أقفاصها ويَعلو الدبّورُ في ضَلالِ الجِهاتْ
تُطِلُّ أولى وُرَيْقاتِ البازِلاّء واللِّفْت، وهندباء البراري
يقفز الحُبُّ الوحْشِيُّ بين وَلَدٍ وبِنْت كارتطامِ وعْلَيْنِ في الرَّذاذْ،
يلعب المُهْرُ الأَحْمَرُ، يَنْقَلِبُ على ظَهرهِ يَحُكُّ صَهْوَتَهُ بالتُّرابْ يرفسُ شَياطينَ لا يراها سِواه ويَلْعَبْ!
ينطلق السَّيْلُ في مَجْراه فيُلغي الفارِقَ بين الحَصى والحَجَرِ الكريمْ
تستيقظ أوجاعُ العِظام! تأخذ الجَدَّةُ شايَها إلى مُسْتَطيلِ الشَّمْسِ قُرْبَ العَتَبَةْ
تتململُ الشُّرورٌ الصغيرة! ويمارس الأولادُ مَكائِدَهُمْ ضد الوَلَدِ الطيِّبْ
تمارس زهور الخبّاز فُجورَها العَلَنيّ في الشُّرُفاتْ
تتلفت الحِرْباءُ الصغيرةُ بعنقها كعارضة أزياء فخور
يَخْرُجُ النَّمْلُ من مَخازنِهِ الذَّكِيَّة والحَلَزوناتُ من قِلاعِها البيضاءْ المقاهي تُخْرِجُ كراسيها إلى الأرصِفَة
أراجيحُ الأولادِ النائمةُ مثلَ حِصانِ الحلوى تَرْفَعُ ضِحْكاتِهِمْ إلى أبْعَدِ نافذةٍ مفتوحة
يُفَكِّرُ الزوجانِ مُبَكِّراً في أسماءَ سخيفَةٍ للمولودْ
الأرملةُ التي صَبَرَتْ صَبْرَ الرَّماد تَحْتَ زعفران الجمر تبحثُ، فجأةً، عن مِرْآتِها وتحتارُ طويلاً أمام خزانتها
أمّا أنت! أنت برسغك المقَيَّدِ إلى رُسْغِ اللَّعْنَة تتابع، مُكْرَهاً، ما يفعلُهُ خنزيرُ التاريخ في مُتْحَفِ يومِكْ كأنّ لكَ شَمساً تَخُصُّكَ دون العالَمِينْ شَمساً لن تُضيئَك إلا إذا رَكَلْتَها بِقَدَمِكْ إلا إذا ضَرَبْتَها بالسَّوْطْ! *** تأخُذُ مِن مَوقِدِكَ البارد إصبعَ فَحْمٍ وبيدٍ قويّة، تكتب على جِدارِكَ الأمْلَسْ:
- لا بد أن يكون لي يَوْمٌ يُناديني باسمي! - لا بُدَّ أن يَكونَ لي وَطَنٌ غَيْرَ هذه الصَّفْحَة!
(2)
عَمّا قليل تَخْرُجُ الشمسُ من غُرفةِ نَوْمِها وببطءٍ مَلَكِيّ تفكُّ الضِّمادَ السميكَ عن حَواسِّ الكَوْنْ:
تُفيق البراعِمُ من بَنْجِ الشتاءْ تثرثر، سَكْرى بِلَوْنِها النبيذيّ
تَنْدَفِعُ الزُّهورُ المنقوشةُ على صدر قَميص البنْتْ قلبها يتعلم الرَّنينْ خطاها تتعلم الالتفات ومخدّتُها تشتاق لشَعرِها الهائِجْ
الماعز يحك الجدار الضوء يحك أوراقَ الحُور إذ تَقْلِبُها الرياح يحك سرير النحاس وخاصرة العروس روح الكون تتخذ لها جسداً من الحشائش والمُرّارِ والزيزان من الهديل والندى ومن نشاط البغل، من شهوة الحصان ومن تولدن القرود في أقفاصها ويَعلو الدبّورُ في ضَلالِ الجِهاتْ
تُطِلُّ أولى وُرَيْقاتِ البازِلاّء واللِّفْت، وهندباء البراري
يقفز الحُبُّ الوحْشِيُّ بين وَلَدٍ وبِنْت كارتطامِ وعْلَيْنِ في الرَّذاذْ،
يلعب المُهْرُ الأَحْمَرُ، يَنْقَلِبُ على ظَهرهِ يَحُكُّ صَهْوَتَهُ بالتُّرابْ يرفسُ شَياطينَ لا يراها سِواه ويَلْعَبْ!
ينطلق السَّيْلُ في مَجْراه فيُلغي الفارِقَ بين الحَصى والحَجَرِ الكريمْ
تستيقظ أوجاعُ العِظام! تأخذ الجَدَّةُ شايَها إلى مُسْتَطيلِ الشَّمْسِ قُرْبَ العَتَبَةْ
تتململُ الشُّرورٌ الصغيرة! ويمارس الأولادُ مَكائِدَهُمْ ضد الوَلَدِ الطيِّبْ
تمارس زهور الخبّاز فُجورَها العَلَنيّ في الشُّرُفاتْ
تتلفت الحِرْباءُ الصغيرةُ بعنقها كعارضة أزياء فخور
يَخْرُجُ النَّمْلُ من مَخازنِهِ الذَّكِيَّة والحَلَزوناتُ من قِلاعِها البيضاءْ المقاهي تُخْرِجُ كراسيها إلى الأرصِفَة
أراجيحُ الأولادِ النائمةُ مثلَ حِصانِ الحلوى تَرْفَعُ ضِحْكاتِهِمْ إلى أبْعَدِ نافذةٍ مفتوحة
يُفَكِّرُ الزوجانِ مُبَكِّراً في أسماءَ سخيفَةٍ للمولودْ
الأرملةُ التي صَبَرَتْ صَبْرَ الرَّماد تَحْتَ زعفران الجمر تبحثُ، فجأةً، عن مِرْآتِها وتحتارُ طويلاً أمام خزانتها
أمّا أنت! أنت برسغك المقَيَّدِ إلى رُسْغِ اللَّعْنَة تتابع، مُكْرَهاً، ما يفعلُهُ خنزيرُ التاريخ في مُتْحَفِ يومِكْ كأنّ لكَ شَمساً تَخُصُّكَ دون العالَمِينْ شَمساً لن تُضيئَك إلا إذا رَكَلْتَها بِقَدَمِكْ إلا إذا ضَرَبْتَها بالسَّوْطْ! *** تأخُذُ مِن مَوقِدِكَ البارد إصبعَ فَحْمٍ وبيدٍ قويّة، تكتب على جِدارِكَ الأمْلَسْ:
- لا بد أن يكون لي يَوْمٌ يُناديني باسمي! - لا بُدَّ أن يَكونَ لي وَطَنٌ غَيْرَ هذه الصَّفْحَة!
(3)
العاصفةُ تمدُّ يَدَها المُهَذَّبة تُديرُ مِقبضَ بابِ الكَوْنْ تَدْخُل علَيَّ كغريبٍ مُتَرَدِّد ثم تَخَلْع أقْنِعَتها واحِداً واحداً: ترمي البَرْقَ في الغابات والعتمةَ في المَشاعِل واليأسَ في السّفُن والشيطانَ في حَوافرِ الخَيْلْ والزُّرْقَةَ في شِفاهِ الحوذيّ وترميني عارياً في فَكِّ الليلة!
الريحٌ تكاد تَخْلَعُ قُرونَ الوَعْل!
عَضَلاتُ المَوْج تكاد تُزيحُ قَوْسَ اليابِسة!
البَحْرُ جِيادٌ من الفوسفور تَضْرِبُها سِياطُ لا تُرى فتَعْلِكُ الرَّذاذَ والآفاق والنّجوم وتَعْلَقُ بِحَوافِرِها الطائرةِ رائِحةُ الكبريتْ!
لا مَراكِبَ في ضِِيافَةِ البَحْر الميناءُ قيشاني يَتَكَسَّرُ
لا شيء يحمي السّاحلَ مِن القَشعريرة ولا حتى فِراءُ الزَّبَدْ
كُرْسِيّانْ... يفرّان أمامَ الريح، يتراكضان على الرمل كأنّهما أَعْرَجانِ في سِباقْ
عُتاةُ المُرَوِّضين لن يُغلِقوا فَكَّ هذهِ اللَّيْلَة! ولن يُعيدوا المَوْجََ الفالِتَ إلى أقفالِ الحُرّاسْ!
ألوذُ فوراً بتلكَ الدّار، حيث القٌبَّةُ المُسَيْطِرَة والعقودُ الرَّحيمة حيث الألْحِفَةُ السَّميكَة، وصُوَرُ الجدود (المُتآكلةُ الحَوافّ، رُغْمَ صلابة شواربهم) ثابتة على الجُدران كأنها شُيِّدَتْ معها وجَدّي، واهِماً أن الدّنيا بِخَيْر يعبِّئُ غليونَهُ الريفيّ لآخِرِ مَرَّةٍ، قَبْلَ وصولِ الخُوَذْ والجَرّافاتْ!
في أسنانِ الجَرّافَةِ تَعْلَقُ عَباءَةُ جَدّي.
تتراجعُ الجرّافة أمتاراً/ تقذفُ حُمولَتَها مِن الأَنقاضْ/ وتعودُ لتملأَ ملعقتَها الهائِلةَ بما لا يُشْبِعُها
عِشرينَ مَرَّةً، تروحُ الجَرّافةُ وتَجئ/ وعباءةُ جَدّي عالِقةٌ بها!
بعد انحسار الغُبار عن البيت الذي كان هنا مُحَدِّقاً في الفَراغ "الجديد" رأيتُهُ مرتدياً عباءَتَه!
رأيتُهُ مرتدياً نَفْسَ العباءة! ليس مثلَها، بل ذاتَها! عانَقَني وظَلَّ صامتاً، مُحَدِّقاً، كأنّ نَظْرَتَهْ تأمرُ الأنقاضَ أن تَعودَ بيتاً عامراً! تُعيدُ الستائرِ إلى زُجاج الشّبابيك/ وجَدَّتي إلى كُرسِيِّها وأدويتِها المُلَوَّنَة تعيد الملاءاتِ إلى الأَسِرَّةَ/ والأضواءَ إلى السقوف/َ والصُّوَرَ إلى الجُدران/ كأنّ نظْرَتَه تُعيدُ المَقابِضَ إلى الأبواب والشُّرُفاتِ إلى النجوم كأنها تَحْمِلُنا ثانيةً لنُكْمِلَ العشاء/ كأنّ الكَوْنَ لم يَخْربْ! كأنّ للسّماءَ عينين وأذنين! واصَلَ التحديقَ في الفراغ قلت: ماذا سنفعلُ بعد ذهاب الجنود؟ ماذا سيفعلُ بعد ذهاب الجنود؟ كان يُكَوِّر كَفَّه ببطء يُعيدُ عَزيمَةَ المُلاكِم إلى قَبْضَةِ يَدِهِ اليُمْنى، إنها يَدُهُ ذاتُها، يَدُهُ البرونزيةُ الخَشِنَة يَدُهُ التي رَوَّضَتْ مُنْحَدَرَ العُلّيق يَدُهُ التي رَتَّبَت الرَّيَّ كالرياضيّات يَدُهُ التي ترفع الفأسَ هيّناً، خَفيفاً، كالدُّعاء يَدُهُ التي تفلقُ القُرْمِيَّةَ بِضَرْبَةٍ واحِدة يَدُهُ المفتوحةُ للصَّفْح يَدُهُ المُغْلَقَةُ على قِطَعِ الحلوى للأحفاد، يَدُهُ المَبْتورَةُ منذُ سِنين!
