® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2015-12-28, 11:26 am | | -> على هيئة واحد شبهي (2001)
على هيئة واحد شبهي (2001) الملح
الناس بتحْضُن بعضها م الخوف
وف الغارات
بيْهِج من سِدر البنات اليمام
وما تتفهمشي في زحام البدرومات ريحة العَرَق
.
واقف بطول الامتداد والجرح
يا عود قرنقل شيطاني
يابو الملامح غَريبة
ضاربه جدور الأغاني
في شطوط الملح
.
ريحة أمانيَّه اللي فاحت عَبَّقت جَو المكان
الكون عَطَس
والصوت مقص.. يقصني
دبابير
مراكب
طيارات
.
الصوت مقص
وانتي..
ما بتجودي غير بالهمس
ما بتجيدي حتى الهمس
.
طليت عليكي من سمايا الساهرة
.
طليت عليكي
ياااه..
لسه هنا خُضْرَة وهنا صحرا
وهنا برد، وهنا صهد
وهنا ضلمه، وهنا أنوار؟!
.
طليت عليكي
لسة بيُقَع النهر في عب المحيط؟
ولسه غالب فوق ملامحك لصفرار؟!
.
طليت عليكي
لسه النهار مرجيحة بين الليل وبين الليل؟
ولسه بتْدُورِي ف مدار؟!
.....
لا حضننا دافي!
ولا ف طَبَقْنا بُهار!
.
ولا عاد بتِسْري في الجسد رعشة
ولا عاد يِطُق إذا اتصادمنا شَرَار!
مانتيش ملاحظة إننا ف النومة
خِلْف خلاف؟!
......
الأرض مقلاع داوود
والريح بتحدِف تجاهك
يا عود قرنفل وحيد
يا عود وحيد
يا عود
......
حزني وحزنك ضفيره
والملح جير ف باطك
عُمري انفرشلك حصيره
مِستني فَرْطِة سُباطك.
......
حنان
وجايلك..
ف جيبي قصيدة جديدة
وفي لساني شَبِّت الحروف الوليدة..
اللي لسه بتتعلم الطيران بريش أخضراني
ف سماكي البعيدة البعيدة..
.
ولسه بتتهَجَّي اسمك
حاء، نون، ألف، نون
وتبدأ محاولة جريئة لرسمك
فراشة بريئة
بتغطس ف قلبي
وتطلع غزالة طليقة
بتضرب حوافرها في الأرض مُهرة
أطوَّق برجليَّا خصرك
ونخرق حدود المكان...
.
حنان..
.
أنا الولد الدونجوان
اللي لا سِمْسِم الوش لوني
ولا السحر كُحْلَة ف عيوني
ولا الرِقَّة تفهم ملامح سماري
.
أنا دونجوان البراري
اللي ياما صهيلي انطلق ف الغابات البعيدة
وأكَمّ من ليالي
إذا عدت فرحان بخوفي
ألاقي على سريري نايمة القصيدة
شهية..
عنيدة
أعافر معاها
تشعوطلي حضني
تفرهد حروفي
وتتركني غرقان ف حِبْري وكسوفي
يا ليلي.. يا عيني.. يا ليل
زَمِّليني
أنا الولد الطيب الصعب
ياللا احضنيني
اصْهَدي باخضرارك
وبُخّيلي نارِك
وخليني أنِزّ اخضراري
وانْفُض بريشك عُفاري
واطلَّع بخاري
.
أنا العطش المر.. صبَّار زماني
وياما زرعني الغلابة صحابي ف صحاري قلوبهم
شتا وزعفران
.
أنا حَبَّهان القهاوي
وعصفور بيُبدر غناوي
عن الجُرن والقمح والنخل
عن عش ساند على شوشة
سانده على غصن
ساند على نخلة زان
.
وعَطَّار حبيبتي أنا
خردواتي..
