® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2015-12-23, 4:48 pm | | كلّما قرأت لعمرو حمزاوى ارتبكت وشعرت باللغة العربية تمسك عقلى من تلابيبه وتلقى به فى أغوار بعيدة نائية! كمٌّ هائل من الدربكة اللغوية وزحام رهيب من التراكيب والمصطلحات يدهس الفكرة الاساسية بأحذية لمّاعة من البلاغة المتفذلكة ! فتصرخ الفكرة وتهرب وتترك الكلمات تدهس بعضها بعضا فى تدافعها السريع فكرة مقالاته كلّها بسيطة فلماذا يصر على ايصالها بطريقة معقّدة ؟ والفنّ الحقيقى ما هو الا وسيلة لايصال الأفكار المعقّدة بطريقة بسيطة وسهلة #hassanbalam @hassanbalam
عمرو حمزاوي يكتب: مقال دون أبعاد
القراء الأعزاء، تحياتي لكم. يلح بعضكم مطالبا أن أفكر في تغيير طريقتي في الكتابة الصحفية. منكم من يراني مغرقا في تراكيب لغوية معقدة. ومنكم من سأم تحليل قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان المهدرة في بلادنا عبر الإشارة إلى جوانبها المختلفة – أو الأربعة أبعاد الحاضرة دائما عندما أكتب، على ما ذهب صاحب المقال التخيلي “4 أبعاد للمكرونة بالبشاميل.. بقلم مش عمرو حمزاوي.” ومنكم من يسجل محقا أن اللغة هي أداة تواصل ونقل أفكار ورؤى وأن الكاتب عليه مسؤولية استخدام لغة تناسب الجمهور الذي يخاطبه، ويصنفني هنا ككاتب يقع في خطيئة الاستعلاء على القراء بمصطلحات متخصصة أو غير واضحة المعنى. حسنا، أتعامل مع انتقاداتكم المشروعة بجدية كاملة، وأبحث في طرق لتطوير طريقة الكتابة الصحفية دون وقوع في أحد أسلوبين لا أرضاهما لا لكم ولا لنفسي، الكتابة بالعامية أو الكتابة باستخدام جمل منمطة وصياغات متعارف عليها. ……………….. اسمحوا لي أن أعرض عليكم مثالا محددا لما أعنيه. سأورد فيما يلي فقرة من مقال نشر لي، ثم أعيد صياغتها مرة مستخدما العامية ومرة موظفا الجمل المنمطة. فقرة من مقال في هامش الديمقراطية، نشر في جريدة الشروق تحت عنوان “الانتقاء بين الضحايا”، عدد 8 ديسمبر 2015: ينتقص من وفي التحليل الأخير يتناقض مع القيمة الأخلاقية والإنسانية لحقوق الإنسان، أن يتعامل نفر من المدافعين عنها بانتقائية مع المظالم والانتهاكات التي تنزلها السلطوية بالمواطن. البعض ينتقي وفقا لمعايير القرب والبعد الإيديولوجي، فيطلق حملات دؤوبة للتضامن مع المسلوبة حريتهم من المنتمين لليسار واليمين المعارض، ويتضامن بدرجة أقل مع القابعين وراء الأسوار من الديمقراطيين أصحاب الرؤى غير العلمانية، ويسكت بصورة شبه كاملة عن المسجونين، والمحبوسين احتياطيا، الذين لم يثبت عليهم التورط في خروج على القانون من أعضاء جماعة الإخوان والمتعاطفين معها. إعادة صياغة نفس الفقرة بالعامية: بيقلل جدا من قيمة كلامنا عن حقوق الإنسان لما نتعامل معاها على مزاجنا، وندافع بس عن حقوق اللي متفقين معاهم ونزعل بس على اصحابنا واللي زينا لما يتسجنوا أو يتعذبوا ونتجاهل اللي مختلفين معانا. في مننا بيخلوا القرب والبعد في الأفكار يحدد لهم امتى يتكلموا عن الظلم اللي ناس كتير بيتعرضوا له النهارده في مصر. فيقوموا الدنيا على فيسبوك وتويتر لما يتسجن أي حد غير إسلامي، وتتحرك بسرعة حملات تضامن مع الحقوقي حسام بهجت ومع الصحفي إسماعيل الإسكندراني دايما باكون معاها وفي صفها. بس المشكلة بتحصل لما يسكتوا في حالات ظلم تانية ما تقلش قسوة أو لما تمشي حملات التضامن على سطر وتسيب سطر لأن المظلومين يإما مش شبههم أو من المحسوبين على تيارات الإسلام السياسي. فيتكلموا شوية عن الصحفي المحترم هشام جعفر وزميله حسام السيد ويسكتوا بعد كام يوم مع إن الاتنين حبسهم الاحتياطي مستمر، أو يسكتوا تماما في حالة مسجونين من الإخوان لا خالفوا القانون ولا استخدموا العنف وكتير منهم في السجون بحبس احتياطي بقاله أطول من سنتين. يعني من الآخر، ما يصحش كده. إعادة صياغة نفس الفقرة باستخدام جمل منمطة متعارف عليها في الكتابة الصحفية: حقوق الإنسان قضية لا يصح التفريط فيها أو تجاهل متطلباتها. والمؤكد أن التعامل مع حقوق الإنسان على نحو يميز بين مجموعات الضحايا وبعضها يذهب بالمصداقية. والحقيقة أن القيمة الأخلاقية والإنسانية لحقوق الإنسان، وكما أشرت مرارا في مقالاتي السابقة، تسقط عندما نبدأ في انتقاء من نتضامن معهم من الضحايا ونقرر إهمال آخرين. والمؤكد أن المعايير المزدوجة للمدافعين عن حقوق الإنسان، كما أسميتها من قبل، تدخلنا جميعا في أزمة مصداقية لا حلول سهلة لها. كارثة أن نتحمس بأعداد كبيرة للدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان من العلمانيين الذين يقتربون منا فكريا وسياسيا، مأساة أن نغمض العين عن الضحايا الآخرين من المنتمين لتيارات الإسلام السياسي الذين لم يخالفوا القانون أو يمارسوا العنف. والحقيقة أن تجاوز أزمة فقدان مصداقية خطاب حقوق الإنسان يقتضي وعينا جميعا بما سبق والتفاتنا إليه على وجه السرعة. ……………….. ماذا ترون الآن؟ ألا تظنون أن للغة الفصحى بلاغتها وجمالها ودقتها الضرورية عند تدوين الأفكار؟ ألا تعتقدون أن الجمل المنمطة تضيع الكثير من المعنى والمضمون، وأن الكاتب يصادر من خلال جمل “والحقيقة أن” و”المؤكد أن” على آراء القراء وتعاملهم الحر مع النصوص المكتوبة؟ ألا تصبرون علي قليلا كي أتخلص من بعض التراكيب اللغوية المعقدة ومن المصطلحات المتخصصة، دونما ابتعاد عن الفصحى الجميلة أو تورط في الكتابة النمطية؟ | |
| |