(4)
أيها الأعداءُ "شَيءٌ ما" يُثيرُ الشكَّ فيكُمْ! كُلُّ ما في جَبَلِ الأوليمبِ من آلِهَةٍ مَعَكُمْ! تتلقّى الأمرَ مِن شَهْواتِكُمْ! تَرْمي إذا تَرْمونَ والأرضُ كما شِئْتُمْ تدورْ! نَصْرُكُمْ مِهْنَتُكُمْ كلُّ حَرْبٍ ضِدَّنا تَرْفَعُكُمْ أَعلى وأَعلى ثم ترمينا على أقْدارِنا مثل سَرْوٍ في ظَلامِ المدفأة! كلُّ ما تَبْنونَهُ يبقى ويَزْدادُ وما نَبْنيهِ تَذْروهُ المَراثي نحن للقَبْرِ، وأيديكمْ لِشمبانيا الظَّفَرْ والذي في دَفترِ القتلِ لَدَيْكُمْ ليس إلا ميِّتاً، مُُتْ! فَيَموتْ! أيها الأعداءُ صارَ الإنتصارْ عادةً يوميةً كالخُبزِ في أَفْرانِكُمْ فلماذا هذه الهستيريا؟ ولماذا لا نَراكُمْ راقِصِينْ؟ كَم مِن النَّصْرِ سَيَكْفيكُمْ لكي تَنْتَصِروا؟ أيها الأعداءُ، "شيءٌ ما" يُثيرُ الشكَّ فيكُمْ، ما الذي يَجْعلُكُمْ، في ذُروةِ النَّصْرِ عَلَيْنا، خائِفِين؟!
القبائل قبائلنا تستردّ مفاتنها:
خيامٌ خيامْ.
خيامٌ من الحجرِ المستريح،
وأوتادها مرمرٌ أو رخام.
نقوشٌ على السقف،
والورق المخملي يغطّي الحوائط،
والصور العائليّة و الجيوكاندا
تحاذي حجاباً لردّ الحسود،
بقرب شهادةِ إبنٍ تخرّج في الجامعة-
إطاراتها ذهبٌ يعتليه الغبار.
خيامٌ، ونافذةٌ من زجاجِ
هي الفخّ ترتعد الفتيات المطلاّت منهُ
إذا ما الصغير وشى للكبار.
بخارٌ من الشاي يصعدُ، صودا وويسكي،
و... "لا أستسيغ النبيذ" و "معذرةً،
هل نجحتَ مع الزوجةِ الرابعة"؟
خيامٌ خيامْ.
تضيء الثريّاتُ فيها الأثاثَ الوثيرَ
ويمرحُ فيها ذبابُ الكلامْ.
وأبوابها من نحاسٍ تُجَرُّ عليه السلاسلْ
ْ
قبائلنا تستردّ مفاتنها
في زمانِ انقراض القبائل!
لا مشكلة لديّ ! أتَلَمَّسُ أحوالي…لا مشكلة لديّ
شكلي مقبولٌ. ولبعض الفتيات
أبدو بالشعر الأبيض جذاباً
نظّاراتي متقنةٌ
وحرارةُ جسمي سبعٌ وثلاثونَ تماماً
وقميصي مكويٌ وحذائي لا يؤلمني
لا مشكلة لدي
.
كَفّاَي بلا قَيْدٍ.
ولِساني لم يُسكَتْ بعد
لم يصدر ضدي حٌكْمٌ حتى الآن
ولم أُطرَدْ مِن عملي
مسموحٌ لي بزيارة مَن سَجَنوهمْ مِن أهلي
وزيارةِ بعضِ مقابرهمْ في بعض البلدان
لا مشكلة لدي
.
لا يدهشني أن صديقي أَنْبَتَ قَرْناً في رأسه
وأُحِبُّ بَراعَتَهُ في إخفاء الذيل الواضحِ تحت ملابِسِهِ
وهدوءُ مخالِبِهِ يُعجبني.
قد يفتك بي، لكني سوف أسامحهُ
فهو صديقي
وله أن يؤذيني أحياناً
لا مشكلة لدي
.
ما عادت بسمات مذيع التلفزيون تُسَبِّبُ لي أمراضاً.
وتعوَّدت على توقيف الكاكيَّين لألواني
ليلاً ونهاراً. ولهذا
أَحْمِلُ أوراقي الشخصيةَ حتى في المَسْبَح
لا مشكلة لدي
.
أحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ
ولم أعرف كيف أودعها
وأَتَتْني أنباءُ تَدَهْوُرِهِ في وادٍ ليس بذي زرعٍ
(ونجا سائقُه من بين الركّاب جميعاً)
فحمدت الله، ولم أبكِ كثيراً
فلديَّ كوابيسٌ صغرى
سأطوِّرها، إن شاء الله، إلى أحلامٍ كبرى
لا مشكلة لدي
.
أتلمَّس أحوالي منذ وُلدتُ إلى اليوم
وفي يأسي أتذكر
أن هناك حياةً بعد الموتِ
هناك حياة بعد الموت
ولا مشكلة لدي
.
لكني أسألُ:
يا ألله!
أهناك حياةٌ قَبْلَ الموت؟
الشهوات كسّر البرق بللوره في الأعالي
وافلت من دغله نمر طائش اللونِ
رنّت على ظهره فضةُ الليل والرغبةِ الغامضه
كأنّ الصواعقَ تعدو على جسمه وهو يعدو ويعدو ويعدو
ويعلو عن الارض
حتى لَيوشِكَ ان يشغلَ الجاذبيةَ عن شُغلِها
لحظةً
ثم يرقى الى ما يشاءُ الخَيالْ
هذه شهوتى للتى اشتهيها بخمس حواسٍ
ولكنها لا تُنالْ.
**
نمرٌ طائشٌ فى علاليه قلبى
ووثباته طردُ ضوءٍ لليلٍ وليلٍ لضوءْ
وأنا لم أعد اشتهى أيَّ شيء
فانا اشتهى كلَّ شيء
من زمان يليق بموتي
الى اول المشى واللثغ والاول الابتدائىِّ
حَبِّ الشباب ومشطِ السخافةِ
رسمِ الشوارب بالحِبْر فوق الشفاهِ
دويِّ البلوغ الذى يخلط الرعب باللذةِ
المستطيله شيئا فشيئا
وياخذنا، راجفين، الى موعدٍ أَهْبَلٍ
تحت "بيت الدَّرَجْ"
**
شهوةٌ لِلَّعِبْ
لِلُصوصيَّةِ الطفل فينا
نغافل بُخْلَ العجوز التى وجهها مثل كعكٍ تَبَلَّلَ بالماءِ
كى نسرقَ اللوز مِن حَقْلِها
مُتْعَةُ العُمْرِ ان لا ترانا
وامتعُ منها اذا ما راتنا
مَراجِلُنا فى الهَرَبْ
**
وامتع من كل هذا
اذا استلمت خيزرانتُها واحداً
وانْضَرَبْ
**
شهوةٌ للوساوس فى ليل قريتنا
كلُ من زادَ عن عمرنا سنةً
خَوَّفَ الكلَّ بالضبع أو بابن اوى
وفاخَرَنا بالجَسارةِ
واصْفَرَّ خَدّاهُ مِن قِطَّةٍ عابِرَه
**
وانا اشتهى كل شيء
من مكان يليق بموتى
الى شغف ازرق النار بالجارة الفائرة
مِن حرير التلامس والانسجامْ
والنعاس الشفيفِ
وذاك الحفيف اذا النور حَكَّ المخدةَ شيئاً فشيئا
وعز علينا القيامْ
الى شهوتى لمطارٍ رحيمْ
ولذاك الطراز الذى لم اجربه من سفرٍ للسفر
حيث لا يغرس الضابط الوحش نابيه فى روح روحى
ويجلس فى كامل الاعتزاز بسلطانه
مثل ضبعٍ وسيمْ
**
شهوة لوجود النساء اللواتى يخفن قليلاً
ولكن يقفن طويلاً بجفن الردى وهو نائم
وطرحاتهن الغيوم واقدامهن الجنان
وفى روحهن الاساور والماس لا فى المعاصم
يطرز اثوابهن العجاج الكريم
فيخدشن خوذة عصر الغزاة ويسقطن عصر الهوانم
**
شهوة لوجود الرجال الذين بنوا فى المضافه
بيت الكرم
وبيت النكات اللئيمه
بيت التهكم من كل عال قوى
وبيت المساء الطويل بطول الجدال
واخبار كل البلاد كأن الحصيرةَ من تحتهمْ
هيئةٌ للأُمَمْ
**
شهوة لبلاد تطالب ابناءَها
باقل من الموت جيلا فجيلا
وفيها من الوقت وقتٌ نخصصه
للخطايا الحميمه والغلط الادمى البسيط
وزحزحةِ الافتراض البطوليِّ عنّا قليلا
فمسكينةٌ أُمَّةٌ حين تحتاج كلَّ البطولات من كلِّ أبنائها
وتعيش الحياةَ قتيلا قتيلاً
**
شهوةٌ لبلاد تقل الاناشيد فيها
وفيها نعود الى نمنمات احتياجاتنا العابرات
بلا خجل او ندم
**
شهوة ان ارد على الهاتف المتاخر ليلا
بدون التوجس من كارثه
**
شهوة ان اكون الضحيه لامراة عابثه
لا لثوريِّ هذا الزمان
**
شهوة ان تكون الخنازير مطرحها
فى الحظائر او فى المسالخ او فى البرارى
وليس على المقعد المخمليّ
**
شهوة ان يقوز الفؤاد باحلى الوظائف
حرية الشكر, حرية الصمت
حرية الرقص حبا اذا ما هوى
والتخلى الانيق اذا ما نوى
والتنقل ما شاء بين الرضى والجفاء
**
شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
واضحة
غير مخدوشه بالعناق الجبان
فقبلات من لا اود حراشف سردينة
وابتسامته شعرة فى الحساء
**
شهوة ان تكون المودة فى عزها
واضحة
دون طُعم الوعود ودون اللغة
فاللغة
علبة للرياء
واللغة
لعبة فى يدى من يشاء
واللغة
رشوة للنساء
واللغة
سمسم الكاذبين الوفير
وفخ يهيا للبنت منذ الصباح المنمق
حتى سرير المساءْ
**
شهوة لغموض العتب
شهوة لاعتذار العيون الذكيّ
شهوة للضمير الانيق
شهوة ليد فى يدى فى الزحامْ
شهوة ان نَغُفَّ الحياةَ كإبريقِ ماءٍ
تبلل فخّاره بالندى
**
شهوة ان يقول المحقق
من اطلق النار فى راس (ناجى العلى)
شهوة ان يحذرنى احد الناس من طعنة فى الظلامْ
**
شهوة ان ارى ما يُرى كُلُّهُ
فى شمولٍ عظيمٍ يوحد بين نجوم السماءِ
وخصلةِ عُشْبٍ بقاع البحارِ
وبين كهوف العتامِ وقوسِ الافُقْ
**
شهوة للقاء مع امراتين فى امراة واحدة
صبحها فى وقار الغسق
ليلها فى فجور الشفق
هى راهبة فى النهار
وفى الليل مرغابة للمسرات
ولوالة بالنداءات مصهالة بالشبق
**
شهوة لتلاوين نشوتنا
فهى خضراء غابيَّةٌ فى ذراعيكِ عند انغلاق العناق علينا
حبيسين فى واسع من فضاء النوايا
سجينين مثل العصافير فى ريشها
وهى تلهو وتلعب فى الجو هابطة صاعدة
**
شهوة لتلاوين لذتنا
وهى دائرة من بداياتها لبداياتها عائدة
وهى زرقاء فضيه حين تلمع رعشاتها فى العظام
وتغدو انينا وتغدو رنينا
ونصل المباهج يجتاز جسمى وجسمك