زبايني جميعًا غلابة
باشكَّك بلا نوتة
لا بَنْك عندي ولا دُرج
سَوَّاح بخُرجي
بادلِّل وأنادي:
معاااانا جميع الحاجات القديمة
معاااانا جميع الحاجات الجديدة
معانا القصيدة القصيدة القصيدة.
........
قصيدة الضجر
اشتاقت الريح للسكون
واشتاقت السموات لمنديل الدموع
واشتقت أنا لشَوْي السنابل في الغيطان
.
آه يا مُدن
سَدِّدتي ليَّا حربتك
لسَّه دمايا سخنه فوق نَصْل الشوارع
فوق درابزين الكباري
وفوق تراب الأرصفة
.
قاسية عيون الجلادين
قاسية.. يا خطوات العساكر
طَمْ... طَطَمْ
البحر يشربني ف تباشير المسا..
في الفجر
يِتْقيَّاني ريم أخضر
سَمَك مَيِّت على صخر الشطوط
تلقفني إيد الشوارع
.
ساكَّة ببانها البيوت
.
طَمْ طَمْ.. طَطْم
.
أعرف كتير عنك
يا فاردة على قلبي اللي لسه لحم.. ريشك
يا حمامه بيضا
.
أجهل كتير عنك
لكن لسه فيه مساحة للسؤال والأجوبة
.
الشارع اللي جي ده..
باين عليه هادي
رَفَّة بجناحك
تبقى بَره المستطيل
نُطي على كتفي اليمين
خَطي على كتفي الشمال
حُطي على قورتي.. وطُلي ف عنيه
رفرفي
الليل طويل
ما زال معانا وقت يسمح بالتباريح والغرام..
حاسبي
فيه خطوة جاية
فيه خيال جامح علينا..
اختفى
يا أتعس اليمامات
.
الشارع الجي ده.. يمكن يكون أهدا
الشارع اللي ع اليمين.. يمكن يكون
الشارع اللي ع الشمال.. يمكن
طَطَمْ..
طَمْ طَمْ..
طَطَمْ.
..
قصيدة العتمة
"يا دراعي يا ملفوف
حوالين خصرها
اتحمل"
.
راسِك بتيجي على كتفي اليمين وِتْرُوح
شعرك بييجي
يروح
وييجي
يُلْقُط الدمعة اللي لسه نازلة
لُوْن سحنتي المخطوف..
يرُوح
.
وانتي
دايخه زي السكرانين..
الأرض بتزحلق
والليل بعينه العميه بيبحلق
ويْشِب على سور الفؤاد ويطل
.
لو تسمعيني
كنت أقولك ما تخافيش
فوقي
أنا محتاج ونيس
الاتجاهات لربعه زاغت من إيدي
وما بقاش على الطريق
سوى أربع رجول تايهين
ولسه غامق لون شبابيك البيوت
غطيس..
.
طَوَّح دراعك ف الفضا واضرب
طَبَّق اديك
اضرب
افتح شراعك للرياح.. وانشال
نَسِّي لسانك نكهة الموال
.
افتح شراعك ف المدى.. وامتد
الليل.. بَايِنُّه الليلة
مالهوش حد..
.
افتح شراعك ف المدى..
حاسب
الصوت ده جي منين؟
.
يا أيها الصوت العظيم من فين؟
.
أستحلفك
يا أيها الصوت النبي.. جاوب
.
يا أيها الصوت الجبان
ما تْرُد..
.
الأرض زاحفة في طريق المد
الأرض سايقها أمامه الموج
الأرض زاحفة في طريقها عليَّا
.
لا تنغرز يا أيها الشجر العنيد ف عنيه
وما تُنْقريش قبي اللي لسه بايش
م المطر والحُب
يا عصافير
.........
عفاف
بتْمِيل دماغك لما تبتسمي
بيِنِخ قلبي م الحمول
لا عنيكي بتبطَّل تطيَّر في الحمام
ولا قلبي بيفوق م الذهول
.
