من كلام الأموات
أنا المنسي عند مقالع الأحجار
وتحت الصخرة الصّماءِ
تأكل من شراييني
مسامير الدخان
أكاد لا أصحو ولا أغفو
تجاوزني المدى
وانحل ما بيني وبين النور
تمزّق كلّ شيء في يقيني
ما هديرُ الموج
ما الأنهارُ
وما الأبدُ الذي ينأى
وما الأزل الذي يجفو
ومعنى أن أحن
وأن أمدّ يدي
وأن أختارْ
وتنبش في التراب يدي
وأفتل في ظلام الليل حبلاً
سأبقى ها هنا ظلاً
على سفح الجدارِ
يلُمني جزر
وينشرني هديرُ الموج
أنا النهرُ
أمتهنُ الوصلَ بين الحنين
وبين الربابة
وبين لهاث الغصونِ وسمعِ السحابة
أنا النهر أُسرجُ همسَ الثواني
وأركب نسغ الأغاني
وأترك للريح والضيفِ صيفي
ومجدولَ سيفي
وآتي على صهوة الغيم
آتي على صهوة الضيمِ
آتي على كلّ نقع يُثارُ
وآتيكِ،
أمنحُ عينيكِ لونَ سهادي
وحزنَ صهيل جوادي
وأمنحُ عينيكِ صولةَ طارق
وأسقط خلفَ رمادِ الزمانِ
وخلفَ رمادِ الزوارقِ
(قصيدة/ سبتة)
من شَدَّ عند صخرة ظُنوني
ومدّ منقاراً
إلى عيوني
يا سارق الشعلةِ
إن الصّخْبَ في السكون
فاقطفْ زهورَ النورِ
عبر الظلمةِ الحرونِ
نحن انتجعنا الصمتَ
في المغارة
لأن نَتْنَ المحل
لا تغسلُه العبارهْ
(قصيدة/ كبوة الريح)
أخرج من دائرة الرفض
ومن دائرة
السؤال
أراقب الأمطار
تجفُّ في الطّويّةِ
الأمارة
تُسعفني الكأس ولا
تُسعفني العبارة
(قصيدة/ السقوط)
تلبسني الأشياء
حين يرحل النهار
تلبسني شوارع المدينة
أسكن في قرارة الكأس
أحيل شبحي
مرايا
.......
.......
أقول:
يا أرض ابلعي ماءك
أو فلتغرقي
في الدم
والأشلاء
والأنين
(قصيدة /السقوط)
تحز خناجر الثعبان
ضوء عيونكِ
الأشيب
وتشمخُ في شقوق التيه
تشمخُ لسعةُ العقرب
وأكبر من سمائي
من صفاء الحقد في عينيّ
أكبر
وجهكِ الأجدبْ
أيا باباً إلى الحق
ارتمى
من أين آتيكِ
وأنتِ الموتُ، أنتِ الموتْ
أنتِ المُبتغى
الأصعبْ
القدس
رأَيتُكِ تَدفنينَ الرِّيحَ
تحت عرائشِ العَتمه
وتلتحفين صمتكِ
خلف أعمدةِ الشبابيكِ
تصبّين القبورَ
وتشربينَ
فتظمأ الأحقابْ
ويظمأ كلُّ ما عتّقتِ
من سُحبٍ ومن أكوابْ
ظمئنا
والردى فيكِ
فأين نموت يا عمّهْ ؟.
****
تحزّ خناجرُ الثعبانِ
ضوءَ عيونكِ
الأشيبْ
وتشمخ في شقوق التيهِ
تشمخ لسعةُ العقربْ
وأكبرُ من سمائي
من صفاء الحقدِ في عينيَّ
أكبرُ
وجهُكِ الأجدبْ
أيا باباً إلى اللهِ
ارتمى
من أينَ آتيكِ
وأنتِ الموتُ، أنتِ الموتُ
أنتِ المبتغى
الأصعبْ.
****
مددتُ إليكِ فجراً من حنيني
للردى وغمستُ محراثي
ببطن الحوتْ
فأيّةُ عشوةٍ نبضتْ بقلبي
في دم الصحراءْ
وأيُّ رجاءْ
تَفسَّخ في نقاء الموتِ
أشعل ظلمةَ التابوتِ
في عيني
فجئتُ إليكِ مدفوناً
أنوء بضحكة القرصانْ
وبؤسِ الفجرِ
في وهرانْ
وصمتُ الربّ أبحرَ في جوانب مكّةٍ
أو طورِ سينينا.
****
وتلتفتين لا يبقى مع الدمِ
غيرُ فجرٍ في نواصيكِ
وغيرُ نعامةٍ ربداءْ
وليلٌ من صريف الموتِ
قصَّ جوانحَ الخيمه
تصبّين القبورَ
وتشربينَ
فتظمأ الصحراءْ
ظَمِئنا
والردى فيكِ
فأين نموتُ
يا عمّهْ ؟