فى لحظة واحده
**
شهوة لتلاوين لمساتنا
فهى شاش الجراح التى خلف البعد فينا
وبعض الدواء
وهى زلزالنا الهش تسرى نعومته
بالدوى الفجائى عند اللقاء
وهى خبث الثعالب عند اللعب
وهى ركن الملاهى الفسيح
المراجيح والطير والريح
**
وهى المخدات
اذ نستريح وعند الدعابات
شيطنة من نوايا تزيح الحياء
وتفتح باب الشغب
**
شهوة ان اشب على سلَّمٍ شاهقٍ
فى اقاصى السماء
واستاذن الله، اسألهُ
هل راتنا عيون الحبيب نميل
كحزمة قمح
من المنجل الملتوى
للجفاف المؤكد
للمطحنة؟
**
ياحبيب المحبين انا امتحنا كثيرا
وانا امتحنا طويلا
فرحماك ياخالق الحاكمين وياخالق الناس
ياخالق الوحش والسوسنه
**
كلما كسر البرق بلوره فى الاعالى
اشتهيت اقل قليل الحياة فما لاح لى غير موتى
بلادا اسميك ام غولة يابلادى؟
فهلا تركت لنا فسحة كى نطيل البكاء قليلا
على الميتين
وهلا تركت لنا فسحة
كى نُهيِّئَ فوجا جديدا
من الذاهبين اليك باكفانهم راكضين
**
اتركى فسحة كى نربى الضحايا على مهلنا
خذيهم رغيفا رغيفا
ولا تاخذيهم طحين
**
اتركى فسحة كى يشب البنفسج فوق المقابر
شبرا
ووقتا لتفرج عنا السجون
**
اتركى فسحة كى نحس جمال التفاهات فى العيش
بضع نقاط من الماء بعد النهوض من البنج
والمشى مترين بعد التئام الكسور
وصوت المزاريب بعد الجفاف
وارجوحة العطر
تدفعها نحونا شتلة الياسمين
صندل من زهور الربيع
لطفل رضيع يتلتله بين اسنانه
البارزات كاربع حبات ارز جديد
وعرس الصبى الوحيد
ووخط المشيب المبكر من مفرق الزوجه المشتهاة
على مخمل الاربعين
**
اتركى فسحة للفتى
كى يزيل عن الوجه حب الشباب
وتصعد كفاه فى لهفه
فوق فخذ الصبيه
يكسو عراء الخيال
بطهر البياض المزغب والتجربه
**
اتركى فسحة للفتاة
تحزز فى كتف صاحبها بالاظافر
لذتها
حين تدهمها فجاة كالتماع النصال
اتركى فسحة كى نحل "اتحاد النساء"
وندخل مشطا على شعره المشرئب
ونعفى مخداتنا من ليالى الجدال
**
اتركى فسحة كى نقشر هذى القداسة
عن كل شعر بليد يحبك
والرمز عن حبة البرتقال
**
اتركى فسحة كى نرى فى البلاد البعيدة
ماعندها من جمال
فعين المهاجر تخشى تمنعها فى الجمال
**
اجعلينا نحل ونرحل
من اجل رغبتنا فى البقاء او الانتقال
اتركى فسحة كى تضل الشنانير درب النجاة
وتاوى الى فخ اعمى
ولاتخبريه بان ابنه الان صيد
لدورية سفكت دمه فى رؤوس الجبال
**
ارجعى كى نعيد سقيفتنا للدجاج الكريم
الذى كان قاسمنا (خنه) سكنا
او نعيد الخيام لكشافة
يسهرون على شاطى الصيف بالرقص والاحتفال
**
ارجعى كى نقوم الى دبكة
لاتهز السيوف
ولكن تهز القلوب وخروب شعر الجدائل
ذات اليمين وذات الشمال
**
كلما كسر البرق بلوره فى الاعالى
اشتهيت اقل القليل
بكل الحواس ومنيت نفسى بابسط ما يشتهى
واستحال
**
شهوة ان تضايقنا فى المرايا ككل العباد
التجاعيد حول الجفون
**
شهوة ان يغنى لنا اللحن خصر الصبية
لا ((عائدون))
شهوة ان يكون حديث المقاهى
سخيفا
**
كما ينبغى ان يكون
**
شهوة ان تخلى البنات يرتبن ما شئن
من كَذِبٍ ابيضٍ كي يقابلن عشاقهنَّ
ويشعرن بالانتصار البسيط على والدٍ
أسَّسَ التُّرْكُ قصرا على شاربيهِ
وأم يحدثها قلبُها بانفلاتِ الفتاةِ
ولكن تُهَوِّنُ عن زوجها الأمْرَ
حتى يهون
شهوة ان نعلق فى غرف النوم لوحاتنا الغامضاتِ
وليس شريط السواد على صورة الغائبين
**
شهوة ان نفكر فى رهبة الموت
من بعد ما صار كالخَسِّ فى السوق كدَّسَهُ البائعون
**
اتركى فسحة للرجاء
اتركى فسحة للجنون
انت اخبث مما نظن واحلى
فهلا ابتكرت لنا فكرة للصعود اليك
سوى موتنا
في هواك
**
شهوة ان نريح القصائد منك قليلا
ونكتب عن اى امر سواك
عدل سابقا من قبل hassanbalam في 2015-12-26, 8:34 am عدل 1 مرات | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-09-02, 9:12 am | | سألته مذيعة في مقابلة تلفزيونية، كم عمرك ؟ أجاب : أنا أكبر من إسرائيل بأربعة أعوام
أيها الأعداءُ صارَ الإنتصارْ عادةً يوميةً كالخُبزِ في أَفْرانِكُمْ فلماذا هذه الهستيريا؟ ولماذا لا نَراكُمْ راقِصِينْ؟ كم مِن النَّصْرِ سَيَكْفيكُمْ لكي تَنْتَصِروا؟ أيها الأعداءُ، "شيءٌ ما" يُثيرُ الشكَّ فيكُمْ، ما الذي يَجْعلُكُمْ، في ذُروةِ النَّصْرِ عَلَيْنا، خائِفِين؟!
من "منطق الكائنات" (مقتطفات)
تمرد
قالت عبّادَةُ الشمس للشمس: مُمِلٌّ إتِّباعُكِ كلَّ يوم!
عالَم ثالث
قال المغناطيس لبِرادة الحديد: أنتِ حُرَّةٌ تماماً في الاتجاه إلى حيث ترغبين!
عالَم ثالث.. أيضاً
قال القلم للمِبراة: أنتِ كبعض الأحزاب... يدخلها المَرء فَتَقْصُر قامتهُ ويضمر رأسُه!
المكيدة
قال المتلهفون على الدخول: عَبَثاً احتفظنا بمفاتيحنا طوال العمر فقد غَيَّروا الأقفال!
المِرْآة
قالت المِرْآة: ما أشد تعاستي! لا أحد ممن ينظرون إليّ يريد أن ... "يراني".
تَوْقُ
قالت العتبة: ليتني أدخل إلى الصالون قال الصالون: ليتني أخرج إلى الشرفة قالت الشرفة: ليتني ... أطير
بِلادي بِلادي
قال الذي التفَّت عليه شِباك الموت في المنفى: السمكة، وهي في شِباك الصيادين، تَظلُّ تحمِلُ رائحةَ البَحْرْ
الحبل
قالت ربة البيت: الغسّالة الأوتوماتيكية الفخمة لا تدخلها إلا الملابس المتَّسِخة وحَبْلُ الغسيل المشبوح بين مسمارَيْن لا يحمِلُ إلا ما هو نَظيفْ.
الأفعى
قالت الأفعى: رغم أن البشر يلعنونني أظل أفضل من بعضهم وعندما ألدَغُ أحداً فإنني، على الأقَلّ، لا أدَّعي صداقتَه!
العِلكة
قالت العِلكَة: أشعر بالضياع... ففي فم السياسي، أصبح بياناً هاماً وفي الجريدة، أصبح الافتتاحية وفي وعود العشّاق، أصبح تنميقاً للكذِب...... فقط في فم العاهرة أحتفظ بصفاتي!
لا مُشْكِلَةَ لَدَيّ
أتَلَمَّسُ أحوالي…لا مشكلة لديّ شكلي مقبولٌ. ولبعض الفتيات أبدو بالشعر الأبيض جذاباً نظّاراتي متقنةٌ وحرارةُ جسمي سبعٌ وثلاثونَ تماماً وقميصي مكويٌ وحذائي لا يؤلمني لا مشكلة لدي
كَفّاَي بلا قَيْدٍ. ولِساني لم يُسكَتْ بعد لم يصدر ضدي حٌكْمٌ حتى الآن ولم أُطرَدْ مِن عملي مسموحٌ لي بزيارة مَن سَجَنوهمْ مِن أهلي وزيارةِ بعضِ مقابرهمْ في بعض البلدان لا مشكلة لدي
لا يدهشني أن صديقي أَنْبَتَ قَرْناً في رأسه وأُحِبُّ بَراعَتَهُ في إخفاء الذيل الواضحِ تحت ملابِسِهِ وهدوءُ مخالِبِهِ يُعجبني. قد يفتك بي، لكني سوف أسامحه فهو صديقي وله أن يؤذيني أحياناً لا مشكلة لدي
ما عادت بسمات مذيع التلفزيون تُسَبِّبُ لي أمراضاً. وتعوَّدت على توقيف الكاكيَّين لألواني ليلاً ونهاراً. ولهذا أَحْمِلُ أوراقي الشخصيةَ حتى في المَسْبَح لا مشكلة لدي
أحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ ولم أعرف كيف أودعها وأَتَتْني أنباءُ تَدَهْوُرِهِ في وادٍ ليس بذي زرعٍ (ونجا سائقُه من بين الركّاب جميعاً) فحمدت الله، ولم أبكِ كثيراً فلديَّ كوابيسٌ صغرى سأطوِّرها، إن شاء الله، إلى أحلامٍ كبرى لا مشكلة لدي
أتلمَّس أحوالي منذ وُلدتُ إلى اليوم وفي يأسي أتذكر أن هناك حياةً بعد الموتِ هناك حياة بعد الموت ولا مشكلة لدي لكني أسأل: يا ألله! أهناك حياةٌ قبل الموت؟
لا بأسَ أن نموتَ في فِراشِنا على مِخَدَّةٍ نظيفةٍ وبين أصدقائِنا لا بأسَ أن نموتَ مَرَّةً ونَعْقدَ اليديْنِ فَوْقَ الصَّدْرِ ليس فيهما سوىالشُّحوبِ لا خُدوشَ فيهما ولا قُيودْ لا رايةً ولا عَريضَةَ احتِجاج. لا بأسَ أن نموت مِيتةً بلا غُبارْ وليس في قُمْصانِنا ثُقوبْ وليس في ضُلوعِنا أَدِلَّة
لا بأسَ أن نموت والمخدَّةُ البيضاءُ، لا الرصيفُ تحتَ خَدِّنا وكَفُّنا في كَفِّ مَن نُحِبّ، يُحيطُنا يأسُ الطبيبِ والممرِّضات وما لنا سوى رَشاقَةِ الوداعِ غَيرَ عابِئين بالأيامِ تاركين هذا الكونَ في أَحوالِهِ لعلَّ "غَيْرَنا"... يُغَيِّرونَها.