مَيِّلتي خدِّك فوق ضلوعي
ميلتي خدك فوق حطب يابس
سبِّلتي عينك لجل ما تنامي!
هاين عليَّا بكل قوة أضمك
.
خايف على خدك ليتجرَّح
خايف عليكي من مرارة جوعي
.
بتفتَحي عينك ف طِيبة وخشوع!
بتفتَحي فيَّا طاقات الألم
.
نِفْسِك يا حلوة تسمعي حدوتة؟
يا طفلتي!
يا ريتني أقدر كنت أحكيلك
وبصوتي ألضملك نجوم الليل وأغنيلك
يتنطط القلب الشقي ف ضلوعك الخَضَرة
وتبتسمي
ويميل دماغك لما تبتسمي
لكني...
آه يا طفلتي
حواديتي ملتوتة
مافيهاش تبات ونبات
ولا فيها شاطر حسن
بيفوز بسِت الحُسن
ولا فيها طير ع الغصن
بيردد الأغنيات
لِسَاني..
ناضِح سكات
ميِّت.. ومن غير كفن
.
وأنتي البريئة
لسه ما شبعتش من نَطَّاتِك العالية الطفولة
لسه بتلمع فوق شفايفك طرطشات النعمة
.
لا أخرة الصهد نسمة
ولا أخرة الوقفة ميلة
.
وبتحلمي لسه بحلاوة سُبَاطي؟
وبكل طيبة بتطلعي – من غير حزام –
فوق نخلتي العالية؟!
.
بتهزّي إيه يا خفيفة؟
.
وكْر النسور تحت باطي
أرجوكي بعدين يهِجُّوا
وانتي اليمامة الضعيفة
.
كان إيه رماكي ف طريقي؟
يا طَيِّبة...
يا عفيفة.
......
صياد
البط ما زال في المصارف والبرك
ما زال بيِسْبَح
ما زال بيستطعم خَضَار الريم
ويُنْدُغ في البسيس
ويْغُزّ سِدره في المساقي الضيقة
ويخُش وحده من سكات – آخر النهار –
عششه الصفيح الخوص
.
ويبيض، ويتّكسَّر، ويسْمَن
.
ولما بِتْهِل المواسم:
تختفي الرقبة النحيلة تحت طوق الورد
يرقُص
رقصته الصعبة النبيلة
........
........
شَيِّلتني حسَّك أمانة
وعَقَدت قورتي بنُص منديلك
وَخلَعت نَفْسك من على الهدمة وجرِيت
البحر قدامك شريط أزرق بعيد
حاسب:
اللعبة مش محسوبة صح
الموج ما كان أبدًا لحاف
ومفيش عرايس بحر دلوقتي
وما تْسِبْنِيش، ورا المتاريس
عيار فارغ
........
بتشدني ليك السكك
وبادُوخ...
واشعلق نفسي في ركابك
وشِوْاَل دقيق آخر النهار...
مفروط على أعتابك
مِتْسَمَّرة عيني على ريحة ظهور قدمك:
الصبح شقشق
يا ترى ف الفتح بيزقزق
مش هاتفتح ع الدفا والنور عنيك؟
الصبح شقشق
يا ترى في الفتح بيزيق
- كما كل البيان -
بابك؟
........
لفِّيت على كفي اليمين صوتك
لفيت على كفي الشمال صوتي
صَقَّفت:
طلعتلي عفاريتك
........
دلدلت سنارتي بأنهارك
وقعدت أعزِّم
وأدْعِي لنهارك
ورجعت...
رامي من ورايا الشمس..
في كم السما..
وَرْدَه
.
والسَبَت مليان.
.....
تنشين
ما شربت غير عَرَق البيوت الطين
ولا كان عشايا في ليلي غيرك
يا قمر يا حزين
.
كِبرت في الزمن اللي مش زمني
لا السِّكة كانت سكتي
ولا المدن مدني
.
