بابلو نيرودا
أخيرا لم يعد هناك أحد، لا، لا صوت، لا فم،
لا عين، لا أيد، لا أقدام. انحسرت جميعها إلى البعيد.
يمضي النهار الناصع، مثلما الطوق،
والهواء البارد معدن تعرى
أجل، معدن، هواء، ماء، ازدهار
أصفر، عنقود غليظ \وثمة شيء آخر، إلحاح عطرها،
إرث الأرض النقي.
أين تكمن الحقيقة؟ لكن المفتاح
ضاع، في غمار جيش من الأبواب،
جثم هناك، وسط الآخرين،
دون
أن يعثر قط
على قفله مجددا.
في النهاية،
ولهذا السبب، ليس ثمة مجال يضيع فيه
المفتاح، أو الحقيقة، أو الكذب.
ها هنا،
لا وجود للشوارع، وما من أحد يوصد بابا وراءه.
لا يتفتح الرمل إلا لزلزال.
ويتفتح البحر كله، الصمت جميعه،
الفراغ بأزهاره الصفراء،
يتفتح عطر الأرض الضرير،
ولما كانت الطرقات لا وجود لها؛
فما من أحد سيأتي. العزلة
وحدها تطن،
مثلما جرس يقرع.