من منطق الكائنات مقتطفات ( نزاهة )
قال صندوق الانتخابات : عداد التاكسى وبائع الحليب وأنا لو راقبتنا الملائكة والشياطين معا سنغشكم .
( جغرافيا)
قال التلميذ : فى العالم العربى أرواحنا وبيوتنا لا تحتاج إلى زلازل كى تتشقق
أعمدة الكهرباء )
قالت أعمدة الكهرباء : تضربنا الريح ويعفرنا الغبار وتتكئ علينا العاهرة ونضئ العالم .
( بنج بونج )
قالت كرة البنج بونج : فى كل مرة أنال من الضرب ما لا يناله معتقل عربى .
( المعتقل )
قال المعتقل لزميله فى الزنزانة : عندما يفرجون عنى سوف أبنى لنفسى بيتا محاطا بالشرفات تدخله أشعة الشمس من كل زواياه نوافذه دانية وواسعة سجاده ملون جدا أسرته من الإسفنج الكثيف يزدحم بالكتب وبالموسيقى وبالدفاتر والأقلام وبالضيوف وبالصابون المعطر ومن مواصفاته الهندسية أنه يمكن الهرب منه .
( الكابوس )
قال الكابوس :
أذوب مكعبات الرعب فى كؤوسكم أُهدّمُ الأرفف المنسقة فى ممرات خيالكم أعيث غباء ثيرانى فى زجاج ليلكم أبنى حولكم زنزانة يجحظكم من نافذتها ضبع كاكى اللون أهيئ من قاماتكم قصبا تحت دهيس الكركدن أخرب ما أخرب وأشوه فيكم ما أشوه وأُجعد حديد هشاشتكم بالقشعريرة حتى إذا استيقظتم منحتكم سببا للامتنان والشكر لكونى مجرد كابوس زائل وبعد ذلك تحتسون فى غبطة وراحة بال قهوة الصباح وتخرجون للسعى المألوف فى شوارع يومكم الجديد المشرق حيث يبدأ الكابوس الحقيقى .
( الحضن )
قال الحفيد عن جدته : فى أيامها الأخيرة جلس الموت فى حضنها فحنت عليه ودللته وحكت له الحكاية وناما فى وقت واحد .
( تفسير )
شاعر يكتب فى المقهى العجوز ، ظنته يكتب رسالة لوالدته المراهقة ، ظنته يكتب لحبيبته الطفل ، ظنه يرسم التاجر ، ظنه يتدبر صفقة السائح ، ظنه يكتب بطاقة بريدية الموظف ، ظنه يحصى ديونه رجل المباحث ، مشى نحوه ببطء .
( الروض العاطر ) قالت لى السيدة المجربة : ثمرات التين ، قشّرها عناقيد العنب ، المسها بشفتيك أولا القهوة ، خذها ساخنة الزوابع ، دع وقارك جانبا وهى تلوب وتصيح الزيارة ، اجعلها مرحة الشمس ، اقترب منها بمقدار وابتعد بمقدار القصيدة ، لا تنزعج من غموضها اللوحة ، لا تدقق كثيرا فى تفاصيلها المسرحية ، لا تغادرها قبل النهاية الكلمة ، لا تحاول استعادتها إذا ذهبت المرأة ، اصنع معها ذلك كله .
( لا مفر )
قال الهارب وقد ضاق عليه الخناق : يا إلهى أين أختبئ والمدينة ملآنة بأصدقائى ؟
( أحذية وأحذية )
قال الإسكافى وهو يهوى بمطرقته على الحذاء : عندما أضربك بكل هذا الغل اعلم أن خيالى يمارس انتقاماته الغامضة .
( فى القلب )
فى الكون كواكب فى الكواكب الأرض فى الأرض قارات فى القارات آسيا فى آسيا بلاد فى البلاد فلسطين فى فلسطين مدن فى المدن شوارع فى الشوارع مظاهرة فى المظاهرة شاب فى صدره قلب فى قلبه رصاصة .
| |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-09-02, 9:17 am | | الشهوات كسّر البرق بللوره في الأعالي وافلت من دغله نمر طائش اللونِ رنّت على ظهره فضةُ الليل والرغبةِ الغامضه كأنّ الصواعقَ تعدو على جسمه وهو يعدو ويعدو ويعدو ويعلو عن الارض حتى لَيوشِكَ ان يشغلَ الجاذبيةَ عن شُغلِها لحظةً ثم يرقى الى ما يشاءُ الخَيالْ هذه شهوتى للتى اشتهيها بخمس حواسٍ ولكنها لا تُنالْ.
نمرٌ طائشٌ فى علاليه قلبى ووثباته طردُ ضوءٍ لليلٍ وليلٍ لضوءْ وأنا لم أعد اشتهى أيَّ شيء فانا اشتهى كلَّ شيء من زمان يليق بموتي الى اول المشى واللثغ والاول الابتدائىِّ حَبِّ الشباب ومشطِ السخافةِ رسمِ الشوارب بالحِبْر فوق الشفاهِ دويِّ البلوغ الذى يخلط الرعب باللذةِ المستطيله شيئا فشيئا وياخذنا، راجفين، الى موعدٍ أَهْبَلٍ تحت "بيت الدَّرَجْ"
شهوةٌ لِلَّعِبْ لِلُصوصيَّةِ الطفل فينا نغافل بُخْلَ العجوز التى وجهها مثل كعكٍ تَبَلَّلَ بالماءِ كى نسرقَ اللوز مِن حَقْلِها مُتْعَةُ العُمْرِ ان لا ترانا وامتعُ منها اذا ما راتنا مَراجِلُنا فى الهَرَبْ
وامتع من كل هذا اذا استلمت خيزرانتُها واحداً وانْضَرَبْ
شهوةٌ للوساوس فى ليل قريتنا كلُ من زادَ عن عمرنا سنةً خَوَّفَ الكلَّ بالضبع أو بابن آوى وفاخَرَنا بالجَسارةِ واصْفَرَّ خَدّاهُ مِن قِطَّةٍ عابِرَه
وانا اشتهى كل شيء من مكان يليق بموتى الى شغف ازرق النار بالجارة الفائرة مِن حرير التلامس والانسجامْ والنعاس الشفيفِ وذاك الحفيف اذا النور حَكَّ المخدةَ شيئاً فشيئا وعز علينا القيامْ الى شهوتى لمطارٍ رحيمْ ولذاك الطراز الذى لم اجربه من سفرٍ للسفر حيث لا يغرس الضابط الوحش نابيه فى روح روحى ويجلس فى كامل الاعتزاز بسلطانه مثل ضبعٍ وسيمْ
شهوة لوجود النساء اللواتى يخفن قليلاً ولكن يقفن طويلاً بجفن الردى وهو نائم وطرحاتهن الغيوم واقدامهن الجنان وفى روحهن الاساور والماس لا فى المعاصم يطرز اثوابهن العجاج الكريم فيخدشن خوذة عصر الغزاة ويسقطن عصر الهوانم
شهوة لوجود الرجال الذين بنوا فى المضافه بيت الكرم وبيت النكات اللئيمه بيت التهكم من كل عال قوى وبيت المساء الطويل بطول الجدال واخبار كل البلاد كأن الحصيرةَ من تحتهمْ هيئةٌ للأُمَمْ
شهوة لبلاد تطالب ابناءَها باقل من الموت جيلا فجيلا وفيها من الوقت وقتٌ نخصصه للخطايا الحميمه والغلط الادمى البسيط وزحزحةِ الافتراض البطوليِّ عنّا قليلا فمسكينةٌ أُمَّةٌ حين تحتاج كلَّ البطولات من كلِّ أبنائها وتعيش الحياةَ قتيلا قتيلاً
شهوةٌ لبلاد تقل الاناشيد فيها وفيها نعود الى نمنمات احتياجاتنا العابرات بلا خجل او ندم
شهوة ان ارد على الهاتف المتاخر ليلا بدون التوجس من كارثه
شهوة ان اكون الضحيه لامراة عابثه لا لثوريِّ هذا الزمان
شهوة ان تكون الخنازير مطرحها فى الحظائر او فى المسالخ او فى البرارى وليس على المقعد المخمليّ
شهوة ان يقوز الفؤاد باحلى الوظائف حرية الشكر, حرية الصمت حرية الرقص حبا اذا ما هوى والتخلى الانيق اذا ما نوى والتنقل ما شاء بين الرضى والجفاء
شهوة ان تكون الخصومة فى عزها واضحة غير مخدوشه بالعناق الجبان فقبلات من لا اود حراشف سردينة وابتسامته شعرة فى الحساء
شهوة ان تكون المودة فى عزها واضحة دون طُعم الوعود ودون اللغة فاللغة علبة للرياء واللغة لعبة فى يدى من يشاء واللغة رشوة للنساء واللغة سمسم الكاذبين الوفير وفخ يهيا للبنت منذ الصباح المنمق حتى سرير المساءْ
شهوة لغموض العتب شهوة لاعتذار العيون الذكيّ شهوة للضمير الانيق شهوة ليد فى يدى فى الزحامْ شهوة ان نَغُفَّ الحياةَ كإبريقِ ماءٍ تبلل فخّاره بالندى
شهوة ان يقول المحقق من اطلق النار فى راس (ناجى العلى) شهوة ان يحذرنى احد الناس من طعنة فى الظلامْ
شهوة ان ارى ما يُرى كُلُّهُ فى شمولٍ عظيمٍ يوحد بين نجوم السماءِ وخصلةِ عُشْبٍ بقاع البحارِ وبين كهوف العتامِ وقوسِ الافُقْ
شهوة للقاء مع امراتين فى امراة واحدة صبحها فى وقار الغسق ليلها فى فجور الشفق هى راهبة فى النهار وفى الليل مرغابة للمسرات ولوالة بالنداءات مصهالة بالشبق
شهوة لتلاوين نشوتنا فهى خضراء غابيَّةٌ فى ذراعيكِ عند انغلاق العناق علينا حبيسين فى واسع من فضاء النوايا سجينين مثل العصافير فى ريشها وهى تلهو وتلعب فى الجو هابطة صاعدة
شهوة لتلاوين لذتنا وهى دائرة من بداياتها لبداياتها عائدة وهى زرقاء فضيه حين تلمع رعشاتها فى العظام وتغدو انينا وتغدو رنينا ونصل المباهج يجتاز جسمى وجسمك فى لحظة واحده
شهوة لتلاوين لمساتنا فهى شاش الجراح التى خلف البعد فينا وبعض الدواء وهى زلزالنا الهش تسرى نعومته بالدوى الفجائى عند اللقاء وهى خبث الثعالب عند اللعب وهى ركن الملاهى الفسيح المراجيح والطير والريح
وهى المخدات اذ نستريح وعند الدعابات شيطنة من نوايا تزيح الحياء وتفتح باب الشغب
شهوة ان اشب على سلَّمٍ شاهقٍ فى اقاصى السماء واستاذن الله، اسألهُ هل راتنا عيون الحبيب نميل كحزمة قمح من المنجل الملتوى للجفاف المؤكد للمطحنة؟
ياحبيب المحبين انا امتحنا كثيرا وانا امتحنا طويلا فرحماك ياخالق الحاكمين وياخالق الناس ياخالق الوحش والسوسنه
كلما كسر البرق بلوره فى الاعالى اشتهيت اقل قليل الحياة فما لاح لى غير موتى بلاداً أُسَمّيكِ أَم غُولةً يابلادى؟ فهلاّ تركْتِ لنا فسحةً كى نُطيلَ البكاءَ قليلا على الميتين وهلا تركت لنا فسحة كى نُهيِّئَ فوجا جديدا من الذاهبين اليك باكفانهم راكضين
اتركى فسحة كى نربى الضحايا على مهلنا خذيهم رغيفا رغيفا ولا تاخذيهم طحين
اتركى فسحة كى يشب البنفسج فوق المقابر شبرا ووقتا لتفرج عنا السجون
اتركى فسحة للفتى كى يزيل عن الوجه حب الشباب وتصعد كفاه فى لهفه فوق فخذ الصبيه يكسو عراء الخيال بطهر البياض المزغب والتجربه
اتركى فسحة للفتاة تحزز فى كتف صاحبها بالاظافر لذَّتَها حين تدهمُها فجأةً كالتماع النصالْ اتركى فسحة كى نحل "اتحاد النساء"