وعرفتكم:
طَرْحِة بساريا في شبك صياد
ونفختكم – آخر النهار –
دخان سيجارتي اللف
لفيتكم كما الكورة ورميتكم في الهوا
وجْرِيت
.
شباك أنا مفتوح على الأيام
شباك أنا
لا شيش ولا أُكْرَه
جوايا حابس طلقتي لبكره
جوايا كاتم ضحكتي لقدام
.
قَعَّدتُكم كلكم فوق نملة الدبانة
ما تْعَشِّمُوش نَفْسكم
اللي في عيني دي ماهيش دمعة
واللي مْقَطَّع فيَّا دلوقتي
ماهوش حسرة على أيامنا
أو عشرتنا
أو حتى حنين الدم
.
مافيش مَفَرّ
الدايرة دارت
.
طول عمري عايش وسطكم ساكت
طول عمري باتعلم أصول النشان
.......
القطر ليه مش ناوي يرجع تاني؟
القطر بَايِنُّه رَحَل ونساني
.
والبحر كان موجود هنا
راح فين؟
.
أنا عايز أرمي جتتي واتتاوى
يمكن ألاقي ف شط تاني شروقي
.
يا دمهم
صوتك ما بَطَّل نَبْح في عروقي
.
يا دمهم
لَحْوِسْت إيدي بالسواد
طَرْطَشْت فوق وشي
.
لونك مضيع ملمحي
ريحتك ما بتروحشي
يا دمهم عذبتني
دَوِّبت قورتي م السجود
والرب مش قابل
.
ضَيَّعْتني
.
ممنوع أنا من رحلة السموات
كل الشُهب قاعدالي بالمرصاد
حالفالي لو عديت لَتُرْجُمْنِي
ومافيش مكان راضي يساومني
وبقيت أنا – ف هيش البراري –
صهيل
........
النداهة
الطير المدبوح ع الأرض
والعقرب طَلَّه من وِش الكُودْيَة
والشَعر الهايج رايح جَي
.
الشَعر!
.
الدم الفاير بَخ ف وشي
احْمَرِّت نظراتي
وانطلق الصوت المفزوع
رَجِّني
شالني ونَفَضْنِي
انفرطت ع الأرض ضلوعي
وهَجِّت من سِدري العصافير
.
العصافير هَجِّت
وما هَجِّتش العفاريت!
مسكون بالجن وبالحواديت
اتْخَضِّيت
بعدد أنفاسي
من صوت القطة الحايلة
وكلاب السِّكة الضالة
والصراصير والضفدع والريح
وخيالهم رايح جي قصادي
والشَعر الناعم بيلف على رقبتي
وبيطْرِف عيني
والضحكة اللي تسرسع من غير شِفِّة ولا سنان
اتْجَمِّدت كتير في مكاني
لما لمحت رجول الماعز بعنيَّه
وهُمَّا بينطُّو م الحيط للحيط
.
اتْخَضيِّت
ولا حَدِّش خَدْني ف حُضْنُه رَقَاني
ولا حد سقاني طاسة الخَضَّة
.
اتعترت رجلي في الضلمة
ووقعت على العتبات ياما
وبكيت
ولا حدش سَمَّا عليَّا
.
اتْرَبَّى الخوف وكبر وَيَّايَا ف نفس الجلابية
وراسه طَلَّه مع راسي من نَفْس القُبَّه
ورجليه سابقة رجليه
.
وحبه بحبه
ادحدرت من الجبل العالي لقعر البير
البير – الليل
الميه السودة الناعمة
وغَطَسْت وقَبِّيت
وغطست وكَلْت حشيش م الأرض وعَبِّيت طين
وطفيت
وبقيت...
واحد من سكانه:
السمك الرَّعاش، والضفدع، والجن،
ونَط الحيط، والخوف
وعويل الأرملة لما جسدها يئن
وصوت الضحكة المِتّكَسَّر
والصرخة المكتومة
وفحيح الأنثى، وعربدة الدَكَر الصاحي
والنداهة والشِّعر!
,
الشِّعر!
.
الشِّعر اختارني ونَقَّاني
وندهني الملعون واستدرجني لبيته
الشِّعر غَوَاني
غَوَاني الفاجر... وخاويته
.
الريش الإسود نَبَت في دراعي – جناحي
وباطير من ضلمة لضلمة
وانط نهار ونهار
وف آخر المشوار
بانْسَل من السَما
وباحط هناك على شجر العتمة
وأكاكي
وِتْهِيج الغربان والبوم
وحَدَادي الشوم
يتلموا عليَّا
.
وتطير الشجرة السودة بحالها للسمَا
والناس تحت بتتصادم وتقع
وبترجع تاني تدور حوالين نفسيها
تخبي العيل والكتكوت
وتسد ودانها من الصوت العالي وِتْنُوح:
.
ياما لسه خراب هايحل على بيوت
والموت
لسه هاينصب في الجُرن رحايته
ولسَّه بْمِدْرَايْتُه
هايْدَرِّي تراب الجتت المطحونة في الريح
............
فارس الغبار
بْيشُق حوت الغربة.. شَمْع النظرتين
يطقطق التلج اللي صامغ عنكبوت العِشْرَة في الأحضان
ويفرقع الموج الضرير كُرْبَاجه بيني وبينك
واسْرَح بعيد مع مَيّتَك يا بحر يا مالح
ومن هناك
في آخر الشوف بالْمحك
نقطة بعيدة بتختفي وتتلاشى
.
نقطة بعيدة بتختفي!
يااه!
.
تنهيدة دي؟
واللا بُخَار فَازِز من القمقم يِشْبِه لطعم الراحة
سَلِّفْنِي من مَلْحَك حِفَان يا صديقي
واغْرِف من الشهوة الحرام، والرمل
كل ما تحتاجه
سَلِّفْنِي من مَلْحَك جِفَان يا صديقي
وأنا أعلمك نَصْب الفِخَاخ، والنار
وكُرْه الميتين، والعِيْبَة
.
"يا فارس الموج والهزار:
َ شَحَّت عمرك للغبار والخيبة"
.
اضرب هنا برجليك ونُط هناك
خُطَّافَك المسنون نَفَر من جعبتك
طَوَّح وسَدِّد رميتك
وارْشُق في كبْد سَمَاك
..........
وفاة مورد الجثث
إلى: مجدي الجابري
ما خلاص يا مجدي
فُضَّها سِيْرَة بقى وبكفاياك صِيَاح
وسيبك م الوقفة المتشنجة بتاعة الشُعَرا الأنبيا دي
إيه؟
ها تعمل فيها شهيد؟
إهدا شويه واسمعني:
.
أيوه يا سيدي
أنا اللي وَرَّدت جثتك لعزرائيل!
مالك.. مصدوم كده ليه؟
ومش أنا لوحدي
أنا وشحاته ومجاهد ويسري ومسعود وصفاء كمان
عارف إنك دلوقتي هاتطق من الغيظ
وزمانك بتقول:
طب دول صحابي، هو حاشر نفسه وسطيهم ليه؟!
إخص عليك يا مجدي
دانت حبيبي
.
إشْتِم براحتك
قول كلّ اللي ف نِفْسَك:
خونة، أندال، أوغاد
بس افتكر إنَّك وَرَّدت قبل كده: أبوك، وجدك
وتلاته من أصحابك
وده ساهم في صُنع ديوان ونُص تقريبًا
وأكيد الدور كان هاييجي على واحد مننا وقت اللزوم
.
هيَّه دي قواعد اللعبة يا صاحبي
واللا نسيت؟
أنا كمان وَرَّدت من فترة بسيطة أبويا
وقبل منه بمدة.. جدي
ومعاه أخويا "أشرف"
اللي كان يشبهك الخالق الناطق
واللي مات بنفس المرض اللعين
ونفس السرعة العجيبة اللي مُت بيها
وما تنساش "أروى"
.