وندخل مشطا على شعره المشرئب ونعفى مخداتنا من ليالى الجدال
اتركى فسحة كى نقشر هذى القداسة عن كل شعر بليد يحبك والرمز عن حبة البرتقال
اتركى فسحة كى نرى فى البلاد البعيدة ماعندها من جمال فعين المهاجر تخشى تمنعها فى الجمال
اجعلينا نحل ونرحل من اجل رغبتنا فى البقاء او الانتقال
اتركى فسحة كى تضل الشنانير درب النجاة وتاوى الى فخ اعمى ولاتخبريه بان ابنه الانَ صَيْدٌ لدوريّة سَفكَتْ دمَهُ فى رؤوس الجبال
ارجعى كى نعيد سقيفتنا للدجاج الكريم الذى كان قاسمنا (خنه) سكنا او نعيد الخيام لكشّافةٍ يسهرون على شاطى الصيف بالرقص والاحتفال
ارجعى كى نقوم الى دبكة لاتهز السيوف ولكن تهز القلوب وخروب شعر الجدائل ذات اليمين وذات الشمال
كلما كسر البرق بلوره فى الاعالى اشتهيت اقل القليل بكل الحواس ومنيت نفسى بابسط ما يشتهى واستحال
شهوة ان تضايقنا فى المرايا ككل العباد التجاعيد حول الجفون
شهوة ان يغنى لنا اللحن خصر الصبية لا ((عائدون)) شهوة ان يكون حديث المقاهى سخيفا كما ينبغى ان يكون
شهوة ان تخلى البنات يرتبن ما شئن من كَذِبٍ ابيضٍ كي يقابلن عشاقهنَّ ويشعرن بالانتصار البسيط على والدٍ أسَّسَ التُّرْكُ قصرا على شاربيهِ وأم يحدثها قلبُها بانفلاتِ الفتاةِ ولكن تُهَوِّنُ عن زوجها الأمْرَ حتى يهون شهوة ان نعلق فى غرف النوم لوحاتنا الغامضاتِ وليس شريط السواد على صورة الغائبين
شهوة ان نفكر فى رهبة الموت من بعد ما صار كالخَسِّ فى السوق كدَّسَهُ البائعون
اتركى فسحة للرجاء اتركى فسحة للجنون انت اخبث مما نظن واحلى فهلا ابتكرت لنا فكرة للصعود اليك سوى موتنا فى هواكْ
شهوة ان نريح القصائد منك قليلا ونكتب عن اى امر سواك
( استثناء ) جميعها تصل .. النهر والقطار الصوت والسفينة الضوء والرسائل برقية العزاء بطاقة العشاء حقيبة السفارة مركبة الفضاء جميعها تصل .. لكن خطوتى إلى بلادى ........
( العشاء ) قالت الكاميرا : بنعومة ورفق مرّ بأصابعه على خدها وقدم لها القرنفلة الشمعة تبعث ضوءا طازجا عازف البيانو يعزف سوناتا لشوبان الهواء له رعشة يخالطها سكون قبلته على وجنتيه احتضنت يديه بيديها أحضر النادل العشاء رفعت الشوكة باتجاه شفتيه وقالت بإلحاح وديع : عليك أن تذوق هذه اللقمة أولا .. كانا فى الثمانين !
يكاد يلامس زر الجرس،
فإذا الباب، في مهل لا يُصدِّقْ، يأخذ في الانفراج
ويدخلُ
**
يخطو إلى باب غرفته
حيث صورته بجوار السرير الصغيرِ،
وحيث حقيبته المدرسية ساهرة في الظلام·
يرى نفسه نائماً بين حلمين أو علمينِ
يدقُّ على غرفِ البيت،
يوشكُ ـ
لكنه لا يدقُّ
فيستيقظ الكلّ في ذهل:
عاد!
والله عاد!
يصيحون
لا يسمعون لصيحتهم أي صوت،
يمدون أذرعهم لاحتضان محمدَّ
لكنها لا تلامس أكتافَهُ
**
ودّ لو يسألُ الكلَّ عن حالهم تحت
قصف المساءات،
لم يجد الصوتَ،
**
قالوا كلاماً،
ولم يجدوا الصوتَ!
**
يدنو، ويدنون
مَرَّ· ومروا· استمروا ظلالاً تمرُّ خلال
ظلال ولا تلتقي!
**
أرادوا السؤالَ إذا ما تعشىّ
أيبرد في الليل؟ أم أن سُمْك الغطاء الترابيِّ يكفي؟
وهل أخرج الطبُّ من قلبه طلقة الخوف؟
أم أنه لم يزلْ خائفاً؟
ثم
هل حلّ مسألتيَّ الحسابِ
لئلا يُخيب آمالَ أستاذِهِ في الصباحِ
وهل···؟
**
وهو ودّ بكل بساطته، أن يقول
أتيتُ "أطل" عليكم
لكي أطمئنّ
وقلتُ أبي سوف ينسى، كعادته، حَبّة الضغطِ،
جئت أذكّره مثلما اعتدتُ،
قلت مِخَدّة رأسي هنا لا هناكَ
**
وقالوا···
وقال
ولا صوت:
**
لا جرسٌُ الباِب رنَّ!
ولا كان زائرُهم نائماً في السرير الصغيرِِ
ولا هُم رأوهُ!
**
وعند الصباحِ
تهامَسَ أهل الجِوارِ بأنّ الروايةََ
محضْ خيال،
فهذي حقيبته المدرسية مثقوبة بالرصاص،
على حالها،
ودفاتره غيرّتْ لونَها،
والمعزّونَ ما فارقوا أمَّه،
ثم
كيف يعودُ الشهيدُ إلى أهله، هكذا،
ماشياً، رائقاً
تحت قصفِ مساءٍ طويلْ ! | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2015-12-25, 9:33 pm | | فليحضر التاريخ! مريد البرغوثينشر في الحياة يوم 13 - 05 - 2009
فليحضرُ التاريخ فوراً! وليلغ موعده مع الحرب التي ستجيء أو مع أي سلمٍ مُفترض، ومع القضايا العالقات بحبره وحرابه، وإذا تذرعَ بانشغالٍ أو مرض، وإذا اعترض، سأجره بيدي الى غُرف المعيشة والضيافة بيننا، ليرى لأول مرة بلداً يمارس يومه العادي بين يديه. سوف أهيئ الأقلام والأوراق: أكتب ما ترى! سترى انتظاري فاكتب الآن انتظاري، لا لمعجزة، فإن المعجزات فضيحةٌ للعقل، لا لتفاهة الجنيِّ في أسطورةٍ تُروى، فهذا الكامل المنفوخ أعجزُ من هشاشتنا ولا للنصر في غزو وراء البحر، إني لا بوارجَ لي، ولكني انتظرت هنا طويلاً بين جدراني البسيطة فاكتب الآن انتظاري قل هنا رجلٌ يقيم في الانتظار ولست أدري ما بهِ. سترى هنا أماً تمشط شعرَ طفلتها لترسلها الى جرس الصباح المدرسي ترِنُّ حُسناً في حديقة عمرها وترن، لا أحداثَ لا آثار مجزرةٍ، فقط أم مع ابنتها، فدوِّن مشطها وجدائل البنتِ الصغيرة في دفاترك التي انشغلت بأخبار الممالك عن وجوه الناس. لاحظ خوفنا إن رن هاتفنا ولا تتكهن الأسباب واكتب أننا نخشى رنين الهاتف الليلي، هل فكرت يوماً أن هذا لم يُدون في كتابك؟ أم تراه من اختصاص الشعر والشعراء لا يا سيدي فاكتبه! وليكن اختصاصك منذ هذا اليوم واكتب عن تلهفنا لنلحق نشرة الأخبار، هل خبرٌ عن الأفران؟ هل خبر عن الأسعار؟ هل خبرٌ عن الأسرى؟ ستلمح بنتنا الكبرى تسابقنا لفتح الباب ثم تعودُ غاضبةً وتصبِر ساعةً أخرى، أيخلفُ وعده؟ أم أنه ما زال ينتظر الحواجز علها تُفتح؟ سترى قريباً جاء مضطرباً يعزّينا، فلم يسمع سوى بالأمس عن موت ابن عمته أمين المعهد الوطني للمسرح ولا تعجب، لنا مسرح، ولا وطنٌ لنا! وافرح كما نفرح، إذا نشروا قصيدة ابننا في الملحق الأدبي بعد غدٍ، ودوِّن لمعة العينين حين ترى حفيداً بيننا يلهو بنا ونظننا نلهو به وعلى الجدار ستلحظ المسمار والصدأ المكوم فوق مفتاحٍ كبير الحجم والسنوات واكتُبها رأيت هناك مفتاحاً يحن لبابه. سترى بعينك كيف يكذبُ جارنا الثاني علينا حين يُنكرُ أنه أغوى صبية جاره بوعوده وأحب جارتها فأربك كل أهل الحيِّ، قل إني رأيت مراهقاً سمجاً، ولا تشرح وتابع كيف ترسم بنتنا دبابةً وأمامها ولدٌ يسد طريقها بقميصه وبنظرة العينين لا تعجب ولا تسرح بعيداً في خيالك، إنها قتلتهُ طبعاً، هل سمعت طوال هذا العمر عن دبابةٍ تمزح؟ فاكتب عن البنت التي رسمت لنا دبابة وأمامها ولدٌ، سأترك رسمها يغفو ويصحو في كتابكَ مثل ذاكرةٍ، فهل تسمح؟ انظر الى ما يشغلُ العماتِ عنك وراقب الخالات ينشرن النميمة كالزرابي اللطيفة حول قهوتهن، أو يذكرن ماضيهن قرب الشاطئ المسروق، أو يخبزنَ أقراصاً مطيبة أتت من أرض نجدٍ، من بلاد الشام، أندلس الفواكه، من جبال المغرب الأقصى، وأرض الرافدين ومن قصور بني أمية، أو بني العباس أو من فن فلاحين أعطاهم نباتُ الأرض حكمته ووصفته وأصغِ الى خطى «جيش الدفاع» على سلالم دارنا يا أيها التاريخ هذا أولاً! يا أيها التاريخ هذا أولاً! فاكتب كما أُملي عليك: إن الغزاة لصوصُ كل روايةٍ، بدأوا الحكاية كلها من «ثانياً»! بدأو الحكاية كلها من ردِّ فعلي وامتحان صوابه ويعرفون صفاتنا بصفاتهم لسنا مجرد «خصمهم» بل نحن «نحنُ». لنا من التعاريف المُضاعةِ في كتابكَ ما يخص وجوهنا ولنا صفاتٌ قبل أن يصلوا وبعد رحيلهم. كنا بأيدينا نخط على الصخور كتابنا بالنسخ والكوفي والثلثِ المورقِ قبل أن يصل المغولي الجديد لقتل أحرفنا على أعتابنا لم نزرع الزيتون في هذي السفوح وانما كتبته موسيقى من الأجداد في روح الزمان، فصار أغنية الجرار، وصار صاحبنا الوفي، وجارنا، وجميعنا يوم انتساب الناس من أنسابه. واللوز ألفناهُ فُصحى من جنائنَ مثل أحرُفنا التي رسمت براعمهُ وطرزتِ الزهورَ البيض في أهدابهِ. والكرم ميلُ جدائل الفتيات في رقصاتهن كأنهن نضجن في أعنابه وأتى المغول لحرقهن وحرقهم ولحرقنا يا أيها التاريخ: هذا أولاً! يا أيها التاريخ: هذا أولاً! هل كنت ساعتها مريضاً؟ أم مجازاً أم أضعت الدفتر الكوني في كأسين من خمرٍ شماليٍ فخذ مفتاحنا واكتب به واكتب على البيت الفلسطيني بالمفتاح: «هذا أولاً». قبل الحجارة في يد الأولاد قبل تمزق الأعياد، قبل البحث عن فشك الحداد وقبل أخطاء القتال وقبل تبديل البلاد بخيمةٍ إبدأ حكايتك الجديدة من هنا، من «أولاً» واكتب كمحترفٍ رأى بشراً حقيقيين لا تُشفق علينا، لا تقل كانوا ضحايا لا تسل ماذا سيحدث تالياً النصر يأتي تالياً يا سيدي، والنصر ما جرح الجريئة والجريء. لسنا ضحايا، بل نُضحي كي يجيء؟ | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2015-12-26, 8:35 am | | (1)
لماذا كلّما شاهدْتُ قَتيلاً مُسَجّى
ظَنَنْتُهُ شَخْصاً يُفَكِّرْ؟
■■■
ها أنتَ مَقتولٌ على الأَرضْ
والأرضُ بِصِحَّةٍ جَيِّدَة.
■■■
قَلبُكَ مُتَوَقِّفٌ تَماماً
والتُّرابُ حَوْلَكَ ينبضْ.
■■■
دَوْرَتُكَ الدَّمَوِيَّةُ
تُكْمِلُ شُغْلَها خارجَ جِسمِكْ.
■■■
كُنْتُما اثنَيْن: أنت ومَطاِلبكْ،
خَرَجْتُما معاً، قاتَلْتُما معاً...
وأنتَ/ وَحْدَكَ/ مُتّ.
(2)
للجِسْمِ رَقْصَتُه، ولو بين الحِبالْ
للرّوحِ شَهوتُها، ولو فَوْقَ الصَّليبْ
الحرب تُوغِلُ فى فُكاهَتِها
إذا قَصَفوا الفَراشةَ بالقَذيفةِ
ثم تُمْعِنُ فى التَّوَغُّلِ فى فُكاهَتِها
إذا ما لاحظوا أنّ الفَراشَةَ لم تَمُتْ
وغَدَتْ، بِكامِلِ ضَعْفِها، أحلى
وأعلى مِن يَقينِ العَسْكَرِىِّ
ومِن عُلوم الحَرْبِ/
نِصْفُ النَّصْرِ أنّ فَراشَةً عَزْلاءَ،
إلا مِن جُموحِ جَناحِها وجَمالِها،
دَخَلَتْ مع الموت المُؤكَّدِ فى سِجالْ.
ستموتُ/
تعرف أنها ستموتُ/ مِن أوْصاف قاتِلِها، ومِن أوْصافِها،
لكنّها/ ستُطِلُّ من شُبّاكِ يأسٍ قادِمٍ وتَرِفُّ فى غُرَفِ الخَيالْ:
للرّوح شهوتُها، ولو فوقَ الصَّليبْ
للجِسْمِ رَقْصَتُه،ُ ولو بين الحِبالْ.
(3)
أنتَ الذى وَلَدَتْكَ أمُّكَ
فى مَنْزِلِ الشَّرْقْ
حيث ابتدأ كلُّ شىء
سترى انحناءَ الثيابِ المُطَرَّزَةِ على شَواهِدِ النِّهاياتْ،
والذين تُحِبُّهُمْ، ستراهم مُتَقابِلينَ مع مَوْتِهِمْ،
كَتَقابُلِ الأَزْرارِ والعُرى
على صَدْرِ القَميصْ.
(4)
ما الذى بوسْعِكَ أن تَفْعَلَه؟
إجماعٌ تُحاوِلُ أن تَظَلَّ خارجَه
أَغْلَبِيّاتٌ تَظَلُ فيها قَليلاً
بجَيْشٍ مِن جنود المَجاز
تُغالِبُ عَضَلاتِ العالَمْ؟
بِبَلاغَةِ الخَزَفْ
تَرُدُّ على مُرافَعَةِ الحَديدْ؟
(5)
الدُّخانُ يُغْلقُ المَشْهَدْ
الأجسادُ تَلَوَّنَتْ بالأحمَرِ الساخِنْ
زُجاجُ سيارة الإسعاف، تَلَطَّخَ فجأة
صَديقُكَ لن يَصِلَ أبداً إلى أىِّ مَكان
الأهل البَعيدون،
الذين لم يَسْمَعوا بالخَبَرِ بَعْدْ،
لن يطْمَئِنّوا.
منذ هذه اللحظة، على الأغلَبْ،
لن يَطْمَئِنّوا!
(6)
موتهُ أعْجَزَهُ عن المَشْىْ
ولو استطاع
لنزل الآن عن الأكتاف
وسارَ إلى قبرهِ على قَدَمَيْه
دونَ حاجَةٍ إلى أَحَدْ.
(7)
البَشَرِيَّةُ تَقَدَّمَتْ أيها العجوز
عاد عصرُ المعجزات:
الآن صار ممكِناً مَحْوُ كل البراهين.
الآن صار ممكِناً إثباتُ أنّ ما وَقَع
لم يَقَعْ.
الآن صار ممكناً إثباتُ أن الموت
هِواىَةُ القتلى.
الآنَ صارَ مُمْكِناً أن يبدأ المَوْلودُ عُمْرَهُ
مِن جِهَةِ الكُهولَةْ!
(
لا بُدَّ أنّ هناك طريقةً أُخرى. لا بُدَّ أنّ هناك قبطاناً آخر.
لا بُدَّ أنّ هناك شراعاً أكثر متانة.
لا بُدَّ أنّ هناك سُفُناً لا تَغْرَقُ مَرَّتَيْن.
لا بُدَّ أن يحيا المَرْءُ أوَّلاً ويموتَ ثانياً.
لا بُدَّ أن تكون هناك امرأةٌ أعْشَقُها، أموتُ فى سَبيلِها،
دون أن يغارَ الوَطَنْ.
(9)
ها هى باليأس ذاتِهِ، بالرجاء ذاتِهِ، حياةٌ حافِيةٌ
خَرَجَتْ تلومُ المَوْتْ.
حياةٌ خَرَجَتْ كاملةً
لِتَنْقُصَ غَداً
وغَداً، وغَداً، وغَداً.
(10)
وَحْدَكَ الآنَ ولا وَجْهَ سِواكْ.
أنتَ مَن عَلَّقْتَ نَجْماً ضاحِكَ الضوءِ هُنا
ونجوماً عابِساتٍ كَجُنودِ المَخْفَرِ العالى هُناكْ
أنتَ كأسى وانْتِشائى، فلماذا
تَمْنَعُ الخَمْرَةَ عن روحى؟
وسُكرى فيكَ، لا عَنْكَ، ومَطلوبى رِضاكْ.
أنتَ إن لم تَسْتَمِعْ لى، إمَّحى فى الأرض ظِلّى،
فلمن سوف أُصَلّي، ولِمَنْ يلجأُ مِثْلى
حين تُقْصينى يَداكْ؟
لم أعد أملك اسما، كى أُنادَى أو أُسَمّى
مُلِئَتْ كأسىَ سُمّا، صِرتُ فى قبرىَ رَسْما،
وتَعَوَّدْتُ الهَلاكْ
منذ عُمْرَيْنِ أنا والضَّجَرُ، عبثاً فى قبرنا ننْتَظِرُ
ثم لا نحيا ولا نَنْتَشِرُ، سامِحِ المَوْتى إذا ما كَفَروا
أو تَجَلَّ الآنَ عَدْلاً، لِنَراكْ.
(11)
المَرْءُ يُشْبِهُ مَن يُشَيِّعُهُ تَماماً
قُبَّعاتُ الرّيشِ تَمشى فى جَنازتِها رِياشٌ مِثْلُها جِداَّ
ولا يَبْكى الحُفاةَ سوى الحُفاةِ
وأنتَ تُشْبِهُنا،
وفى أجسامِنا جوعٌ لغير النَّصْرِ أيضاً
أنت تُشْبِهُنا - رغيفاً نائياً عن نارهِ.
لم يُعْطِكَ الإغريقُ آلِهَةً تَخُصُّكَ بالرعايةِ
كلما آنَسْتَ يأْساً كاملاً
لم يُعْطِكَ التاريخُ حتى زَوْجَ أحْذِىَةٍ لهذا الوَعْرِ.
حاوِلْ مَرَّةً أُخرى، انتظِرْ!
حتى تُرى القمصانُ أَنْظَفَ أو أَجَدَّ
وريْثَما نَسْتَبْدِلُ الأزياءَ بالأَسمالِ
والخُبْزَ الطرىّ بِهذهِ الكِسَرِ التى
سَتَشِحُّ أكثرَ كلما أخذوكَ مِنّا
أم تُراكَ فَقَدْتَ عُمْرَكَ كُلَّهُ مِن أجل ذلكَ كُلِّهِ؟
ولكى تَدُقَّ على غُيومِ الحُلمِ سارِىَةَ العَلَمْ؟
سِرْنا وراءَكَ،
كان شَكْلُ الغَيْمِ مثلَ ثِيابِنا،
رُقَعًاً بها فَوْضى، بها جوعٌ إلى الألوانِ
تَحْمِلُنا صنادِلُ فى ثُلوجِ اللهِ، والسَّهَرُ الفقيرُ سماؤنا
اغضب ولكن لا تمت!
فأمامَنا شغلٌ كثيرٌ، لو عَلِمْتَ:
أمامَنا تنظيفُ جِسْمِ رصيفِنا
وأمامَنا ترتيبُ كلِّ رُفوفِنا
وأمامَنا تغييرُ شكلِ عريفِنا
وأمامَنا تعريفُ دُنيانا بنا مِن بَعد أن جارَتْ على تَعريفِنا.