المهم إني لغاية دلوقتي مش عارف أكتب حرف واحد
لا عنك ولا عن اللي سبقوك
وبأقول:
يمكن اللي أنا باهَبِّبه ده يطلع في الآخر قصيدة
مين عارف؟
.
في حين إن "شحاته" الملعون
كتب عنك لغاية دلوقتي أربع قصايد
ومش بعيد ع الأربعين يفاجئنا برواية
.
إفردها بقى يا مجدي
ما تكّبرهاش امَّال.. عَلْقَة تفوت يا أخي
وبعدين بزِمِّتك.. مش كده أحسن؟
وأهي ما فرقتش كتير
آديك معانا زي الأول.. ويمكن أكتر
أنا عارف أنك كنت بتكره الموت طول الوقت
كنت حاططِ نقْرَك من نِقْرُه، وقاعد له ع الواحدة
والحقيقة إنت كنت حاسس من فترة إنه حاطط عينه عليك
من يوم السهرة إياها
لما خطف تلاته من صحابك... واحد ورا واحد
وقلت:
الدور عليَّه
واتأكدت تمامًا يوم ما طلعلك ع الشط ف جَمَصَه
على هيئة عيل صغير.. في إيده كُرِيْك
وبيُحفر في الرملة، ويبصلك ويضحك
وقَعَدْت إنت تتحجّجله بإن لسه ملامحك مهزوزة
وحاجات كده
وإن ماحدش هايغامر ويتعاقد معاه
عشان يِوَرَّد له جثة واحد لسه ملامحه ما تحددتش
لكن فاتك إنك سايب وراك صحاب زي الديابة
عارفين مصلحتك كويس
.
وبعدين اسمحلي:
مش أنتَ بقى اللي تقرَّر لمؤاخذه
إن ملامحك مهزوزة واللا لأ
.
إحنا بصراحة اتفقنا ف سِرِّنا من زمان
إننا نورَّد جثتك إنت في الوقت المناسب
وإن جيت للحق
مافيش وقت أنسب من ده
كلنا مزنوقين يا صاحبي زنقة الكلاب
وأنت عارف
.
أنا مثلاً مَبَاكتبش بقالي تلت سنين
يرضيك كده؟
.
ثم إننا فكرنا كتير
ولقينا إنك أنسب واحد فينا.. عارف ليه؟
.
أولاً:
إنت أكترنا زهدًا في الحياة
راضي بالحد الأدنى دايمًا من كل شيء
ومتعك الأساسية بسيطة:
أربع علب سجاير مفتوحين، وبراد شاي
وصوت صحابك وهم بيضحكو
صاحبك اللي احتلو بِرْكِة روحك
وعمَّالين يكاكو ويبلبطو فيها طول الوقت زي
الضفادع
ثانيًا:
وِشَّك الوسيم
رغم الهالات الغامقة حوالين العنين، والسِنَان البُنِّي
والدقن اللي طول الوقت مِنَبِّته
وشعرك الناعم المهمل، ولُون بَشْرِتك
باختصار:
وِش نموذجي
نبيل جدًا، وبرضه معذب جدًا
ثالثًا:
إنك نجحت قبل أي واحد فينا إنك تُحْفُر ملامحك
وتسيب جوه كل واحد عرفك أو قَرَاك
صورة واضحة لمجدي الجابري الحقيقي..
صدقني
يا بختك يا عم مجدي
وعقبالنا يا سيدي
رابعًا:
إنت أكتر شعراء جيلك اكتمالاً
خَلَّصت نفسك بدري بدري
جربت أشكال كتيرة، والشهادة لله:
كنت طول الوقت قلقان
وِمسَلِّم نفسك تمامًا، وبإخلاص عجيب.. لسُلطة
الشِّعر
فاكر أغسطس طبعًا
أيام اللاهوت الجمالي
وأعراض النبوَّة المُبكِّرة اللي ظهرت علينا
واحنا عيال مقروضين
وشُغل السَحَرَة اللي غرقنا فيه كلنا..