يا أيها المُغْبرُّ أَقداماً وروحاً، مثلَنا:
ما رِعْشَةُ الأملِ الذى كانت يداكَ تَجُرُّهُ كالزَّوْرَقِ المدفون تحت الرملِ،
إن كنا سَنَسْتَثْنيكَ مِن مينائِنا، وىَعِزُّ أن
نَسْتَرْجِعَكْ؟
ما نوبة الصَّحَيانِ فى أبراجِ هذا السورِ
إن لم نستطع أن نَسْمَعَ الرأىَ المُغَطّى بالزهورِ
ونَسْمَعَكْ؟
يا أيها المنسىُّ فى قاع الأسى
ما خَفْقَةُ العَلَمِ الذى حَلُمَتْ يداكَ بِرَفْعِهِ
إن لم يَكُنْ فى وُسْعِهِ أن
ىَرْفَعَكْ؟
نشتاق للموتى كما نشتاق للأَحْياءِ. يَكْذِبُ من يُكَذِّبُ قلبَهُ:
لا شىءَ يَعْدِلُ ساعَةً أُخرى مَعَكْ.
(12)
لأنك، فى الأَصْلْ،
(ولولا مِئةُ وَجَعٍ تُلِحُّ على زُجاجِكَ كشحّاذى إشارةِ المُرورْ)
أنتَ خُلِقْتَ لِلْبَهْجَة.
المُجتمِعون فى المُنتدى،
المَأْخوذونَ بِمَلامِحِكَ الحاسِمَة، وصوتِكَ الصّخرِىّ
لا يُدْرِكونَ أنّ حديقةً ينبضُ فيها الرَّذاذ، كَفيلةٌ بِقَتْلِكْ.
طِفْلٌ غَريبٌ يَضْحَكُ لكَ فى القِطارْ
يُسَمِّرُكَ شجاعاً وجباناً فى قَلْعَةِ جَسَدِكْ، وراغِباً فى الرَّقْصِ،
كالمَشلولْ!
تَمْتَنُّ للنّسمةِ فى القَيْظْ، كأنها فَوْزُكَ باليانَصيبْ
لائِقٌ لكَ الصَّمْتُ والصَّخَبْ. لائقٌ لك الرسوخ،
ولائقٌ لك التحليقُ بين نَوْرَسَيْنْ
كأنَّكَ جِسْرٌ بين ضِفَّتَىِّ الحُزْنِ والمَسَرَّة -لا تَتَحَدَّثُ عن أَحْمالِكْ
ولولا مِئةُ وَجَعٍ تُلِحُّ عليك
أنتَ .. خُلِقْتَ .. للْبَهْجَة.
(13)
فى أَوْجِ ذلك،
ها هو ذَيْلُ ثَوْبِها الأَسْوَدْ
يكاد يَمسُّ وَجْهَكَ النّائِمْ:
حِدادُ أُمّكَ الطويلْ،
صامِتاً، مُسْتَوْحِشاً،
ىَذْرَعُ مَمَرّاتِ البَيْتْ. | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2015-12-28, 11:37 am | | | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-01-30, 2:38 pm | | شعر مريد البرغوثى (1) قومى يا دائرة الأشكال كما يدخل الماء جوف الصخور بقريتنا فى فصول الشتاء يشق له ألف درب بباطن أعلى الجبال ويخلد فيها كثعلبة ترقب ويصغى لوقع خطى الزراعين وشق المحاريت للأرض عامًا فعام ويخرج نهرًا، ونبعًا، ونافورة تسكب ويهتف كالطفل: ها قد أتيت، تعالوا اشربوا فيشرب منه اليمام وأهل القرى وقوافل ضلت، وسنجابة تلعب وتنغمر الأرض بالبرتقال وتحمر فيها الورود، وتنضج كل الثمار الوليدة كذلك حبك يدخلنى ويشرق وجه القصيدة. رضوى يا قمح الخابية الذهبى لكل الجوعى تنضجك الشمس المصرية خبزًا للفلاحين يقوتهم كى تبذر أيديهم قمحًا آخر وتصيره أيديهم خبزًا وتصيرين. قومى يا دائرة الأشكال وضمى هذا الكون الطفل وقوديه إلى الرشد تلثمه شفتاك حنانًا وتعالى نتبادل حمل الكون الطفل بكفينا فالكون جميل، وثقيل، فتعالى إنى وحدى. لو ألقاك على جبل فى التيه، وما فيه إلا أشواك الصحراء ووهج الشمس الشريرة ورمال.. ورمال.. ورمال.. حتى سقف الأرض النائى لانبعث الناس من الرمل وجاء الأطفال وأتت آلاف صبايا الدنيا ورجال وشيوخ وقبائل وامتدت فى التيه صفوف من خيمات الآتين وستجرى فى الصحراء الأنهار يتعمد فيها الأطفال وتسقى العطشى يصبح وهج الشمس ضوءً العشاق وعينًا ترعى الأولاد اللاهين يبرق فى الأفق البرق الفضى وينهمر المطر تترامى غابات الورد وينبعث البشر وأصير أنا وتصيرين! وإذا أمشى عند حفافى الشمس أوقفنى النيل جوار الشارع قاسمنى حفنة فستق وتحدثنا أخبرنى أنك ذات صباح قدمت له وردة فحملها بين الشطين على كفيه وأتى بجميع الأفراد يحدثهم عن رضوى ذات العينين الواسعتين أخبرنى أن الوردة كبرت فى وهج الشمس صارت غابات ظللت الشطين سكنتها كل عصافير الوطن الجوعى وبنت أعشاشًا ذهبية غنت، طارت، عادت تحمل قمحًا من أبعد بيدر حدثنى النيل وقال: سألتنى عنها الأشجار سألتنى عنها قطرات الأمطار سألتنى عنها أطيار الفجر سألتنى عنها مصر. يا ذات الوجه المنذور لأرض الدلتا ولحب فلسطينى متعب يا رضوى، يا ذات الوجه الطيب يسرى فى جسمى نهر وشراع وأنا أبحر داخل نفسى كل مساء يحملنى تيارى الغامض نحو جبينك وأنا أبحر داخل نفسى داخل شعرى كل مساء يحملنى تيارى الغامض نحو جبينك وأنا أبحر داخل نفسى داخل شعرى داخل وطنى كل مساء يحملنى تيارى الغامض نحو جبينك أبحر فى جسد فلسطين أبحر فيك تحملنى كفاك على وهج القوة وإذا ما شحبت وجنات بلادى وإذا ما احتلك سواد الأفق على أرض الوطن المقهور يتحول لون شراعى الوردى إلى لون الدم المسفوك على كوبرى عباس تطلع فيه بنفسجة المنذورين يقفون جوار النصب التذكارى و “نهضة مصر” نذروا أنفسهم للعرى الحارق كى يكسوا وطنًا عراه الأقزام وهم يلهون يا رضوى يا شجر الكرمل يا حارات الإسماعيلية فى جسمى يسرى نهر وشراع وأنا أبحر نحوك كل مساء أحمل فى مركبتى الكنعانية تاريخ الشهداء جميعًا يتحول لون شراعى الوردى إلى لون الدم القانى لو شحبت وجنات بلادى أو لو لم ألقاك يا ذات الوجه المنذور لأرض الدلتا ولحب فلسطينى متعب لما جئتك كحبة زيتون عارية تنضجها شمس فلسطين وكفاك لم أحمل ذهبًا أووعدًا بالفستان الأبيض ذى الذيل الممتد لكنى حملتك وعدًا بقصيدة ووعدتك أن أحيا فيك وفى وطنى المتعب ونذرنا نفسينا للعشق فلا ندرى من فينا المعشوق ومن فينا وطن المعشوق ومتى نعشق هذا أو ذاك لا ندرى إلا أن العشق توحد فينا ومددنا أيدينا للعشاق الفقراء وسرنا والدرب طويل ممتد والدرب طويل ممتد ما بين الراحة والزنزانة وتوحد فينا العشق وسرنا والدرب طويل ممتد ما بين الصوت وبين الصمت وتوحد فينا العشق وسرنا والدرب طويل ممتد ما بين الميلاد وبين الموت يا ذات الوجه المنذور لأرض الدلتا ولحب فلسطينى متعب إن كان الموسم هذا العام شحيحًا فلنرفع أيدينا فى وجه الشمس الوحشية ولنقرع أسماء العالم: موعدنا العام القادم! سميتك أول مقتول خلف متاريس الكوميونة سميتك أول مولود فى مصر الحرة سميتك أول عاشقة منذ الطوفان سميتك أول فلاح ينضم لعز الدين القسام سميتك أجمل طفل ترضعه بين الغابات غزالة تطلع بين يديه الأشجار لتمنح ظلاً لمواكب كل كل الناجين من المأساة تطلع من كفيه ينابيع الماء لتسقى أهل السر الماشين إلى القدر الآخر سميتك أشجع من يحمى الباب الموروب من الإعصار سميتك راية بلدى إذ يرفعها أول من يصل إلى الأسوار يا من وصفتها كل مواويل الرعيان الفقراء وشدتها كل أغانى الفلاحين يا من كتبتها أيدٍ سمراء نحيلة فوق الجدران الضيقة السوداء لتحتضن الشمس إنى أقرأ فى عينيك الزمن القادم ولهذا أتحمل عبء حياتى نشوان وظهرى يرزخ تحت الأحمال أبتسم وإن ساءت كل الأخبار وأسير وفى ظهر الخنجر فأنا أومن أنى قادر أن أمضى لنهاية درب النذر المفتوح على الأخطار ما دمت تمرين براحتك الخضراء على جرحى ما دامت شفتاك تقبل مفرقى المتعب ما دمت مهددة مثلى فى نفس الدرب ومن نفس الخنجر! تأتينى ليلة أن رسموا لحبيبى دائرة كالقرش المثقوب وقالوا: لا تتخطاها كى نرضى عنك وقال حبيبى: لا، فغدًا دائرة تحتضن بلاد الله بمن فيها من أجيال الفقراء خرج حبيبى من دائرة القرش المثقوب إلى البيدر وكحبات القمح توزع بين سهول المنذورين وغدًا دالية يزرعها معتقل فى ليل تؤنسه فى ليل المنفى تطعمه عنقودًا كل مساء أصبح ظلاً للماشى فى قيظ الوهج الظهرى إلى القدر الآخر خرج حبيبى من دائرة القرش المثقوب واختار لمولده يومًا آخر فاتسع الوطن كما يتسع الأفق أمام المهر النافر!
(2)
أناشيد الورد والنذر
أنا يا رضوتى الراعى الذى مزماره القصبى لا يتعب أغنيك عتابًا، ميجانًا، شعرًا أسميك وحقلاً لليمامات الصغيرة تطلعين الزاد للأغنام الرعيان هل لى أن أساويك سوى بالبيت والوطن الذى تعطيه كى يزهو فيعطيك وهل لى أن أساويك سوى برنين باب السجن حين يرن منفتحًا على الشمس وهل لى أن أساويك سوى بعذاب وادى النيل أو بتوجع القدس خذى صوتى الذى ينساب متجهًا إليك مضيع الخطوات عبر مجاهل الدرب: ألا يا ظبية شردت وراء البحر إنى طفلك الراعى وأنت الأفق أمشى نحوك، اقتربى. فخرفانى الصغيرة، أسطرى، شعرى نأت عنى ولست أنا بصياد لأفزع ظبية شردت ولكنى أنا الراعى الذى مزماره القصبى لا يتعب أغنيك عتابًا، ميجانًا، شعرًا أسميك وحقلاً لليمامات الصغيرة يطعم الرعيان والخرفان، قال الجوع: إنى ضيفك الأبدى منذ الآن ها أنى أناديك وأركض نحوك، اقتربى وأركض أركض، اقتربى تعالى أحتضنك فتهطل الأمطار فى الصحراء والجرد تعالى ربة للخصب أحملها على زندى أطوف بها بلاد الله والفقراء أكرز فيهم اسمك أقول: علامتى صوتك أقول: علامتى وجهك أقول: علامتى جسدك تعالى وابعثينى أمةً، وطنًا، رجالاً يخرجون إذا مددت إلى أديم الأرض اصبعك الذى إن قال: كن. فيكون.. تعالى أحتضنك ينور النوار تطلع نبعة فوارة فى الأرض ما بخلت على أحد تعالى خلصينى من تعودى الحياة على مدار العام واخترقى تكرر أوجه الأشياء تعالى وادخلى جسدى.. تعالى وادخلى جسدى!. وليس برفق من يتجنب الأشواك حين يداعب الزهرة ولكن مثل عاصفةعلى شجر الصنوبر فى الشتاء ومثل تنقل النيران فى الحطب توجوج فى جفاف الجذع جامحة: فكل شرارة نجم وكل توهج جمرة تعالى مثل مكتشف يمزق بعد رحلته خرائطه القديمة غيرينى وادخلى جسدى كعصيان على متن السفينة تستبد بها رياح البحر (يا أشياء كونى كيفما شئت ويا صارى السفينة اعبر الماء وحيدًا أو تكسر) تعالى صيرينى مثلما الزيتون تعصره الرحى زيتًا ينير سراج بيت فى قرانا ويمهر حلوة زفت لفلاح ترقب ثروة الموسم تعالى وادخلى جسدى كهبة ريح يصلى ألف بحار لمقدمتها توقفت السفينة فى أعالى البحر من شح الرياح بهم وفى أقصى الموانى ترقب الحلوات عودتهم وصمت الريح منفى والبحار الزرق منفى والوليف على انتظار والشراع كراية فى يوم حزن نكست هبى عليه وأرسليه على مياه البحر راية ظافر عائد وهبى على شاطئهم يلوح، يلوح فى كل المرافئ رفة المنديل فى أيدى الصبايا وتخبرهم نوارس شاطئ الأحباب أن الوافقين على الموانئ صادقون وأن موج البحر كاذب. تعالى وادخلى جسدى كرش هب من خرطوش صياد على الدورى كونى الآن لاذعة كأحلى ما تكونين ادخلى جسدى كما الشلال يدخل أول النهر أرسلينى جدولاً فى صخر بلدتنا لتشرب منه مهرة جدنا الشهباء إن عطشت وتهبط قرب شطيه الحمائم والسنانير المزغدمة الجميلة ينبت النعناع فى جنبيه يرقص حوله الحجل تعالى وأرفدينى ولنكن نهرًا عظيمًا ما له مثل نغذ السير بين نواتئ الصخر ونركض: علنا نصل عيناك. تطول حكاية عينيك فرس أطلقها البرق من الشرق لمحتنى، حملتنهى عبر التاريخ إليك ها هى تعدو فوق بيادرنا المرشوشة بالأمطار التشرينية تعدو فوق الموج فيلتفت الفلاحون رفعوا أجسادهم التعبى عن غرس الزيتون والتفتوا: فرس تعدو فوق المرج … يعودون لجنى المحصول ………. ………. فهاتى نظرة فى البعد أجلس فى مساحتها كطفل بعدما عوقب يقرفص صامتًا ويغالب الدمعا يظل معلق النظرات يرسلها إلى أمه كأن صلاة كل المؤمنين تحل فى جسمه فيخشع بين أيديها وقد يضحك وقد يبكى فهاتى نظرة فى البعد أجلس فى مساحتها كطفل بعدما عوقب وأسكن فى هدوء الليل إجلالاً لما تخفيه عيناك ………. ………. وحدى أحمل أفارح الغابات السرية والأنهار السرية، عباد الشمس وأجنحة يمامات بلادى أحملها أحمل قاعات الخطباء الشبان بليلات البرد الكانونية أحمل بطانيات المعتصمين وأحمل أرغفة بلدية أحمل أحزان الغابات السرية والأشعار وكل مواثيق المطلوبين أحمل باقات النرجس من “عين الدير” تلذعنى رائحة الزعتر فى وديان بلادى وأرانى حلوًا، خيالاً تحكيه مواويل القرية تحملنى فرس البرق الأسطورية وأرانى منتصرًا عبر هزيمتى الأسطورية فانبعثى أيتها الفرس القادمة من الشهب طوفى مع جنيات الماء بأنهار بلادى فلعل الأمواج الوردية تبحر بسفائن كل الأطفال الفقراء يقفون، تحدق أعينهم فى الأفق الغسقى النائى ويغنون بصوت واحد هيا: لموا أسماككم السوداء لنبحر وتزغرد جنيات النهر وأشرعة السفن وتجن مياه النهر بأغنية الأطفال الفقراء: “أبحرت كل المراكب هربت كل الثعالب يا غراب الجوع لا تنعق علينا أصبح المغلوب غالب هللويا”! عيناك. تطول حكاية عينيك فرس أطلقها البرق من الشرق لمحتنى، حملتنى عبر التاريخ إليك فسكننى شعر الورد وشعر النذر أن أبحر ضد الماء أعانق أشجار الزيتون المثقلة بزاد الفقراء أمتزج مع الأغصان الخضراء مع الأوراق الخضراء وأعرى صدرى للريح، ولا أسقطإلا مع آخر ثمرة ويدور غنائى مع دورات الريح بأعلى الأشجار عبر سفوح الوطن المزروعة تنتظر الأمطار: ما دامت عيناك دليلاً لنشيدى فأنا شاعر وأنا والشعر لعينيك
(3)
صعدت كل الأفراس البيضاء لأعلى التل
تأتينى أمسية ترقبنا وقع الأقدام على درج البيت والطرق الوحشى على باب النائم “ها قد جاؤا فى طلبك” “لا.. لم يصلوا. بعد” وعيونك يا زوجتى اتسعت ببهاء البحر الواثق من عمقه كانت عيناك الخائفتان قليلاً والعارفتان كثيرًا أقوى منهم أقوى من وقع الأقدام على السلم كانت أيديهم لا تتسع إلا لحديد القيد المغلق أما أنت فتتسع يداك لحمل العالم يسكنها الوطن وحب المخدوعين الآتين لأخذك من غرفة نومك قبل الفجر ومن بين يدى من بين رموش الوطن المستيقظ يرقبهم. .. ويصلى لك! *** يا زوجتى الغائبة بعيدًا أتوهم فى ليلى أن النوم عميق لكنى أستيقظ كل صباح عند الفجر فتطل مع الفجر قصيدة تسألنى عنك لا أبكى أذهب لحظات لسريرك تستيقظ منه قصيدة وتقول: “صباح الخير” وأقول: “صباح النور” آخذها من كفيها الورديين وأعود إلى قلمى وإلى الدفتر تجلس بجوارى واضعة راحتها فوق الخد تسألنى عنك لا أبكى انظر للمكتبة الهادئة كما كانت دومًا فى ركن البيت وأرى أوراقك ألمسها ترتعش على شفتى قصيدة تسألنى عنك لا أبكى وأمد يدى إلى ألبوم الصور الأحمر فتطل قصيدة تنشر قصائدك، تحيط بطاولتى نتحدث عنك طوال الليل وتردد كل قصائدك نشيدًا فى الأحلام “أمى تركتنى عند الفجر أمى ذهبت بعد البحر هاتيها يا فرس الشعر الفضية وسأسقيك حليبًا مسحورًا يحملك إليها فتعالى يا آلهة السحر واسقى الفرس الفضية حتى تشبع وانتظريها حتى ترجع” تعدو الفرس المسحورة تبحث عنك بعيدًا. بعد البحر ويجئ الظهر ويجئ العصر ويطل الفجر ويمر نهار آخر! *** تخرج فلاحات قرانا يحملن دلاء يرشقن سماء القرية برذاذ الماء ويغنين نشيد الاستسقاء يا رضوى وأنا أستسقيك ودلوى مملوء بزهور الأشعار أرشقها بين يديك وأدور سبع أساور فى زنديك أرشق منها بين نهودك فلة أفرشها فوق طريقك يفرغ دلوى المملوء، فهل يأذن محبوبى لحظة لأعود إلى بيتى البرى النائى كى أحضر دلوًا آخر مملوءًا بزهور الأشعار أرشقها طول الموسم بين يديك، وفوق طريقك فأنا كالفلاحات بقريتنا أخرج فى الليل لأستسقيك تهلين على يخضوضر فى بيتى البرى العشب وينفخ الليلك وأظل أطوف حوارى القرية أستسقيك فهلى، هلى، هطلت أمطار الفلاحات فغنين نشيد الشكر لآلهة الأمطار وروحن وأخلين الساحات أما شاعرك الواقف ما زال يغنى وحدة غطاه ندى الليل وكلت قدماه لا يسمعه إلى راعى الليل، يسوق النجمات يا رضوى باحت لى أصغر نجمة (إذا غافلت الراعى الغيران من الشاعر) عن وجة راعيها قالت: “راعينا يأخذنا الليلة بحثًا عن رضوى فتعال لعلك تلقاها” يا رضوى إنى والراعى والنجمات نسير إليك الليلة وأنا والراعى والنجمات تعبنا ونعسنا هل تأتين؟ *** يسألنى أطفال الحى اللاهون وراء فراشات العصر: هل أنت اليوم بلا أختك؟ فأقول لهم: أختى ذهبت بعد البحر فانتقلت غابات اللوز الأخضر بعد البحر أختى ذهبت بعد البحر فانتقلت أشتال الزيتون الذهبية بعد البحر وأقول لهم العالم يرحل عنى بعد البحر وأنا أتحمل وحدى يا أطفال الحى اللاهين وراء فراشات العصر مهمة أن أحيا! *** حين ذهبت مالت أزهار اللوتس نحو الماء ومدت كفيها تستبقيك! *** حين ذهبت حقل من عباد الشمس تلفت نحوك وتخلى عن وجه الشمس *** حين ذهبت صعدت كل الأفراس البيضاء لأعلى التل تنتظر تفتح زهرات الوادى كى تعرف أنك عدت *** حين ذهبت تغير معنى الطرق على الباب وتغير عنوان البيت *** يا رضوى الغائبة بعيدًا بعد البحر ها نحن حملنا باقات الورد الأحمر وتوزعنا فى كل مداخل بلدتنا ننتظر خطاك صوت صهيل حصانك وجهك يبزغ شمسًا فوق الزرع الطالع يا رضوى الزرع الأخضر طفل القمر الأحمر طفل والعالم طفل فتعالى ها نحن توزعنا فى كل مداخل بلدتنا ها نحن حملنا باقات الورد الأحمر. مريد البرغوثى | |
| | | | | شعر مريد البرغوثى,ديوان مريد البرغوثى pdf ,الأعمال الكاملة لمريد البرغوثى pdf | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
|
|