فاجئْتنا أنتَ بـ"أوراق ضد الزمن":
"الشمس بقعة دم من جرح اللمون"
يابن الإيه!
بعد كده غيرت لهجتك
لأ.. دانتَ غيرت جلدك كله عشان تستريح
وكنت من أوائل الشُعرا
اللي بدأوا يهتموا بالحاجات البسيطة والقُريِّبة
فكتبت عن نفسك
وصممت إنك تكشفها على حقيقتها،
كما لو كنت بتنتقم
كتبت عن الخجل، والخوف، والضعف
وعدم الثقة بالنفس
والكبت الجنسي
إوعى تفتكر إننا أصحاء عشان ما بنكتبش عن الحاجات دي
(أنت راجل طيب)
كتبت عن حياتك وتفاصيلها:
القهوة والأوتوبيس والشاي والسجاير الكيلوباترا
والهدوم والكتاب والمدرسة
والخرابات وألعاب الطفولة.
كتبت عن أبوك وأمك وجدك وأخوك وصفاء وهاميس
وأصحابك الشُعرا
عملتلهم حياة تانيه، شَغَّاله،
وها تِفْضَل شغَالة طبعًا
طول ما صوتك قاعد يِزِنّ في القصايد
.
تعرف يا مجدي:
أنا فوجئت، وكنت ف غاية السعادة
لما قريت اسمي ف قصيدة: "غزلية الكنبة"
وقلت لنفسي بخبث:
بكره الأجيال الجديدة لما تقرا القصيدة
وتسأل: مين أسامة الدناصوري؟
هايقولو ده أكيد كان رسام مهم من أصدقاؤه
.
أشكرك يا صديقي..
.
على فكرة يا مجدي
ليَّا عندك خدمة ياخويا
يا ريت، عشان خاطري، يعني لو سمحت..
تكلملي الباشمهندس عزرائيل
تلاقيه بقى صاحبك دلوقتي الروح بالروح
وصيه، الله لا يسيئك، يِصَهْيِن عني شوية
أنا بالذات، لسه بدري قوي، ما يُغُرَّكْش
فيه حاجات كتيره ما عملتهاش، ونفسي أعملها
ومتهيألي: لازم أعملها يا صاحبي
مافيش مَفَر
إنت نفسك سبق وقلتها:
"الحياة مش بروفة"
.
تعرف ياد:
موتك خلاني أكتشف إن مُحبي الحياة دول غلابة قوي
ووقت الجَد.. يستخبوا زي الفيران!
أما الزُهَّاد العتاولة اللي زَيَكُم..
فما فيش حاجة بتفْرق معاهم
.
إيه يا مجدي..
إحنا فين..وأنتو فين؟!
........................
الأسماء في القصيدة
مجدي الجابري "أغسطس 1961 – مايو 1999": شاعر، صدر له.. (أغسطس) 1990 – (بالظبط كإنه حصل) 1994 – طبعات محدودة – (عيل بيصطاد الحواديت) 1995 – هيئة قصور الثقافة – سلسلة إبداعات.. (الحياة مش بروفة) مايو 1999 – هيئة قصور الثقافة – أصوات أدبية. شحاته العريان، مجاهد الطيب، يسري حسان، مسعود شومان: أصدقاء شعراء. صفاء عبد المنعم: كاتبة، زوجة مجدي. أشرف الدناصوري "1965 – 1985": أخو الشاعر. أروى صالح "1951 – 1997": كاتبة ومترجمة، مناضلة سياسية من رموز الحركة الطلابية في مصر، انتحرت، ولها كتاب بعنوان (المبتسرون). هاميس: ابنة مجدي. _________________ حسن بلم | |
| |